کشف الاسرار
تعليقات
للعالم العامل و الفاضل الباذل المرحوم الحاج
الميرزا ابوتراب بن محمد حسن الكرماني
علي المصحف المحشي الكريم
المجلد الثانی – القسم الثالث
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 361 *»
«سورة الـتـوبـة»
مدنية و هي مائة و تسع و عشرون اية نزلت في سنة تسع من الهجرة بعد الرجوع من غزوة تبوك (ث) استثني بعضهم قوله لقدجاءكم رسول الي اخر السورة نزلت بالمدينة و هي مائة و ثلثون اية غير الكوفي اختلافها ثلث بريء من المشركين بصري عذاباً اليماً شامي و عاد و ثمود حجازي (هـ) عوض التسمية اعوذ باللّه من النار و من شر الكفار و من غضب الجبار العزة للّه و لرسوله و للمؤمنين (هـ) عن علي7لمتنزل بسم اللّه الرحمن الرحيم علي رأس سورة البراءة لانّ بسم اللّه للامان و الرحمة و نزلت براءة لرفع الامان و السيف و روي انّ الانفال و براءة واحدة.
هذه (براءة) مبتدأ (ل) انقطاع للعصمة (من اللّه) نعت (ل) (و رسوله الي الذين) خبر (ل) (عاهدتم من المشركين 1).
(فسيحوا في الارض اربعة اشهر) كان ابتداؤها يوم النحر الي العاشر من ربيعالاخر (ث) (و اعلموا انكم غير معجزي اللّه و انّ اللّه مخزي الكافرين 2).
(و اذان) عطف علي براءة او مبتدأ و انّ اللّه خبره (هـ) فيه معني الامر اي اذّن (هـ) علي7 (ث) كان المؤذن علي7 (ث) اذان من اللّه دعوة القائم الي نفسه (ث)([1])
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 362 *»
(من اللّه) نعت (ل) (و رسوله الي الناس) خبر اذان (ل) (يوم) عامله مخزي او اذان (ل) (الحجّ) يوم النحر (ث) (الاكبر) الحج الاصغر العمرة (ث) روي لو كان الاكبر يوم عرفة لكان اربعة اشهر و يوم (هـ) و روي ان فتح مكة سنة ثمان و نزول براءة في سنة تسع و حجة الوداع في سنة عشر (هـ) هو خروج القائم (ث) (انّ) بانّ (اللّه بريء من المشركين و رسوله) بريء (ل) (فان تبتم فهو خير لكم و ان تولّيتم فاعلموا انكم غير معجزي اللّه و بشّر) معطوفة علي معني اذان اي اذّن و بشّر (الذين كفروا بعذاب اليم 3).
(الاّ الذين) في موضع نصب علي الاستثناء (عاهدتم من المشركين ثم لمينقصوكم شيئاً) من شروط العهد (و لميظاهروا عليكم احداً فأتمّوا اليهم عهدهم الي مدّتهم انّ اللّه يحبّ المتقين 4).
(فاذا انسلخ الاشهر الحرم) هي يوم النحر الي عشر مضين من ربيعالاخر (ث) الظاهر انها الاربعة المؤجلة في اول السورة (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم و خذوهم و احصروهم و اقعدوا لهم) علي (كلّ مرصد )لئلايبسطوا في البلاد (ز) (فان تابوا و اقاموا الصلوة و اتوا الزكوة فخلّوا سبيلهم انّ اللّه غفور رحيم5).
(و ان) استجارك (احد من المشركين استجارك فأجره حتي يسمع كلام اللّه) عن علي7 انما كلامه سبحانه فعل منه انشأه و مثله لميكن من قبل ذلك كائناً و لو كان قديماً لكان ازلاً ثابتاً (ثم ابلغه مأمنه ذلك) اي الاجارة لسماع الكلام (يم) (بأنّهم قوم لايعلمون 6).
(كيف) خبر يكون (ز) او حال مقدم (ز) (يكون للمشركين) او هو خبر يكون او عند اللّه (ز) (عهد عند اللّه) صفة عهد او ظرف له او ليكون (ز) (و عند
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 363 *»
رسوله الاّ الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فمااستقاموا) اي فماداموا يستقيمون (لكم فاستقيموا لهم انّ اللّه يحبّ المتقين 7).
(كيف) يكون لهم عهد (و ان يظهروا عليكم لايرقبوا فيكم الاًّ) قرابة (و لا ذمةً) عهداً (يرضونكم بأفواههم و تأبي قلوبهم و اكثرهم فاسقون 8).
(اشتروا بايات اللّه ثمناً قليلاً فصدّوا عن سبيله انهم ساء) العمل عملهم (ما كانوا يعملون 9).
(لايرقبون في مؤمن الاًّ) قرابة (و لا ذمةً) عهداً (و اولئك هم المعتدون10).
(فان تابوا و اقاموا الصلوة و اتوا الزكوة فاخوانكم في الدين و نفصّل الايات لقوم يعلمون 11).
(و ان نكثوا) نقضوا (هـ) نزلت في طلحة و زبير (ث) (ايمانهم) عهودهم (من بعد عهدهم و طعنوا في دينكم) روي من طعن في دينكم هذا فقدكفر قال اللّه و طعنوا في دينكم الاية. روي في اهل الجمل ماقاتلت هذه الفئة الناكثة الاّ باية من كتاب اللّه و ان نكثوا ايمانهم الاية (فقاتلوا) فهم كفار يجب قتالهم (ائمة) بالهمزة علي قراءة الكوفيين و (ر) و بالحمرة بالياء باختلاس الكسرة (الكفر) وضع المظهر مكان المضمر للتنبيه علي ان الطعن في الدين و نكث الايمان سبب مستقل في الكفر يعرف بذلك غير المشركين ايضاً (يم) (انّهم لا ايمان) بالفتح علي قراءة السواد و بالكسر علي قراءة (ر) (هـ) لا عبرة بمااظهروه من الايمان (ث) (لهم لعلهم ينتهون 12).
(الا) تحضيض (تقاتلون قوماً نكثوا ايمانهم و همّوا باخراج الرسول) كماتشاوروا في دار الندوة (يم) (و هم بدءوكم اول مرة أتخشونهم فاللّه )مبتدأ (ل) (احق) خبر (ل) (انتخشوه) بدل اللّه (ل) (ان كنتم مؤمنين 13 )فاخشوا اللّه.
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 364 *»
(قاتلوهم يعذّبهم اللّه بايديكم) ففعل المؤمنين فعل اللّه (يم)([2]) (و
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 365 *»
يخزهم) يذلّهم (و ينصركم عليهم و يشف صدور قوم مؤمنين 14).
(و يذهب غيظ قلوبهم و يتوب اللّه علي من يشاء و اللّه عليم حكيم 15).
(ام حسبتم) عطف علي قوله الاتقاتلون (هـ) ذكر ذلك بمناسبة ما جرّ الكلام الي المؤمنين (يم) (انتتركوا) سد مسد المفعولين (ل) (و لمّايعلم اللّه) لمايري فاقام العلم مقام الرؤية لانه علم قبل ان يعلموا (ق) (الذين جاهدوا منكم و لميتخذوا من دون اللّه و لا رسوله و لا المؤمنين) المحمد (ث)([3])
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 366 *»
(وليجة) بطانة لسرّه (ث) الوليجة الذي يقام دون ولي الامر و الائمة الذين يؤمنون علي اللّه فيجيزهم امانتهم (ث) روي اياكم و الولايج فان كل وليجة دوننا فهو طاغوت او قال ندّ (و اللّه خبير بماتعملون 16).
(ماكان للمشركين) ثم عاد الي ذكر الكفار (يم) (انيعمروا مساجد اللّه )علي قراءة السواد و علي قراءة (ث) و (و) مسجد علي صيغة الافراد (شاهدين )حال (علي انفسهم بالكفر اولئك حبطت اعمالهم و في النار هم خالدون 17).
(انمايعمر مساجد اللّه من امن) ثم عاد الي ذكر المؤمنين و وصفهم (يم) (باللّه و اليوم الاخر) روي ان بيوتي في الارض المساجد و ان زوّاري فيها عمّارها (و اقام الصلوة و اتي الزكوة و لميخش الاّ اللّه) ترك الخشية عن غير اللّه من صفات المهتدين (يم) (فعسي اولئك انيكونوا من المهتدين 18).
(أجعلتم سقاية) اسم زمزم (ث) هي الة تتخذ لسقي الماء (هـ) او يقدر
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 367 *»
اصحاب السقاية (ل) (الحاجّ و عمارة) سقاية و عمارة مصدران (ز) قرئ بالحمرة سقاة بالضم و حذف الياء و عمرة بفتحتين (المسجد الحرام) نزلت في علي و عباس و شيبة و كان عباس بيده سقاية الحاج و شيبة حجابة البيت (ث) و عن الباقر7 انه قرأ سقاة الحاج و عمرة المسجد الحرام و الظاهر ان عمرة بفتح العين و الميم و في القراء غير السبع من قرأ كذا (كمن) كايمان من (هـ) علي7 (ث) (امن باللّه و اليوم الاخر و جاهد في سبيل اللّه لايستوون عند اللّه و اللّه لايهدي القوم الظالمين 19) فيه دلالة علي التقرير الذي به هداية كل بصير (يم).
(الذين امنوا و هاجروا) لماامر بالجهاد اراد انيبين فضل المجاهدين تقريباً و تأليفاً (يم) (و جاهدوا في سبيل اللّه باموالهم و انفسهم اعظم درجةً عند اللّه و اولئك هم الفائزون 20) ظهر من الاية انه اذا وقع افعل بين الخير و الشر يراد منه محض اثبات الصفة و اذا وقع بين الخيرين يراد منه التفضيل مثلاً اذا قيل الصدق افضل من الكذب و احسن يراد به ان الصدق فاضل و حسن و اذا قيل الايمان احسن من الكفر يراد منه ان الايمان حسن لا ان للكفر حسن و منه قوله هنا اعظم درجةً و لا درجة للسقاة و العمرة عند اللّه و اذا قيل الصلوة خير من الصوم فلكليهما خير فلاتغفل (يم).
(يبشّرهم) علي صيغة التفعيل و علي قراءة (ح) القارئ بالحمرة بضم الشين من الثلاثي (ربهم برحمة منه و رضوان و جنات لهم) نعت (ل) (فيها نعيم مقيم21).
(خالدين فيها ابداً انّ اللّه عنده اجر عظيم 22).
(ياايها الذين امنوا لاتتخذوا) ثم اخذ يحرّصهم علي الجهاد و ينهيهم عن العطف علي الكفار (يم) (اباءكم و اخوانكم اولياء) روي من تولي ظالماً فهو ظالم و استشهد بالاية (ان استحبّوا) اختاروا (الكفر) ولاية الاول و الثاني (ث) (علي الايمان) ولاية علي بن ابيطالب (ث) (و من يتولّهم منكم فاولئك هم الظالمون23).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 368 *»
(قل ان كان اباؤكم و ابناؤكم) نزلت في جزع القريش عند منع علي7 المشركين عن الحج (ق) (و اخوانكم و ازواجكم و عشيرتكم) اقاربكم (هـ) و علي قراءة الحمرة عشيراتكم علي صيغة الجمع و هي قراءة ابيبكر (و اموال اقترفتموها) اكتسبتموها (و تجارة تخشون كسادها) فوات وقت نفاقها (ز) (و مساكن ترضونها احب) اقرب (اليكم من اللّه و رسوله و جهاد في سبيله) في علي (يم) روي لايجد احد طعم الايمان حتي يحب في اللّه و يبغض في اللّه (فتربّصوا حتي يأتي اللّه بامره و اللّه لايهدي القوم الفاسقين 24) فترجيحها علي اللّه و رسوله فسق (يم) فيه دلالة علي التقرير (يم).
(لقد) للقسم (نصركم اللّه) ثم ذكر نصرته للمؤمنين تفهيماً لهم ان اللّه سبحانه يأمركم بالنصر لاحتياجكم الي نصره لا احتياجه الي نصركم و له جنود السموات و الارض و هو خالق الجنود (يم) (في مواطن) غير مصروف لانه جمع لا علي مثال الاحاد (كثيرة) كانت ثمانين (ث) (و يوم حنين) اسم لواد (اذ اعجبتكم )صاحب العجب كان ابوبكر (ث) فالعجب مردي (يم) (كثرتكم فلمتغن عنكم )لمتدفع عنكم (يم) (شيئاً) من الغنا (ز) (و ضاقت عليكم الارض بمارحبت )مع رحبها اي سعتها (ثم ولّيتم) ولّي ابوبكر (ث) (مدبرين 25) حال (ل).
(ثم انزل اللّه سكينته) الايمان (ث) روي السكينة ريح من الجنة تخرج طيبة لها صورة كصورة وجه الانسان فتكون مع الانبياء و هي التي نزلت علي ابرهيم خليلالرحمن حيث بني الكعبة فجعلت تأخذ كذا و كذا فبني الاساس عليها (علي رسوله و علي المؤمنين و انزل جنوداً لمتروها و عذّب) هو القتل (ث) (الذين كفروا و ذلك جزاء الكافرين 26).
(ثم يتوب اللّه من بعد ذلك علي من يشاء و اللّه غفور رحيم 27).
(ياايها الذين امنوا انما المشركون) ثم عاد الي ذكر المشركين بمناسبة السورة و مامرّ و قوله و عذّب الذين كفروا (نجس) مصدر يستوي فيه الواحد و الجمع
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 369 *»
(فلايقربوا المسجد الحرام) النهي للمؤمنين اي لاتدعوهم يقربون (بعد عامهم هذا و ان خفتم عيلةً) فقراً من عدم دخول المشركين المسجد الحرام و تركهم التجارة (يم) (فسوف يغنيكم اللّه من فضله ان شاء انّ اللّه عليم حكيم 28).
(قاتلوا الذين لايؤمنون) نسخت قوله قولوا للناس حسناً فانها في اهل الكتاب (ث) (باللّه و لا باليوم الاخر و لايحرّمون ما حرّم اللّه و رسوله و لايدينون دين الحق من الذين) وصف الذين اول (اوتوا الكتاب حتي يعطوا الجزية) و هي الي الامام انيأخذ من كل انسان منهم ماشاء (ث) روي الجزية عطاء المهاجرين و الانصار و الصدقة لاهلها الذين سمي اللّه في كتابه و ليس لهم من الجزية شيء (عن يد )حال اي يداً عن يد (و هم صاغرون 29).
(و قالت اليهود) ثم بيّن مذاهب اليهود و النصاري بمناسبة الاية السابقة و كأنه يستدل علي لزوم مقاتلتهم تقريباً للمجاهدين (يم) (عزير) مبتدأ (هـ) علي قراءة السواد بالتنوين و علي قراءة (ص) و (س) عزيرُنِ بكسرالنون الحادثة من التنوين (ابن اللّه) خبر (و قالت النصاري المسيح ابن اللّه ذلك قولهم بافواههم) لميصدر عن يقين قلبي (يضاهئون) يضاهي قولهم (ز) او يضاهئون بقولهم او في قولهم (يم) يشابهون (هـ) و علي قراءة الحمرة يضاهون بحذف الهمزة و هو قراءة غير (ص) (قول الذين كفروا من قبل) في محاجة رسولاللّه9 مع الدهرية قال9 أتقدرون ماتقدم من الليل و النهار متناه او غيرمتناه فان قلتم غيرمتناه فكيف وصل اليكم اخر بلانهاية لاوله و ان قلتم انه متناه فقدكان و لا شيء منها (ث) (قاتلهم اللّه) لعنهم اللّه (ث) (اني يؤفكون 30) يصرفون عن الحق (يم).
(اتخذوا احبارهم و رهبانهم ارباباً من دون اللّه و المسيح ابن مريم )عن ابيعبداللّه7 اما واللّه مادعوهم الي عبادة انفسهم ولو دعوهم الي عبادة انفسهم مااجابوهم ولكن احلّوا لهم حراماً و حرّموا عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لايشعرون
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 370 *»
(و ما امروا الاّ ليعبدوا الهاً واحداً) بولاية الولي الحق (يم)([4]) (لا اله الاّ هو سبحانه عمايشركون 31).
(يريدون انيطفئوا نور اللّه) اثبتوا في الكتاب مالميقله اللّه ليلبسوا علي الخليقة (ث) (بافواههم) بعد رسولاللّه (ث) بالاقوال الصادرة عن الافواه (هـ) و بالنفخ لاينطفي الاّ نار ضعيفة (هـ) يعني باحاديثهم المزوّرة المكذوبة في خلافة الاول و قطع ارث اهلالبيت (يم) (و يأبي اللّه) كل شيء (الاّ انيتمّ نوره) ولاية القائم (ث) باميرالمؤمنين (ث) فاعمي اللّه ابصارهم حتي تركوا فيه مادلّ علي مااحدثوه و حرّفوا منه (ث) في ذكر الاية بعد الايتين سرّ من باطن الباطن لا اله الاّ هو اني يشركون (يم) (ولو كره الكافرون 32) بولاية علي7 (ث).
(هو الذي ارسل رسوله) ذكر الرسول لانه نور اللّه و اهل الكتاب ساعون في اطفاء نوره و ابي اللّه ذلك (يم) (بالهدي و دين الحق) الولاية (ث) (ليظهره)ليغلبه (علي الدين) حتي يقر كل احد بالاسلام (ث) عند قيام القائم (ث) (كله) و قداظهره الان علي الدين كله اذ رفع التورية و الانجيل و الكتب و العلماء و العلم و
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 371 *»
البرهان من بينهم و من تتبع وجد انه لا دين اليوم لاحدي الامم (يم) (و لو كره المشركون 33) اذا خرج القائم لميبق مشرك باللّه العظيم و لا كافر الاّ كره خروجه (ث).
(ياايها الذين امنوا) ثم ذكر احوال علمائهم تحريصاً لقتالهم (يم) (انّ كثيراً من الاحبار) العلماء (و الرهبان) الزهاد (ليأكلون اموال الناس بالباطل و يصدّون عن سبيل اللّه) عن علي (يم) (و الذين) مبتدأ (هـ) يمكن عطف الذين علي كثيراً و حاصله ان العلماء و السلاطين صاروا كذا و قوله فبشّرهم تقريع و قوله هذا ما كنزتم مقول لمحذوف و هو يقال و يوم يحمي ظرف قوله يقال (يكنزون) في عصر الحجة (ث) (الذهب) انما عني ماجاوز الفي درهم (ث) (و الفضة) روي كل مال يؤدي زكوته فليس بكنز و ان كان تحت سبع ارضين و كل مال لايؤدي زكوته فهو كنز و ان كان فوق الارض (و لاينفقونها) حال او عطف علي يكنزون (في سبيل اللّه) في علي (يم) و لايأتون بها الي القائم يستعين بها علي عدوه (ث) (فبشّرهم بعذاب اليم34).
(يوم) ظرف عذاب او بشّرهم او هذا ما كنزتم (يحمي) يوقد (عليها في نار جهنم فتكوي) عطف علي يحمي (بها جباههم و جنوبهم و ظهورهم هذا )خبر الذين تقديره يقال لهم هذا (ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون 35).
(انّ عدة الشهور) الائمة (ث) (عند اللّه اثناعشر شهراً) ثم ذكر امر الاشهر و الاشهر التي لايجوز فيها القتال بمناسبة احكام الجهاد (يم) (في كتاب اللّه يوم) بدل عند اللّه (هـ) عامله كتاب (ل) (خلق السموات و الارض منها اربعة حرم) رجب و ذوالقعدة و ذوالحجة و محرم (هـ) روي السنة محمد و شهورها الائمة منها اربعة حرم يخرجون باسم واحد (هـ) و روي غرة الشهور شهر اللّه عزّ ذكره و هو شهر رمضان (هـ) روي المحرم منها اميرالمؤمنين علي الذي اشتق له اسماً من اسمه العلي
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 372 *»
كمااشتق لرسولاللّه اسماً من اسمه المحمود و ثلثة من ولده و هم علي بن الحسين و علي بن موسي و علي بن محمد فصار هذا الاسم مشتقاً من اسم اللّه جلّوعزّ حرّم به صلوات اللّه علي محمد و اله المكرمين المحترمين (ذلك الدين القيّم فلاتظلموا فيهنّ انفسكم و قاتلوا المشركين كافّةً) جميعاً (ق) حال عن المشركين و يحتمل المسلمين (كمايقاتلونكم كافّةً) حال (ل) (و اعلموا انّ اللّه مع المتقين 36).
(انما النسيء) بالهمزة علي قراءة السواد و قرأ ورش بتقليب الهمزة ياء و قرئ النسي كالرمي و نسب الي الباقر و الصادق8 (هـ) تأخير الشهر الحرام (زيادة في الكفر يضلّ) علي صيغة المجهول في قراءة السواد و علي المعروف في قراءة (ح) و (س) (به الذين كفروا يحلّونه عاماً و يحرّمونه عاماً ليواطئوا) ليوافقوا (ز) (عدّة ما حرّم اللّه فيحلّوا ما حرّم اللّه زيّن لهم سوء اعمالهم و اللّه لايهدي )لايثيب (يم) (القوم الكافرين 37) فيها دلالة علي مسألة التسديد (يم).
(ياايها الذين امنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل اللّه) في علي (يم) (اثّاقلتم) اصله تثاقلتم ادغم التاء في الثاء و ادخل الالف (الي الارض) بعد ماذكر قاتلوا المشركين كافة اراد تقريعهم و تحريصهم و تبيين امر المنافقين بعد المشركين و انيفصّل احوال المنافقين كما فصّل احوال الكافرين و المشركين و اهل الكتاب (يم) هذه الاية عقاب من خالف اية فلولا نفر و ترك تحصيل العلم نعوذ باللّه (يم) (أرضيتم بالحيوة الدنيا) بولاية الاعداء (يم) (من الاخرة) من ولاية علي (يم) (فما متاع الحيوة الدنيا) ملك الاعداء (يم) (في الاخرة) في ملك علي (يم) (الاّ قليل 38).
(الاّتنفروا يعذّبكم عذاباً اليماً و يستبدل) بكم (قوماً غيركم و لاتضرّوه شيئاً و اللّه علي كل شيء قدير 39).
(الاّتنصروه) فالنفر في سبيل اللّه نصرة النبي9 و تركه تركها (يم) (فقدنصره اللّه اذ اخرجه الذين كفروا ثاني) حال عن ضمير اخرجه (ل)
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 373 *»
(اثنين )رسولاللّه و جبرئيل (ث) (اذ) بدل اذ الاولي (هما في الغار اذ) بدل اذ الاولي (يقول) جبرئيل (ث) (لصاحبه) للاول (ث) رسولاللّه (ث) (لاتحزن )علي خديجة و علي7(ث) (انّ اللّه معنا) و قداخذته الرعدة و هو لايسكن (هـ) روي لو كان الذي حزن ابوبكر لكان احق به الامان من رسولاللّه لولميحزن اقول الامان هو السكينة يقول7 لو كان الذي حزن ابوبكر لكان السكينة احق به من انتكون لرسولاللّه9 لو لميحزن و الحال ان السكينة لرسولاللّه كمافي قراءة اهلالبيت فانزل اللّه سكينته علي رسوله (يم) (فانزل اللّه سكينته عليه) كذا نزلت علي رسوله (ث) (و ايّده بجنود لمتروها و جعل كلمة الذين) الاول (يم) (كفروا) الكلام الذي تكلم به العتيق (ث) (السفلي و كلمة اللّه) هي قول رسولاللّه9 (ق) (هي العليا و اللّه عزيز حكيم 40).
(انفروا) الي تبوك (ق) (خفافاً) حال (ل) شباباً (ق) (و ثقالاً) حال (ل) و شيوخاً (ق) (و جاهدوا باموالكم و انفسكم في سبيل اللّه) في علي (يم) (ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون 41).
(لو كان عرضاً قريباً) غنيمة قريبة (ث) قوله لو كان عرضاً الاية ممالميكن في الخارج موجوداً و علم اللّه ان لو كان كيف كان يكون (يم) (و سفراً قاصداً )متوسطاً (ز) (لاتّبعوك ولكن بعدت عليهم الشقّة) الي تبوك (ق) (و سيحلفون باللّه لو استطعنا) كانوا يستطيعون (ث) (لخرجنا معكم يهلكون انفسهم و اللّه يعلم انهم لكاذبون 42).
(عفا اللّه عنك) هذا ممانزل باياك اعني و اسمعي يا جارة (ث) يمكن انيكون دعاء للتعظيم كمايقال اصلحك و لا بأس بالدعاء من اللّه كماقال قتل الانسان مااكفره و قال قاتلهم اللّه اني يؤفكون فهو دعاء و لايشعر بذنب اذاً (يم) (لم اذنت لهم حتي يتبين لك الذين صدقوا) اهل العذر (ث) (و تعلم الكاذبين 43) الذين جلسوا بغير عذر (ث).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 374 *»
(لايستأذنك الذين يؤمنون باللّه و اليوم الاخر) في (ل) (ان) لان (يم) (يجاهدوا باموالهم و انفسهم و اللّه اعلم بالمتقين 44).
(انما يستأذنك الذين لايؤمنون باللّه و اليوم الاخر و ارتابت) شكّت (قلوبهم فهم في ريبهم يترددون 45) عن علي7 من تردد في الريب سبقه الاولون و ادركه الاخرون و وطأته سنابك الشيطان.
(و لو ارادوا الخروج لاعدّوا له عدّة) نية (ق) اهبة و الة (هـ) فمن كان متذكراً للموت تهيأ له (يم) و هذه الاية مماعلم اللّه ان لو كان كيف كان يكون (يم) و كذا قوله لو خرجوا الاية (يم) (ولكن كره اللّه انبعاثهم) انطلاقهم بسرعة (فثبّطهم )فوقفهم (هـ) في قوله فثبّطهم دلالة علي ان المعاصي بالتقدير و انما قدّر اللّه كذا لانهم لميردوا الخروج نحو قوله بكفرهم لعنّاهم فتدبر (يم) (و قيل اقعدوا مع القاعدين 46).
(لو خرجوا فيكم مازادوكم الاّ خبالاً) وبالاً (ق) شراً و فساداً (و لاوضعوا) لاسرعوا (خلالكم) فيما بينكم بالنميمة (هـ) ظرف (ل) اي هربوا عنكم (ق) (يبغونكم) حال (ل) يطلبون لكم (الفتنة و فيكم سمّاعون لهم و اللّه عليم بالظالمين 47).
(لقد ابتغوا الفتنة من قبل و قلّبوا لك الامور) احتالوا في توهين امرك (حتي جاء الحق و ظهر امر اللّه و هم كارهون 48).
(و) مستأنف (منهم من يقول ائذن لي و لاتفتنّي الا في الفتنة سقطوا و انّ جهنم لمحيطة بالكافرين 49) دائماً في الدنيا و الاخرة (يم).([5])
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 375 *»
(ان تصبك حسنة) الغنيمة و العافية (ث) (تسؤهم و ان تصبك مصيبة) البلاء و الشدة (ث) (يقولوا قداخذنا امرنا) حذرنا (من قبل و يتولّوا و هم فرحون 50).
(قل لنيصيبنا الاّ ما) مرفوع بيصيبنا (ل) (كتب اللّه لنا) بواسطة وليه (يم) (هو) اي ولي اللّه (يم) (مولينا و علي اللّه فليتوكّل المؤمنون 51).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 376 *»
(قل هل تربّصون بنا الاّ احدي الحسنيين) الغنيمة و الجنة (ث) الموت فماعند اللّه خير له او الحيوة و له رزقه و دينه و حسبه (ث) اما موت في طاعة اللّه او ادراك ظهور الامام (ث) (و نحن نتربّص بكم) مع مانحن فيه من المشقة (ث) (انيصيبكم اللّه بعذاب من عنده) هو المسخ (ث) (او بايدينا) و هو القتل (ث) (فتربّصوا انّا معكم متربّصون 52).
(قل انفقوا طوعاً) حال (ل) (او كرهاً) بالفتح علي قراءة السواد و الضم علي قراءة (ح) و (س) (هـ) اي ان انفقتم طائعين او كارهين (لنيتقبّل منكم انكم) لانكم (كنتم قوماً فاسقين 53) فالفسق يمنع من قبول الاعمال و انما يتقبل اللّه من المتقين (يم) روي لايضرّ مع الايمان عمل و لاينفع مع الكفر عمل و استشهد بالاية.
(و مامنعهم انتقبل) منصوب بمنعهم (ل) بالتاء علي قراءة السواد و قرأ (ح) و (س) و هما القارئان بالحمرة بالياء (منهم نفقاتهم الاّ انهم كفروا) اي الاّ كفرهم (هـ) مرفوع بمنعهم (ل) فالكفر يمنع من قبول العمل (يم) (باللّه) لميؤمنوا بولاية اهل البيت (ث) (و برسوله و) مستأنفة (يم) (لايأتون الصلوة) ولاية علي7 (يم) (الاّ و هم كسالي) متثاقلين (و لاينفقون الاّ و هم كارهون 54).
(فلاتعجبك) ايها السامع (يم) (اموالهم و لا اولادهم انمايريد اللّه ليعذّبهم بها في الحيوة الدنيا و تزهق) تهلك (انفسهم و هم كافرون 55).
(و يحلفون باللّه انهم لمنكم و ماهم منكم ولكنّهم قوم يفرقون 56 )ينزعجون خوف الضرر.
(لو يجدون ملجأً) الاول (يم) معقلاً (او مغارات) الثاني (يم) غيراناً في الجبال (او مدّخلاً) الثالث (يم)([6]) ملتجأ (ق) المسلك الذي يدخل فيه (لولّوا )
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 377 *»
لعدلوا (اليه و هم يجمحون 57) يعرضون (ث) يسرعون في الذهاب.
(و منهم) عطف علي و منهم اول (من يلمزك) يعيبك (في الصدقات )روي اهل هذه الاية اكثر من ثلثي الناس (فان اعطوا منها رضوا و ان لميعطوا منها اذا هم يسخطون 58).
(ولو) جوابه محذوف كأنه لكان خيراً لهم (انهم رضوا مااتيهم اللّه و رسوله و قالوا حسبنا اللّه) كافينا اللّه او كفانا اللّه (سيؤتينا اللّه من فضله و رسوله انّا الي اللّه راغبون 59).
(انما الصدقات للفقراء) هم الذين لايسألون و عليهم مؤنات من عيالهم (ث) (و المساكين) هم اهل الزمانة (ث) (و العاملين عليها) هم السعاة و الجباة في اخذها و جمعها و حفظها (ث) (و المؤلفة قلوبهم) قوم وحّدوا اللّه و لميعرفوا بقلوبهم رسولاللّه (ث) (و في) فكّ (الرقاب و الغارمين) قوم وقعت عليهم ديون (ق) (و في سبيل اللّه) قوم يخرجون الي الجهاد و ليس عندهم ماينفقون (ق) و قوم ليس عندهم مايحجون او في جميع سبل الخير (ق) (و ابن السبيل) الذين
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 378 *»
يكونون في الاسفار في طاعة اللّه فيقطع عليهم و يذهب مالهم فعلي الامام انيردهم الي اوطانهم من مال الصدقات (فريضةً) مصدر تأكيدي (هـ) مقدرة (من اللّه و اللّه عليم حكيم 60).
(و منهم) عطف علي و منهم اول (الذين) نزلت في عبداللّه بن نفيل (ث) (يؤذون النبي و يقولون هو اذن) بضمتين علي قراءة السواد و علي قراءة (ن) بسكون الذال (هـ) يقبل مايقال له (قل) هو (اذن) علي القرائتين (خير لكم يؤمن باللّه و يؤمن) يصدّق (للمؤمنين) روي يصدّق اللّه و يصدّق المؤمنين لانه كان رءوفاً رحيماً بالمؤمنين (هـ) روي اذا شهد عندك المؤمنون فصدّقهم و استشهد بهذه الاية (و) هو (ل) (رحمة) علي الرفع علي قراءة السواد و علي الخفض علي قراءة (ح). و رحمة علي الخفض عطف علي الخير (للذين امنوا منكم) قوله و رحمة للذين امنوا منكم يدل علي ان النبي9 له مقام الرحمة الخاصة ايضاً كماكان له مقام الرحمة العامة لقوله و ماارسلناك الاّ رحمة للعالمين (يم) (و الذين يؤذون رسولاللّه لهم عذاب اليم 61).
(يحلفون باللّه لكم ليرضوكم و اللّه) احق انيرضوه و حذف تخفيفاً (و رسوله احق انيرضوه) بدل و رسوله (ل) (ان كانوا مؤمنين 62 )فليرضوهما (يم).
(ألميعلموا انه من يحادد) يشاقق (ز) (اللّه و رسوله فانّ) بدل (ل) تكرير انّ الاولي للتأكيد و طول الكلام (له نار جهنم خالداً فيها ذلك الخزي العظيم 63).
(يحذر المنافقون) الحذر اعداد ماينفي الضرر (هـ) يظهرون الحذر استهزاء (يم) (ان) من (ل) (تنزّل عليهم) علي ضررهم و اخزائهم (يم) (سورة تنبّئهم بمافي قلوبهم قل استهزءوا) امر تهديد (يم) (انّ اللّه مخرج) مبين (ماتحذرون 64).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 379 *»
(و لئن سألتهم) عن حكاية العقبة (ث) (ليقولنّ) جواب قسم (انما كنّا نخوض و نلعب) نزلت في اثناعشر رجلاً عدوي اللّه و عشرة (ث) و ذلك بعد رجوعه من تبوك (ث) (قل أباللّه و اياته) و اوليائه (يم) (و رسوله كنتم تستهزءون 65).
(لاتعتذروا) نزلت في الاثناعشر (ث) (قد كفرتم) شكّوا و نافقوا (ث) (بعد ايمانكم اننعف) في قراءة السواد علي صيغة المتكلم و هو قراءة (ص) و في قراءة الحمرة علي صيغة الغائب المجهول (عن طائفة منكم نعذّب طائفةً) في قراءة (ص) و الباقون تُعذَّب طائفةٌ (بأنّهم كانوا مجرمين 66).
(المنافقون و المنافقات بعضهم من) جنس (بعض) و قال اللّه سبحانه و الذين كفروا بعضهم اولياء بعض (يم) (يأمرون بالمنكر) بالثاني (يم) (و ينهون عن المعروف) عن ولاية علي (يم)([7]) (و يقبضون ايديهم) عن الانفاق (هـ) عن اداء حقوق المحمد: اليهم (يم) (نسوا اللّه) ولي (يم) تركوا طاعة اللّه (ث) (فنسيهم) تركهم (ث) لميجعل لهم في ثوابه شيئاً و صاروا منسيين في الجنة (ث) (انّ المنافقين هم الفاسقون 67).
(وعد اللّه المنافقين و المنافقات و الكفار) و النواصب (يم)([8]) (نار
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 380 *»
جهنم خالدين) حال (فيها هي حسبهم) كفايتهم (و لعنهم اللّه و لهم عذاب مقيم 68).
(كالذين) اي وعدكم اللّه كما وعد الذين و موضعه نصب لانه صفة مصدر محذوف (من قبلكم كانوا اشد منكم قوةً و اكثر اموالاً و اولاداً فاستمتعوا بخلاقهم) بنصيبهم (فاستمتعتم بخلاقكم كما) صفة مصدر محذوف (استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم و خضتم كالذي) صفة مصدر محذوف (هـ) قيل الذي بمعني الذين فهو كمن الموصولة و منه قوله كمثل الذي استوقد ناراً و قيل الذي مصدرية كـ«ان» فالمعني و خضتم كخوضهم و قيل الذي بمعناه المعروف و هو صفة مصدر محذوف و هذا اولي الوجوه (يم) (خاضوا اولئك حبطت اعمالهم في الدنيا و الاخرة و اولئك هم الخاسرون 69).
(ألميأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح) من الغرق (و عاد) من الريح الصرصر و هم قوم هود (و ثمود) قوم صالح من الرجفة (و قوم ابرهيم) باهلاك نمرود (و اصحاب مدين) هم قوم شعيب بعذاب يوم الظلّة (و المؤتفكات)
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 381 *»
المنقلبات (ث) قري قوم لوط (ث) (اتتهم رسلهم بالبينات فما كان اللّه ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون 70).
(و المؤمنون) ثم ذكر احوال المؤمنين بمناسبة المنافقين (يم) (و المؤمنات) بعلي7 (يم) (بعضهم اولياء بعض) روي المؤمن محرم المؤمنة و تلا الاية (يأمرون بالمعروف) بولاية علي (يم) (و ينهون عن المنكر) عن ولاية الخلفاء (يم) (و يقيمون الصلوة) حقوق من هو اعلي منهم (يم) (و يؤتون الزكوة )حقوق من هو ادني منهم (يم) (و يطيعون اللّه و رسوله) فيماامرا من الحدود و الاحكام (يم) (اولئك سيرحمهم اللّه) برحمته المكتوبة (يم)([9]) (انّ اللّه عزيز )في محمد (يم) (حكيم 71) في علي (يم).
(وعد اللّه المؤمنين و المؤمنات) بعلي (يم) (جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها و مساكن طيبة في جنات عدن) اقامة و خلود (هـ) دار اللّه التي لمترها عين و لميخطر علي قلب بشر (ث) روي لايسكن عدن الاّ ثلثة النبيون و الصديقون و الشهداء و روي هي وسط الجنان و روي هي اعلاها مكاناً و اشرفها درجةً (و رضوان) مبتدأ (من اللّه اكبر) خبر (ذلك هو الفوز العظيم 72).
(ياايها النبي جاهد الكفار و المنافقين) بالزام الفرائض (ث) القمي: نزلت جاهد الكفار بالمنافقين (هـ) ثم جمع المنافقين و الكفار و ساقهم مساقاً واحداً و اجري عليهم حكماً واحداً تحذيراً (يم) جاهد الكفار بنفسه في حيوته (يم) جاهد المنافقين
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 382 *»
بخلفائه: الذين هم كنفسه (يم) روي فجاهد رسولاللّه الكفار و جاهد علي7 المنافقين فجهاد علي جهاد رسولالله([10]) (و اغلظ عليهم و مأويهم جهنم و بئس المصير 73).
(يحلفون) نزلت في ثلثة شتموا النبي سرّاً بغدير خم (هـ) ثم رجع الي بقية احوال المنافقين (يم) (باللّه ماقالوا و لقد) جواب قسم (قالوا كلمة الكفر )حيث تحالفوا في الكعبة ان لايردوا الامر في بنيهاشم (ق) (و كفروا بعد اسلامهم )بظاهر القول (و همّوا) ليلة العقبة (ث) (بمالمينالوا) من قتل النبي و اخراج ضعفاء الشيعة من المدينة بغضاً لعلي (و مانقموا الاّ) علي ضد (ان اغنيهم اللّه و رسوله من فضله) فضل اللّه (هـ) بسيف علي7 (ث) من بعد ان كانوا فقراء اذلاّء (يم) (فان يتوبوا يك خيراً لهم و انيتولّوا يعذّبهم اللّه عذاباً اليماً في الدنيا )علي يد القائم (يم)([11]) (و الاخرة و مالهم في الارض من ولي و لانصير 74) لان
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 383 *»
المنافقين من اهل الارض اخلدوا الي الارض و ليس في الارض ولي من السماء و اهلها و لا نصير (يم).
(و منهم) عطف علي و منهم اول (من عاهد اللّه لئن اتينا من فضله لنصّدّقنّ) لنتصدقنّ (و لنكوننّ من الصالحين 75) فمخالفة العهد من الكباير لانه يورث النفاق و سماهم اللّه كافراً و فاسقاً (يم).
(فلمّا) معني لمّا اذ و الغالب عليه الجزاء (اتيهم) اعطاهم (من فضله )ماتمنوه (بخلوا به و تولّوا و هم معرضون 76).
(فاعقبهم) اورثهم (هـ) اللّه او البخل (نفاقاً) الاية ارشدت الي سبب النفاق و مايورثه و هو الشحّ بفضل اللّه انيستعمله هو في طاعة اللّه و ماامره اللّه و خلف الوعد و الكذب وفقنا اللّه بحق هذا الكتاب للاجتناب (يم) (في قلوبهم الي يوم يلقونه )يلقون اللّه (هـ) يبعثون (ث) (بمااخلفوا اللّه ماوعدوه و بما كانوا يكذبون 77 )روي المنافق من جمع خصالاً اذا حدّث كذب و اذا وعد اخلف و اذا عاهد غدر و اذا خاصم فجر.
(ألميعلموا انّ اللّه يعلم سرّهم) مايخفون في انفسهم (و نجويهم )
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 384 *»
كلامهم الخفي الذي يتناجون به (و انّ اللّه علاّم الغيوب 78).
(الذين) بدل ضمير منهم من عاهد اللّه او مبتدأ و سخر اللّه خبر (يلمزون المطّوّعين) اي المتطوعين (ز) (من المؤمنين في الصدقات) متعلقه يلمزون (هـ) نزلت في عبدالرحمن بن عوف لمز علياً7 في تميرات جاء بها الي رسولاللّه (ث) (و الذين) عطف علي المطوعين او المؤمنين (ل) (لايجدون الاّ جهدهم) طاقتهم (ز) (فيسخرون منهم سخر اللّه) يجازيهم جزاء السخرية (ث) (منهم و لهم عذاب اليم 79).
(استغفر لهم) للمبالغة في الاياس (او لاتستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة) اي كثيراً (يم)([12]) (فلنيغفر اللّه لهم ذلك بأنّهم) المنافقين (يم)
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 385 *»
(كفروا باللّه) بولي (يم) (و رسوله و اللّه لايهدي القوم الفاسقين 80) فيه
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 386 *»
دلالة علي التسديد (يم) الاية من ادلة التقرير (يم).
(فرح المخلّفون بمقعدهم) بقعودهم (خلاف) مفعول له ان كان من المخالفة و ان كان من الخلف فهو ظرف (رسول اللّه و كرهوا انيجاهدوا باموالهم و انفسهم في سبيلاللّه) في علي (يم) (و قالوا لاتنفروا في الحرّ قل نار جهنم اشد حرّاً لو كانوا يفقهون 81).
(فليضحكوا قليلاً و ليبكوا كثيراً) هو امر رخصة بالضحك القليل او امر استحباب (يم) (جزاءً) مصدر (بما كانوا يكسبون 82).
(فان رجعك اللّه الي طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لنتخرجوا )فيه اخبار بالغيب (يم) (معي) بفتح الياء علي قراءة حفص و بالسكون علي قراءة (ح) و (س) و ابيبكر و هم القارءون بالحمرة (ابداً و لنتقاتلوا معي) بفتح الياء علي قراءة حفص و الباقون بالسكون (عدواً انكم) فانكم (رضيتم بالقعود اول مرة فاقعدوا مع الخالفين 83).
(و لاتصلّ علي احد منهم مات ابداً و لاتقم علي قبره انهم كفروا باللّه )بولي (يم) (و رسوله و ماتوا و هم فاسقون 84).
(و لاتعجبك اموالهم) المعرضين عن علي7 (ث) (و اولادهم انمايريد اللّه انيعذّبهم بها في الدنيا) فتبين ان للاموال و الاولاد مصائب و هي عذاب اللّه علي المتحملين (يم) (و تزهق انفسهم و هم كافرون 85) بالولاية (ث).
(و اذا انزلت سورة ان) بان (امنوا باللّه و جاهدوا مع رسوله استأذنك اولوا الطول منهم و قالوا ذرنا نكن مع القاعدين 86).
(رضوا بانيكونوا مع الخوالف) جمع خالفة (ز) مع النساء (ث) (و طبع علي قلوبهم فهم لايفقهون 87).
(لكن الرسول و الذين امنوا معه) ثم استدرك المؤمنين و ضمّ اليهم الرسول تفخيماً لشأنهم (يم) الذين امنوا مع الرسول ليس احد من الناس الاّ اله: الذين
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 387 *»
بعضهم من بعض و هم نفسه لان النبي و اله: اول الخلق ليس لاحد في وقتهم نصيب (يم) (جاهدوا باموالهم و انفسهم و اولئك لهم الخيرات و اولئك هم المفلحون88).
(اعدّ اللّه لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم 89).
(و جاء المعذّرون) مأخوذ من عذّر بالتشديد اي لميثبت له عذر (قاموس) اي من لا عذر لهم حقيقةً (يم) (من الاعراب) ثم ذكر صنوف الامة من منافقيهم و من يستثني منهم و صنوف الاعراب بعد صنوف العرب (يم) (ليؤذن لهم) في التخلف (و قعد الذين كذبوا اللّه و رسوله سيصيب الذين كفروا منهم عذاب اليم 90).
(ليس علي الضعفاء و لا علي المرضي و لا علي الذين لايجدون ماينفقون حرج) ضيق (اذا نصحوا للّه و رسوله) روي من يضمن لي ضماناً اضمن له الجنة قيل و ماهي قال النصيحة للّه عزّوجلّ و النصيحة لرسوله و النصيحة لكتاب اللّه و النصيحة لدين اللّه و النصيحة لجماعة المسلمين (ما علي المحسنين من سبيل و اللّه غفور رحيم 91).
(و لا علي الذين) الفقراء (يم) (اذا ما اتوك لتحملهم) سألوا نعلاً يلبسونها (ق) (قلت لااجد مااحملكم عليه تولّوا و اعينهم تفيض من الدمع حزناً) مفعول له (الاّ) لئلاّ (يجدوا ماينفقون 92).
(انما السبيل علي الذين يستأذنونك) في التخلف (و هم اغنياء رضوا بانيكونوا مع الخوالف و طبع اللّه علي قلوبهم فهم لايعلمون 93) انّ اللّه طبع علي قلوبهم (يم) او لمّا طبع اللّه علي قلوبهم سلب عنهم العلم فالجاهل مطبوع علي قلبه (يم) فكل من لا علم له قدطبع اللّه علي قلبه (يم).
(يعتذرون اليكم اذا رجعتم اليهم قل لاتعتذروا لننؤمن لكم قدنبّأنا
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 388 *»
اللّه) نبّأ يتعدي الي ثلثة مفاعيل و قديكتفي بواحد و لايكتفي باثنين (ل) (من اخباركم و سيري اللّه عملكم و رسوله ثم تردّون) يوم القيمة (يم) (الي )ولي (يم)([13]) (عالم الغيب) ما لميكن (ث) (و الشهادة) ما قد كان (ث) (فينبّئكم بما كنتم تعملون 94).
(سيحلفون باللّه لكم اذا انقلبتم اليهم لتعرضوا عنهم فاعرضوا عنهم انهم رجس و مأويهم جهنم جزاءً بما كانوا يكسبون 95).
(يحلفون لكم لترضوا عنهم فان ترضوا عنهم فانّ اللّه لايرضي عن القوم الفاسقين 96) روي من التمس رضي اللّه بسخط الناس رضي اللّه عنه و ارضي عنه الناس و من التمس رضي الناس بسخط اللّه سخط اللّه عليه و اسخط عليه الناس.
(الاعراب اشد كفراً و نفاقاً و اجدر الاّ) بان لا (يعلموا حدود ماانزل اللّه علي رسوله و اللّه عليم حكيم 97) روي نحن بنوهاشم و شيعتنا العرب و سائر
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 389 *»
الناس الاعراب و روي من لميتفقه في الدين فهو اعرابي.
(و من الاعراب من يتخذ ماينفق مغرماً) غرامةً و خسراناً (ص) نزول نائبة بالمال من غير جناية (و يتربّص بكم الدوائر) دوائر الزمان (ص) (عليهم دائرة السوء) بفتح السين و قرأ (ث) و (و) بضمها (هـ) دائرة السوء بالفتح اي الفساد و الرداءة و بالضم الهزيمة و البلاء و الضرر و المكروه (ل) (و اللّه سميع عليم 98).
(و من الاعراب من يؤمن باللّه و اليوم الاخر و يتخذ ماينفق قربات عند اللّه) و يثابون عليه (ث) (و صلوات) عطف علي ماينفق او علي قربات (الرسول الا انها قربة) بضم الاول و سكون الثاني علي قراءة السواد و علي قراءة ورش بضمتين (لهم سيدخلهم اللّه في رحمته انّ اللّه غفور رحيم 99).
(و السابقون) مبتدأ (هـ) نزلت في علي و من تبعه (ث) (الاولون) ذكر ذلك بمناسبة مامرّ من امر الكفار و المشركين و المنافقين و ماتخلّص اليه بامر مؤمني الاعراب (يم) (من المهاجرين) رسم القرءان المهجرين (يم) النقباء (يم) القمي: و هم النقباء ابوذر و المقداد و سلمان و عمار و من امن و صدّق و ثبت علي ولاية اميرالمؤمنين (هـ) روي لايقع اسم الهجرة علي احد الاّ بمعرفة الحجة في الارض فمن عرفها و اقرّ بها فهو مهاجر (و الانصار) النجباء (يم) (و الذين اتبعوهم)المسلّمين لهم (يم)([14]) روي فبدأ بالمهاجرين الاولين علي درجة سبقهم ثم ثنّي بالانصار
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 390 *»
ثم ثلّث بالتابعين باحسان فوضع كل قوم علي قدر درجاتهم و منازلهم عنده (هـ) روي خطاباً للشيعة انتم شيعة اللّه و انتم انصار اللّه و انتم السابقون الاولون و السابقون الاخرون و السابقون في الدنيا و السابقون في الاخرة الي الجنة (باحسان رضي )خبر (اللّه عنهم و رضوا عنه و اعدّ لهم جنات تجري تحتها) بالفتح بدون «من» علي قراءة السواد و بالكسر مع «من» علي قراءة (ث) و هو القارئ بالحمرة (الانهار خالدين فيها ابداً ذلك الفوز العظيم 100).
(و ممن حولكم من الاعراب منافقون) ثم عاد الي ذكر الاعراب (يم) (و من اهل) خبر (المدينة) قوم (مردوا) مرقوا (هـ) نعت مبتدأ محذوف (ل) (علي النفاق لاتعلمهم نحن نعلمهم سنعذّبهم مرتين ثم يردّون الي عذاب عظيم 101).
(و اخرون) عطف علي قوم مردوا (اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً و اخر سيئاً) روي نزلت في شيعتنا المذنبين (هـ) روي اولئك قوم مؤمنون يحدثون في ايمانهم من الذنوب التي يعيبها المؤمنون و يكرهونها فاولئك عسي اللّه انيتوب عليهم (هـ) نزلت في ابيلبابة اذنب ذنباً ثم شدّ نفسه باسطوانة التوبة حتي نزلت توبته
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 391 *»
فانفق ثلث ماله (ق) (عسي اللّه) عسي من اللّه واجب (ث) (انيتوب عليهم انّ اللّه غفور رحيم 102).
(خذ من اموالهم صدقة) الزكوة المقررة (ث) ذكر الصدقة بمناسبة مامرّ من نفقات الاعراب (يم) (تطهّرهم) نعت صدقة (ل) تطهّرهم اما التاء للتأنيث و هو صفة الصدقة او للخطاب (و تزكّيهم) للخطاب (بها) روي من زعم ان الامام يحتاج الي مافي ايدي الناس فهو كافر انما الناس يحتاجون انيقبل منهم الامام قال اللّه عزّوجلّ خذ من اموالهم صدقة الاية (هـ) روي ليس من شيء الاّ وكّل به ملك الاّ الصدقة فانها تقع في يد اللّه و روي انّ الصدقة لاتقع في يد العبد حتي تقع في يد الربّ اقول: هو حال كونه في يد المحسن لانه في الانفاق يد اللّه و انّ اللّه مع المحسنين و مااصابك من حسنة فمن اللّه فما لميقع في يد اللّه من يدك لايقع في يد السائل (يم) (و صلّ عليهم انّ صلوتك) علي الافراد علي قراءة (ح) و (س) و حفص و علي الجمع علي قراءة الحمرة (سكن) رحمة و بركة (قاموس) (لهم و اللّه سميع عليم 103).
(ألميعلموا انّ اللّه هو يقبل التوبة عن عباده و يأخذ الصدقات) يقبلها من اهلها و يثيب عليها (ث) (و انّ اللّه هو التوّاب الرحيم 104) فلا توّاب و لا رحيم سواه (يم).
(و قل اعملوا) تنبيه لعدم ضياع صدقاتهم ان تصدّقوا (يم) (فسيري اللّه عملكم و رسوله و المؤمنون) هم الائمة (ث) (و ستردّون الي عالم الغيب و الشهادة فينبّئكم بما كنتم تعملون 105) روي تعرض الاعمال علي رسولاللّه9 اعمال العباد كل صباح ابرارها و فجارها فاحذروها. قيل للرضا7 ادع اللّه لي و لاهل بيتي فقال اولست افعل واللّه ان اعمالكم لتعرض علي في كل يوم و ليلة. و روي ليس هكذا اي و المؤمنون انما هي و المأمونون فنحن المأمونون (هـ) يحتمل انيكون اراد الاشارة الي معناه المقصود منه (هـ) و روي ان الاعمال تعرض كل خميس و في رواية و الاثنين علي رسولاللّه9 فاذا كان يوم عرفة هبط الربّ تبارك و تعالي و قدمنا الي
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 392 *»
ماعملوا الاية قيل اعمال من هذه فقال اعمال مبغضينا و مبغضي شيعتنا. و عن الرضا7 في حديث اني لاعرض اعمالكم علي اللّه في كل يوم.
(و اخرون) عطف علي قوم مردوا (هـ) منهم المستضعفون (ث) (مرجون) موقوفون (هـ) يوقفهم حتي يتبين فيهم (ث) و قرأ (ر) و (و) و (ث) و ابوبكر مرجئون بزيادة الهمزة المضمومة و هم القارءون بالحمرة (لامر اللّه اما يعذّبهم و اما يتوب عليهم) المرجون قيل لابيعبداللّه7 قال المرجون قوم ذكر لهم فضل علي7 فقالوا ماندري لعله كذلك و ماندري لعله ليس كذلك قال ارجه و قال اخرون مرجون لامر اللّه (هـ) و روي المرجون لامر اللّه قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة و جعفر و اشباههم فدخلوا بعد ذلك في الاسلام فوحّدوا اللّه و تركوا الشرك و لميعرفوا الايمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنة و لميكونوا علي جحودهم فيكفروا فتجب لهم النار فهم علي تلك الحال اما يعذّبهم و اما يتوب عليهم (و اللّه عليم حكيم 106).
(و الذين) و قرأ (ن) و (ر) بدون الواو (هـ) عطف علي قوم مردوا (هـ) مبتدأ خبره لايزال بنيانهم (ل) (اتخذوا مسجداً) اماماً لهم (يم) (ضراراً) مفعول له و هو طلب الضرر (و كفراً و تفريقاً بين المؤمنين و ارصاداً) اعداداً (لمن حارب اللّه )اباعامر الراهب (ق) (و رسوله من قبل و ليحلفنّ) للقسم (ان اردنا الاّ الحسني و اللّه يشهد انّهم لكاذبون 107) فالنبي9 لايظهر في قلوب الكافرين و المنافقين و لايسكن في قلوب الذين بناؤهم علي اضرار الناس و الكفر و التفريق بين المؤمنين و الارصاد لاعداء الدين و شبهاتهم و انمايسكن و يظهر في قلب و بدن اسس علي التقوي من يوم تولد فان الشقي من يشقي في بطن امه و السعيد من يسعد في بطن امه و هذا تأويل شريف للاية (يم) و يشهد بهذا التأويل قوله لايزال بنيانهم الذي بنوا الاية (يم).
(لاتقم) لاتصلّ (فيه ابداً لمسجد) للقسم (هـ) لامام (يم)([15]) (اسّس علي
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 393 *»
التقوي) اي مسجد قبا (ث) (من اول يوم) وضع اساسه (احق ان) بان (تقوم فيه )ظرف تقوم (فيه) خبر (رجال) مبتدأ (يحبون) صفة (انيتطهروا)مبالغة (و اللّه يحبّ المطّهّرين 108) المستنجين بالماء (ث).
(أفمن اسّس) علي المعروف علي قراءة السواد و علي المجهول علي قراءة الحمرة و هو قراءة (ن) و (ر) (هـ) ثم حكّمهم بين امر المؤمنين و المنافقين و تخلّص الي ذكر المؤمنين (يم) (بنيانه) مصدر بمعني المفعول و قرئ علي الرفع و النصب علي اختلاف القراءتين (علي تقوي) حال (هـ) ولاية المحمد: (يم) (من اللّه )في محبة المحمد: (يم) (و رضوان خير ام من) مبغض المحمد: (ث)
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 394 *»
(اسّس) علي القراءتين كمامرّ (بنيانه) علي القراءتين (هـ) مسجد ضرار (ث) (علي شفا جرف) بضمتين و قرأ (ر) و (ح) و ابوبكر بسكون الراء (هـ) جانب الوادي (هـ) ولاية الاعداء (يم)([16]) (هار) بالتنوين علي قراءة السواد و بالراء المفتوحة
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 395 *»
علي قراءة (ث) و (ح) و حفص و هشام و ورش بين اللفظين، الباقون كما بالسواد (هـ) هار اي اشفي علي السقوط و الهدم (ز) هاير اي ساقط (فانهار) تساقط (به في نار جهنم و اللّه لايهدي القوم الظالمين 109) فيه دلالة علي التقرير (يم).
(لايزال) خبر الذين اتخذوا و قدتقدم (ل) (بنيانهم الذي بنوا ريبةً)شكاً (هـ) القمي: بعث رسولاللّه9 اناساً احرقوا المسجد و هدموه (في قلوبهم )في كل زمان (يم) (الاّ) غير (هـ) حتي (ق) (ان تقطّع) بضم الاول علي قراءة الحمرة و علي قراءة (ر) و (ح) و حفص فتحها (هـ) روي الي ان تقطع (قلوبهم) فلاتدرك (يم) (و اللّه عليم حكيم 110).
(انّ اللّه اشتري) في الميثاق (ث) ثم انتهي الي حال المؤمنين بعد صنوف الامة و بدأ بالمهاجرين (يم) (من المؤمنين انفسهم و اموالهم) في الرجعة (ث) (بانّ لهم الجنة) لا شك ان هذه المعاملة تتحقق لمن يجاهد نفسه بطور اكمل فانّ جهاد النفس هو الجهاد الاكبر (يم)([17]) (يقاتلون) بيان الغرض (في سبيل اللّه )في علي (يم) (فيقتلون) علي المعروف (و يقتلون) علي المجهول علي قراءة السواد و علي قراءة (ح) و (س) علي العكس اي علي المجهول في الاول و علي المعروف في الثاني (وعداً) مصدر (عليه حقاً في التورية و الانجيل و القرءان و من اوفي بعهده من اللّه فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به و ذلك هو الفوز
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 396 *»
العظيم 111) فبشّر النبي9 المجاهدين من المؤمنين الذين هذه صفتهم و حليتهم بالشهادة و الجنة الخبر.
هم (التائبون) مبتدأ (ل) من الذنوب (ث) (العابدون) الذين لايعبدون الاّ اللّه (ث) عن ابيجعفر و ابيعبدالله8 التائبين العابدين بالجر صفة للمؤمنين الي الحافظين (الحامدون) في الشدة و الرخاء (ث) (السائحون) الصائمون (ث) (الراكعون الساجدون) المواظبون علي الصلوة الخمس الحافظون لها (ث) (الامرون) خبر (ل) (بالمعروف) العاملون به (ث) (و الناهون عن المنكر )المنتهون عنه (ث) (و الحافظون لحدود اللّه) لايدعون الحدّ بعد مابلغهم الجناية (يم) روي ان انتهي الحدّ الي الامام ليس لاحد انيتركه (و بشّر المؤمنين 112) روي نزلت الاية في الائمة لانه وصفهم بصفة لاتجوز في غيرهم فالامرون بالمعروف هم الذين يعرفون المعروف كله صغيره و كبيره و دقيقه و جليله و الناهون عن المنكر هم الذين يعرفون المنكر كله صغيره و كبيره و الحافظون لحدود اللّه هم الذين يعرفون حدود اللّه صغيرها و كبيرها و دقيقها و جليلها و لايجوز انيكون بهذه الصفة غير الائمة (هـ) لايخفي ان هذا الخبر يدل علي ان الجنس المحلي باللام يفيد العموم و كذا الجمع المضاف فتنبه (يم).
(ما كان للنبي و الذين امنوا انيستغفروا للمشركين) بعلي (يم) الاية راجعة الي قوله استغفر لهم او لاتستغفر لهم و قد مرّ و اخّر الحكم لانه اراد انيبين حال المؤمنين و يشركهم في الحكم و ما فصّل بينهما فمن باب التخلصات و المناسبات (يم) (و لو كانوا اولي قربي من بعد ما تبيّن لهم) لا قبل التبين (يم) (انّهم اصحاب الجحيم 113) الاول (يم) تدل الاية علي جواز التبري من السادة ان كانوا علي الباطل فتدبر (يم).([18])
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 397 *»
(و ما كان استغفار ابرهيم لابيه الاّ عن موعدة وعدها اياه) وعد ابوه انيسلم فاستغفر ابرهيم له (ث) (فلمّا تبيّن له انه عدو) لمّا مات (ث) (للّه تبرّأ منه انّ ابرهيم لاوّاه) دعّاء (ث) المتضرع الي اللّه (ث) (حليم 114) استدل بها علي ان استغفار ابرهيم كان قبل البيان فلميكن ضلالاً (يم).
(و ماكان اللّه ليضلّ قوماً بعد اذ هديهم) الي الحجة (ث) (حتي يبيّن لهم) يعرّفهم مايرضيه و مايسخطه (ث) (مايتقون) امر وصيه بعده (ث) (انّ اللّه بكل شيء عليم 115) فالامام هو مايتقي به و هو سبب التقوي و سبيله فمن لايعرفه ليس بمتق و انمايتقبل اللّه من المتقين (يم).
(انّ اللّه له ملك السموات و الارض) ذكر هذه الاية بمناسبة الاية السابقة فانّ قوله يحيي و يميت يعني يهدي و يضل (يم) (يحيي) بالهداية (يم) (و يميت) بالاضلال و الخذلان (يم) (و مالكم من دون اللّه) ولي (يم) (من ولي و لا نصير116).([19])
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 398 *»
(لقد) للقسم (تاب اللّه علي النبي و المهاجرين) رسم القرءان المهجرين (يم) بالنبي علي المهاجرين كذا نزلت (ث) ذكرها بمناسبة الاستغفار و مامرّ من الجهاد و كون الكلام في المؤمنين (يم) (و الانصار الذين اتبعوه) هم ابوذر و ابوخثيمة و عميرة بن وهب (ث) (في ساعة العسرة) في غزوة تبوك (ق) كان عسكره في غزوة تبوك خمسة و عشرون الف و كان المؤمن فيه خمسة و عشرون رجلاً (ق) (من بعد ماكاد يزيغ) علي قراءة (ح) و حفص و قرأ الباقون بالتاء (هـ) يميل (قلوب فريق منهم) في كاد اضمار الحديث و هو اسمه و يزيغ خبره و قلوب فاعل يزيغ (ل) اقول يحتمل انيكون اسمه محذوفاًبقرينة فاعل يزيغ و قدسيغ حذفه لان كاد يزيغ معاً فعل واحد نحو سيزيغ مثلاً فافهم فانه دقيق و مثله قوله تعالي دمّرنا ماكان يصنع فرعون و قومه و ماكانوا يعرشون (يم) (ثم تاب عليهم انه بهم رءوف رحيم 117).
(و علي الثلثة الذين خلّفوا) عثمان و صاحباه (ث)([20]) (حتي اذا ضاقت)
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 399 *»
حيث لميكلّمهم رسولاللّه9 (ق) (عليهم الارض) روي انما انزل و علي الثلثة الذين خالفوا لو كان خلّفوا لميكن عليهم عيب. و روي هم كعب بن مالك الشاعر و مرارة بن ربيع و هلال بن امية الرافعي (بمارحبت) بسعتها (هـ) حتي خرجوا من المدينة (ق) (و ضاقت) حيث حلفوا ان لايكلم بعضهم بعضاً و تفرقوا (ق) (عليهم انفسهم و ظنّوا ان لا ملجأ من اللّه الاّ اليه ثم تاب عليهم) اقالهم فواللّه ماتابوا (ث) (ليتوبوا) نصّت الاية علي ان ما لميذكر اللّه العبد بالحسنة لايقدر العبد علي حسنة فتدبر (يم) (انّ اللّه هو التوّاب الرحيم 118).
(ياايها الذين امنوا اتقوا اللّه) اعرفوا الامام لقوله و ماكان اللّه ليضل الاية (يم) (و كونوا مع الصادقين 119) الائمة (ث) مع الشيعة (يم) روي كونوا من الصادقين (هـ) الاية نص في وجوب الكون مع المحمد: فانهم الصادقون باجماع الامة و مقتضي اية المودة في القربي (يم).([21])
(ماكان لاهل المدينة و من حولهم من الاعراب انيتخلفوا عن رسولاللّه و
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 400 *»
لايرغبوا بانفسهم عن نفسه) ثم ذكر هذه الاية بمناسبة الامر بالكون مع الصادقين فامر في الاولي و حذّر في الثانية فان نفس النبي هي علي7 بالكتاب و السنة و الاجماع (يم) (ذلك بانهم لايصيبهم ظمأ و لا نصب) تعب (و لا مخمصة) مجاعة (في سبيل اللّه و لايطئون موطأ) لايدخلون بلاد الكفار (ق) (يغيظ الكفار و لاينالون من عدو نيلاً) قتلاً او جرحاً او غيرهما (الاّ كتب لهم) حفظ لهم (هـ) اي لايضيع لهم (به عمل صالح انّ اللّه لايضيع اجر المحسنين 120).
(و لاينفقون نفقة صغيرة و لا كبيرة و لايقطعون وادياً الاّ كتب لهم ليجزيهم اللّه احسن ماكانوا يعملون 121).
(و ماكان المؤمنون لينفروا كافّةً) ثم لمّاامر بالكون مع الصادقين و حذّر عن المخالفة و امر بالجهاد اراد انيخفّف عليهم الجهاد و الطلب (يم) (فلولا) هلاّ (نفر من كل فرقة منهم طائفة) الجماعة من الناس و ربما اطلقت علي الواحد و الاثنين (معيار) (ليتفقهوا) لان (في الدين) في طلب معرفة الامام اللاحق بعد السابق (ث) روي من لميتفقه منكم في الدين فهو اعرابي (هـ) عن الباقر7 كان هذا حين كثر الناس فامرهم اللّه سبحانه انينفر منهم طائفة و يقيم طائفة للتفقه و انيكون الغزو نوباً (هـ) من معناه انيرجع الضمير الي المخلّفين لا النافرين و كذا ضمير لينذروا و المراد بالقوم النافرين اذا رجعوا اليهم من الغزو و الجهاد (يم) (و لينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون 122) روي هم في عذر ماداموا في الطلب و الذين ينتظرونهم في عذر حتي يرجع اليهم اصحابهم (ث).
(ياايها الذين امنوا) ذكرها بمناسبة التخفيف السابق (يم) (قاتلوا الذين يلونكم) من قرب منكم (ق) اقرب الذين يلون الانسان نفسه التي بين جنبيه (يم) و لايجوزوا ذلك الموضع (ق) (من الكفار و ليجدوا فيكم غلظة) اي اغلظوا لهم القول و الفعل (ق) (و اعلموا انّ اللّه) اي ولي اللّه (يم) (مع المتقين 123) هذه المعية بلانهاية (يم) روي ان لنا مع كل ولي اذناً سامعة و عيناً ناظرة و لساناً
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 401 *»
ناطقاً (يم).([22])
(و اذا ما انزلت سورة) ثم لمّاتمّم امر فرق الامة ختم باحوال هذه السورة النازلة في شأنهم (يم) (فمنهم من يقول ايّكم) مبتدأ (زادته) خبر (هذه ايماناً )مفعول ثان (فاما الذين امنوا فزادتهم ايماناً و هم) حال (يستبشرون 124) ردّ علي من يزعم ان الايمان لايزيد و لاينقص (ق).
(و اما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً) شكاً (ث) مايجب تجنبه من الخصال السيئة و مايستقذر منها (الي رجسهم) شكهم (ث) (و ماتوا و هم) حال (كافرون 125).
(أو لايرون) علي السواد و ترون علي الحمرة و هو قراءة (ح) (هـ) ثم حذّرهم و انذرهم بمناسبة قوله في قلوبهم مرض لان قوله يفتنون اي يمرضون (يم) (انهم )سدّ مسدّ المفعولين (يفتنون) يمرضون (ق) (في كل عام مرة او مرتين ثم لايتوبون و لا هم يذّكّرون 126).
(و اذا ما انزلت سورة نظر بعضهم) اي المنافقين (ق) (الي بعض)يقولون (هل يريكم من احد ثم انصرفوا) عن علي (يم)([23]) تفرقوا (ق) (صرف
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 402 *»
اللّه قلوبهم) عن الحق الي الباطل باختيارهم الباطل علي الحق (ق) (بأنّهم قوم لايفقهون 127) اعلم ان في مثل قوله صرف اللّه قلوبهم بانهم قوم لايفقهون و قوله بل طبع اللّه عليها بكفرهم و قوله بكفرهم لعنّاهم و قوله يهديهم ربهم بايمانهم دلالة علي ان كل شيء له جهتان جهة مفعولية و جهة فعلية و يدية للّه سبحانه فهو سبحانه يخلق كل شيء به و فيه من سرّ الاختيار مايعلو عن الابصار (يم).
(لقد جاءكم) ياالمحمد (ث) (رسول من انفسكم) مثلكم في الخلقة (ق) من جنس علي و اولاده (يم) عن رسولالله9 و فاطمة من انفسكم اي من اشرفكم اقول: كأنه بفتح السين (يم) من انفسكم اي من جنس علي7 لقوله و انفسنا (يم)([24]) (عزيز) مبتدأ (هـ) او صفة رسول (هـ) او عزيز مبتدأ، ما فاعله سد مسد الخبر (ل) (عليه) خبر (ما) مصدرية مبتدأ (هـ) او فاعل عزيز (عنتّم) ماانكرتم و جحدتم (ق) ضرركم (حريص عليكم) ثم انتهي في حسن الختام الي جملة ما في هذه السورة من احوال النبي9 و اله: و المؤمنين و المنافقين و الكافرين صدق اللّه و رسوله (يم) اية لقدجاءكم الي اخر السورة لخوف السباع (ث) روي ان نزولها لقدجاءنا رسول من انفسنا عزيز عليه ماعنتنا حريص علينا (ث) (بالمؤمنين رءوف رحيم 128) قوله بالمؤمنين دليل واضح علي ان المخاطبين بـ «كم» غيرهم و الاّ كان الاظهار خلاف الفصاحة فالمخاطبون المحمد: لعدم لياقة غيرهم بذلك المقام (يم).
(فان تولّوا) عن علي7 (يم)([25]) (فقل حسبي اللّه) ولي (يم) (لا اله )
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 403 *»
حال (الاّ هو عليه توكلت و هو رب العرش) الملك (ث) (العظيم 129).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 404 *»
«سورة يـونــس»
مكية و هي مائة و تسع ايات و استثني بعضهم منها ثلاثاً فان كنت في شك مماانزلنا الي اخرهن فانها مدنية و استثني بعضهم اية و منهم من يؤمن باللّه الاية و الشامي يقول هي عشر ايات اختلافها ثلث ايات مخلصين له الدين و شفاء لما في الصدور شامي من الشاكرين غير الشامي.
(بسم اللّه الرحمن الرحيم)
(الر) علي قراءة حفص و قالون و (ث) و علي قراءة الحمرة حذف الالف و جرّ الراء (تلك ايات الكتاب الحكيم 1).
(أكان للناس) متعلقه عجباً (ل) حال (عجباً) خبر (ان) اسم كان (اوحينا الي رجل منهم ان) بان (انذر الناس) الناسين للعهد (يم)([26]) (و بشّر الذين امنوا) بالمحمد: (يم) فرّق بين الناس و المؤمنين و جعل الناس اهل الانذار و المؤمنين اهل التبشير فالناس مشتق من النسيان و ذلك انهم نسوا العهد و الميثاق اي تركوه (يم) (انّ) بانّ (لهم قدم صدق) رسولاللّه (ث) شفاعة محمد9 (ث) بالولاية (ث) (عند ربهم) امامهم (يم) (قال الكافرون) بولاية علي7 (يم) (انّ هذا لساحر) علي قراءة الكوفيين و ابنكثير و لَسِحْرٌ علي قراءة الباقين (هـ) رسم القرءان لَسحِرٌ (يم) (مبين 2).
(انّ ربكم) مربيكم (يم) (اللّه) لماقال انّ لهم قدم صدق عند ربهم اراد
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 405 *»
انيعرف الربّ (يم) (الذي خلق السموات و الارض في ستة ايام ثم استوي علي العرش) الملك (يم) لتدبير الامور (ث)([27]) (يدبّر الامر ما من شفيع الاّ من بعد اذنه) يريد نفي قول المشركين هؤلاء شفعاؤنا عند اللّه (يم) (ذلكم اللّه) ولي (يم) (ربكم) امامكم (يم) (فاعبدوه) فاطيعوه (يم)([28]) (أفلاتذكّرون 3).
(اليه) خبر (ل) (مرجعكم) مبتدأ (ل) ثم اخذ في الاستدلال علي البعث و انه لولاه لكان الخلق باطلاً (جميعاً) حال (وعد) مصدر (اللّه حقاً) مصدر (انه يبدؤ الخلق) سعيداً و شقياً و مؤمناً و كافراً (يم) (ثم يعيده) كمابدأه (يم)[29]) ليجزي( قوله انه يبدؤ الخلق تقريب و ليجزي تعليل (يم) )الذين امنوا (بالولي (يم) )و عملوا الصالحات) بالولاية و البراءة (يم) (بالقسط و الذين كفروا) بالولي (يم) (لهم شراب من حميم) ماء حار قدانتهي في حرّه (و عذاب اليم بماكانوا يكفرون 4).
(هو الذي جعل الشمس) رسولاللّه9 (ث) و هذه ايضاً دليل اخر علي البعث (يم) (ضياء) بالياء علي قراءة السواد و الهمزة علي قراءة قنبل (هـ) مفعول ثان (ل) (و القمر) الوصي (ث) (نوراً و قدّره منازل) لانوار الشمس تحل كل يوم في جهة منه و تشرق علي جهة لتعلموا عدد السنين بزيادة القمر و نقيصته (يم)
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 406 *»
(لتعلموا عدد السنين و الحساب ماخلق اللّه ذلك الاّ بالحق يفصّل) بالياء علي قراءة (ث) و (و) و حفص و بالنون علي قراءة الحمرة (الايات لقوم يعلمون 5) لو لميكن معاد لكان باطلاً و اللّه لايفعل الباطل فخلق اللّه الملك للتزود للمعاد (يم).([30])
(انّ في اختلاف الّيل و النهار) ثم استدل علي من عرفه و ماعرفه به (يم) (و ماخلق اللّه في السموات) من الكواكب و الايات (و الارض) من الجماد و النبات و الحيوان و الانسان (لايات) علي التوحيد (يم) علي وجود قائم بالحق فيه ابداً و انه سبحانه لميتركه بلا ناظم (يم) (لقوم يتقون 6) عن انيتدينوا بشيء لا برهان له (يم).([31])
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 407 *»
(انّ الذين) لمّاقال سابقاً انه يبدؤ الخلق ثم يعيده تخلص الي ذكر الجنة و النار (يم) (لايرجون) لايخافون (لقاءنا) لقاء القائم (يم) لايؤمنون به (ق) (و رضوا بالحيوة الدنيا) ولاية الاعداء (يم) (و اطمأنّوا بها و الذين هم عن اياتنا) الائمة: (ق) (غافلون 7) فوجب ذكرهم دائماً (يم).
(اولئك مأويهم النار) نعوذ باللّه صرّح هذه الاية بان الغفلة عن الايات توجب الخلود في النار (يم) (بماكانوا يكسبون 8).
(انّ الذين امنوا و عملوا الصالحات يهديهم ربهم) الي الجنة (ث) (بايمانهم) و السر فيه و في امثاله ان القدر في العمل كالروح في الجسد لا حراك لجسد بلاروح و لا ظهور لروح بلاجسد و ايمان العبد عمل العبد و الهداية من اللّه فلولا الهداية لماامن و لولا الايمان لماهداه اللّه فاذا اجتمعا حصل المطلوب و كذا قوله بكفرهم لعنّاهم و امثال ذلك (يم) (تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم 9) عن ابيجعفر7 اما الجنات المذكورة في الكتاب فانهن جنة عدن و جنة الفردوس و جنة النعيم و جنة المأوي.
(دعويهم) اذا ارادوا شيئاً (ث) (فيها سبحانك اللّهم) سئل الصادق7 عن التسبيح فقال اسم من اسماء اللّه (و تحيتهم فيها) من اللّه (ث) (سلام) من الجذام (ث) (و اخر دعويهم ان الحمد للّه ربّ العالمين 10) عند بلوغهم حاجتهم و قضائها (ث).
(و لو يعجّل اللّه للناس) لناسين العهد (يم) ثم استدل علي تأخيره القيمة و
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 408 *»
العذاب في الدنيا مع استحقاقهم بمناسبة عذاب الاخرة (يم) (الشرّ استعجالهم بالخير) استعجالاً كاستعجالهم (ل) كمايستعجلون (ق) مثل مايستعجل لهم بالخير (يم) او يقدّر مقدار استعجالهم (يم) (لقضي) بالسواد علي المجهول و بالحمرة علي المعروف و هو قراءة (ر) (اليهم اجلهم) بضم اللام و فتحها علي القرائتين (هـ) القمي: لويعجّل اللّه لهم الشرّ كمايستعجلون الخير لقضي اليهم اجلهم اي فرغ من اجلهم (هـ) روي ان اللّه يحب من الخير مايعجّل انتهي فهو يستعجل بالخير لانه محبوبه و لايخالف جهة محبته فلو عجّل لهم الشرّ علي حسب قوابلهم كمايعجّل لهم الخير علي حسب كرمه لعجّل لهم العذاب فتدبر (يم) (فنذر) فيمهلهم (يم) (الذين لايرجون لقاءنا) و هم الناس (يم) (في طغيانهم يعمهون 11).
(و اذا مسّ الانسان) الناسي للعهد (يم) (الضرّ) ثم ذكر الضرّ و كشفه بمناسبة تعجيل الشر المذكور (يم) (دعانا لجنبه) العليل (ق) حال اي مضطجعاً (او قاعداً) الذي لايقدر انيقوم (ق) (او قائماً) الصحيح (ق) (فلمّا كشفنا عنه ضرّه مرّ) ترك و نسي (ق) (كأن لميدعنا الي ضرّ مسّه كذلك زيّن للمسرفين ماكانوا يعملون12) فمن دعا اللّه في الضراء و لميدع في السراء فهو مسرف علي نفسه (يم) في القاموس السرف محركة ضد القصد و الاغفال و الخطأ و الاسراف التبذير (يم).
(و لقد اهلكنا القرون) عاداً و ثمود (من قبلكم) لمّاذكر المسرفين و الذين اصابهم الضرّ ذكر الذين اهلكهم باسرافهم و ظلمهم (يم) (لمّا ظلموا و جاءتهم رسلهم بالبينات و ماكانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين 13) من هذه الامة او كل امة (يم).
(ثم جعلناكم خلائف في الارض من بعدهم لننظر) لنري (ق) (كيف) عامله تعملون (تعملون 14) قداعذر و انذر بتقديم الاية الاولي و تأخيرها عنها فتدبر (يم).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 409 *»
(و اذا تتلي عليهم) ثم وجّه الخطاب الي النبي و ذكر احوال الخلائف و اختلافهم في دين اللّه و اقتراحهم علي اللّه اشعاراً بانه سيهلكهم (يم) (اياتنا) في خلافة علي7(يم) (بينات قال الذين لايرجون) لايخافون (لقاءنا ائت بقرءان )بامام (يم) (غير هذا او بدّله) اميرالمؤمنين (ث) قالوا لوبدّل مكان علي ابابكر و عمر اتبعنا (يم) (قل مايكون لي) بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة الحرميين و (و) (ان ابدّله من تلقاء) من جهة (نفسي) بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة (ن) و (و) (ان اتبع الاّ مايوحي الي) من امر الولاية (ث) (انّي )علي القراءتين كمامرّ (اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم 15) ماترك رسولاللّه اني اخاف الاية حتي نزلت سورة الفتح (ث).
(قل لو شاء اللّه ماتلوته عليكم) في غدير خم (يم) (و لاادريكم )اللّه (يم) و قرأ قنبل و بزي دَريكم (به فقدلبثت فيكم عمراً من قبله) من قبل حجة الوداع و غدير خم (يم) (أفلاتعقلون 16).
(فمن اظلم ممن افتري علي اللّه كذباً او كذّب باياته) بالائمة (يم) انظر في تقريب المدعي بحكمته حيث نسب الظلم الي المفتري اولاً ثم الي المكذّب (يم) (انه لايفلح المجرمون 17) دليل تقرير و هو هداية كل بصير (يم).
(و يعبدون من دون اللّه) بولاية اعدائه (يم) (ما لايضرّهم و لاينفعهم و يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند اللّه) لماقال ابرهيم و اجنبني و بني اننعبد الاصنام حين انزل اسمعيل بمكة فلميعبد احد من ولد اسمعيل صنماً قط لكن العرب عبدوا الاصنام و قالت ولد اسمعيل هؤلاء شفعاؤنا و كفرت و لمتعبد الاصنام (ث) (قل أتنبئّون اللّه بمالا) ليس (ق) (يعلم) اي ليس له شريك يعبد (ق) (في السموات و لا في الارض) القمي: كانت قريش يعبدون الاصنام و يقولون انمانعبدهم ليقرّبونا الي اللّه زلفي فانّا لانقدر علي عبادة اللّه فردّ اللّه عليهم فقال قل لهم يامحمد أتنبئون اللّه (سبحانه و تعالي عمايشركون 18) بالياء علي قراءة السواد و التاء
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 410 *»
علي قراءة (ح) و (س).
(و ماكان الناس الاّ امة واحدة) علي مذهب واحد (ق) لمّاذكر الاختلاف اراد انيذكر مبدءه و ان القوم في الاول كانوا متحدين و ان الاختلاف حادث منهم و بدعة و بيّن سبب تأخير هلاكهم (يم) (فاختلفوا) في الولاية لاولياء اللّه و البراءة من اعداء اللّه لقوله9 ليس الاختلاف في اللّه و لا في و انما الاختلاف فيك ياعلي (يم)([32])(و لولا كلمة سبقت) كان ذلك في علم اللّه السابق انيختلفوا (يم) (من ربك)انيخرج القائم و يرفع هو الخلاف في ذلك الزمان([33]) (لقضي بينهم فيما فيه
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 411 *»
تختلفون19).
(و يقولون) ثم عاد الي حال الامة الخلائف و مناظرتهم (يم) (لولا) هلاّ (انزل عليه اية من ربه) كالعصي و المائدة و الناقة و امثالها (يم) (فقل انما الغيب) القائم (ث) (للّه فانتظروا) الفرج (يم) انتظار الفرج من الفرج (ث) (اني معكم من المنتظرين 20) المراد ان الاية اذا نزلت و لميؤمنوا هلكوا و ليس الان زمان اهلاكهم و اخّره اللّه الي زمان القائم فيظهر الاية و اذا لميؤمنوا هلكوا فيقول ان الغيب اي زمان يصلح اظهار الاية هو للّه فانتظروا زمان الصلوح او القائم هو الاية و علم ظهوره للّه فانتظروا ظهوره (يم).
(و اذا) فيها معني الشرط و لاتعمل و تحتاج الي جواب غير مجزوم (ل) (اذقنا الناس رحمة من بعد ضرّاء) شدة (مسّتهم) هذه الاية تمام الاية السابقة و هي اذا مسّ الانسان الضرّ الاية فلمافرغ مماذكر استطراداً ذكر تمام الكلام (يم) (اذا )ظرف مكان و فيها معني المفاجأة و معني الجملة و هي جواب اذا الاولي (لهم مكر في اياتنا) في الائمة (يم) (قل اللّه اسرع مكراً انّ رسلنا يكتبون ماتمكرون 21).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 412 *»
(و هو الذي) ثم مثّل لاذاقة الرحمة بعد الضرّ (يم) (يسيّركم) علي قراءة الباقين و يُنْشِرُكُمْ علي قراءة (ر) (في البرّ و البحر حتي اذا كنتم في الفلك و جرين بهم) اعرض عن الخطاب الي الغيبة و وجّه الكلام الي رسوله9 (يم) اظهر الامتنان علي كل الناس و لميكونوا كلهم باغين حتي يقول و جرين بكم الي اخر ولكن فيهم بغاة و لخفائهم كأنهم غيّب فقال جرين بهم اي بالبغاة ثم ساق الكلام الي اخر و لمااظهر صفتهم خاطبهم بقوله ياايها الناس (يم) (بريح طيبة و فرحوا بها جاءتها) جواب اذا كنتم (ريح عاصف) شديد الهبوب (و جاءهم الموج من كل مكان و ظنّوا انهم احيط بهم دعوا اللّه مخلصين له الدين لئن انجيتنا من هذه لنكوننّ من الشاكرين22).
(فلمّا انجيهم اذا هم يبغون في الارض بغير الحق ياايها الناس انما بغيكم علي انفسكم) روي ثلث خصال مرجعها علي النفس في كتاب اللّه البغي و المكر و النكث قال اللّه انما بغيكم علي انفسكم و من نكث فانما ينكث علي نفسه و لايحيق المكر السيء الاّ باهله (ث) (متاع) بالنصب علي قراءة الحفص و الرفع علي قراءة الحمرة فعلي النصب تمتعون (هـ) او مفعول بغيكم و علي انفسكم خبر (ز) (الحيوة) متاع الحيوة علي الرفع خبر بغيكم و علي انفسكم صلته او علي انفسكم خبر بغيكم و متاع الحيوة خبر محذوف نحو ذلك (الدنيا ثم الينا) الي المحمد (يم) (مرجعكم فينبّئكم بماكنتم تعملون 23).
(انما مثل الحيوة الدنيا) دولة المنافقين و الكفار (يم) ثم مثّل لحيوة الدنيا لماتخلّص اليها في الاية السابقة (يم) (كماء انزلناه من السماء) و ذلك ان الحيوة الدنيا من شعاع الافلاك يقع علي الاجساد العنصرية فتحيي (يم) (فاختلط به) بعض النبات ببعض بسبب الماء او اختلط النبات بالماء (نبات الارض) الاجساد (يم) نبات الارض كماقال و اللّه انبتكم من الارض نباتاً فنزل ماء شعاع الافلاك علي الارض فاختلط به الابدان (يم) (ممايأكل الناس) اجساد الانسان (يم) (و الانعام )
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 413 *»
اجساد الانعام (يم) (حتي اذا اخذت الارض زخرفها) كمال حسنها (هـ) تمكنت الكفار و عظم امرهم و اشتد سلطانهم (يم)([34]) (و ازّيّنت) تزينت (و ظنّ اهلها انهم
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 414 *»
قادرون عليها) قادرون عليها اي علي جمعها و الانتفاع بها و بغلّتها و مسلطون عليها (اتيها امرنا) القائم7 (يم)([35]) (ليلاً او نهاراً فجعلناها) النبات رجعت الي معناه (يم) (حصيداً) مقطوعة بالجفاف و الذبول (كأن لمتغن) لمتقم (بالامس كذلك نفصّل الايات لقوم يتفكرون 24).
(و اللّه) اول داع الي نفسه (ث) (يدعوا الي دار السلام) اهلها لهم السلامة من جميع الافات و من كل مكروه (هـ) ثم ذكر دار السلامة عن الافات و الزوال بمناسبة الدنيا الفانية (يم) السلام هو اللّه و داره التي خلقها لاوليائه الجنة (ث)([36]) (و يهدي من
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 415 *»
يشاء الي صراط مستقيم 25) ولاية علي7 (ث).
(للذين احسنوا) توالوا اولياء اللّه (يم)([37]) ثم تخلّص الي احوال المحسنين و المسيئين بمناسبة ذكر الدنيا و الاخرة (يم) (الحسني) الجنة (ث) العطية (و زيادة) الدنيا (ث) قوله و زيادة اي مااعطاهم اللّه من النعم في الدنيا لايحاسبهم في الاخرة (ث) و روي الزيادة غرفة واحدة من لؤلؤة واحدة لها اربعة ابواب. القمي: هي النظر الي رحمة اللّه (و لايرهق) لايلحق (ث) (وجوههم قتر) الجوع و الفقر و الذلة الخوف (ق) الغبار (و لا ذلّة اولئك اصحاب الجنة) علي (يم) (هم فيها خالدون 26).
(و الذين كسبوا السيئات) هؤلاء اهل البدع و الشبهات و الشهوات (ق) لهم (جزاء) مبتدأ مؤخر (سيئة بمثلها) اي لهم جزاء كل سيئة بمثلها و يحتمل انيكون و الذين مجروراً بالعطف علي الذين الاولي فهي خبر مقدم و جزاء مبتدأ مؤخر (و ترهقهم) تلحقهم (ذلّة) يمكن انيكون و ترهقهم عطفاً علي جزاء سيئة فان تقديره تستقر لهم جزاء سيئة بمثلها و ترهقهم ذلة فهي خبر لقوله الذين و قوله مالهم خبر بعد خبر و قوله كأنما يتعلق بمحذوف اي يكونون كأنما و هي ايضاً خبر و كذا اولئك خبر بعد خبر و كذا هم فيها او هذه الجملة خبر بعد خبر لاولئك (يم) (مالهم من اللّه من عاصم) من امام (يم)([38]) (كأنما اغشيت) البست (وجوههم قطعاً) بكسر
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 416 *»
الاول و فتح الثاني علي قراءة السواد و بسكون الثاني علي قراءة (ث) و (س) (من الّيل مظلماً) حال من الليل (اولئك اصحاب النار) الاول (يم) (هم فيها) حال (خالدون 27).
(و يوم نحشرهم) ثم ذكر احوال الحشر و احوال المشركين بمناسبة ذكر المحسنين و المسيئين في الاخرة (يم) (جميعاً) حال (ثم نقول للذين اشركوا )بعلي (يم) (مكانكم) اي الزموا (هـ) هو اسم فعل (انتم) تأكيد (و شركاؤكم )الذين اتخذتموهم شركاء علي في الخلافة (يم) (فزيّلنا) فميّزنا (بينهم) يبعث اللّه ناراً تزيل بين الكفار و المؤمنين (ث) (و قال شركاؤهم ماكنتم ايانا تعبدون 28).
(فكفي باللّه شهيداً) تمييز او حال (بيننا و بينكم ان) مخففة (كنّا) اي ما كنّا (يم) (عن عبادتكم لغافلين 29) اي الاّ (يم).
(هنالك) ظرف تبلو (تبلوا) بالباء الموحدة علي السواد و التاء الفوقانية علي قراءة (ح) و (س) (هـ) تختبر و تجرب (كل نفس مااسلفت) تتبع ماقدّمت (ق) (و ردّوا الي اللّه) ولي (يم) (موليهم) بدل اللّه (ل) (الحق) نعت (ل) انظر الي حسن التخلص الي ذكر المولي من ذكر الشركاء ثم اخذ في وصف المولي الي ايات (يم) (و ضلّ) بطل (ق) ضاع (عنهم ما) الخلفاء (يم) (كانوا يفترون 30) باثباته
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 417 *»
علي اللّه (يم).
(قل من يرزقكم من السماء و الارض امّن يملك السمع و الابصار) قوله تعاليام من يملك السمع و الابصار وجه تعريف الخبر في قوله هو السميع البصير او السميع العليم (يم) اقول: الوجه في افراد السمع في كل مكان و جمع الابصار يحتمل انيكون جمع الابصار ليشتمل الابصار و البصائر الباطنة و البصر القلبي بخلاف السمع فانه مخصوص بالظاهر و اللّه اعلم (يم) و وجه اخر ان السمع في الباطن ابوبكر و الابصار عمر و ابوبكر مقام الاجمال و عمر مقام التفصيل فوحّد لفظه و جمع لفظة اخيه (يم) (و من يخرج الحي) المؤمن (يم) الانسان (يم) (من الميت) من الكافر (يم) من النطفة (يم) (و يخرج الميت) الكافر (يم) النطفة (يم) (من الحي )من المؤمن (يم) من الانسان (يم)([39]) (و من يدبّر الامر فسيقولون اللّه فقل
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 418 *»
أفلاتتقون 31) عن الشرك به (يم).
(فذلكم اللّه) ولي (يم) (ربكم) امامكم (يم) (الحق فماذا بعد الحق )بعد علي7(يم) (الاّ الضلال فاني تصرفون 32).
(كذلك حقّت) وجبت (هـ) قوله كذلك في موضع النصب بقوله حقّت اي حقت عليهم مثل مافعلوا و مثل ماعدلوا عن الحق بعد المعرفة (كلمت) علي الافراد علي السواد و الجمع علي قراءة (ن) و (ر) (ربك علي الذين فسقوا انهم) بدل كلمة (ز) بانهم او لانهم (لايؤمنون 33).
(قل هل من شركائكم) الذين اتخذتموهم ولايج من دون اللّه (يم) (من يبدؤا الخلق ثم يعيده قل اللّه يبدؤا الخلق ثم يعيده فانّي) كيف (تؤفكون 34) تصرفون.
(قل هل من شركائكم) من الخلفاء (يم)([40]) (من يهدي الي الحق قل اللّه
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 419 *»
يهدي للحق أفمن) مبتدأ (ل) (يهدي) و هم المحمد: (ث) (الي الحق احق )خبر (ل) (انيتّبع امّن لايهدّي) من خالف (ق) بالتشديد علي قراءة حفص و يَهْدي علي قراءة (ح) و (س) و هما القارئان بالحمرة في المتن و قرأ (ورش) و (ث) و (ر) يَهَدّي و هم القارءون بالسواد في الهامش و قرأ ابوبكر و هو القارئ بالحمرة في الهامش يِهِدّي (الاّ انيهدي فما) مبتدأ (لكم) خبر (كيف) منصوب بـتحكمون (تحكمون 35) ردّ عظيم علي الذين اختاروا الخلفاء مع علمهم بجهلهم علي علي7 (يم).
(و مايتّبع اكثرهم) ثم ذكر اصحاب الظن بمناسبة المولي الحق الهادي الي الحق (يم) (الاّ ظنّاً) ابابكر (يم)([41]) (انّ الظنّ لايغني من الحق شيئاً) مفعول به
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 420 *»
او مصدر (انّ اللّه عليم بمايفعلون 36) انذار علي عملهم بالظن لعلهم يرتدعون (يم).
(و ما كان هذا القرءان) الامام (يم) ثم التفت الي اثبات امر القرءان بمناسبة ان القرءان الذي فيه حال المولي و الشركاء ليس بفرية و انه من اللّه و كذلك الوحي الذي ذكر في اول السورة و قال تلك ايات الكتاب الحكيم فاراد اثباته بعد تمام الكلام (يم)([42])(ان) لان (هـ) او هو في محل خبر كان (يفتري من دون اللّه ولكن) كان (ل) (تصديق الذي) محمدٍ (يم) (بين يديه) من الكتب و الانبياء (يم) (و تفصيل الكتاب) احوال علي7 (يم) اي اللوح (يم) (لا ريب فيه) حال (ل) (من ربّ )حال (ل) (العالمين 37) و قوله و تفصيل الكتاب في وجه اي تفصيل العالم فانه الكتاب التكويني كماقال في سورة يوسف ما كان حديثاً يفتري ولكن تصديق الذي بين يديه و تفصيل كل شيء و القرءان يفسر بعضه بعضاً او الكتاب هو اللوح كماقال فمابال القرون الاولي قال علمها عند ربي في كتاب فالقرءان تفصيل مافي الكتاب اي في العالم او اللوح (يم).
(ام) منقطعة (يقولون افتريه قل فأتوا بسورة مثله) ثم ذكر المناظرات في القرءان بالمناسبة (يم) (و ادعوا من استطعتم من دون اللّه ان كنتم صادقين38).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 421 *»
(بل كذّبوا بما) بعلي7 (يم) بالرجعة (ث) (لميحيطوا بعلمه) و لميحيطوا بعلم علي7 (يم) فلايحيطون بعلم القرءان (يم) مالميحيطوا بعلمه هو القرءان فانه انزل بعلم اللّه و فيه تبيان كل شيء فكذّبوا به و هم لايعرفون مافيه من العلوم و لايجوز للانسان تكذيب مالايحيط به (يم) (و لمّايأتهم تأويله كذلك) نزلت في الرجعة (ق) (كذّب الذين من قبلهم فانظر كيف) خبر مقدم (كان عاقبة الظالمين 39) فالمكذب ظالم (يم).
(و منهم من يؤمن به) بعلي7 (يم) (و منهم من لايؤمن به) اعداء المحمد:(ث) (و ربك اعلم) تهديد (يم) (بالمفسدين 40) الفساد المعصية للّه و رسوله (ث) فترك الايمان افساد (يم).
(و ان كذّبوك فقل لي عملي) شيعتي و من امن بي (يم) (و لكم عملكم) اتباعكم (يم) (انتم بريئون ممااعمل) من شيعتي (يم) (و انا بريء مماتعملون41) من شيعتكم (يم).([43])
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 423 *»
(و منهم من يستمعون اليك) ثم ذكر احوال الخلق و اسباب انكارهم (يم) (أفانت تسمع الصمّ و لو كانوا لايعقلون 42).
(و منهم من ينظر اليك أفانت تهدي العمي و لو كانوا لايبصرون 43).
(انّ اللّه لايظلم الناس شيئاً ولكنّ) بالتشديد علي قراءة السواد و التخفيف علي قراءة (ح) و (س) (الناس) الناسين للعهد (يم) و قرئ بالسواد منصوباً و بالحمرة مرفوعاً (انفسهم يظلمون 44) روي ماحاصله ان اللّه الحليم العليم انماغضبه علي من لميقبل منه رضاه و انمايمنع من لميقبل من عطائه و انمايضل من لميقبل منه هداه.
(و يوم) عامله يتعارفون (يحشرهم) مضاف اليه (هـ) ثم ذكر الحشر انذاراً للظالمين و المنكرين (يم) (كأن لميلبثوا) نعت يوم (ل) (الاّ ساعة من النهار يتعارفون بينهم) كأن لميلبثوا صفة لمصدر محذوف من قوله يتعارفون اي تعارفاً مشابهاً بانهم لميلبثوا و قدتقدمت علي هيأة الحال و المعني يعرف بعضهم بعضاً يوم حشرهم كأن لميلبثوا الاّ ساعة فلمينس بعضهم بعضاً و لميغيّرهم طول البرزخ فالتركيب يوم يحشرهم مشابهين كأن لميلبثوا يتعارفون فتدبر (يم) (قدخسر الذين كذّبوا بلقاء اللّه) بلقاء الحجة (ق) (و ما كانوا مهتدين 45).
(و امّا) ان شرطية و ما زائدة ليؤكد الفعل (نرينّك) ثم قرّب الانذار بالوعيد في الدنيا (يم) (بعض الذي نعدهم) من الرجعة و قيام القائم (ق) (او نتوفّينّك)من قبل ذلك (ق) (فالينا) الي المحمد: (يم) (مرجعهم) قوله فالينا يحتمل انيكون علة جزاء محذوف كأنه فلايفوتوننا او فانّا ننتقم منهم متي ما كان لانه الينا مرجعهم([44]) (ثم اللّه شهيد علي مايفعلون 46).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 424 *»
(و لكل امة) بعدك (يم) لكل قرن من هذه الامة (ث) (رسول) امام (يم)([45]) من المحمد (ث) (فاذا جاء رسولهم) قام امامهم فيهم (يم) (قضي بينهم بالقسط و هم لايظلمون 47) يعني ان رسل اللّه يقضون بالقسط و هم
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 425 *»
لايظلمون (ث).
(و يقولون) ثم ذكر سؤالهم عن الوعد و اجابهم بالحكمة (يم) (متي هذا الوعد) خروج القائم7 (يم)([46]) (ان كنتم صادقين 48).
(قل لااملك لنفسي ضرّاً) علي ضرّ (هـ) الخلفاء (يم) (و لا نفعاً )علياً7 (يم)([47]) (الاّ) الاولي انتكون منقطعة (يم) (ماشاء اللّه) انيقدرني
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 426 *»
عليه (يم) انيكون يكون (يم) (لكل امة اجل اذا جاء اجلهم) الي ملكالموت في ليلة القدر (ث) (فلايستأخرون ساعة) في عرض السنة (يم) (و لايستقدمون 49).
(قل ارأيتم ان اتيكم عذابه) القائم (يم)([48]) (بياتاً) ظرف اي ليلاً (ث) (او
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 427 *»
نهاراً) عن ابيجعفر7 يريد بذلك عذاباً ينزل علي فسقة اهل القبلة في اخر الزمان نعوذ باللّه و هم يجحدون نزول العذاب عليهم (ما) مبتدأ (ل) (ذا) خبر (ل) الذي او اي شيء (يستعجل منه) من اللّه او من العذاب (المجرمون 50) اي ليس في العذاب شيء ينبغي انيستعجل به.
(أثم اذا) عامله امنتم (ماوقع) الرجعة (ق) (امنتم به) بالعذاب (هـ) اي أثم امنتم به اذا ماوقع العذاب (يم). يقال لهم (آلاْن) بالالف و المد علي قراءة السواد و علي قراءة (ن) آلان بدون الهمزة الثانية و المد (هـ) تؤمنون بعلي7 (ق) (و قدكنتم به تستعجلون 51) استهزاءً و لاتؤمنون بوقوعه (هـ) استعجال العذاب بالمعاصي فقوله ماذا يستعجل منه المجرمون اي اي شيء يستعجلون به من اللّه المجرمون باعمالهم السيئة و قوله آلاْن و قدكنتم به تستعجلون اي الان تؤمنون و قدكنتم قبل تنكرون و انكاركم استعجال العذاب من اللّه (يم).
(ثم) عطف علي آلاْن (قيل للذين ظلموا) المحمد حقهم (ق) (ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون الاّ بماكنتم تكسبون 52).
(و يستنبئونك) اي اهلمكة (ق) و (ث) (أحق هو) أ امام علي7 (ث) و (ق) مايقول محمد في علي (ث) (قل اي و ربي) بسكون الياء علي السواد و فتحها علي قراءة (ن) و (و) (انه لحق) امام (ق) (و ما انتم بمعجزين 53).([49])
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 428 *»
(و لو انّ لكل نفس ظلمت) المحمد حقهم (ق) (مافي الارض لافتدت به) في الرجعة (ق) (و اسرّوا الندامة) اسروا لانهم كرهوا شماتة الاعداء (ث) (لمّارأوا العذاب) القائم7 (يم) (و قضي بينهم بالقسط) بالامام (يم)([50])(و هم لايظلمون 54).
(الا انّ للّه) لولي (يم) (ما في السموات و الارض الا انّ وعد اللّه )القائم7 (يم) (حق ولكنّ اكثرهم لايعلمون 55).
(هو) وعد اللّه (يم)([51]) (يحيي و يميت و اليه ترجعون 56).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 429 *»
(ياايها الناس) ثم نبّههم بعد بيانات الوعد بالحكمة و الترقية بالحكمة الي عظمة البيان (يم) (قدجاءتكم موعظة) محمد9 (يم)([52]) (من ربكم) من امامكم (يم) (و شفاء) القرءان (يم) (لمافي الصدور) من نفث الشيطان (ث) لوجع الصدر (يم) فالقرءان يدفع الوساوس (يم) روي انه شفاء من امراض الخواطر و مشتبهات الامور (و هدي) علي7 (يم) (و رحمة) الشيعة (يم)([53])(للمؤمنين 57).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 430 *»
(قل بفضل اللّه) رسولاللّه (ث) لماذكر المؤمنين و ان الكتاب و الولاية رحمة لهم نبّههم (يم) (و برحمته) علي7 (ث) المكتوبة (يم)([54]) (فبذلك فليفرحوا) الشيعة (ث) (هو خير) قوله هو خير اي كل واحد من الفضل و الرحمة او يشعر بان الفضل و الرحمة من نور واحد و حقيقة واحدة (يم)([55]) (ممايجمعون 58) من سائر
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 431 *»
الاعمال الحسنة (يم) الاعداء من الذهب و الفضة (ث) و قرأ القارئ بالحمرة و هو (ر) تجمعون بالتاء.
(قل ارأيتم ما) الذي (انزل اللّه لكم من رزق) من علم (يم)([56]) (فجعلتم منه حراماً و حلالاً) كقولهم ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا (قل آللّه اذن لكم ام علي اللّه تفترون 59) ثم حاجّهم في منعهم عن الهدي و الرحمة و حثّهم الناس الي الضلال و النقمة (يم).
(و ما ظنّ الذين يفترون علي اللّه الكذب يوم القيمة انّ اللّه لذو فضل علي الناس ولكنّ اكثرهم لايشكرون 60).
(و ماتكون) ايها السامع (يم) ثم انذرهم بشهادته لجعلهم رزق اللّه حلالاً و حراماً و صرف ايات اللّه الي مرادهم (يم) (في شأن) حال (و ماتتلوا منه) من الله او من الكتاب (هـ) من الشأن (ل) (من قرءان و لاتعملون من عمل) خيراً او شراً (ث) (الاّ كنّا) كان المحمد: (يم)([57]) (عليكم شهوداً) روي كان
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 432 *»
رسولاللّه9 اذا قرأ هذه الاية بكي بكاء شديداً (اذ تفيضون) تدخلون (فيه و مايعزب) لايغيب (هـ) بضم الزاي علي السواد و كسرها علي قراءة (س) و هو القارئ بالحمرة (عن ربك) امامك (يم) (من مثقال ذرة في الارض و لا في السماء و لا اصغر) عطف علي مثقال (ل) بفتح الراء علي السواد و ضمها علي قراءة (ح) و هو القارئ بالحمرة (من ذلك و لا اكبر) علي اختلاف القراءتين فتح الراء و ضمها (الاّ في كتاب مبين 61) في امام مظهر للحق (يم).([58])
(الا انّ اولياء اللّه) هم الذين يذكرون اللّه برؤيتهم (ث) ثم ذكر اصحاب الحق بعد ذكر اصحاب الظن و تحريفهم الدين (يم) (لا خوف عليهم و لا هم يحزنون62) عن علي7 تدرون من اولياء اللّه قالوا من هم قالوا هم نحن و اتباعنا فمن تبعنا من بعدنا فطوبي لنا و طوبي لهم و طوباهم افضل من طوبانا قيل ألسنا و هم علي امر واحد قال لا انهم حملوا مالمتحملوا و اطاقوا مالمتطيقوا (هـ) روي طوبي لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته و المطيعين له في ظهوره اولئك اولياء اللّه الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون.
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 433 *»
(الذين) صفة اولياء او مبتدأ و خبره لهم البشري او خبر محذوف (امنوا )بعلي (يم) (و كانوا يتقون 63) يتشيعون (يم) عن ولاية عدوه (يم).([59])
(لهم البشري) عند الموت (ث) يبشّرهم محمد و علي8 عند موتهم (يم) فاعل محذوف دلّ عليه الظرف (في الحيوة الدنيا) في الرؤيا (ث) بقيام القائم (ث) (و في الاخرة) عند الموت انّ اللّه قدغفر لك (ث) بالجنة عند خروجهم من القبر (ث) و في الاخرة بالنجاة و الورود علي محمد9 و اله الصادقين و في حديث يبشره عند الموت محمد و علي (لا تبديل لكلمات اللّه) للامامة (ق) (ذلك هو الفوز العظيم64).
(و لايحزنك قولهم) انك افتريت الكتاب (يم) او قولهم انا نذلّ اهلبيته بعده و نسلب الملك عنهم (يم) (انّ العزّة للّه) لولي اللّه (يم) فلا عزيز سواه (يم) (جميعاً هو السميع العليم 65) فلا سميع و لا عليم سواه (يم).
(الا انّ للّه) لولي (يم) (من في السموات و من في الارض) ثم عطف القول الي تسلية النبي في حزنه بقوله ام يقولون افتريه قل فأتوا الاية (يم) (و مايتّبع) مايتّبع اما نافية او استفهامية او موصولة و عطف علي من و يكون شركاء حالاً (الذين يدعون من دون اللّه) ولي (يم) (شركاء) علي الحقيقة للولي (يم) شركاء منصوب بيدعون و قام مقام مفعول يتبع قوله انيتبعون الاّ الظنّ و علي هذا ما نافية (ل) (ان يتّبعون الاّ الظنّ و ان هم الاّ يخرصون 66) اعلم ان اللّه سبحانه صرّح في هذه
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 434 *»
الاية و في سائر الايات ان اهل الباطل يظنون باطلهم حقاً فتبين ان الظن ليس بلازم انيصادف الحق بل لمّا كان جميع اهل الباطل يعملون في اصول دينهم و فروع دينهم بالظن و الناس من حيث النفوس و المشاعر امثال و اكفاء فكل من ارسل ظنه ذهب مذهب ظنونهم لامحالة و اي عبرة بالظنون لاسيما مطلق الظن فاذاً لايجوز العمل بالظن فانه لايؤمن عليه انيذهب مذاهب اهل الباطل كماذهب ظنونهم اليها فتدبر و انصف (يم).
(هو الذي) لا غيره (يم) ثم اراد انيبين وجه خفاء الحق اياماً و ظهوره اياماً لتسلية النبي (يم) (جعل لكم الليل) حيث سكت عن دفع ابيبكر عن ادعائه الي حين الفجر (يم) دولة المنافقين (يم) (لتسكنوا فيه و النهار) دولة المحمد (يم)([60]) (مبصراً) ذا ابصار (انّ في ذلك لايات لقوم يسمعون 67).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 435 *»
(قالوا اتخذ اللّه ولداً) هذه ايضاً تسلية للنبي يعني انهم ما كفّوا عني أتريد انيكفّوا عنك (يم) (سبحانه هو الغني له مافي السموات و مافي الارض ان) نافية (عندكم من سلطان بهذا أتقولون علي اللّه مالاتعلمون 68) فماليس للانسان سلطان عليه لا علم له به و السلطان ماكان من عند اللّه كماقال ما انزل اللّه بها من سلطان (يم).
(قل انّ الذين يفترون علي اللّه الكذب لايفلحون 69) فمن قال علي اللّه ما لايعلم فقدافتري و لايفلح (يم) دليل تقرير و قرة عين البصير (يم) دلّت علي عدم لزوم انقراض الباطل وجوداً و اخترام ذواتهم و انما الواجب اخترام حجتهم (يم).
لهم (ز) (متاع في الدنيا ثم الينا) الي المحمد (يم) (مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بماكانوا يكفرون 70).
(و اتل عليهم نبأ نوح) مثل محمد9 (يم)([61]) ثم سلّي المؤمنين في تكذيب الناس موليهم بذكر نوح يعني ان الناس ذلك ديدنهم ماكفّوا عن اللّه و لا عن احد من رسله و كذلك عاملوا مع نبيهم (يم) (اذ قال لقومه) يدل علي انه كان ديدنهم مصرّين عليه (يم) (يا قوم ان كان كبر عليكم مقامي) اقامتي بينكم (هـ) او نبوتي (و تذكيري بايات اللّه) باوصيائي (يم) (فعلي اللّه توكلت فاجمعوا) اعزموا علي (امركم و) مع (شركاءكم) الذين تعبدون (ق) (ثم لايكن امركم عليكم غمّة )
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 436 *»
حزناً (هـ) لاتغتموا (ق) (ثم اقضوا الي) ادّوا (ز) ادعوا علي (ق) انهضوا (و لاتنظرون 71).
(فان تولّيتم) فلايضرني (فما) علة جزاء محذوف (سألتكم من اجر)حتي اخاف فوته بتوليكم (هـ) ولاية اهل بيتي و انا سألت المؤمنين دونكم (يم)([62])(ان اجري) بفتح الياء علي قراءة (ن) و (و) و (ر) و حفص (الاّ علي اللّه و امرت اناكون من المسلمين 72).
(فكذّبوه فنجّيناه و من معه في الفلك) في ولاية اهل بيته (يم)([63])
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 437 *»
(و جعلناهم خلائف) خلفاء عمن غرق (و اغرقنا) في بحر الفتن (يم) (الذين كذّبوا باياتنا) بالمحمد (يم) (فانظر كيف كان عاقبة المنذرين 73).
(ثم بعثنا من بعده) من بعد محمد9 (يم) (رسلاً) ائمة (يم)([64]) (الي
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 438 *»
قومهم فجاءوهم بالبينات فماكانوا ليؤمنوا بماكذّبوا به من قبل) في عالم الاظلة (ث) و في رواية في اصلاب الرجال و ارحام النساء (هـ) في عالم الذرّ و في الظاهر بماكذّبوا به في عهد نوح اي كذّب اوائلهم و ينسب الي الراضي مالميفعل (يم)([65])(كذلك نطبع علي قلوب المعتدين 74).
(ثم بعثنا من بعدهم موسي) القائم7 (يم)([66]) ثم ذكر احوال موسي تسليةً (يم) (و هرون الي فرعون و ملائه باياتنا فاستكبروا و كانوا قوماً مجرمين75).
(فلمّا جاءهم الحق من عندنا قالوا انّ هذا لسحر مبين 76).
(قال موسي أتقولون للحق لمّاجاءكم) أتقولون من قولكم ان هذا لسحر مبين اي أتقولون هذا القول للحق لماجاءكم ثم قال أسحر هذا استفهام انكار (هـ) و يمكن
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 439 *»
انيكون أتقولون يعني أتتكلمون في الحق يعني بما لايليق كمايقال فلان يخاف القالة فمعني أتقولون للحق أتعيبونه (حاصل «ز») (أ سحر) انه لسحر (ز) يمكن انيكون اعادة الهمزة لطول الكلام و المعني أتقولون سحر هذا (هذا و لايفلح الساحرون77) و في الاية دليل التقرير و فيه هداية كل بصير (يم).
(قالوا أجئتنا لتلفتنا) لتصرفنا (عماوجدنا عليه اباءنا و تكون لكما الكبرياء في الارض و مانحن لكما بمؤمنين 78).
(و قال فرعون ائتوني بكل ساحر) علي قراءة السواد و علي قراءة (ح) و (س) في الهامش سحّار علي صيغة المبالغة (هـ) رسم القرءان سحِرٍ (يم) (عليم 79).
(فلمّا جاء السحرة قال لهم موسي القوا ما) جميع ما (انتم ملقون 80)و سرّ القائهم قبل ان للباطل جولة و للحق دولة و دولة الباطل تقدمت لانتفني و دولة الحق تأخرت لانتبقي (يم).
(فلمّا القوا قال موسي ما) مبتدأ (ل) استفهامية علي وجه و مبتدأ و جئتم خبره (ز) (جئتم به السحر) لا ماقال فرعون (ز) خبر (ل) و قرأ القارئ بالحمرة و هو (ر) ءالسحر بزيادة همزة (انّ اللّه سيبطله انّ اللّه لايصلح عمل المفسدين 81 )فيه دليل التقرير و هداية كل خبير (يم).
(و يحقّ اللّه الحق بكلماته) بالاوصياء (يم) (و لوكره المجرمون 82 )النواصب (يم).([67])
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 440 *»
(فما امن لموسي) لمحمد9 (يم) (الاّ ذرية) الشيعة (يم) (من قومه علي خوف من فرعون و ملائهم) الذرية او القوم (ل) و يمكن انيكون المراد من فرعون اله و هو مصطلح في العرب يسمون باسم ابائهم كربيعة و مضر و مصطلح في العبري يسمون بنياسرائيل باسرائيل (يم)([68]) (انيفتنهم) اي يعذبهم (ز) بدل
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 441 *»
فرعون (ز) او مفعول خوف (ز) (و انّ فرعون لعال في الارض و انه لمن المسرفين 83) علي نفسه او في اهلاك الناس او في ادعائه (يم) في ايذاء بنياسرائيل او في خلاف موسي (يم).
(و قال موسي) للذرية الخائفين (يم) (ياقوم ان كنتم امنتم باللّه فعليه توكلوا) تبين ان التوكل شرط صحة الايمان (يم) (ان) شرط لحصول التوكل و الاول شرط الوجوب (ز) (كنتم مسلمين 84) لي تعملون بقولي فالشرط للجملتين و جعل الثانية جزاء الاولي (يم).
(فقالوا علي اللّه توكلنا ربنا لاتجعلنا فتنةً للقوم الظالمين 85) اي لاتسلطهم علينا فتفتنهم بنا (ث) عنهما8 اي لاتسلطهم علينا فتفتنهم بنا.
(و نجّنا برحمتك من القوم الكافرين 86).
(و اوحينا الي موسي و اخيه ان) مفسرة (تبوّءا) اي اتخذا (هـ) يقال بوّأه منزلاً و فيه انزله كتبوّأ و هو فعل له مفعولان (لقومكما) اللام زائدة (بمصر بيوتاً) مفعول (هـ) شيعة (يم) لايسكنوا المسجد فيجنبوا فيه و يشتغلوا فيه بالدنيا (يم) يمكن انيكون المراد ان تبوءا لقومكما بيوتاً بمصر خارج المسجد و اجعلوا يا موسي و يا هرون و ذريته بيوتكم قبلةً اي مسجداً و يظهر هذا المعني في اخبار عديدة و يمكن غير ذلك ما هو ادق و اخفي (يم) و امرهما انلايبيت في مسجدهما جنب و لايقرب فيه النساء الاّ هرون و ذريته و ان علياً مني بمنزلة هرون من موسي فلايحل لاحد انيقرب النساء في مسجدي و لايبيت فيه جنباً الاّ علي و ذريته فمن ساءه فهيهنا و ضرب بيده نحو الشام (ث) (و اجعلوا بيوتكم قبلة) خوفاً من جبابرة بنياسرائيل (ث) امروا انيصلوا في بيوتهم (ث) (فاقيموا الصلوة و بشّر المؤمنين 87).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 442 *»
(و قال موسي ربنا انك اتيت فرعون و ملائه زينةً و اموالاً في الحيوة الدنيا ربنا ليضلّوا) ليفتنوا الناس بالاموال ليعبدوه و لايعبدوك (ق) لام العاقبة (هـ) لانيضلوا (هـ) قرأ الكوفيون بضم الياء و قرأ القارئ بالحمرة بفتحها (عن سبيلك ربنا اطمس علي اموالهم) اي اهلكها (ق) امح اثار اموالهم (و اشدد علي قلوبهم )اقسها (ز) اشدد علي قلوبهم اي جزاء لكفرهم الذي جعلهم مستحقين لهذا العذاب فلايؤمنوا بعد ذلك اذا سلبت التوفيق عنهم باستحقاقهم (يم) (فلايؤمنوا) جواب الامر و موضعه نصب (هـ) او دعاء بلفظ النهي او عطف علي ليضلوا (ز) (حتي يروا العذاب الاليم 88).
(قال قداجيبت دعوتكما) كان بينه و بين اخذ فرعون اربعون عاماً (ث) (فاستقيما و لاتتبعانّ) بتشديد النون علي قراءة السواد و علي قراءة ابن ذكوان تخفيفها (سبيل الذين لايعلمون 89).
(و جاوزنا ببنياسرائيل البحر فاتبعهم فرعون و جنوده بغياً )مفعول له او حال (و عدواً حتي اذا ادركه الغرق) و رأي البأس (يم) (قال امنت انه) بالفتح علي السواد و بالكسر علي قراءة (ح) و (س) (لا اله الاّ الذي امنت به بنواسرائيل و انا من المسلمين 90) روي اغرقه اللّه لانه استغاث بموسي لماادركه الغرق و لميستغث باللّه فاوحي اللّه اليه ياموسي لمتغث فرعون و لو استغاث بي لاغثته.
قيل له (آلان) الان عن ابيجعفر7 حذف الهمزة و القاء حركتها علي اللام (هـ) امنت و هذا عامله قداضمرت (هـ) كلام جبرئيل وضع حمأة في فيه و قال له ذلك (ث) (و قدعصيت قبل و كنت من المفسدين 91) من العاصين (يم).
(فاليوم ننجّيك) اي من قعر البحر و نلقيك علي الساحل (يم) نلقيك علي نجوة من الارض (ل) النجوة من الارض ماارتفع منها (قاموس) (ببدنك) حال (هـ) اي مكتفياً ببدنك (يم) (لتكون لمن خلفك اية) يصدق بنواسرائيل علي انك
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 443 *»
غرقت (ث) روي في وجه كونه اية انه كان من قرنه الي قدمه في الحديد قدلبسه علي بدنه فلماغرق القاه اللّه علي نجوة من الارض ببدنه ليكون لمن بعده علامة فيرونه مع تثقله بالحديد علي مرتفع من الارض و سبيل الثقيل انيرسب و لايرتفع فكان ذلك اية الخبر (و انّ كثيراً من الناس عن اياتنا) عن المحمد (يم) (لغافلون 92).
(و لقدبوّأنا) انزلنا (بنياسرائيل) بنيعلي: (يم)([69]) (مبوّأ) منزل (صدق) الامامة (يم) ردّهم الي مصر (ق) (و رزقناهم من الطيبات) من العلوم الالهية (يم)([70]) (فمااختلفوا) الامة فيهم (يم) (حتي جاءهم العلم انّ ربك
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 444 *»
يقضي بينهم يوم القيمة فيماكانوا فيه يختلفون 93).
(فان كنت) ايها السامع (يم) (في شكّ) هو للنصفة مع الجهلة (ث) (مماانزلنا اليك) علي لسان محمد9 (يم) ان النبي9 لميشك و لميسأل (ث) روي ليلة المعراج عرض في نفس رسولاللّه من عظم مااوحي اليه في علي فاوحي اللّه اليه ان كنت في شك الاية فواللّه ماشك و ماسأل. و انما ذلك كقوله و اسألوا اهل الذكر ان
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 445 *»
كنتم لاتعلمون (يم) و روي ان هذا الخطاب كان ليلة المعراج و سأل الانبياء فنزل (فسئل الذين) المحمد: (يم) الانبياء (ث) بمحضر الجهلة (ث) (يقرءون الكتاب) القرءان (يم) (من قبلك) لانهم اعلي مقاماً منك (يم) حتي يشرحوا لك و يأتوا بالبينات و البراهين حتي يثبت لك الامر (يم) هل بعث اللّه نبياً من الملائكة (ث) (لقدجاءك الحق من ربك فلاتكوننّ من الممترين 94) قال لااشك و لااسأل (ث).
(و لاتكوننّ) ايها السامع (يم) (من الذين كذّبوا بايات اللّه)بالمحمد (يم) (فتكون من الخاسرين 95) فيه دلالة علي التقرير (يم).
(انّ الذين) الجاحدين للولاية (ق) (حقّت عليهم كلمت ربك لايؤمنون 96 )بولاية علي7 (ق).
(و لو جاءتهم) الجاحدين للولاية (ق) (كل اية) كل امام (يم) (حتي يروا العذاب) القائم (يم)([71]) (الاليم 97).
(فلولا) هلاّ (كانت قرية امنت) صفة (فنفعها ايمانها الاّ) منقطع اي لكن (قوم يونس لمّاامنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحيوة الدنيا و متّعناهم الي حين 98) روي همّ يونس علي قومه و كان فيهم رجلان عابد و عالم و كان اسم احدهما تنوخا و الاخر اسمه روبيل و كان العابد يشير علي يونس بالدعاء عليهم و كان العالم ينهاه فدعا عليهم و فرّ و نزل العذاب فضجوا الي اللّه باشارة العالم فارتفع فذهب يونس مغاضباً للّه الي ان وقع في بطن حوت و كان ماكان، كان روبيل عالماً و تنوخا عابداً.
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 446 *»
(و لو شاء ربك لامن من في الارض كلهم) تأكيد من (جميعاً) حال (هـ) علي سبيل الالجاء (ث) دلت الاية علي بطلان قول من يقول ان المشية و الارادة قديمة (يم) و تردّ علي الذين يقولون ليس للّه ان شاء فعل و ان شاء ترك لان فعله تابع لعلمه (يم) (أفانت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين 99).
(و ماكان لنفس ان تؤمن) ليس ذلك علي سبيل تحريم الايمان عليها (ث) (الاّ باذن اللّه) اذنه امره لها بالايمان ماكانت مكلفة متعبدة (ث) لمتكن لها انتؤمن الاّ باذن اللّه لان القدر في الاعمال كالروح في الجسد و لا حركة للجسد الاّ بالروح (يم) (و يجعل) علي قراءة السواد و قرأ ابوبكر نجعل (الرجس) الشك و لا شك في ديننا ابداً (ث) (علي الذين لايعقلون 100).
(قل انظروا ماذا في السموات و الارض) لمّافرغ من تسلية النبي امره انيأمرهم بالتفكر في ايات السماء و الارض ليعتبروا و يعرفوا ربهم و نبيهم و امامهم و سنة اللّه في الماضين و يخافوا منه (يم) (و ما) نفي او استفهام (يم) (تغني) تدفع (الايات) الائمة (ث) (و النذر) الانبياء (ث) (عن قوم لايؤمنون 101) شيئاً.
(فهل ينتظرون الاّ مثل ايام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا اني معكم من المنتظرين 102) للفرج (ث) انتظار الفرج من الفرج (ث).
(ثم ننجّي رسلنا) محمداً9 (يم)([72]) (و الذين امنوا )
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 447 *»
المحمد: (يم) (كذلك) عامله ننجّي التي بعده او التي قبله اي ننجّي الذين امنوا كماننجّي رسلنا (حقاً) حال او مصدر (علينا ننج) بالتخفيف علي قراءة (س) و حفص و التشديد علي قراءة الحمرة (المؤمنين 103) بالمحمد (يم) قال ابوعبداللّه7 لاصحابه مايمنعكم من انتشهدوا علي من مات منكم علي هذا الامر انه من اهل الجنة انّ اللّه يقول كذلك حقاً علينا ننجي المؤمنين.
(قل ياايها الناس ان كنتم في شكّ من ديني) لمّاامرهم بالتفكر ليعرفوا ربهم اراد انيصدع بحاق دينه و يظهر باطن امره فبيّن ان من ديني التوحيد و نفي الانداد (يم) (فلااعبد) اي فاعلموا اني لااعبد (الذين تعبدون من دون اللّه و لكن اعبد اللّه الذي يتوفّيكم) فيه تهديد (يم) (و امرت اناكون من المؤمنين 104) اي قيل لي كن من المؤمنين (يم).
(و ان اقم) عطف علي معني اناكون (يم) (وجهك) شيعتك (يم) علياً (يم) (للدين) لاقامة الدين (يم) لعلي7 (يم) (حنيفاً) لميسجد صنماً (يم) (و لاتكوننّ) ايها السامع (يم) (من المشركين 105) ثم من ديني نصب وجهي و هو علي لديني ليحفظه و لااشرك معه في حفظ ديني احداً او الاول لعلي و الثاني للشيعة (يم).([73])
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 448 *»
(و لاتدع) ايها السامع (يم) (من دون اللّه مالاينفعك و لايضرّك فان فعلت فانك اذاً من الظالمين 106) من المشركين (يم).
(و ان يمسسك اللّه بضرّ) ثم لماذكر حال الناس في الضرّ و الخير اراد انيمنعه من خصالهم و كذلك لماذكر الشرك في العبادة اولاً اراد منعه عن الشرك في الافعال فعلي ذلك هو من جملة دينه (يم) (فلا كاشف له الاّ هو و ان يردك بخير فلا رادّ لفضله يصيب به من يشاء من عباده و هو الغفور الرحيم 107).
(قل ياايها الناس) ثم خاطب الناس بان ماذكر في هذه السورة حق و عرّفتكم و انتم مختارون (يم) (قدجاءكم الحق) الولاية (يم) (من ربكم) في علي (يم)([74])
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 449 *»
(فمن اهتدي فانمايهتدي لنفسه) من معانيه يهتدي الي نفس اللّه (يم)([75]) (و من ضلّ فانمايضلّ عليها و ما انا عليكم بوكيل 108).
(و اتبع مايوحي اليك) في امر علي (يم) ثم امر النبي باتباع وحي ذكره في اول السورة و امره بالصبر الي خروج القائم و هو زمان حكم اللّه (يم) (و اصبر )علي اذي القوم (يم) (حتي يحكم اللّه) علي لسان القائم (يم)([76])
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 450 *»
(و هو خيرالحاكمين109).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 451 *»
«سورة هــود»
مكية و هي مائة و ثلث و عشرون اية كوفي و ايتان شامي و المدني الاول و اية في الباقين اختلافها سبع ايات بريء مماتشركون كوفي في قوم لوط غير البصري من سجيل مكي شامي و المدني الاخير كنتم مؤمنين حجازي منضود و انا عاملون عراقي شامي و المدني الاول مختلفين عراقي شامي و قال بعضهم اية منها نزلت بالمدينة و هي اقم الصلوة طرفي النهار.
(بسم اللّه الرحمن الرحيم)
(الر) علي قراءة حفص و قالون و (ث) و علي قراءة الحمرة بكسر الراء. هذا (كتاب) علي7 كتاب (يم) هو القرءان (ث) (احكمت اياته) في علي7 (يم) هم حروف لااله الاّاللّه في الرقوم المسطرات (يم) (ثم فصّلت) الي اثنيعشر (يم) (من لدن حكيم) رسولاللّه9 (يم) (خبير 1).
(الاّ) لان (تعبدوا الاّ اللّه) بولاية علي (يم) (انني لكم منه نذير و بشير2).
(و ان استغفروا) ايها المؤمنون (ث) (ربكم ثم توبوا اليه يمتّعكم )جواب استغفروا (متاعاً حسناً) في الدنيا (الي اجل مسمي و يؤت كل ذي فضل) علي بن ابيطالب7 (ث) (فضله و ان تولّوا) تتولوا (فاني) بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة الحرميين و (و) (اخاف عليكم عذاب يوم كبير 3) الدخان و الصيحة (ث) يوم القائم و ظهور النبي (يم).([77])
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 452 *»
(الي اللّه) ولي (يم) (مرجعكم و هو علي كلّ شيء قدير 4).
(الا) حرف تنبيه و لا اعراب لها (انهم) المشركين (ث) (يثنون )يطوون (ث) (صدورهم) اي يكتمون مافي صدورهم من بغض علي (ث) عن قراءة اهل البيت يثنوني علي يفعوعل من الثني و هو بناء مبالغة (ص) (ليستخفوا منه )من اللّه (الا حين يستغشون ثيابهم) لئلاتراهم (ث) يتغطون بثيابهم (ث) كان اذا حدّث رسولاللّه بشيء من فضل علي نفضوا ثيابهم و قاموا (ق) (يعلم مايسرّون و مايعلنون) حين قاموا (ق) (انه عليم بذات الصدور 5).
(و ما من دابّة في الارض الاّ علي اللّه) ولي (يم) (رزقها و يعلم مستقرها) منامها (هـ) اصلاب ابائها (هـ) حيث تأوي بالليل (ق) (و مستودعها )حيث تموت (ق) ارحام امهاتها (هـ) و مرعاها (كلّ) دابة او كل من مستقرها و مستودعها او كل دابة و مستقرها و مستودعها و علي اي حال تدل علي ان الاعيان في
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 453 *»
الكتاب باعيانها (يم) (في كتاب) الكتاب التكويني (يم) (مبين 6).
(و هو الذي خلق السموات و الارض في ستة ايام) اوقات او اطوار (يم) في حديث طويل في صفة خلق العالم ماخلاصته ان اللّه خلق الهواء ثم خلق القلم و الظلمة و النور و العرش و العقيم و هو الريح الشديد و النار من الهواء ثم خلق الخلق من هذه الستة فالعقيم ضرب الماء و حصل منه الزبد و الموج و الدخان فجمد الزبد و صار ارضاً و الموج فصار جبالاً ثم قال للروح و القدرة سوّيا عرشي الي السماء فسوّيا و جمد الدخان فصار سماء و قال لها و للارض ائتيا طوعاً الاية فقضيهن سبع سموات في يومين و من الارض مثلهن ثم خلق السماء و جنانها و الملائكة يوم الخميس و خلق الارض يوم الاحد و دوابّ البرّ و البحر يوم الاثنين و النبات و انهارها و هوامّها يوم الثلثاء و الطير و الجانّ يوم الاربعاء و خلق ادم في ستّ ساعات من يوم الجمعة و روي خلق السموات يوم الاربعاء و الخميس و اقواتها يوم الجمعة و خلق الارض يوم الاحد و الاثنين و اقواتها يوم الثلثاء (و كان عرشه) دينه و علمه (ث) (علي الماء) و الماء علي الهواء و الهواء لايحد (ق) و روي كان العرش علي الماء و الماء علي الهواء و الهواء لايحد و روي ان اللّه خلق العرش ارباعاً لميخلق قبله الاّ ثلثة اشياء الهواء و القلم و النور ثم خلقه اللّه الواناً مختلفة (هـ) و سئل اميرالمؤمنين7 كم كان عرشه علي الماء قبل انيخلق الارض و السماء فقال تحسن انتحسب فقال له نعم فقال لو ان الارض من المشرق الي المغرب و من الارض الي السماء حبّ خردل ثم كلّفت علي ضعفك انتحمله حبة حبة من المشرق الي المغرب حتي افنيت لكان ربع عشر جزء من سبعين الف جزء من بقاء عرش ربنا علي الماء قبل انيخلق الارض و السماء (ليبلوكم)متعلقه خلق (يم) لا علي سبيل الامتحان و التجربة (ث) (ايّكم احسن) اصوب (ث) و الاصابة خشية اللّه و النية الصادقة (ث) (عملاً و لئن قلت انكم مبعوثون) في الرجعة (يم) (من بعد الموت ليقولنّ الذين كفروا ان هذا الاّ سحر) و علي قراءة الحمرة ساحر و هو قراءة (ح) و (س) (مبين 7).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 454 *»
(و لئن اخّرنا عنهم العذاب) القائم7 (ث) (الي امّة) اصحاب القائم (ث) وقت (ث) (معدودة) كعدة بدر (ث) روي الامة في كتاب اللّه علي وجوه كثيرة فمنها المذهب و هو قوله كان الناس امة واحدة و منها جماعة و هو قوله امة من الناس يسقون و منها الواحد و هو قوله انّ ابرهيم كان امة قانتاً و منها اجناس جميع الحيوان و هو قوله و ان من امة الاّ و منها امة محمد و هو قوله و كذلك ارسلناك في امة و منها الوقت و هو قوله و ادّكر بعد امة و قوله الي امة معدودة (ليقولنّ) للقسم (يم) (ما) استفهام (يم) (يحبسه) استهزاء (ق) (الا يوم يأتيهم ليس) العذاب (ث) (مصروفاً عنهم و حاق) نزل (بهم ماكانوا به يستهزءون 8).
(و لئن) اللام لتوطئة القسم (اذقنا الانسان منّا رحمة) اغناه (ق) (ثم نزعناها منه) افقره (ق) (انه) جواب القسم سادّ مسدّ جواب الشرط (ليئوس )قنوط (كفور 9) فينبغي للمؤمن ان لاييأس من رحمة اللّه و لايكفر نعمته عند نزع رحمته و لايفرح بطراً و لايفخر عند حصول نعمة و هذا هو الحالة التي بين الخوف و الرجاء (يم).
(و لئن) اللام لتوطئة القسم (اذقناه نعماء بعد ضرّاء مسّته ليقولنّ ذهب السيئات عني انه) جواب القسم سادّ مسدّ جواب الشرط (لفرح فخور 10).
(الاّ) قيل منقطع (الذين) منصوب علي الاستثناء (هـ) الاستثناء من الانسان لانه جنس محلي بالالف و اللام يفيد العموم الاستغراقي (يم) (صبروا) عن الكفر و الفخر (يم)([78]) (و عملوا الصالحات) فلاينبغي انييأس الانسان ممافاته و لايفرح
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 455 *»
بمااصابه (يم) (اولئك لهم مغفرة و اجر كبير 11).
(فلعلك) ايها السامع (يم) (تارك بعض مايوحي اليك) من ولاية علي و اظهارها (ث) بتبليغ ولاية علي خوف ان لايقبلوا (ث) (و ضائق به صدرك )كراهة (ان) لان (هـ) مفعول له (يقولوا لولا انزل عليه) علي رسولاللّه (يم) (كنز او جاء معه ملك انما انت نذير و اللّه علي كل شيء وكيل 12).
(ام) منقطعة (يقولون افتريه) امر علي و ولايته (ق) و النبي لو لميكن له الاّ معجزة واحدة لكفي في اثبات حجته فالقرءان كاف في اثبات نبوته و لذلك قال بعد اقتراحهم ام يقولون افتراه فلايكتفون به (يم) (قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات و ادعوا من استطعتم من دون اللّه) من الانس و الجن (يم) لاعانتكم (يم) (ان كنتم صادقين 13) انه افتراء فانكم ايضاً قادرون علي الافتراء (يم).
(فان لميستجيبوا) من تدعونه (لكم) في ولاية علي (ث) (فاعلموا )ايها المكذبون (انما انزل) القرءان بولاية علي (ق) (بعلم اللّه) باطلاع اللّه و مرأي منه و مسمع فهو مقرر مسدد (يم) (و ان لا اله الاّ هو) فلو كان معه اله غيره و رأي ان الاول انزل كتاباً في انكار الالهة و تكفير القائلين بها لانزل هو ايضاً كتاباً يبين وجوده فاذ لميكن لدلّ هذا الكتاب علي التوحيد (يم) دلت الاية علي ان القرءان دليل التوحيد لقوله لا اله الاّ هو و دليل النبوة لانه يتبين بعجز العرب عن الاتيان بمثله انهم كاذبون في نسبة الافتراء فهو صادق و هو دليل علم اللّه فتدبر فيها (يم) (فهل انتم مسلمون 14) علي ولايته (ث).
(من كان يريد الحيوة الدنيا) الاول (يم) اي يعمل الخير رجاء ثواب الدنيا (ق) (و زينتها) الثاني (يم)([79]) يعني فلان و فلان (ث) (نوفّ) نوفر (اليهم
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 456 *»
اعمالهم) فيها (و هم فيها لايبخسون 15) ينقصون (هـ) في الاية دلالة علي ان في الدنيا ايضاً نفس الاعمال تصير جزاء فتدبر (يم).
(اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الاّ النار) لايصيبهم من علي7 الاّ العذاب (يم)([80]) (و حبط ماصنعوا فيها) في الاخرة او ماصنعوا من الطاعات في الدنيا (يم) (و باطل ماكانوا يعملون 16) دلت علي ان من عمل لغير اللّه لا اجر له في الاخرة و عمله باطل (يم) القمي: من عمل الخير علي انيعطيه اللّه ثوابه في الدنيا اعطاه اللّه ثوابه في الدنيا و كان له في الاخرة النار.
(أفمن) مبتدأ (هـ) محمد9 (ث) (كان علي بينة) القرءان (من ربه و يتلوه) من التلاوة او من التلو (شاهد منه) الشاهد من اللّه محمد (ث) يشهد بامره (هـ) و عن علي7 انا الشاهد و اتلوه منه و روي مايفهم منه انه من التلو (هـ) روي انه نزل و يتلوه شاهد منه اماماً و رحمةً و من قبله كتاب موسي (هـ) علي7 هو من رسولاللّه9 (ث) (و من قبله) محمد9 (يم) (كتاب موسي) يشهد برسالته (يم) كان علي في كتاب موسي (ث) (اماماً) حال (و رحمة) كمن لا بينة له و ليس كماذكر هـ (كمن لا بينة له) خبر من كان (يم) (اولئك) الجماعة المعهودة اي الشيعة (يم) (يؤمنون به) بالقرءان او بعلي7 (يم) يمكن انيكون المشاراليه باولئك من كان فان الائمة كلهم علي بينة من ربهم (يم) (و من يكفر به) بالقرءان او بعلي (يم) برسولاللّه9 (ث) (من الاحزاب فالنار موعده) يمكن انيقال في معني قوله أفمن كان الاية ان من مبتدأ و جملة اولئك يؤمنون خبره و المشاراليه بقوله
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 457 *»
اولئك الذين قالوا افتراه كمامرّ فالمعني ان اولئك هل يؤمنون بمن كان علي ماوصف فان كانوا يؤمنون فها هو محمد كذلك فانه قد اتي بالبينة و هو القرءان و يتلوه شاهد علي صدقه و هو علي و من قبله كتاب موسي قداخبر بمجيئه و نزول القرءان عليه و هو امام يقتدي به و رحمة حيث دلّ علي محمد قبله اتماماً للحجة ثم قال و من يكفر به اي بمن كان كذا و كذا و هذا المعني اربط بماسلف من الايات (يم) عن النبي9 لايسمع بي احد من الامة لا يهودي و لا نصراني ثم لايؤمن بي الاّ كان من اهل النار (فلاتك) ايها السامع (يم) (في مرية منه )من علي او القرءان روي من ولاية علي (يم) (انه )ان علياً (يم) (الحق من ربك و لكنّ اكثر الناس لايؤمنون 17).
(و من اظلم) الملوك الاربعة من قريش الثلثة و معوية (ث) (ممن افتري علي اللّه كذباً) هذا هو الدليل الاقوي علي صدق كون القرءان من اللّه الي ايات بعده و بذلك استدل اللّه سبحانه علي حقيته و حقية كل رسول (يم) (اولئك يعرضون علي ربهم) علي رسول ربهم (يم) (و يقول الاشهاد) الائمة (ث) لميقل يعرضون علي ربهم يوم القيمة فهم يعرضون علي ربهم في الدنيا و الاخرة و بمرأي منه و مسمع و لميقل يقول الاشهاد يوم القيمة بل اطلق فالاشهاد في الدنيا ايضاً يقولون و هي مأخذ ماروي ان الارض لاتخلو من حجة كيما ان زاد المؤمنون شيئاً يقول قدزادوا و ان نقصوا يقول قدنقصوا فالاشهاد حضور يرون من يزيد و يكذب علي ربه و يقول كذبوا فيفضحهم فلاتخشوا الناس و اخشون اليوم اكملت لكم الاية (يم) الايات الي قوله أفلايتذكرون كلها من متعلقات مسألة التقرير و التسديد (يم) (هؤلاء الذين كذبوا علي ربهم) ولي ربهم (يم) او رسول ربهم في اخذ فدك و امر الخلفاء (يم) (الا لعنة اللّه علي الظالمين 18) لالمحمدحقهم (يم) و (ق).
(الذين يصدّون عن سبيل اللّه) اميرالمؤمنين (يم) طريق اللّه و هي الامامة (ق) (و يبغونها عوجاً) حرّفوها الي غيرها (ق) (و هم بالاخرة) بعلي (يم) (هم )تأكيد (كافرون 19) هم اربعة ملوك من قريش يتبع بعضهم بعضاً (يم).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 458 *»
(اولئك لميكونوا معجزين في الارض و ماكان لهم من دون اللّه )ولياللّه (يم) (من اولياء) يكونون علي الحق (يم) (يضاعف لهم العذاب ماكانوا يستطيعون) ماقدروا انيسمعوا بذكر علي7 (ق) قيل ما في ماكانوا ظرف و قيل منصوب بحذف حرف الجر اي بماكانوا و قيل نافية (ل) يمكن انيكون ماكانوا يستطيعون السمع ابطالاً لدعوي المفترين اي من ادلّ الدليل علي افترائهم انهم ماكانوا يستطيعون السمع للوحي من اللّه و ماكانوا يبصرون اللوح المحفوظ و حقايق الاشياء فكيف يدّعون انهم يعرفون احكام اللّه و يقولون ان مانقول و نفتي به دين اللّه و ليسوا بانبياء يسمعون و يبصرون (يم) (السمع) التعلم و الطاعة (يم) (و ماكانوا يبصرون20) يعلمون (يم).([81])
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 459 *»
(اولئك الذين خسروا انفسهم) ائمتهم (يم) (و ضلّ) بطل (ق) (عنهم ماكانوا يفترون 21) الخلفاء في اسفل درك (يم) الذي يدعونه غير علي (ق).
(لاجرم) لاريب (هـ) حقاً (ل) لاجرم اصله لا ليس كماظنوا جرم اي كسب قولهم او فعلهم ذلك ثم كثر استعماله حتي صار يستعمل مقام لا شك و لابد و لامحالة و قطعاً (انهم في الاخرة هم الاخسرون 22).
(انّ الذين) الشيعة (يم) (امنوا) بعلي (يم) (و عملوا الصالحات )بالولاية و البراءة (يم) (و اخبتوا) هو التسليم (ث) اسلموا (ق) اصله اطمأنوا (هـ) انابوا (الي ربهم) امامهم (يم) و لميفتوا بارائهم (يم) (اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون23) فمن اخبت بقلبه و امن بلسانه و عمل باركانه هو خالد في الجنة (يم).
(مثل) صفة (الفريقين) المفترين علي اللّه و المخبتين المسلّمين لامامهم (يم) المؤمنين و الكافرين (ق) (كالاعمي و الاصمّ) لفّ و نشر مرتب (و البصير و السميع هل يستويان مثلاً) صفة (أفلاتذكّرون 24).
(و لقدارسلنا نوحاً الي قومه) نوح اسمه عبدالملك و انما سمي نوحاً لانه بكي خمسمائة سنة و في رواية عبدالغفار و شريعته التوحيد و الصلوة و الامر و النهي و الحرام و الحلال و لميكن فيه حدود و مواريث (ث). فقال (انّي) بكسر الهمزة و علي قراءة الحمرة و هي قراءة (ث) و (و) و (س) بفتحها (لكم نذير مبين 25).
(ان) منصوب بـنذير (لاتعبدوا الاّ اللّه انّي) بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة (و) و الحرميين (اخاف عليكم عذاب يوم اليم 26) وصف اليوم بالاليم كقولهم نهار صائم و ليل قائم اي يؤلم فيه (يم).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 460 *»
(فقال الملأ الذين كفروا من قومه مانريك الاّ بشراً مثلنا و مانريك اتّبعك الاّ الذين هم اراذلنا) اي الفقراء (ق) (بادي) ظرف (هـ) بالياء علي قراءة السواد و الهمزة علي قراءة الحمرة و هو قراءة (ر) (الرأي و مانري لكم علينا من فضل) مثل لمنكري فضائل هذه الامة (يم) هلكوا بانكارهم فضل المؤمنين (يم) (بل نظنّكم كاذبين 27) فهلكوا بعملهم بالظن (يم).
(قال يا قوم أرأيتم) جواب لقولهم مانريك الاّ بشراً (يم) (ان كنت علي بينة من ربي) تمثيل لمامرّ أفمن كان علي بينة من ربه و تسلية للنبي9 (يم) (و اتيني رحمة من عنده فعمّيت) بضم العين و تشديد الميم علي قراءة السواد و فتح العين و تخفيف الميم علي قراءة (ح) و (س) و هما القارئان بالحمرة (هـ) اشتبهت (ق) فخفيت (عليكم) اي مانع في البشرية و ماضررها بالهداية و البرهان (يم) (أنلزمكموها و انتم لها كارهون 28).
(و يا قوم لااسئلكم عليه مالاً) فليس غرضي جلب نفع من دعوتي اياكم فلست مثلكم في اغراضكم الفاسدة (يم) (ان اجري) بفتح الياء علي قراءة (ن) و (و) و (ر) و حفص و علي قراءة الحمرة بسكون الياء (الاّ علي اللّه و ما انا بطارد الذين امنوا) الفقراء (ق) جواب مانريك اتبعك الاّ (يم) (انهم ملاقوا ربهم ولكنّي)علي قراءة السواد بسكون الياء و علي قراءة (ن) و (و) و بزي فتحها (اريكم قوماً تجهلون29) حيث تستدلون في ابطالي باني بشر و ان الذين اتبعوني اراذلكم و تعملون بالظن (يم).
(و يا قوم من ينصرني من اللّه ان طردتهم أفلاتذكّرون 30).
(و لااقول) جواب و مانري لكم علينا من فضل (يم) (لكم عندي خزائن اللّه) بل هي عند محمد و المحمد (يم)([82]) (و لااعلم الغيب) بل محمد هو
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 461 *»
الرسول المرتضي (يم)([83]) (و لااقول اني ملك) من العالين (يم) لميقل لست
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 462 *»
بملك (يم)([84])(و لا اقول للذين تزدري اعينكم) تحتقرهم (لنيؤتيهم اللّه خيراً) و ليس لهم فضل اخروي ايماني عليكم (يم) (اللّه اعلم بمافي انفسهم انّي) و قرأ بالحمرة بفتح الياء و هو قراءة (ن) و (ر) (اذاً لمن الظالمين 31) علي نفسي (يم) ان نفيت الخير عن المؤمنين و ادعيت مقام محمد و المحمد: (يم) هذه الفقرات جواب مانري لكم علينا من فضل فخاف من تزكية نفسه و اراد اثبات فضله عليهم مع التذلل للّه فقال لااقول لكم عندي جميع خزائن اللّه فيعني عندي بعضها و لااعلم الغيب ولكن علمت علم الشهادة و لااقول اني ملك ولكني بشر فضّلني اللّه و لااقول للذين ترونهم فقراء لنيؤتيهم اللّه خير الدنيا و الاخرة وهكذا يتكلم النبي المتذلل عند عظمة اللّه و قداضطر الي اظهار فضله فذكر نفي مايزيد علي قدره اثباتاً لمادونه صلي اللّه عليه (يم).
(قالوا يا نوح قدجادلتنا فاكثرت جدالنا فأتنا بماتعدنا ان كنت من الصادقين 32).
(قال انمايأتيكم به اللّه ان شاء) لا انا (يم)([85]) (و ما انتم بمعجزين 33).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 463 *»
(و لاينفعكم) نزلت في العباس (ث) انقطع عن حكاية نوح (يم) (نصحي) بسكون الياء و قرأ (ن) و (و) بفتحها (هـ) في العباس (ث) (ان اردت انانصح لكم ان كان اللّه يريد انيغويكم هو ربكم) الامر الي اللّه يهدي و يضل (ث) اذا غوي الانسان فاللّه يغويه كماقال فلما زاغوا ازاغ اللّه قلوبهم (يم) اعلم ان المراد باغواء اللّه سبحانه هنا و في قوله رب بما اغويتني و سائر النسب الغيراللائقة كالاضلال و تزيين السوء و امثال ذلك ان اللّه سبحانه اذا علم من عبده مايكره يخذله و يتركه من عين عنايته و توفيقه و لطفه فاذا انقطع عن اللّه سبحانه و تركه الملائكة الحرسة و الحفظة و المؤيدة و المسددة الي كل خير استولي عليه الشياطين فاغووه و اضلوه و زيّنوا له سوء اعماله فقارف الكبائر و الموبقات و وقع في الهلكات و قدر اللّه في افعال الملائكة و الشياطين كالروح في الجسد فانهم و اعمالهم قائمون بامر اللّه فلاجل انه لولا خذلان اللّه لميغو و لميضل نسب الي اللّه سبحانه فتدبر فيماذكرت تفهم المراد (يم) (و اليه ترجعون 34).
(ام يقولون) اي و قلنا له (يم) (افتريه قل ان افتريته فعلي اجرامي )جرمي (هـ) فيه دلالة علي التقرير (يم) يحتمل انيكون الاية من قصة نوح و الخطاب اليه (يم) (و انا بريء مماتجرمون 35).
(و اوحي الي نوح انه لنيؤمن من قومك الاّ من) مرفوع بـ يؤمن (ل) (قد امن) فلذلك قال في دعائه لايلدوا الاّ فاجراً كفاراً (يم) (فلاتبتئس) لاتحزن (بماكانوا يفعلون 36).
(و اصنع الفلك) اظهر يا محمد ان اهل بيتك هم سفينة النجاة في طوفان الفتنة بعدك (يم)([86]) كان طول سفينة نوح الفاً و مأتي ذراع و عرضها ثمانمائة ذراع و طولها في
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 464 *»
السماء مأتي ذراع و عملها في دورين ثمانين سنة (ث) و في رواية استدل علي الثمانين بقوله و وحينا و كأنه استدل به من تفسير ظاهر الظاهر فان الوحي مقصورة بمعني العجلة و الاسراع نظراً الي انه انكر علي العامة حيث يقولون صنعه خمسمائة عام في ذلك الخبر. روي لبث في قومه ثلثمائة سنة يدعوهم فلميجيبوه فهمّ انيدعو عليهم جاءه اثنيعشر الف قبيل من الملائكة و سألوه ان لايدعو فاجّلهم ثلثمائة سنة ثم همّ انيدعو جاءه اثنيعشر الف قبيل من الملائكة و سألوه ان لايدعو فاجّلهم ثلثمائة سنة فانزل عليه لنيؤمن من قومك الاية فدعا عليهم فامر بغرس النخل ثم قطعه و نجر السفينة و اتاه جبرئيل بسبع فغرس فلمابلغ امر بغرس نواتها فارتد ممن امن ثلثمائة فامر بالتكرار سبع مرات و يرتد في كل مرة طائفة الي انبقي نيف و سبعون (هـ) نقل انه بقي بقايا سفينة نوح الي اوائل هذه الامة (يم)(باعيننا) بمرأي منا (و وحينا و لاتخاطبني في
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 465 *»
الذين ظلموا) اي في العفو عنهم (انهم مغرقون 37).
(و يصنع الفلك) في مسجد الكوفة (ث) (و كلما مرّ عليه ملأ من قومه سخروا منه قال ان تسخروا منّا فانّا نسخر منكم) ذلك من باب التقابل (كماتسخرون 38).
(فسوف تعلمون من يأتيه) ايّنا يأتيه او الذي يأتيه (عذاب يخزيه) يهينه و يفضحه (و يحلّ) ينزل (عليه عذاب مقيم 39) دائم.
(حتي) عامله يصنع و قيل اصنع (اذا جاء امرنا و فار التنّور) كان في مسجد الكوفة (ث) روي واللّه ما هو تنور خبز ثم اومئ بيده الي الشمس فقال طلوعها (قلنا احمل فيها من كل) اي من كل حيوان (هـ) علي قراءة حفص بالتنوين و علي قراءة الحمرة بحذفه (زوجين اثنين) حمل الازواج الثمانية (ث) و كان في الفلك تسعين بيتاً للبهائم (ث) (و اهلك الاّ من سبق عليه القول) امرأته واعلة و ابنه كنعان (و من امن) عطف علي اهلك (ل) (و ما امن معه الاّ قليل 40) ثمانين نفساً (ث) و روي ثمانية نفر.
(و قال) نوح (اركبوا فيها بسم اللّه) خبر (ل) (مجريها) بفتح الميم علي قراءة (ح) و (س) و حفص و ضمها علي قراءة الحمرة (هـ) مبتدأ (ل) مسيرها (ث) (و مرسيها) موقفها (ث) مصدر اي اجراؤها و ارساؤها او مكان (ث) قوله بسم اللّه اما حال من ضمير اركبوا اي اركبوا قائلين بسم اللّه او متبركين بسم اللّه وقت اجرائها و ارسائها او حال من فيها اي حال كون السفينة اجراؤها و ارساؤها باسم اللّه فالمصدر مرفوع بالابتداء و الظرف خبر مقدم و الجملة حالية (انّ ربي لغفور رحيم 41).
(و هي تجري بهم في موج كالجبال) روي ارتفع الماء علي كل جبل و سهل خمسة عشر ذراعاً (و نادي نوح ابنه) و روي ابنها (هـ) و عن الائمة: بفتح الهاء و هو لغة طي يعنون به ابن المرأة (ث) (و كان في معزل) من السفينة او من طريقة ابيه (هـ) اسم مكان (ل) (يا بني) بفتح الياء علي قراءة (ص) و كسرها علي قراءة
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 466 *»
الحمرة (اركب معنا) روي رءاه يقع و يقوم (و لاتكن مع الكافرين 42) و مثل ابننوح المخالفون لقوله9 انا و علي ابوا هذه الامة او خصوصية عثمان لمكان المصاهرة الظاهرة و من الاباء اب زوّجك (يم).
(قال ساوي الي جبل) كان بنجف (ث) (يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من امر اللّه الاّ من رحم) من رحمنا او من رحمه اللّه (هـ) لا عاصم ان كان بمعني الفاعل فالمراد بـ الاّ من رحم امران احدهما لكن من رحمه اللّه معصوم فالاستثناء منقطع و ثانيهما الاّ من رحم اي الاّ اللّه فضمير رحم يرجع الي من و ان كان عاصم بمعني المفعول اي ذوعصمة فالاّ من رحم استثناء متصل اي الاّ من رحمه اللّه (و حال بينهما الموج فكان من المغرقين 43).
(و قيل يا ارض ابلعي) اي اشربي (ث) (ماءك) فبلعت ماءها و بقي ماء السماء بحراً (ث) و ابتدأت من مسجد الكوفة بالبلع كمابدأت منه (ث) روي ابلعي بلغة الهند و روي بلغة الحبشة اقول: لعلّ المعني ان الهند في لفظهم يستعملون معني ابلعي في معني اشربي (يم) (و يا سماء اقلعي) امسكي (و غيض الماء) ذهب الي باطن الارض (و قضي الامر و استوت علي الجودي) جبل بموصل (ث) (و قيل بعداً) مصدر (للقوم الظالمين 44) روي لبثوا في السفينة سبعة ايام و لياليها.
(و نادي نوح ربّه فقال ربّ انّ ابني من اهلي و انّ وعدك الحقّ و انت احكم الحاكمين 45).
(قال يا نوح انّه ليس من اهلك) قال ذلك لانه كان مخالفاً له و جعل من اتبعه من اهله (ث) روي هو ابنه ولكنه نفاه عنه حين خالفه في دينه و روي انه ابن امرأته و يقال له في لغة طي ابنه بفتح الهاء و هو مخفف ابنها (هـ) يمكن الجمع بين الحديثين بانه كان ابنه ظاهراً لا باطناً و كان من طينة امه و كان ابنها باطناً لا ابنه (يم) (انّه) اي هذا السؤال (ل) (عمل) بالرفع علي قراءة السواد و علي صيغة الماضي علي قراءة الحمرة و هو قراءة (س) (غير) بالرفع علي السواد و النصب علي الحمرة و هو قراءة (س)
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 467 *»
(صالح فلاتسئلن) علي صيغة المخاطب مع النون المكسورة بالسواد و تسألنِّ علي قراءة (ن) و (ر) و تسألنَّ علي قراءة (ث) (ماليس لك به علم) احاطة (اني )بسكون الياء علي السواد و علي قراءة الحرميين و (و) فتحها و هم القارءون بالحمرة (اعظك )كراهة (ان تكون من الجاهلين 46).
(قال ربّ اني) علي القراءتين (اعوذ بك اناسألك ماليس لي به علم و الاّتغفر لي و ترحمني اكن من الخاسرين 47).
(قيل يا نوح اهبط بسلام منا و بركات عليك و علي امم ممن معك) و هم المؤمنون (ز) (و امم سنمتّعهم) و امم اما خبر محذوف او مبتدأ محذوف الخبر يعني و بعدهم امم او امم يأتون بعدهم (ثم يمسّهم منّا عذاب اليم 48) روي ليس كل من يقول بولايتنا مؤمناً و انما جعلوا انساً للمؤمنين فلا كل من ركب السفينة كان مؤمناً (يم) ان هذه الاية تدل صريحاً ان من اهل السفينة رجال مؤمنون صالحون و هم اهل السلامة و البركة و رجال اخر عصاة و قدغفل عن ذلك المفسرون فان اللّه يقول و علي امم ممن معك و لم يقل و علي من معك فلما اخرج اهل السلامة و البركة قال و امم سنمتّعهم و معناه و معك امم و يدل علي ذلك ماروي عن الصادق7 من امن مع نوح من قومه ثمانية نفر. اقول هم اهل السلامة في الايمان و البركة و الاّ كان معه ثمانون ولكن كان مازاد ممن عصي بعد مانزل و مسّهم عذاب اليم (يم) عاش نوح الفي سنة و ثلثمائة منها ثمانمائة سنة و خمسون قبل انيبعث و الف سنة الاّ خمسين عاماً كان في قومه و خمسمائة سنة بعد الطوفان فمصّر الامصار و اسكن ولده البلدان (ث).
(تلك) مبتدأ (من انباء) خبر (الغيب) اطلق الغيب علي الغائب عن درك الحواس (يم) (نوحيها) خبر ثان او هو خبر و من انباء الغيب من صلته قدقدّم حالاً (اليك ماكنت) ايها السامع (يم) (تعلمها انت و لا قومك من قبل هذا) يمكن انيكون خطاب تعلمها الي النبي9 فان النبي9 لا علم له الاّ ماعلّمه اللّه فلا علم له قبل نزول القرءان ولكن نزل القرءان اليه قبل خلق السموات و الارض اذ كان نبياً و ادم
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 468 *»
بين الماء و الطين و قبل خلق الخلق بالف الف دهر و لميك بلا كتاب (يم) (فاصبر )علي اذي قومك (يم) (انّ العاقبة للمتقين 49).
(و) ارسلنا (الي عاد اخاهم هوداً) عطف بيان (هـ) و قدبشّر به نوح ولده (ث) (قال يا قوم اعبدوا اللّه مالكم من اله غيره) مرفوعاً علي قراءة السواد و مجروراً علي قراءة (س) (هـ) نعت او بدل اللّه (ل) (ان انتم الاّ مفترون 50) بانّ ماتعبدونه الهة (يم).
(يا قوم لااسئلكم عليه اجراً ان اجري) بفتح الياء علي قراءة (ن) و (و) و (ر) و حفص و سكونها علي قراءة الحمرة (الاّ علي الذي فطرني) بالسكون علي قراءة السواد و الفتح علي قراءة (ن) و بزي (أفلاتعقلون 51).
(و يا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء) المطر (عليكم مدراراً) متتابعاً (هـ) حال (ل) (و يزدكم قوة الي قوتكم و لاتتولوا مجرمين 52).
(قالوا يا هود ماجئتنا ببينة) قولهم ماجئتنا ببينة محض كذب و انكار لبيّناته لقوله تعالي و تلك عاد جحدوا بايات ربهم و عصوا رسله (يم) (و مانحن بتاركي الهتنا) صادرين (يم) (عن قولك و ما نحن لك بمؤمنين 53).
(ان نقول الاّ اعتريك) اصابك (ز) (بعض الهتنا بسوء قال اني) و قرأ (ن) بفتح الياء و هو القارئ بالحمرة (اشهد اللّه و اشهدوا) اعلموا (اني بريء مماتشركون 54) به.
(من) جنسية (دونه فكيدوني جميعاً ثم لاتنظرون 55).
(اني توكلت علي اللّه ربي و ربكم ما من دابّة الاّ هو اخذ بناصيتها) كناية عن القهر (انّ ربي علي صراط مستقيم 56) علي صراط مستقيم روي علي حق يجزي بالاحسان احساناً و بالسيئ سيئاً و يعفو عمن يشاء و يغفر سبحانه و تعالي.
(فان تولّوا) تتولوا (فقدابلغتكم ما ارسلت به اليكم) فان تولوا ان كان قول
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 469 *»
اللّه فالمعني فقل قدابلغتكم و ان كان قول هود فالمعني فان تتولوا (و يستخلف ربي قوماً غيركم و لاتضرّونه شيئاً انّ ربي علي كل شيء حفيظ 57).
(و لمّا جاء امرنا) اهلكهم بريح صرصر عاتية (نجّينا هوداً و الذين امنوا معه برحمة منّا و نجّيناهم من عذاب غليظ 58).
(و تلك) القبيلة (عاد جحدوا بايات ربهم و عصوا رسله و اتّبعوا امر كل جبّار عنيد 59) فمن اتبع الجبار العنيد كان كقوم عاد و الواجب اتباع العدل الولي (يم).
(و اتبعوا في هذه الدنيا لعنة و يوم القيمة الا انّ عاداً كفروا) ستروا او جحدوا (ربهم الا بعداً) مصدر (لعاد قوم هود 60) فاهلكوا بريح صرصر عاتية في يوم نحس كان القمر منحوساً بزحل (يم) و (ق).
(و) ارسلنا (الي ثمود) مثل بنيعباس (يم) (اخاهم صالحاً) العبد الصالح هو موسي بن جعفر بعث علي اولهم و كلهم صالحون (يم)([87]) (قال يا قوم اعبدوا اللّه مالكم من اله غيره) بالرفع علي قراءة السواد و الجر علي قراءة (س)
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 470 *»
(هو انشأكم من الارض و استعمركم فيها) جعلكم عمّار الارض بان مكّنكم من عمارتها (فاستغفروه ثم توبوا اليه انّ ربّي قريب مجيب 61).
(قالوا يا صالح قدكنت فينا مرجوّاً قبل هذا أتنهينا ان نعبد مايعبد اباؤنا و اننا لفي شكّ مماتدعونا اليه مريب 62).
(قال يا قوم أرأيتم) لا مفعول له لانه كالمعلّق اذ دخل علي الجملة التامة (ان كنت علي بينة من ربي و اتيني منه رحمةً فمن) استفهام انكار (ينصرني من اللّه) يدفع عني عذاباً من اللّه (ان) جوابه محذوف بقرينة سابقه (عصيته فماتزيدونني) ان اطعتكم (غير تخسير 63) اهلاك (هـ) فيه استدلال بالتقرير الذي به يثبت كل حق في الدنيا (يم).
(و يا قوم هذه ناقة اللّه لكم اية) حال (ل) (فذروها تأكل في ارض اللّه و لاتمسّوها بسوء فيأخذكم) جواب نهي و نصبه بحذف ان (عذاب قريب 64).
(فعقروها) في يوم الاربعاء (ث) (فقال تمتّعوا في داركم ثلثة ايام ذلك وعد غيرمكذوب 65).
(فلمّا جاء امرنا نجّينا صالحاً و الذين امنوا معه برحمة منا و من خزي يومئذ) بفتح الميم علي قراءة (ن) و (س) و كسرها علي قراءة الباقين (انّ ربك هو القوي العزيز 66) فلا قوي و لا عزيز سواه (يم).
(و اخذ الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين 67) واقعين علي ركبهم او علي وجوههم (هـ) فاصفرت وجوههم اول يوم و احمرت في الثاني و اسودت في الثالث و قدتحنطوا في هذه الايام و تكفنوا فصاح بهم جبرئيل نصف الليل فماتوا جميعاً و ارسل اليهم ناراً فاحرقهم (ث).
(كأن لميغنوا) يقيموا (فيها الا انّ ثمود) بالتنوين علي قراءة الحمرة و التخفيف علي قراءة (ح) و حفص و هم القارءون بالسواد (هـ) بنيعباس (يم) (كفروا ربهم) ستروا ربهم بانكارهم له و ستروا امامهم (يم) (الا بعداً لثمود 68) بالفتح
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 471 *»
علي السواد و الجرّ مع التنوين علي قراءة (س).
(و لقدجاءت رسلنا) جبرئيل و ميكائيل و اسرافيل و كروبيل (ث) (ابرهيم بالبشري) باسمعيل من هاجر (ث) (قالوا سلاماً) مصدر (قال سلام) بفتح السين علي قراءة السواد و سلم بكسرها و حذف الالف و سكون اللام علي قراءة (ح) و (س) (فمالبث ان جاء) حتي او عن مجيئه (بعجل حنيذ 69) ذكياً مشوياً (ث) مشوي (هـ) مشوياً نضيجاً.
(فلمّا رأي ايديهم لاتصل اليه نكرهم و اوجس) اضمر (منهم خيفة قالوا لاتخف انّا ارسلنا الي قوم لوط 70).
(و امرأته) سارة (ث) (قائمة فضحكت) فعجبت (ث) حاضت (ث) (فبشّرناها باسحق و من وراء اسحق يعقوب 71) بالفتح علي قراءة (ر) و (ح) و حفص و الضم علي قراءة الحمرة.
(قالت ياويلتي ءالد) يحقق الاولي و يخفف الثانية (هـ) ياويلتي الفها الف ندبة (و انا عجوز) لها تسعون سنة (ث) (و هذا بعلي شيخاً) حال (هـ) عامله هذا (ل) ابنعشرين و مائة سنة (ث) (انّ هذا لشيء عجيب 72).
(قالوا أتعجبين من امر اللّه رحمت اللّه و بركاته عليكم اهلالبيت انه حميد مجيد 73).
(فلمّا) جوابه محذوف كأنه قلنا (هـ) جواب لمّا محذوف كأنه قلنا يا ابرهيم اعرض او صار يجادلنا و انما ذلك لانه ضعيف انيكون جواب لمّا مستقبلاً (ذهب عن ابرهيم الروع و جاءته البشري يجادلنا في قوم لوط 74) قوله يجادلنا اقام المستقبل مقام الماضي اما علي تقدير اقبل يجادلنا و اما انه استعمل بمعناه (ل).
(انّ ابرهيم لحليم اوّاه) دعّاء (ث) (منيب 75).
(يا ابرهيم اعرض عن هذا انه قدجاء امر ربك و انّهم اتيهم عذاب غير مردود 76).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 472 *»
(و لمّاجاءت رسلنا لوطاً سيء) حزن (هـ) قرأ (ن) و (س) و (ر) بالاشمام و هم القارءون بالحمرة و قرأ القارءون بالسواد باخلاس الكسرة (بهم و ضاق بهم ذرعاً) كناية عن عدم وجدان المخلص (و قال هذا يوم عصيب 77) شديد في الشرّ.
(و جاءه قومه يهرعون) حال (هـ) يسرعون يسوق بعضهم بعضاً (اليه و من قبل كانوا يعملون السيئات) لو قال و كانوا يعملون السيئات فهم منه انهم حين المجيء كانوا يعملون و المطلوب خلافه (يم) (قال يا قوم هؤلاء بناتي) عرض عليهم بناته بالتزويج (ث) عني به ازواجهم (ق) (هنّ اطهر لكم) روي ان هذه الاية احلّت اتيان النساء من خلفهن لان لوط قدعلم انهم ليس الفرج يريدون (فاتقوا اللّه و لاتخزون) تفضحون (في ضيفي) مصدر فلايثني و لايجمع (ل) و قرأ بالسواد بسكون الياء و (ن) بفتحها (أليس منكم رجل رشيد 78).
(قالوا لقدعلمت ما لنا في بناتك من حق و انك لتعلم ما) اي شيء (يم) (نريد 79).
(قال لو) للتمني (هـ) جوابه محذوف كأنه لحلت بينهم و بينكم (انّ لي بكم قوة) القائم (ث) (او اوي) انزل (الي ركن شديد 80) اصحاب القائم (ث) لو علم من معه في الحجرة لعلم انه منصور اي ركن اشد من جبرئيل معه في الحجرة (ث) روي مابعث اللّه نبياً بعد لوط الاّ في عزّ من قومه.
(قالوا يا لوط انّا رسل ربك لنيصلوا اليك فأسر) علي قراءة الحرميين من الثلاثي و علي السواد من الافعال (بأهلك بقطع) في ظلمة (من الليل) مظلماً قراءة علي7 (و لايلتفت منكم احد الاّ) استثناء من الاهل (امرأتك) بالرفع علي قراءة (ث) و (و) و النصب علي قراءة السواد (هـ) بالرفع بدل احد و بالنصب علي الاستثناء (ل) قراءة الرفع ليست علي البدلية من احد كماظنّوه فانها لمتكن معهم و كانت من الغابرين فالاستثناء علي اي حال من الاهل ولكن علي الرفع مبتدأ محذوف الخبر و
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 473 *»
المعني لكن امرأتك لاتسر به او لاتسري معك او هي هالكة انه مصيبها و القراءة المشهورة ارجح (يم) (انه) ضمير شأن (مصيبها) مبتدأ (مااصابهم) فاعل مصيبها سدّ مسد الخبر (هـ) المستقبل و الماضي عند اللّه سواء (انّ موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب 81) روي قال لوط اريد اسرع من ذلك قالت الملائكة أليس.
(فلمّا جاء امرنا جعلنا عاليها سافلها) يوم الاربعاء (ث) (و امطرنا) يوم الاربعاء (ث) (عليها حجارة من سجّيل) صفة (هـ) سجيل اي من طين متحجر هي معربة من سنگگل بدليل قوله تعالي حجارة من طين (ص) (منضود 82 )متتابع (هـ) او نضد بعض اجزائه علي بعض (هـ) روي من مات مصرّاً علي اللواط فلميمت حتي يرميه اللّه بحجر من تلك الحجارة يكون فيها ميتته و لايراه احد (هـ) روي لمّاعمل قوم لوط ماعملوا بكت الارض الي ربها حتي بلغ دموعها الي السماء و بكت السماء حتي بلغ دموعها العرش فاوحي اللّه الي السماء ان احصهم و اوحي الي الارض ان اخسفي بهم.
(مسوّمة) معلمة القمي منقطة (هـ) صفة اخري او حال (عند ربك و ما هي من الظالمين) ظالمي امتك ان عملوا ماعمل قوم لوط (ث) (ببعيد 83).
(و الي مدين اخاهم شعيباً) كان خطيب الانبياء (ث) (قال ياقوم اعبدوا اللّه مالكم من اله غيره) بالرفع علي السواد و الجر علي قراءة (س) (و لاتنقصوا المكيال و الميزان) روي ماحاصله لمينقص المكيال و الميزان احد الاّ اخذ بالسنين و شدة المؤنة و جور السلطان (هـ) روي اذا طفّف المكيال و الميزان اخذهم اللّه بالسنين و النقص و في رواية و شدة المؤنة و جور السلطان (هـ) من نقص المكيال و الميزان اظهار الباطل في صورة الحق و عدم انصاف الناس من النفس و تعظيم الرجل نفسه و توهين الناس و عدم النظر في العلوم بموازين اللّه الموضوعة من الكتاب و السنة و امثال ذلك (يم) (اني) بسكون الياء علي قراءة السواد و علي قراءة (ن) و بزي و (و) فتحها (اريكم بخير) كان سعرهم رخيصاً (ث) (و اني) بسكون الياء علي قراءة السواد و
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 474 *»
فتحها علي قراءة الحرميين و (و) (اخاف عليكم عذاب يوم محيط 84).
(و يا قوم اوفوا المكيال و الميزان بالقسط و لاتبخسوا الناس اشياءهم و لاتعثوا) السعي بالفساد (يم) (في الارض) في العلم و القرءان (يم)([88]) (مفسدين85).
(بقيّت اللّه خير لكم) هو اول ماينطق به القائم حين خرج (ث) (ان كنتم مؤمنين و ما انا عليكم بحفيظ 86).
(قالوا يا شعيب أصلوتك) بالافراد علي قراءة (ح) و (س) و حفص و الجمع علي قراءة الحمرة (تأمرك اننترك مايعبد اباؤنا او اننفعل) موضعه نصب بقوله نترك و عطف علي مايعبد (في اموالنا مانشؤا انك لانت الحليم الرشيد 87 )قالوا لانت السفيه الجاهل فكنّي اللّه بماقال (ق) قالوا ذلك استهزاء بالصلوة فقالوا أصلوتك تأمرك اننترك الهتنا و نترك التصرف في اموالنا علي حسب هوانا و في الباطن أصلوتك تأمرك اي أوليّك امرك فان علياً7 يقول انا صلوة المؤمنين و صيامهم و يظهر منه انه لايجوز التصرف في المال علي حسب الارادة الاّ علي حسب المأموربه فليس الناس مسلطين علي اموالهم كمايقال و ليس في كتب الشيعة هذا الخبر و انما هو عن العامة و مقتضي مذهبنا ان المال مال اللّه و يجب التصرف فيه علي حسب امر اللّه (يم).
(قال يا قوم أرأيتم ان كنت علي بينة من ربي) أيسعني اناخون في وحيه (ز) (و رزقني منه رزقاً حسناً) في الكلام حذف كأنه فاعدل عنه مع ذلك كله (و مااريد اناخالفكم) اقصد خلافاً لكم (الي ماانهيكم عنه ان اريد الاّ الاصلاح مااستطعت و ماتوفيقي) بالسكون علي قراءة السواد و الفتح علي قراءة (ن) و (و) و (ر) (الاّ باللّه عليه توكلت و اليه انيب 88) روي اذا فعل العبد ماامره
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 475 *»
اللّه عزّوجلّ به من الطاعة كان فعله وفقاً لامر اللّه عزّوجلّ و سمّي العبد به موفقاً و اذا اراد العبد انيدخل في شيء من المعاصي فحال اللّه بينه و بين تلك المعصية فتركها كان تركه لها بتوفيق اللّه تعالي ذكره و متي خلّي بينه و بين المعصية فلميحل بينه و بينها حتي يرتكبه فقدخذله و لمينصره و لميوفّقه.
(و يا قوم لايجرمنّكم) لايكسبنكم (شقاقي) بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة الحرميين و (و) (انيصيبكم مثل مااصاب قوم نوح )بالغرق (او قوم هود) بالريح العقيم (او قوم صالح) بالرجفة (و ما) اهلاك (ز) (قوم لوط منكم ببعيد 89).
(و استغفروا ربكم ثم توبوا اليه انّ ربي رحيم ودود 90) روي لولا انكم تذنبون فتستغفرون اللّه لخلق اللّه خلقاً حتي يذنبوا ثم يستغفروا اللّه فيغفر لهم ان المؤمن مفتّن توّاب ثم استدل بقوله انّ اللّه يحبّ التوّابين و بقوله استغفروا ربكم ثم توبوا اليه.
(قالوا يا شعيب مانفقه كثيراً مماتقول و انّا لنريك) لنريك من رؤية العين و يكفيها مفعول واحد (ل) (فينا ضعيفاً) قدكان ضعف بصره (ق) حال (ل) (و لولا رهطك) عشيرتك (هـ) من الثلثة الي السبعة او العشرة (ز) (لرجمناك و ما انت علينا بعزيز 91).
(قال يا قوم أ رهطي) بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة الحرميين و ابنذكوان (اعزّ عليكم من اللّه و اتخذتموه وراءكم ظهريّاً) منبوذاً حتي نسي منسوباً الي الظهر (ز) (انّ ربي بماتعملون محيط 92).
(و يا قوم اعملوا علي مكانتكم) حالتكم (هـ) و قرأ ابوبكر علي صيغة الجمع و قراءة السواد الافراد (اني عامل سوف تعلمون من) متعلقه تعلمون و هو استفهامي او بمعني الذي (هـ) ايّنا او الذي (يأتيه عذاب يخزيه) يهينه (و من هو كاذب و ارتقبوا) انتظروا (اني معكم رقيب 93) انتظار الفرج من الفرج (ث).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 476 *»
(و لمّا جاء امرنا نجّينا شعيباً و الذين امنوا معه برحمة منّا و اخذت الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين 94).
(كأن) مخففة من كأنّ فيقدر كأنه او ان ناصبة (لميغنوا) لميقيموا (ص) (فيها الا بعداً لمدين كمابعدت ثمود 95).
(و لقدارسلنا موسي) محمداً (يم) (باياتنا) الكتاب و المعجزات (يم) (و سلطان) علي7 (يم) (مبين 96).
(الي فرعون) الاول (يم)([89]) (و ملائه فاتّبعوا امر فرعون و ما امر فرعون
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 477 *»
برشيد 97) ذيرشد (ز).
(يقدم قومه يوم القيمة فاوردهم) يمكن انيكون عطفاً علي فاتبعوا اي فاتبعوا فاوردهم (يم) اتي بلفظ الماضي لتحققه (ز) (النار و بئس الورد) الماء (المورود98) الذي يردونه.
(و اتبعوا) الحقوا (في هذه لعنة) الهلاك و الغرق (ق) (و يوم القيمة بئس الرفد) العطاء (هـ) يوم القيمة رفدهم اللّه بالعذاب (ق) يظهر من عبارة القمي ان يوم القيمة ظرف لقوله بئس الرفد لا انه عطف علي هذه (يم) (المرفود 99 )المعطي (هـ) اي العذاب (ق).
(ذلك من انباء القري نقصّه عليك منها قائم) بناؤه (و حصيد 100) خراب كالمحصود (هـ) عن ابيعبداللّه7 فمنها قائماً و حصيداً بالنصب ثم قال يا بامحمد لايكون حصيداً الاّ بالحديد و في رواية اخري فمنها قائم و حصيد فعلي هذا لعلّه يكون قائماً و حصيداً كل واحد خبر يكون محذوفاً اي منها يكون قائماً و منها يكون حصيداً و الحصيد كنّي به عن المقتول بالسيف و لعل الامام7 اشار بباطن الاية فاراد بالقري الائمة و مامرّ امثال لهم و من الائمة قائم و منهم شهيد بالحديد (يم).
(و ماظلمناهم ولكن ظلموا انفسهم فمااغنت عنهم الهتهم التي يدعون من دون اللّه من شيء لمّاجاء امر ربك و مازادوهم غير تتبيب 101) تخسير اي اهلاك.
(و كذلك اخذ ربك اذا اخذ القري و هي ظالمة انّ اخذه اليم شديد 102) روي ان اللّه يمهل الظالم حتي اذا اخذه لميفلته.
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 478 *»
(انّ في ذلك لاية لمن خاف عذاب الاخرة) القائم (يم)([90]) (ذلك) اي
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 479 *»
القائم (يم) محل التخلص و الانتقال (يم) (يوم مجموع له الناس و ذلك يوم مشهود103) يشهد عليه الانبياء و الرسل (ق) يشهد الناس (هـ) روي الشاهد يوم عرفة و المشهود يوم القيمة.
(و مانؤخّره الاّ لاجل) اللام يدل علي العرض و اخّر لحكمة (يم) (معدود104 ).
(يوم) حين (هـ) متعلقه لاتكلم (هـ) اي اليوم المجموع له الناس و اليوم المشهود و لايمكن ارجاع ضميره الي مااضيف اليه (يأت لاتكلّم) تتكلم (نفس) جنس (الاّ باذنه فمنهم) من النفس او من الناس الذين مرّ ذكرهم (شقي و سعيد 105) روي علامات الشقاء جمود العين و قسوة القلب و شدة الحرص في طلب الرزق و الاصرار علي الذنب و في رواية بعد الاولين بُعد الامل و حبّ البقاء.
(فاما الذين شقوا ففي النار) نار الدنيا (ق) ففي ولاية عدو المحمد: (ث) (لهم فيها زفير) اول صوت الحمار (و شهيق 106) اخر صوت الحمار.
(خالدين فيها مادامت السموات و الارض الاّ) منقطع (ل) (ماشاء ربك) انيخرج هؤلاء من العداوة الي الولاية لاولياء اللّه (يم) (انّ ربك فعّال لمايريد107).
(و اما الذين سعدوا) علي صيغة المجهول علي قراءة (ح) و (س) و حفص و المعروف علي قراءة الحمرة (ففي الجنة) جنان الدنيا (ق) ففي ولاية المحمد (ث) (خالدين فيها مادامت السموات و الارض الاّ ماشاء ربك) انينقلهم الي العداوة نعوذ باللّه (يم) (عطاءً غير مجذوذ 108) عن ابيعبداللّه7 بالدال (هـ) غير مقطوع من نعيم الاخرة يعني متصل به (ق) مقطوع (هـ) روي هذه في الذين يخرجون منها (هـ)
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 480 *»
القمي: المراد نار الدنيا و جنتها بدليل قوله مادامت السموات و الارض (هـ) روي ان هذا في نار البرزخ قبل القيمة اذ لا غدوّ و لا عشي في القيمة و هذه الرواية في تفسير النار يعرضون عليها غدواً و عشياً (يم) القمي: هو ردّ علي من انكر عذاب القبر و الثواب و العقاب في الدنيا في البرزخ قبل يوم القيمة (هـ) عن علي7 في صفة الموت هو احد امور ثلثة يرد عليها اما بشارة بنعيم ابداً و اما تخويف و تهويل او امر مبهم لايدري من اي الفريقين هو فاما ولينا المطيع لامرنا فهو المبشر بنعيم الابد و اما عدوّنا المخالف علينا فهو المبشر بعذاب الابد و اما المبهم امره الذي لايدري ماحاله فهو المؤمن المسرف علي نفسه لايدري مايؤل اليه حاله يأتيه الخبر مبهماً مخوفاً ثم لنيسوّيه اللّه عزوجل باعدائنا لكن يخرج من النار بشفاعتنا فاعملوا و اطيعوا و لاتتكلوا و لاتصغروا عقوبة اللّه فان من المسرفين من لايلحقه شفاعتنا الاّ بعد عذاب ثلثمائة الف سنة.([91])
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 481 *»
(فلاتك) ايها السامع (يم) (في مرية مما) مصدرية او موصولة (يم) (يعبد هؤلاء مايعبدون) غير اللّه (الاّ كمايعبد) كعبادة (يم) (اباؤهم من قبل و انّا لموفّوهم نصيبهم غير منقوص 109).
(و لقداتينا موسي الكتاب فاختلف فيه) كمااختلف هذه الامة و سيختلفون في الكتاب الذي مع القائم (ث) (و لولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم )ماابقي القائم منهم احداً (ث) (و انّهم لفي شكّ منه مريب 110).
(و انّ) بالتشديد و علي قراءة الحرميين و ابيبكر القارين بالحمرة بالتخفيف (كلاً لمّا) بالتشديد علي قراءة (ص) و (ر) و (ح) و بالتخفيف علي قراءة الحمرة (هـ) اللام للقسم (هـ) ان مخففة عن المثقلة و كلاً اسمها و خبرها محذوف كأنه لمحضرون و لام لما فارقة بين ان النافية و المخففة او موطئة قسم و ما فاصلة بين اللامين او نكرة اي لخلق او لبشر او لاناس و اما علي تخفيف ان و تشديد لمّا فان نافية و لمّا بمعني الاّ و كلاً منصوب بمحذوف و اما انّ و لمّا مشددتين فممايشكل وجهه؛ بالجملة تشديد لمّا ممالايخلو عن تكلف و احسن القراءات تشديد انّ و تخفيف لما (يم) (ليوفّينّهم)ليوفّرنهم (ربّك) في القيمة (ق) (اعمالهم انه بمايعملون خبير 111).
(فاستقم) ايها السامع (يم) افتقر الي اللّه بصحة العزم (ث) (كماامرت و من )عطف علي ضمير استقم او امرت (هـ) او هو منصوب الموضع علي انيكون مفعولاً معه (تاب معك) هم اله: (يم) (و لاتطغوا) ايها السامعون (يم) (انه بماتعملون بصير 112).
(و لاتركنوا) ايها الشيعة (ث) (الي الذين ظلموا) المحمد حقهم (ث) و ان كان حميماً قريباً (ث) (فتمسّكم) منصوب لانه جواب النهي (النار )لميجعلها خلوداً (ث) و روي في هذه الاية الرجل يأتي السلطان فيحب بقاءه الي انيدخل يده الي كيسه فيعطيه (هـ) روي ان الركون المودة و النصيحة و الطاعة (و مالكم من دون اللّه )ولي (يم) (من اولياء) حتي تركنوا اليهم (يم) (ثم )
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 482 *»
مستأنف (لاتنصرون 113).
(و اقم الصلوة طرفي) منصوب علي الظرف (النهار) المغرب و الغداة (ث) (و زلفاً) عطف (من الّيل) ساعات من الليل قريبة من النهار (ص) صلوة العشاء الاخرة (ث) اول ساعات الليل (هـ) روي ان الصلوة الي الصلوة كفارة مابينهما مااجتنب الكبائر و روي ان اللّه يكفّر بكل حسنة سيئة و روي ان احدكم ليقوم الي وضوئه فتساقط عن جوارحه الذنوب فاذا استقبل اللّه بقلبه و وجهه لمينفتل و عليه من الذنوب شيء كماولدته امه فان اصاب شيئاً بين الصلوتين كان له مثل ذلك (انّ الحسنات) صلوة المؤمن بالليل (ث) المحمد: (يم) (يذهبن السيئات )بماعمل من ذنب بالنهار (ث) الاعداء (يم)([92]) (ذلك ذكري للذاكرين 114) روي هذه الاية ارجي اية في كتاب اللّه.
(و اصبر فانّ اللّه لايضيع اجر المحسنين 115) فالصبر احسان (يم).
(فلولا) فهلاّ (كان من القرون) الجماعات (من قبلكم اولوا بقية) فهم (ينهون عن الفساد في الارض الاّ) لكن (قليلاً ممن انجينا منهم) نهوا عن الفساد (و اتّبع الذين ظلموا مااترفوا) انعموا (فيه و كانوا مجرمين 116).
(و ماكان ربك ليهلك القري بظلم) منه (يم) (و اهلها مصلحون 117)ينصف بعضهم من بعض (ث) دلّت الاية علي حسن الاصلاح و هو اصل من
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 483 *»
الاصول (يم).
(ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة) علي مذهب واحد (ق) فبعث اللّه النبيين ليتخذ عليهم الحجة (ث) (و لايزالون) اعداء المحمد: (ث) (مختلفين 118) في اصابة القول (ث).
(الاّ) لكن (من رحم) الشيعة (ث) (ربك) فانهم لايختلفون في الدين (ث) (و لذلك) للاصلاح (يم) لطاعة الامام (ث) للرحمة و هي تأنيثها لفظية و قدتذكّر (خلقهم) لرحمته خلقهم (ث) الرحمة قديذكّر كقوله تعالي انّ رحمة اللّه قريب من المحسنين هذا و ذلك كناية تابعة لجهة النظر و المرجع المحذوف ايضاً موسع امره (يم) نزلت هذه الاية بعد قوله ماخلقت الجن و الانس الاّ ليعبدون (ث) (و تمّت كلمة ربك لاملأنّ) لام قسم (جهنم من الجنة و الناس اجمعين 119) هم الذين سبق لهم الشقاء (ق).
(و كلاً) نصب علي المصدر او مفعولبه او حال (هـ) كل القصص (نقصّ عليك من انباء الرسل ما) بدل كلاً ان كان مفعولاًبه (نثبّت به فؤادك) اي علياً هو فؤاده و كل هذه الانباء لاثبات ولاية علي7 (يم)([93]) (و جاءك في هذه)
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 484 *»
الايات (هـ) السورة (ز) (الحق و موعظة و ذكري للمتقين 120).
(و قل للذين لايؤمنون اعملوا علي مكانتكم) حالتكم (انّا عاملون 121) نعاقبكم (ق).
(و انتظروا انّا منتظرون 122).
(و للّه غيب السموات و الارض) يظهر عليه من يشاء كمايشاء (يم) (و اليه )الي وليه (يم) (يرجع) علي صيغة المجهول بناء علي قراءة (ن) و حفص و علي المعروف بناء علي قراءة الحمرة (الامر كلّه) جميع العلل و الاسباب و الامور كلها ينتهي الي اللّه (يم) (فاعبده و توكل عليه) روي في تفسير التوكل انه العلم بان المخلوق لايضرّ و لاينفع و لايعطي و لايمنع و استعمال اليأس من الخلق فاذا كان العبد كذلك لايعمل لاحد سوي اللّه و لميرج و لميخف سوي اللّه و لايطمع في احد سوي اللّه (و ما ربك بغافل عماتعملون 123) علي قراءة (ن) و (ر) و حفص و علي صيغة الغائب علي قراءة الحمرة.
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 485 *»
«سورة يـوســف»
مكية و هي مائة و احديعشرة اية و استثني بعضهم اربع ايات و هي ثلث من اولها و الرابعة لقدكان في يوسف الاية (هـ) روي لاتعلّموا نساءكم سورة يوسف و لاتقرءوهن اياها فانّ فيها الفتن و علّموهن سورة النور فانّ فيها المواعظ.
(بسم اللّه الرحمن الرحيم)
(الر) علي قراءة (ث) و قالون و حفص و علي قراءة الحمرة الر (تلك ايات الكتاب المبين 1).
(انّا انزلناه قرءاناً) حال او توطئة الحال (ل) (عربياً) حال (ل) (لعلّكم )كي (تعقلون 2).
(نحن نقصّ) نبيّن (عليك احسن القصص) البيان (هـ) الاقتصاص او مايقصّ (ز) (بما) مصدرية (اوحينا اليك هذا القرءان) السورة (ز) (و ان كنت من قبله لمن الغافلين 3) ان نافية يعني ماكنت الاّ من الغافلين او مخففة و اللام دليلها.
اذكر (اذ قال يوسف لابيه ياابت) بكسر التاء علي السواد و فتحها علي قراءة (ر) (انّي رأيت احدعشر كوكباً) اخوته (و الشمس) راحيل (و القمر )يعقوب (رأيتهم) كرّر توكيداً (هـ) تكرير رأيتهم لطول الكلام بين رأيت اول و متعلقه (يم) (لي ساجدين 4) روي رأي المؤمن و رؤياه في اخر الزمان جزء من سبعين جزءاً من اجزاء النبوة.
(قال يا بني) بفتح الياء علي قراءة (ص) و كسرها علي قراءة غيره (لاتقصص رؤياك علي اخوتك فيكيدوا) نصب علي انه جواب النهي بالفاء (لك كيداً انّ الشيطان للانسان عدو مبين 5).
(و كذلك يجتبيك) يصطفيك (ربك و يعلّمك من تأويل الاحاديث )
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 486 *»
احاديث النفس و الملك و الشيطان و كلها رؤيا (يم) (و يتمّ نعمته عليك و علي اليعقوب كما) نعت مصدر محذوف (ل) (اتمّها علي ابويك من قبل ابرهيم و اسحق انّ ربك عليم حكيم 6).
(لقدكان في يوسف و اخوته ايات) علي الجمع و علي قراءة (ث) و هو القارئ بالحمرة علي الافراد (للسائلين 7).
اذكر (اذ قالوا ليوسف) للقسم (و اخوه) بنيامين (ز) (احبّ الي ابينا منّا و نحن عصبة) العشرة فصاعداً (ز) لايعجزنا الاحتيال عليه او نحن ذووا تعصب (انّ ابانا لفي ضلال مبين 8) في ترجيحه علينا.
(اقتلوا يوسف او اطرحوه ارضاً) اي في ارض او علي ارض (يم) (يخل )جواب الامر (لكم وجه ابيكم و تكونوا) عطف علي يخل (من بعده قوماً صالحين 9) تتوبون (ث) عن ابيجعفر7 قيل له أكان اولاد يعقوب انبياء قال لا ولكنهم كانوا اسباطاً اولاد الانبياء و لميفارقوا الدنيا الاّ سعداء تابوا و تذكّروا ماصنعوا.
(قال قائل منهم) هو لاوي (ث) (لاتقتلوا يوسف و القوه في غيابت )علي الافراد علي قراءة السواد و الجمع «غيابات» علي قراءة (ن) (هـ) قعر (الجبّ )البئر (يلتقطه بعض السيارة ان كنتم فاعلين 10).
(قالوا يا ابانا مالك لاتأمنّا) بفتح الميم علي قراءة السواد و كلّهم باشمام الضم علي قراءة الحمرة (هـ) حقيقة الاشمام في ذلك انيشار بالحركة الي الضم لا بالعضو (علي يوسف و انّا له لناصحون 11).
(ارسله معنا غداً يرتع) بسكون العين علي قراءة الكوفيين و نرتعِ علي قراءة (ث) و نرتعْ علي قراءة (و) و (ر) و يرتعِ علي قراءة (ن) (و يلعب) بسكون الباء علي قراءة الكوفيين و (ن) و نلعبْ علي قراءة (ث) و (و) و (ر) (و انّا له لحافظون 12).
(قال اني ليحزنني) بسكون الياء علي قراءة السواد و الفتح علي قراءة الحرميين (ان) مرفوع (ل) (تذهبوا به و اخاف) روي ان اللّه قال له هلاّ خفتني
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 487 *»
فعاقبه بنهيه يوسف انيكتب له كتاباً (ث) (انيأكله) منصوب (ل) (الذئب )بالهمزة علي قراءة السواد و الياء علي قراءة (س) و (و) و ورش (و انتم) حال (عنه غافلون 13) عن النبي9 لاتلقّنوا الكذب فتكذبوا فان بنييعقوب لميعلموا ان الذئب يأكل الانسان حتي لقّنهم ابوهم.
(قالوا لئن) لتوطئة القسم (اكله الذئب و نحن عصبة انّا) جواب القسم (اذاً لخاسرون 14).
(فلمّا) جوابه محذوف كأنه فعلوا مافعلوا (ذهبوا به و اجمعوا) عطف علي محذوف او استيناف (انيجعلوه في غيابت) علي الافراد علي قراءة السواد و الجمع علي قراءة (ن) (الجبّ) و كان له تسع سنين (ث) و روي سبع سنين (و اوحينا اليه لتنبّئنّهم) قسم (بامرهم هذا و هم) يجوز انيكون صلة اوحينا و صلة لتنبئنهم (لايشعرون 15) انك انت يوسف (ث).
(و جاءوا اباهم عشاءً) ظرف (يبكون 16) حال.
(قالوا يا ابانا انّا ذهبنا نستبق) حال (هـ) نعدو ليعلم الاعدي (و تركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب) بالهمزة علي قراءة السواد و الياء علي قراءة (و) و (س) و ورش (و ما انت بمؤمن) بمصدق (يم)([94]) (لنا ولو كنّا) اي ان كنّا (ل)
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 488 *»
جوابه محذوف اي ماصدّقتنا (صادقين 17).
(و جاءوا علي قميصه) غير مشقوق (ث) (بدم) ذبحوا جدياً عليه (ث) (كذب) مكذوب عليه (هـ) ذي كذب (ل) روي كان في قميص ثلاث ايات في قوله جاءوا علي قميصه بدم كذب و قوله ان كان قميصه قدّ من قبل و قوله اذهبوا بقميصي هذا (قال بل سوّلت) زيّنت (لكم انفسكم امراً فصبر) مبتدأ و خبره محذوف او خبر لمحذوف (جميل) لا شكوي فيه الي الخلق (ث) (و اللّه المستعان علي ماتصفون 18).
(و جاءت سيارة) جماعة مارّة (فارسلوا واردهم) من يطلب الورد اي الماء (فادلي) ارسل (دلوه قال يابشري) علي قراءة الكوفيين و علي قراءة الحمرة بشراي بزيادة الالف و فتح الياء (هذا غلام و اسرّوه) الاخوة (يم) (بضاعة) لاجل البضاعة و هي قطعة من المال تجعل للتجارة (واللّه عليم بمايعملون 19).
(و شروه) باعوه (بثمن بخس) ناقص (دراهم) بدل ثمن (ل) (معدودة) قليلة و هي ثمانية عشر درهماً (ث) او عشرين درهماً (ث) (و كانوا )الاخوة (ث) (فيه) في يوسف (ث) (من الزاهدين 20).
(و قال الذي اشتريه من) اهل (مصر لامرأته) زليخا (ز) (اكرمي مثويه
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 489 *»
عسي انينفعنا او نتخذه ولداً و كذلك مكّنّا ليوسف في الارض و لنعلّمه )عطف علي محذوف من علل التمكين (يم) (من تأويل الاحاديث و اللّه غالب علي امره ولكنّ اكثر الناس لايعلمون 21).
(و لمّابلغ اشدّه) ثماني عشرة سنة (ث) (اتيناه حكماً و علماً و كذلك نجزي المحسنين 22) فكل من احسن حتي بلغ اشده يؤتي حكماً و علماً (يم).
(و راودته) طلبته بلين (التي هو في بيتها عن نفسه و غلّقت) فيه مبالغة (الابواب و قالت هيت لك) بادر الي ما هيأ لك (هـ) بفتح الهاء علي قراءة السواد و كسرها علي قراءة ابنذكوان و (ن) و علي قراءة هشام هئت لك بكسر الهاء و ضم التاء مع الهمزة بدل الياء و عن علي7 كذا (هـ) من هاء يهيء اي تهيأت لك (هـ) ابنكثير يضم التاء (قال معاذ اللّه) مصدر (هـ) اعوذ باللّه معاذ اللّه (انه) زوجك (ربّي) بدل الهاء (ل) (احسن) خبر (مثواي انه لايفلح الظالمون 23) فيه دلالة علي التقرير (يم).
(و لقد همّت) انتفعل (ث) (به) بالمعصية (ث) (و همّ) جواب لولا مقدم (ث) ان لايفعل (ث) (بها) بقتلها (ث) (لولا ان رَا) مبتدأ حذف خبره (ل) (برهان )يعقوب (ث) سترها الصنم (ث) (ربه) في ذلك الوقت (ل) عن ابيعبداللّه7 ان يوسف لمّا حلّ سراويله رأي مثال يعقوب قائماً عاضّاً علي اصبعه و هو يقول له يوسف فهرب و روي ان هذا قول الناس و انكره (هـ) برهان الربّ النبوة المانعة من ارتكاب الفواحش و الحكمة الصارفة عن القبايح روي ذلك عن الصادق7 و روي عن السجاد7 انه كان في البيت صنم فالقت المرأة عليه ثوباً فقال7 اذا كنت تستحيي من الصنم فاني احق اناستحيي من الواحد القهار (كذلك) اريناه البرهان (لنصرف عنه السوء) القتل (ث) (و الفحشاء) الزني (ث) (انه من عبادنا المخلصين 24 )علي المفعول علي قراءة الكوفيين و (ن) و علي الفاعل علي قراءة الحمرة.
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 490 *»
(و استبقا) تبادرا (الباب و قدّت قميصه من دبر و الفيا) وجدا (سيدها لدي الباب قالت ماجزاء من اراد باهلك سوءاً) لو صدق حبها لاثرته علي نفسه (الاّ انيسجن) معناه الاّ السجن (او عذاب اليم 25).
(قال هي راودتني عن نفسي و شهد شاهد) صبي (من اهلها) فألهم اللّه يوسف ان قال للملك سل هذا الصبي في المهد فانه سيشهد انها راودتني عن نفسي (ث) (ان كان) حكاية الشهادة (قميصه قدّ من) ابتدائية (قبل فصدقت و هو من )للتبعيض (الكاذبين 26).
(وان كان قميصه قدّ من دبر فكذبت و هو من الصادقين 27).
(فلمّا رأي قميصه قدّ) حال (من دبر قال انّه من كيدكنّ انّ كيدكنّ عظيم28) روي كيد النساء اعظم من كيد الشيطان لان اللّه يقول انّ كيد الشيطان كان ضعيفاً.
(يوسف اعرض عن هذا) و اكتمه (و استغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين 29).
(و قال نسوة) يجوز في المكسر الوجهان التأنيث و التذكير (في المدينة امرأت العزيز تراود فتيها) عبدها (عن نفسه قدشغفها حبّاً) تمييز (هـ) شغفها يوسف اي اثّر في شغاف قلبها (هـ) روي شغفها حبّاً يقول حجبها حبه عن الناس فلاتعقل غيره و الحجاب هو الشغاف و الشغاف هو حجاب القلب (انّا لنريها في ضلال مبين30).
(فلمّا سمعت بمكرهنّ ارسلت اليهنّ و اعتدت لهنّ متّكأ) اترجاً (ث) علي ماروي من تفسير متكأ بالاترج ينبغي انيكون قراءة المحمد: متكاً بسكون التاء و فتح الكاف بلا همز فان الاترج يسمي بالمتك (يم) (و اتت كل واحدة منهنّ سكّيناً و قالت اخرج عليهنّ فلمّا رأينه اكبرنه) اعظمنه (هـ) حضن (ث) (و قطّعن ايديهنّ و قلن حاش) بفتح الشين علي قراءة السواد و علي قراءة (و) حاشا بزيادة
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 491 *»
الالف (للّه) بعد يوسف عن الفجور (ما هذا) اسم ما (بشراً) خبره (ان هذا الاّ ملك كريم 31).
(قالت فذلكنّ) مبتدأ (هـ) كنّ خطاب لاموضع له من الاعراب (الذي) خبر (لمتنّني فيه و لقدراودته عن نفسه فاستعصم) فامتنع (ق) (و لئن) اللام لتوطئة القسم (لميفعل ما امره ليسجننّ) جواب قسم (و ليكوناً) جواب قسم (من الصاغرين 32) الاذلاء.
(قال ربّ) دعا ربه (يم) (السجن احبّ الي ممايدعونني اليه) فارسلت كل واحدة منهن الي يوسف سرّاً تسأله الزيارة فابي عليهن فقال رب السجن (و الاّتصرف عني كيدهنّ اصب) امل (يم) (اليهنّ و اكن من الجاهلين 33).
(فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهنّ) حيلتهن (ق) (انّه هو السميع العليم 34).
(ثم بدا لهم) فاعله محذوف كأنه بداء (هـ) كان الامر بسبب الدعاء و استجابة اللّه له و القوم يحسبون انهم يدبرون الامور فبدا لهم ليسجننّه حتي حين فاللّه يقدر و العبد يدبر و جميع الامور هكذا (يم) (من بعد مارأوا الايات) شهادة الصبي و القميص المخرق من دبر و استباقهما الباب حتي سمع مجاذبتها اياه علي الباب (يم) (ليسجننّه) جواب قسم اي فحلفوا ليسجننّه (هـ) قام مقام فاعل بدا (ل) كان في يوم الاربعاء (ث) و هو ابن اثنتي عشرة سنة (ث) (حتي حين 35).
(و دخل معه السجن فتيان) شابّان (هـ) عبدان للملك احدهما خباز و الاخر صاحب شراب (ث) و روي وكل الملك بيوسف رجلين يحفظانه و روي لمّادخل السجن الهم علم تأويل الرؤيا (قال احدهما انّي) بسكون الياء علي قراءة السواد و الفتح علي قراءة (ن) و (و) (اريني اعصر خمراً و قال الاخر انّي) بسكون الياء علي قراءة السواد و علي قراءة (و) و (ن) و هما القارئان بالحمرة بالفتح (اريني احمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه نبّئنا بتأويله انّا نريك من المحسنين 36)
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 492 *»
العالمين (هـ) من المحسنين روي كان يوسّع المجلس و يستقرض للمحتاج و يعين الضعيف.
(قال لايأتيكما طعام ترزقانه الاّ نبّأتكما بتأويله) بتفسير الطعام كماكان ينبؤ عيسي7 (قبل انيأتيكما) الطعام (ذلكما مماعلّمني ربي) بسكون الياء و علي قراءة (ن) و (و) القارئين بالحمرة الفتح (هـ) روي ان الرؤيا جزء من ستة و اربعين جزءاً من النبوة (اني تركت ملّة قوم لايؤمنون باللّه و هم بالاخرة هم كافرون37) دلّت الاية انه لايشترط في صحة معني الترك الاشتغال السابق لانه7 لميكن كافراً ابداً و قال تركت و لقائل انيقول هو مداراة لاهل السجن حتي يتركوا مثله (يم).
(و اتبعت ملّة اباءي) بسكون الياء علي قراءة السواد و هي قراءة الكوفيين و فتحها علي قراءة غيرهم (ابرهيم و اسحق و يعقوب ماكان لنا) خبر (ل) (اننشرك) اسم (ل) (باللّه من شيء) مفعول (ل) (ذلك من فضل اللّه علينا و علي الناس) الذين يهتدون بنا (يم) (ولكنّ اكثر الناس لايشكرون 38).
(يا صاحبي السجن ءارباب متفرقون خير ام اللّه الواحد القهّار 39).
(ماتعبدون من دونه الاّ اسماء سمّيتموها انتم و اباؤكم) قوله ماتعبدون من دونه الاّ اسماء المراد بالاسماء الاوثان فانهم زعموها صفة الربّ الغائب عن درك الحواس و سمّوها. يمكن انيكون المفعول الثاني محذوفاً اي سمّيتموها انتم معبوداً ماانزل اللّه بها من سلطان اي لميجعله اللّه معبوداً او معني سمّيتموها اي جعلتموها اسماً للّه سبحانه و لميتخذها اسماً لنفسه و دلّت الاية ان هنالك قوم عبدوا اللّه بايقاع الاسماء عليه قدسمّي اللّه نفسه بها و اتخذها اسماً لنفسه (يم) (ماانزل اللّه بها من سلطان ان الحكم الاّ للّه امر الاّتعبدوا الاّ اياه ذلك الدين القيّم) المستقيم (ولكنّ اكثر الناس لايعلمون 40).
(يا صاحبي السجن امّا احدكما فيسقي ربّه خمراً و امّا الاخر فيصلب
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 493 *»
فتأكل الطير من رأسه قضي الامر الذي فيه تستفتيان 41).
(و قال للذي ظنّ انه ناج منهما اذكرني عند ربك) سيدك (هـ) فتبين ان علم تأويلالرؤيا لايورث العلم بوقوع التأويل و هو مورث للظن مع ان مالميقع يحتمل البداء (يم) روي رحم اللّه اخي يوسف لو لميقل اذكرني عند ربك لمالبث في السجن سبعاً بعد خمس (فانسيه) العبد (هـ) يوسف علي مايظهر من لحن الاخبار لا صريحها و له وجه لقول يوشع ماانسانيه الاّ الشيطان ان اذكره (يم) الدليل علي ان الضمير راجع الي العبد الفاء فان الانساء كان بعد قول يوسف و لو كان راجعاً الي يوسف لكان ينبغي انيقال فانسيه الشيطان فقال للذي الاية و كذا قوله بعد و ادّكر بعد امة (يم) (الشيطان ذكر ربه) سيده (فلبث في السجن بضع) سبع (ث) (سنين 42).
(و قال الملك انّي) بسكون الياء علي السواد و علي قراءة الحرميين و (و) فتحها (اري سبع بقرات سمان يأكلهنّ سبع) بقرات اخر (عجاف) مهازيل (و سبع سنبلات) عن الصادق7 انه قرأ سنابل (خضر و اخر يابسات ياايها الملأ) الاشراف (افتوني في رؤياي ان كنتم للرؤيا) للرؤيا اللام للتبيين تدخل علي المفعول به اذا قدم (تعبرون 43).
(قالوا اضغاث) تخاليط (هـ) جمع ضغث و هو ملأ اليد من الحشيش (احلام)جمع حلم و هو الرؤيا في المنام (هـ) مايري في ملكوت السماء في موضع التقدير هو حق و مايري في الارض فهو اضغاث احلام (ث) و روي الرؤيا علي ثلثة وجوه بشارة من اللّه للمؤمن و تحذير من الشيطان و اضغاث احلام (و مانحن بتأويل الاحلام) هذه الاحلام (هـ) تأويل الشيء مايئول اليه امره (بعالمين 44).
(و قال الذي نجا منهما و ادّكر) تذكّر (بعد امّة) وقت (ث) زمان (انا انبّئكم بتأويله فارسلون 45).
(يوسف) يا يوسف (ايها الصديق افتنا في سبع بقرات سمان يأكلهنّ
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 494 *»
سبع عجاف و سبع سنبلات خضر) فصّل الرؤيا ثانياً لان في لفظ الرائي خصوصيات للتعبير قديعبّر المعبّر عليها (يم) (و اخر) مجرور (يابسات لعلّي)بسكون الياء علي قراءة الكوفيين و فتحها علي قراءة الحمرة (ارجع الي الناس لعلّهم يعلمون 46).
(قال تزرعون سبع سنين) تأويل يوسف بعد ردّ المعبرين دلّ علي بطلان قول من يقول الرؤيا علي مايعبّر اولاً و يدل عليه الخبر فالرؤيا علي تعبير من يوثق به او من هو اوثق في النفس (يم) (دأباً) حال او مصدر (هـ) علي عادتكم (فماحصدتم فذروه في سنبله الاّ قليلاً مماتأكلون 47).
(ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ماقدّمتم لهنّ) روي انها نزلت ماقرّبتم لهن (الاّ) شيئاً (قليلاً مماتحصنون 48) تدّخرون.
(ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث) يمطر (الناس و فيه يعصرون 49) علي قراءة السواد و تعصرون بالتاء علي قراءة (ح) و (س) (هـ) ينجون من العَصَر اي الملجأ و المنجا (هـ) روي يُعصَرون اي يمطرون (هـ) عن النبي9 لقدعجبت من يوسف و كرمه و صبره و اللّه يغفر له حين سئل عن البقرات العجاف و السمان و لو كنت مكانه مااخبرتهم حتي اشترط عليهم انيخرجوني.
(و قال الملك ائتوني به فلمّا جاءه الرسول قال ارجع الي ربك فسئله مابال النسوة الّتي قطّعن ايديهنّ انّ ربي بكيدهنّ عليم 50).
(قال ماخطبكنّ اذ راودتنّ يوسف عن نفسه قلن حاش للّه ماعلمنا عليه من سوء قالت امرأت العزيز الان حصحص) تبيّن (الحق انا راودته عن نفسه و انه لمن الصادقين 51).
(ذلك ليعلم) كلام يوسف اي ردي الرسول (هـ) و يظهر من تفسير القمي انه كلام زليخا (انّي لماخنه) حال من الفاعل او المفعول (ز) لااكذب عليه الان كماكذبت عليه من قبل (ق) (بالغيب و انّ اللّه لايهدي كيد الخائنين 52) فيه
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 495 *»
دليل التقرير الذي هو هداية كل بصير (يم).
(و ماابرّئ نفسي انّ النفس لامّارة بالسوء الاّ مارحم ربي) بسكون الياء علي السواد و فتحها علي قراءة (ن) و (و) (هـ) مدة رحمها او بمعني من (هـ) نفس رحمها ربي (يم) الاستثناء من النفس فان الجنس المحلّي باللام يفيد العموم الاستغراقي كقوله ان الانسان لفي خسر الاّ الذين امنوا فجميع النفس امّارة الاّ نفس رحمها ربي (يم) (انّ ربي غفور رحيم 53).
(و قال الملك ائتوني به استخلصه) اجعله خالصاً (لنفسي فلمّا كلّمه )كلّم يوسف الملك او الملك يوسف (قال انك اليوم لدينا مكين امين 54).
(قال اجعلني علي خزائن الارض) علي الكناديج و الانابير (ق) (اني )للتعليل (حفيظ) بماتحت يدي (ث) (عليم 55) بكل لسان (ث) روي يجوز انيزكّي الرجل نفسه اذا اضطر اليه (هـ) روي انما طلب الولاية ليتوصل بها الي امضاء احكام اللّه و بسط الحق و وضع الحقوق مواضعها و روي رحم اللّه اخي يوسف لو لميقل اجعلني علي خزائن الارض لولاّه من ساعته ولكنّه اخّر ذلك سنة (هـ) روي جعل الجبّار العاتي له عبداً بعد ان كان مالكاً.
(و كذلك مكّنّا ليوسف في الارض) في ارض مصر و براريها (ث) (يتبوّأ منها حيث يشاء) علي السواد و قرأ (ث) نشاء علي صيغة المتكلم (نصيب) نخصّ (برحمتنا من نشاء و لانضيع اجر المحسنين 56).
(و لاجر الاخرة خير للذين امنوا و كانوا يتقون 57) فاجر الاخرة للمؤمنين المتقين خير و افضل من ملك يوسف و من كان محسناً ان اللّه يؤتيه اجره في الدنيا كمااتي يوسف اجره (يم).
(و جاء اخوة يوسف فدخلوا عليه) بعد ماولاّه العزيز المصر (ث) (فعرفهم و هم له منكرون 58) فجعل الانكار مقابل المعرفة (يم).
(و لمّا جهّزهم) متّعهم (بجهازهم قال ائتوني باخٍ لكم من ابيكم الاترون
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 496 *»
اني اوفي) اتمّ و اوفر (الكيل و انا خير المنزلين 59).
(فان لمتأتوني به فلا كيل لكم عندي و لاتقربون 60).
(قالوا سنراود) نجهد في طلبه (ز) (عنه اباه و انّا لفاعلون 61).
(و قال لفتيانه) علي قراءة (ح) و (س) و حفص و علي قراءة الحمرة لفتيَتِه (اجعلوا بضاعتهم) ماجاءوا به (في رحالهم لعلّهم يعرفونها اذا انقلبوا الي اهلهم لعلّهم يرجعون 62).
(فلمّا رجعوا الي ابيهم قالوا يا ابانا منع منّا الكيل فارسل معنا اخانا نكتل) علي صيغة المتكلم في قراءة السواد و علي صيغة الغائب في قراءة (ح) و (س) (و انّا له لحافظون 63).
(قال هل امنكم عليه الاّ كماامنتكم علي اخيه من قبل) اي لا امنكم عليه كما لم امنكم علي اخيه من قبل (يم) (فاللّه خير حافظاً) علي قراءة حفص و (ح) و (س) و قرأ الباقون حِفْظاً (هـ) حال (هـ) بيان اي تمييز (ل) في قوله تعالي خير حافظاً تبرء من قولهم و انّا له لحافظون فقال اللّه خير منكم حافظاً (يم) (و هو ارحم الراحمين 64).
(و لمّافتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردّت اليهم قالوا يا ابانا ما) نافية او استفهامية (هـ) منصوب بـنبغي (ل) (نبغي) ماذا نبغي (ص) (هذه بضاعتنا ردّت الينا و نمير اهلنا) نجلب الطعام الي اهلنا (هـ) و نمير عطف علي محذوف اي دعنا نذهب به و نمير او عطف علي موضع نكتل و انما لميجزم لطول الكلام او علي مانبغي علي انتكون الماء نافية (يم) (و نحفظ اخانا و نزداد كيل بعير ذلك) اي الذي كنّا نكتاله سابقاً (يم) (كيل يسير 65) اي لايتعاظمه الملك و يعطينا اياه (يم).
(قال لنارسله معكم حتي تؤتون موثقاً) مايوثق به (من اللّه لتأتنّني به) جواب قسم كأنّ معناه حتي تحلفوا باللّه لتأتنّني به (ز) (الاّ انيحاط) لاحاطة اللّه بكم فموضعه نصب علي انه مفعول له (بكم فلمّااتوه موثقهم) عهودهم (قال
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 497 *»
اللّه علي مانقول وكيل 66) حافظ (يم).
(و قال يابني لاتدخلوا من باب واحد) خاف عليهم العين (ص) (و ادخلوا من ابواب متفرقة و مااغني) ادفع (عنكم من) ابتدائية (اللّه من) زائدة او لتأكيد النفي (شيء) معني اغني عنه كفاه و من اللّه حال و من شيء مفعول اي مااكفيكم شيئاً صادراً من اللّه او اتياً من اللّه و لااقابله و لاادفعه كقوله مااغني عنّي ماليه (يم) (ان الحكم الاّ للّه عليه توكّلت و عليه فليتوكّل المتوكّلون 67 )الزارعون (هـ) الذين من شأنهم التوكّل (يم).
(و لمّا دخلوا من حيث امرهم ابوهم ماكان يغني) يدفع (عنهم من اللّه من شيء الاّ) لكن (ص) (حاجة في نفس يعقوب قضيها و انه لذو علم لماعلّمناه ولكنّ اكثر الناس لايعلمون 68).
(و لمّادخلوا علي يوسف اوي) ضمّ (هـ) انزل (معيار) (اليه اخاه قال اني) بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة الحرميين و (و) (انا اخوك فلاتبتئس) تحزن (بماكانوا يعملون 69).
(فلمّا جهّزهم) متّعهم (بجهازهم جعل السقاية) الة السقي (هـ) مشربة الملك (في رحل اخيه ثم اذّن مؤذّن ايتها العير) هو اسم الابل و يطلق علي اهلها (ز) (انكم لسارقون 70) سرقوا يوسف من ابيه (ث) ماسرقوا و ماكذب (ث) روي ان ذلك كذب في الاصلاح و جايز و روي الكلام ثلثة صدق و كذب و اصلاح بين الناس.
(قالوا و اقبلوا) حال (عليهم ماذا) مقول القول (تفقدون 71).
(قالوا نفقد) لميقولوا سرقتم صواع الملك (ث) (صواع الملك) الطاس الذي يشرب منه (ث) صواع الملك كان قدحاً من ذهب و قدكان صواع يوسف اذا كيل به قال لعن اللّه الخوّان لاتخونوا به بصوت حسن (ث) (و لمن جاء به حمل بعير و انا به زعيم 72) كفيل.
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 498 *»
(قالوا تاللّه) التاء للقسم و مخصوص باسم اللّه (لقدعلمتم) معترضة (يم) (ماجئنا) جواب القسم (يم) (لنفسد في الارض و ماكنّا سارقين 73).
(قالوا) غلمان يوسف (يم) (فماجزاؤه) السرق او السارق (ز) (ان كنتم كاذبين 74).
(قالوا) اخوة يوسف (يم) (جزاؤه) اي جزاؤه المعروف جزاؤه (من )مبتدأ (وجد في رحله) الجملة بدل جزاؤه (فهو) خبر (هـ) اخوكم (يم) (جزاؤه )قول غلمان يوسف علي مايظهر من الخبر (يم) و يظهر من الخبر ان غلمان يوسف سألوا اخوة يوسف فماجزاؤه يعني في دين بنياسرائيل قالوا اي اخوة يوسف جزاؤه من وجد المتاع في رحله قال غلمان يوسف فهو جزاؤه و يحتمل انيكون فهو جزاؤه قول اخوة يوسف ايضاً (يم) روي كانت الحكومة في بنياسرائيل اذا سرق احد استرق به([95]) (كذلك) نعت مصدر محذوف (ل) (نجزي الظالمين 75).
(فبدأ باوعيتهم قبل وعاء اخيه ثم استخرجها) السقاية (من وعاء اخيه) فتشبّثوا باخيه فحبسوه (ق) (كذلك) نعت مصدر محذوف (كدنا ليوسف ماكان ليأخذ اخاه في دين الملك) لانه لميكن كذلك في دين الملك و انما ذلك حكومة بنياسرائيل (يم) (الاّ ان) بان (يشاء اللّه نرفع) الي (ل) (درجات) مصدر (هـ) بالتنوين علي قراءة الكوفيين و علي الاضافة علي قراءة الحمرة (من نشاء و فوق كلّ ذي علم عليم 76).
(قالوا ان يسرق فقدسرق اخ له من قبل) يعنون المنطقة (ث) (فاسرّها)
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 499 *»
الواقعة او مقالتهم (يوسف في نفسه و لميبدها لهم قال انتم شرّ مكاناً )تمييز (ل) (واللّه اعلم بماتصفون 77).
(قالوا ياايها العزيز انّ له اباً شيخاً) صفة اباً (كبيراً) صفة شيخاً (فخذ احدنا مكانه انّا نريك من المحسنين 78) ان فعلت (ث) كان يوسّع المجلس و يستقرض للمحتاج و يعين الضعيف (ث).
(قال معاذ) منصوب علي المصدر (اللّه) من (ل) (ان نأخذ) احداً (الاّ من وجدنا متاعنا عنده) لميقل من سرق متاعنا (ق) (انّا) فيه معني الجزاء (اذاً لظالمون 79) معاذ اللّه اننأخذ للجنة و القرب الاّ من وجدنا متاعنا و هو روحالولاية و صواع الملك الذي به يكيل كل من يكيل عنده فنأخذه و نخليه عندنا و نحبسه تحت ظلّنا و انّا لو عدلنا عنه الي من ليس عنده صواعنا كنّا ظالمين فالمؤمن يدخل دار القرب و الكافر يطرد عنه (يم) و ذلك يحصل من لحن الخبر و فحواه.
(فلمّا استيئسوا) علي قراءة السواد و علي قراءة بزي استيسوا بحذف الالف و فتح الياء بدل التسكين (هـ) يأسوا (منه خلصوا) انفردوا (نجيّاً) حال (هـ) يتناجون (هـ) الواحد و الجمع فيه سواء لانه مصدر (قال كبيرهم) لاوي بن يعقوب (ق) يهوذا (ث) (ألمتعلموا انّ اباكم قداخذ عليكم موثقاً) عهداً (من اللّه و من قبل) خبر (ما) مبتدأ (هـ) زائدة او مصدرية (فرّطتم) قصّرتم (هـ) يمكن انيكون مافرّطتم مفعول ألمتعلموا بدل انّ اباكم اي المتعلموا مافرّطتم في يوسف من قبل و هو اجود (يم) (في يوسف فلنابرح الارض) لنازول عن هذه الارض (يم) (حتي يأذن لي )بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة (ن) و (و) (ابي او) يمكن انيكون بمعني الاّ ان (يحكم اللّه لي و هو خير الحاكمين 80).
(ارجعوا الي ابيكم فقولوا يا ابانا انّ ابنك سرق و ماشهدنا الاّ بماعلمنا )كان الحق انيقولوا ان صواع الملك خرج من وعاء اخينا ماكان جايزاً انيقولوا سرق لانهم لميروا سلبه الصواع فتنبه (يم) (و ما كنّا للغيب حافظين 81) اي لميمكنّا
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 500 *»
اننحفظ اخانا عن السرقة في غيابنا.
(و سئل القرية التي كنّا فيها و العير التي اقبلنا فيها و انّا لصادقون82).
(قال بل سوّلت) زيّنت (لكم انفسكم امراً فصبر) فامري صبر (جميل )قيل لابيجعفر7 ما الصبر الجميل قال ذلك صبر ليس فيه شكوي الي احد من الناس (عسي اللّه انيأتيني بهم جميعاً انّه هو العليم الحكيم 83).
(و تولّي عنهم و قال يااسفي) طول حزني (هـ) لانه لميعرف الاسترجاع (ث) بلغ حزنه حزن سبعين ثكلي علي اولادها (ث) (علي يوسف و ابيضّت عيناه )عميت من البكاء (ق) (من الحزن) لانه بكي لشدة حزنه حتي عمي (يم) (فهو كظيم84) الممسك للحزن و الغيظ لايشكوه لاهل زمانه (يم).
(قالوا تاللّه تفتؤا) اي لاتفتؤ فحذف لا (ز) لاتزال (تذكر يوسف حتي تكون حرضاً) مشرفاً علي الهلاك (او تكون من الهالكين 85).
(قال انما اشكوا بثّي) همّي (و حزني) بلغ حزنه سبعين ثكلي حرا (ث) البثّ الهمّ الذي لايقدر علي كتمانه و الحزن مايكتم (الي اللّه) روي من شكا مصيبة نزلت به فانما يشكو ربه (و اعلم من اللّه مالاتعلمون 86) روي كان يعقوب يعلم انيوسف حي لميمت و ان اللّه تعالي ذكره سيظهره له بعد غيبته كان يقول لبنيه اني اعلم من اللّه مالاتعلمون الخبر.
(يا بني اذهبوا فتحسّسوا) اطلبوا الاحساس اي استخبروا (من يوسف و اخيه) كان اخا يوسف من خالته (ث) (و لاتايئسوا) علي قراءة السواد و علي قراءة بزّي تيسوا بحذف الهمزة (من روح اللّه) رحمة اللّه (انه لايايئس) علي قراءة السواد و علي قراءة بزّي بحذف الهمزة ايضاً (من روح اللّه الاّ القوم الكافرون 87).
(فلمّا دخلوا عليه) علي يوسف (قالوا ياايها العزيز مسّنا) اصابنا (و
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 501 *»
اهلنا الضرّ) الجوع و الفقر (و جئنا ببضاعة مزجية) تدفع و لايرغب فيها (فأوف لنا الكيل) روي كان بضاعتهم مقلاً و كانت بلادهم بلاد المقل (و تصدّق علينا) بتخلية اخينا (ث) (انّ اللّه يجزي المتصدقين 88).
(قال هل علمتم ما) اي شيء في موضع النصب (فعلتم بيوسف و اخيه اذ انتم جاهلون 89) روي ان كل ذنب عمله العبد و ان كان عالماً فهو جاهل حين خاطر بنفسه في معصية ربه و استدلّ بالاية.
(قالوا ءانك) بالهمزتين علي قراءة السواد و حذف احديهما علي قراءة (ث) (لانت) لام الابتداء (هـ) مبتدأ (هـ) الجملة خبر انّ و يمكن انيكون لانت فصلاً (يوسف) خبـر (قال انا يوسف و هذا اخي قد منّ اللّه علينا انه من) مبتدأ (ل) (يتّق و يصبر) الجملة خبر انّ (ل) (فانّ) خبر (ل) جواب الشرط (اللّه لايضيع اجر المحسنين 90) ناب عن الضمير العائد (هـ) فتبين ان التقوي و الصبر هما الاحسان و ان اللّه يوجر المحسنين اجراً حسناً و يحسن اليهم (يم).
(قالوا تاللّه لقد اثرك اللّه علينا) عن ابيعبدالله7 ليس احد من ولد فاطمة يموت حتي يقرّ للامام بامامته كمااقرّ ولد يعقوب ليوسف حين قالوا تاللّه الاية (و ان كنّا لخاطئين 91) ماكنّا الاّ خاطئين (يم) فلاتفضحنا و لاتعاقبنا اليوم و اغفر لنا (ث).
(قال لا تثريب) اسم لا (هـ) لا توبيخ (عليكم) خبره (هـ) نعت (ل) (اليوم) خبر (ل) ظرف يغفر (يغفر اللّه) دعاء (لكم و هو ارحم الراحمين 92) روي في علة استغفار يوسف فوراً و تأخير استغفار يعقوب ان قلب الشابّ ارقّ من قلب الشيخ و ان يوسف عفا عن حقّه و ان يعقوب عفا عن حقّ غيره.
(اذهبوا بقميصي هذا) هو قميص ابرهيم (ث) (فالقوه علي وجه ابي يأت بصيراً و أتوني باهلكم اجمعين 93).
(و لمّا فصلت العير) من البلد اي المصر (قال ابوهم) و هو بفلسطين (ث)
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 502 *»
(اني لاجد ريح يوسف لولا ان تفنّدون 94) تنسبوني الي ضعف الرأي.
(قالوا) اولاد الاولاد (هـ) بعض الاولاد علي مايظهر من الخبر (يم) (تاللّه انك لفي ضلالك القديم 95) سئل ابوعبداللّه7 هل كان ولد يعقوب انبياء قال لا و لا بررة اتقياء كيف يكونون كذلك و هم يقولون ليعقوب تاللّه انك لفي ضلالك القديم و روي انهم خرجوا من الايمان.([96])
(فلمّا ان جاء البشير) يهوذا (ث) (القيه علي وجهه فارتدّ) عاد (بصيراً) حال (ل) (قال ألماقل لكم اني) بسكون الياء علي السواد و علي قراءة الحرميين و (و) فتحها (اعلم من اللّه مالاتعلمون 96).
(قالوا يا ابانا استغفر لنا ذنوبنا انّا كنّا خاطئين 97).
(قال سوف) اخّرهم الي وقت السحر (ث) (استغفر لكم ربي) بسكون الياء علي السواد و علي قراءة (و) و (ن) فتحها (انه هو الغفور الرحيم 98).
(فلمّا دخلوا علي يوسف اوي) انزل (معيار) ضـمّ (اليه ابويه) اباه و خالته (ث) (و قال ادخلوا مصر ان شاء اللّه امنين 99) و روي لميترجل يوسف ليعقوب و ترجّل له يعقوب فخرج النبوة من صلبه عقوبةً بان خرج نور ساطع من راحته الي جوّ السماء.
(و رفع ابويه علي العرش) السرير (ث) (و خرّوا له) الي يوسف (ث) (سجّداً) حال (ل) للّه (ث) و سجد يوسف شكراً للّه لاجتماع شملهم (ث) عن الصادق7 انه قرأ و خرّوا للّه ساجدين (و قال يا ابت هذا تأويل رؤياي من قبل قدجعلها ربّي حقاً و قداحسن بي) بسكون الياء علي السواد و فتحها علي قراءة (ن) و (و) (اذ اخرجني من السجن و جاء بكم من البدو) البادية (من بعد ان نزغ )
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 503 *»
افسد (الشيطان بيني) قدّم نفسه هضماً لنفسه (يم) (و بين اخوتي) بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة ورش (انّ ربي لطيف لمايشاء انه هو العليم الحكيم 100).
(ربّ قداتيتني من) تبعيض (هـ) سجد يوسف معهم و قال في سجوده رب قداتيتني الاية (ث) (الملك و علّمتني من) تبعيض (تأويل الاحاديث) كان يوسف رسولاً نبياً لقول اللّه جاءكم يوسف من قبل بالبينات (ث). يا (فاطر) خالق (السموات و الارض انت وليّي في الدنيا و الاخرة توفّني مسلماً )خشي العين (ث) فهبط جبرئيل فقال ماحاجتك قال توفّني الاية (ث) روي ماتمني احد من الانبياء الموت الاّ يوسف و روي عاش مائة و عشرين سنة و عاش يعقوب مائة و اربعين (و الحقني بالصالحين 101).
(ذلك) مبتدأ (من انباء) خبر (الغيب نوحيه) خبر ثانٍ (اليك و ماكنت لديهم اذ اجمعوا) عزموا (هـ) اتقنوا. علي (امرهم و هم يمكرون 102).
(و مااكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين 103) اذا كان اولاد يعقوب و هو نبي هكذا فما ظنّك بساير الناس (يم) لمّا افتتح السورة بقصة يوسف و خيانة اخوته به قال بعدها و مااكثر الناس الاية لان المؤمن من ائتمنه الناس علي عرضهم و مالهم و اهلهم (يم).([97])
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 504 *»
(و ماتسئلهم) اي اكثر الناس (يم) (عليه) علي القرءان (ز) (من اجر)و لمّا كان بدء السورة فيه ذكر الكتاب عاد اليه (يم) (ان هو الاّ ذكر للعالمين 104).
(و كأيّن) كم (من اية) الكسوف و الزلزلة و الصواعق (ق) كل شيء اية للّه سبحانه تعرّف بها لخلقه (يم)([98]) (في السموات و الارض يمرّون عليها و هم عنها
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 505 *»
معرضون 105).
(و مايؤمن اكثرهم باللّه) برسولاللّه9 (الاّ و هم مشركون 106) بعلي7(يم) شرك طاعة (ث) يلحدون في اسمائه (ث) يطيع الشيطان من حيث لايعلم فيشرك (ث) من الشرك قول لا وحياتك و لولا فلان لصار كذا و امثال ذلك (ث) روي هم الذين يلحدون في اسمائه فيضعونها غير مواضعها.([99])
(أفأمنوا انتأتيهم) ثم حذّرهم من الانكار (يم) (غاشية) محيطة ساترة (من عذاب اللّه او تأتيهم الساعة) القائم7 (يم) (بغتةً) حال (و هم لايشعرون107).
(قل هذه) ولاية علي7 (يم) (سبيلي ادعوا) يمكن انيكون بيان هـذه (يم) (الي اللّه) يمكن الوقف علي اللّه (هـ) ثم ذكر بعد ذكر مايدعوا به مايدعوا اليه (يم) (علي بصيرة انا و من اتبعني) الائمة (ث) (و سبحان اللّه) انفة للّه (ث) (و ما انا من المشركين 108) كما ان اكثركم مشركون (يم).
(و ماارسلنا من قبلك الاّ رجالاً) ثم ذكر ان ذلك سنته في جميع الانبياء (يم)
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 506 *»
(نوحي) علي صيغة المعروف المتكلم علي قراءة حفص و علي المجهول الغائب علي قراءة الحمرة (اليهم من اهل القري) صفة رجالاً (هـ) لميبعث الملائكة الي الارض ليكونوا حكّاماً (ث) فما عجبهم من انك رجل اوحي اليك و من اهل القري و لمتك بدعاً من الرسل (يم) (أفلميسيروا في الارض) في القرءان (يم) (فينظروا) جواب الجحد (كيف كان عاقبة الذين من قبلهم و) الحال (ل) (لدار الاخرة) الاخرة صارت علماً لتلك النشأة فلايحتاج الي اضمار (يم) (خير للذين اتقوا أفلاتعقلون109).
(حتي اذا) فيه معني الشرط (استيئس) علي قراءة السواد و استايَسَ علي قراءة بزّي (الرسل) من قومهم (ث) يأس الرسل من ايمان اقوامهم (و ظنّوا) الامم (ث) (انهم قد كُذبوا) بالتخفيف علي قراءة الكوفيين و التشديد علي الحمرة (هـ) قراءة تخفيف كذبـوا عن الائمة: (هـ) كذبهم الانبياء (ث) و روي وكلهم اللّه الي انفسهم فظنّوا ان الشيطان تمثّل لهم في صورة الملائكة و روي وكلهم الي انفسهم اقل من طرفة عين و هذان الخبران يخالفان القواعد المعصومية و الصواب ان ضمير ظنوا راجع الي الامم كماروي و قدروي ان اللّه اذا اخذ عبداً رسولاً انزل عليه السكينة و الوقار و كان يأتيه من قبل اللّه مثل الذي يراه بعينه (يم) (جاءهم) الرسل (ث) جزاء (نصرنا فنجّي) بتشديد الجيم علي قراءة (ن) و (ص) و (ر) و ننجي بالنونين و تخفيف الجيم علي قراءة الحمرة (هـ) لان ننجي (من نشاء و لايردّ) عطف علي جاءهـم (بأسنا عن القوم المجرمين 110).
(لقد كان) ثم عاد الي ماافتتح به السورة (يم) (في قصصهم) الانبياء (عبرة) مايعبر عنها الي مرضات اللّه و مساخط اللّه (لاولي الالباب ما كان)القرءان (يم) (حديثاً يفتري) صفة (ولكن) كان (تصديق الذي بين يديه) من الكتب (ق) (و تفصيل كل شيء) ففي القرءان تفصيل كل مايسمي بشيء (يم) (و هدي و رحمةً لقوم يؤمنون 111).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 507 *»
«سورة الـرعـد»
مكية و هي ثلثة و اربعون اية و قيل هي مدنية الاّ ايتين نزلتا بمكة و لو ان قرءاناً و مابعدها كوفي و اربع حجازي و خمس ايات بصري و سبع شامي اختلافها خمس لفي خلق جديد الظلمات و النور غير الكوفي الاعمي و البصير و سوء الحساب شامي من كل باب عراقي شامي و الحق بعضهم الحق و الباطل حمصي.
(بسم اللّه الرحمن الرحيم)
(المر) علي قراءة (ث) و قالون و حفص و المر بكسر الراء علي قراءة الحمرة (تلك ايات الكتاب و الذي) مبتدأ (هـ) عطف علي الكتاب (يم) ولاية علي (يم) (انزل اليك من ربك الحق) نعت الذي (ل) خبر (هـ) جميع الحق فلا حق سواه (يم) او حقيقة الحق و المطلق الذي كل حقّ ظهوره (يم) يمكن انيكون تلك مبتدأ ايات بدله و الحق خبره و الذي انزل قسم معترض و الاحسن الظاهر ان الذي مبتدأ و الحق خبره و الذي كناية عن الولاية و الخبر المعرّف لانها مجموع الحق و كلّه (يم) (ولكنّ اكثر الناس لايؤمنون 1).
(اللّه الذي رفع السموات بغير عمد) جمع عماد و عمود (ترونها) نعت عمد (هـ) روي فثمّ عمد ولكن لاترونها و هذا الخبر يدل علي حجيّة مفهوم الوصف فاحفظه (يم) (ثمّ استوي) استولي (علي العرش) الملك التامّ لا الفلك التاسع لمكان ثمّ (يم) (و سخّر الشمس و القمر) ذلّلهما (كلّ يجري لاجل) الي اجل (مسمّي) هي اذا الشمس كوّرت و اذا النجوم انكدرت (يم) في الاية دليل علي ان الشمس متحركة جارية كالقمر و فيها ردّ علي الذين يقولون ان الشمس ساكنة (يم) (يدبّر الامر) روي اما صاحبالامر فهو رسولاللّه و الوصي بعده قائم علي وجه الارض روي ذلك في تفسير يتنزل الامر بينهنّ (يفصّل الايات لعلكم بلقاء ربكم توقنون 2).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 508 *»
(و هو الذي مدّ الارض) بسطها (و جعل فيها رواسي) رواسخ (و انهاراً و من كل الثمرات جعل فيها زوجين) صنفين (اثنين يُغشي) بالتخفيف علي قراءة السواد و بالتشديد علي قراءة (ح) و (س) و ابيبكر (الّيل النهار) فيصير الجوّ مظلماً (ز) (انّ في ذلك لايات لقوم يتفكرون 3).
(و في الارض قطع) ابعاض (متجاورات) متقاربات (هـ) متصلة بعضها ببعض (ق) (و جنات من اعناب و زرع) بالرفع علي قراءة (ث) و (و) و حفص و الجرّ علي قراءة الحمرة (و نخيل) علي القراءتين (صنوان) علي القراءتين (هـ) التي تنبت من اصل الشجرة (ق) (و غير) علي القراءتين (صنوان) جمع صنو (يم) صنوان اي نخلان اصلهما واحد (ز) الصنوان الحسن و الحسين و غير صنوان باقي الائمة او الصنوان الائمة و غير صنوان ساير الناس و الصنوان يأتي جمعاً و تثنيةً (يم)([100])(يُسقي) علي قراءة (ص) و (ر) و تُسقي علي قراءة الحمرة (بماء
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 509 *»
واحد و نفضّل )علي السواد علي صيغة المتكلم و علي قراءة (ح) و (س) علي صيغة الغائب (بعضها علي بعض في الاكل انّ في ذلك لايات لقوم يعقلون 4).
(و ان تعجب فعجب قولهم) التعجب هجوم مالايعرف سببه علي النفس (هـ) بعد رؤية الايات السابقة (يم) (ء) أنبعث (ل) (اذا كنّا تراباً ءانّا لفي خلق جديد )في الرجعة (يم)([101]) (اولئك الذين كفروا بربّهم و اولئك الاغلال) الغلّ طوق يشدّ به اليد الي العنق (في اعناقهم) يمكن انيكون اولئك مبتدأ و الاغلال بدله و في اعناقهم خبراً و الجملة عطفاً علي كفروا (و اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون 5).
(و يستعجلونك) باعمالهم او قولاً (بالسيئة) بالخلفاء (يم) (قبل الحسنة )علي7 (يم)([102]) (و قدخلت من قبلهم المثلات) العقوبات (هـ) روي اعتبروا بمااصاب الامم المستكبرين من قبلكم من بأسه و صولاته و وقايعه و مثلاته و اتعظوا لمثاوي جدودهم و مصارع جنوبهم (و انّ ربك لذو مغفرة للناس علي ظلمهم )نزلت بخلاف قول المعتزلة ان الكبائر لاتغفر (ث) (و انّ ربك لشديد العقاب 6) ان علياً7 يداريهم في الاول و يأخذهم في الرجعة (يم).([103])
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 511 *»
(و يقول الذين كفروا لولا انزل عليه اية من ربه) كالمائدة و الناقة و امثالها (يم) ليس من شروط النبوة انيأتي النبي بكل اية يقترحها القوم فلعلّ بعضهم سأل سقوط السماء و خراب العالم مثلاً و انما عليه ان يأتي بخارق عادة مقروناً بتحدّيه و به يقوم الحجة و هو شرط النذير فمعني قوله انما انت نذير و ينبغي انيكون فيه شروط الانذار و هي موجودة فيك و ليس عليك انتأتي بكل مايريدون (يم) (انما انت منذر و) علي7 (ث) (لكل قوم هاد 7) (ث) وقف بالياء و الباقون بغير ياء (هـ) من الائمة (ث) روي اذا نزلت اية في رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الاية مات الكتاب ولكنّه حي يجري فيمن بقي كماجري فيما مضي و روي ان القرءان لميمت يجري كمايجري الليل و النهار و كمايجري الشمس و القمر و يجري علي احدنا كمايجري علي احدنا.
(اللّه) ولي (يم) (يعلم ما) استفهامية او مصدرية (تحمل كل انثي و ما) استفهامية او مصدرية (تغيض الارحام) كل حمل دون تسعة اشهر (ث) مالميكن حملاً (ث) الغيض غور الماء (و ماتزداد) علي تسعة اشهر (ث) الذكر و الانثي جميعاً (و كل شيء عنده بمقدار 8) اي بقدر و قضاء (يم) روي كلّما رأت المرأة الدم الخالص في حملها فانها تزداد بعدد الايام التي زاد فيها في حملها من الدم.
(عالم الغيب) مالميكن (ث) (و الشهادة) ماقد كان (ث) (الكبير المتعال9) هذه الايات دليل التقرير الي قوله من وال (يم).([104])
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 512 *»
ذو (ل) (سواء) خبر (منكم من) مبتدأ (هـ) او هو فاعل سواء من حيث المعني (اسرّ القول و من) عطف (جهر به و من هو) عطف (مستخف )مستتر (بالّيل) في جوف بيته (ق) (و سارب) بارز (ز) جار بسرعة (بالنهار 10) تحت الارض (ق).
(له) للّه او للعبد (معقّبات) ملائكة الليل و النهار يتعاقبانه (ث) يعقّب بعضهم بعضاً (من بين يديه) العبد (و من خلفه) روي نزلت له معقبات من خلفه و رقيب من بين يديه (هـ) و روي ألستم عرباً فكيف يكون المعقّبات من بين يديه و انما المعقّب من خلفه فقيل كيف هذا قال انمانزلت له معقبات من خلفه و رقيب من بين يديه يحفظونه بامر اللّه و من ذا الذي يقدر انيحفظ الشيء من اللّه و هم الملائكة الموكّلون بالناس (يحفظونه من امر اللّه) يتعلق بقوله له (هـ) روي في تفسيره بامر اللّه (انّ اللّه لايغيّر مابقوم حتي يغيّروا مابانفسهم) روي ان اللّه قضي قضاء
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 513 *»
حتماً لاينعم علي عبد بنعمة فسلبها اياه قبل انيحدث العبد مايستوجب بذلك الذنب سلب تلك النعمة و ذلك قوله انّ اللّه لايغيّر الاية (هـ) فيها دلالة علي الاستصحاب المعروف بين الفقهاء (يم)([105]) (و اذا اراد اللّه بقوم سوءاً فلا مردّ له) لا مدفع (هـ) فصار الامر الي اللّه (ث) الامر الي اللّه يهدي من يشاء (ث) (و مالهم من دونه من وال 11) يلي امرهم (هـ) (ث) وقف بالياء و الباقون بغير ياء.
(هو الذي يريكم البرق) هو من مخاريق الملائكة (ث) (خوفاً )للمسافر (ث) (و طمعاً) للمقيم (ث) (خوفاً و طمعاً) حال عن كم اي خائفين طامعين او تخويفاً و اطماعاً (و ينشئ) يرفع (ق) (السحاب) جمع سحابة (الثقال12 )بالماء.
(و يسبّح الرعد) هو الملك (ق) صوت زجر الملائكة السحاب (ث) (بحمده) روي عن النبي9 انه قال ان ربكم سبحانه يقول لو ان عبادي اطاعوني لاسقيتهم المطر بالليل و طلعت عليهم الشمس بالنهار و لماسمعهم صوت الرعد (هـ) و روي الرعد صوت زجر السحاب و البرق مخاريق الملائكة تضرب السحاب فتسوقه الي الموضع الذي قضا اللّه عزوجل فيه المطر و روي ان الرعد ملك اكبر من الذباب و اصغر من الزنبور (و) تسبّح (الملئكة من خيفته و يرسل الصواعق) نار تسقط من السماء جمع صاعقة (فيصيب بها من يشاء) لاتصيب ذاكر اللّه (ث) (و هم )حال (يجادلون في اللّه و هو) حال عن يجادلون (شديد المحال 13 )الغضب (ق) و (ث) شديد الاخذ (ث) الاخذ و القوة و الكيد.
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 514 *»
(له) للولي الحق (يم) (دعوة الحق) علي (يم) (و الذين) الخلفاء (يم) (يدعون من دونه) من الاصنام و الالهة (ق) (لايستجيبون) يجيبون (لهم بشيء) اللّه سبحانه يدعو الي الحق فضلاً عن انيستجيب داعيه و الذين يدعونهم لايستجيبون اذا دعوا فضلاً عن عجزهم عن دعوة الحق و بينهما بون بعيد (يم)([106]) (الاّ كباسط) كاستجابة الماء باسط (كفّيه الي الماء ليبلغ فاه و ما هو ببالغه) مدّ يده نحو الماء و لمتصل اليه فلايصعد بنفسه اليه لانه لا شعور له (يم) (و ما دعاء الكافرين الاّ في ضلال 14) بطلان (ث) ذهاب عن الحق.
(و للّه) لولي اللّه في الرجعة و الان (يم)([107]) (يسجد) هو الدعاء قبل طلوع
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 519 *»
الشمس و قبل غروبها و هو ساعة اجابة (ث) (من في السموات و الارض طوعاً) حال (هـ) المؤمن (و كرهاً) حال (هـ) الكافر (و ظلالهم) في عالم الاظلة (ث) طوعاً
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 520 *»
(بالغدوّ و الاصال 15) بالعشي (ق) جمع اُصُل و هو جمع اصيل و هو مابين العصر الي غروب الشمس (هـ) ففي عالم الاظلة غدو و اصال (يم) من في السموات طوعاً الملائكة يسجدون للّه طوعاً و من يسجد من اهل الارض فمن ولد في الاسلام فهو يسجد له طوعاً و اما من يسجد له كرهاً فمن جبر علي الاسلام و اما من لميسجد فظلّه يسجد له بالغداة و العشي (ث) روي تحويل كل ظل خلقه اللّه هو سجود للّه و روي ظل المؤمن يسجد طوعاً و ظل الكافر يسجد كرهاً و هو نموهم و حركتهم و زيادتهم و نقصانهم.
(قل من ربّ السموات و الارض قل اللّه أ) تقريع (فاتخذتم من دونه اولياء لايملكون) صفة اولياء (يم) و يمكن انيكون مستأنفاً (يم) (لانفسهم نفعاً و لا ضرّاً قل هل يستوي الاعمي) الكافر (ق) (و البصير) المؤمن (ق) (ام هل تستوي) علي قراءة السواد و يستوي علي قراءة (ح) و (س) و ابيبكر (الظلمات )الكفر (ق) (و النور) الايمان (ق) (ام) هل (جعلوا للّه) لولي (يم) (شركاء )اراد بنفي هذه التسوية ابطال امر من عبد من دون اللّه فالبصير هو البصير بعباده المطلع علي حقائقهم و البصير بالخلق و الاعمي من كان علي ضد ذلك و الظلمات ظلمات العدم و الفناء و الفقر و الاضمحلال و النور علي عكس ذلك اللّه نور السموات و الارض (يم) (خلقوا) نعت (يم) (كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل اللّه خالق كل شيء) ويل لمن يخصص هذه الاية بمادون اعمال العباد مع هذا الوضوح (يم)([108]) (و هو) يحتمل انيكون حالاً (يم) (الواحد) لا نظير له (يم) (القهار 16) قهر كل شيء فالمقهور لايصير شريكاً (يم).
(انزل من السماء ماءً) علماً حقاً (ق) (فسالت اودية) قلوب (ق) جمع
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 521 *»
وادي و هو المسيل (هـ) نكّرت الاودية لان المطر يأتي علي تناوب بين البقاع (ز) (بقدرها) الكبير علي قدره و الصغير علي قدره (ق) (فاحتمل السيل) الهواء (ق) (زبداً) باطلاً كثيراً (ق) شكوكاً (يم) (رابياً) عالية (و مما) خبر زبد (يوقدون )بالياء علي قراءة (ح) و (س) و حفص و بالتاء علي قراءة الحمرة (هـ) يلقون الحطب (عليه في النار) حال عن ضمير عليه (ابتغاء) حال (حلية) مثل الحق (ق) (او متاع زبد) الخبث (يم) مبتدأ (مثله) نعت (هـ) زبد الماء (هـ) يعني مايخرج من الماء من الجواهر (ق) (كذلك يضرب) يبيّن (اللّه الحق و الباطل فاما الزبد )كلام الملحدين الذي اثبتوه في القرءان (ث) (فيذهب جفاءً) حال (ل) يضربه الرياح فوق الارض (يم) مايرمي السيل غثاء (و اما ماينفع الناس) التنزيل الذي لايأتيه الباطل (ق) و (ث) (فيمكث )يلبث (هـ) الماء يمكث في الارض و ينبت النبات (يم) (في الارض) محل العلم و قراره (ث) فالزبد و خبث الحديد هو الباطل و المتاع و الحلية هو الحق (ق) شبّه علم النبي9 و القرءان بالماء النازل من السماء و قلوب المستمعين بالاودية كل علي حسبه فحصل في الاودية سيل يعلوه زبد و الزبد من وسخ الاودية لا الماء النازل فالزبد مثل الشكوك المغطية للحق و الماء مثل الحق اما الزبد الظاهر العالي فيذهب و يبقي الماء النافع فلايغرّنّك رباء الزبد و لاتغترّ باستعلائه و ظهوره ثم مثّل مثلاً اخر و هو الفلز الذي يوقد عليه في النار فانه ايضاً يذوب كالماء و يعلوه زبد و وسخ هو من اوساخ المعدن فالفلز الخالص مثل الحق و الزبد و الخبث مثل الباطل فالزبد سواء كان من الماء او الخبث يذهب جفاء و الذي ينفع منهما يمكث في الارض (يم)([109]) (كذلك يضرب اللّه الامثال 17).
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 522 *»
(للذين استجابوا لربهم) لامامهم (يم) (الحسني) الجنة و الحالة الحسنة (و الذين لميستجيبوا له لو انّ لهم مافي الارض جميعاً و مثله معه لافتدوا به) لينجوا من العذاب و لاينفعهم (يم) (اولئك لهم سوء الحساب) لايقبل لهم حسنة و لايغفر لهم سيئة (ث) روي من نوقش في الحساب عذّب (و مأويهم جهنم و بئس المهاد 18) مامهّدوا لانفسهم.
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 523 *»
(أ) انكار (فمن يعلم) علي7 (ث) (انما انزل اليك) في علي (ث) (من ربك الحق كمن) عدوه (ث) الاول (يم) (هو اعمي انما يتذكر اولوا الالباب 19) الشيعة (ث) علي7 (يم) اولوا العقول (ث) روي اذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من اهلها و سئل عنهم فقال الذين خصّ اللّه في كتابه و ذكرهم فقال انما يتذكر الاية.
(الذين) صفة اولي الالباب (يوفون بعهد اللّه) في علي7 (يم) (و لاينقضون الميثاق 20) الذي واثقهم النبي9 في عالم الذرّ و يوم غدير خم (يم).
(و الذين يصلون) من غير الزكوة (ث) بالنبي9 (يم) (ماامر اللّه به)الامام (ث) و هو علي7 (يم) (ان يوصل) هي رحم المحمد (ث) و روي قرابتك و روي هنا لاتكوننّ ممن يقول للشيء انه في شيء واحد و روي صلة الامام في كل سنة بماقـلّ او كثر ثم قال و مااريد بذلك الاّ تزكيتكم (هـ) روي ان صلة الرحم تهون الحساب يوم القيمة ثم قرأ هذه الاية (هـ) يصلون الولي بالنبي و لايفرقون بين اللّه و رسله و يصلّون علي محمد و المحمد صلوات اللّه عليهم و يصلون الظاهر بالباطن و الرحم و العمل بالقول و اياهما بالاعتقاد و الشيعة بالامام و غير ذلك (يم)([110]) (و يخشون ربهم )امامهم (يم) (و يخافون سوء الحساب 21) الاستقصاء (ث) روي في سوء الحساب يحسب عليهم السيئات و لايحسب لهم الحسنات.
(و الذين صبروا) في طول الغيبة (هـ) منه الصيام (يم) نزلت في الائمة و شيعتهم (ق) و (ث) (ابتغاء) مفعول له (وجه) القائم7 (يم) (ربهم) روي نحن صبّر و شيعتنا اصبر منا لانا نصبر بعلم و صبروا بمالايعلمون (و اقاموا الصلوة )
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 524 *»
الولاية (يم) (و انفقوا ممارزقناهم) من علوم المحمد: (يم) منه الزكوة (يم) (سرّاً) مصدر (هـ) يتعلق بـانفقوا او بـرزقناهم (و علانيةً) مصدر (و يدرءون)يدفعون (بالحسنة) التقية (يم) (السيئة) سيئة نفسهم او غيرهم (هـ) اذا عملت سيئة فاتبعها بحسنة تمحها سريعاً (ث) (اولئك لهم عقبي) العاقبة (الدار 22)فاولوا الالباب الذين يتذكرون و لهم عقبي الدار لهم صفات الوفاء بالعهد و عدم نقض الميثاق و صلة ماامر اللّه بصلته و الخشية و خوف سوء الحساب و الصبر و اقامة الصلوة و الانفاق و الدفع بالحسنة السيئة فذلك تسع عاشرها التذكر و هي من صفات اولي الالباب و بها يكون الشخص عاقلاً لبيباً فمن لمتكن فيه هذه الخصال ليس بعاقل (يم).
(جنّات) بدل عقبي (هـ) و يمكن انيكون عقبي منصوباً و كان اصله في عقبي و يكون ظرفاً و يكون جنات مبتدأ و لهم خبره (يم) (عدن) هي مسكن النبي9 (ث) هي اعلاها درجةً و اشرفها مكاناً (ث) (يدخلونها) يدخلها علي7 (يم)([111])(و من) عطف علي ضمير يدخلون او مفعول معه (صلح من ابائهم) الانبياء (يم) او ابوطالب (يم) (و ازواجهم) فاطمة (يم) الزوجان يخير ايهما افضل في اختيار الاخر و المرأة لها زوجان تخير احسنهما خلقاً و خيرهما لاهله (ث) (و ذرياتهم)
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 525 *»
الائمة (يم)([112]) (و الملئكة يدخلون عليهم من كل باب 23) في قوله من كل باب
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 526 *»
يحتمل ابواب الجنان و يحتمل انيكون المراد من كل باب من ابواب البرّ الذي عملوه يعني يدخلون و يسلمون لاجل صلوة صلّوها و صيام صاموه.
يقولون (سلام عليكم بما) مصدرية (هـ) يتعلق بـسلام (صبرتم فنعم عقبيالدار 24) عقباهم.
(و الذين ينقضون عهد اللّه) عديل الذين يوفون (من بعد ميثاقه) في علي7(ق) (و يقطعون) عن النبي (يم) (ما) علياً7 (يم) (امر اللّه به انيوصل )رحم المحمد و القرابات (يم) (و يفسدون في الارض) يحرفون القرءان و سنن النبي9و العلوم بالشبهات (يم) (اولئك لهم اللعنة) الابعاد (هـ) فقاطع الرحم ملعون و كذا ناقض العهد (ث) (و لهم سوء الدار 25).
(اللّه يبسط الرزق) العلم (يم) (لمن يشاء و يقدر) يضيق (و فرحوا بالحيوة الدنيا) بدولة الخلفاء (يم) (و ما الحيوة الدنيا في الاخرة) في دولة الحق (يم) (الاّ متاع 26) قليل.
(و يقول الذين كفروا لولا انزل عليه اية من ربه) كالناقة و المائدة و امثالهما (يم) اعلم انه لايجوز لنبي انيأتي بالمعجز علي حسب اقتراحات الجهال اذ لو اتبع الحق اهواءهم لفسدت السموات و الارض اولمتسمع ان من اقتراحاتهم انتسقط السماء علينا كسفاً او تأتي باللّه و الملائكة قبيلاً فالواجب انيأتي النبي بمعجز يكون فيه صلاح العالم و تمام الحجة و لامحالة كلّمايقترح عليه مقترح يعتذر له بعذر مناسب فلاجل ذلك كلّماتمنّوا نزول اية كمانزل المائدة او خرج الناقة و امثال ذلك اعتذر اليهم و اكتفي بساير الايات الجارية علي يده و لسانه و اعظمه القرءان و اللّه من ورائهم شهيد (يم) (قل انّ اللّه يضلّ من يشاء و يهدي اليه من اناب 27) رجع (هـ) فيه بيان الامر بين الامرين فانه يقول يهدي اليه من اناب اما قوله يضل من يشاء فلايضل الاّ
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 527 *»
من يليق فانه ليس بعابث و يقول بكفرهم لعنّاهم فتدبر (يم).
(الذين) الشيعة (ق) بدل من اناب (امنوا و تطمئنّ قلوبهم بذكر اللّه )بامامهم (ق) بالقرءان (يم)([113]) بمحمد9 تطمئن هو ذكر اللّه و حجابه (ث) (الا )معترضة (بذكر اللّه تطمئنّ القلوب 28)
(الذين) بدل الذين او مبتدأ و طوبي خبره (امنوا و عملوا الصالحات طوبي) الجملة خبر الذين (ل) او مبتدأ (لهم) خبر (و حسن) عطف علي طوبي (مئاب 29) روي طوبي شجرة في الجنة اصلها في دار علي بن ابيطالب و ليس من مؤمن الاّ و في داره غصن من اغصانها و روي مافي الجنة دار و لا قصر و لا شجرة و لا بيت الاّ و فيه غصن من تلك الشجرة لان اصلها في داري يعني رسولاللّه9 و في اخره داري و دار علي واحد (هـ) طوبي هي الاعمال الطيبة و الاخلاق الطيبة يظهر في الجنان في صورة شجرة فافهم (يم).
(كذلك ارسلناك في امّة قدخلت من قبلها امم لتتلوا عليهم الذي اوحينا اليك و هم) حال (يكفرون بالرحمن) بولي الرحمن (يم)([114]) (قل هو ربي لا اله الاّ هو عليه توكلت و اليه متاب 30) مرجعي (ز) التوبة.
(و لو) جوابه محذوف و كأنه لماامنوا و قيل كأنه لكان هذا القرءان (يم) يمكن قريباً انيكون لو وصلية اي هم يكفرون بالرحمن و لو انّ قرءاناً سيّرت به الجبال و قوله
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 528 *»
قل هو ربي الاية جملة معترضة (يم) (انّ قرءاناً سيّرت) تجعل به سايرة (به الجبال) هذه الاية جواب قولهم لولا انزل عليه اية من ربه فقال اي اية اعظم من القرءان و تسيّر به الجبال و تقطع به الارض و تكلم به الموتي (يم) (او قطّعت )شققت (هـ) مبالغة (به الارض او كلّم به الموتي بل للّه الامر جميعاً أفلميايئس )بالهمزة علي قراءة السواد و حذفها علي قراءة بزّي (هـ) يعلم (قاموس) أفلمييئس في قراءة اهل البيت و جماعة من الصحابة و التابعين أفلميتبين (ز) (الذين امنوا) عن ايمانهم مع مارأوا من احوالهم (يم) علماً منهم (ز) هذا اذا اخذ ييئس من اليأس (ان لو يشاء اللّه لهدي الناس جميعاً) يعني جعلهم كلهم مؤمنين (ق) (و لايزال الذين كفروا تصيبهم بماصنعوا قارعة) من سيفك (يم) الشديدة التي تقرع القلب (هـ) النقمة (ث) (او تحلّ قريباً من دارهم) بقوم غيرهم (ث) اي او تحل القارعة او تحل انت يا محمد قريباً من دارهم حتي يأتي ماوعدك اللّه من الفتح او تحل قريباً من دارهم اي تنقلب الي مغيب حتي يأتي القائم (يم) (حتي يأتي وعد اللّه) الذي وعد المؤمنين من النصر و يخزي اللّه الكافرين (ث) (انّ اللّه لايخلف الميعاد 31).
(و لقد استهزئ) الاستهزاء طلب الهزء و هو الاظهار خلاف الاضمار للاستصغار (برسل من قبلك فامليت) اخّرت (هـ) اي طوّلت لهم الامل ثم اهلكتهم (ق) (للذين كفروا ثم اخذتهم فكيف كان عقاب 32).
(أفمن هو قائم) حافظ (ث) الباقي و الكافي (ث) روي في اسم القائم (يم) روي في مطلق القائم لا هذه الاية (علي كل نفس بما) بالجزاء (كسبت) كمن ليس كذلك و ينبغي انيقام بامره (يم) (و جعلوا للّه) لولي اللّه (يم) (شركاء قل سمّوهم) صفوهم بصفاتهم الحقيقية (يم)([115]) (ام) هل (تنبّئونه) توبيخ
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 529 *»
(بمالايعلم في الارض ام) بدل من الاول (بظاهر من القول بل) اي دع ما كنّا فيه من اقامة الدليل بل (زيّن للذين كفروا مكرهم و صدّوا) علي قراءة المجهول عند الكوفيين و المعروف عند غيرهم و هم القراء بالحمرة (عن السبيل) عن الولي (يم) (و من يضلل اللّه فماله من هادٍ 33) من امام (يم)([116]) فانّ اللّه لايضل احداً الاّ بسوء اختياره (يم) و قرأ (ث) في الوقف بالياء.
(لهم عذاب في الحيوة الدنيا) بسيف القائم (يم)([117]) (و لعذاب الاخرة اشقّ و مالهم من اللّه من واقٍ 34) و قرأ (ث) في الوقف بالياء و هو القارئ بالحمرة (هـ) حافظ عن العذاب.
(مثل) صفة (هـ) مبتدأ (الجنة التي وعد المتقون تجري) خبر (من تحتها الانهار اكلها) بضمتين علي قراءة السواد و سكون الثاني علي قراءة الحرميين و (و)
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 530 *»
(دائم و ظلّها) دائم لاتنسخه الشمس (تلك عقبي الذين اتقوا و عقبي) عاقبة (الكافرين النار 35) روي ان ناركم هذه جزء من سبعين جزءً من نار جهنم و قداطفئت سبعين مرة في الماء ثم التهبت و لولا ذلك مااستطاع انيطيقها احد و انها ليؤتي بها يوم القيمة حتي توضع علي النار فتصرخ صرخة لايبقي ملك مقرب و لا نبي مرسل الاّ جثي علي ركبتيه فزعاً من صرختها.
(و الذين اتيناهم) هو علي7 (ق) و (ث) الشيعة (يم)([118]) (الكتاب يفرحون بماانزل اليك) في علي7 (يم) لا شك ان اليهود لايفرحون بنزول القرءان و كذا النصاري فهم من المسلمين (يم) (و من الاحزاب) المخالفين (يم) (من ينكر بعضه) اي ماانزل في المحمد (ق) انه خليفة بلا فصل (يم) قوله بعضه دليل علي ان الاحزاب من المسلمين فان المشركين و الكفار ينكرون كله و كذا المراد باهل الكتاب المسلمون بحكم المقابلة فيستدل بالاية علي ان اهل الكتاب يطلق علي المسلمين ايضاً و ان بعضهم منكرون لبعض احكامه و هم ليسوا باهل الكتاب و اهل الكتاب كلهم يفرحون بنزوله و الاحزاب منهم من ينكر بعضه و منهم من انكر كله (يم)([119]) (قل انما امرت ان اعبد اللّه) بنصب علي7 (يم) (و لااشرك به) خليفة اخري (يم)
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 531 *»
(اليه) الي علي7 (يم) (ادعوا) كم (و اليه مئاب 36).
(و كذلك انزلناه) علياً7 (يم) (حكماً) من باب رجل عدل (يم)([120])(عربياً و لئن اتّبعت) ايها السامع (يم) (اهواءهم) بنصب غير علي (يم) الاحزاب (يم) (بعد ماجاءك من العلم) ان علياً هو الولي بعدك (يم) (مالك من اللّه من ولي)لانهم اولياء الشيطان (يم) (و لا واقٍ 37) (ث) يقف بالياء و الباقون بغير ياء (هـ) فلمن لميتبع اهواء الاحزاب له ولي من اللّه و واقٍ (يم).
(و لقدارسلنا) جواب قولهم سابقاً و يقول الذين كفروا لولا انزل عليه اية (يم) (رسلاً من قبلك و جعلنا لهم ازواجاً) فلست بدعاً من الرسل (يم) (و ذرية )فرسولاللّه9 له ازواج و ذرية و من البيّن ان المحمد: ذريته و اللّه سبحانه يقول الذين امنوا و عملوا الصالحات الحقنا بهم ذريتهم فالمحمد: ملحقون به و هو اول
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 532 *»
ماخلق اللّه فاله اول ماخلق اللّه و الاّ لميلحقوا به و كذا هم ملحقون به في الامامة و الحجية و في كل فضيلة لاطلاق الاية (يم) (و ماكان لرسول انيأتي باية )بخليفة (يم) (الاّ باذن اللّه) بوحي و نص خاص (هـ) فيه دلالة علي التقرير (يم) (لكل اجل )عصر (يم) (كتاب 38) امام (يم).([121])
(يمحوا اللّه مايشاء) ماكان (ث) مماالقاه الشيطان (يم) (و يثبت )بالتخفيف علي قراءة (ص) و (و) و (ث) و التشديد علي قراءة الحمرة (ق) مالميكن (ث) امر ذريتك في اخرالزمان (يم) عن علي بن الحسين8 لولا اية في كتاب
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 533 *»
اللّه لحدّثتكم بماكان و بمايكون الي يوم القيمة فقيل له ايّة اية فقال قال اللّه يمحو اللّه الاية (هـ) قال لنزول الاية اجل مكتوب ثم ازال اطمينانهم بعدم مجيئ اجلها بان اللّه يمحو مايشاء و يقدم و يؤخر فلاتغتروا (يم) (و عنده امّ الكتاب 39) علي7 (يم) لايغيّر (ث).([122])
(و ان ما نرينّك بعض الذي نعدهم او نتوفينّك) نقبضنّك (فانما عليك البلاغ و علينا) علي المحمد (يم) (الحساب 40).
(اولميروا انّا نأتي) مايهلك من القرون سمّاه اتياناً (ث) (الارض) ارض العلم (يم) (ننقصها) حال (من اطرافها) علمائها (ث) هو ذهاب العلماء (ث) في القاموس اطراف الارض علماؤها و اشرافها و قال الطرف الرجل الكريم (هـ) روي يسخي نفسي في سرعة الموت و القتل فينا قول اللّه تعالي اولميروا انّا نأتي الارض ننقصها من اطرافها و هو ذهاب العلماء (و اللّه يحكم لا معقّب) حال (هـ) رادّ (هـ) التعقيب ردّ الشيء بعد فصله (لحكمه و هو سريع الحساب 41).
(و قد مكر) احتال (الذين من قبلهم فللّه المكر) العذاب (ق) من باب المقابلة و المراد التقدير و التدبير (هـ) فمكرهم حقيقةً مكر اللّه بهم و هم ممكورون بمامكروا نحو مايخدعون الاّ انفسهم (يم) ان في هذه الاية لمعتبر للموحدين حيث يقول سبحانه قدمكر الذين من قبلهم مثل مايمكر هؤلاء و جميع المكر للّه سبحانه دون احد غيره فاذا كان مكرهم مكر اللّه فليس يضرّ باللّه و باوليائه فعلم ان الكل من اللّه و باللّه و الي اللّه لا شريك له تعالي قدره (يم) (جميعاً يعلم ماتكسب كل نفس و سيعلم
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 534 *»
الكفّار) علي قراءة الكوفيين و (ر) و الكافر علي قراءة الحمرة (لمن عقبي الدار 42) ثواب القيمة (ق).
(و يقول الذين كفروا لست مرسلاً) روي عن علي7 الشاكّ في امورنا و علومنا كالممتري في معرفتنا و حقوقنا و قدفرض اللّه طاعتنا و ولايتنا في كتابه في غير موضع و بيّن فيه ماوجب العمل به و هو مكشوف (قل كفي باللّه) زائدة (هـ) بولي اللّه (يم) باولياء اللّه (يم) (شهيداً) تمييز (ل) (بيني و بينكم) فيه دليل التقرير ضياء كل ضرير (يم) (و من) المحمد: (ث) الشيعة (يم) (عنده علم )جميع (ث) (الكتاب 43) علم علي7 (يم).([123])
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 535 *»
«سورة ابـرهـيــم»
و هي اثنان و خمسون اية كوفي و خمس و خمسون شامي و اربع حجازي اختلافها سبع الي النور في الموضعين حجازي شامي و عاد و ثمود حجازي بصري خلق جديد كوفي شامي و المدني الاول و فرعها في السماء غير المدني الاول اللّيل و النهار غيرالبصري عمايعمل الظالمون شامي قيل ايتان منها مدنية المتر الي الذين بدّلوا الي بئس القرار.
(بسم اللّه الرحمن الرحيم)
(الر) علي قراءة (ث) و قالون و حفص و بكسر الراء علي الحمرة (هـ) هذا (كتاب انزلناه) نعت (اليك لتخرج) لكي (الناس من الظلمات) الكفر (ق) (الي النور) الايمان (ق) (باذن ربهم الي صراط العزيز الحميد 1) ولاية الائمة (ق) الي صراط محمد و هو علي (يم) قال اللّه سبحانه لقدجاءكم رسول من انفسكم عزيز و قال عسي انيبعثك ربك مقاماً محموداً فالعزيز الحميد هو محمد و صراطه علي7 و اللّه بدل العزيز الحميد فانه اسم اللّه فتدبر (يم) فلا عزيز و لا حميد سواه (يم).
(اللّه) بالكسر علي قراءة السواد و الرفع علي قراءة (ن) و (ر) (هـ) بدل (الذي له مافي السموات و مافي الارض و ويل للكافرين) بولاية علي7 (يم) (من عذاب شديد 2) القائم7 (يم).([124])
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 536 *»
(الذين) في محل الذمّ (يم) (يستحبّون) يختارون (الحيوة الدنيا )الاول (يم) (علي) ضرراً (الاخرة) علي7 (يم) (و يصدّون عن سبيل اللّه )ولاية علي (يم) (و يبغونها) قيل اي يبغون لها (ل) يبغونها في اللغة بمعني يطلبون لها (يم) (عوجاً) حال (ل) (اولئك في ضلال بعيد 3).
(و ماارسلنا من رسول الاّ بلسان قومه) عن ابيعبداللّه7 ماانزل اللّه تبارك و تعالي كتاباً و لا وحياً الاّ بالعربية و كان يقع في مسامع الانبياء بالسنة قومهم و كان يقع في مسامع نبينا بالعربية فاذا كلّم به قومه كلّمهم بالعربية فيقع في مسامعهم بلسانهم و كان احد لايخاطب رسولاللّه9 باي لسان خاطبه الاّ وقع في مسامعه بالعربية كل ذلك يترجم له جبرئيل تشريفاً من اللّه عزوجل له (هـ) روي منّ علي ربي و قال يامحمد قدارسلت كل رسول الي امته بلسانها و ارسلناك الي كل احمر و اسود من خلقي (ليبيّن لهم فيضلّ اللّه من يشاء و يهدي من يشاء و هو العزيز) في محمد (يم) (الحكيم 4) في علي (يم) فلا عزيز و لا حكيم سواه (يم).
(و لقدارسلنا موسي باياتنا) اي كماارسلنا موسي بعد طول محنة بنياسرائيل و اظهرناه بعد الغيبة سنظهر في هذه الامة المهدي ان شاء اللّه و حكاية موسي اية لكل صبّار في طول الغيبة شكور علي الولاية و ماعلم من الشريعة سنة اللّه التي قدخلت من قبل و لا تبديل لها (يم) (ان) تفسير (اخرج قومك من الظلمات الي النور و ذكّرهم بايام اللّه) بالمحمد: (يم)([125]) نعم اللّه (ث) بنعم اللّه في
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 537 *»
ساير ايامه (ث) ايام اللّه عزوجل ثلثة يوم يقوم القائم و يوم الكرّة و يوم القيمة (ث) يوم القائم و يوم الموت و يوم القيمة (ق) (انّ في ذلك لايات لكل صبّار شكور 5 )خصلتان لايخلو المؤمن منهما في حال فانه اما صابر علي المصيبة و اما شاكر علي النعمة (يم).
(و اذ قال موسي) محمد9 في الرجعة (يم) (لقومه) لاله: (يم) (اذكروا نعمة اللّه عليكم اذ انجيكم من الفرعون) اتباع الاول (يم) (يسومونكم) يكلّفونكم (قاموس) (سوء العذاب يذّبحون ابناءكم)الائمة (يم) (و يستحيون نساءكم) و يأسرونهنّ (يم)([126]) (و في ذلكم بلاء من ربكم عظيم 6).
(و اذ تأذّن) اذن (ز) (ربكم لئن شكرتم) قلتم الحمدللّه (حاصل الخبر) (لازيدنّكم و لئن كفرتم انّ عذابي لشديد 7) روي من اعطي الشكر اعطي الزيادة و روي شكر النعمة اجتناب المحارم و تمام الشكر قول الحمدللّه رب العالمين روي ماانعم اللّه علي عبد من نعمة فعرفها بقلبه و حمد اللّه ظاهراً بلسانه فتمّ كلامه حتي يؤمر له بالمزيد و روي من عرف نعمة اللّه بقلبه استوجب المزيد من اللّه قبل انيظهر شكرها علي لسانه.
(و قال موسي انتكفروا) نعماء اللّه بترك الشكر (يم) (انتم و من في
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 538 *»
الارض جميعاً فانّ اللّه لغني) عن شكركم (يم) سواء حمدتموه او لمتحمدوه (يم) (حميد8) في محمد9 (يم).
(الميأتكم نبؤا الذين من قبلكم قوم) بدل الذين (نوح و عاد و ثمود و الذين من بعدهم لايعلمهم الاّ اللّه) ولي (يم) (جاءتهم رسلهم) بضمتين علي قراءة السواد و سكون السين علي قراءة (و) (هـ) فكذب النسابون و المورّخون الاّ من اخذ عن اللّه و رسله و كتبه (يم) (بالبينات) بولاية محمد و المحمد (يم)([127])(فردّوا ايديهم في افواههم) في افواه الرسل (ق) الكفار ردّوا ايديهم في افواههم حنقاً و غيظاً او تعجباً من امر الرسل او في افواه الرسل ليمنعوهم من القول كما في تفسير القمي (يم) (و قالوا انّا كفرنا بماارسلتم به و انّا لفي شكٍّ مماتدعوننا اليه مريب 9).
(قالت رسلهم) بضمتين علي قراءة السواد و سكون السين علي قراءة (و)
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 539 *»
(أفي اللّه شكّ فاطر) بدل اللّه (هـ) برهان (يم)([128]) (السموات و الارض يدعوكم) الي ولاية المحمد: (يم) ترغيب (يم) (ليغفر لكم) اي ليخرجكم (يم) (من) زائدة (ذنوبكم و يؤخركم الي اجل مسمي) بصرف البلايا و الاجال المعلقة (يم) (قالوا ان انتم الاّ بشر مثلنا تريدون انتصدّونا عماكان يعبد اباؤنا فأتونا بسلطان مبين 10) ببرهان يظهر الامر رأيالعين (يم) تجبرونا الي الايمان بقوة نفوسكم (يم).
(قالت لهم رسلهم) بضمتين علي السواد و علي قراءة (و) بسكون السين (هـ) صدقتم (يم) (ان نحن الاّ بشر مثلكم ولكنّ اللّه يمنّ علي من يشاء من عباده )هذا دليل التقرير الهادي لكل بصير (يم) (و ماكان لنا) او لنا خبر كان (ل) (اننأتيكم) اسم (ل) (بسلطان الاّ باذن اللّه) خبر (ل) فمااتيناكم فباذن اللّه (يم) فهذا السلطان الذي اتيناكم به فانما هو باذن اللّه و لمنأتكم به من عند انفسنا ولو كنّا علي باطل لمنعنا عن هذا السلطان و ذلك لاجل ان النبي بلا سلطان لايبعث البتة و لذلك قالوا ماكان لنا و لميقولوا ليس لنا او مايكون لنا (يم) (و علي اللّه فليتوكل المتوكلون 11) فيصدّقون ماصدّقه اللّه و يكذّبون ماكذّبه اللّه (يم) يعني الذي يريد انيتوكل علي من يكفيه امره فليتوكل علي اللّه فان من توكل علي اللّه فهو حسبه انّ اللّه بالغ امره (يم).
(و ما) مبتدأ (ل) اي شيء (هـ) و هو في محل الانكار (لنا) خبر (ل) (اَلاّ )اي في ان لا (ل) حال (ل) (نتوكل علي اللّه و قدهدينا سبلنا) بضمتين علي السواد و علي قراءة (و) بسكون الباء (هـ) بتقريره الحق و بعث الرسل بالايات (يم)
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 540 *»
(و لنصبرنّ) جواب قسم محذوف (ز) (علي مااذيتمونا و علي اللّه فليتوكل المتوكلون 12) الزارعون (ث).
(و قال الذين كفروا) اعداء المحمد: (يم) (لرسلهم )للائمة: (يم)([129]) (لنخرجنّكم) جواب قسم (من ارضنا او لتعودنّ) الاّ انتعودنّ (في ملتنا فاوحي اليهم ربهم لنهلكنّ) جواب قسم (الظالمين 13)اعداء المحمد: (يم)([130]) عن النبي9 من اذي جاره طمعاً في مسكنه ورّثه اللّه داره و هو قوله و قال الذين كفروا الاية.
(و لنسكنّنكم) عطف و جواب قسم (الارض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي) امام زمانه (يم) (و خاف وعيد 14) ولاية الاعداء فلميوالهم (يم) فكلّ من خاف مقام اللّه و خاف وعيده يسكن الارض من بعد من يكفر باللّه (يم).([131])
(و استفتحوا) دعوا (هـ) طلب النصر او الحكم (هـ) الانبياء (و خاب) لميدرك
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 541 *»
الطلبة (كلّ جبار) مستكبر (هـ) من ابي انيقول لااله الاّاللّه (ث) (عنيد 15)المعرض عن الحق (ث) ممتنع من الحق كبراً.([132])
(من ورائه جهنم) اي و من قدّامه (ل) حقيقته مايواري عنك (ز) (و يسقي من ماء صديد 16) القيح يسيل من الجرح و هو هنا عطف بيان (هـ) و في جهنم مايسيل من الدم و القيح من فروج الزواني (ث).
(يتجرّعه) يتناوله جرعة بعد جرعة (هـ) روي يقرب اليه فاذا دني منه شوي وجهه و وقع فروة رأسه فاذا شرب قطع امعاءه حتي يخرج من دبره قال اللّه عزوجل و سقوا ماء حميماً فقطّع امعاءهم و يقول ان يستغيثوا يغاثوا الاية (و لايكاد يسيغه)يجري في حلقه (و يأتيه الموت من كل مكان و ماهو) حال (يم) (بميّت و من ورائه عذاب غليظ 17).
(مثل) مبتدأ (هـ) اي صفة (الذين كفروا بربهم) بولاية علي7 (ق) (اعمالهم) بدل مثل (كرماد) خبر (اشتدّت) اسرعت حركته (به الريح )بالافراد علي السواد و الجمع علي قراءة (ن) (في يوم عاصف) اي ذيعصوف (ل) العصف شدة الريح (لايقدرون مماكسبوا علي شيء ذلك هو الضلال البعيد 18).
(المتـر انّ اللّه خلق) علي صيغة الماضي في قراءة السواد و خالق علي صيغة الفاعل في قراءة (ح) و (س) (السموات و الارض) يدل علي شهادة النبي9 لخلق السموات و الارض (يم) الفرق بين قول المتر ان اللّه فعل كذا و المتر انّ هذا هكذا
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 542 *»
اختلاف الانظار و رؤية الظاهر و الظهور و اشدّية ظهور الظاهر من الظهور (يم)([133]) (بالحق) الحق مع علي و علي مع الحق (يم) (ان يشأ) انذار (يم) (يذهبكم و يأت بخلق جديد 19).
(و ما ذلك علي اللّه بعزيز 20).
(و برزوا) ظهروا بحيث لايستر واحد منهم واحداً (هـ) السرّ في اخبار اللّه عن المستقبل بالماضي ان المستقبل موجود عند اللّه كالحال و الماضي و انما اختلافها عند
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 543 *»
اهلها و الكل عند اللّه موجود ينظر اليها بنظر واحد عن ابيعبداللّه7 ان اللّه تبارك و تعالي كتب كتاباً فيه ماكان و ماهو كائن فوضعه بين يديه الخبر (يم) (للّه جميعاً )حال (ل) (فقال الضعفاء للذين استكبروا) تركوا الطاعة لمن امروا بطاعته و ترفّعوا علي من ندبوا الي متابعته (ث) (انّا كنّا لكم تبعاً) سواء فيه الواحد و الجمع (فهل انتم مغنون) دافعون (عنّا من) بيان او تبعيض (ز) (عذاب اللّه )حال (ز) او مفعول (ز) (من) زائدة (شيء) للتبعيض و مفعول (ز) او مصدر اي بعض الاغناء (ز) (قالوا لو هدينا اللّه) اثابنا اللّه (ق) الي الجنة (هـ) دليل علي ان الهداية تطلق علي الثواب و الجنة (يم)([134]) (لهديناكم سواء) مبتدأ (علينا(أ) همز تسوية (جزعنا) خبر (ام صبرنا) يدخل ام بعد الف الاستفهام اذا كان بعدها فعل او جملة و اذا كان اسم يدخل او و ان لميكن الف فالواو (ل) (ما لنا من محيص 21) محل زوال الكراهة (هـ) مفـر (ق).
(و قال الشيطان) الثاني (ث) (لمّا قضي الامر) فرغ من امر الدنيا من اوليائه (ق) عن ابيجعفر7 في قول اللّه و قال الشيطان اذا قضي الامر قال هو الثاني و ليس في القرءان و قال الشيطان الاّ و هو الثاني (انّ اللّه) ولي (يم) (وعدكم وعد الحق) الجنة (يم) فوفي لكم بالجنة و اوصلكم اليه (يم) (و وعدتكم )بالجنة (يم)([135]) (فاخلفتكم) لماوف لكم (يم) (و ماكان لي) بفتح الياء علي قراءة حفص و سكونها علي قراءة الحمرة (عليكم من سلطان) للاكراه (هـ) و يمكن انيراد بالسلطان الحجة و البرهان فانّ دعوة الشيطان ابداً بلا برهان و لا حجة و انّ اللّه جل
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 544 *»
جلاله لميخلق لاهل الباطل برهاناً حقاً منتجاً و انمايؤلفون متشابهات و يسمونها برهاناً و لاينتج ابداً و لولا ذلك لميتم حجج اللّه فينسخ اللّه مايلقي الشيطان ثم يحكم اللّه اياته و اما الزبد فيذهب جفاء (يم) (الاّ ان) منقطع (ل) (دعوتكم) من غير برهان (يم) (فاستجبتم لي فلاتلوموني و لوموا انفسكم ما انا بمصرخكم) بمغيثكم (ق) (و ما انتم بمصرخي اني كفرت) تبرأت (ث) (بما) مصدرية او موصولة (ز) (اشركتمون) مع اللّه (يم) بعلي7 (يم) (من قبل) في الدنيا (يم) (ان الظالمين) حق المحمد: (يم) الظاهر انه كلام اللّه (يم) (لهم عذاب اليم 22).
(و اُدخل) شاهد انّ اللّه وعدكم وعد الحق (يم) (الذين امنوا) بالولي (يم) (و عملوا الصالحات) والوا اولياء اللّه و عادوا اعداء اللّه (يم) (جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها باذن ربهم تحيتهم) التحية الدعاء بالحيوة ثم استعمل في كل اكرام في المخاطبة (فيها سلام 23).
(المتر كيف ضرب اللّه مثلاً كلمة طيبة) شخص طيبالذات (يم)[136]) كشجرة( النخلة (ث) )طيبة اصلها ثابت) في الكرسي لان اشجار الجنة اصولها اعلي و فروعها اسفل قال اللّه تعالي قطوفها دانية (يم) (و فرعها في السماء 24 )مواضع الجنة (يم) عن ابيجعفر7 ان الشجرة رسولاللّه9وسلم و فرعها علي7 و غصن الشجرة فاطمة3 و ثمرها اولادها و اغصانها و اوراقها شيعتنا ثم
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 545 *»
قال7 ان الرجل من شيعتنا ليموت فيسقط من الشجرة ورقة و ان المولود من شيعتنا ليولد فيورق مكان تلك الورقة ورقة (هـ) و روي النبي و الائمة من بعده هم الاصل الثابت و الفرع الولاية لمن دخل فيها.
(تؤتي اكلها) ماتفتي الائمة من المحمد شيعتهم في الحلال و الحرام (ث) (كل حين) روي الحين ستة اشهر (باذن ربها و يضرب اللّه الامثال للناس لعلّهم) لكي (يتذكرون 25) فالمثل سبب التذكر (يم).
(و مثل كلمة خبيثة) مثل اعداء المحمد: (ث) مثل بنيامية (ث) (كشجرة خبيثة اجتثّت) اقتلعت جثّتها (من فوق الارض) كذلك الكافرون لاتصعد اعمالهم الي السماء (ث) (ما لها من قرار 26).
(يثبّت اللّه الذين امنوا بالقول الثابت) بامام زمانهم (يم) بولاية علي7 (يم)([137]) (في الحيوة) متعلقه يثبّت (الدنيا) عند موته (ث) (و في الاخرة) في القبر اذا سئل الموتي (ث) (و يضلّ اللّه الظالمين) يوم القيمة عن دار كرامته (ث) (و يفعل اللّه مايشاء 27).
(المتـر الي الذين بدّلوا) لاسيما الافجرين بنيامية و بنيالمغيرة كمافي اخبار
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 546 *»
عديدة (هـ) القريش قاطبة (ث) اي بدّلوا نعمة اللّه بالنقمة لاجل كفرهم بها (يم) (نعمت اللّه) المحمد (ث) (كفراً) الاصنام لع (يم)([138]) (و احلّوا قومهم )مفعول اول (ل) (دار) مفعول ثان (ل) (البوار 28) الهلاك (هـ) قال هرون لابيالحسن7 ماهذه الدار و دار من هي قال هي لشيعتنا و لغيرهم فتنة قال فما لصاحب الدار لايأخذها قال اخذت منه عامرة و لايأخذها الاّ معمورة فقال اين شيعتك فقرأ7 لميكن الذين كفروا من اهل الكتاب الاية قال نحن كفار قال ولكن كماقال المتر الي الذين بدّلوا الاية.
(جهنم) بدل (يصلونها) يلزمونها (هـ) حال من قومهم او من جهنم (و بئس القرار 29).
(و جعلوا للّه) لولي (يم) (انداداً) الخلفاء (يم)([139]) (ليضلّوا) من باب
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 547 *»
الافعال علي قراءة السواد و المجرد علي قراءة (ث) (عن سبيله) الذي هو الولي (يم) (قل تمتّعوا فانّ مصيركم الي النار 30).
(قل لعبادي) بفتح الياء علي قراءة السواد و سكونها علي قراءة (ر) و (ح) و (س) (الذين امنوا) بالولي (يم) المراد بهؤلاء العباد الذين تحقق فيهم كنه العبودية و حقيقتها و لهم سخّر اللّه الفلك و الانهار و الشمس و القمر و الليل و النهار و اتاهم من كل ماسألوه كمافي الاية السابقة و اما غيرهم فمحرومون عن هذا المقام منحطّون عنه فالاية و التي بعدها مخصوصة بالمحمد: (يم) (يقيموا) اي ليقيموا و حذف اللام لانه واقع في سياق الامر و كذلك ينفقوا او معناه قل لهم اقيموا يقيموا (الصلوة) الولاية (يم) (و ينفقوا ممارزقناهم) من علوم المحمد (يم) (سرّاً و علانيةً من قبل انيأتي يوم) الموت (يم) (لا) نفي جنس (بيع) موجود (هـ) بالرفع علي السواد و النصب علي قراءة (ث) و (و) (فيه و لا خلال 31) علي اختلاف القراءتين (هـ) لا صداقة (ق) مصادقة (هـ) موجود.
(اللّه) مبتدأ (يم) (الذي) خبر (يم) (خلق السموات و الارض و انزل من السماء) من محمد و علي و الهما: (يم) (ماء) علماً نافعاً (يم) (فاخرج به من الثمرات) ثمرات القلوب و هي العلوم (يم)([140]) (رزقاً لكم و سخّر لكم الفلك
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 548 *»
لتجري في البحر بامره و سخّر لكم الانهار 32).
(و سخّر لكم الشمس و القمر دائبين) حال (هـ) في مرضاته (ث) لايفتران (هـ) فيه تغليب القمر (ل) يبليان كل جديد و يقربان كل بعيد (ث) (و سخّر لكم الّيل و النهار 33).
(و اتيكم من كلّ) علي الاضافة في قراءة السواد و التنوين في قراءة الحمرة (هـ) عنهما8 انهما قرءا من كلٍ ماسألتموه بالتنوين (ما) نكرة او مصدرية (ل) (سألتموه) نعت «ما» ان كانت نكرة (ل) من كل ماسألتموه ما نافية او موصولة او موصوفة او مصدرية بمعني المفعول و الخبر يؤيد النفي (هـ) و روي الثوب و الشيء لمتسأله اياه اعطاك (و ان تعدّوا نعمت اللّه) اسم اقيم مقام المصدر فاريد بها النعماء (هـ) يدلّ علي ان المفرد المضاف يفيد العموم و الاّ لا معني لعدّ الواحد (يم)
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 549 *»
(لاتحصوها انّ الانسان لظلوم كفّار 34) كفّار بنعم اللّه.
(و اذ قال ابرهيم ربّ اجعل هذا البلد) مكة (ق) بدل هذا (ل) (امناً) اَمْناً (و اجنبني و بني اننعبد الاصنام 35) الخلفاء (يم) المراد بالاصنام في الباطن الخلفاء و استجاب اللّه دعاءه فلا احد من بنيه اطاع الخلفاء فانّ من اطاع الخلفاء لميكن منه كما لميكن ابن نوح منه و كما قال فمن تبعني فانه مني (يم) قوله و اجنبني اي قدني الي جنبك كراهة اننعبد او لئلانعبد او معناه ابعدني من اننعبد فاولاد اسمعيل لميعبدوا الاصنام نعم قالوا هؤلاء شفعاؤنا عند اللّه فكفروا كذا روي (هـ) روي لميعبد احد من ولد اسمعيل صنماً ولكن العرب عبدة الاصنام و قالت بنواسمعيل هؤلاء شفعاؤنا و كفرت و لمتعبد الاصنام.
(ربّ انّهن اضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فانه مني و من عصاني فانك غفور رحيم 36) دعا لهم (يم) تقدر انتغفر له و ترحمه (ث) روي من احبّنا فهو منا اهلالبيت قيل جعلت فداك منكم قال منّا والله اماسمعت قول ابرهيم فمن تبعني فانه مني.
(ربّنا اني) بسكون الياء علي قراءة السواد و فتحها علي قراءة الحرميين و (و) (اسكنت من) بعض (ذرّيتي) روي نحن واللّه بقية تلك العترة (بواد) الوادي سفح الجبل العظيم و منه قيل للانهار العظام الاودية لان حافاتها كالجبال لها (غير ذيزرع عند بيتك المحرّم ربّنا ليقيموا) متعلقه اسكنت (الصلوة فاجعل افئدة من الناس) الشيعة (ث) (تهوي) تسرع (اليهم) ذريتي و المحمد: منهم (يم)([141]) روي ينبغي للناس انيحجّوا هذا البيت و يعظّموه لتعظيم اللّه اياه و انيأتونا حيث كنّا نحن الادلاّء علي اللّه و عن ابيجعفر7 انظروا الي الناس يطوفون حول
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 550 *»
الكعبة فقال هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية انماامروا انيطوفوا ثم ينفروا الينا فيعلمونا ولايتهم و يعرضوا علينا نصرتهم ثم قرأ هذه الاية اجعل افئدة الاية و روي اما انه لميعن الناس كلهم انتم اولئك و نظراؤكم انما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الاسود (و ارزقهم من الثمرات) ثمرات القلوب (ث) اي حبّبهم الي الناس ليأتوا اليهم و يعودوا (ق) (لعلّهم يشكرون 37).
(ربّنا انك تعلم مانخفي و مانعلن و مايخفي علي اللّه من شيء) كلام الله او كلام ابرهيم (في الارض و لا في السماء 38) روي ان اللّه تبارك و تعالي يعلم مايريد العبد اذا دعا ولكنه يحبّ انيبثّ اليه الحوائج فاذا دعوتم فسمّوا حاجاتكم.
(الحمد للّه الذي وهب لي علي الكبر اسمعيل و اسحق انّ ربي لسميع الدعاء 39).
(ربّ اجعلني مقيم الصلوة و من) بعض (يم) (ذرّيتي) مقيم الصلوة اي في الناس داعياً اليه امراً بها و اجعل بعض ذريتي مقيماً لها و المقيم هو الامام الحق الوالي (يم)([142]) (ربّنا و تقبّل دعاء 40).
(ربّنا اغفر لي و لوالدي) روي نزلت ولدي و صحّفها الكتّاب (هـ) لولدي يعني اسمعيل و اسحق (ث) و علي قراءة والدي يعني ادم و حواء (ث) (و للمؤمنين يوم يقوم الحساب 41).
(و لاتحسبنّ اللّه غافلاً عمايعمل الظالمون انمايؤخّرهم ليوم تشخص
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 551 *»
فيه الابصار 42) تبقي مفتوحة من هول جهنم (ق).
(مهطعين) حال (ل) مسرعين (مقنعي) حال (ل) رافعي (رءوسهم لايرتدّ اليهم) لايرجع اليهم (طرفهم) عينهم او نظرهم (و افئدتهم هواء 43 )فازعة (هـ) قلوبهم متصدع من الخفقان (ق).
(و انذر الناس يوم) بيوم (هـ) يمكن نصب يوم باضمار اعني و يكون تفسير يوم تشخص و الوقف علي الناس (يأتيهم العذاب) القائم (يم) (فيقول الذين ظلموا) المحمد حقّهم (يم) بنوالعباس (يم) او الذين ظلموا هم الخلفاء و غيرهم من ظلمة هذه الامة فهم سكنوا في مساكن ظلمة الامم السالفة (يم) (ربّنا) يا امامنا (يم) (اخّرنا الي اجل قريب نجب دعوتك و نتّبع الرسل او لمتكونوا اقسمتم من قبل) في زمان خلافتكم (يم) (ما لكم من زوال 44) لاتهلكون (ق).
(و سكنتم في مساكن الذين ظلموا انفسهم) بنيامية (ق) (و تبيّن لكم )فعلنا او حالهم (كيف) حال عن فعلنا او مصدر (هـ) ليس كيف فاعل تبين لان الاستفهام لايعمل فيه ماقبله و لان كيف يخبر به لا عنه (فعلنا بهم و ضربنا لكم الامثال 45).
(و قدمكروا مكرهم) بنوالعباس بالقائم (ث) (و عند اللّه مكرهم )لايضلّه و يجازيهم به (و ان) ما (ل) (كان مكرهم لتزول) لامجحد (ل) و قرأ (س) و هو القارئ بالحمرة بالرفع بفتح اللام (هـ) و قيل علي قراءة الكسائي ان اللام للتأكيد اي انه كان مكرهم لتزول و روت العامة عن علي7 كاد بدل كان اي كاد مكرهم (ل) (منه الجبال46) قلوب الرجال (ث).
(فلاتحسبنّ اللّه مخلف وعده) مفعول اول لمخلف و التقدير مخلفاً وعده (رسله) فيظهر القائم عجل اللّه فرجه لامحالة (يم) تقديره مخلف رسله وعده و هو من باب الاتساع لظهور المعني (ل) (انّ اللّه عزيز ذو انتقام 47).
(يوم) متعلقه انتقام او مخلف او اذكر محذوف او بدل يوم يأتيهم (تبدّل
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 552 *»
الارض) هو يوم ظهور القائم فانه يتغير ذلك اليوم السماء و الارض بعدله (يم) سأل يهودي رسولاللّه9 عن قوله يوم تبدّل اين الناس يومئذ قال في الظلمة دون المحشر قال فما اول مايأكل اهل الجنة اذا دخلوها قال كبد الحوت قال فما شرابهم علي اثر ذلك قال السلسبيل قال صدقت (غير الارض) بارض من فضة (ث) بخبزة نقية يأكل الناس منها حتي يفرغ من الحساب (ث) يعني بارض لميكسب عليها الذنوب بارزة ليس عليها جبال و لا نبات كمادحاها اول مرة (ث) (و السموات) غير السموات (ل) بعد نفخة الصعق (ث) بسموات من ذهب (ث) في اظهار الارض بعد غير مع ان الاضمار اخصر اشعار عجيب لمن كان له منه نصيب و ايراده السموات عطفاً فيه دلالة ان التقدير تبدل السموات غير السموات فتدبر تجـد (يم) (و برزوا للّه الواحد القهّار 48) يقوم الاموات الي الحجة7 (يم).
(و تري المجرمين يومئذ مقرّنين) مجموعين (هـ) مقيّدين بعضهم الي بعض (ق) (في الاصفاد 49) في الاغلال.
(سرابيلهم) جمع سربال و هو القميص (ق) (من قطران) مايطلي به الابل (هـ) هو الصفر الحار الذائب الذي انتهي حرّه (ث) روي لو انّ سربالاً من سرابيل اهل النار علّق مابين السماء و الارض لمات اهل الارض من ريحه و وهجه (و تغشي وجوههم النار 50).
(ليجزي) يتعلق بـتبدّل او برزوا (يم) (اللّه كلّ نفس ماكسبت انّ اللّه سريع الحساب 51).
(هذا) محمد (ق) علي7 او القرءان (يم)([143]) و ان اخذ المشار اليه واحداً
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 553 *»
كماهو الظاهر لولا التأويل لافصح عن باطن التنزيل و اللّه يهدي الي خير سبيل (يم) (بلاغ) كفاية (للناس و لينذروا به و ليعلموا انما هو اله واحد)فمحمد9 دليل التوحيد و برهانه المجيد (يم) و كذا القرءان كمايظهر من اية اخري (يم)([144]) (و ليذّكّر اولوا الالباب 52) الشيعة (يم).
بسمه تعالي
فهرس سـور المجلّد الثاني
اسم السورة رقم الصفحة
سورة النساء
سورة المائدة
سورة الانعام
سورة الاعراف
سورة الانفال
سورة التوبة
سورة يونـس
سورة هـود
سورة يوسف
سورة الرعد
سورة ابراهيم
([1]) اقول: ورد اخبار عديدة تدل علي ان المراد من الاذان في الباطن علي7 الذي هو من جانب اللّه و رسوله الي الناس و في الناس فانه خليفة اللّه و خليفة الرسول فعن معانيالاخبار عن علي7 انه قال في حديث له اني مخصوص في القرءان باسماء الخير الي ان عدّ منها قوله و انا المؤذن في الدنيا و الاخرة قال تعالي فأذّن مؤذّن بينهم انا ذلك المؤذن و قال اللّه و اذان من اللّه و رسوله الي الناس يوم الحجّ الاكبر انا ذلك الاذان و عن الباقر7 في قوله تعالي يوم الحجّ الاكبر قال خروج القائم صلوات اللّه عليه و علي ابائه و اذان دعوته الي نفسه الخبر.
([2]) اقول: قدورد اخبار عديدة تدل علي ان فعل المؤمنين فعل اللّه غاية الامر انه يفعل مايفعل بسبب و الة و السبب هو المؤمن و لو دققت النظر اقول لك بل هكذا يفعل اللّه مايفعل اي بالمؤمن ففعل المؤمن عين فعله و لايتعقل له فعل في الشرع غير فعل المؤمنين و كذلك لايتعقل عمل بالنسبة الي اللّه الاّ بالنسبة الي المؤمن فمايفعل بالمؤمن فهو الذي فعل باللّه و قدورد علي كل واحد منهما ايات عديدة و اخبار كثيرة. فممايدل علي الاول قول اللّه سبحانه خطاباً للنبي9 و مارميت اذ رميت ولكنّ اللّه رمي و قال الصادق7 انه قال في قول اللّه تعالي فلمااسفونا انتقمنا منهم فاغرقناهم اجمعين انّ اللّه تبارك و تعالي لايأسف كأسفنا ولكن خلق اولياء لنفسه يأسفون و يرضون و هم مخلوقون مربوبون فجعل رضاهم رضا نفسه و سخطهم سخط نفسه و ذلك لانه جعلهم الدعاة اليه و الادلاّء عليه فلذلك صاروا كذلك و ممايدل علي الثاني قول اللّه عزوجل خطاباً للنبي9 انّ الذين يبايعونك انما يبايعون اللّه و قوله من يطع الرسول فقداطاع اللّه و قوله في القدسي من اذي لي ولياً فقدبارزني بالمحاربة و من حاربني حربته ثم فسر الولي بالشيعة و قول النبي9 من سرّ مؤمناً فقد سرّني و من سرّني فقد سرّ اللّه و قول ابيعبداللّه7 من ادخل السرور علي المؤمن فقدادخله علي رسولاللّه9 و من ادخله علي رسولاللّه9 فقدوصل ذلك الي اللّه و كذلك من ادخل عليه كرباً و قوله7 ايضاً من زار اخاه في اللّه قال اللّه عزوجل اياي زرت و ثوابك علي و لست ارضي لك ثواباً دون الجنة و قول ابيجعفر7 قال رسولاللّه9 من زار اخاه في بيتاللّه قال اللّه عزوجل له انت ضيفي و زائري علي قراك و قداوجبت لك الجنة و قول ابيعبداللّه7 من زار اخاه في اللّه في مرض او صحة لايأتيه خداعاً و لا استبدالاً وكّل اللّه به سبعين الف ملك ينادون في قفاه ان طبت و طابت لك الجنة فانتم زوار اللّه و انتم وفد الرحمن حتي يأتي منزله و ممايدل عليهما جميعاً المقبولة المشهورة عن الصادق7 قال ينظران من كان منكم ممن قدروي حديثنا و نظر في حلالنا و حرامنا و عرف احكامنا فارضوا به حكماً فاني قدجعلته عليكم حاكماً فاذا حكم بحكمنا فلميقبله منه فانما بحكمنا استخف و علينا ردّ و الراد علينا الراد علي اللّه و هو علي حد الشرك باللّه و الرواية المروية عن ابيعبداللّه7 ان روح المؤمن لاشد اتصالاً بروح اللّه من اتصال شعاع الشمس بها و المروية عن النبي9 قال يعيّر اللّه عزوجل عبداً من عباده يوم القيمة فيقول عبدي مامنعك ان مرضت انتعودني فيقول سبحانك سبحانك انت رب العباد لاتألم و لاتمرض فيقول مرض اخوك المؤمن فلمتعده و عزتي و جلالي لو عدته لوجدتني عنده ثم لتكفلت بحوائجك فقضيتها لك و ذلك من كرامة عبدي المؤمن و انا ارحمالراحمين و عنه7 قال قال اللّه يا ابن ادم مرضت فلمتعدني قال يارب كيف اعودك و انت رب العالمين قال مرض فلان عبدي فلو عدته لوجدتني عنده و استقيتك فلمتسقني فقال كيف و انت رب العالمين فقال استقاك عبدي فلان و لو سقيته لوجدت ذلك عندي و استطعمتك لمتطعمني قال و كيف و انت رب العالمين قال استطعمك فلان فلمتطعمه و لو اطعمته لوجدت ذلك عندي الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار.
([3]) اقول: في الكافي عن الصادق7 في قوله تعالي و سيري اللّه و رسوله و المؤمنون قال ايانا عني و عن الباقر7 في قوله تعالي انما وليكم اللّه و رسوله و الذين امنوا هم الائمة: و عن الصادق7 مامن اية في القرءان اوّلها ياايها الذين امنوا الاّ و علي بن ابيطالب اميرها و قائدها و شريفها و اولها الخبر و لاشك انه7 اميرالائمة و قائدهم و شريفهم و اولهم فالمراد من ياايها الذين امنوا الائمة: الذين علي7 اشرفهم و اولهم و لو كان المراد منها سائر الشيعة و المؤمنين لماكان علي7 اولهم و انما كان هو بالنسبة اليهم اصلهم و حقيقتهم فان الاول من جنس الاعداد الاّ انه اولها و اشرفها و الاخبار الدالة علي ان المراد من المؤمنين في الباطن في بعض المواضع خصوص الائمة:كثيرة جداً و لك انتقول ان المراد منها في جميع المواضع هم: فاطلاقه علي سائر المؤمنين من باب انهم ليسوا شيئاً غير امامهم فانهم من نوره و النور هو المنير الظاهر النازل الاتري ان الاثار هي المؤثر الظاهر المرئي المحسوس فافهم.
([4]) اقول: قدورد اخبار عديدة تدل علي ان عبادة اللّه و اطاعته لاتحصل لاحد الاّ بولاية الولي الحق و اطاعته و ان ولاية غيره من الخلفاء شرك باللّه الواحد القهار فعن امسلمة قالت قال رسولاللّه9 لعلي7 ياعلي ما من عبد لقي اللّه و هو جاحد ولايتك الاّ لقي اللّه بعبادة صنم او وثن و عن تفسير الامام7 انه قال انه لايكون مسلماً من قال ان محمداً رسولاللّه فاعترف به و لميعترف ان علياً وصيه و خليفته و خير امته و قال ان تمام الاسلام باعتقاد ولاية علي7 و لاينفع الاقرار بالنبوة مع جحد امامة علي7كمالاينفع الاقرار بالتوحيد مع جحد النبوة و في خبر المفضل قال الامام7 اعلم ان اللّه قدحرّم هذا الاصل و حرّم فرعه و نهي عنه و جعل ولايته كمن عبد من دون اللّه وثناً و شركاً الخبر الي غير ذلك من الاخبار و هي اكثر من انتعـد و تحصي.
([5]) اقول: جهنم محيطة بالكافرين في الدنيا و الاخرة الاّ انهم في الدنيا لانهماكهم فيها لايشعرون المها و لهيب نارها و المؤمن في هذه الدنيا يري المها و نتن اهلها كمايدل علي ذلك بعض الخطب و الاخبار فعن علي بن الحسين8 قال صلي اميرالمؤمنين7 الفجر ثم لميزل في موضعه حتي صارت الشمس علي قدر رمح فاقبل الناس بوجهه فقال واللّه لقدادركت اقواماً يبيتون لربهم سجّداً و قياماً يخالفون بين جباههم و ركبهم كان زفير النار في اذانهم اذا ذكر اللّه عندهم مادوا كمايميد الشجر كأنما القوم باتوا غافلين قال ثم قام فمارؤي ضاحكاً حتي قبض7 و عن اسحق بن عمار قال سمعت اباعبداللّه7 يقول ان رسولاللّه9 صلّي بالناس الصبح فنظر الي شاب في المسجد و هو يخفق و يهوي برأسه مصفراً لونه قدنحف جسمه و غارت عيناه في رأسه فقال له رسولاللّه9 كيف اصبحت يافلان قال اصبحت يا رسولاللّه موقناً فعجب رسولاللّه9 من قوله و قال له ان لكل يقين حقيقة فماحقيقة يقينك فقال ان يقيني يا رسولاللّه9 هو الذي احزنني و اسهر ليلي و اظمأ هواجري فعزفت نفسي عن الدنيا و مافيها حتي كأني انظر الي عرش ربي و قدنصب للحساب و حشر الخلائق لذلك و انا فيهم و كأني انظر الي اهل الجنة يتنعمون في الجنة و يتعارفون علي الارائك متكئون و كأني انظر الي اهل النار و هم فيها معذبون مصطرخون و كأني الان اسمع زفير النار يدور في مسامعي فقال رسولاللّه9 لاصحابه هذا عبد نوّر اللّه قلبه بالايمان ثم قال له الزم ماانت عليه فقال الشاب ادع يا رسولاللّه9 ان ارزق الشهادة معك فدعا له رسولاللّه9 فلميلبث انخرج في بعض غزوات النبي9 فاستشهد بعد تسعة نفر و كان هو العاشر الي غير ذلك من الاخبار الدالة علي احاطة جهنم بالكافرين في الدنيا ايضاً و عدم اشعارهم بها.
([6]) اقول: انما جعل اعلي اللّه مقامه باطن الملجأ الاول و باطن المغارات الثاني و باطن المدخل الثالث لان هؤلاء الثلثة هم الذين يلجئون اليهم اهل الباطل و يتحصنون بهم و يعتمدون عليهم و يغورون فيهم و يغيبون و يدخلون فيهم فهم ملجأ اهل الباطل و مغارة اهل الضلالة و مدخل اهل البغي و العدوان و في الدعاء لا ملجأ و لا منجا منك الاّ اليك و في الخبر الائمة: امن لمن التجأ اليهم و في رواية طارق بن شهاب عن اميرالمؤمنين الامام الركن و الملجأ و في الزيارة الجامعة امن من لجأ اليكم الزيارة فبحكم المقابلة و التضاد بين ائمة الهدي و ائمة الكفر و الضلالة هلك من لجأ الي الخلفاء و تخلف عن الائمة: و بالجملة لا اشكال في صدق اسم الملجأ و المغارة و المدخل علي الخلفاء نظراً الي انهم الرؤساء لاهل الضلال و الملجأ و المستند لهم و بناء علي تفسير الظاهر الثاني مغارة اذ قد غار و غاب و ستر فيه بعض الاشياء فانه كان مفعولاً و الثالث كان مدّخلاً لانه جمع بيتالمال و اكله و ادخله في بطنه فانه كان اكولاً.
([7]) اقول: قدمرّ مايدل علي ذلك في العمران في ذيل قوله تعالي و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر الاية.
([8]) اقول: تأويل الكفار بالنواصب للخبر المروي عن اميرالمؤمنين7 قال في اخر حديث له طويل لنيحبنا من يحب مبغضنا ان ذلك لايجتمع في قلب واحد ماجعل اللّه لرجل من قلبين في جوفه يحب بهذا قوماً و يحب بالاخر عدوهم الي ان قال7فليمتحن قلبه فان وجد فيه حبّ من الّب علينا فليعلم ان اللّه عدوه و جبريل و ميكال و اللّه عدو للكافرين الاية حيث سماهم بالكافرين و استدل علي انّ اللّه عدو هؤلاء بقوله و اللّه عدو للكافرين فالنواصب كفار و قال الرضا7 الناصب مشرك و في بعض الزيارات اشرك من ابغضكم و في بعضها من حاربكم مشرك و لاشكّ ان المشرك كافر و قدانعقد الاجماع و الضرورة من المذهب علي كفر ناصب المحمد حتي انه يمكن ادعاء الاجماع من المخالفين علي ذلك فقال ابناثير و غيره من علماء المخالفين من انكر فرضاً احد ركن الاسلام كان كافراً بالاجماع و ولاية المحمد من اركان الاسلام بدليل اية ذي القربي و غيرها و قدورد ايضاً اخبار عديدة في كفر بنيامية الناصبين للحسين7 و سائر الائمة و في بعض الاخبار تأويل الكافر بالخلفاء الثلثة مبالغة و ببنيامية و بنيعباس و روي من ابغض علياً فهو كافر و بالجملة ذلك من الضروريات التي لاتنكرها احد بعد التأمل و التتبع في الاخبار.
([9]) اقول: هذا اشارة الي علي7 فانه الرحمة المكتوبة علي نفس الربّ كماقال كتب ربكم علي نفسه الرحمة و هو نفس اللّه القائمة فيه بالسنن كمافي زيارته و في الخبر المروي عن الباقر و الصادق و الكاظم: في قوله تعالي و لولا فضل اللّه عليكم و رحمته و في قوله تعالي قل بفضل اللّه و برحمته قالوا ان فضل اللّه محمد و رحمته علي7 .
([10]) اقول: ليس العجب بانيكون جهاد علي7 جهاد رسولاللّه كيف لا و جهاد المؤمن جهاد رسولاللّه كسائر معاملاته فانّ جميعها بمنزلة معاملة رسولاللّه معهم و قدذكرنا مايدل علي ذلك من الايات و الاخبار بما لامزيد عليه انفاً.
([11]) اقول: كمايشهد بذلك خبر المفضل و غيره في الظهور و هو خبر طويل نذكر منه موضع الحاجة قال7 ثم يسير المهدي الي مدينة جده رسولاللّه9 فاذا وردها يقول يامعشر الخلائق هذا قبر جدي رسولاللّه9 فيقولون نعم يامهدي المحمد فيقول و من معه فيقولون صاحباه فلان و فلان و ماهيهنا غيرهما فيأمر برفعهما علي دوحة يابسة فيصلبهما عليها فتحيي الشجرة و تورق و ترفع و يطول فرعها فيقول المرتابون من اهل ولايتهما هذا واللّه الشرف حقاً ولقد فزنا بولايتهما و ينادي منادي المهدي كل من احب صاحبي رسولاللّه9 و ضجيعيه فلينفرد جانباً فيتجزأ الخلق جزئين فيعرض المهدي علي اوليائهما البراءة منهما فلايقبلون فيأمر المهدي7 ريحاً سوداء فتهبّ عليهما فتجعلهما كاعجاز نخل خاوية ثم يأمر بانزالهما فيحييهما باذن اللّه و يأمر الخلائق بالاجتماع ثم يقصّ عليهما قصص افعالهما كلها فيعترفان به ثم يأمر بهما فيقتصّ منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر ثم يصلبهما علي الشجرة فيأمر ناراً تخرج من الارض فتحرقهما و الشجرة ثم يأمر ريحاً فتنسفهما في اليمّ كمافعل موسي7 بالعجل قال المفضل ذلك اخر عذابهما؟ قال هيهات يامفضل واللّه ليردّنّ و ليحضرنّ السيد الاكبر محمد رسولاللّه9 و الصديق الاكبر اميرالمؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و كل من محض الايمان محضاً و محض الكفر محضاً و ليقتصّنّ منهما بجميع المظالم و ليقتلنّ في كل يوم و ليلة الف قتلة و يردان الي ماشاء اللّه بهما الخبر و هو طويل.
([12]) اقول: قدكثر في العرف و اللغة اطلاق كلمة سبعين مرة للعدد الكثير مثلاً تقول ان جاءني سبعين مرة فلااعطيه شيئاً اي ان جاءني كثيراً ولو سبعين ولو اكثر منه لااعطيه شيئاً و تقول ان متّ سبعين مرة و احيي سبعين لااخلّي سبيلك او لااقطع مودتي منك و ذلك مستعمل في العرف ايضاً بل في كل لغة حتي الفارسية فيقولون «اگر هفتاد مرتبه هم بيايي نخواهم داد» و في الزيارة الخارجة عن الناحية المقدسة السلام علي سعد بن عبداللّه الجعفي القائل للحسين7 و قداذن له في الانصراف لا واللّه لانخلّيك حتي يعلم اللّه انا قدحفظنا غيبة رسولاللّه فيك واللّه لو اعلم اني اقتل ثم احيي ثم احرق ثم اذري في ذلك سبعين مرة مافارقتك حتي القي حمامي دونك و كيف لاافعل ذلك و انما هي موتة او قتلة واحدة ثم بعدها الكرامة التي لاانقضاء لها ابداً الزيارة و ليس المراد من قوله سبعين مرة خصوص ذلك العدد كماهو ظاهر من سبك الكلام.
و في خبر ان اللّه قال لمحمد9 انتستغفر لهم سبعين مرة فلنيغفر اللّه لهم فاستغفر لهم مائة مرة ليغفر لهم فانزل اللّه سواء عليهم استغفرت لهم ام لمتستغفر لهم لن يغفر اللّه لهم الخبر فيفهم من هذا الخبر انه ليس مراده سبحانه خصوص السبعين و الاّ لكان غفر لهم بعد استغفار رسوله لهم مائة مرة.
و اما وجه اختيار سبعين للعدد الكثير فلان مراتب القابل ثلثون و مراتب المقبول اربعون فذلك يصير سبعين اما مراتب القابل فهي القبضات التسع الفلكية و القبضة الواحدة العنصرية الارضية فان لكل شيء من باب ان كل شيء فيه معني كل شيء يكون فيه تلك القبضات العشرة و لماثبت في الحكمة ان حدود القابلية تدور علي ثلثة اقطاب الي انينشأ الشيء خلقاً اخر فلاجرم يكون لكل شيء هذه الاقطاب الثلثة الجماد و النبات و المعدن البرزخ بينهما و اذا ضربت العشرة في الثلثة يحصل الثلثون عدد مراتب القابلية و مراتب المقبول عشرة و هي القبضات العشر الفلكية و العنصرية و لذلك تتم كل شيء قابلاً و مقبولاً في اربعين سنةً او اربعين يوماً و هو مااشتهر ان الاربعين سرّ من اسرار الحق جلّشأنه و لما كان كل شيء فيه معني كل شيء فلامحالة يكون في القبضات التسع الفلكية و الواحدة العنصرية مقام تفصيل القبضة العنصرية و هي اربعة النار و الهواء و الماء و التراب فهذه اربعون مرتبة فمراتب المقبول بلحاظ اربعون فجمع مراتب القابل مع المقبول سبعون فكل شيء تتم و تكمل في سبعين مرتبة فلذلك يعبر عن اخر مراتب العدد و عدم انتهائها بالسبعين كمانبهنا عليه.
و بلحاظ اخر و بيان اخر ان كل شيء مركب من عشر قبضات تسع من افلاك عالمه و واحد من ارض عالمه و لابد انيدور سبع دورات من بدؤ تكونه الي غاية بلوغه و كماله الممكن فيه ثلثة دورات الدورات القابلية و اربعة منها الدورات المقبولية فدورات القوابل الدورة الجمادية و الدورة النباتية و الدورة المعدنية و دورات المقبول الدورة الحيوانية و الدورة الانسانية و الدورة النبوية و الدورة الامامية و لك انتجعل الانبياء من البرازخ و تجعل اول الدورة الثالثة الدورة الولوية و الدورة الرابعة الدورة الخاتمية التي هي غاية بلوغ الممكن و اقصي مراتبه.
([13]) اقول: المراد من عالم الغيب و الشهادة الولي7 في الباطن فانه يعلم الغيب يعني ما لميكن و الشهادة يعني ما قد كان كما في اخبار عديدة ففي فصلالخطاب عن ابيجعفر7 سئل علي7 عن علم النبي9 فقال علم النبي علم جميع النبيين و علم ما كان و علم ما هو كائن الي قيام الساعة ثم قال و الذي نفسي بيده اني لاعلم علم النبي و علم ما كان و علم ما هو كائن فيمابيني و بين قيام الساعة الخبر و فيه عن ابيعبداللّه7واللّه لقداعطينا علم الاولين و الاخرين فقال له رجل من اصحابه جعلت فداك أعندكم علم الغيب فقال له ويحك اني لاعلم مافي اصلاب الرجال و ارحام النساء ويحكم وسّعوا صدوركم و لتبصر اعينكم و لتع قلوبكم فنحن حجة اللّه في خلقه و لنيسع ذلك الاّ صدر كل مؤمن قوي قوته كجبال تهامة الاّ باذن اللّه واللّه لو اردت اناحصي لكم كل حصاة عليها لاخبرتكم و ما من يوم و لا ليلة الاّ و الحصي تلد ايلاداً كما يلد هذا الخلق و واللّه لتتباغضون بعدي حتي يأكل بعضكم بعضاً الخبر.
([14]) اقول: المراد من المهاجرين في الباطن النقباء و من الانصار النجباء و من الذين اتبعوهم المسلّمون لهم كمايشهد بذلك مارواه علي بن ابرهيم القمي و قدمرّ الخبر و هو صريح في ذلك كمايعلم ذلك بعد التأمل التام فانه قال و هم النقباء و ابوذر و المقداد الي ان قال و من امن و صدّق و ثبت علي ولاية اميرالمؤمنين فترتيب الخبر و سبكه دليل علي ان كلمة النقباء للمهاجرين فانها في مقابلها و ابوذر و المقداد و سلمان و عمار تفسير و باطن للانصار و من امن تفسير و باطن للذين اتبعوهم و المسلّمين لهم و يمكن انيكون المراد من النقباء في الخبر مايشمل النجباء و قوله بعد ابوذر و المقداد تفسير و بيان له لاسيما علي رواية حذف الواو في قوله و ابوذر و يؤيد ذلك كون ابيذر و المقداد و عمار من النجباء و سلمان من النقباء و بالجملة لا اشكال في اطلاق لفظ المهاجرين و الانصار علي النقباء و النجباء في الباطن و يؤمي الي ذلك فيالجملة مارواه السيد الامين الاقاسيد حسين عن جعفر بن محمد بن عمارة عن ابيه قال سمعت الصادق7 يقول المؤمن علوي لانه علا في المعرفة الي ان قال و المؤمن مهاجر لانه هجر السيئات و المؤمن انصاري لانه نصر اللّه و رسوله و اهل بيت رسولاللّه9 الخبر نظراً الي ان المؤمن الحقيقي الواقعي هو النقيب و النجيب لان الايمان بمعني التصديق و التسليم و قدروي ان النجباء هم المسلّمون.
([15]) اقول: انما اوّل اعلي اللّه مقامه المسجد بالامام7 لانه بيت اللّه و الامام ايضاً بيت اللّه الذي قدسكن فيه نور اللّه و نور الرحمن كيف لا و في الخبر قلب المؤمن عرش الرحمن اي عرش استوائه قداستوي و دخل فيه الرحمن او لانهم اهل المساجد حقيقة دون غيرهم او لانهم محل للسجود و الخضوع و التذلل و الاطاعة فهم المساجد كيف لا و قبورهم و مشاهدهم و بيوتهم تكون اليوم الحمدللّه محلاً للسجود و الخضوع و التقبيل و التذلل فعن تفسير العياشي عن الصادق7 في قوله تعالي و اقيموا وجوهكم عند كل مسجد قال يعني الائمة: و في رواية اخري عنه7 في قوله تعالي خذوا زينتكم عند كل مسجد قال يعني الائمة: و عن الصادق7 انه قال في قوله تعالي و انّ المساجد للّه فلاتدعوا مع اللّه احداً ان الامام من المحمد9 فلاتتخذوا من غيرهم اماماً و عن كنزالفوائد عن الكاظم7 قال في الاية المذكورة المساجد هم الائمة: و في رواية اخري و هم الاوصياء و الائمة واحداً بعد واحد فلاتدعوا الي غيرهم فتكونوا كمن دعا مع اللّه احداً و يدل علي ذلك ايضاً الاخبار الواردة في ان المراد من بيتاللّه هم: و انهم المراد من كعبة اللّه و المسجد الحرام و هذه الاخبار كثيرة جداً و مماذكرنا يظهر ايضاً ان المراد من المساجد السوء ائمة الضلال كمسجد الضرار و غيره و لذا قال اعلي اللّه مقامه في قوله تعالي و الذين اتخذوا مسجداً ضراراً اماماً لهم.
([16]) اقول: جعل اعلي اللّه مقامه باطن التقوي ولاية المحمد: و باطن شفاجرف ولاية الاعداء و جعل باطن الذي اسس بنيانه علي تقوي محب المحمد: و الذي اسس بنيانه علي شفاجرف مبغض المحمد: لاخبار كثيرة تدل علي ذلك صراحة و كناية فعن المناقب عن كتاب ابنحنبل ان النبي9 قال ياعلي حبك تقوي و ايمان و عن الاحتجاج عن علي7 في قوله تعالي هدي للمتقين قال يعني شفاء للمتقين من شيعة محمد و علي صلوات اللّه عليهما فانهم اتقوا انواع الكفر فتركوها و اتقوا الذنوب الموبقات فرفضوها و اتقوا اظهار اسرار اللّه و اسرار الائمة فكتموها و اتقوا ستر العلوم عن اهلها ففيهم نشروها و عن كتاب النصوص عن النبي9 انه قال لايحبنا اهل البيت الاّ مؤمن تقي و لايبغضنا الاّ منافق شقي و عن كنزالفوائد عن الرضا7 في قوله تعالي و الزمهم كلمة التقوي قال هي ولاية علي7 و عن كشف الغمة و غيره عن بعض العامة و غيره عن النبي9 انه قال انّ اللّه تعالي عهد الي في علي7 عهداً فقلت بيّنه لي يارب فقال ان علياً نور من اطاعني و راية الهدي و الكلمة التي الزمها المتقون من احبه احبني و من ابغضه ابغضني الي غير ذلك من الاخبار التي تدل علي ان المراد من التقوي علي7و ولايته و محبته و ان الرجل الذي اسس بنيانه علي التقوي و الزمها هو محبّه و وليّه فبحكم المقابلة و التضاد الذي اسس بنيانه علي شفاجرف هار عدوه و مبغضه اذ لا بقاء و لا دوام لمبغضيه و اعدائه فهم بنيان علي شاطئ الوادي المشرف علي السقوط و الفناء و الزوال عكس محبيه و مواليه فانهم ثابتون دائمون لايزولون و لايحولون المؤمن كالجبل لايزيله العواصف و لايحرّكه القواصف و شفاجرف بالقصر و فتح الشين وزان نوي طرفه و جانبه فقوله علي شفاجرف هار اي طرف موضع تجرفه السيول اي اكلت ماتحته و هار الجرف من باب قال انصدع و جرف هار مقلوب من هائر اي منهدم و انهار الجرف انهدم و في الحديث ان النازل بهذا المنزل نازل بشفاجرف هار ينقل الردي علي ظهره من موضع الي موضع و هو مثل للشيء الفاني الزائل الغير الثابت.
([17]) اقول: في فصلالخطاب عن ابيعبداللّه7 ان النبي9 بعث سريةً فلمّا رجعوا قال مرحباً بقوم قضوا الجهاد الاصغر و بقي عليهم الجهاد الاكبر فقيل يا رسولاللّه ما الجهاد الاكبر قال جهاد النفس.
([18]) اقول: و الشاهد علي هذا المدعي من الاخبار ما في فصلالخطاب عن ابيعبداللّه7 انه قال لحمران يا حمران مدّ المطمر بينك و بين العالم قيل يا سيدي و ما المطمر فقال انتم تسمونه خيط البناء فمن خالفك علي هذا الامر فهو زنديق فقال حمران و ان كان علوياً فاطمياً فقال ابوعبداللّه7 و ان كان محمدياً علوياً فاطمياً و قال ليس بينكم و بين من خالفكم الاّ مطمر قيل و ما شيء المطمر قال الذي تسمونه الترّ فمن خالفكم و جاوزه فابرأوا منه و ان كان علوياً فاطمياً و فيه ايضاً عن علي بن موسي الرضا7 في خبر طويل قال لحسن بن الجهم ياابن الجهم من خالف دين اللّه فابرأ منه كائناً من كان من اي قبيلة كان و من عادي اللّه فلاتواله كائناً من كان من اي قبيلة كان الخبر.
([19]) اقول: قدمرّ مايدل علي ذلك في تضاعيف الكتاب و نشير الي بعض الادلة هيهنا ففي تفسير المرءاة عن العياشي عن الباقر7 انه قال في قوله تعالي او من كان ميتاً فاحييناه و جعلنا له نوراً يمشي به في الناس قال الميت الذي لايعرف هذا الامر و نوراً اي اماماً يأتمّ به يعني علي بن ابيطالب7 فقيل قوله كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها فقال بيده هكذا هذا الخلق الذي لايعرفون شيئاً و فيه ايضاً عن الصادق7 في الاية المذكورة قال اي كان ميتاً لايعرف شيئاً من هذا الشأن و في رواية اخري كان جاهلاً عن الحق و الولاية و في رواية اخري احييناه بهذا الامر و جعلنا له نوراً يمشي به في الناس قال النور الولاية كمن مثله في الظلمات قال اي في ولاية غير الائمة.
([20]) اقول: هذا من باب الاشتقاق الوسيط فانه7 جعل خلّفوا اشتقاقه من الخليفة اي علي الثلثة الذين جعلوا انفسهم خليفة او من باب الاشتقاق الصغير فالتفعيل للتكلف و التجشم فهو بمعني التفعل يعني تكلفوا الخلافة و لميكونوا مستحقين لها فغصبوها و جعلوها لانفسهم بالتكلف و التجشم.
([21]) اقول: فانه سبحانه امر في هذه الاية بالكون مع الصادقين بقوله كونوا و الامر للوجوب كمااثبتناه في الاصول و لنذكر بعض مايدل علي ان المراد من الصادقين الائمة او الشيعة كماصرح به اعلي اللّه مقامه فعن الصادق7 قال نحن الصادقون اذا نطقنا و عن معانيالاخبار عن علي7 قال اني في القرءان مخصوص باسماء فاحذروا انتغلبوا عليها فتضلوا ثم قال قال اللّه تعالي انّ اللّه مع الصادقين انا ذلك الصادق و عن جابر و غيره عن الباقر7 و عن ابنعباس و غيره قالا في قوله كونوا مع الصادقين اي كونوا مع علي بن ابيطالب7 و عن علي7 انه قال في هذه الاية نحن الصادقون و عشيرته يعني عشيرة النبي9 و عن ابنعباس ايضاً انه قال كونوا مع علي و اصحابه و في رواية اخري كونوا مع المحمد: قال في المرءاة «لعل المراد باصحابه شيعته الخواص كماذكرنا صدق التأويل عليهم ايضاً».
([22]) اقول: قدذكرنا شرح هذه المعية بلانهاية في البقرة في ذيل قوله تعالي و اعلموا انّ اللّه مع المتقين.
([23]) اقول: الانصراف هنا بمعني التفرق كمانبّه عليه القمي و قدورد في الاخبار ان المراد من التفرق المطلق التفرق عن علي و ولايته كمافي رواية ابيجارود عن الباقر7 في قوله تعالي و لاتفرقوا قال ان اللّه تعالي علم انهم سيتفرقون بعد نبيهم و يختلفون فنهاهم عن التفرق كمانهي من كان قبلهم فامرهم انيجتمعوا علي ولاية المحمد و لايتفرقوا الخبر و لذلك قيد اعلي اللّه مقامه الانصراف بالانصراف عن علي7 و قدذكرنا شواهد و مؤيدات لذلك في الفصل الرابع من المقدمة.
([24]) اقول: كأنه اعلي اللّه مقامه جعل انفس افعل التفضيل من النفيس و هو الشريف يقال ذلك شيء نفيس فالانفس الاشرف الاجيد.
([25]) اقول: جعل اعلي اللّه مقامه متعلق قوله فان تولوا عن علي7 ليكون اشارة الي قول الصادق7 في قوله تعالي فان توليتم فاعلموا انما علي رسولنا البلاغ المبين قال اما واللّه ماهلك من كان قبلكم و ماهلك من هلك حتي يقوم قائمنا الاّ في ترك ولايتنا و جحود حقنا الخبر او لان التولي عن اللّه سبحانه لايتعقل الاّ بالتولي عن علي7 و هكذا يتولي عنه سبحانه كما ان الاقبال و التوجه اليه سبحانه لايحصل و لايتعقل الاّ بالاقبال و التوجه اليه7 ففي الزيارة من قصده توجه بكم الي اخر فقراتها.
([26]) اقول: في فصلالخطاب قال ابوعبداللّه7 سمي الانسان انساناً لانه ينسي و قال اللّه عزّوجلّ و لقدعهدنا الي ادم فنسي الخبر فاشتقاق الناس من النسيان و هو من باب الاشتقاق الكبير و قدنبّهنا عليه في صدر التفسير في ذيل تفسير بسم اللّه الرحمن الرحيم.
([27]) اقول: العرش لغة بمعان منها الملك و سريره و العز و القوام في الامر و ركن الشيء و القصر و من البيت السقف و من القوم رئيسهم المدبر لامرهم و قدورد في كثير من الاخبار بهذه المعاني لاسيما المعني الاول الذي اشار اليه اعلي اللّه مقامه كمافي التوحيد عن الصادق7 في قوله تعالي رب العرش العظيم قال اي الملك العظيم الخبر.
([28]) اقول: في الكافي عن الباقر7 انه قال العبادة هي الاطاعة من اطاع فقد عبد الخبر و قد مرّ علي ذلك شواهد اخر في تضاعيف الكتاب لاسيما تحت عنوان هذه الكلمة.
[29] اقول: و ذلك اشارة الي قوله تعالي كمابدأكم تعودون الاية.
([30]) اقول: كماورد علي ذلك اخبار عديدة منها الدنيا مزرعة الاخرة و منها قول علي7و ان اليوم عمل و لا حساب و غداً حساب و لا عمل و قال في خطبة اخري فارتحلوا منها اي من الدنيا باحسن مابحضرتكم من الزاد و لاتسألوا فيها فوق الكفاف و لاتطلبوا منها اكثر من البلاغ و قال في خطبة اخري فاتقوا اللّه عباد اللّه و بادروا اجالكم باعمالكم و ابتاعوا مايبقي لكم بمايزول عنكم الي ان قال و اعلموا ان الدنيا ليست لكم بدار فاستبدلوا فان اللّه لميخلقكم عبثاً و لميترككم سدي الي غير ذلك من الخطب و الاخبار.
([31]) اقول: اختلاف الليل و النهار و انواع خلق السموات و خلق الارض مع عدم فساد فيها دليل واضح علي وجود قائم بالحق فيه ابداً و انه لميتركه بلا ناظم و الاّ لفسدتا و فسد مافيهما و تنازعوا و تشاجروا لو كان فيهما الهة الاّ اللّه لفسدتا، اذاً لذهب كل اله بماخلق و لعلا بعضهم علي بعض فانتظام الخلق مع اختلاف خلقتها و طبايعها دليل متين علي سائس ناظم لها و اتحاد نوع الخلق فانها كلها موجودات لا معدومات يدل علي احدية صانعها و لو كان لها صانع غير الصانع الحق جلّشأنه لكان له خلق غير هذا الخلق و اثار و انوار غير هذه الاثار و الانوار فالموجودات بتمامها اثار الوجود الحق جلّشأنه و انواره و رسله و لو كان اله غير اللّه لكان يري اثاره و لأتت رسله كماقال علي7 لابنه الحسن يابني لو كان اله اخر لأتتك رسله فافهم فقدبينت لك الحق الصرف مستوراً في الحجاب لعدم قدرتي علي هتك الاستار اكثر مما بـان.
([32]) اقول: لقول اللّه سبحانه عمّ يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون منضماً الي قول الصادق7 النبأ العظيم الولاية و قول علي7 ما للّه اية اكبر مني و لا للّه من نبأ اعظم مني و قول الباقر7 في قوله تعالي انكم لفي قول مختلف فان علياً7 مختلف عليه قداختلفت هذه الامة في ولايته الخبر و قدمرّ مايدل علي ذلك في البقرة في قوله تعالي ولكن اختلفوا فمنهم من امن و منهم من كفر الاية.
([33]) اقول: الاخبار نادية باعلي نداء ببقاء الخلاف الي زمان الظهور بل في اوائله ايضاً و رفعه علي يده و هي كثيرة جداً نذكر منها هنا مايثبت المرام و لو بضمّ بعضها الي بعض ففي فصلالخطاب قيل لابيعبداللّه7 ما بال اميرالمؤمنين7 لميقاتل مخالفيه في الاول قال لاية في كتاب اللّه عزّوجلّ لو تزيلوا لعذّبنا الذين كفروا منهم عذاباً اليماً قيل و مايعني بتزايلهم قال ودايع مؤمنون في اصلاب قوم كافرين فكذلك القائم لنيظهر ابداً حتي تخرج ودائع اللّه عزّوجلّ فاذا خرجت ظهر علي من ظهر من اعداء اللّه عزّوجلّ فقتلهم الخبر و فيه في التوقيع الرفيع الي اسحق بن يعقوب و اما علة ماوقع من الغيبة فانّ اللّه عزّوجلّ يقول ياايها الذين امنوا لاتسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم انه لميكن احد من ابائي الاّ وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه و اني اخرج حين اخرج و لا بيعة لاحد من الطواغيت في عنقي الخبر فيظهر من الخبر الاول انه7 يظهر و يغلب علي الاعداء و يقتلهم فيرفع بذلك الخلاف و من الخبر الثاني انه7 لايكون في عنقه بيعة لاحد من الطواغيت فهو غالب لامحالة فيرفع الخلاف البتة بخلاف اجداده الطاهرين فانهم مغلوبون مظلومون مقهورون فالخلاف باق في زمانهم و عن المفضل قال قلت يا مولاي فكم تكون مدة ملكه يعني القائم فقال قال اللّه عزّوجلّ فمنهم شقي و سعيد الي ان قال مادامت السموات و الارض الاّ ماشاء ربك عطاء غير مجذوذ و المجذوذ المقطوع اي عطاء غيرمقطوع عنهم بل دائم ابداً و ملك لاينفد و حكم لاينقطع و امر لايبطل الاّ باختيار اللّه و مشيته و ارادته التي لايعلمها الاّ هو الخبر و هذا الخبر ايضاً صريح في غلبته و قهره و دوام ملكه و بقائه و لايكون ذلك الاّ برفع الخلاف.
([34]) اقول: تأويل الاية علي مانبّه عليه اعلي اللّه مقامه انما مثل دولة المنافقين و الكفار كماء انزلناه من السماء و انما مثّل للحيوة بالماء لان الحيوة الدنيا من اشعة الافلاك فانه تقع علي الاجساد العنصرية فتحيي فالمراد من الماء شعلات الكواكب و انوارها و اشعتها النازلة علي الارض المخرجة للنبات منها المحيية لها او المراد من الماء الماء الظاهري فان من الماء كل شيء حي ولكن لايخفي ان حيوة المنافقين و الكفار و دولتهم انما هو بواسطة ماء الوجود النازل علي كل موجود اي كل من دخل عرصة الايجاد لا الماء الظاهري فاذا اوّلنا الحيوة الدنيا بدولة المنافقين و الكفار فنأول الماء باشعة الكواكب و انوارها المحدثة للحيوة و المخرجة لانواع الموجودات فاختلط بذلك الماء نبات الارض اي مانبت من الارض و هو الابدان و الاجساد فان حيوتها منه بواسطة اختلاطه بها فان الابدان ارض و الارواح سماء ثم الابدان و الاجساد اما اجساد الانسان و هو المشار اليه بقوله ممايأكل الناس و اما اجساد الانعام و هو المشار اليه بقوله و الانعام او المراد من نبات الارض مانبت من الارض ممايأكل اجساد الانسان و اجساد الحيوان و الانعام اي اجسادهما العنصرية الظاهرية الجمادية و النباتية فان غذاء بدن الانسان بدنه الظاهري و كذلك بدن الحيوان مماينبت من الارض من الاثمار و الحبوب بلاتصفية في الخارج او بالتصفية الخارجية كاللحوم و الالبان و البيوض و امثالها فان امثالها قدتصفّت في الخارج في بدن الحيوانات فصارت غذاء لهما و اما الجسد الحقيقي للانسان فليس غذاؤه مماتنبت من ارض هذه الدنيا و كذلك الجسد الحقيقي للحيوان فان غذاءهما من جنس ارواحهما الاّ انه اكثف و اغلظ فيالجملة نعم غذاء الانسان ممانبت من ارض عالمه و هو ارض العلم و هو ارض عالم الاخرة و غذاء الحيوان ممانبت من ارض عالمه و هو ارض الحيوة و ارض عالم البرزخ فان الانسان و كذلك الحيوان ليس لهما انبعاث من هذه الدنيا و انما بدؤهما من عالم الاخرة و البرزخ فعودهما اليهما و لذلك اوّل اعلي اللّه مقامه قوله ممايأكل الناس و الانعام بمايأكل اجساد الانسان و اجساد الانعام و كان كذلك حتي اذا اخذت الارض زخرفها يعني تمكنت الكفار و عظم امرهم و اشتد سلطانهم بانهم ارض و من الارض كما ان المؤمنين سماء و من السماء فاخذ الارض الزخرف في الباطن تمكن الكفار و استيلاؤهم و سلطنتهم و تزيينهم بامتعة الدنيا و زخرفها.
([35]) اقول: جعل اعلي اللّه مقامه باطن الامر القائم7 لاخبار كثيرة وردت ان الائمة:امر اللّه فعن اميرالمؤمنين7 انه قال ان الامام7 روح قدسي و امر الهي و قال ايضاً ان الائمة من المحمد: اولياء اللّه المقربون و امره بين الكاف و النون و قال في قوله تعالي كل امر حكيم انه الائمة: و عن القائم7 في قوله تعالي اتيها امرنا ليلاً او نهاراً الاية نحن امر اللّه عزّوجلّ و جنوده و عن ابيعبداللّه7 في قوله تعالي اتي امر اللّه فلاتستعجلوه انه قال هو امرنا امر اللّه عزّوجلّ لاتستعجل به و عن الصادق7 في قوله تعالي اتي امر اللّه هو قيام القائم.
([36]) اقول: السلام اسم من اسماء اللّه سبحانه كماقال هو اللّه الذي لا اله الاّ هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر و عن الصادق7 في هذه الاية قال ان السلام هو اللّه و داره التي خلقها لاوليائه الجنة و في الصافي و اللّه يدعو الي دار السلام اي دار اللّه.
([37]) اقول: اوّل اعلي اللّه مقامه الاحسان بولاية اولياء اللّه للخبر المعروف حبّ علي حسنة لاتضر معها سيئة و بغضه سيئة لاتنفع معها حسنة و لغيره من الاخبار التي ذكرنا شطراً منها في ذيل تلك الكلمة في غير هذا الموضع.
([38]) اقول: جعل اعلي اللّه مقامه باطن العاصم الامام لانه العاصم الحافظ للملك يعصمه من الفساد و الزوال و التشاجر و النزاع و الاختلاف و التفرق و التبدد و قدظهر صفة عاصميته سبحانه فيه قال الجوهري في قوله تعالي لاعاصم اليوم من امر اللّه يجوز انيراد لا معصوم اي لا ذاعصمة فيكون فاعلاً بمعني مفعول و من الضروريات المسلميات بين الشيعة ان المعصوم الحقيقي هو الامام7 و صار من الضروريات ان المعصومين اربعة عشر محمد و فاطمة و الائمة الاثناعشر سلام اللّه عليهم اجمعين و بالجملة لا اشكال في ان المراد من العاصم الامام7 .
([39]) اقول: تفسير الاية في الظاهر و من يخرج الانسان الذي هو حي من النطفة التي هي ميتة فان الانسان قد حلّ فيه الروح التي هي الحيوة بخلاف النطفة فانها جماد ميتة لمتحل فيه الروح التي هي سبب الحيوة و لاشك ان بدء الانسان من النطفة فانها بعد ماتعلقت بالرحم و دخلت فيها تصير علقة ثم مضغة ثم عظاماً ثم يكسي العظام لحماً ثم ينشيء خلقاً اخر و هو حين يصير انساناً و اما تفسيرها في الباطن من يخرج المؤمن الذي هو حي بحيوة الايمان من الكافر الذي هو ميت بموت الكفر ففي الكافي عن الصادق7 في قوله تعالي يخرج الحي من الميت قال الحي الذي يخرج من الميت هو المؤمن الذي يخرج من طينة الكافر و الميت الذي يخرج من الحي هو الكافر الذي يخرج من طينة المؤمن ثم قال7 ذلك قوله تعالي أفمن كان ميتاً فاحييناه فانه كان موته اختلاط طينته مع طينة الكافر و كان حيوته حين فرّق اللّه بينهما ثم قال7 ايضاً فكذلك يخرج اللّه عزّوجلّ المؤمن في الميلاد من الظلمة بعد دخوله فيها الي النور و يخرج الكافر من النور الي الظلمة بعد دخوله في النور الخبر.
([40]) اقول: ورد اخبار عديدة تدل علي ان باطن الشركاء الخلفاء و اعداء علي7 و اتباعهم المشاركون في حبهم كماصرح به غير واحد من العلماء ففي تفسير المرءاة «و كذا يجوز تأويل المشركات و الشركاء في مقام الذمّ باعداء الائمة و الشركاء بغصب الخلافة و اتباعهم المشاركين في حبهم» انتهي و لنسرد بعض تلك الاخبار ففي الكافي عن الباقر7 في قوله تعالي ضرب اللّه مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون الاية قال الذي فيه شركاء متشاكسون فلان الاول يجمع المتفرقون ولايته و هم في ذلك يلعن بعضهم بعضاً كالحنفية و الشافعية و غيرهما و الاشاعرة و المعتزلة و اشباههما و مع هذا تقول العامة كلهم علي الحق و كلهم في الجنة و عن تفسير القمي انه قال في هذه الاية انه مثل ضربه اللّه لعلي7 و شركاؤه الذين ظلموه و غصبوا حقه متشاكسون اي متباغضون و روي ايضاً ان المراد بالشركاء في قوله تعالي و جعلوا للّه شركاء الاصنام و الشيطان و حكام الجور و المراد من الاصنام الاول و من الشيطان الثاني و من حكام الجور الثالث و الرابع و سائر بنيامية و بنيعباس و قدورد في اخبار عديدة ان المراد من الشيطان في القرءان الثاني و الاول صنم لانهم عبدوه و اطاعوه من دون اللّه و وليه و عن القمي قال الصادق7 في قوله تعالي و مانري معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء قال الشركاء هم ائمتهم و نزلت الاية في معوية و بنيامية.
([41]) اقول: الظن ظنان كما عن علي7 انه قال الظن ظنان ظن شك و ظن يقين فماكان من امر المعاد من الظن فهو ظن يقين و ماكان من امر الدنيا فهو ظن شك الخبر و عنه7ايضاً قال في قوله تعالي الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم يعني انهم يوقنون البعث و الظن هيهنا اليقين الخبر و عنه7 ايضاً في قوله تعالي و تظنون باللّه الظنونا قال هذا هو ظن الشك و ليس ظن يقين ثم قال الظن ظنان و بالجملة المقصود ان الظن ظنان ظن يقين و حق و هو علي بن ابيطالب7 كمامرّ مراراً مادل علي ان المراد من اليقين و الحق في الباطن هو7 و ظن شك و ريب و باطل و هو ابوبكر بدليل التقابل بينهما و بين علي و ابيبكر لاسيما بعد ماورد ان من قصر عن معرفة الامام كنه معرفته فهو شاك مرتاب و بعد ماورد عن الصادق7 في قوله تعالي منّاع للخير معتد مريب قال المنّاع هو الثاني و الخير ولاية علي7 و حقوق المحمد: و لما كتب الاول كتاب فدك بردّها علي فاطمة3 منعه الثاني و مزق الكتاب فهو معتد مريب الخبر فباطن الاية ان ابابكر لايغني و لايكفي من علي7 الذي هو الحق شيئاً من الاشياء اصلاً و قطعاً.
([42]) اقول: قدمرّ اخبار عديدة في ذيل الكتاب ان المراد به علي7 و سائر الائمة: و القرءان هو الكتاب المنزل علي محمد9 فيشمل ماهنالك ماهيهنا و قال علي7 انا الايمان الذي به كفر و القرءان الذي اياه بحر.
([43]) اقول: هذا تفسير عجيب و تأويل غريب لايدرك لذته الاّ من كان من ابناء الحكمة و تفصيله فيالجملة ان اعمال الانسان اثاره و انواره و صفاته بها يحشر في القيمة بل هو الانسان النازل في عالم الصفات الاتري الاكلية و الشاربية و العالمية و الفاضلية و الكاملية من اثار زيد و انواره يحشر معها في القيمة و هذه هي زيد النازل في مقام الاكل و الشرب و العلم و الفضل و الكمال و الظاهر في هذه الصفات اذا علمت ذلك و قدورد اخبار عديدة ان الشيعة من نور امامه7 حتي انه ورد شيعتنا منا كشعاع الشمس من الشمس و قال7 ان روح المؤمن لاشد اتصالاً بروح اللّه من اتصال شعاع الشمس بها الخبر و انماقال اشد اتصالاً لان بين الشمس و شعاعها ليس الاثرية و المؤثرية و انما هما من جنس واحد و اتصال روح المؤمن بروح اللّه الذي هو الامام7 كمافي الاخبار و الزيارات من باب اتصال الاثر بالمؤثر فانه اثر له و لذلك صار اشد اتصالاً من شعاع
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 422 *»
الشمس بها و كيف كان فالمؤمن و الشيعة اثر للامام7 و نور له و ظهور له و هو الامام الظاهر في عالم الانسانية و الشعور فهو عمله و نوره و صفته و لاتعجب انيكون العمل و النور و الظهور علي هيئة الانسان فان المنير ان كان هو الانسان المطلق فانواره و ظهوراته و تجلياته و اعماله تكون الاناسي و انماسمي النور و الاثر بالعمل لانه عمله و فعله و ظهوره و صنعه قال علي7 نحن صنائع اللّه و الخلق بعد صنائع لنا و قال اللّه سبحانه انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح و بالجملة فعمل كل شيء و صنعه اثاره و انواره فعمل النبي و الائمة: اثارهم و صنعهم و هم شيعتهم و شيعتهم جميع الابرار و الخيرات و عمل الخلفاء و الشركاء و الاعداء اثارهم و صنعهم و هم شيعتهم و شيعتهم جميع الفواحش و السيئات نحن اصل كل خير و من فروعنا كل برّ و اعداؤنا اصل كل شر و من فروعهم كل فاحشة قال علي7 انا المتكلم في لسان عيسي انا يوسف الصديق انا الذي يصلي في اخرالزمان عيسي خلفي انا المتقلب في الصور و قال انا محمد المصطفي انا علي المرتضي كماقال النبي9وسلم علي ظهر مني انا الممدوح بروحالقدس انا الالمعي الذي لايقع علي اسم و شبه.
ثم اعلم ان عمل كل شيء و ظهوره علي حسبه فان كان الشيء و المؤثر جمادياً فاعماله و ظهوراته جمادية و ان كان نباتياً فاعماله و صنائعه و انواره نباتية و ان كان حيواناً فاعماله و صنائعه و انواره حيوانية و ان كان انساناً فاعماله انسانية و هكذا فالمؤثر اذا كان انساناً فاثاره و ظهوراته التي هي اعماله و صنائعه و افعاله كلهم انسان لامحالة و هذا سرّ تسمية الامام7بالعمل الصالح كمافي خبر طارق بن شهاب عن علي7 انه قال الامام العمل الصالح و سرّ قوله تعالي في سورة هود في ابن نوح انه عمل غير صالح و قال علي7 انا صلوة المؤمنين و صيامهم و الصلوة و الصوم عملان مسلماً و هما علي7بمقتضي هذا الخبر فلا غرو انيكون العمل رجلاً و انساناً فافهم و بالجملة فقدعرفت مماذكرنا ان العمل و الاثر يمكن انيكون انساناً شاعراً دراكاً اذا كان مؤثره ايضاً كذلك و تسمية الاثر بالعمل لانه صنعه و فعله و عمله و خلقه و هذا معني ان كل شيء مخلوق بمؤثره و هو موجده و محدثه.
([44]) اقول: مرجع الخلق الي المحمد: لان بدءهم منهم كما في اخبار متعددة قال اللّه سبحانه كمابدأكم تعودون و قال7 ان الينا اياب هذا الخلق ثم ان علينا حسابهم.
([45]) اقول: قدكثر استعمال لفظ الرسول علي الامام7 في الاخبار و لذلك اوّله اعلي اللّه مقامه بالامام فانه المبلّغ احكام اللّه الي الرعية و هو الواسطة بينه سبحانه و بين خلقه و هو بمنزلة النبي بعد ذهابه9 من بين امته فعن الباقر7 في الائمة جعلهم اللّه مواضع الانبياء غير انهم لايحللون شيئاً و لايحرمونه و في بعض الزيارات يا من اصطفاهم اللّه تعالي انّ اللّه اصطفي من الملائكة رسلاً و من الناس و عن ابنشهراشوب قال قال النبي9 ياعلي انت تبلّغ عني رسالاتي فقال يارسولاللّه9 امابلّغت فقال بلي ولكن تبلّغ عني تأويل الكتاب و عن الصادق7 في قوله تعالي ولكل امة رسول قال اي في كل قرن امام يدعوهم الي طريق الحق و عن جابر عن الباقر7 قال سألته عن هذه الاية لكل امة رسول فاذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط و هم لايظلمون قال7 تفسيرها في الباطن ان لكل قرن من هذه الامة رسولاً من المحمد يخرج الي القرن الذي هو اليهم رسول و هم الاولياء و هم الرسل قال و اما قوله تعالي فاذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط معناه ان الرسل يقضون بينهم بالقسط و هم لايظلمون كماقال تعالي الخبر و قدصرح بذلك التأويل الشريف بعض المفسرين لاسيما صاحب المرءاة فانه قال فيها «و قدورد تأويل الرسول بالامام و الرسل بالائمة في بعض الايات بحيث يمكن سجعه الي غيرها مهما يناسب ذلك التأويل فيكون المراد بالرسول حينئذ معناه اللغوي اذ الامام كالرسول بين النبي و الامة او بمعني انهم: بمنزلة الانبياء في الامم الماضية فان بهم تتم الحجة و تحصل معرفة اللّه و احكامه كماورد في الحديث علماء امتي كانبياء بنياسرائيل» انتهي.
([46]) اقول: قال الصادق7 في قوله تعالي حتي اذا رأوا مايوعدون اما العذاب و اما الساعة قال خروج القائم7 و هو الساعة فسيعلمون من هو شر مكاناً و اضعف جنداً يعني عند قيام القائم7 الخبر و دلالته علي تأويل الوعد بخروج القائم و قيامه غير خفية و قدصرح بذلك التفسير في تفسير المرءاة قال «لايخفي ان اللّه وعد الائمة:انيستخلفهم في الارض و يمكّنهم فيها» الي ان قال «و كذلك وعد شيعتهم و من اوفي بعهد اللّه و بماوعد ربه من التمسك بالولاية في الميثاق بخيرات الدنيا و الاخرة و الغلبة علي اعدائهم في الرجعة و كذا اوعد اعداءهم بالذلة و الخزي و العذاب في الدنيا اي في الرجعة و عند قيام القائم و في الاخرة ايضاً» الي ان قال «و هكذا يمكن تأويل اليوم الموعود و الميعاد و امثالهما بزمان قيام القائم و مدة الرجعة».
([47]) اقول: جعل اعلي اللّه مقامه باطن الضر الخلفاء و باطن النفع علياً7 لان الخلفاء هم الضر الواقعي و الضرر الحقيقي و اهل كل ضرر و لميحصل ضرر لاحد الاّ بهم كمايدل علي ذلك خبر المفضل حيث قال فيه ثم يأمر بهما اي الاول و الثاني فيقتص منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر ثم يصلبهما علي الشجرة الي ان قال قلت ذلك اخر عذابهما قال7 هيهات يامفضل واللّه ليردنّ و ليحضرنّ السيد الاكبر محمد رسولاللّه9 و الصديق الاكبر اميرالمؤمنين7 و فاطمة و الحسن و الحسين و الائمة: و كل من محض الايمان محضاً و محض الكفر محضاً و ليقتصّنّ منهما بجميع المظالم و ليقتلنّ في كل يوم و ليلة الف قتلة الخبر اذ لا شك انه سبحانه عادل فلايعذبهم الاّ لانهم الاصل في كل ضرر و معصية و لذلك يقتصّ منهما بجميع المظالم و كذلك في الطرف المقابل علي7 هو النفع الحقيقي الواقعي و منه كل نفع و منفعة و خير و كمال كمايدل علي جميع ذلك اخبار كثيرة و يكفي في الاستدلال عليها قوله7نحن اصل كل خير و من فروعنا كل بر و من البر التوحيد و اعداؤنا اصل كل شر و من فروعهم كل فاحشة.
([48]) اقول: جعل اعلي اللّه مقامه باطن العذاب القائم7 لانه سبحانه به7 يعذب الكفار و المنافقين عند قيامه و ظهوره و رجعته و به يقتلهم فهو نقمة اللّه علي الكفار و نعمته علي الابرار و لذلك يكون نجمه المريخ الذي هو كوكب اهل الحرب و الجدال و القتال فعن الصادق7 في قوله تعالي و لنذيقنّهم من العذاب الادني عذاب الرجعة بالسيف الخبر و عن الصادق7 في تأويل قوله تعالي كذّبت ثمود بطغويها قال ثمود رهط من الشيعة فان اللّه يقول فاما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمي علي الهدي فاخذتهم صاعقة العذاب الهون و هو السيف اذا قام القائم7 و عنه7 ايضاً في قوله تعالي هل تربّصون بنا الاّ احدي الحسنيين الي ان قال و نحن نتربص بهم مع مانحن فيه من الشدة انيصيبهم اللّه بعذاب من عنده و هو المسخ او بايدينا و هو القتل ثم قال و التربص الانتظار الخبر هذا و قدورد اخبار عديدة ان المراد من العذاب علي7 و قدذكرنا مراراً ان الائمة كلهم واحد يثبت لكل واحد منهم مايثبت للاخر لاسيما علي و القائم8فانهما في كثير من امورهما يشبه كل واحد بالاخر و لو في الامور الظاهرية و قدصرح و اعترف بذلك التأويل جمع من المفسرين ففي المرءاة «و لهذا ورد تأويل العذاب في بعض المواضع بعلي7 و في بعضها بالقائم عجل اللّه فرجه و سيفه» انتهي.
([49]) اقول: في تفسير القمي في قوله تعالي و يستنبئونك أحق هو قال اي يستخبرونك اهل مكة في علي7 انه حق اي امام هو قل اي و ربي انه لحق اي امام انتهي. اقول: فعلي هذا الخبر يمكن تأويل الحق بالامام و تأويل هو بعلي7 و هو تأويل شريف فان هو من اسماء الجلالة و قداوّل كثير من اسمائه بالامام و الائمة: كما هو ظاهر علي من تتبع الاخبار و جاس خلال الديار و قدذكرنا شطراً من تلك الاخبار في المقدمة في الفصل العشرين و منها هذا الخبر فانه اوّل فيه الحق الذي من اسماء الحق جلّشأنه بالامام7 فتدبر.
([50]) اقول: يدل بعض الاخبار علي امكان تأويل القسط بالنبي و الائمة: كالاخبار الواردة في تأويل الموازين القسط بهم: و في بعض الزيارات اشهد انكم الحاكمون بالعدل و القسط بل ورد مثل ذلك التأويل عنهم: كما عن كتاب فضائلالشيعة ان النبي9 قال ياعلي انت و شيعتك القائمون بالقسط كما قال اللّه عزّوجلّ و القسط العدل و العدل في ظهر القرءان محمد9 و في بطنه علي7 و في رواية اخري القسط في الظاهر هو العدل و العدل في الباطن اميرالمؤمنين7 الخبر و اذا كان المراد من القسط العدل بمقتضي هذا الخبر فيؤيد المقام ماورد من تأويل العدل بالامام7 كمافي رواية طارق بن شهاب عن علي7 انه قال الامام هو الصدق و العدل كماقال اللّه تعالي و تمت كلمة ربك صدقاً و عدلاً الاية.
([51]) اقول: و الحاصل ان القائم7 يحيي و يميت كمايدل علي ذلك خبر محمد بن صدقة فانه قال ان سلمان الفارسي و اباذر الغفاري رضي اللّه عنهما سألا علياً7 عن معرفة الامام بالنورانية فقال7 و ساق الكلام الي ان قال ياسلمان و يا جندب انا احيي و اميت باذن ربي و انا عالم بضمائر قلوبكم و الائمة من اولادي يعلمون و يفعلون هذا اذا احبوا و ارادوا لانا كلنا واحد اولنا محمد و اخرنا محمد و اوسطنا محمد و كلنا محمد فلاتفرقوا بيننا و نحن اذا شئنا شاء اللّه و اذا كرهنا كره اللّه الويل كل الويل لمن انكر فضلنا و خصوصيتنا و مااعطانا اللّه ربنا لان من انكر شيئاً ممااعطانا اللّه فقدانكر قدرة اللّه و مشيته و في خطبة البيان لعلي7 الذي رواه الخاصة و العامة حتي الترمدي في مناقبه قال قال امام الكاظمين كرم اللّه وجهه انا ايات اللّه و امين اللّه انا احيي و اميت انا اخلق و ارزق انا السميع انا العليم انا البصير انا الذي اجوز السموات السبع و الارضين السبع في طرفة عين انا الاول و انا الثاني الخطبة.
([52]) اقول: الموعظة التي جاءت من عند الرب جلّشأنه هو محمد9 فانه جاء من عنده لهداية الخلق و موعظتهم فسمي بالموعظة من باب المبالغة من قبيل زيد عدل لانه قدبالغ في الوعظ و النصيحة و مايلين به القلب.
([53]) اقول: ورد اخبار عديدة علي ان المراد من الهدي في الباطن علي7 و من الرحمة الشيعة فممايدل علي الاول قول الباقر7 في قوله تعالي فاما يأتينّكم مني هدي قال علي بن ابيطالب7 و عن تفسير القمي عن الصادق7 في قوله تعالي هدي للمتقين يعني تبيان لشيعتنا و قال هذا بعد مافسر الكتاب بعلي7 و ممايدل علي الثاني مافي الكافي عن الباقر7 في قوله تعالي و رحمتي وسعت كل شيء قال يقول علم الامام و وسع علمه الذي هو من علمه كل شيء و هو شيعتنا و قدذكرنا سابقاً مايدل علي هذين البطنين في خلال الكتاب المستطاب.
([54]) اقول: و هو اشارة الي قوله تعالي كتب ربكم علي نفسه الرحمة و المراد من النفس علي7 كماقال السلام علي نفس اللّه القائمة فيه بالسنن.
([55]) اقول: يدل علي ذلك اخبار جاوزت حد التواتر منها اخبار الطينة و منها اخبار اول ماخلق اللّه و منها الاخبار الدالة علي كليتهم و نحن نذكر من كل باب خبراً واحداً اختصاراً ففي خبر جابر الجعفي قال قال ابوجعفر7 كان اللّه و لا شيء غيره و لا معلوم و لا مجهول فاول ماابتدأ من خلق خلقه ان خلق محمداً9 و خلقنا اهلالبيت معه من نوره و عظمته الي ان قال ثم اودعنا بذلك النور صلب ادم فمازال ذلك النور ينتقل من الاصلاب و الارحام حتي صار في صلب عبدالمطلب فافترق النور جزئين جزء في عبداللّه و جزء في ابيطالب و ذلك قوله تعالي و تقلبك في الساجدين يعني في اصلاب النبيين و ارحام نسائهم و عن ابنعباس قال سمعت رسولاللّه9 و هو يخاطب علياً7 و يقول ياعلي ان اللّه تعالي كان و لا شيء معه فخلقني و خلقك روحين من نور جلاله الي ان قال فلما اراد انيخلق ادم خلقني و اياك من طينة واحدة من طينة عليين ثم ساق الكلام الي ان قال ثم قال النبي9 ياعلي فمن ذا يلج بيني و بينك و انا و انت من نور واحد و طينة واحدة و ولدك ولدي و شيعتك شيعتي الخبر و عن سلمان و ابيذر ان علياً7 قال لهما لانا كلنا واحد اولنا محمد و اخرنا محمد و اوسطنا محمد و كلنا محمد فلاتفرقوا بيننا الي غير ذلك من الاخبار و قدكتب في ذلك الاستاد الاعظم كتاباً مستقلاً سمّاه بنعيم الابرار و جحيم الفجار و قدجمع فيه اعلي اللّه مقامه من الاخبار الدالة علي ذلك اكثر من انتعد و تحصي و كتب فيه الايات الدالة عليه و ذكر علي ذلك الاجماع من الفريقين الخاصة و العامة.
([56]) اقول: قدذكرنا مادلّ علي تأويل الرزق بالعلم في صدر الكتاب من الايات و الاخبار و يكفي في الاستدلال عليه قوله7 في قوله تعالي فلينظر الانسان الي طعامه اي الي علمه عمن يأخذه.
([57]) اقول: ورد اخبار عديدة علي ان المحمد: شاهدون علي اعمال هذه الخلائق و افعالهم فعن المقداد قال سمعت النبي9 يقول علي ديّان هذه الامة و الشاهد عليها و في بعض زياراته اشهد انك مضيت للذي كنت عليه شاهداً و شهيداً و مشهوداً و في معاني الاخبار عن الصادق7 في قوله تعالي و شاهد و مشهود قال النبي9 و اميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه و عن الباقر7 في قوله تعالي يوم يقوم الاشهاد و قوله سبحانه و يقول الاشهاد قال هم الائمة: و عن الكاظم7 في قوله تعالي و اكتبنا مع الشاهدين قال نحن نشهد للرسل علي اممهم و عن علي7 قال ان اللّه تعالي ايانا عني بقوله شهداء علي الناس فرسول اللّه شاهد علينا و نحن شهداء علي خلقه قال اللّه تعالي و كذلك جعلناكم امة وسطاً الي قوله تعالي عليكم شهيداً و عن الصادق7 في قوله تعالي فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد و جئنا بك علي هؤلاء شهيداً قال نزلت في امة محمد9خاصة و في كل قرن منهم امام منا شاهد عليهم و محمد9 شاهد علينا و روي عنه7انه قال لايكون شهداء علي الناس الاّ الرسل و الائمة دون سائر الامة فانه غير جائز انيستشهد اللّه بهم و فيهم من لاتجوز شهادته في الدنيا علي حزمة بقل.
([58]) اقول: قدذكرنا شاهد هذا التأويل من الايات و الاخبار في البقرة في ذيل قوله تعالي و انزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس.
([59]) اقول: فسّر المتقون بالشيعة كمافي الخبر المروي عن الصادق7 قال في قوله تعالي هدي للمتقين يعني تبيان لشيعتنا فالذين يتقون يتشيعون اي يسعون في انيصيروا شيعة و بالتقوي عن ولاية الاعداء كما عن علي7 في قوله تعالي و اتقوا اللّه يعني اتقوا اللّه في ظلم المحمد: و ترك ولايتهم و عن الصادق7 في قوله تعالي و اما من اعطي و اتقي قال اعطي الخمس و اتقي عن ولاية الطواغيت.
([60]) اقول: ورد اخبار عديدة في تأويل الليل باعداء المحمد و استيلاء دولتهم و اختفاء النبي و الائمة و دولتهم فعن الباقر7 في قوله تعالي و اية لهم اللّيل نسلخ منه النهار فاذا هم مظلمون يعني قبض محمد9 و ظهرت الظلمة فلميبصروا فضل اهلبيته و عن الصادق7 في قوله تعالي والليل اذا يغشيها قال ذلك ائمة الجور الذين استبدوا بالامر دون المحمد و جلسوا مجلساً كان الالرسول اولي به منه فغشوا دين رسولاللّه9بالظلم و الجور و في روايات عن الصادقين8 في هذه الاية ان الليل عتيق و ابن صهاك و بنوامية و عن الباقر7 في قوله تعالي والليل اذا يغشي قال الليل في هذا الموضع الثاني غشي علياً7 في دولته التي جرت له عليه و امر اللّه اميرالمؤمنين7 انيصبر في دولتهم حتي تنقضي و عن علي7 في قوله تعالي والليل اذا عسعس قال يعني ظلمة الليل و هذا مثل ضربه اللّه لمن ادعي الولاية لنفسه و عدل عن ولاة الامر و كذلك ورد اخبار عديدة في تأويل النهار بمحمد و اله: و بدولتهم و غلبتهم و سلطنتهم و هو حين قيام القائم7 و ظهوره و لذلك اوّل به اكثر من الباقين سلام اللّه عليهم اجمعين فعن الصادق7 في قوله تعالي و النهار اذا جلّيها قال هو قيام القائم7 و عنه7 ايضاً في قوله تعالي والنهار اذا تجلي قال النهار هو قائمنا اهلالبيت اذا قام غلب دولة الباطل الخبر و عن الباقرين8 قالا والنهار اذا جلّيها الحسن و الحسين و المحمد: و عن الصادق7 في الاية المذكورة قال ذاك الامام من ذرية فاطمة يسأل عن دين رسولاللّه فيجلّيه لمن يسأله عنه انّ في ذلك لايات لقوم يسمعون.
([61]) اقول: المراد من نوح في الباطن محمد9 كماسيأتي شواهده عن قريب.
([62]) اقول: اجر الرسالة مودة ذويالقربي كماقال لااسألكم عليه اجراً الاّ المودة في القربي و انما صار اجره ذلك لان الرسالة امر عظيم و خطب جسيم و لايصلح انيكون شيء من الاشياء الدنيوية اجراً له لعظم شأنها و علوّ مرتبتها الاّ الافئدة و القلوب فانها اشرف ماهي لنا فان صلح شيء ممالنا فهذه تصلح لانها الاشرف كماعلمت فينبغي لنا اعطاء قلوبنا و افئدتنا اياه9 اجراً لرسالته و هذا معني الحبّ و المودة فانه اذا هاج ريح المحبة اثر المحبوب علي نفسه و هواه علي هواها فاجر الرسالة المحبة و المودة لذويالقربي و اهلالبيت: و لميسأل المنافقين و الكفار هذا الاجر العظيم و انما سأل المؤمنين فقال و ان توليتم فماسألتكم ايها الكفار و المنافقون من اجر اخاف عليه فوته بتوليكم و انماسألت المؤمنين دونكم فان مفهوم الوصف حجة كمابيّنّاه في موضعه ثم نبّه علي ذلك بالاشارة و الكناية بقوله ان اجري الاّ علي اللّه فاللّه يعطي اجره يعني مودة اوليائه و محبة اهلبيته بواسطة المؤمنين الذين مودتهم مودة اللّه و محبتهم محبة اللّه كمايرشد الي ذلك اخبار كثيرة متواترة قال في القدسي من اذي لي ولياً فقدبارزني بالمحاربة و دعاني اليها و من سرّ مؤمناً فقدسرّني و من سرّني فقدسـرّ اللّه.
([63]) اقول: الفلك السفينة و قدورد تأويلها في اخبار عديدة بالائمة و ولايتهم و محبتهم ففي بعض زيارات علي7 السلام عليك يا فلك النجاة و في بعض زيارات الائمة:اشهد انكم سفينة النجاة و عن علي7 انه قال في حديث له واللّه مامثلنا في هذه الامة الاّ كمثل سفينة نوح و كباب حطة بنياسرائيل و عن النبي9 انه قال مثل اهلبيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجي و من تخلف عنها هلك و عن علي7 في بعض خطبه قال انا انشأت جواري الفلك قال الباقر7 يعني به ان ائمة الهدي: مني و عن علي7 قال من احبّ انيركب سفينة النجاة و يستمسك بالعروة الوثقي او يعتصم بحبل اللّه المتين فليتول علياً بعدي و ليعاد عدوه و ليأتمّ بائمة الهدي من ولده فانهم خلفائي الخبر الي غير ذلك ممايدل علي ان المراد من الفلك و السفينة و الجارية المحمد و ولايتهم و محبتهم فمن ركبها نجي و من تخلف عنها هلك فاذا كان المراد من الفلك ولاية اهل البيت فالمراد من الغرق، الغرق في بحر الفتن فان اعداءهم كلهم قدغرقوا في هذا البحر و هلكوا.
([64]) اقول: و قدذكرنا شواهد ذلك في السابق و لنشير الي بعضها هنا فاقول لا شك ان مثل نوح في هذه الشريعة محمد9 فانه هو نوح الاول كيف لا و وليه و وصيه يقول انا ادم الاول انا نوح الاول انا ابرهيم الخليل حين القي في النار انا مونس المؤمنين بل قال انا صاحب نوح و منجيه انا صاحب ايوب المبتلي و منجيه و شافيه انا صاحب يونس و منجيه و قال انا الذي حملت نوحاً في السفينة التي عملها انا الذي انجيت ابرهيم و مؤانسه انا مونس يوسف في الجبّ و مخرجه انا صاحب موسي و الخضر و معلمهما الخبر و لا شك انهم كلهم محمد كماقال كلنا محمد اولنا محمد اوسطنا محمد اخرنا محمد فقول علي7 انا ادم الاول انا نوح الاول هو قول رسولاللّه9 فرسولاللّه قال من لسان علي و بلسانه انا نوح الاول و بالجملة المراد انه هو نوح الاول و الرسل من بعده هم الائمة الهداة من ذريته و قدذكرنا الاخبار الدالة علي انه اطلق لفظ الرسل علي الائمة كثيراً في الاعراف في قوله تعالي لقدجاءتهم رسلنا بالبينات.
([65]) اقول: ورد في الخبر الراضي بجرح المجروح كجارحه و روي الدالّ علي الخير كفاعله و الاخبار بهذا المضمون كثيرة كماهو من المسلميات في الفروع و الفقه.
([66]) اقول: قدذكرنا انفاً مادلّ علي ان المراد من موسي و سائر الانبياء الائمة: و نزيده هنا بذكر خبر المفضل قال قال المهدي7 مسنداً ظهره الي الكعبة يا معشر الخلائق الا و من اراد انينظر الي ادم و شيث فها انا ذا ادم و شيث الا و من اراد انينظر الي نوح و ولده سام فها انا ذا نوح و سام الا و من اراد انينظر الي ابرهيم و اسمعيل فها انا ذا ابرهيم و اسمعيل الا و من اراد انينظر الي موسي و يوشع فها انا ذا موسي و يوشع الا و من اراد انينظر الي عيسي و شمعون فها انا ذا عيسي و شمعون الا و من اراد انينظر الي محمد و اميرالمؤمنين فها انا ذا محمد و اميرالمؤمنين الا و من اراد انينظر الي الحسن و الحسين فها انا ذا الحسن و الحسين الا و من اراد انينظر الي الائمة الطاهرين من ولد الحسين فها انا ذا الائمة: الخبر.
([67]) اقول: ففي رواية الصدوق عن الباقر7 انه قال في قوله تعالي و يحقّ الحق بكلماته يعني بالكلمات الائمة و القائم من المحمد: و عن علي7 انه قال انا كلمة اللّه التي يجمع بها المتفرق و يفرق بها المجتمع و عن الرضا7 في قوله تعالي مانفدت كلمات اللّه قال نحن الكلمات التي لاتدرك فضائلنا و لاتستقصي الي غير ذلك من الاخبار. و اما تأويل المجرمين بالنواصب و اعداء المحمد: لان نصبهم و عداوتهم هو الجرم الحقيقي الواقعي الذي لايغفر لمجرمه ولو عبد عبادة الثقلين ففي بعض زيارات علي7و اجرم من نصب لك و في رواية ابيبصير في قوله تعالي كذلك نفعل بالمجرمين قال من اجرم الي محمد و اله: و ركب من وصيه ماركب و عن جابر قال قال الباقر7 في قوله تعالي يتساءلون عن المجرمين قال قال رسولاللّه لعلي7 المجرمون ياعلي المكذبون بولايتك و عن الصادق7 انه قال في قوله تعالي انّ الذين اجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون ان الاية نزلت في علي و في الذين استهزءوا به من بنيامية و المنافقين و ذلك انّ علياً7 مرّ علي قوم من بنيامية و المنافقين فسخروا منه و عن تفسير فرات بن ابرهيم عنه7 في هذه الاية انه قال هم الاول و الثاني و من تابعهما.
([68]) اقول: ان اخذ الاية علي ظاهرها فالمراد من فرعون نفسه و اذاً المراد من موسي ايضاً نفسه اذ ماامن لموسي الاّ ذرية من قومه علي خوف من فرعون و ملائهم و اما اذا اخذ الاية علي الباطن فالمراد من فرعون اله و قدعرفت ان ال الرجل يسمي باسم ذلك الرجل فالمراد من موسي محمد9 اذ ماامن بمحمد9 ايضاً الاّ ذرية من قومه و هم الشيعة فانهم من قومه اي من المحمد: فانهم: قومه9 كماقال شيعتنا منا كشعاع الشمس من الشمس فالشيعة منهم و قال سلمان منا اهلالبيت قال من انفسكم قال من انفسنا و قال امام العصر عجل اللّه فرجه اللّهم ان شيعتنا منا خلقوا من نورنا و عجنوا بماء ولايتنا فالشيعة من المحمد: فهم ذرية من قومه علي خوف من فرعون و هو فرعون زمانه الذي هو من الفرعون السابق و المراد من الايمان هو الايمان الواقعي الذي لايحصل الاّ بالايمان بعلي و الائمة من ولده فماامن بمحمد9 بالايمان الحقيقي الاّ جماعة قليلة و هو من بقي علي التشيع بعد ذهابه9 و الاّ فامنوا بالايمان الظاهري غير الذرية من قومه كثير من الفرعون و ملائه.
([69]) اقول: باطن اسرائيل علي7 فبنوه الائمة: كمايدلّ عليه فقرة زيارة صفوان عن الصادق7 السلام علي اسرائيل الامة و عن هرون بن محمد قال سألت اباعبداللّه7عن قوله سبحانه يا بنياسرائيل قال هم نحن خاصة و عن محمد بن علي قال سألت الصادق7 عن قوله تعالي يا بنياسرائيل قال هي خاصة بالمحمد: .
([70]) اقول: قدذكرنا سابقاً خبر طارق بن شهاب عن علي7 المشتمل علي تأويل الصدق بالامام قال7 فيه الامام هو الصدق و العدل كماقال اللّه تعالي و تمت كلمة ربك صدقاً و عدلاً و في اخبار عديدة عن النبي9 في قوله تعالي و كذّب بالصدق الصدق علي7الخبر فالصدق في الباطن ان اخذ اسماً فمعناه الامام و ان اخذ مصدراً فمعناه الامامة و المناسب هنا معناه المصدري بعد ردّه الي الباطن.
و اما تأويل الطيبات بالعلوم الالهية لان المراد منها الارزاق الطيبة التي رزقت بها بنوعلي: و لاشك ان رزقهم و بقاءهم: بذكر اللّه و العلوم النازلة منه اليهم فعن ضريس الكناسي قال سمعت اباجعفر7 يقول و عنده اناس من اصحابه عجبت من قوم يتولونا و يجعلونا ائمة و يصفون ان طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة الرسول9 ثم يكسرون حجتهم و يخصمون انفسهم بضعف قلوبهم فينقصونا حقّنا و يعيبون ذلك علي من اعطاه اللّه برهان حق معرفتنا و التسليم لامرنا أترون ان اللّه تبارك و تعالي افترض طاعة اوليائه علي عباده ثم يخفي عنهم اخبار السموات و الارض و يقطع عنهم مواد العلم فيمايرد عليهم ممافيه قوام دينهم الخبر و عن ابيعبداللّه7 ان للّه تبارك و تعالي علمين علماً اظهر عليه ملائكته و انبياءه و رسله فمااظهر عليه ملائكته و انبياءه و رسله فقدعلمناه و علماً استأثر به فاذا بدا للّه في شيء منه اعلمنا ذلك و عرض علي الائمة الذين كانوا من قبلنا و عن ابيجعفر7 قال نزل جبرئيل7 علي رسولاللّه9برمّانتين من الجنة فاعطاهما اياه فاكل واحدة و كسر الاخري بنصفين فاعطي علياً نصفها فاكلها فقال ياعلي اما الرمانة الاولي التي اكلتها فالنبوة ليس لك فيها شيء و اما الاخري فهو العلم فانت شريكي فيه و قال في خبر اخر فلميعلم واللّه رسولاللّه9 حرفاً مماعلّمه اللّه عزّوجلّ الاّ و قدعلّمه علياً ثم انتهي العلم الينا ثم وضع يده علي صدره و عن الباقر7 في قوله تعالي و يحلّ لهم الطيبات قال اخذ العلم من اهل الخير الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار فيعلم من هذه الاخبار بعد ضمّ بعضها الي بعض ان المراد من الطيبات هنا العلوم الالهية في بطن القرءان اذ يعلم من الخبرين الاولين ان اللّه سبحانه رزقهم من علومه ممافيه قوام دينهم و بقدر ماعلم الانبياء و الرسل و الملائكة و يعلم من الخبر الاول انه يمكن انيكون رزق الشيء و قوامه العلم كمايفهم ذلك من الخبر الاخير و من قوله7 في قوله تعالي فلينظر الانسان الي طعامه الي علمه عمن يأخذه و يعلم من خبر الرمانتين ان العلم طعام طيب من الجنة يؤكل و يرزق به كالرمان و لهذا سمي به فلا غرو ان اوّل الارزاق الطيبة بالعلوم الالهية.
([71]) اقول: قدذكر مادلّ علي ان المراد من الاية الامام7 كمافي الخبر المروي عن علي7 انه قال ما للّه اية اكبر مني و مادلّ علي ان المراد من العذاب علي وجه في الباطن القائم7 كماقال علي7 انا عذاب يوم الظلة و هم كلهم واحد اولهم محمد اخرهم محمد اوسطهم محمد كلهم محمد.
([72]) اقول: هذا تفسير عجيب و تأويل غريب فيه من الاسرار و الفضائل مالايحصي و قداشرنا الي بيانه في ذيل قوله تعالي و يقتلون النبيين و بيانه هنا ايضاً فيالجملة انّ لمحمد9 مقاماً كلياً و اطلاقياً قدتجلي في جميع الانبياء و الرسل فكلهم تجلياته و انواره و ظهوراته و التجليات و الظهورات وجودها و قوامها بل و حيوتها بالمتجلي و المنير و لايتمكن احد من التصرف فيها الاّ بالتصرف في المنير الاتري انك لاتقدر علي اخماد نور الشمس الاّ بازالة الشمس و كذلك لاتقدر علي اطفاء نور السراج الاّ باطفائه و ذلك لان الاثر قائم بمؤثره لايحتاج في وجوده الي شيء في ملك اللّه ابداً دهرياً الاّ الي مؤثره فنجاة الرسل لايمكن الاّ بنجاة محمد الذي هو مؤثرهم و كذلك قتلهم لايمكن الاّ بقتله و الدليل علي ذلك قوله9 اما النبيون فانا و قدذكرنا شواهد ذلك في ذيل قوله و يقتلون النبيين و نكتفي هنا بماذكرنا من الاشارة و تفصيله موكول الي ماهنالك.
([73]) اقول: قدمـرّ الاشارة الي ذلك البطن في ذيل اية فولّ وجهك شطر المسجد الحرام و لنذكر حاصل باطن الاية علي الوجهين فمعني بطن الاية اقم علياً7 لاقامة الدين و رفع انحرافاته او المعني اقم الشيعة لعلي7 اي لانيكونوا لمنفعة علي فاجعلهم وجهة له و جنة ليقع البلايا و المحن عليهم و احفظ علياً بهم و ابطنه فيهم فافهم فمعني الاية في الباطن اقم علياً7 ايها النبي9 لاقامة الدين و رفع انحرافاته و اعوجاجاته لا الخلفاء فقداقامه في غدير خم و امتثل امر ربه او المعني اقم الشيعة للدين اي لعلي7 فانه الدين كماقال الباقر7 ان الدين علي بن ابيطالب و في زيارته السلام علي الدين المأثور اي لانيكونوا لمنفعة علي7 فاجعلهم يداً للّه و جنة و وجهاً فاجعل علياً في باطنهم ليحفظ من البلايا و المحن بهم و ابطنه بهم و فيهم حتي لايصل احد اليه الاّ بهم و فيهم فاجعل بينهم و بين القري التي باركنا فيها قري ظاهرة و احصن هذه القري المباركة بتلك القري الظاهرة او اقم الشيعة لاقامة الدين و رفع انحرافاته كمافي اخبار عديدة ماحاصله ان لنا في كل خلف عدولاً ينفون عن ديننا تأويل الجاهلين و تحريف الغالين و انتحال المبطلين.
([74]) اقول: قدمـرّ شواهد ذلك من قول الصادق7 ان ولاية علي7 لحق اليقين و قول علي7 ناجيت النبي عشر نجوات لمانزلت اية النجوي فكان منها انني سألته ما الحق قال الاسلام و القرءان و الولاية اذا انتهت اليك و قول الصادق7 في قوله تعالي قدجاءكم الرسول بالحق من ربكم قال في ولاية علي7 .
([75]) اقول: و ذلك بناء علي انيرجع الكناية في نفسه الي النبي9 و لا شك ان نفس النبي9 علي7 بدليل اية و انفسنا و انفسكم او انترجع الي اللّه فانه7 ايضاً نفس اللّه بدليل فقرة الزيارة السلام علي نفس اللّه القائمة فيه بالسنن.
([76]) اقول: جعل اعلي اللّه مقامه متعلق الوحي امر علي7 و ولايته للخبر المروي عن الباقر7 في قوله تعالي فاستمسك بالذي اوحي اليك قال يعني في علي7 و في قوله تعالي فاوحي الي عبده مااوحي قال سئل النبي9 عن ذلك الوحي فقال اوحي الي ان علياً سيد المؤمنين و امام المتقين و قدصرح بذلك جماعة من العلماء الاخيار ففي المرءاة «ثم انه يظهر من اخبار تأويل ماعبّر اللّه عنه في القرءان بمثل قوله مااوحي اللّه و الذي اوحي و نحوهما بالوحي المتعلق بالولاية في بعض الايات و لعله يمكن بذلك تأويل امثال تلك الايات ايضاً بذلك» انتهي و قدذكرنا فصلاً مشبعاً في ذلك في الفصل الرابع في المقدمة.
و اما جعله اعلي اللّه مقامه متعلق الصبر الصبر علي الاذي فلقول الصادق7 في قوله تعالي اصبروا و صابروا و رابطوا يعني اصبروا علي الاذي فينا اهلالبيت و عن الصادق7 ان النبي9 جمع علياً و فاطمة و الحسن و الحسين: في بيته و اخبرهم بانهم سيلقون من اعاديهم شدة و قال ان اللّه عزّوجلّ يقول قدجعلت عدوّكم لكم فتنة فماتقولون قالوا نصبر لامر اللّه و مانزل من قضائه حتي نقدم عليه فنزلت هذه الاية و جعلنا بعضكم لبعض فتنةً أتصبرون و كان ربك بصيراً.
و اما قوله اعلي اللّه مقامه حتي يحكم اللّه علي لسان القائم فهو اشارة الي فقرة الزيارة و بكم حكم اللّه الزيارة و تقديم الجار لافادة الحصر اي بكم يحكم دون غيركم الاّ ان هذه الصفة يظهر في القائم7 الذي يحكم بحكم الداود كمافي اخبار عديدة تركناها اختصاراً.
([77]) اقول: فان يوم القائم و ظهور النبي9 يوم كبير عظيم ليس يوم اعظم و اكبر من هذا اليوم قال في المرءاة «ان الذي يظهر من الاخبار ايضاً تأويل اكثر الايام التي وردت بحسب التنزيل بالنسبة الي يوم القيمة الكبري كيوم الدين و يوم القيمة و يوم الخروج و اليوم الاخر و امثالها بيوم قيام القائم و زمان الرجعة و كذا يظهر من اخبار تأويل كثير من تلك الايام بيوم اخذ ميثاق الولاية في عالم الذر و يوم الغدير و غيرهما حتي انه يظهر من اخبار تأويل غير تلك الايام ايضاً بيوم قيام القائم7 و الرجعة و بين اخذ الميثاق و نحوها بادني مسكة كتأويل يوم الحج الاكبر و يوم الفتح و يوم الوقت المعلوم و يوم يسمعون الصيحة بالحق و يوم كان مقداره خمسين الف سنة و يوم ينفخ في الصور و يوم الفصل و امثالها بقيام القائم و تأويل يوم الجمعة و نحوها بيوم اخذ الميثاق و بالجملة اكثر الايام الواردة في القرءان مايمكن تأويله باحد ماذكر بل باكثر ايضاً حتي انه ورد تأويل اليوم الاخر مثلاً بالقائم7 و بيوم الغدير و يوم قيام القائم» ثم شرع في سرد الاخبار الدالة علي ذلك و عن تفسير العياشي عن الباقر7 في قوله تعالي يوم الحج الاكبر قال خروج القائم صلوات اللّه عليه و علي ابائه الخبر بناء علي انيكون الاكبر صفة اليوم لا صفة الحج.
([78]) اقول: قدورد تأويل الصبر بالصبر عن المعصية و الصبر عن الكفر و الفخر هو الصبر عن اعظم المعاصي اذ لا معصية اعظم من الكفر و الفخر قال الصادق7 في قوله تعالي اصبروا و صابروا قال اصبروا عن المعاصي و صابروا علي الفرائض.
([79]) اقول: عن الباقر7 في هذه الاية اي قوله من كان يريد الحيوة الدنيا و زينتها يعني فلاناً و فلاناً و ورد ايضاً عنهم: تأويل الحيوة الدنيا بولاية الثلثة كمامرّ الاشارة اليه سابقاً و عن الصادق7 في قوله تعالي كمن زيّن له سوء عمله يعني الذين غصبوه اي علياً7 حقه.
([80]) اقول: كماروي انه نعمة اللّه علي الابرار و نقمته علي الفجار و لانه عذاب علي الكافرين كمافي بعض زياراته كنت علي الكافرين عذاباً صبّاً.
([81]) اقول: قدكثر في العرف استعمال السمع بمعني التعلم و القبول و الطاعة و البصر بمعني العلم فيقال فلان لايسمع كلامي اي لايطيعني و يقال ماسمع ماقلت له اي ماقبل و يقال سمعت ذلك اي تعلمت و فهمت و يقال لاتبصر ذلك اي لاتعلم و لاتعرف قال في القاموس و يقال لانسمع من هذا و نسمع من ذلك لايقبل من الاول و يقبل من الثاني و من هذا القبيل قولهم لانقدر علي اسماعه و في المجمع قوله هو السميع البصير اي العالم و البصير في اسمائه تعالي هو الذي يشاهد الاشياء كلها ظاهرها و خافيها من غير جارحة و قال في قوله فبصرك اليوم حديد اي علمك بمااوتيت به نافذ و قوله بصرت بمالميبصروا به اي رأيت مالميروه او علمت مالميعلموه و يقال بصرت علمت و ابصرت نظرت و روي عنهم: في قوله تعالي و نحن اقرب اليه منكم يعني اقرب الي اميرالمؤمنين علي منكم ولكن لاتبصرون اي لاتعرفون الخبر و قال في قوله تعالي سمّاعون للكذب اي قائلون للكذب كمايقال لاتسمع من فلان اي لاتقبل منه و قال في قوله سمّاعون لهم مطيعون و منه قولك في الدعاء اعوذ بك من دعاء لايسمع اي لايقبل و لايستجاب الي غير ذلك من الشواهد و المقصود بيان ان قوله اعلي اللّه مقامه في قوله تعالي ماكانوا يستطيعون السمع التعلم و الطاعة و ماكانوا يبصرون يعلمون هذا من باب تفسير الظاهر لا التأويل و الباطن اذ قدعرفت استعمالهما علي ماذكره اعلياللّهمقامه في الشرع و العرف و اللغة.
([82]) اقول: و قدورد علي كل واحد من المعنيين اخبار عديدة و كذا ورد اخبار عديدة انهم خزان اللّه و صاحب الخزينة فممايدل علي الاول الخبر المروي عن الصادق7 عن ابائه: ان في العرش تمثال جميع ماخلق اللّه من البر و البحر و ان هذا تأويل قوله تعالي و ان من شيء الاّ عندنا خزائنه الخبر علي انيكون المراد من العرش المحمد:كمايستفاد من الاخبار و ممايدل علي الثاني الحديث النبوي انا خزانة العلم و علي مفتاحه و ممايدل علي الثالث قولهم: نحن خزنة وحي اللّه و قولهم ايضاً نحن الخزنة و الابواب و قول الصادق7 انّا لخزّان اللّه في ارضه و سمائه لا علي ذهب و لا علي فضة الاّ علي علمه و في رواية اخري نحن خزان اللّه في الدنيا و الاخرة و شيعتنا خزّاننا و عنه7 نحن خزان اللّه علي دينه نخزنه و نستره و نكتم به من عدونا كمااكتتم رسولاللّه9 حتي اذن له في الهجرة و خبر سدير قال قلت لابيعبداللّه7 انّ قوماً يزعمون انكم الهة يتلون علينا بذلك قرءاناً و هو الذي في السماء اله و في الارض اله فقال يا سدير سمعي و بصري و بشري و لحمي و دمي و شعري من هؤلاء براء الي ان قال قلت له فما انتم قال نحن خزان علم اللّه نحن تراجمة امر اللّه نحن قوم معصومون امر اللّه تبارك و تعالي بطاعتنا و نهي عن معصيتنا نحن الحجة البالغة علي من دون السماء و فوق الارض.
([83]) اقول: و ذلك اشارة الي قوله سبحانه عالم الغيب فلايظهر علي غيبه احداً الاّ من ارتضي من رسول علي انيكون من رسول بيان لـ من ارتضي فالرسول المرتضي يعلم الغيب كمافي خبر سدير الصيرفي قال سمعت حمران يسأل اباجعفر7 عن قول اللّه عزّوجلّ بديع السموات و الارض فقال ابوجعفر7 ان اللّه عزوجل ابتدع الاشياء كلها بعلمه علي غير مثال كان قبله فابتدع السموات و الارض و لميكن قبلهن سموات و لا ارضون اماتسمع لقوله تعالي و كان عرشه علي الماء فقال له حمران أرأيت قوله جلّذكره عالم الغيب فلايظهر علي غيبه احداً فقال له ابوجعفر7 الاّ من ارتضي من رسول و كان واللّه محمد ممن ارتضاه الخبر.
([84]) اقول: لميقل اني لست بملك لانه كان من الملائكة الكروبيين و انماقال اني لماقل ذلك و اناكون و يدلّ علي انه لميكن من العالين ما عن ابيسعيد الخدري قال سألنا رسولاللّه9 عن قوله تعالي ام كنت من العالين من الذين هم اعلي من الملائكة فقال انا و علي و فاطمة و الحسن و الحسين كنّا في سرادق العرش نسبح اللّه و نقدسه فلمّاخلق الله ادم امر الملائكة انيسجدوا له و لميأمرنا بالسجود فلما ابي ابليس من السجود قال اللّه تعالي له استكبرت ام كنت من العالين اي من هؤلاء المكتوب اسماؤهم في سرادق العرش.
([85]) اقول: لاني لااملك لنفسي نفعاً و لا ضراً و لاموتاً و لاحيوةً و لانشوراً كمافي الدعاء و في دعاء اخر استغفر اللّه الذي لا اله الاّ هو توبة عبد ذليل خاضع مسكين مستكين مستجير لااملك لنفسي نفعاً و لاضراً و لاموتاً و لاحيوةً و لانشوراً.
([86]) اقول: ورد اخبار عديدة في ان اهل بيت محمد: هم سفينة النجاة التي من ركبها نجي و من تخلف عنها هلك و اذا كان المراد من السفينة هم: فالمراد من صنعهم الفلك اظهار انهم الفلك للرعية لانهم كانوا سفن النجاة و ادم بين الماء و الطين غاية الامر ان امرهم كان مخفياً فامر اللّه سبحانه محمداً باظهار امرهم و اظهار انهم سفن النجاة ففي بعض زيارات اميرالمؤمنين7 السلام عليك يا فلك النجاة و في بعض زياراتهم ايضاً اشهد انكم سفينة النجاة و في حديث نحن مصابيح العلم و مصابيح الظلام و سفينة النجاة و اعلام التقي و في الخبر النبوي مثل اهل بيتي كمثل سفينة نوح و هذا الخبر متواتر و في الخبر العلوي والله مامثلنا في هذه الامة الاّ كمثل سفينة نوح و كباب حطة بنياسرائيل و في الخبر المروي عن الصادق7 في قوله تعالي و حملناكم في الجارية قال يعني اميرالمؤمنين و اصحابه قال صاحب المرءاة: «قال شيخنا العلامة رحمهاللّه اشار7 ان علياً7 في هذه الامة كسفينة نوح حيث ينجيهم من طوفان بحور الفتن و الضلال» و في بعض خطب علي7 انا انشأت جواري الفلك قال الباقر7 يعني به ان الائمة الهدي مني الخبر.
([87]) اقول: اي كل الائمة صالحون كمايشهد بذلك اخبار عديدة فعن النبي9 في قوله تعالي و صالح المؤمنين ياعلي انت و المؤمنون من بنيك الصالحون و عن تفسير القمي عن الصادق7 في قوله تعالي انّ الارض يرثها عبادي الصالحون قال القائم7 و اصحابه الخبر و عن النبي9 انه قال في قوله تعالي و الشهداء و الصالحين ان الصالحين التسعة من ذرية الحسين: و الشهداء علي و الحسن و الحسين: و قدذكروا كثيراً بعنوان الذين يعملون الصالحات و نحوه و فسروا بعلي و سائر الائمة و خواص شيعتهم ففي رواية جابر عن الباقر7 في قوله تعالي الذين امنوا و عملوا الصالحات ان ذلك علي و شيعته و عن ابنعباس انه قال فيها انهم علي و حمزة و جعفر و فاطمة و الحسن و الحسين.
([88]) اقول: قدذكرنا وجه هذا التفسير الشريف في سورة البقرة معللاً بالنقل و العقل.
([89]) اقول: فمعني الاية في الباطن فلقدارسلنا محمداً9 بالكتاب و سائر المعجزات و علياً7 الذي هو السلطان المبين الي الاول و اشياعه فاتبعوا المنافقون امر الاول و تخلفوا عن علي7 و ما امر الاول برشيد و انما هو بغي و قدذكرنا سابقاً مادلّ علي ان المراد من موسي في الباطن موسي الاول و هو محمد9 و ان المراد من فرعون الذي لميقبل امر محمد9 الاول و ذكرنا اخبارهما سابقاً و لنذكر هنا مايدل علي ان المراد من الايات الكتاب و المعجزات و ان المراد من السلطان في الباطن علي7 فعن تفسير الامام7 تفسير الايات بالايات الدالاّت علي صدق محمد9 علي ماجاء به من الاوامر و النواهي و من اخبار القرون السالفة و علي ماادّاه الي عباد اللّه من ذكر تفضيله لعلي7 و ذريته الطيبين و خير الفاضلين بعد محمد9 و في بعض اخر بالايات المنزلة بنبوة محمد9 و امامة علي و الطاهرين من ذريته الخبر و عن ابنعباس في قوله تعالي و اجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً ان اللّه استجاب دعاء النبي9 فانّ علياً7 سلطان ينصره علي اعدائه الخبر و في رواية اخري عنهم: في قوله تعالي و من قتل مظلوماً فقدجعلنا لوليه سلطاناً ان القائم7 ولي الحسين المقتول ظلماً قدجعل اللّه له سلطاناً علي الناس و لا شك انهم كلهم واحد و من طينة واحدة و لا شك ايضاً ان القائم7 في اكثر صفاته و خصاله شبيه بعلي7 و لهذا يمكن تفسير ماورد في حقّ علي7 في القائم و بالعكس هذا و السلطان هو الملك و قدورد اخبار عديدة في انهم ملوك الدنيا و الاخرة و جعل اللّه الملك لهم فهم سلاطين الامة كافة و لهم التسلط و الغلبة علي الناس جميعاً بحسب الحجة و البرهان دائماً.
([90]) اقول: قدورد في اخبار عديدة تأويل العذاب بالائمة: لاسيما علي7 و القائم عجل اللّه فرجه لانهما8 ظهرا بهذه الصفة في الدنيا لانهما نقمة اللّه علي الفجار كماورد في حق علي7 انه نقمة اللّه علي الفجار و نعمته علي الابرار و اذا كان المراد من العذاب الائمة فالمراد من عذاب الاخرة القائم7 لانه اخر الائمة و لانه اخر عذاب يعذب اللّه به المنافقين في الدنيا قال الصادق7 في قوله تعالي و لنذيقنّهم من العذاب الادني الرجعة بالسيف و عن الصادق7 في تأويل قوله تعالي كذّبت ثمود بطغويها قال ثمود رهط من الشيعة فان اللّه يقول فاما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمي علي الهدي فاخذتهم صاعقة العذاب الهون و هو السيف اذا قام القائم7 و عنه7 ايضاً في رواية الثمالي في قوله تعالي قل هل تربّصون بنا الاّ احدي الحسنيين قال اما موت في طاعة اللّه تعالي و دخول الجنة او ادراك ظهور الامام ثم قال و نحن نتربص بهم مع مانحن فيه من الشدة انيصيبهم اللّه بعذاب من عنده و هو المسخ او بايدينا و هو القتل.
و ورد في الاخبار ايضاً مايدل علي ان المراد من الايام في الباطن الائمة و نصّ في بعضها ان المراد من يوم الجمعة القائم7 لان اليه يجمع عصابة الحق فعن الصقر بن ابيدلف قال قلت لابيالحسن7 يا سيدي حديث روي عن النبي9 لااعرف معناه قال و ماهو قال قلت قوله لاتعادوا الايام فتعاديكم قال نعم الايام نحن ماقامت السموات و الارض فالسبت اسم رسولاللّه9 و الاحد اميرالمؤمنين7 و الاثنين الحسن و الحسين و الثلثاء علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و الاربعاء موسي بن جعفر و علي بن موسي و محمد بن علي و انا و الخميس ابني الحسن و الجمعة ابن ابني و اليه يجمع عصابة الحق الخبر فالمراد من يوم مجموع له الناس يعني اهل الحق القائم7 لانهم الناس و ساير الناس نسناس او المراد من الناس جميع الناس و هو في الرجعة فانه يجمع عنده المؤمن و الكافر كمافي اخبار الرجعة و ذلك يوم مشهود شهده الناس كلهم و رأوه و عاينوه او شهده الانبياء و الرسل و بناء علي انيكون المراد من الناس اياهم كمافي تفسير القمي.
([91]) اقول: انماجعـل اعلي اللّه مقامه تأويل النار ولاية اعداء المحمد: للمقابلة و التضاد الذي بينها و بين الجنة و قدمـرّ انها اوّلت بولاية المحمد: فالنار التي تقابل الجنة ولاية اعدائهم و في الصافي عن العياشي عن الباقر و الصادق8 مامعناه ان المراد من الجنة و النار في هذه الاية ولاية المحمد: و ولاية اعدائهم و عن الحلبي عن الصادق7 في قوله تعالي كمن هو خالد في النار قال اي ان المتقين كمن هو خالد في ولاية عدو المحمد: و ولاية عدو المحمد هي النار من دخلها فقددخل النار هذا و الجنة مايتنعم فيه المؤمنون و لا شك ان المؤمنين في الدنيا و الاخرة يتنعمون في ولاية المحمد: و محبتهم و لو اعطوا جميع الدنيا و الاخرة و نعيمهما و سلب عنهم الولاية لمارضوا بذلك و لعذبوا بذلك و النار مايعذب منهم فيه و يعذب فيه الكافرون و المنافقون و لا شك ان الكافرين و المنافقين في الدنيا و الاخرة يعذبون بنار ولاية الاعداء غاية الامر انهم لايشعرون المها في الدنيا لانهماكهم فيها و اما في الاخرة فيشعرون المها فافهم.
([92]) اقول: انما جعل اعلي اللّه مقامه و رفع في الخلد اعلامه باطن الحسنات المحمد: و باطن السيئات الاعداء للرواية المروية عن كنزالدقائق عن الكاظم7 في قوله تعالي لاتستوي الحسنة و لا السيئة قال نحن الحسنة و بنوامية السيئة الخبر هذا و اذا كان حبهم و معرفتهم حسنة و بغضهم و عداوتهم سيئة فكيف لايكون انفسهم حسنة و اعداؤهم سيئة قال النبي9 حب علي حسنة لاتضرّ معها سيئة و بغضه سيئة لاتنفع معها حسنة.
([93]) اقول: الفؤاد علي مافي اللغة القلب و قدورد اخبار عديدة ان علياً7 قلب الله الواعي و انه المسمي بالقلب فعن معاني الاخبار عن علي7 انه قال اني مخصوص في القرءان باسماء الي ان قال و انا ذوالقلب و عن المناقب و التوحيد للصدوق و غيرهما باسانيد عنه7 ايضاً انا قلب الله الواعي هذا و لاشك ان لكل انسان مراتب ثمانية بما تتم وجوده و اشرف تلك المراتب الفؤاد و اخسها الجسم ففي عالم العقول الذي مواليده منحصرة في الاربعة عشر و اصل الكل الحقيقة المحمدية عليها الصلوة و السلام فؤادها الذي هو اشرف مراتبها علي7 لانه اشرف الائمة و اعلاهم فهو اشرف المنسوبات و اقرب القربات الي محمد9 و اشرف مراتبه المنسوبة اليه هو الفؤاد هذا بناء علي انيكون الفؤاد احد المراتب و اما اذا كان بمعني الحقيقة فعلي العكس يعني محمد9 فؤاد علي7 لا علي فؤاد محمد صلي الله عليهما و علي الهما ولكن علي المعني الذي ذكرنا فعلي7 فؤاد محمد و قلبه اشرف مراتبه و اعضائه فافهم فانه لطيف.
([94]) اقول: في تفسير المرءاة: «اما الايمان فهو في اللغة بمعني التصديق و الاذعان و شرعاً هو كذلك بالنسبة الي التوحيد و النبوة و الامامة و في رواية خيثمة عن ابيجعفر7 قال سلام قلت و سألك يعني خيثمة عن الايمان فقلت الايمان باللّه و التصديق بكتاب اللّه و ان لايعصي اللّه فقال صدق خيثمة و سئل الرجل العالم7 فقال ايها العالم اخبرني اي الاعمال افضل عند اللّه قال مالايقبل عمل الاّ به فقال و ماذاك قال الايمان باللّه الذي هو اعلي الاعمال درجةً و اسناها حظاً و اشرفها منزلةً الي ان قال فاما مافرض علي القلب من الايمان فالاقرار و المعرفة و التصديق و التسليم و العقد و الرضا بان لااله الاّاللّه وحده لا شريك له و عن اميرالمؤمنين7 لانسبنّ الاسلام نسبة لمينسبه احد قبلي و لاينسبه احد بعدي الاّ بمثل ذلك ان الاسلام هو التسليم و التسليم هو اليقين و اليقين هو التصديق و التصديق هو الاقرار و الاقرار هو العمل و العمل هو الاداء الي غير ذلك من الاخبار التي تدل علي ان الايمان بمعني التصديق فالمؤمن بمعني المصدق فتفسيره اعلي اللّه مقامه المؤمن بالمصدّق اما من باب الظاهر او من باب الباطن.
([95]) اقول: لعل مراده من الخبر هذا الخبر فانه يدلّ علي مااشار اليه اعلي اللّه مقامه فتأمل تر كمااقول و مثله الخبر المروي عن الصادق7 يعنون السنة التي كانت تجري فيهم انيحبسه بل هذا اظهر في مراده اعلي اللّه مقامه فلعل المراد من الخبر هذا الخبر فاذاً اللام في الخبر للعهد الذهني و بناء علي الاول للعهد الذكري.
([96]) اقول: لعل مراده اعلي اللّه مقامه من قوله بعض الاولاد كمايظهر من الخبر هذا الخبر كمالايخفي دلالته علي من تأمل.
([97]) اقول: كمافي اخبار عديدة فعن سليمان بن خالد عن ابيجعفر7 قال قال ابوجعفر7 يا سليمان أتدري من المسلم قلت جعلت فداك انت اعلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده ثم قال و تدري من المؤمن قال قلت انت اعلم قال المؤمن من ائتمنه المسلمون علي اموالهم و انفسهم و قال رسولاللّه9 الاانبئكم بالمؤمن من ائتمنه المؤمنون علي انفسهم و اموالهم الاانبئكم بالمسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده الي غير ذلك من الاخبار.
([98]) اقول: هذا كلام عجيب و بيان غريب و تسليمه للعارف سهل يسير و علي الجاهل عسير عسير و بيانه فيالجملة علي نحو الاشارة ان من المحسوسات ان الاثار تدل علي المؤثر و الانوار تدل علي المنير فان من مسلميات الحكمة ان الاثر تابع لصفة مؤثره و النور علي هيئة المنير و صفته فبالاثر يستدل علي المؤثر و بالنور علي هيئة المنير و لا شك ان جميع عالم الامكان و الاكوان و الاعيان و جميع مضافاتها و قراناتها بل كل مايصدق عليه اسم الموجود و كل موجود يصدق عليه ذلك الاسم و المعدوم معدوم لا شيء محض فجميع مادخل عرصة الايجاد و صدق عليه الشيئية اثر للوجود الحق جلشأنه و نور له علي مكانه و صفته و اسمه و هو معني قوله7 ليس الاّ اللّه و صفاته و اسماؤه و معني قولهم بهم ملأت سماءك و ارضك حتي ظهر ان لا اله الاّ انت وحدك لا شريك لك و معني قوله لااله الاّ هو و معني قوله قل هو الله احد فجميع ماسوي وجود الحق جلعزّه خلقه و نوره و اثره و صنعه و صفته و اسمه و ظهوره و قدعلمت ان الخلق اية الخالق به يستدل عليه و النور علامة المنير و الاثر دليل المؤثر و الصنع اثر الصانع و الصفة ظهور الموصوف و الاسم صفة المسمي و الظهور علامة الظاهر و التجلي اية المتجلي به فكل شيء دخل عرصة الايجاد اية للّه سبحانه بها تعرّف لخلقه
ففي كل شيء له اية | تدل علي انه واحد |
و تلك الاية هي الحقيقة التي سأل عنها كميل بن زياد علياً7 فقال7 في جوابه مالك و الحقيقة قال اولست بصاحب سرّك قال بلي ولكن يرشح عليك مايطفح مني قال او مثلك يخيب سائلاً فقال7 الحقيقة كشف سبحات الجلال من غير اشارة الخبر و الي ذلك اشار بقوله سنريهم اياتنا في الافاق و في انفسهم حتي يتبين لهم انه الحق و بالجملة فاي اية اعظم من الاثار علي المؤثر و الصنائع علي الصانع و الخلائق علي الخالق فكل شيء اية للّه سبحانه تعرّف بها لخلقه الا انهم في مرية من لقاء ربهم الا انه بكل شيء محيط متي غبت حتي تحتاج الي دليل يدل عليك و متي بعدت حتي تكون الاثار هي التي توصلني اليك عميت عين لاتراك و لاتزال عليها رقيباً أيكون لغيرك من الظهور ماليس لك.
([99]) اقول: في الفطرة السليمة للاستاد الاعظم اعلي اللّه مقامه عن ابيجعفر7 انه قال ان اللّه عزوجل نصب علياً7 علماً بينه و بين خلقه فمن عرفه كان مؤمناً و من انكره كان كافراً و من جهله كان ضالاً و من نصب معه شيئاً كان مشركاً و من جاء بولايته دخل الجنة الخبر.
([100]) اقول: او المراد من صنوان علي و محمد8 و من غير صنوان سائر الناس كمافي رواية ابننعيم عن جابر بن عبداللّه انه سمع النبي9 يقول الناس من شجر شتّي و انا و انت ياعلي من شجرة واحدة ثم قرأ النبي9 و جنات من اعناب و زرع و نخيل صنوان و غيرصنوان و اما وجه تفسيره اعلي اللّه مقامه الصنوان بالحسنين فلان الحسن و الحسين من اصل واحد و كل واحد منهما من علي و فاطمة8 فهما اخوان توأمان بخلاف غيرهما فان كل واحد منهم من نسل الاخر و اما تفسيره الاخر فنظراً الي ان الائمة:كلهم من اصل واحد و طينة واحدة و نور واحد كمافي اخبار عديدة و هم صنوان و اما سائر الناس فدرجاتهم مختلفة و موادّهم متعددة و اصولهم متكثرة و الخبر الذي ذكرناه يؤيد هذا التفسير الاخير فان ساير الائمة من تمام علي7 و هم جزؤه و ولده فهم كلهم علي و المراد من علي مقام الولاية و من محمد مقام النبوة فالمراد من صنوان النبوة الظاهرة في محمد و الولاية الظاهرة في علي ثم من بعده في احدعشر من ولده فافهم فانه شاهد مبرم و دليل محكم علي تفسيره اعلي اللّه مقامه و كذلك يدل عليه ماورد من تفسير الشجرة بهم: نظراً الي ان الشجر تعمّ النخل كيف و النخل اشرف افراده و المطلق ينصرف الي الفرد الاكمل فيمكن اختصاص الشجر به علي هذا الوجه.
([101]) اقول: في تفسير المرءاة «قدورد في مواضع من القرءان ذكر الخلق الجديد و المراد الاحياء يوم القيمة تنزيلاً و في الرجعة تأويلاً فلاتغفل.»
([102]) اقول: قدذكرنا كراراً و مراراً شواهد هذه في تضاعيف الكتاب من الاخبار.
([103]) اقول: و هذا المعني علي انيكون المراد من ربك في بطن القرءان علياً7 كماذكرنا شواهده في خلال الكتاب المستطاب و عنونّا له فصلاً برأسه في المقدمة و
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 510 *»
ذكرنا انواع اخباره فيه و هو الفصل العشرون من المقدمة و اما الدليل علي المداراة في الاول و الاخذ في الرجعة فترتيب الاية فانه سبحانه قدّم ماهو مقدم و اخّر ماهو مؤخر و المشاهدة و العيان في الاول فانّا رأينا انه داراهم في الدنيا علي حسب تأديب اللّه سبحانه اياه ففي فصلالخطاب في خبر المفضل ثم يشكو اليه اميرالمؤمنين7 المحن العظيمة التي امتحن بها بعده و يقول لقدكانت قصّتي مثل قصة هرون مع بنياسرائيل و قولي كقوله لموسي يابن امّ انّ القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني فلاتشمت بي الاعداء و لاتجعلني مع القوم الظالمين فصبرت محتسباً و سلّمت راضياً و كانت الحجة عليهم في خلافي ثم ذكر قصّته مع طلحة و زبير و عايشة الي ان قال فمالقيت في غزواتك يارسولاللّه و بعدك اصعب منه يوماً ابداً و لقدكان اصعب الحروب التي لقيتها و اهولها و اعظمها فصبرت كماادّبني اللّه بماادّبك به يا رسولالله في قوله عزوجل فاصبر كماصبر اولواالعزم من الرسل و قوله و اصبر و ماصبرك الاّ باللّه الخبر و الاخبار المتواترة في الثاني من العامة و الخاصة و يكفي المقام فقرة خبر المفضل بن عمر و هو خبر طويل شريف نذكر منها موضع الحاجة قال المفضل قلت بعد ذكر الامام7 تفصيل عذابهما اي الاول و الثاني علي يد القائم عجل اللّه فرجه ذلك اخر عذابهما قال هيهات يا مفضل واللّه ليردّنّ و ليحضرنّ السيد الاكبر محمد رسولاللّه9 و الصدّيق الاكبر اميرالمؤمنين7 و فاطمة و الحسن و الحسين و الائمة: و كل من محض الايمان محضاً و محض الكفر محضاً و ليقتصّنّ منهما بجميع المظالم و ليقتلان في كل يوم و ليلة الف قتلة و يردان الي ماشاء اللّه بهما الي ان قال ثم يخرج الصديق الاكبر اميرالمؤمنين7 و تنصب له القبّة البيضاء علي النجف و تقام اركانها ركن بالنجف و ركن بهجر و ركن بصنعاء اليمن و ركن بارض طيبة فكأني بمصابيحها تشرق في السماء و الارض فعندها تبلي السرائر و تذهل كل مرضعة عماارضعت و تضع كل ذات حمل حملها الخبر و لذلك صار هو7 باباً ظاهره فيه الرحمة للمؤمن و الكافر و باطنه من قبله العذاب في الرجعة علي الكافر.
([104]) اقول: و شرح ذلك فيالجملة علي نحو الاشارة لا شك و لا ريب انه سبحانه عالم يعلم ماتحمل كل انثي و ماتغيض الارحام و ماتزداد و كل شيء عنده بمقدار و عالم يعلم الغيب و الشهادة و لا شك انه كبير متعال محيط علي كل شيء مهيمن عالٍ عليها و عالم يعلم منكم من اسرّ القول و من جهر به و من هو مستخف بالليل و سارب بالنهار و لا شك انه سبحانه حفيظ مسدد جعل للعبد معقبات من بين يديه و من خلفه يحفظونه من اللّه و من شرّ الاشرار و كيد الفجار و لا شك ايضاً انه لايغيّر مابقوم حتي يغيّروا ما بانفسهم فلايخذل احداً و لاينصر احداً بلا سبب و لا جهة و لايعزّ و لايذلّ و لايعطي و لايمنع من غير جهة و لا شك انه قادر مسلط يفعل مايشاء لا مانع لمااعطي و لا معطي لمامنع و هو علي كل شيء قدير فاذا اراد اللّه بقوم سوءاً فلا مردّ له و مالهم من دونه من والٍ فاللّه الموصوف بماذكر من الصفات من العلم و القدرة و الهيمنة ينصر رسله و اولياءه و يعزّهم و يحفظهم و يسددهم و يقررهم و يخذل و يذلّ و يعذب و يبطل اعداءهم و اعداء احبائه و مواليه و لا مانع لعدم فعله ذلك مع انه الاولي و الاحسن عند كل ذيعقل و لبيب و بالجملة فتبين و ظهر مماشرحنا كيفية دلالة الايات علي مسألة التسديد الذي هو هداية كل بصير.
([105]) اقول: الاستصحاب المعروف هو انسحاب الحكم السابق علي اللاحق و اجراء حكم القبل علي البعد مادام علة الحكم باقٍ فهذه الاية تدل علي اجرائه سبحانه الحكم السابق علي اللاحق مادام لايغير علة الحكم فهو لايغير مابقوم من حكم حتي يغيروا مابانفسهم من علة الحكم.
([106]) اقول: الاخبار نادية باعلي نداء بان المراد من دعوة الحق و امثاله كدعوة الحسني علي7 و كذلك المراد من الداعي الي اللّه و الداعي الحق و امثاله و ان المراد من الذين يدعون من دون اللّه الخلفاء و اتباعهم ففي بعض زيارات علي7 السلام عليك ايها الدعوة الحسني و في بعض اخر اشهد انك الداعي الي اللّه و في بعضها يا داعي اللّه و عن الصادق7 قال جعل اللّه الائمة الدعاة الي التقوي و عن الباقر7 في قوله تعالي و الذين يدعون من دون اللّه الاية قال الذين يدعون من دون اللّه الاول و الثاني و الثالث الخبر.
([107]) اقول: قوله اعلي اللّه مقامه لولي اللّه في الرجعة يسجد من في السموات الي اخره اما سجودهم كلهم له في الرجعة فظاهر فان له السلطنة الكلية و المالكية المطلقة و القهر و الغلبة العامة و كلهم خاضعون خاشعون راكعون ساجدون له طوعاً و كرهاً و قدروي عن احدهما8 ان عمر الدنيا مائة الف سنة لسائر الناس عشرون الف سنة و ثمانون الف سنة لالمحمد صلوات اللّه عليهم اجمعين و عنه7 بعد ان بيّن ان علياً يقاتل ابليس في رجعته و يقتله رسولاللّه9 بعده و ان المراد بيوم الوقت المعلوم ذلك اليوم قال و يملك اميرالمؤمنين اربعاً و اربعين الف سنة حتي يولد للرجل من شيعته الف ولد
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 515 *»
من صلبه ذكوراً كل سنة ذكر و عند ذلك يظهر الجنتان المدهامتان عند مسجد الكوفة و ماحوله بماشاء اللّه.
و اما سجودهم له الان فاعلم ان اللّه سبحانه خلق المحمد: قبل خلق سائر الخلق باربعين الف سنة حيث لا سماء و لا ارض و لا مكان و لا ليل و لا نهار و لا شمس و لا قمر كمافي اخبار متجاوزة حد التواتر و نحن هنا نتبرك بذكر خبرين لايضاح مااردنا ايضاحه و اثبات مااردنا اثباته فعن ابنعباس قال كنّا عند رسولاللّه9 فاقبل علي7فقال له النبي9 مرحباً بمن خلقه اللّه قبل ابيه باربعين الف سنة قال فقلنا يا رسولاللّه9 أكان الابن قبل الاب فقال نعم ان اللّه خلقني و علياً من نور واحد قبل خلق ادم بهذه المدة ثم قسمه نصفين ثم خلق الاشياء من نوري و نور علي7 ثم جعلنا عن يمين العرش فسبّحنا فسبّحت الملائكة فهلّلنا و كبّرنا فهلّلوا و كبّروا فكل من سبّح اللّه و كبّر فذلك من تعليم علي7 و عن جابر الجعفي قال قال ابوجعفر7 كان اللّه و لا شيء غيره و لا معلوم و لا مجهول فاول ماابتدأ من خلق خلقه ان خلق محمداً9 و خلقنا اهلالبيت معه من نوره و عظمته فاوقفنا اظلة خضراء بين يديه حيث لا سماء و لا ارض و لا مكان و لا ليل و لا نهار و لا شمس و لا قمر يفصل نورنا من نور ربنا كشعاع الشمس من الشمس نسبّح اللّه تعالي و نقدّسه و نحمده و نعبده حق عبادته ثم بدا للّه تعالي انيخلق المكان فخلقه و كتب علي المكان لا اله الاّ اللّه محمد رسولاللّه علي اميرالمؤمنين و وصيه به ايدته و نصرته ثم خلق اللّه العرش فكتب علي سرادقات العرش مثل ذلك ثم خلق اللّه السموات فكتب علي اطرافها مثل ذلك ثم خلق الملائكة و اسكنهم السماء ثم تراءي لهم اللّه تعالي و اخذ عليهم الميثاق له بالربوبية و لمحمد9 بالنبوة و لعلي7 بالولاية فاضطربت فرائص الملائكة فسخط اللّه علي الملائكة و احتجب عنهم فلاذوا بالعرش سبع سنين يستجيرون باللّه من سخطه و يقرون
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 516 *»
بمااخذ عليهم و يسألونه الرضي فرضي عنهم بعد ما اقروا بذلك و اسكنهم بذلك السماء و اختصهم لنفسه و اختارهم لعبادته ثم امر اللّه تعالي انوارنا انتسبّح فسبّحت فسبّحوا بتسبيحنا و لولا تسبيح انوارنا مادروا كيف يسبّحون اللّه و لا كيف يقدّسونه ثم ان اللّه خلق الهواء فكتب عليه لا اله الا اللّه محمد رسولاللّه9 علي اميرالمؤمنين و وصيه به ايدته و نصرته ثم خلق اللّه الجن و اسكنهم الهواء و اخذ عليهم الميثاق منهم له بالربوبية و لمحمد بالنبوة و لعلي بالولاية فاقرّ منهم من اقرّ و جحد من جحد فاول من جحد ابليس لعنه اللّه فختم له بالشقاوة و ماصار اليه ثم امر اللّه تعالي انوارنا انتسبّح فسبّحت فسبّحوا بتسبيحنا و لولا ذلك لمادروا كيف يسبّحون ثم خلق اللّه الارض الي ان قال ثم خلق اللّه ادم من اديم الارض فسوّاه و نفخ فيه من روحه ثم اخرج ذريته من صلبه فاخذ عليهم الميثاق له بالربوبية و لمحمد9 بالنبوة و لعلي7 بالولاية اقرّ منهم من اقرّ و جحد من جحد فكنّا اول من اقرّ بذلك ثم قال لمحمد9 و عزتي و جلالي و علوّ شأني لولاك و لولا علي و عترتكما الهادون المهديون الراشدون ماخلقت الجنة و النار و لا المكان و لا الارض و لا السماء و لا الملائكة و لا خلقاً يعبدني يامحمد انت خليلي و صفيّي و خيرتي من خلقي و احب الخلق الي و اول ماابتدأت اخراجه من خلقي ثم بعدك الصديق علي اميرالمؤمنين وصيك به ايدتك و نصرتك و جعلته العروة الوثقي و نور اوليائي ثم هؤلاء الهداة المهديون من اجلكم ابتدأت خلق ماخلقت و انتم خيار فيمابيني و بين خلقي خلقتكم من نور عظمتي و احتجبت بكم عمن سويكم من خلقي و جعلتكم استقبل بكم و اسأل بكم فكل شيء هالك الاّ وجهي و انتم وجهي لاتهلكون و لايهلك من تولاكم و من استقبل بغيركم فقدضـلّ و هوي و انتم خيار خلقي و سادة اهل السموات و الارض و ساق الحديث الي ان قال7 فلمّا اراد اللّه اخراج ذرية ادم لاخذ الميثاق سلك ذلك النور فيه ثم اخرج ذريته من صلبه يلبّون فسبّحناه فسبّحوا
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 517 *»
بتسبيحنا و لولا ذلك مادروا كيف يسبّحون اللّه ثم تراءي لهم باخذ الميثاق منهم له بالربوبية و لمحمد9 بالنبوة و لعلي7 بالولاية فاقرّ من اقرّ و جحد من جحد ثم قال ابوجعفر7 فنحن اول خلق اللّه و اول خلق عبد اللّه و سجد و نحن سبب خلق اللّه الخلق و سبب تسبيحهم و عبادتهم من الملائكة و الادميين فبنا عرف اللّه و بنا عبد اللّه و بنا وحّد اللّه و بنا اكرم اللّه من اكرم من جميع خلقه و بنا اثاب من اثاب و بنا عاقب من عاقب ثم تلا قوله تعالي انّا لنحن الصافّون و انّا لنحن المسبّحون و قوله تعالي ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين فرسولاللّه9 اول من عبد اللّه و اول من انكر انيكون له ولد او شريك ثم نحن بعد رسولاللّه الخبر و هو خبر طويل شريف ذكرنا كثيراً منه لكثرة محصوله.
انظر الي هذا الخبر الشريف كيف بيّن فيه انهم: اول ماخلق اللّه و انهم خلقوا قبل السماء و الارض و المكان و الليل و النهار و الشمس و القمر و الجن و الملائكة و الانس و ان بواسطتهم و لاجلهم خلق الخلق اجمعين و خلق الجنة و النار و ان بهم حرّك من حرّك و سكن من سكن و سبّح من سبّح و قدّس من قدّس و عبد من عبد و اطاع من اطاع و عرف من عرف و اثاب من اثاب و عاقب من عاقب و اكرم من اكرم و اهان من اهان و انهم سبب خلق الخلق و سبب عبادتهم و تسبيحهم فاذا ثبت بنص هذا الخبر و سائر الاخبار المتواترة التي تركناها اختصاراً و بالاجماع من الفرقة المحقة و الضرورة من المذهب بل الملة بل الناس كافةً حتي العوام و الاعراب و اهل البوادي و بنص الكتاب المستطاب انهم اول ماخلق اللّه و ان جميع الخلق في الرتبة بعدهم و انهم اعلي و اقدم و اشرف و افضل و اسبق و اولي و اكرم و الخلق اخس و اكثف و ادني منهم برمّتهم و جملتهم فلاجرم انهم مجبولون علي السجود لهم و الخضوع و الركوع و السجود عند عظمتهم طأطأ كل شريف لشرفكم و خضع كل متكبر لكم فان الداني مجبول علي
«* كشف الاسرار جلد 2 صفحه 518 *»
الانخفاض عند العالي و مخلوق هكذا و خلقته في الرتبة الدنيا هو عين سجوده و خضوعه للعالي الذي هو فوقه و هو خضوع فعلي عملي خلقي يعرفه كل احد من غير انينطق به و يظهره بلسان بل و ان انكره بلسانه انظر الي انخفاض الارض عند العرش و سجودها و تذللها و مسكنتها لديه و ان ابت عن ذلك بلسانها فكل من نظر الي رفعة العرش و عظمة شأنه و علوّ مكانه و نظر الي خساسة الارض و خفض جناحها و ضيقها و دناءة مكانها عرف خضوعها عند سطوة العرش و سجودها و اضمحلالها عند عظمته و هذا المثل مثل قشري ظاهري و ان اردت الحقيقة فانظر الي انخفاض الاثر عند المؤثر و اضمحلاله و عدمه و فنائه في جنبه و سجوده و تذلّله و خضوعه عند رفعته بحيث لميبق لنفسه اثراً حتي سمي باسم خاص و انما سمي باسم مولاه المؤثر لانه اوجد في مكانه منه و اولي به منه بل هو ليس شيء الاّ ظهوره في الرتبة الدانية و نوره في عرصة الاثار و تجليه في عالم الانوار فانه بجميع مراتبه منه و اليه، مابنا من نعمة فمن اللّه الهي انت اولي بي مني و اوجد في مكاني مني و ما انا و ماخطري فهو ذاته منه و اعراضه منه و صفاته منه و منسوباته منه و مضافاته و اقرباؤه كلاً منه و كلها فانٍ في جنبه فهو ليس شيء ابداً الاّ المؤثر المرئي و المنير الظاهر و المتجلي الباهر فاي خضوع اعظم من افناء نفسه و اي سجود اعظم من ابطاله نفسه من اصله و تسويته نفسه مع العدم الصرف و اللاشيء المحض فجميع الخلق في الكون و الخلقة ساجدون خاضعون للولي الحق المطلق في الان و الرجعة و القيمة سبحان من دانت له السموات و الارض بالربوبية و اقرّت له بالوحدانية يسبّح له مافي السموات و مافي الارض و ان من شيء الاّ يسبّح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم سجد له سواد الليل و بياض النهار اتاكم اللّه مالميؤت احداً من العالمين طأطأ كل شريف لشرفكم و بخع كل متكبر لطاعتكم و خضع كل جبار لفضلكم و ذلّ كل شيء لكم لايلحقه لاحق و لايفوقه فائق و لايسبقه سابق و لايطمع في ادراكه طامع حتي لايبقي ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا صديق و لا شهيد و لا عالم و لا جاهل و لا دني و لا فاضل و لا مؤمن صالح و لا فاجر طالح و لا جبار عنيد و لا شيطان مريد و لاخلق فيما بين ذلك شهيد الاّ عرّفهم جلالة امركم و عظم خطركم و كبر شأنكم و تمام نوركم و صدق مقاعدكم و ثبات مقامكم و شرف محلكم و منزلتكم عنده و كرامتكم عليه و خاصتكم لديه و قرب منزلتكم منه. فعلم من جميع ماذكرنا ان لولي اللّه و لالمحمد: في الان و الرجعة سجد و يسجد من في السموات و الارض طوعاً و كرهاً و سجد لهم ظلالهم في عالم الاظلة و المثال و البرزخ بالغدو و الاصال.
و اما قوله اعلي اللّه مقامه ففي عالم الاظلة غدو و اصال فيدل عليه مضافاً الي هذه الاية قوله سبحانه و لهم رزقهم فيها بكرةً و عشياً و كثير من الاخبار و صحيحالاعتبار ففي تفسير القمي في قوله سبحانه لهم رزقهم فيها بكرةً و عشياً قال ذلك في جنات الدنيا قبل القيمة لان البكرة و العشي لاتكونان في الاخرة في جنات الخلد و انما يكونان في جنات الدنيا التي تنتقل اليها ارواح المؤمنين و تطلع فيها الشمس و القمر الخبر فان عالم الاظلة و البرزخ علي حذو هذا العالم و في غيب هذا العالم فسماؤه في سماء هذا العالم و ارضه في ارضه فسماواته دائرة و ارضوه حائرة له شمس و قمر و طلوع و غروب و نهار و ليل مثل هذا العالم بعينه و هو ماتراه في منامك من هذه الاحوال حرفاً بحرف و ليس هو محضر جميع الاشباح فانه صفة الاخرة فيمرّ عليهم الاوقات و يظهر لهم فعلية بعد اخري و لهم قوة و استعداد فلهم صبح و عشاء و ظهر و عصر فهو بعينه مثل هذا العالم الاّ انه اي ذلك العالم الطف من هذا العالم سبعين مرة و اهله اسرع حركة و اهله مركبون من تسع قبضات و قدثبت جميع ذلك في محله من بركة مشايخنا اعلي اللّه مقامهم و رفع في الخلد اعلامهم.
([108]) اقول: فلولميكن الله خالق اعمال العباد كمازعم بعضهم لماصح انيقول انه خالق كل شيء فهذه الاية تردّ علي هؤلاء كماهو واضح بين.
([109]) اقول: عن كتاب الاحتجاج عن علي7 انه قال في حديث له في ذكر المغيرين للقرءان و الدين قدبيّن اللّه تعالي قصص المغيرين فضرب مثلهم بقوله فاما الزبد فيذهب جفاء و اما ماينفع الناس فيمكث في الارض فالزبد في هذا الموضع كلام الملحدين الذين اثبتوه في القرءان فهو يضمحل و يبطل و يتلاشي عند التحصيل و الذي ينفع الناس منه فالتنزيل الحقيقي الذي لايأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه و القلوب تقبله و الارض في هذا الموضع هي محل العلم و قراره الخبر فان الارض التي يسكن فيها و ينزل فيها الانسان المدرك الشاعر الذي تخطيطات صورته علومه و عقائده و معارفه العلم للمناسبة بين المحل و ذيالمحل و الدار و ذيالدار و البيت و صاحبه و قدبيّنا ذلك مفصلاً في سورة البقرة في ذيل كلمة الارض و في تفسير القمي ره في قوله تعالي انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها الاية قال يقول سبحانه انزل الحق من السماء فاحتمله القلوب باهوائها ذواليقين علي قدر يقينه و ذوالشك علي قدر شكه فاحتمل الهوي باطلاً كثيراً و جفاء فالماء هو الحق و الاودية هي القلوب و السيل هو الهوي و الزبد هو الباطل و الحلية و المتاع هو الحق الخبر و عن الرضا7 في قوله تعالي قل ارأيتم ان اصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين قال ماؤكم ابوابكم و الائمة ابواب اللّه بينه و بين خلقه فمن يأتيكم بماء معين قال يعني من يأتيكم بعلم الامام و في الكافي عن الكاظم7 في الاية المذكورة اذا غاب امامكم فمنيأتيكم بامام جديد و عن الصادق7 في قوله تعالي و ان لو استقاموا علي الطريقة لاسقيناهم ماءً غدقاً قال يعني لو استقاموا علي الولاية لاذقناهم علماً كثيراً يتعلمونه من الائمة و الاخبار الدالة في ان المراد من الماء العلم كثيرة انظر في هذه الاخبار فاعرف كيف يكون علمه اعلي اللّه مقامه مقتبساً من ساداته و جميعه مستند الي اخبار الائمة الاطهار.
([110]) اقول: جميع ذلك مستنبط من قوله و يصلون ماامر اللّه به انيوصل فان جميع ذلك مماامر اللّه بصلته و هذه كلياته و الاّ فهي اكثر من انتعد و تحصي و قدمـرّ شواهده من الاخبار انفاً.
([111]) اقول: كمايشهد بذلك انواع اخبار كثيرة منها ماورد من انه7 قسيم الجنة و النار من طريق الخاصة و العامة فمن الاول مارواه في منتخبالبصائر عن علي7 قال انا صاحب الجنة و النار اسكن اهل الجنة في الجنة و اهل النار في النار و عنه7 ايضاً انه قال في خطبة البيان انا الذي عندي فصلالخطاب انا قسيم الجنة و النار و من الثاني مارواه زيد بن اسلم قال النبي9 ياعلي بخ بخ من مثلك و الملائكة تشتاق اليك و الجنة لك انه اذا كان يوم القيمة ينصب لي منبر من نور و لابرهيم منبر من نور و لك منبر من نور فتجلس عليها و اذا منادٍ ينادي بخ بخ من وصي بين حبيب و خليل ثم اوتي بمفاتيح الجنة و النار فادفعها اليك الخبر.
([112]) اقول: جعل اعلي اللّه مقامه باطن الاباء علياً7 و باطن الازواج فاطمة3 و باطن الذريات الائمة: بدليل اية المباهلة فان النبي9 جاء من النساء بفاطمة و الازواج هن النساء و من الابناء بالحسن و الحسين و الذرية هم الابناء و الاختصاص بهما8 في تلك الاوان لعدم كون الباقين موجودين و الاّ لجاء بهم جميعاً فانهم من نور واحد و طينة واحدة و في بعض زيارات اميرالمؤمنين7 كنت للمؤمنين اباً رحيماً و عن طارق بن شهاب عن علي7 قال الامام الاب الشفيق و قدتواتر الخبر المعروف انا و علي ابوا هذه الامة و عن مناقب ابنشهراشوب عن الصادق7 في قوله تعالي و والد و ماولد الوالد اميرالمؤمنين7 و ماولد يعني هؤلاء الاوصياء الخبر و هذا الخبر ايضاً يدل علي ان المراد من الذرية الائمة: فان معني و ماولد هو الذرية و هما بمعني و لا شك ان ابا الاب اب فبعد ماثبت من هذه الاخبار ان علياً7 اب هذه الامة فابوطالب الذي هو ابو علي ابوهم كماهو ظاهر.
و اما وجه جعله اعلي الله مقامه باطن الاباء الانبياء فلان ضمير ابائهم ترجع الي اولي الالباب فالمراد من ابائهم اباء اولي الالباب و المراد من اولي الالباب كمافي بعض الاخبار اولوا العقول و هم من مواليد عالم العقول و الانبياء خلقوا من عالم فوق عالمهم و الاب مقدم علي الابن فالانبياء اباء اولي الالباب لتقدم رتبتهم و سبق درجتهم و علو مكانهم و الاب هو السابق المقدم او الكناية راجعة الي الامة السابقة و لا شك ان نبي كل امة ابوهم كما ان نبينا اب هذه الامة كماقال انا و علي ابوا هذه الامة هذا و نبي كل امة امامهم و مقتداهم و قد روي الامام الاب الشفيق و الوالد الشفيق و اما سرّ التعبير بالجمع في الازواج مع ان المصداق منها مفرد لان المراد منها فاطمة كما مرّ فللاشارة الي كليتها و مطلقيتها لانها من طينة الائمة و الائمة كليون كماقال النبي9 اما النبيون فانا و اما الوصيّون فاخي علي و اما سرّ تخصيص الذريات بالائمة: لان المطلق ينصرف الي الفرد الاكمل و هم الافراد الاكملون من الذريات.
([113]) اقول: في الكافي عن الصادق7 في قوله تعالي و انه لذكر لك و لقومك قال الذكر القرءان و نحن قومه و نحن المسئولون و عنه7 ايضاً في قوله تعالي فسئلوا اهل الذكر قال ان رسولاللّه9 الذكر و نحن اهل بيته و اهل الذكر.
([114]) اقول: لانه نفس اللّه التي كتب عليه الرحمة و لذلك سمي بالرحمن و لانه رحمة اللّه التي يختص بها من يشاء كماعن الباقر7 في قوله تعالي و اللّه يختص برحمته من يشاء قال الرحمة علي7 و لانه اهل الرحمة كمافي اخبارهم.
([115]) اقول: و ذلك لان الاسم كماقال الرضا7 صفة لموصوف فالاسم بمعني الصفة فسمّوهم يعني صفوهم.
([116]) اقول: في معانيالاخبار عن علي7 في خطبة له قال انا الهادي و انا المهتدي و عن غيبة النعماني عن النبي9 انه قال في حديث ذكر فيه فضائل الائمة: انهم هداة مهديون و عن علي7 انه قال في حديث له نزلت هذه الاية انما انت منذر و لكل قوم هاد فرسولاللّه9 المنذر و انا الهادي الي ماجاء به و عن الكافي عن الباقر و الصادق8 قالا في هذه الاية رسولاللّه المنذر و علي الهادي و لكل زمان منا هادٍ يهديهم الي ماجاء به النبي9 واللّه ماذهبت منا و لازالت فينا الي الساعة.
([117]) اقول: قدورد تأويل العذاب و العذاب الهون و العذاب الادني بسيف القائم7كماعن القمي و البصائر عن الصادق7 في قوله تعالي و لنذيقنّهم من العذاب الادني الرجعة بالسيف و قال7 في قوله تعالي فاخذتهم صاعقة العذاب الهون بالسيف اذا قام القائم7 و قال7 في قوله تعالي و نحن نتربص بكم انيصيبكم اللّه بعذاب من عنده او بايدينا ان المراد بعذاب من عند اللّه المسخ و بايدينا القتل في زمان القائم7 الي غير ذلك من الشواهد و النظائر.
([118]) اقول: عن الباقر7 في قوله تعالي الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به قال هم المحمد: و الكتاب القرءان و عنه7 ايضاً في قوله تعالي و لايرتاب الذين اوتوا الكتاب قال هم الشيعة و هم اهل الكتاب و هم الذين اوتوا الكتاب.
([119]) اقول: ورد اخبار عديدة علي صحة اطلاق الذين اوتوا الكتاب علي المسلمين المخالفين للشيعة و المكذبين لهم و المنكرين لبعض فضائل علي7 كمانبّه عليه اعلي اللّه مقامه فعن الباقر7 في قوله تعالي و ماتفرق الذين اوتوا الكتاب قال يعني مكذبي الشيعة و في قوله تعالي لميكن الذين كفروا من اهل الكتاب قال هم مكذبوا الشيعة لان الكتاب هو الايات و اهل الكتاب الشيعة.
([120]) اقول: جعل اعلي اللّه مقامه مرجع الضمير في اليه علياً7 لان الكلام في الباطن فيه حيث قال الشيعة الذين اتيناهم الكتاب يفرحون بماانزل اليك في امر علي7 كمامر الاشارة اليه و لان متعلقات الدعوة الي الحق الدعوة الي علي و ولايته7 كمايرشد اليه ماعن الرضا7 في قوله تعالي كبر علي المشركين ماتدعوهم اليه قال يعني كبر علي المشركين بولاية علي7 ماتدعوهم اليه من ولاية علي7 قال في المرءاة بعد ذكر هذا الخبر «و لذلك تري انا نذكر في تفسيرنا هذا عند بيان حكايات الانبياء و دعوتهم اممهم و مانسب اللّه تعالي اليهم في القرءان امر علي7 و ولايته و الاقرار بها و بني الكل علي الدعوة اليها و ان لمنعثر علي نص في كل موضع لكفاية دلالة تلك الاخبار.» انتهي و كذلك لذلك جعل مرجع الكناية في انزلناه علياً7 مع ماذكرنا في تضاعيف الكتاب اخباراً عديدة تدل علي ان متعلقات الانزال علياً7 و قدعنونا لذلك فصلاً برأسه في المقدمة ذكرنا فيها بعض تلك الاخبار و سرّه و علّته و هو الفصل الرابع من المقدمة.
([121]) اقول: ولنذكر بعض شواهده علي ماذكره اعلي اللّه مقامه من البطن من الاخبار فعن كتاب الغنية عن الصادق7 انه استدل علي هذا التأويل و البطن بقوله و جعلنا ابن مريم و امّه اية قال يعني حجة الخبر و وجه الاستدلال ان الحجة و الخليفة بمعني و قداستدل الامام7 علي ان الاية بمعني الحجة بهذه الاية فهذه الاية تدل علي الاية بمعني الحجة و الخليفة و عن الباقر7 انه قال كان علي7 يقول ماللّه عزوجل اية اكبر مني الخبر و وجه الدلالة ان علياً7 بضرورة الطرفين هو خليفة اللّه و حجته و قدعلمت انه سمّي نفسه بالاية و الاية في البطن هو الخليفة و لا شك ان الائمة: ايضاً خلفاء اللّه و قدورد في الاخبار انهم خلفاء اللّه و ادلاؤه و حججه.
و اما تفسيره اعلي اللّه مقامه الاجل بالعصر فهو من باب تفسير الظاهر فان الاجل محركة علي مافي القاموس مدة الشيء و العصر و الوقت ايضاً بمعني المدة الممتدة بين شيئين حادثين و قدجاء الاجل بمعني غاية الوقت و الموت.
و اما جعله اعلي اللّه مقامه باطن الكتاب الامام فقدمرّ اخباره في تضاعيف الكتاب و نشير الي بعضها هنا قال الصادق7 في قوله تعالي الم ذلك الكتاب لا ريب فيه قال الكتاب علي7 و عن الكاظم7 في تفسير حم والكتاب المبين في الباطن اما حم فمحمد و اما الكتاب المبين فعلي7 و في الزيارة انتم الكتاب المسطور الي غير ذلك من الشواهد.
([122]) اقول: عن طارق بن شهاب قال قال اميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه في حديث له ان الائمة من المحمد: امّ الكتاب و خاتمته و عن ابيعبداللّه7 في قوله عزوجل هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هنّ امّ الكتاب قال امّ الكتاب اميرالمؤمنين و الائمة: .
([123]) اقول: عن الصادق7 انه قال بعد مااومأ بيده الي صدره علم الكتاب كله واللّه عندنا ثلثاً و قدوردت اخبار في تفسير قوله تعالي و من عنده علم الكتاب و تفسير قوله سبحانه بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم و امثالهما بالائمة: و عن ابيجعفر7قال مايستطيع احد يدعي ان عنده علم جميع القرءان كله ظاهره و باطنه غير الاوصياء و في رواية اخري عنه7 قال ماادعي احد من الناس انه جمع القرءان كله كماانزل الاّ كذاب و ماجمعه و حفظه كماانزل الاّ علي بن ابيطالب7 و الائمة من بعده: و اخبار الباب متواترة معني بل متجاوزة عن حد التواتر و قدعنونّا لذلك فصلاً مستقلاً في المقدمة و هو الفصل التاسع و اما مايدل علي ان المراد بمن عنده علم الكتاب يعني علم علي7 كمافي اخبار عديدة ان المراد من الكتاب علي7 فالمراد من علمه علم علي7 انما هم الشيعة كمانبّه عليه اعلي اللّه مقامه قوله7 في حق سلمان الذي هو من شيعتهم الخلّص سلمان علم علم الاولين و الاخرين قال الراوي علم الاولين و الاخرين قال بل علم محمد و علي الخبر فهذا الخبر يدل علي ان الشيعة عندهم علم علي7 بل علم محمد9 و المراد من علم علي العلم التفصيلي و من علم محمد العلم الاجمالي او المراد من علم علي علوم الارض و اخبارها و من علم محمد علوم السماء و اخبارها او المراد من علم علي علم الدنيا و الظاهر و من علم محمد علم الاخرة و الباطن او المراد من علم علي علم الشريعة و الطريقة و من علم محمد علم المعرفة و الحكمة الي غير ذلك من الوجوه.
([124]) اقول: قدذكرنا كراراً و مراراً الاخبار الدالة علي ذلك البطن في ذيل تلك الكلمة.
([125]) اقول: الدليل علي ان المراد من ايام اللّه المحمد: في بطن القرءان الرواية التي رواها الصدوق باسناده في معانيالاخبار عن الصقر بن ابيدلف انه قال قلت لابيالحسن7 ياسيدي حديث روي عن النبي9 لااعرف معناه قال و ماهو قلت قوله لاتعادوا الايام فتعاديكم قال نعم الايام نحن ماقامت السموات و الارض فالسبت اسم رسولاللّه9 و الاحد اميرالمؤمنين و الاثنين الحسن و الحسين و الثلثاء علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و الاربعاء موسي بن جعفر و علي بن موسي و محمد بن علي و انا و الخميس ابني الحسن و الجمعة ابن ابني و اليه يجمع عصابة الحق فهذا معني الايام فلاتعادوهم في الدنيا يعادوكم في الاخرة.
([126]) اقول: قدذكرنا كراراً و مراراً اخبار هذه التأويلات و البطون في ذيل اية المباهلة و كلمة موسي و كلمة فرعون.
([127]) اقول: ورد اخبار عديدة تدل علي تأويل البينات بمحمد و اله: و ولايتهم و معرفتهم و امامتهم و مايدل علي امامتهم و ولايتهم فعن الباقر7 في قوله عزوجل حتي تأتيهم البينة قال يعني رسولاللّه9 و عن الكاظم7 في قوله جلشأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات قال البينات الائمة: و عن جابر عن الباقر7 في قوله عزوجل حتي تأتيهم البينة قال يعني حتي يتضح الحق و قدورد اخبار عديدة في تأويل الحق بولاية علي7 كماعن الصادق7 ان ولاية علي لحق اليقين الخبر فاذا ضمّ خبر جابر بهذا الخبر و امثاله تدل علي ان المراد من البينة ولاية المحمد: و عن تفسير الامام7 في قوله تعالي و لقدانزلنا اليك ايات بينات قال يعني دالاّت علي صدقك في نبوتك مبينات عن امامة علي اخيك و وصيك موضحات عن كفر من شكّ فيك او في اخيك و عنه في قوله تعالي الذين يكتمون ماانزلنا من البينات قال اي في صفة محمد و صفة علي و خلّته و امثاله الي غير ذلك من الاخبار.
([128]) اقول: لعل مراده اعلي اللّه مقامه من قوله برهان يعني أفي اللّه شك مع انه خلق السموات و الارض فدليل الهية اللّه و برهانه الذي يذهب به الشك انه فاطر السموات و الارض.
([129]) اقول: قدذكرنا في تضاعيف الكتاب مادلّ علي ان المراد من الذين كفروا اعداء المحمد: و ان المراد من الرسل في البطن الائمة: .
([130]) اقول: قدمرّ اخبار هذا البيان و شرحه في اوضح بيان.
([131]) اقول: ورد اخبار كثيرة في تأويل مقام اللّه بالائمة: كمافي الدعاء و بمقاماتك و علاماتك التي لاتعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك و في الخبر بنا عرف اللّه و لولانا ماعرف اللّه و بنا وحّد اللّه و لولانا ماوحّد اللّه و في الخبر المروي عن الصادق7 و ما منا الاّ و له مقام معلوم قال نزلت في الائمة و الاوصياء من المحمد: و في بعض الزيارات لعلي7 يا باب المقام و في بعضها يا صاحب المقام و اما تأويل الوعيد بولاية الاعداء لانه في الاكثر يستعمل في الشر كما ان الوعد في الاكثر يستعمل في الخير و ولاية الاعداء اصل جميع الشرور و القبايح كمافي الخبر اعداؤنا اصل كل شر و من فروعهم كل فاحشة.
([132]) اقول: عن الباقر7 العنيد المعرض عن الحق الخبر و لاشك ان ولاية علي7 هو الحق كمافي الاخبار فالعنيد بمعني المعرض عن ولاية علي7 و قدورد في فضائل علي7 ان النبي9 قال قال اللّه القيا في جهنم كل كفار عنيد فالكافر من جحد نبوتي و العنيد من جحد ولاية علي7 الخبر.
([133]) اقول: اعلم ان الانظار مختلفة علي حسب درجات الناظرين فمرة ينظر الناظر الي نفس الشيء و انيته و عين الاثر و حقيقته فيري الشيء نفسه و انيته فيقول مثلاً خلق السموات و الارض علي صيغة المجهول و يقول هذا هكذا و هكذا مثلاً يقول السماء مرفوعة و الارض موضوعة و مرة ينظر الناظر الي الشيء فيري اية اللّه فيه و يري انه مخلوق للّه سبحانه و مرفوع مثلاً بايدي اللّه فهذا الناظر يعبر عمارآه بانّ اللّه فعل كذا و كذا فيقول خلق اللّه السموات و رفعها اللّه و وضع الارض فهذا الناظر يري الظاهر اظهر من نفس الظهور و اولي به منه و امكن في امكنة وجوده من نفس ذلك الاثر و اما الناظر الاول فهو يري نفس الشيء و لايري الظاهر فيه و قدانزل الايات علي كل واحد من الفريقين فعلي الاول نزلت اية فاذا مات او قتل انقلبتم علي اعقابكم و علي الثاني نزلت اية اللّه يتوفي الانفس حين موتها فمن الاولين الذين هم في التعبير هناك اخرون علي7حيث يقول مارأيت شيئاً الاّ و رأيت اللّه قبله او معه و ابنه الحسين7 حيث يقول عميت عين لاتراك و لاتزال عليها رقيباً متي غبت حتي تحتاج الي دليل يدلّ عليك و متي بعدت حتي تكون الاثار هي التي توصلني اليك و الفرق بين الفريقين كالفرق بين الاعمي و البصير و الاصم و السميع هل يستويان مثلاً الحمدللّه اكثرهم لايعلمون و من الاخرين الذين هم في التعبير هناك اولون الدهرية الذين يزعمون ليس لهذا الملك العظيم صانع و انمايصنعه الدهر و الطبيعيون القائلون بصانعية الطبيعة.
([134]) اقول: في تفسير القمي الهدي هنا الثواب.
([135]) اقول: جعل اعلي اللّه مقامه متعلق الوعد الجنة لقول الصادق7 في قوله تعالي أفمن وعدناه وعداً حسناً قال الموعود علي7 وعده اللّه انينتقم له من اعدائه في الدنيا و وعده الجنة له و لاوليائه في الاخرة الخبر.
([136]) اقول: التعبير عن الشخص بالكلمة غير عزيز في الايات و الاخبار قال اللّه سبحانه و كلمة منه اسمه المسيح عيسي ابن مريم و قال و جعلنا ابن مريم و امّه اية و لا شك ان الاية هي المؤلفة من الكلمات فكل واحد منهما كلمة و مجموعهما اية و في منتخبالبصائر عن علي7 انا كلمة اللّه التي يجمع بها المتفرق و يفرق بها المجتمع و عن الرضا7 في قوله تعالي مانفدت كلمات اللّه قال نحن الكلمات التي لاتدرك فضائلنا و لاتستقصي.
([137]) اقول: ورد في اخبار كثيرة تأويل القول و القول الثابت و القول الطيب و القول المعروف و امثالها ممااتصف بالمدح و الخير بولاية علي7 و ولاية سائر الائمة و معرفتهم و الامام و بخصوص علي7 ففي الكافي عن الصادق7 في قوله تعالي و لقدوصّلنا لهم القول لعلهم يتذكرون قال امام بعد امام و عن ابنعباس في قوله تعالي يثبّت اللّه الذين امنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا قال يعني بولاية علي7 و عن الصادق7 تفسير القول الثابت بالاعتقاد المقرون بالحجة و البرهان الخبر و لايخفي ان الاعتقاد الحق هو الاعتقاد بالولاية و الامامة و عن الصادق7 في قوله تعالي و هدوا الي الطيب من القول قال هدوا الي اميرالمؤمنين7 و امارته و امامته.
([138]) اقول: عن الصادق7 نحن واللّه نعمة اللّه التي انعم بها علي عباده و بنا يفوز من فاز و عن المجاهد في قوله تعالي بدّلوا نعمة اللّه كفراً قال كفرت بنوامية بمحمد و اهل بيته و عن الصادق و الباقر8 في الاية المذكورة ان نعمة اللّه رسوله اذ يخبر امته بمن يرشدهم من الائمة: الخبر و اما المراد من الاصنام فالخلفاء الثلثة و قداوّل الكفر بهم مبالغة بزيادة كفرهم و جحدهم في الاخبار و قدذكرنا اخباره في مواضع عديدة فنكتفي بماذكرنا سابقاً.
([139]) اقول: تأويله اعلي اللّه مقامه الانداد بالخلفاء لا شك فيه و لا اشكال بعد تأويله اللّه بالولي فانهم جعلوا الخلفاء انداداً للولي و اشركوهم معه في الخلافة و الولاية قال اللّه سبحانه اللّه ولي الذين امنوا و في تفسير الامام عند قوله تعالي اتخذوا من دون اللّه انداداً قال يعني يجعلون الكفار و الفجار انداداً لمحمد و علي8 و قال ايضاً لماامن المؤمنون بقبول ولاية محمد و علي صلوات اللّه عليهما و الهما الطيبين و صدّ عنها المعاندون قال سبحانه و من الناس من يتخذ من دون اللّه انداداً و عن الباقر7 هم واللّه معني الانداد و من اتخذهم و احبهم من دون اللّه ائمة الظلم و اشياعهم الخبر و عن جابر قال سألت الباقر7 عن قوله تعالي و من الناس من يتخذ من دون اللّه انداداً يحبونهم كحبّ اللّه قال هم اولياء فلان و فلان اتخذوهم ائمة دون الامام الذي جعله اللّه للناس اماماً الي غير ذلك من الاخبار.
([140]) اقول: عن ابنعباس قال قال رسولاللّه9 و السماء ذات البروج ثم قال ياابنعباس أتقدّر ان اللّه يقسم بالسماء ذات البروج و يعني به السماء و بروجها قلت فماذا يا رسولاللّه قال اما السماء فانا و اما البروج فالائمة الاثناعشر الخبر و لا شك ان البروج في السماء و من السماء و جزؤها و في رواية طارق بن شهاب عن علي7 قال الامام السماء الظليلة و في حديث اخر هو السماء الذي يسمو اليه الخلق في العلم و عن الباقر7 في قوله تعالي و ينزل من السماء ماء قال انما السماء في بطن القرءان رسولاللّه9 و الماء علي7 و هو من الرسول و في تفسير القمي في قوله تعالي انزل من السماء ماء فسالت اودية قال يقول سبحانه انزل الحق من السماء فاحتملته القلوب باهوائها ذواليقين علي قدر يقينه و ذوالشك علي قدر شكه فاحتمل الهوي باطلاً كثيراً و جفاء فالماء هو الحق و الاودية هي القلوب الخبر و عن الصادق7 في قوله تعالي و ان لو استقاموا علي الطريقة لاسقيناهم ماء غدقاً قال يعني لو استقاموا علي الولاية لاذقناهم علماً كثيراً يتعلمونه من الائمة الخبر فالمستفاد من هذه الاخبار ان المراد من السماء في بطن القرءان محمد و علي و الهما فانهم السماء الفواعل في الملك ففي الزيارة بكم تحركت المتحركات و سكنت السواكن و المراد من الماء العلم النافع النازل منهم علي ارض قوابل الشيعة فاخرج ثمرات القلوب و هي العلوم فان العلم يخرج ماهو من جنسه من العلم.
([141]) اقول: ورد اخبار عديدة تدل علي ان المحمد: من ذرية ابرهيم و قدمرّ بعض منها انفاً فعن كنزالفوائد عن الكاظم7 نحن ذرية ابرهيم و عن تفسير الفرات عن الباقر7 في قوله تعالي ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد الاية فقال نحن هم و نحن بقية تلك الذرية الخبر.
([142]) اقول: لماجد في الاخبار اطلاق هذا اللفظ بخصوصه علي الامام ولكن ورد في اخبار كثيرة اطلاق لفظ القائم و القوام و الاقوم و المستقيم و امثالها عليه و لاشك ان المراد من المقيم الاقامة بامور رعاياهم من اهل السموات و الارض و هذه الصفة و الاسم ثابت لهم بالاجماع من الشيعة قال الصادق7 ان الامام القائم في امور المسلمين و في بعض الزيارات اتخذهم اللّه قواماً بامره و في بعضها انتم القوامون بامره الخبر.
([143]) اقول: البلوغ الوصول و البلاغ اسم يقوم مقام الابلاغ و التبليغ و هما بمعني الايصال و قدجاء بمعني الكفاية ايضاً يقال هذا بلاغ و يراد ذوبلاغ اي ذوبيان كاف و بمعني من بلغ و قدجاء تأويله بالائمة: و قدتبين ممامرّ في خلال التفسير الشريف ان عمدة تبليغ النبي9 و كذا سائر الانبياء تبليغ امر علي7 و خلافته و امامته و ولايته و ولاية المحمد: قال الصادق7 في قوله تعالي و اوحي الي هذا القرءان لانذركم به و من بلغ ءانكم لتشهدون قال من بلغ انيكون اماماً من المحمد فهو ينذر بالقرءان كماانذر به رسولاللّه9 الخبر فعلي7 بلاغ لانه بلغ انيكون اماماً و لانه ابلغ مااستودعه النبي9 فهو من باب زيد عدل فمن كثرة تبليغه سمي بالبلاغ و لمّا كان معني البلاغ في الباطن علي7 و كان هذا موضوعاً له و هو محموله افرد هذا و الي هذا اشار اعلي اللّه مقامه بقوله «و ان اخذ المشاراليه» الخ.
([144]) اقول: و كذا الائمة كمايظهر من فقرة الدعاء بهم ملأت سماءك و ارضك حتي ظهر ان لا اله الاّ انت وحدك لا شريك لك و خصوص علي7 كماهو ظاهر ان اخذ مصداق هذا علي7 فان كان مصداق هذا محمداً9 كما عن القمي فهو دليل التوحيد و اية التفريد للّه سبحانه و في الزيارة انتم الدالّ اللّه و انتم دلائل اللّه و ان كان مصداقه علياً7فهو دليل اللّه سبحانه و كذا سائر الائمة لانهم من نور واحد و طينة واحدة و حكم احدهم حكم الاخر و الفضيلة الثابتة لواحد منهم ثابتة للباقين و قدمرّ شواهده و ان كان مصداقه القرءان فهو ايضاً دليل التفريد و اية التوحيد كمايرشد اليه قوله سبحانه فاعلموا انما انزل بعلم اللّه و ان لا اله الاّ هو الاية.