03 اصول فقه ـ مقابله

 

رسالة

 

 فی اصول الفقه

 

 

 

من مصنفات

 

العالم الربانی و الحکیم الصمدانی مولانا المرحوم

الحاج میرزا محمدباقر الشریف الطباطبایی

اعلی الله مقامه

 

 

فهرس ما فى هذا الکتاب المستطاب من امهات المطالب

 

المقدمة: فى تعریف علم الاصول ……..

الباب الاول: فیما یتعلق بهذا العلم من صفات الله و اسمائه و فیه فصول ….

فصل: فى تعلق حکمته  سبحانه بهذا العلم …..

فصل: فى تعلق کماله سبحانه بهذا العلم ……

فصل: فى تعلق هدایته سبحانه بهذا العلم …..

فصل: فى تعلق عدله تعالی بهذا العلم …..

فصل: فى تعلق علمه و قدرته و رحمته سبحانه بهذا العلم ………..

فصل: فى تعلق شهادته تعالى بهذا العلم و بیان دلیل التسدید ……

الباب الثانى: فیما یتعلق بهذا العلم من صفات النبی؟ص؟ و فیه فصول …

فصل: فى انه؟ص؟ قائم مقام الله تعالی فی الاداء و بیان تعلق هذه الصفة بهذا العلم …

فصل: فى انه؟ص؟ علیم حکیم رحیم و بیان تعلق هذه الصفات بهذا العلم ….

فصل: فى تعلق عصمته؟ص؟ بهذا العلم ……

الباب الثالث: فیما یتعلق بهذا العلم من صفات الامام؟ع؟ و فیه فصول ….

فصل: فى لزوم وجود الحافظ و السائس بعد النبی؟ص؟ ……….

فصل: فى ان الامام؟ع؟ حافظ خبیر محیط شاهد و بیان تعلق هذه الخصال بهذا العلم …..

فصل: فى ان غیبة الامام؟ع؟ لاتکون مانعة عن حفظه و تصرفه و هو الیوم رقیبنا و حافظنا و المتصرف فی الملک و اهله و بیان تعلق تصرفه بهذا العلم …

الباب الرابع: فى صفات العلماء التی تتعلق بهذا العلم و الذی یجوز اخذ العلم عنه و الذی لایجوز. و فیه مقدمة و فصول ………….

مقدمة: فى ان الله تعالى جعل لکل شیء باباً و سبباً و جعل باب تحصیل الدین و الشرع العالم العلیم …………..

فصل: فى لزوم کون هذا العالم معرضاً عماسوی الله سبحانه و عما سوی رسوله و اوصیائه؟عهم؟ و کونه متصفاً بصفات الله تعالی و صفات رسوله و اوصیائه؟عهم؟ و لزوم کون تلک الصفات فیه بالفعل ………….

فصل: فى ان العلم هو الخشیة ……….

فصل: فى ذکر  بعض الاخبار الواردة فی معرفة من یجوز الاخذ عنه و من لایجوز …

الباب الخامس: فى الادلة‌ الاربعة و فیه اربعة مقاصد ……..

المقصد الاول: فى حجیة ظواهر الکتاب المحکمة ……

المقصد الثانى: فى الاخبار و فیه مطلبان ……..

المطلب الاول: فى القول فی نفس الاخبار و فیه فصول ………….

فصل: فى اثبات ان الاخبار المدونة فی الکتب المعتبرة قطعیة الصدور بدلیل التسدید ……………

فصل: فى الاستدلال علی ذلک بمقتضی الطبیعة الانسانیة المدنیة …..

فصل: فى الاستدلال علی ذلک بمقتضی الفطرة الاولیة …….

فصل: فى الاستدلال علی ذلک بسیرة العقلاء ……..

فصل: فى الاستدلال علی ذلک بنفس الاخبار من حیث اتقانها و انه بها یقوم النظام و یصلح العباد و البلاد ………….

فصل: فى اثبات ان هذه الاخبار الصحیحة کلها قطعیة الدلالة بدلیل التسدید …..

فصل: فى عدم حجیة الظن مطلقا و حرمة ‌العمل به و وجوب العمل بالعلم ….

فصل: فى بیان قاعدة شریفة و هی تقسیم العلم الی ثلاثة: العلم العادی و العلم العقلی و العلم الشرعی و بیان ان الاول یجری فی العادیات و الثانی فی العقلیات و الثالث فی الشرعیات …………

فصل: فى بیان الفرق بین العلم و الجهل و الظن و الوهم و الشک فی موارد الاخبار ….

فصل: فى عدم الحاجة الی علم الرجال فی تصحیح الاخبار ….

فصل: فى بیان سر اختلاف الاخبار ……

المطلب الثانى: فیما یتعلق بالکتاب و السنة من مباحث الالفاظ و غیرها و فیه فصول ….

فصل: فى الحقیقة‌ الشرعیة ……

فصل: فى استعمال اکثر من معنی واحد ………

فصل: فى دلالة الامر ………..

فصل: فى دلالة النهی …..

فصل: فى امتناع اجتماع الامر و النهی فی محل واحد ………

فصل: فى ان الامر بالشیء لایکون نهیاً عن ضده مطلقا …….

فصل: فى الاتیان فی الوقت الثانی اذا لم‌یأت المکلف المأموربه ….

فصل: فى ان نفس الامر بالشیء لایکون امراً بمقدماته ….

فصل: فى جواز الامر بالمأمور به مع العلم بانتفائه ………..

فصل: فى دلالة‌ النهی علی فساد المنهی عنه ……..

فصل: فى ادوات العموم و دلالتها علی العموم ……….

تتمـة: فى انه یقتضی ترک الاستفصال فی حکایة الحال العموم ام یختص الحکم بتلک الواقعة ……………

فصل: فى المطلق و المقید و انه لایجب الفحص مطلقا لا من المخصص و لا من المقید و انه یجوز العمل بالعام مع وجود الخاص  ……….

فصل: فى المجمل و المبین و امتناع العمل بالمجملات الا بعد البیان و ان البیان علی الله سبحانه …………..

فصل: فى وجوه التراجیح بین متعارضات الاخبار و فیه بیان التعارض بین الادلة و کیفیة العمل فی المتعارضین …………

تنبـيه: فى بیان المراد من المستحب و المکروه ……….

فصل: فى الاستصحاب …………

فصل: فى حرمة القیاس و بیان اقسامه …….

فصل: فى ان العلة‌ المنصوصة لیست من اقسام القیاس …….

فصل: فى البرائة ………

فصل: فى بیان الفرق بین الشبهة و بین الجهل و بیان الاحتیاط …………..

فصل: فى ذکر سائر الاصول المشهورة عند القوم:

  • عدم الدلیل دلیل العدم …………………
  • الاصل تأخر وجود الحادث …………………
  • الاستصاب القهقری …………………
  • الاصل عدم التغییر …………………
  • الاصل عدم التحریف …………………
  • الاصل بقاء ما کان علی ما کان …………………

فصل: فى الاصلین الاصیلین المستنبطین من الاخبار احدهما «لاتنقص الیقین بالشک ابدا» ثانیهما «کل شیء مطلق حتی یرد فیه امر او نهی» ……

فصل: فى ان الاسماء موضوعة علی الصور الظاهرة للمکلف العالم بها …..

فصل: فى ان متعلقات الاحکام هی الصور و القوابل و فیه بیان سر نسخ الشرایع فی الاعصار المختلفة و بیان سر اختلاف الفقهاء ……….

فصل: فى اشتراط وجود المبدأ فی استعمال الاسماء المشتقة و الاوصاف علی المسمیات و الموصوفات ……..

فصل: فى المفاهیم و اقسامها و بیان حجیتها …….

المقصد الثالث: فى اتحاد الشرع و العقل و بیان حجیة العقل و فیه فصلان ….

فصل: فى العقل و مراتب ظهوره و بیان ان الشرع هو العقل الظاهر …..

فصل: فى حجیة الادلة العقلیة و ان للعقل فی کل مورد حکماً خاصاً …

المقصد الرابع: فى معنی الاجماع و بیان اقسامه و حجیته و فیه فصلان ….

فصل: فى بیان منشأ الاجماع و تعریفاته و نقدها و الذی یظهر من سیرة الفقهاء فی التمسک به ………..

فصل: فی اقسام الاجماع و بیان حجیتها و فیه بیان عدم حجیة‌ الشهرة …..

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 2 *»

 

بسم اللّه الرحمن الرحیم

الحمد للّه و سلام علی عباده الذین اصطفی.

قال اللّه تعالی و جعلنا بینهم و بین القری التی بارکنا فیها قری ظاهرة و قدرنا فیها السیر سیروا فیها لیالی و ایاماً آمنین و قال الباقر7 فی هذه الآیة بل فینا ضرب اللّه الامثال فی القرآن فنحن القری التی بارک اللّه فیها و ذلک قول اللّه عزوجل فیمن اقر بفضلنا حیث امرهم ان‏یأتونا فقال «و جعلنا بینهم و بین القری التی بارکنا فیها» ای جعلنا بینهم و بین شیعتهم القری التی بارکنا فیها «قری ظاهرة» و القری الظاهرة الرسل و النقلة عنا الی شیعتنا و فقهاء شیعتنا و قوله سبحانه «و قدرنا فیها السیر» و السیر مثل للعلم سیر به فیها «لیالی و ایاما» مثل لما یسیر من العلم فی اللیالی و الایام عنا الیهم فی الحلال و الحرام و الفرائض و الاحکام «آمنین» فیها اذا اخذوا عن معدنها الذی امروا ان‏یأخذوا منه آمنین من الشک و الضلال و النقلة من الحرام الی الحلال و عن القائم عجل اللّه تعالی فرجه فی هذه الآیة قال7 نحن واللّه القری التی بارک فیها و انتم القری الظاهرة.

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 3 *»

فالقری هی الرجال علی مصطلح الکتاب و السنة کما ان البیوت ایضاً هی الرجال و قد قال سبحانه فی بیوت اذن اللّه ان‏ترفع و یذکر فیها اسمه الی قوله تعالی رجال لاتلهیهم تجارة و لا بیع عن ذکر اللّه الآیة و کما ان المدینة ایضاً تطلق علی الانسان قال9انا مدینة العلم و علی بابها و فی روایة انا مدینة الحکمة و علی بابها.

و لاشک ان الاطلاق فی کل هذه الالفاظ الثلاثة و غیرها حقیقی و لاتجوز فیه لانه قد ثبت من قواعد اهل اللّه؟عهم؟ ان البواطن و الاسرار کلها حقائق اولیة و الظواهر و القشور حقائق ثانویة فلیس عندهم مجاز. اضف الی ذلک ان الباطن اصل و الظاهر فرع فلو کان اطلاق هذه الکلمات علی الرجال مجازاً للزم ان‌یکون الاصل فرعاً و الفرع (ای القری المحسوسة و البیوت الملموسة و المدن المشهودة) اصلاً.

فالقریٰ حقیقة فی الذوات و الرجال مبارکة کانت ام ظاهرة ولکن المراد من القری المبارکة رجال لاتلهیهم تجارة و لابیع عن ذکر اللّه یعنی لاتشغلهم مقتضیات الانیة عن ذکر اللّه سبحانه لایصیبهم شک و لا وهم و لا ریب و لا وسوسة و لا ظن و قد قالوا: بلسان عابدهم و سجادهم الذی هو  زین العابدین و سید الساجدین علیه و آبائه و ابنائه صلوات المصلین فان الشکوک و الظنون لواقح الفتن و مکدرة لصفو المنائح و المنن و هم الذین بارک اللّه سبحانه فیهم بکمال البرکة و ذکر من خصالهم هذه الخصلة و اطلقها من کل قید و ما حدها بحد لیعرفنا ان المراد بها البرکات کلها و لا شک عند احد من المسلمین ان الذین قد حازوا البرکات کلها و اختصهم اللّه تعالی بها و اظهر منهم الفیوضات باسرها و جعلهم معادن ظهوراته و محال تجلیاته هم محمد و اهل‌بیته صلوات اللّه علیهم فهم المراد من القری المبارکة کما ورد النص بذلک من طریق اهل‌البیت: و اما المراد من القری الظاهرة فهم

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 4 *»

الذین قال9فیهم علماء امتی کأنبیاء بنی‌اسرائیل الذین توجهوا بکلهم الی ائمتهم فاستشرقت سرائرهم من انوارهم و استضائت بواطنهم من نور اسرارهم و ظهر فیهم سرهم علی حذو ما قاله امیرهم7 فی وصف الملأ الاعلی و قد سئل عن العالم العلوی قال7 صور عالیة عن المواد عاریة عن القوة و الاستعداد تجلی لها فاشرقت و طالعها فتلألأت و القیٰ فی هویتها مثاله فاظهر عنها افعاله الحدیث.

فتأدبوا بآدابهم و نهجوا منهجهم و سلکوا مسلکهم و حصل لهم الانقطاع الیهم و الاختصاص بهم فقالوا عنهم و سکتوا عن غیرهم و مالوا الیهم و اعرضوا عن اعدائهم فبذلک صاروا هم الوسائط بینهم و بین الرعایا و الارکان الوثیقة للضعفاء و الاعوان للفقراء و العدول الذین ینفون عن الدین القویم تحریف الغالین و انتحال المبطلین و تأویل الجاهلین. و لما قصروا انظارهم فی ائمتهم و شخصوا ابصارهم الی مشارق امداداتهم و مدوا اعناقهم الی سموات فیوضاتهم و استمدوا بجمیع مراتبهم من انوارهم فظهروا لهم بهم و تجلوا لهم بحقائقهم فاندکت جبال انیاتهم و تلاشت ارکان ماهیاتهم فنظروا فی الاشیاء بنور التوسم و علموا بغیر التعلم و عرفوا اسرار الوجود من الغیب و الشهود و اطلعوا علی نقطة العلم التی کثرها الجاهلون و انکرها الضالون المضلون و اقرّ بها المخلصون المخبتون.

فبعد ذلک امر اللّه الایتام المنقطعین عن الآباء العظام القاصرین عن معرفة الکرام بالسیر فیهم ای هؤلاء الوسائط و الاخذ عنهم فی لیالیهم (ای مدة اخذهم عن محض التقلید من دون النظر الی الدلائل و البراهین) و ایامهم (ای حین تحصیل الدلیل و البرهان العقلی و مشاهدة الآفاق و الانفس و الاخذ عن البصیرة و البینة و وعدهم الامن فی کل هذه الاحوال عن الخطاء و الغفلة و السهو فالسائرون فی هذه القری الظاهرة الی القری

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 5 *»

المبارکة فی امن و اطمئنان من غیر تشویش و اضطراب فقال سبحانه الا ان اولیاء اللّه لاخوف علیهم و لا هم یحزنون فنحمده جل جلاله بما منّ علینا بهؤلاء الوسائط و الهمنا معرفتهم و رزقنا التسلیم لهم حمداً  کثیراً.

و من هؤلاء الوسائط الذین اظهر اللّه امرهم و سددهم و ایدهم مشائخنا الاربعة مولانا الاجل الاکرم الاعظم الاوحد الشیخ احمد بن زین الدین الاحسائی و السید القمقام و الحبر العلام علم الاعلام البحر الزاخر ذی‌الشرف الفاخر السید کاظم الرشتی و العالم العامل و الحکیم الکامل اسوة العلماء الروحانیین و قدوة الحکماء الربانیین مولانا الحاج محمدکریم الکرمانی و العالم الربانی و الحکیم الصمدانی مولانا المؤید و شیخنا المسدد الحاج میرزا محمدباقر الهمدانی اعلی اللّه مقامهم و رفع فی الدارین اعلامهم.

فتصدی شیخنا الاوحد لتأسیس بیان احکام ظهور البواطن و الاسرار و صارت الظواهر تابعة للبواطن فسطع برهانه و ارتفع شأنه فطلبه الطالبون و انشرحت ببیانه صدورهم و استنارت ببراهینه قلوبهم و اطمأنت بادلته نفوسهم فانحلت بیمنه المعضلات و استحکمت بحکمه المتشابهات و تبینت ببیانه المجملات فصار حاملاً للرکن الاول من عرش العلم([1]) ثم تصدی سیدنا الاجل لتشیید ما اظهره استاذه الاکبر فاوضح المراد و ابان الدلائل و ازداد و رفع اعلام الارشاد و استمدت من مشرق فیضه و امداده جوامع الاستعداد و حضرته من النواحی القریبة و البعیدة قوابل الاستمداد فأمد علی رؤسهم ظل عطفه و رزقهم من الطیبات کلا علی حسبه و صار حاملاً  للرکن الثانی من عرش العلم.

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 6 *»

ثم تصدی بعده مولانا الافخم لشرح جمیع ما اظهره الشیخ الاوحد و شیّده السید الاجل+ فاوضح الحقائق فاظهرها و ابان البواطن فافشاها و کشف الاستار عن الاسرار فاعلنها و استنبط الخفایا من الالفاظ و العبارات فبیّنها و استخرج الدرر المکنونة من اصداف الاشارات فنشرها و ابرز جمیع ما کان فی مکامن الامکان من موات المرادات فاحیاها، فاحرز بذلک حمل الرکن الثالث من عرش العلم.

و بعده نهض مولانا الاکرم لاماتة کل باطل اظهره المبطلون فی هذه الطریقة المثلی و دفع کل بدعة ابتدعه المبدعون فی هذه المدرسة الکبری و قام لحفظ هذا الامر من کل تحریف و تغییر قیام الخبیر البصیر  و ثار علی کل ملحد الحد فیه من دون معین و قد نصره صاحب هذا الامر  بقیة اللّه عون کل مستضعف و مستبصر عجل اللّه تعالی فرجه و سهل مخرجه صلوات اللّه علیه و آبائه الطاهرین و صار بذلک حاملاً للرکن الرابع من عرش العلم. فان ابرز ما یکون فی حیاته الطیبة حفظه لهذا الامر من کل تغییر و تحریف لان افسد شی‏ء للمکاتب العلمیة و المدارس الفکریة و اضره التحریفات الطاریة من قبل متفکریها و التغییرات الواردة من سوء فهم حاملیها «انما اتی العلم من سوء فهم سامعه».

فدفع الشبهات و هزم جنود الشیاطین و نصر المؤمنین و اورث قلوب اهل الایمان الیقین.

و اشنع الالحادات و ابشع البدعات الذی ظهر فی زمانه ادعاء لزوم وحدة الواسطة و حامل الفیض و الناطق عن المعصوم7 و اتاح ابلیس لعنه اللّه لتلک البدعة جمیع الشرائط و اللوازم و ان کانت فی نظر اهل الحق کخوار عجل السامری او کبیت العنکبوت بل اخس من ذلک و اوهن من ذاک ولکن اجابه کل من لم‏یستحکم قواعد الدین و لم‏یعض علی

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 7 *»

العلم بضرس قاطع.

فقام­ لدفع تلک البدعة بکل طاقاته و کتب فی ابطالها الکتب و الرسائل و اجهر  ببطلانها علی رؤس المنابر و جاهد مبدعها و اتباعه حق الجهاد حتی اظهر الحق و رکزه و ابطل الباطل و هتره فنجی من نجی بفضله و هلک من هلک بمخالفته.

و انفذ سلاحه فی هذه المکافحة التفریق بین الضروریات و النظریات و بیان حدودهما و تشریح مواردهما و تبیین احکامهما و اثبات ان الخارج من الضروریات خارج من الدین و انه لا خلاف فی الضروریات و لایجوز الاختلاف فیها و ان محل الخلاف النظریات و یجوز فیها الاختلاف و لایخرج المخالف بمخالفته فیها من الدین فابان بهذا السلاح النافذ بطلان تلک البدعة المبرقشة و اتعب نفسه الشریفة فی ابطالها مدی حیاته الغالیة و اضاء الطریق باضواء براهینه النیرة.

و زاول ایضاً بهذا السلاح العتامة التی صدرت من الخائسین و هی الظلمة التی احدثها انکار المعاندین فکفروا فیها مروج التوحید علی النهج القویم و مؤسس قواعده علی القسطاس المستقیم فکشف بهذا السلاح عن الفرق بین میزان الذین عاندوا الحق اهل التردد و التلکؤ  و التعنت و النکوص و میزان الذین اقروا به اهل السلم و الطمأنینة و الاستقرار، و اظهر بهذا الاسلوب من الاستدلال و البیان المنهج الفکری الصحیح الاسلامی و اعطی الحریة الکاملة الواسعة بکل متفکر فی سبیل تفکیره و قاد القلوب الی مصدر النور و الحمی الامن و الآیة الصدق و الباب مفتوح من الرب الودود و النبی الرؤف و الامام العطوف … و مع الاسف صار هذا الاسلوب من الاستدلال الیوم ضائعاً فی الامة المسلمة مبهماً ملامحه مجهولاً سماته و لاتجد الامة وحدتها الا علی اساسه لا علی اساس آخر و لا

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 8 *»

تجد مجدها و عزها الّا علی هذا المنهج لا علی منهج آخر و کیف تحصل لها الوحدة بالحیدة عن اساس الوحدة فدعا الامة المسلمة بل البشریة کلها ان‏تفی‏ء الیه و ان‏تجتمع تحت رایته و الامة اذا استجابت بهذه الدعوة تدخل فی عالم کله سلم و کله سلام عالم کله ثقة و اطمئنان و کله رضی و استقرار لااضطراب فیه و لاحیرة و لاشرود فیه و لاضلال.

هذا هو المیزان الحق فالمؤمن یعلم قیمته الحقیقیة فی هذا المیزان و یمضی فی طریقه لایحفل سفاهة السفهاء و سخریة الساخرین و مابدلت الامة هذا المیزان الّا اصابها العقاب الشدید فی حیاتها علی الارض قبل عقاب الآخرة و من یبدل نعمة اللّه من بعد ماجاءته فان اللّه شدید العقاب عقاب الاختلاف و التشتت عقاب الشقوة النکدة، عقاب القلق و الحیرة فکفر بعضها بعضاً و قتل بعض البعض و ان هذا الّا عقاب اللّه للذین یحیدون عن منهجه و میزانه و لایستمعون لدعوته یا ایها الذین آمنوا ادخلوا فی السلم کافة، قل یا اهل الکتاب تعالوا الی کلمة سواء بیننا و بینکم.

فما اصاب الامة فی عهد المؤسس العظیم ما اصابها من التفوه بتکفیر الموحد الاوحد الا بحیدتها عن هذا الاساس و میلها عن هذا المیزان القویم حتی انتهی الامر الی القتل و النهب و الحرق و وقع فی عصر مولانا المترجم کل هذه الاحداث حین عاش هذا العظیم فی بلدة همدان اکثر من ثلثین سنة و قد قرّره علی ذلک استاذه الکریم فما اشتغل فی طوال هذه المدة الا بالوعظ و التدریس و نشر علوم الائمة الاطهار: و بیان فضائلهم و مناقبهم و تنویر القلوب و تزکیة النفوس و تلطیف العقول و ترویج الحکمة الحقة الالهیة و تصنیف الکتب و الجواب عن المسائل و الاصحار بالحق و الدعوة الیه فاحدقوا به من کل جانب فکفروه و کفروا تابعیه من الصلحاء و الاخیار و اضاعوا حقوقهم و هتکوا حرمتهم التی جعلها

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 9 *»

الاسلام لکل من اقر بالشهادتین و هم یرون انهم مااستحلوا حراماً و ماحرموا حلالاً و ماانکروا ضروریاً و ماابتدعوا بدعة و مع‌ذلک شنوا علیهم الغارات فقتلوا بعضهم و حرقوا بعضاً و نهبوا اموالهم و اخرجوهم من دیارهم و لقد حقّ علیهم قول ربهم و اذ اخذنا میثاقکم لاتسفکون دمائکم و لاتخرجون انفسکم من دیارکم ثم اقررتم و انتم تشهدون ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسکم و تخرجون فریقاً منکم من دیارهم تظاهرون علیهم بالاثم و العدوان و ان یأتوکم اساری تفادوهم و هو محرم علیکم اخراجهم أ فتؤمنون ببعض الکتاب و تکفرون ببعض فما جزاء من یفعل ذلک منکم الا خزی فی الحیوة الدنیا و یوم القیامة یردون الی اشد العذاب و ما اللّه بغافل عما تعملون اولئک الذین اشتروا الحیوة الدنیا بالآخرة فلایخفف عنهم العذاب و لا هم ینصرون.

فهاجر مع اهله من بلدة همدان الی قریة جندق اقتداء برسول اللّه9و اقام بها الی ان الحقه اللّه بساداته الکرام فسلام علیه یوم ولد و یوم مات و یوم یبعث حیا.

و من سبر  کتب هؤلاء الاجلاء وجدها کلها طافحة بالتحقیق و الدقة فلایجد فیها مایخالف ضروریاً من الضروریات الاسلامیة بل یتلقی القاری من کل صفحة من صحائفها الحقائق الراهنة و یجدها یوافق کل ما فیها الاصول الاصیلة التی قد اعترف بها المسلمون اجمع اضف الی ذلک الامانة التی راعوها هؤلاء العظماء فی دراساتهم و مواعظهم و تصنیفاتهم و رسالاتهم حق رعایتها فلم‏ینصبغ نظریاتهم الثمینة بصبغ غیر اسلامی لان طباعهم لم‏تتطبع بطبع غیر فطری فلم‏یأخذوا اصلاً من غیر الکتاب و السنة و لم‏یفرعوا فرعاً علی اصل غیر مأثور فنالوا بذلک مقام الامناء فی الامة لانه قال9 العلماء امناء الرسل و قال علی7 یا کمیل لاتأخذ الا عنا تکن منا

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 10 *»

و لیس ذلک حظ کل من ینتحل العلم بل ذلک شأن الذین قال فیهم رسول‌الامة9 علماء حلماء کادوا من الحکمة ان یکونوا انبیاء الذین قالوا ما قال آل‌محمد؟عهم؟ قلنا و ما دانوا به دنا و صدقوا فی قولهم و صدق فعلهم قولهم و ما انا و ما خطری حتی استطیع ان امثل لک ایها القارئ الکریم الصورة الجامعة و المحدودة@المحددة نوار@ لتلک الشخصیات الوضیئة و الیک بنص جامع من احدهم یمثل لک صورة کاملة متکفلة لبیان حدود تلک الشخصیات المقدسة.

قال­: «اعلم ان لاهل الحق علامات بها یمتازون عن غیرهم فاذا وجدتها فی احد فاعلم انه القریة الظاهرة التی قد امرت بالسیر فیها الی القریة المبارکة و تلک العلامات علی وجهین منها ما یتعلق بعلمهم و منها ما یتعلق بعملهم اما الاولی فاعلم انهم اذا نظروا فی مسئلة من المسائل لاینظرون فیها حتی ترتفع ثلث خصال و تجتمع خمس خصال اما الاولی فاولها ان‏یتمحض قصدهم و نیتهم فی معرفة تلک المسئلة من العلم للّه سبحانه لیتوصل بها الی طاعته و رضاه من عمل او قول او ظهور قدرة و عظمة یوجب کمال الخوف او نعمة و احسان یوجب الرجاء و الطمع او جلال یقهره عن نفسه او جمال یجذبه الیه و یفقده عن نفسه لینقطع الی ربه و امثال ذلک من الاحوال الراجعة الی الحق سبحانه و لایطلبها لیعاند بها العلماء و یماری بها السفهاء او یصرف الیه وجوه الناس او لیغزر علمه لیعرف بذلک و یشتهر به و امثال ذلک من انواع العصبیة و الجدال و المراء کما تری فی اغلب احوال الناس و ثانیها ان لایکون حین النظر مأنوساً بطائفة من اهل العلم او غیره لیمیل قلبه الیهم و الی ما یقولون فان حبک للشی‏ء یعمی و یصم و قد یکونون علی باطل و خطاء فیقع فیما وقعوا فیه بل یکون انسه باللّه و میله فیما عند اللّه و رغبته فیما اختاره اللّه سبحانه من کان یرید

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 11 *»

ثواب الدنیا فعند اللّه ثواب الدنیا و الآخرة و ثالثها ان لایکون عنده قاعدة قد اخذها من غیر اهل‌بیت العلم علی النمط الذی نذکره ان‏شاءاللّه تعالی فان من عنده قاعدة لایأمن ان‏یرکن الیها و یصرف العلم الیها و قد تکون باطلة فاسدة فیقع فی الخطاء و الغلط کما تری الآن اغلب الناس یطرحون الاخبار الصحیحة المتکثرة و ینکرونها لمخالفتها لقاعدتهم و قد تکون القاعدة باطلة.

و اما الثانیة من الخصال الوجودیة فاولها ان یکون باقیاً علی الفطرة الاصلیة الاولیة غیر مغیر لها بمتابعة الشیطان فلم‏تسبقه الشکوک و الشبهات و علامته ان‏یکون دائم النظر و التفکر فی خلق اللّه من السموات و الارض و خلق نفسه و احواله و عظیم التحیر حین ما ینظر الیها و علامة ذلک صفاء طویته و ذکاء سریرته و علامته ان لایشغله علم عن الآخر  بل یکون الاشیاء عنده بعضها دلیلاً  للآخر فلایقال فیه انه کامل فی علم دون العلم الآخر بل العلوم کلها عنده علی حد سواء لان الباقی علی الفطرة یری آیة الوحدة فی کل شی‏ء فعین بصیرته مفتوحة فلاتفرق عنده فی الرؤیة بین شی‏ء و شی‏ء کما فی العین الجسمی اذا کانت مفتوحة یری الاجسام علی اختلاف الوانها و احوالها و کذا عین القلب اذا کانت مفتوحة و اما الذی یقتصر علی شی‏ء فلایعرف الآخر فهو کالاعمی الذی یعلمونه بعض الاشیاء فلایعلم الا الذی علم و قولی کل العلوم عنده علی حد سواء مرادی انه علم اللطیفة الساریة فی العلوم کلها و هی النقطة التی قالها: و لایلزم ان‏یکون ظهورات تلک النقطة علی التفصیل کلها حاضرة عنده بلی اذا طلب کلما اراد منها وجد بمشاهدة تلک النقطة فیها و یستدل بکلها علی کلها کما مرّ فهم من فهم.

و ثانیها ان یجد لها دلیلاً من کتاب اللّه سبحانه من الآیات المحکمات التی هن ام الکتاب بحیث لایمکن انکارها و لااعتذارها للمنصف و اما المعاند

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 12 *»

فلایقطعه الف حجة و لایتشبث فی الاستدلال بالمتشابهات و هی التی لم‏تظهر دلالتها و  المراد منها اما بنفسها او بامر خارج منها کالاخبار الموضحة لها المعینة للمراد منها و ان کانت هی علی الظاهرة مجملة فانها حینئذ لیست من المتشابهات.

و ثالثها ان‏یجد لها دلیلاً من احادیث اهل‌البیت: کما ذکرنا فی الکتاب و یجتنب عن الاحادیث التی لم‏یقبلها الاصحاب الا اذا کانت راجعة الیها و ان لایکون لها معارض اقوی بل لایجد معارضاً اصلاً  اذ التعارض فی الاخبار امر صوری لاحقیقة له و اما تغییر المغیرین و المبدلین و سهو الساهین و الناسین فی الروایة و امثالها فجعلوا: فی ارشاداتهم قراین و ادلة تنفیها و تثبت الامر الواقعی المراد و لولا ذلک لما استقام قولهم: ان لنا اوعیة من العلم نملأها علماً لننقله الی شیعتنا فخذوها و صفوها تجدوها نقیة صافیة و ایاکم و الاوعیة فنکبوها فانهم اوعیة سوء هذا معنی الحدیث فلولا القرائن الناصة لماتتأتی التصفیة فان الخلق جهال لایعلمون شیئا الا ما علموهم ایاه کما قال7 ما معناه یابن عباس لاتجد فی ید احد حقاً الا بتعلیمی و تعلیم علی7 و الکلام فی هذا المقام طویل و الاشارة کافیة لمن اهتدی الی السبیل و لم‏یتعود بالقال و القیل فمجمل القول انه لایتمسک بروایة علی خلاف القانون الذی جرت العادة بین الفرقة المحقة فی التمسک بها فان هذه الطائفة لاتزال علی الحق حتی تقوم الساعة.

و رابعها ان‏یدل علیها العقل المستنیر بنور اللّه و المستوقد بضیاء ائمة الهدی: و معناه انه تربی و نشأ فی شدة الاعتناء و النظر فی اخبارهم مع الاعتقاد الجازم بانهم: لایهملون رعایاهم و غنمهم و عالماً بانه حین ما ینظر و یلاحظ الاخبار هو بین یدی امامه و سیده

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 13 *»

یتعلم منه7 کما قالوا نحن العلماء و شیعتنا المتعلمون و سایر الناس غثاء و هو7 لاتمنع غیبته عن مشاهدة رعیته و اصلاح احوالهم و طرد الشیاطین و الباطل عنهم کما قال تعالی و دخل المدینة علی حین غفلة من اهلها فوجد فیها رجلین یقتتلان هذا من شیعته و هذا من عدوه فوکزه موسی فقضی علیه و قال هذا من عمل الشیطان انه عدو مضل مبین و قال رسول اللّه9 کلما کان فی الامم الماضیة یکون فی هذه الامة حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة و هذا هو العقل المستنیر فیجب ان‏یکون له دلیل عقلی علیها ای علی المسئلة زایداً عما دل علیه الکتاب و السنة لیکون علی بصیرة و معرفة.

و خامسها ان‏یجد لها دلیلاً عیانیاً شهودیاً فی العالم فانه کتاب اکبر کتبه اللّه بیده و بناه بحکمته و رباه بقدرته و حفظه بصنعه و جعله من اعظم آیاته و حثّ الناس بقرائته حیث یقول قل انظروا ماذا فی السموات و الارض و یقول و یضرب اللّه الامثال للناس و ما یعقلها الا العالمون و کأین من آیة فی السموات و الارض یمرون علیها و هم عنها معرضون سنریهم آیاتنا فی الآفاق و فی انفسهم حتی یتبین لهم انه الحق ثم ان اللّه سبحانه بین کیفیة الاستدلال بتلک الآیات فقال و ان کل لما جمیع لدینا محضرون فهذا هو المدعی ثم جعل لهذا آیة و دلیلاً  لیعرف الخلق کیفیة هذا الحشر و العود بعد موت الخلق و اضمحلالهم فقال سبحانه و آیة لهم الارض المیتة احییناها و اخرجنا منها حباً فمنه یأکلون و جعلنا فیها جنات الآیة ثم شرح هذه الآیة فی سورة «ق» حیث قال سبحانه و نزلنا من السماء ماء مبارکاً فانبتنا به جنات و حب الحصید و النخل باسقات لها طلع نضید رزقاً للعباد و احیینا به بلدة میتاً  کذلک الخروج و القرآن مشحونة ببیان هذه الاحوال و بالجملة ماخلق اللّه سبحانه شیئاً و ماکلف العباد بأمر الا و قد بینه باکمل التبیان و البیان الکامل

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 14 *»

انما یتم بالبیانین الحالی و المقالی فالبیان الحالی هو العالم و المقالی هو الکتاب و السنة و کل منهما شرح و بیان للآخر و مطابق له و فی صورة المخالفة یظهر بطلان الاستدلال فلاتخالف السنة الکتاب ابداً و لا العکس و لا العالم الامرین فاذا تطابقت هذه الادلة الاربعة مع عدم مخالفة الفرقة المحقة التی لازال الحق فیهم ففی مخالفتهم عدول عن الحق و العادل عن الحق لاینجو و مع بقاء الفطرة الاصلیة الغیر المعوجة و مع رفع تلک الخصال وجب ان یکون حقاً و الا کان الحق سبحانه مغریاً بالباطل او مخلفاً للوعد تعالی ربی عن ذلک علواً  کبیراً اما الوعد فقد قال اللّه عزوجل الذین جاهدوا فینا لنهدینهم سبلنا و ان اللّه لمع المحسنین و المجاهدة فی اللّه ما تحقق علی اکمل المراتب الا کما ذکرنا لانه هو الطریق المؤدی الی الحق قطعاً و لاتصح ان تکون المجاهدة بالادبار و الاعراض عن الحق سبحانه کما فی مقابلات ما ذکرنا فیجب علی اللّه سبحانه الهدایة و لاتحسبن اللّه مخلف وعده رسله و اما الاغراء بالباطل فلایمکن فرض وقوعه بالنسبة الی اللّه سبحانه مع ان اللّه سبحانه نص بوفاء العهد الذی عاهد من هدایة المحسنین حیث قال فهدی اللّه الذین آمنوا لما اختلف فیه من الحق باذنه و اللّه یهدی من یشاء الی صراط مستقیم فاثبت الهدایة للمؤمنین ثم شرح الایمان و اوضح حقیقته فیما یتعلق بالعلم او مع العمل بقوله الحق فلا و ربک لایؤمنون حتی یحکموک فیما شجر بینهم ثم لایجدوا فی انفسهم حرجا مما قضیت و یسلموا تسلیما و المخاطب فی الظاهر هو  رسول اللّه9 و فی الباطن هو امیرالمؤمنین7 و الاخلاص فی حکم امیرالمؤمنین7 هو الذی ذکرنا لک من ملاحظة الادلة الاربعة ثم بین اللّه سبحانه اصابة المؤمنین فیما صاروا الیه من معتقداتهم و اعمالهم و عدم خطائهم فیما ینسبون الی اللّه عزوجل بقوله تعالی و جعلنا بینهم و بین القری التی بارکنا

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 15 *»

فیها قری ظاهرة و قدرنا فیها السیر سیروا فیها لیالی و ایاما آمنین و قال مولانا الباقر7 نحن القری التی بارک اللّه فیها و القری الظاهرة شیعتنا فنص سبحانه و تعالی باتباع الشیعة المؤمنین الذین هدیٰهم اللّه للحق مع اختلاف الناس فی الاداء و نص ایضاً علی انهم لایخطأون اذ حکم للسایرین فیهم الآخذین عنهم بالامن و لایکون الا الامن من الخطاء فاثبت صحة مجاهدتهم فی اللّه لترتب الآثار علیهم و هی الهدایة و قد قلنا ان المجاهدة فی العلم لاتکون الا کما ذکرنا و کلما سواه طریق الهلاک و الوبار و سبیل الخسران و النار ثم ان کل شی‏ء لما کان له ثلث جهات جهة الی الحق و جهة الی نفسه من حیث انه اثر لغیره و جهة الی غیره من حیث ارتباطاته لترتب نظام معیشته فی دنیاه و آخرته علیه و لکل مقام احکام و اقتضاءات تجری علی ذلک المقام و لکل مرتبة دلیل خاص بتلک المرتبة فللثالثة دلیل المجادلة و للثانیة دلیل الموعظة الحسنة و للاولی دلیل الحکمة و فی کل مقام یجب تحقق تلک الخصال کلها من الوجودیة و العدمیة فیکون للعارف من المؤمنین الممتحنین و الشیعة المخلصین اربعة و عشرین@عشرون ظ@ دلیلاً و میزاناً فی معرفة کل شی‏ء و فی کل شی‏ء واحد ربما یتطرق فیه الخطاء و اما اذا اجتمعت فیمتنع ذلک لما ذکرنا فاذا عجز عن اتیان هذه الامور کلها فی شی‏ء من الاشیاء و ان تمکن عنه فی اغلبها و اکثرها فذلک لایوثق به و اما اذا کان فی کل شی‏ء بحیث لایشذ عنه شی‏ء أتی بالمذکورات فهو المؤمن الذی امتحن اللّه قلبه للایمان و شرح صدره للاسلام و وجب علی الخلق اتباعه و الاقتداء به فیما یجهلون من امور دینهم و دنیاهم و آخرتهم و عقباهم و هو القلیل من المؤمنین و هو اعز من الکبریت الاحمر و هؤلاء الذین عندهم من الاسرار ما لایتحمله الا الصدیقون و الابرار فاذا سمعت منهم شیئاً فلاتقابله بالانکار و سلم الامر له تسلم بشرط تحقق الامر الثانی فیهم کما

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 16 *»

نذکره ان‏شاءاللّه فاذا رأیت فیهم ما یخالف ذلک فتتبرء منهم فانهم اعداء الدین و خصماء النبیین و خلفاء الشیاطین هذا الذی ذکرنا هو علامة اهل الحق فی العلم.

و اما العلامة الثانیة و هی العمل و هو ان‏یکون جمیع اعماله و اقواله کلها مطابقة لما علیه الشریعة الغراء النبویة العامة للمخلوقین کلها فلاینکر شیئاً منها بادعاء ان الباطن غیر الظاهر و ان هذه الاعمال لاهل الظاهر و اما المطلوب من العارفین فاخلاص القلب و لطافة السر لا هذه الاعمال المشترک فیها العوام و سایر الخلق فان ذلک من صفات الفسقة اهل الجور حیث تثاقلوا عن الطاعات بل یکون المؤمن کما وصفه امیرالمؤمنین بعض صفاتهم لهمام و انا اذکر الحدیث ان‏شاءاللّه بطوله لما فیه من المنافع الجلیلة و اظهار اهل الحق و امتیازه عن اهل الباطل روی الکلینی باسناده» … و یذکر الحدیث بتمامه ثم یقول «فهذه الاوصاف هی علامات لایمان المؤمن العارف باللّه عزوجل فبهذه الاوصاف و الاعمال تصفو قابلیته و تزکو سریرته فیشرق علی قلبه نور الیقین و علی فؤاده نور المحبة و علی صدره نور العلم فکلما ازداد حباً و یقیناً و علماً ازداد عملاً و توجهاً و اقبالاً فازداد استنارة و استضاءة لان اللّه عزوجل قریب المسافة فمن دعاه اجابه و من سأله اعطاه فاذا استنارت قابلیته تحملت لظهورات المثال و تلک الظهورات لیست عند من کثفت قابلیته و خبث اعماله فاذا تکلم مثل هذا الشخص بشی‏ء من الاسرار فیصدق و لاینکر علیه لانه لایقول شیئاً یخالف ما علیه عامة المسلمین الموحدین و ان لم‏یدرکوا وجه المطابقة کما ان مولیٰنا و سیدنا القائم عجل اللّه فرجه یخبر اصحابه بتلک الکلمة فیتفرقون عنه7 سوی الوزیر و احدعشر نقیباً فاذا تفرقوا و جالو الارض و لم‏یجدوا ملجأ غیره یأتونه مسلمین قابلین لعلمهم بانه7 معصوم لایخطو فکذلک اذا وجدت

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 17 *»

شیعتهم یتخلقون باخلاقهم و یتأدبون بآدابهم و لایخالفونهم باقوالهم و اعمالهم فتظهر فیهم نقطة مثالهم فیصدر عنهم مثل اقوالهم و اعمالهم فی مقام لافرق بینک و بینها الا انهم عبادک و خلقک و هذا التصدیق لایکون الا بعد الاختبار بالعلامات المذکورة مع ان المخلصین من الشیعة لم‏یظهر منهم ما هو صریح مخالفة عقول الخلق و لایظهرون الحکمة لغیر اهلها کیف و ان اذاعة سرهم: من افسق الفسق و هم لایتجرؤن الی مثل ذلک» انتهی.([2])

و اما الصورة المجملة من حیاة عظیمنا: هو الشیخ محمدباقر بن محمدجعفر بن محمدصادق بن عبدالقیوم بن اشرف بن محمدابراهیم بن محمدباقر المحقق السبزواری (صاحب الذخیرة و الکفایة) ولد فی سنة 1239 هـ  فی قریة قهی من نواحی اصبهان و لما قضی ایام صباه فی کفالة والده المرحوم العالم الزاهد الورع التقی المیرزا محمدجعفر سافر الی اصبهان و تلمذ عند الاکابر من العلماء و اخذ الآلیات و الفقه و الاصول و الفلسفة و الکلام و کان اصبهان فی ذلک الیوم عاصمة العلم بایران و قد اعترف الاساتذة و التلامذة کلهم بعلو مکانته فی العلم و دقة نظره فی التحقیق و وضوح فضله فی الدراسة و انبساط نفسه القدسیة للاسرار و المعضلات من العلوم و استعجب الکل ما منحه المولی سبحانه من ملکات فاضلة و نفسیات نفیسة و روحیات قدسیة و خلائق کریمة و مکارم و محامد و علی الاخص زهده فی هذه الدنیا الدنیة و اعراضه عن اعراضها الزهیدة و اهتماماتها الصغیرة لانه کان ینظر الیها من عل مع قیامه فیها بواجباته الخطیرة و کان یمد ببصره وراء الواقع الزهید المحدود فوهبه ایمانه و یقینه و بصیرته رفعة الهدف و ضخامة الاهتمام و شمول النظر لان المانح

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 18 *»

الوهاب الذی یمنح من یشاء و یفیض علی من یشاء قد خلق هذا العظیم للذی هو الابقی و الاعلی خلقه لان یقود البشریة الی ما هو ارفع و اکمل خلقه لان‏یرکز  رایة الخلق فوق هامات المکاتب العلمیة و المعارف البشریة و المدارس الفکریة فلم‏یجد فی العاصمة العلمیة (اصبهان) من یقدر علی اثارة کوامنه و استخراج دفائنه و احیاء طاقاته فاحس بضیق المجال و عزم علی الترحال@الرحال نوار@ فهاجر الی عاصمة الحکمة الحقة الالهیة (کرمان) لانه عرف فیها المؤمن الذی تلقی قیمه و موازینه و تصوراته من ید اللّه (القرآن و العترة) و رفعه هذا التلقی عن سفساف الحیاة و اعراضها و اهتماماتها الصغار الارضیة و بذلک حقق انسانیته الغالیة و صار سیداً للحیاة لاعبداً لها و تعلق بایمانه لا بانیته فوجده کعبة المقصود و بذله تمام الموجود و التقی المکمل بالمتکمل بل اجتمع المؤثر بالمؤثر و استضاء الضوء من الضوء علی حذو قوله7انا من محمد9 کالضوء من الضوء و اقبل الیه بکله فاعطاه کله و بعد ما وجده الاستاذ اهلاً  للهدایة و الارشاد و انه لم‏یدع مأثرة الا و قد حازها ارسله الی بلدة همدان و فوض الیه امر الهدایة و التعلیم و التهذیب و التثقیف و تنفیذ مبادی الانسانیة و توفیر الدواعی السامیة فی نفوس ابناء شعبها و الدعوة الی الحق و الاخذ بایدی الناس من مزال المهالک و الضلال. فاقام فی هذه البلدة اکثر من ثلاثین سنة و قام باصلاح شعبها و قیضهم للحرکات الدینیة الالهیة و ادی کل واجب علیه و عرفهم المعارف الحقة و علمهم التوحید الصحیح و التشیع الاصیل و جذوره و اسسه الواقعیة السلیمة عن ید التحریف و الشاهد علی ذلک موسوعته القیمة التی بین یدیک و فی خلال هذه السنوات اصابت الطائفة الفاجعة العظمی و هی موت زعیمها و قائدها بکرمان فالعظیم یفقد عظیماً و تنتقل العاصمة الحکمة الالهیة الحقة من کرمان الی همدان و ادهی من تلک الفاجعة ما اصاب الطائفة

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 19 *»

من الفتنة البشیعة و هی ادعاء لزوم وحدة الناطق فنهض باعباء رسالته الخالدة فقد ادخره اللّه تعالى لیومه ذلک فهو اعظم ما انعم به اللّه جل و عز علی هذه الطائفة الحقة المحقة بعد ما انعم علیها بالمؤسس الاوحد ففتح اللّه سبحانه به البصائر و ذلل به المصاعب و اعطاه التوفیق کله من الحجة القویة و المعارضة الشدیدة و المحاورة الجمیلة و المعانی البدیعة حتی تبین الرشد من الغی و کان­ یکافح معسکرات من جنود ابلیس فی معرکة واحدة فمن جانب یکافح هذه البدعة البشیعة و مبدعها المخادع الذی ابتلاه اللّه بالعلم و العزة و الزکاء و الدهاء و القدرة علی الخداع الذی لایجد فی نفسه الجرأة علی مواجهة الحق بالانکار الصریح و لا التصریح بحقیقة تصوره و صمیم نفسیته و انیته فیمجمج فی القول مرة و یهز  برأسه اخری و یصرح بالتلویح مرة و یلوح بالتصریح اخری و من جانب یکافح البسطاء المخدوعین الذین یحاولون ان‏یبرروا المبدع و بدعته و بجانبهم المنافقون الذین هم من علیة الطائفة و یتخذون لانفسهم مکان المرتفع علی الجماهیر یدعون الایمان بالمبادی الحقة و فی الحقیقة لیسوا بمؤمنین.

و من جانب یکافح المنکرین المعاندین ذوی الطبیعة الجامدة المظلمة الصلدة طبیعة الجحود العنید التی لاتستجیب للنذیر و لاتصغی الی البشیر و من جانب یتوجه الی المؤمنین و یحاول ارتقاء انسانیتهم و احیاء طاقاتهم العقلیة و یربی شخصیاتهم حتی یکونوا ربانی التصور و ربانی الشعور و ربانی السلوک. الی جوانب اخری من مکافحاته و محاولاته حتی حکمت بواعث الغی و الشقاق بعداوته و واجهته النعرات الجاهلیة من الحساد و الجنایات المنهجیة التی ارتکبوها المنکرون المعاندون فبعدوا عن الحق الصریح و ابعدوا و صدوا الناس عن المهیع السوی و کان یتسع صدره و صدر اتباعه من الاخیار و الاذکیاء لای امر یواجههم فی سبیل اللّه و سبیل الاسلام و سبیل نشر الفضائل و المعارف و ارشاد الناس الی ولاء

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 20 *»

اهل‌البیت: و کان لایجول فی صدورهم الا حنین الاسلام و فورة الایمان و لایهمهم الا الانسان و هدایته و انجائه و رفع کیان الامة ولکن اعداء الانسان اباحوا علی هذا العظیم و اتباعه مایمکنهم من الاذیٰ من القتل و النهب و الحرق کما اسلفنا فهاجر هو مع اهله فارّین الی اللّه بدینهم مؤثرین عقیدتهم علی ذخائر المال و اسباب الحیاة ناجین بایمانهم وحده هاجر الی قریة جندق اوقل مدینة المؤسس او بیت العقیدة و اقام بها سنوات قلیلة و لم‏یبرح بها اماماً و قائداً و زعیماً یعظم الشعائر  و ینشر المآثر الدینیة و اسوة و قدوة لرجال العلم و الفنون فتخرج من حوزته العلمیة عدة من رجالات العلم و الاخلاق و تفرقوا فی البلاد و القریٰ و کانوا رواد التهذیب و الثقافة و هداة الخیر و الفضیلة و شیوخ الاجتماع و الکرامة و حاملی الحیاة الایمانیة.

و جائه یومه المحتوم فی سنة 1319 هـ  و لحق بموالیه الکرام: و حمل جثمانه الطاهر الی الروضة المنورة الرضویة و دفن بجوار قبر مولاه الرضا7 و قبره المنور مشهور معروف واقع فی الضلع الشمالی من الصحن الجدید الشریف یزوره المؤمنون و یتبرکون به و یسئلون اللّه تعالی عنده حوائجهم و یتوسلون الی الائمة المعصومین: بالمدفون فیه اتباعاً لقول سیدهم و امامهم زین العابدین7 فی حدیث مروی عه فی البحار ولکن الرجل کل الرجل نعم الرجل هو الذی جعل هواه تبعاً لامر اللّه و قواه مبذولة فی رضی اللّه الی ان قال7 فذلکم الرجل نعم الرجل فبه فتمسکوا و بسنته فاقتدوا و الی ربکم به فتوسلوا فانه لاترد له دعوة و لاتخیب له طلبة.

و اما تصانیفه القیمة:

فقد عدّ منها ثلاث و اربعون تصنیفاً باللغة العربیة و تسعون تصنیفاً

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 21 *»

باللغة الفارسیة و کلها مشرقة وضائة علمیة فنیة تربویة اصلاحیة اجتماعیة و لاتکون تصانیف بالمفهوم الضیق لهذه الکلمة بل هی فی واقعها مکتبة کبیرة ضخمة واسعة شاملة علی اعلی المستویات العالمیة من حیث محتویاتها الثمینة الغالیة.

اضف الی ذلک ما جمع من مواعظه و دروسه المبارکة التی کلها آثار صادقة و حقائق راهنة و ثمار شهیة تنکشف امام السامع او القاری المبادی الحقیقیة و النظریات الصحیحة من التشیع الصحیح الاصیل الوضیی.

فالواجب المتحتم علی شعبنا الذی یرید ان‏یقوم من جدید و یقاوم مقاومة حادة فی وجه ای ظلم و انحراف و جهل و یفک الاغلال عن الاعناق ان یعاضد تلک المدرسة الفکریة الحقة الالهیة و یتهالک فی بث امرها حتی یؤدی الواجب علیه و یرفع مستوی البشریة الی أسمی مرتبة مهیئة.

اما القول حول هذا الکتاب القیم:

فما الذی یمکن للباحث ان‏یقوله فی الثناء علی هذه الموسوعة النفیسة الوحیدة التی هی دلیل عقل مصنفها و لایسع الباحث مجال التعرف بهؤلاء الاعاظم و بیان مقاماتهم العلمیة و موقعیة تصانیفهم القیمة فی الجوامع البشریة ولکن یمکنه ان‏ینوه بما فیها من علم صحیح و نقد منهجی و سراج التقدم و مشعل التحرر و مصباح الرشاد و سمة السداد و بث الحقائق.

هذا هو الشأن فی هذا الکتاب المستطاب فکل حرف منه قد کتب بنور مشرق من افق الولایة العلویة و کل کلمة منه قد سطرت بمداد قد نزلت من سماء امداد الجعفریة فالاجدر ان تسمی هذه الموسوعة بالاصول الصادقیة و کفانا القول حول هذا الکتاب الثمین بهذه التسمیة فاعبر من هذه النظرة العاجلة

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 22 *»

سریعاً و اقدم الی القارئ الکریم ثلاث تذکارات حول الکتاب لانی احس بلزوم الاشارة الیها شدیداً.

ثلاث تذکارات حول الکتاب:

1ــ جلالة الانتخاب و عظمة التعبیر آیة عبقریته العقلیة و رایة حریته فی تعریف موضوع الکتاب تعریف علم الاصول و بجانبه تعریف علم الفقه فالفقهاء و المتتبعون و المحققون لفی حاجة شدیدة الی الاخذ بهذا التعریف الحق الصحیح لیکون رائدهم فی مباحثهم و یتبعوه بروحهم و افکارهم فینالهم الراحة من تعب الابحاث الکثیرة حول موضوع العلم و تنتقی قلوبهم و طقوسهم من ادران الاقوال العامیة العمیاء و تصفی عقولهم من هواجس الشک و نزوات الظنون فهذا التعریف الذی هو من النفحات العلویة لجدیر  بالاطلاع علیه و الاحاطة به و نشره فی المجامع العلمیة و المدارس الفکریة و یدلنا هذا الانتخاب و التعبیر من المصنف­ علی انه یرید فی تفکیره علی هذا النحو ان‌ینشئ منهجاً فکریاً صحیحاً سلیماً عن الانصباغ بالاصباغ الاجنبیة عن حقیقة التشیع و ان‏یغلق سبل الانحراف و الغوایة عن الفطرة الالهیة علی وجوه الناس و هذا محاولة عملیة للحیلولة دون وصول السهم الاولی المسموم او خطوة ابتدائیة فی تحکیم علائق القلوب بالمبادی الحقة او هاتفة مثیرة تستثیر الکوامن الفطریة فی جو  نظیف حیوی او اطارة اخاذة توقظ المشاعر و الوجدانات بما هو مرکوز فیها من الحقائق التی تغشیها الغفلة قائلة ان هذا القرآن یقص علی بنی‌اسرائیل اکثر الذی هم فیه مختلفون و انه لهدی و رحمة للمؤمنین ان ربک یقضی بینهم بحکمه و هو العزیز الحکیم فتوکل علی اللّه انک علی الحق المبین انک لاتسمع الموتی و لاتسمع الصم الدعاء

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 23 *»

اذا ولوا مدبرین و ما انت بهادی العمی عن ضلالتهم ان تسمع الی من یؤمن بآیاتنا فهم مسلمون.

2ــ لون التفکیر  و الاسلوب المنهجی فی تنسیق المباحث و ارتقاء المبادی لون توحیدی یظهر فیه الشهود التوحیدی و یشاهد منه تمام الصنع و اتصال التدبیر و کمال التقدیر و القصد و وحدة الارادة المنشئة و هذا من البدائع المنهجیة فی ترتیب مباحث العلوم الذی یختص بهؤلاء العظماء فانهم یزاوجون بین جمیع العلوم و ینتقلون من کل علم الی کل علم لانهم اخلصوا للّه سبحانه الوحدانیة الحقیقیة فیرون فی کل شی‏ء ارادته و علمه و حکمته لان کل شی‏ء صنعه و یسیرون علی ضوء التوحید الصادق الخالص و یتناسق عندهم کل شی‏ء مع کل شی‏ء و کل علم مع کل علم. فاللّه سبحانه فی هذا التصور هو المالک لکل شی‏ء المهیمن علیه و بیده ناصیته و هو المتصرف فیه و ممسکه بنوامیسه المتناسقة ذلک التناسق العجیب و بعنایته الحاضرة التی لاتغیب تحفظ هذه النوامیس فلاتفتر و لاتختل و لاتضطرب غمضة عین یبصر کل شی‏ء و یبصر امره و یرعی کل شی‏ء فی کل لحظة فالتصور التوحیدی الخالص یقر فی الضمیر حقیقة القدرة المطلقة و الهیمنة المطلقة و الکمال المطلق و العلم المطلق و الحفظ المطلق و التصرف المطلق للّه سبحانه وحده بلاشریک و لاوکیل و لاوزیر. و یقوم علیه تصور الموحد لربه و تصوره للوجود و ارتباطه بخالقه. و منه ینبثق منهج حیاة المؤمن کله منهجه مع ربه و مع نفسه و مع غیره مع الکون کله و به یتکیف شعوره و ضمیره و شخصیته.

فمن ذلک نری المصنف­ کیف یبدء البحث فی هذا العلم الشریف الذی هو علم من العلوم من معرفة اللّه سبحانه و معرفة صفاته و اسمائه و معرفة انبیائه و معرفة الاوصیاء و معرفة امناء الاوصیاء من العلماء و الروات و الثقات و معرفة الاسس الاجتماعیة و النظم المدنیة و معرفة الاصول الفطریة

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 24 *»

و کیف یربط هذا العلم بتلک المعارف. فهذا هو الشعور الیقظ الدائم و الاحساس الحی باللّه تعالی وحده. و اما الباحثون فی هذا العلم المنقطعون عن هذا الاسلوب فتجدهم ضالین عن طریق اللّه محرومین من هداه یخبطون خبط عشواء یصطدمون بنوامیسه و مخلوقاته لانهم یعترضونها فی سیرهم و یتخذون لهم مساراً غیر مسارها و طریقاً غیر طریقها فهم ابداً فی تعثر  و ابداً فی ضلال و عناء. أفمن یمشی مکباً علی وجهه اهدی أمّن یمشی سویاً علی صراط مستقیم؟

3ـ جودة السرد و فصاحة المنطق و بلاغة الافادة و بداعة الاستدلال و حسن الاسلوب فی التحبیر احسان الی القارئین و الباحثین و انه جعل الموسوعة تلک التی بین یدیک بحیث تتجاوب اصداؤها و نحل(تحل@نوار) محلاً سامیاً و یمتزج روحها مع الارواح تلهمهم الایمان العمیق و الحریة الناجحة و الحقائق الخالدة و تلقی الاضواء علی منحنیات المباحث و الزوایا و تنکشف المواقف و الخفایا و تربی الشخصیات و ترتب تأثیراتها و استجاناتها(استجاباتها@نوار) وفق منهج اللّه تعالی فی الحکمة و یحس القاری بالصلة المباشرة بینه و بین الواقع و ینتظر الباحث ان‏ینفتح علیه باب بعد باب و لایملک الافلات منها او الاعراض عنها و لایملک الا التسلیم للحق الواضح المبین ولکن الباحثین فی هذا العلم الغافلین عن منهج اللّه فی الحکمة و الحائدین عن الطریق الالهی الذین یعیشون فی الارض ارض التقالید و ارض العادات، یبنون مباحثهم علی الاصول المأخوذة عن الاسلاف و علی الفلسفات و التصورات الاجنبیة و الاساطیر الفکریة التی لاتنتج یقیناً و یستدلون بادلة لاتفید حقیقة من الهدی و النور ادلة صلدة مظلمة جامدة ظلمات بعضها فوق بعض فلاتوافق الفطرة و لاتجد لها محلاً فی القلوب الصافیة و الارواح اللطیفة قل ان هدی اللّه هو الهدی و لئن

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 25 *»

اتبعت اهوائهم بعد الذی جاءک من العلم مالک من اللّه من ولی و لانصیر الذین آتیناهم الکتاب یتلونه حق تلاوته اولئک یؤمنون به و من یکفر به فاولئک هم الخاسرون.

و اما منهجه الثوری و تفکیره السیاسی:

فانه­  کان یری ان الحرکات الثوریة و الاصلاحیات الحیویة التی تقام علی الاساس الاعتقادی و الشعور الروحی و الوعی الوجدانی و الثقافة الراسخة اعمق انتاجاً و ابعد غوراً و اشد اثراً و امنع جانباً من ایدی التحریف التی تهدد الحرکات الثوریة و تخرجها عن مسارها و کان یری ان الحجر الاساسی فی کل توجیه ثوری و حرکة اصلاحیة لرفع القیم الحقة و اعلاء الکلمة الالهیة هو التعلیم و التعلم فان من واصل السیر فی تقصی الکشف عن علل التأخرات و المعرات و الویلات التی اجروها اعداء الاسلام الی المسلمین فتفرق بذلک صفوفهم و تخرب بلادهم و تشتت افکارهم و فقدوا عزهم العلمی و السیاسی و کل شی‏ء من حقوقهم و حریتهم و نجاحهم و ثقافتهم یعلم بوضوح ان العلة الرئیسة فی کل ذلک هی ابعاد الشعب عن الفهم و العلم و الوعی و الثقافة و اطفاء المشعل الفکری الوضاء المنیر ای التعلیم و التعلم و نری امامنا الصادق7 یقول اذا اراد اللّه بعبد خیراً فقهه فی الدین و اطلق7 الخیر حتی ینبسط مفهومه و یبلغ ما بلغ و قال امامنا الباقر7 الکمال کل الکمال التفقه فی الدین الحدیث و یقول الصادق7 لاخیر فیمن لایتفقه من اصحابنا یا بشیر ان الرجل منهم اذا لم‏یستغن بفقهه احتاج الیهم فاذا احتاج الیهم ادخلوه فی باب ضلالتهم و هو لایعلم و یقول7 لوددت ان اصحابی ضربت رؤسهم بالسیاط حتی یتفقهوا.

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 26 *»

و القرآن یرسم لنا هذه العلة الرئیسة و یسمیها الاستخفاف و یکشف لنا عن مدیها فی قصة فرعون هذا الطاغی و هذا الطاغوت و قد سمی بذلک لا لانه کان یأخذ الاموال و الاراضی و لا لانه کان یظلم و یجور و لا لانه کان یقتل و یضرب و لا و لا و لا … بل لانه کان یعبد من دون اللّه و کان یقول انا ربکم الاعلی کان یحلل و یحرم.

کان هذا الطاغوت یخلب عقول البسطاء بمنطق زهید خداع و نادی فرعون فی قومه قال یا قوم أ لیس لی ملک مصر و هذه الانهار تجری من تحتی أ فلا تبصرون؟ ام انا خیر من هذا الذی هو مهین و لایکاد یبین؟ فلولا القی علیه اسورة من ذهب او جاء معه الملائکة مقترنین؟

انظر کیف یخادع فی المنطق و کیف یستخف الجماهیر: ملک مصر، العیون الجاریة، لها برق خادع، مهانة موسی، لیس ملکاً و لیس له الملک و العیون الجاریة یخدم نفسه و هو ضعیف و لایفصح فی الکلام (کان فی لسانه عقدة ولکن ارتفع بعد النبوة و لایعلم به فرعون) ما القی علیه اسورة من ذهب و ما تتابع علیه الملائکة کل ذلک کلام خداع و منطق سطحی یأخذ القلوب و یستغفلها و یستخف العقول و یستعبدها و یعزل المشاعر عن طرق المعرفة و یحجبها عن الحقائق فتلین القلوب و یسهل قیادتها و تنطبع النفوس و المشاعر بمایلقی الطواغیت فی روعها فاستخف قومه فأطاعوه انهم کانوا قوما فاسقین و لاغرابة فیه فانهم نسوا الحقائق و یذهب الطاغوت بهم ذات الیمین و ذات الشمال و لایعودوا لیبحثوا عن ورائهم عن ملک السموات و الارض و تصرف موسی فیها و الخوارق التی جرت علی یدیه و الآیات التی ظهرت منه و کلمة الحق التی معه و ادعاء النبوة و الدعوة الی التوحید الخالص و الانجاء من العقاب.

و انظر الی آخر الآیة الکریمة انهم کانوا قوماً فاسقین خارجین

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 27 *»

عن فطرة اللّه حائدین عن طریق اللّه غیر متمسکین بحبل اللّه التارکین سنة اللّه انظر کیف یعلل القرآن سلطة الطاغوت و نفوذه فانها بالاستخفاف و کیف یعلل تمکن الطاغوت من الاستخفاف فانه بفسقهم و خروجهم عن المنهج القویم و من ذلک کان عظیمنا­ یری الاستخفاف اعظم بلاء و اشد عناء اذا حلّ قوماً ماترک لهم عزاً و لاحیاة و لاحقوقاً و لاحریة و لانجاحاً و لا اقتصاداً و لا ثقافة لافناً و لانهضة و لاحرکة و لاسیاسة و لا استقلالا و لا استقرارا و و و . . .

و من ذلک نراه لایرضی من تلامذته ان‏یکونوا عباداً متحنکین فی المحاریب و المقصورات جالسین فی الزوایا آخذین باللحایا متأوهین مدیرین سبحاتهم قائلین: لاحول و لاقوة الا باللّه بل نراه یأمرهم ان‏یصمدوا الی الاهداف العالیة الحیویة و یأخذوا بایدی الناس الی المناهج الصالحة و یکتسحوا المعاثر المتکدسة@المتکسدة نوار@ امام طرق الرقی و یرفعوا فی المجتمعات و مزدحم الجماهیر عقیرتهم و یلقوا علی الجمیع دروسه المنیرة و یقیظوا المشاعر بالتعلیم و التعلم حتی لایبقی بین ایدیهم مستخف و یزاوجوا کل ذلک بالامانة و العلم و الصدق و التقوی و النیة الطیبة و الاخلاص العمیق و الولاء الخالص و الیک بنص نیر ذهبی منه نسجله هنا احیاء لهذا الاساس الثوری و ان کان النص باللغة الفارسیة ولکن یفید شعبنا الایرانی و اخرجنا النص من رسالته التی ارسلها الی تلمیذه المرحوم المغفور العالم العامل الشیخ ملارضا الانارکی قال­ فیها:

… اما در خصوص نوع سلوک جناب شما با رفقای آنجا و سلوک ایشان با جناب شما از قراری که مسموع شده و می‏شود نماز جماعت می‏کنید و رفقا هم حاضر می‏شوند ولکن به منبر نمی‏روید و موعظه نمی‏کنید مگر قلیلی و حال آنکه تمام ترقی و استکمال در تعلیم و تعلم است و مراد خدا و رسول9

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 28 *»

و ائمه هدی؟سهم؟ در این است چنان‌که می‏فرمایند: طلب العلم فریضة علی کل مسلم و مسلمة و باز می‏فرمایند: اطلب العلم من المهد الی اللحد و آموختن مطالب حقه و معارف الهیه از واجبات اولیه است و عبادت عابد بی‌علم و معرفت چنان‌که فرموده‏اند مثل الاغی است که به آسیاب بسته باشند که خسته می‏شود به واسطه راه رفتن زیاد ولکن راهی طی نمی‏کند و به جایی نمی‏رسد و حقیر می‏خواهم که رفقای آنجا این‌طور نباشند و همه صاحب علم و معرفت باشند پس در صورت امکان و بودن جناب شما در آنجا البته در روزها و اوقات لایقه مناسبه به منبر روید و بیان مطالب و معارف حقه را بنمایید و رفقا و دوستان کثر اللّه امثالهم هم خیر دنیا و نجات آخرت خود را ملاحظه نموده اجتماع نموده استماع خواهند کرد و این فقره را هم رفقا ملتفت باشند که امتیاز میان اهل حق و اهل باطل به اعتقاد صحیحه و دانستن معارف حقه است و الا نماز پنجگانه را تمام هفتاد و سه فرقه اهل اسلام می‏خوانند و در این فقره مخصوص قدری هم مسامحه از خود جناب شما است چرا که حقیر  بعضی از نوشتجات که دلالت بر این مطلب دارد به جهت شما نوشته‏ام که نشان رفقای آنجا بدهید تا بدانند جناب شما مطالب و معارف حقه را زیاده از آنچه ایشان محتاجند می‏دانید که برای آنها در منبر بیان کنید معلوم می‏شود که آن نوشتجات را به حضرات رفقا نشان نداده‏اید البته همین نوشته و سایر نوشتجات دیگر را به رفقا نشان بدهید و برای آنها بخوانید تا ایشان مطمئن شده و مطلع گردیده، شما را وادارند به موعظه و بیان مطالب و معارف و از این فیض عظیم محروم نمانند …

و اما نفسه الشریف فقد جمع لحرکته الثقافیة و ثورته الدینیة و نهضته الاصلاحیة جمیع المواد العلمیة و الاسس الفکریة و قد المحنا الیها عند البحث عن تصانیفه الخالدة و نرجو ان‏یوفقنا اللّه تعالی ان‏نبحث عنها فی رسالة مستقلة.

 

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 29 *»

ولکن نودّ ان نشیر هنا الی نموذج من تفکیره الثوری و منهجه السیاسی فی کتابه الموضوع للفقه العملی ای الاحکام الشرعیة و الرسالة العملیة الّفها باللغة الفارسیة و سماها بکفایة المسائل و قد مضی من تألیف ذلک الکتاب الثمین قریب الی مأة سنة یحتوی علی انظمة الاسرة و انظمة المجتمع و القوانین الفردیة و الاجتماعیة و الاقتصادیة و السیاسیة یبدء البحث فیه من مکانة ذلک الکتاب الخالدة و التحلیل الدراسی عن ذلک الخلود و یبین انه الاسلام الحقیقی و الدین الیقینی و ان العمل به هو الاستسلام للالوهیة الواحدة الحقة المطلقة فکما ان هذه الالوهیة الوهیة یقینیة فدینه ایضاً یقینی لا شک فیه و لا ظن و هذا الکتاب هو هذا الدین من ناحیة اعماله الظاهریة الذی هو المنهج الربانی الخالد الذی نزل علی محمد بن عبداللّه9 لاینحرف بانحرافات البشریة و لایتبدل بتبدلات المصلحة یخرج الناس من الظلمات الی النور و من طاعة الطواغیت الی طاعة اللّه و یخلص الانسان من الجاهلیة الرهیبة الی@التى نوار@ تدمر کیان الامة و یتیح الفرصة للناس لیقیموا حیاتهم علی الخیر و یؤمنوا بانه الحق من ربهم و انه سبیل الخلاص و الثبات و الطمأنینة و الاستقرار ان الدین عند اللّه الاسلام و الاسلام هو الذی یرد الامور الی مکانها الحق الواضح المستقیم و هو نور اللّه الذی یهتدی به المهتدون و یبین فی هذا الکتاب ان قضیة الالوهیة الواحدة الحقة هی محور ارتکاز الحیاة الانسانیة و لایقوم لها بناء و لاتستقیم حیاتها الا اذا استقامت هذه القضیة فی نفوس البشریة و رسخت فی ضمائرهم و هی الاساس الذی یقوم علیها کل البناء و  یثبت ان من مقتضیات هذه الالوهیة المطلقة ان تکون الحاکمیة للّه وحده و ان‏یأخذ الناس تشریعهم عن اللّه و لایعقل ان‏یعبد الانسان هذه الالوهیة ثم یأخذ نظام حیاته عن غیر اللّه و قد قال تعالی و من لم‏یحکم بما انزل اللّه فاولئک هم الکافرون و فاولئک هم الظالمون و فاولئک هم الفاسقون

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 30 *»

فقضیة التشریع هی قضیة الالوهیة و ان اللّه سبحانه وحده هو الاله فهو  وحده صاحب التشریع و یشمل تشریعه الکون و الحیاة و الانسان فاللّه هو الذی خلق الکون و یستمد الکون وجوده و حتمیات وجوده من اللّه و یسیر  بمقتضی سنته و یهتدی بهداه و اما الحیاة فلیس هذه وحدها حیوة الدنیا بل هی الحیاة المقدمة و یترتب علیها الحیوة النتیجة حیوة الآخرة  کل نفس ذائقة الموت و انما توفون اجورکم یوم القیامة فالانسان المطیع لهذه الالوهیة الحاکمة حین یعرف ان هذه الحیاة الدنیا لیست نهایة الاحداث یعتدل حیاته کلها و لاینحرف فی سلوکه و اخلاقه فلایظلم و لایتقبل الظلم و لایبرر الوسیلة بالغایة فیسلک فی جمیع شئونه بالتطهر و النظافة و اتقاء الفساد و اما الانسان فهو ایضاً خلق من خلق اللّه سبحانه کائن مزدوج من النور و الظلمة قادر علی الارتفاع قدرته علی الهبوط انا هدیناه السبیل اما شاکراً و اما کفوراً فبمقتضی قدرته علی الهبوط و الرفعة و اختیاره الممنوح له لیختار به بین الهبوط و الرفعة یترک فی الارض لیعمل و یجازی علی عمله فی دنیاه و آخرته فلا انفصال بین دنیاه و آخرته و بین مثله و واقعه و عمله و اخلاقه و عقیدته و شریعته هو الانسان انسان بجسمه و روحه و شعوره و سلوکه و اخلاقه و عقیدته و لم‏یمنح نفسه هذه المزایا و کلها مواهب اللّه تعالی فالرد علی هذه العطایا و المواهب هو الشکر و التعبد فالعبودیة لاتحق الا للّه الواحد الحق.

و یری هذا العظیم حین یستقیم هذا التصور الواضح المضی فی ضمیر الانسان تستقیم حیاته کلها علی الارض و ان من استقامة التصور ینشأ استقامة السلوک و استقامة الحیاة و انها البانیة للانسانیة الرشیدة و الهادمة للانحراف و الطغیان و المدمرة للطواغیب و حکوماتها. فالکرامة الانسانیة و عزتها و تحررها بصورة حقیقیة واقعیة بحیث لاتنحرف بالانحرافات الجاهلیات لاتتحقق قط الا فی عبادة اللّه المتفرد بالالوهیة و الحاکمیة الغنی عن عبادة

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 31 *»

العابدین ماارید منهم من رزق و ماارید ان یطعمون و هذه العبادة هی الدیانة بدین اللّه الذی هو الاسلام.

ثم یعرض العظیم مفاهیم الاسلام الحقیقیة علی صورة الکتب و الابواب و المسائل و یشیر فی کل مسئلة الی مبادئها الاولیة القرآن و الحدیث و الاجماع علی الحدیث و یشیر حیناً الی محل الخلاف و نری ذلک العظیم یذکر فی هذه الموسوعة الکبیرة الخالدة العملیة بجانب کتاب الصلوة و الصیام و الزکوة و الحج کتاب الجهاد و الامر بالمعروف و النهی عن المنکر و جهاد النفس و یواصل الکتب حتی ینتهی الی الحکومة فی الاسلام و بیان نظامه السیاسی و الاجتماعی و شرائط الحاکم و اثبات ولایة الفقیة او العدول من المؤمنین و تحدید هذه الولایة و یبین الحدود و الدیات و القصاص و و و …

و لایسع بحث مجمل کهذا، لعرض ما تحتوی علیه هذه الموسوعة الثمینة من المکان الهائل الرفیع و اما البحث التفصیلی فمجاله کتاب مستقل موضوع لذلک.

و مجمل القول هو العظیم الوحید الذی عرض الاسلام الحقیقی السلیم من ای انحراف علی المجتمع و نشر مفاهیمه الصحیحة الواقعیة من الواجبات الفردیة و الاجتماعیة و الاخلاقیة و الاقتصادیة و السیاسیة فی الشعب الایرانی بحیث ینالها ایدی الطالبین الباحثین من کل الطبقات فجزاه اللّه عن الاسلام و المسلمین خیر الجزاء.

و نختم الکلام بهذا التذکار:

لما نهبت ایدی الجانیة الخائنة اموال هذا العظیم­ بهمدان فقد الطائفة النسخ الاصلیة من تصانیف العظیم­ فما وصل الینا من تصانیفه القیمة کلها نسخ مستنسخة و منها هذا التصنیف الثمین

 

 

«* مقدمه اصول فقه صفحه 32 *»

الذی بین یدیک فما عثرنا علیه من الاغلاط التى صححناها فی الهامش و رمزنا علیه بـ «ظ» فیمکن ان‏تکون من المستنسخین و نرجو ان‏یوفقنا اللّه سبحانه لنشر هذه التصانیف القیمة([3]) احیاء للتشیع الصحیح السالم عن کل تحریف. و اقول استغفر اللّه من التحدید فی التصور فی شأن هؤلاء العظماء و اتوب الیه من التقصیر فی القول و النقص فی القلم و الزلل فی السلوک و الحمد للّه  و صلی اللّه علی محمد و آله و لعنة اللّه علی اعدائهم اجمعین.

الناشر

 

 

رسالة

 

 فی اصول الفقه

 

 

 

من مصنفات

 

العالم الربانی و الحکیم الصمدانی مولانا المرحوم

الحاج میرزا محمدباقر الهمدانی

اعلی الله مقامه

(1239ـ 1319 هـ ق)

 

«* اصول فقه صفحه 2 *»

بسم اللّه الرحمن الرحیم

الحمدللّه رب العالمین و الصلوة و السلام علی محمد و آله الطیبین و رهطه المخلصین و لعنة اللّه علی اعدائهم اجمعین.

و بعد هذه کلمات شریفة اکتبها تذکرة لنفسی الناسیة فی اصول الفقه بحول اللّه و قوته و تسدیده و تأییده بفضله بحیث لایتطرق فیها شبهات المشبهین و ایرادات الموردین و یتفرع علیها فروع الدین علی طریق العلم و الیقین خالیة عن الآراء التی لم‏یرض بها الائمة الطاهرون علیهم صلوات المصلین حیث نهوا عنها فی الشرع المبین عاریة عن الشک و الظن و التخمین لانی عزمت ان لااکتب الا ما ورد عن الائمة الطیبین صلوات اللّه علیهم اجمعین و استمد منهم بولایة اولیائهم و ارجو منهم التأیید و التسدید و من التجأ الیهم لم‏یظمأ ان‏شاءاللّه و یسقی من ماء معین و طریقتنا غیر طریقة العامة لما اغنانا@اعاننا خ‌ل@ اللّه سبحانه بالائمة الهادین سلام اللّه علیهم اجمعین و لذلک تری مسلکنا مسلکهم: غیر مسلک السالکین الی غیرهم فتعریفنا لهذا العلم ایضاً غیر تعریفهم فتعریفنا له هو العلم بکیفیة معاملة الرب جل‌شأنه للعبد کما ان الفقه هو العلم بکیفیة معاملة العبد للرب جل‏جلاله و رتّبت هذا الکتاب علی خمسة ابواب و اسأل اللّه من فضله ان‌یوفقنی للصواب اذ لاحول و لاقوة الا باللّه العلی العظیم.

 

 

«* اصول فقه صفحه 3 *»

الباب الاول

فیما یتعلق بهذا العلم من صفات اللّه و اسمائه التی هی مبادی الاستدلال و نستدل بها لقوله تعالی و ان من شی‏ء الا عندنا خزائنه فاذا انتهی المسائل الی مبادی ثابتة تصیر کشجرة طیبة اصلها ثابت و فرعها فی السماء بخلاف ما اذا لم‏تنته الیها فتصیر کشجرة خبیثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار فیحتمل@فتحتمل خ‌ل@ جمیع الاحتمالات و الشکوک و الشبهات فیتحتم@فیحتم‌ خ‌ل@ المؤمن علی نفسه الفرار منها لقوله تعالی و لیس البر ان تأتوا البیوت من ظهورها ولکن البر من اتقی و أتوا البیوت من ابوابها ففی هذا الباب فصول.

فصـل

من الضروریات التی اضطر الاقرار بها من دخل فی الاسلام ان اللّه سبحانه حکیم و مقتضی حکمته ان‏یخلق الخلق لفائدة و لغایة و لولاها لتصیر الخلقة عبثاً و لغواً و تعالی الله عن ذلک علواً  کبیراً و قد رأیناه یقول فی کتابه المحکم ماخلقت الجن و الانس الا لیعبدون و اکّد هذا المعنی بقوله ماارید منهم من رزق و ماارید ان یطعمون و قال فی القدسی کنت کنزاً مخفیاً فاحببت ان‏اعرف فخلقت الخلق لکی اعرف فثبت ان لخلقه سبحانه فائدة و هی العبادة و المعرفة و لاشک ان العبادة هی العمل بمقتضی العبودیة و لاشک انها لاتقع علی ذاته سبحانه لانه قال لاتدرکه الابصار و هو یدرک الابصار فیجب فی الحکمة ان‏یخلق للعاملین جهات اعمال و خدمات تقع هی علیها اذ لو لم‏یخلق ما یقع علیه العمل لایحصل منهم الفائدة البتة و یصیر خلقهم حینئذ لغواً و المفروض انه سبحانه حکیم فلایلغو و لایلهو البتة فخلق لهم جهات الاعمال یقیناً و تلک الجهات هی المکلف بها فی الدین و الشرع المبین ثم لاشک ان الخلق جمیعاً لیسوا بانبیاء یوحی الیهم ما اراد اللّه سبحانه منهم فهم جهال لایعرفون خیراً

 

 

«* اصول فقه صفحه 4 *»

من شر  و لا صلاحاً من فساد و لا شیئاً مما اراد اللّه منهم فتقتضی الحکمة ان‏یخلق لهم اسباباً لیمکن لهم ان‌یتعلموا منها و لولا تلک الاسباب للزم اللغو فی الخلقة ایضاً فیجب فی الحکمة ان‏یخلق تلک الاسباب و قد خلق و هم الانبیاء و المرسلون و الاوصیاء المکرمون صلوات اللّه علیهم و من الواجب فی الحکمة ان‏یکون المعلمون من جنس الخلق حتی یقدروا علی الاستماع منهم و الا یلزم اللغو لعدم ظهور الفائدة و قد جعلهم کذلک کما قال قل انما انا بشر مثلکم یوحی الیّ و من الواجب فی الحکمة ان‏یکونوا بلسان قومهم و الا لم‏تحصل الفائدة لعدم امکان التعلیم و التعلّم فجعلهم اللّه سبحانه کذلک و قال و ماارسلنا من رسول الا بلسان قومه و من الواجب فی الحکمة ان‏یوضح لهم بانهم حق من عنده سبحانه و ان‏یقیم علیهم حجته علی نهج العلم و الیقین حتی اضطرهم الی تصدیق الحق و لایقوم الحجة علی الشک و الظن لان النفس ما لم‏تستیقن شیئاً لم‏تذعن له البتة و قد تری ان الداعی الذی یدعوها@یدعوه خ‌ل@ الی امور مشکلة هو مثله فلو قام نبی و قال اطیعوا امری بظنونکم و قد تظنون انی رسول اللّه الیکم و ان احتمل فی صدورکم کذبی علی اللّه سبحانه و افترائی فما اقام حجته علی الناس یقیناً اذ یحتمل فی اقرارهم له و اتباعهم ایاه هلاکهم فی الدنیا و الآخرة و لایجوز ذلک فی الحکمة و لایجوّز ذلک عاقل و قد رأینا اللّه سبحانه یقول و للّه الحجة البالغة و قال ولیه7 للّه الحجة الواضحة و قال لم تؤذوننی و قد تعلمون انی رسول اللّه الیکم و من الواجب فی الحکمة ان‏یعلمهم الکتاب و الحکمة عن علم و یقین دون الظن و التخمین اذ لایقوم الحجة بالظن ابداً لقوله تعالی ان الظن لایغنی من الحق شیئاً و الظن جنس محلی باللام یفید العموم و شیئاً نکرة فی سیاق النفی یفید العموم ایضاً  کما یأتی بیانه فی محله ان‏شاءاللّه تعالى من الاخبار و من الواجب فی الحکمة ان‏یعلمهم جمیع ما اراد منهم اما عموماً او خصوصاً لابعض ما اراد و یحوّل البعض علیهم لانهم جهال لایعلمون شیئاً قبل التعلیم و قد رأیناه انه فعل و قال مافرطنا فی الکتاب من شی‏ء و قال

 

 

«* اصول فقه صفحه 5 *»

تبیاناً لکل شی‏ء و قال نبیه9ما من شی‏ء یقربکم من الجنة و یبعدکم عن النار الا و قد امرتکم به و ما من شی‏ء یقربکم من النار و یبعدکم عن الجنة الا و قد نهیتکم عنه و الاستدلال العقلی لایخصص بشی‏ء ابداً فلایختص ما ذکر بوقت دون وقت و لا بمکان دون مکان و لا باشخاص دون اشخاص لان اللّه سبحانه حکیم علی الاطلاق و لایخلق الخلق الا لفائدة و هی العبادة و هی لاتحصل الا بارسال الرسل و انزال الکتب و ایضاح الطرق و افصاح المراد فمادام اللّه سبحانه یخلق یجب فی الحکمة ان‏یکون علی هذا المنوال فی جمیع القرون و الاعصار و الامکنة و الاحوال اذ لیس لحکمته مخصص یخصّصها بوقت دون وقت و بزمان دون زمان و بمکان دون مکان و باشخاص دون اشخاص اذ لامانع لحکمه و لا راد لقضائه یفعل اللّه ما یشاء بحکمته و یحکم ما یرید بعزته فاذا تقرر هذا فکل ما امرنا اللّه سبحانه به و اراد منا یجب فی الحکمة ان‏یصلنا لان له الحجة البالغة فانا ننظر الآن و نتفکر فی احوالنا و فیما یصل الینا من اللّه سبحانه و من رسوله9و من اوصیائه: فنعلم بالعلم القطعی الذی لاعلم فوقه بان کلما وصل الینا من جهتهم: هو المقصود المراد منا و لم‏یرد اللّه سبحانه و لا اولیائه: الا ما وصل الینا من جهتهم و کل ما لم‏یصل الینا من جهتهم فهو لیس من اللّه سبحانه و لا من اولیائه:@لا منهم؟عهم؟@ و نحن عبید لله و امة لرسوله9و شیعة لاوصیائه: و لسنا عبید زید و امة عمرو و شیعة بکر  فکل‌‌ما قال اللّه سبحانه و قال الرسول9 و قال الائمة: قلنا به و کل‌ما دانوا به دنا و کل‌ما سکتوا عنه سکتنا و کل‌ما قال زید و عمرو و بکر من غیر استناد الیهم: فهم اولی به و مالنا و للرجال و لاقوالهم و مسائلهم و استدلالاتهم ما لم‏تکن مستندة الیهم: و قد رأیناهم: نهونا عن ذلک و قالوا ایاک ان‏تنصب رجلاً دون الحجة فتصدقه فی کل ما یقول.

فدع عنک قول الشافعی و مالک   و احمد و المروی عن کعب الاحبار

 

 

«* اصول فقه صفحه 6 *»

و خذ عن اناس قولهم و حدیثهم   روی جدنا عن جبرئیل عن الباری

و اذا نظرنا فیما بایدینا@فى ایدینا خ‌ل@ رأینا کتاباً و هو القرآن و احادیث مرویة فی الکتب المعلومة المشهورة و لم‏نر فیهما جواز العمل بالظن و الاکتفاء به فی وقت‏ما بل رأینا فی سبعین موضعاً من الکتاب ذم الظن و العامل به و رأینا اخباراً متواترة لفظاً و معناً فی ذم التظنی و الشک و الرأی و القیاس و الاجتهاد و لم‏ینزل اللّه سبحانه فی ذلک الا قدحاً و ذماً و قال من لم‏یحکم بما انزل اللّه فاولئک هم الظالمون و الفاسقون و الکافرون فی ثلثة مواضع فنقطع بان هذه کلها من عند غیر اللّه سبحانه و لذلک نجد فیها اختلافاً  کثیراً فنتبرء منها و نذرها لاهلها ثم رأینا فی ایدی بعض الناس قواعد و قوانین و اصولاً یدّعون ان فهم الکتاب و السنة موقوف علیها و رأینا بعض علمائنا یدّعون بخلاف دعویهم و یفهمون الکتاب و السنة علی فطرتهم التی فطر الناس علیها و لایحتاجون الی تلک القواعد بل رأینا بعضهم یسمون الکتب المدونة فیها تلک القواعد کتب الضلال فراجعنا الکتاب رأینا یقول فان تنازعتم فی شی‏ء فردوه الی اللّه الی آخرها فراجعنا الکتاب و السنة من اولها الی آخرها فلم‏نجد لفهم الاخبار مقدمات و قواعد فعلمنا انها فضل زائد لانحتاج الیها ابداً اذ لو احجتنا الیها و هی مقدمات لفهم الکتاب و السنة علی زعمهم لما اخل بها الحکیم العلیم الذی لانقص لحکمته([4]) و لینزل اولاً  تلک المقدمات لانها مقدمة للکتاب و السنة و لیأمر نبیه9 بتعلیم تلک المقدمات ثم ینزل الکتاب بعدها و کذا النبی و الائمة: علی زعمهم لابد لهم ان یبینوا اولاً مقدمات فهم اخبارهم و یأمروا الناس بتعلمها فلما وجدنا الکتاب و السنة خالیة من ذکر تلک المقدمات عرفنا انها فضل لیست مما انزل اللّه بها من سلطان و لایقال ان تلک المقدمات فی زمن الحضور لیست مما یحتاج الیها

 

 

«* اصول فقه صفحه 7 *»

لان النبی و الائمة: بالتکریر و التردید و الایضاح علّموا الناس مرادهم و اما الیوم فلایمکن ذلک لانا نقول اولاً بان هذه الاحادیث التی وصلت الینا کلها من ذلک الیوم ففیها ایضاً الیوم ایضاح و اما التکریر و التردید ایضاً فیمکن@یمکن خ‌ل@ حصولهما بالمطالعة مرة بعد اخری و ثانیاً نقول انهم: علموا ان احادیثهم تتوارث الی هذه الازمنة و ما بعدها و قد امروا اصحابهم بالکتب و الایراث کما وردت الاخبار فی ذلک فلم لم‏یقدموا لفهم اخبارهم مقدمات و قد علمت ان اللّه سبحانه حکیم لم‏یخل بالحکمة و هو اعلم حیث یجعل رسالته فاذا وجدنا الاحادیث خالیة عن تلک المقدمات و القواعد عرفنا ان اللّه سبحانه و رسوله و اوصیائه: یدعون الناس مخلی و طبعهم و فطرتهم التی فطر الناس علیها فی فهم الاحادیث و قد علم اللّه سبحانه ان خلقه مجبول بمشیته علی فهم المرادات منهم و لاجل ذلک ترک المقدمات التی زعموا انها مقدمات فهم الکتاب و السنة ألایعلم من خلق و هو اللطیف الخبیر فعلمنا بعد ذلک انها فضل بل تضییع للعمر و مخالف للحکمة الالهیة لانها لو کانت واجبة لکان النبی و الائمة: اولیٰ بالعمل بالواجبات فلم ‏ترکوها و لم‏یدرسوها فی سنین متطاولة و لو درسوا ذلک لمایکفی عمرهم القلیل الا تعلیم المقدمات بل لایکفی المقدمات ایضاً لان دورة من الاصول بالتفصیل لاتتم الا فی الف و مأتین سنة کماحاسب محاسبهم و هب انها تتم فی اقل من ذلک اما کان النبی9اسلم له الناس بالتدریج فکلما یسلم احد لابد له ان‏یبتدأ بالمقدمات له و هکذا و ذلک مما لایمکن و ذلک خلاف الحکمة و لذا لم‏یصدر من الحکیم جل‏شأنه فمجمل القول ان کل‌ما لیس فی هذا الکتاب و هذه السنة فلیس من دین اللّه سبحانه یقیناً لانه لو کان من دین اللّه لجاء به رسول اللّه؟ص؟ و اذ لم‏یجی‏ء و غیره لیس بنبی یقیناً فلیس هو من دین اللّه یقیناً و من فروع هذا الفصل مسائل کثیرة تأتی ان‏شاءاللّه فی محلها([5]) و انت

 

 

«* اصول فقه صفحه 8 *»

لو انصفت لرأیت کل‌ما لم‏یکن من اللّه و رسوله9و من اوصیاء رسوله: قد بطل بهذا الاصل الاصیل.

فصـل

و من الضروریات ایضاً انه سبحانه کامل و مقتضی الکمال ان‏یخلق خلقه کاملاً لانه صفة مشیته سبحانه علی احسن ما یمکن و مقتضی ذلک ان‏یخلق کل‌ما خلق لاجل شی‏ء ان‏یصدر منه ذلک الشی‏ء علی اکمل ما یمکن فی نهایة الیسر و السهولة مثلاً اذا خلق العطش و خلق لاجل رفعه الماء لکان الماء احسن ما یکون لذلک و اکمل و اذا خلق الجوع ان‏یخلق لسده الغذاء علی احسن ما یکون و اذا خلق المبصرات ان‏یخلق مدرکاً لادراکها علی احسن ما یکون و هو العین و اذا خلق المسموعات ان‏یخلق لادراکها مدرکاً علی احسن ما یکون و اکمل و هو السمع و هکذا سایر المحسوسات و سایر مدرکاتها و تراه سبحانه قد خلق لکل ذلک ما لایمکن احسن منها و اکمل و انت اذا تدبرت و فتحت عین بصیرتک فقد رأیت جمیع ما خلق خلق علی احسن نظم و اتقن صنع بحیث لم‏یبق لعاقل مجال ان‏یقول بانه لو کان کذا لکان احسن فمقتضی ذلک انه سبحانه اذا خلق الخلق فی غایة البعد عن مبدء الشعور فی الجهالة الجهلاء ان‏یخلق لرفع ذلک شیئاً  کاملاً یستأصل الجهل و لایکون ذلک الا العلم و الظن بنفسه طرف من الجهل فلایمکن ان‏یصیر رافعاً له کما انه سبحانه اذا خلق العطش خلق لرفعه ماء مروّیاً لایکون شی‏ء احسن منه فی ذلک الاثر و قد تری@نرى خ‌ل@ انه خلق لکل ضد ضداً یقابله فی الضدیة بحیث اذا اورد علیه لافناه عن اصله فوجب ان‏یخلق لرفع الجهالة العلم الرافع له و قد خلق و لو لم‏یخلق العلم لبقی الناس جهالاً لم‏یعرفوا الحق من الباطل و الخیر من الشر و لم‏یوحدوا اللّه سبحانه و لم‏یعبدوه اذ بالعلم یوحد اللّه و یعبد فیبقی حینئذ وجودهم بلاثمر  و خلقهم بلافائدة و غایة و الخلق الذی لیس فیه غایة لیس من خلق الحکیم الکامل فعرفنا

 

 

«* اصول فقه صفحه 9 *»

بهذه القاعدة انه سبحانه کلما خلق خلقاً جهالاً لابد له فی الحکمة ان‏یخلق رافعاً لجهلهم و هو العلم و العلماء و لایقال انه سبحانه قد خلق الجهل و خلق العلم لرفع الجهل فی الزمن السابق ولکن الیوم سدّ علینا بابه فلما انسدّ علینا باب العلم یقوم مقامه الظن لانه اقرب الیه من الشک و الوهم و ما تدری لعل الظن اصلح لنا فی هذه الازمنة لانا نقول ان ما نقول و نستدل به فقد طابق الکتاب و السنة و هما یصدّقانه و اما ما تقولون فلیس یطابقهما و هما یکذبانه کما نطق به سبعون آیة من الکتاب و الاخبار لاتعدّ و لاتحصی من السنة و کفی بذلک فی حقیة قولنا و بطلان قولکم و لنا استدلال علی ذلک بنحو آخر فنسألهم ان العلم احسن فی رفع الجهل ام الظن و لانزعمهم ان‏یقولوا الظن احسن فاذا صار العلم احسن و اولیٰ من الظن فلم‏یترک اللّه سبحانه الاحسن الاولیٰ لانه کامل و قد رأیناه معاتباً فی کتابه لخلقه بترک الاولیٰ حیث قال اتأمرون الناس بالبر و تنسون انفسکم و انتم تتلون الکتاب أ فلاتعقلون و ای مانع یمنعه عن خلق العلم و العلماء نعم اذا کان الامر بید الخلق یمکن ان‏یستدل بمنع بعضهم بعضاً ولکن اللّه سبحانه لم‏یمنعه احد و لایمنعه احد لانه هو القادر القاهر فوق عباده و لایصل الیه ایدیهم لیمنعوه عن خلق الاحسن الاولیٰ و الاهنأ الاسهل و لایقال ان اللّه سبحانه لم‏یخلق علی مقتضی من ذاته سبحانه و انما خلق بمقتضی سؤال الخلق کماقال قل ما یعبؤ بکم ربی لولا دعاؤکم و کما قال ادعونی استجب لکم فاذا کان الخلق سائلاً له سبحانه بحسب قابلیتهم شیئاً خلق اللّه سبحانه بمقتضی سؤالهم ذلک الشی‏ء فلعلهم بسوء فعالهم سألوا اللّه سبحانه سدّ باب العلم و فتح باب الظن کما قیل «ان وجود الامام لطف و تصرفه لطف آخر و عدمه منا» لانا نقول لایقوم الحجة علی الخلق بالظن قطعاً و لو لم‏یقم الحجة علیهم فلیسوا بمکلفین بشی‏ء و اذ لم‏یکونوا مکلفین لم‏یمتثلوا امراً و لم‏ینتهوا عن نهی و بذلک وقعوا فی هرج و مرج فلم‏یثمر وجودهم و لم‏یترتب علیهم فائدة فیصیر خلقهم لغواً و عبثاً و تعالی اللّه عن ذلک علواً کبیراً فمادام اللّه

 

 

«* اصول فقه صفحه 10 *»

سبحانه یخلق خلقاً یجب فی الحکمة ان‏یخلق لرفع جهلهم علماً و الحکمة لاتختص بوقت دون وقت و لابمکان دون مکان و لابشخص دون شخص فاذا لم‏یجز الظن فی وقت و زمان فلایجوز فی جمیع الازمنة و الاوقات و اذا جاز جاز فی جمیع الازمنة و لایعقل جوازه فی زمن حضور الائمة: قطعاً فلایجوز فی جمیع الاوقات و لایقال اذا کان هذا الاصل اصیلاً و هذه القاعدة مطردة فیجب ان لایبقی جاهل فی الدنیا ابداً لوجود العلم لانا نقول اولاً ان اللّه سبحانه لم‏یرد فی حکمته رفع جمیع انواع جهالات الناس بل من مصالح ملکه ان‏یکون اکثر الناس جاهلاً@جاهلین خ‌ل@ باکثر الاشیاء فلم‏یقدر للجهل الذی هو من المصالح الملکیة علماً فالمراد بالعلم الذی نرید هنا هو العلم بما کلفهم اللّه سبحانه لا غیر و ذلک لایمنع وجود الجهال فی الملک لمصالح لاتحصی و ثانیاً انا نقول انه سبحانه خلق العلم لرفع الجهالات ولکنه خزنه عند اهله و هم العلماء لا غیر کما خلق لرفع العطش الماء فی الابار لا فی نفس العطشان و ذلک سنة اللّه التی لاتجد لها تبدیلاً و تحویلاً خلق الاشیاء و جعل لها ابواباً و اسباباً و امر الناس باتیانها فمن اتاها و جدّ وجدها و الا فلا.

فصـل

و من الضروریات الاسلامیة انه سبحانه هاد یهدی من یشاء الی صراط مستقیم و لا شک انه سبحانه بذاته الاحدیة لایباشر الهدایة فقدّر لها اسباباً و وسائط و وسائل و ابی اللّه ان یجری الاشیاء الا باسبابها و تلک الوسائط و الاسباب لابد و ان‏تکون مما یصل الیه ایدی المهتدین و الا لایحصل الهدایة و یبقی الخلق مهملین و فی ذلک خلاف غرض اللّه سبحانه لان غرضه من الخلق العبادة و المعرفة و ذلک لایحصل الا بالهدایة و ایضاح طرقها و ابلاج سبلها و ذلک حکم ثابت فی الحکمة واجب فیها لایخص بعصر دون عصر لانه سبحانه حکیم علی الاطلاق هاد لمن یشاء فی کل الاوقات ففی عصر النبی؟ص؟ و الائمة: هم الوسائط

 

 

«* اصول فقه صفحه 11 *»

بینه و بین خلقه المبلغون احکامه الیهم عن علم و یقین دون الشک و الظن و التخمین و لم‏یخالف فی ذلک احد من المسلمین و المؤمنین و اما بعد وفاتهم الظاهر و بعد غیبوبة@غیبة خ‌ل@ الامام الحاضر فقد اختلف فی ذلک بعض علمائنا عفی اللّه عنهم فقالوا بانسداد باب العلم و الاکتفاء بالظن غافلین بانه لم‏یقم الحجة علی الخلق بما یکون فی نفسه محتملاً خلافه و هو الظن و لایحصل الهدایة بما یکون محتملاً للصدق و الکذب و انت تعلم انه سبحانه قاهر لایعجزه شی‏ء من خلقه عن اظهار دینه و ابلاغ حجته و ایضاح محجته علی احسن ما یمکن و اکمل فاذ لایعجزه شی‏ء من خلقه عما اراد اظهاره لخلقه فیجب فی الحکمة ان‏یظهر دینه و لو کره المشرکون فیجب فی الحکمة ان یبقی فی ایدی المهتدین ما تهتدی به بعد فقد النبی9و غیبة الولی؟ع؟ و هو الکتاب و السنة الیقینیان ثم جعل ولیه؟ع؟ من وراء ذلک حافظاً یحفظهاً عن الانطماس و الاندراس کما اخبر سبحانه عن ذلک حیث قال انا نحن نزلنا الذکر و انا له لحافظون و قال ولیه7 انا غیر مهملین لمراعاتکم و لاناسین لذکرکم و لولا ذلک لاصطلمتکم اللأواء و احاطت بکم الاعداء و لایشترط فی تصرفه فینا و حفظ دینه رؤیتنا له بل یشترط رؤیته ایانا و هی حاصلة له و الحمد للّه کما لایشترط فی تصرف الشمس فی السفلیات و تربیتها لها رؤیتها لها بل اذا جللها السحاب لمصالح عدیدة تتصرف من ورائها و لذا روی عنه7 و اما وجه الانتفاع بی فی غیبتی فکالانتفاع بالشمس اذا غیبها عن الابصار السحاب@اذا جللها السحاب  تمام‌نسخه‌ها@ و فی ذلک اخبار متواترة یأتی فی باب نعت الامام7 ان‌شاءاللّه فاذا علمنا انه سبحانه حکیم لایفعل اللغو و العبث و خلق الانس و الجن لعبادته و علمنا انه هاد و قاهر لایمنعه احد من خلقه عمااراد ابرازه لخلقه علمنا انه سبحانه یهدی من یشاء الی صراط مستقیم عن علم و یقین کما لاینکر ذلک احد فی زمن حضور النبی و الولی8فنقول بذلک بعد غیابه عنا و لانقول ان وجوده لطف و تصرفه لطف آخر و عدمه منا بل نقول وجوده لطف و تصرفه لطف آخر

 

 

«* اصول فقه صفحه 12 *»

و هو یتصرف و لایشترط فی تصرفه رؤیتنا له بل شرطه رؤیته لنا و هو یری لانه اشهده اللّه خلق السموات و الارض فاذا علمنا انه شاهد قادر قاهر هاد و لم‏یبق فی ایدینا سوی هذا الکتاب و هذه السنة المدونة فی الکتب المنتسبة المشهورة المعروفة علمنا انها قطعیة لایعتریها شک و شبهة فان قیل ان من جملة هذه الاخبار الاخبار التی وردت فی الدس و التحریف و الزیادة و النقصان فی الکتاب و السنة فکیف تقطعون بانها مقطوعة قلنا ان من جملة هذه الاخبار الاخبار التی وردت ان من ورائنا حافظاً یحفظ دیننا کما روی ان لنا فی کل خلف عدولاً ینفون عن دیننا تحریف الغالین و انتحال المبطلین و تأویل الجاهلین کما یأتی مفصلاً  ان‌شاءاللّه فی محله فبعد ذلک قطعنا بان من ورائنا رقیباً حفیظاً و نقطع قطعاً لایقطعه شک بان الرقیب الحفیظ ینفی عن دیننا الدسّ و التحریف و ان وقعا قبل ذلک فالاخبار بانه وقع فی الاخبار یوماً دسّ و تحریف لاینافی خلوها الیوم عن ذلک بحفظ الحافظ قال تعالی انا نحن نزلنا الذکر و انا له لحافظون و قال ان علینا جمعه و قرآنه نعم لو کان حفظ ذلک موکولاً علینا لاختل امرنا البتة و لم‏یحصل لنا علم بل و لاظن و اما اذا کان الامر بید القادر القاهر الشاهد الحافظ علی الاطلاق فنحن فی فراغ من تشیید مبانیه و نحن اصغر من ان یولی@ولى خ‌ل@ اللّه سبحانه امر دینه فی جمیع القرون الینا و لایکلف اللّه نفسا الا وسعها و لیس فی وسعنا حفظ الدین و الشرع المبین فی جمیع القرون و السنین و قد حفظه بولیه7 و الحمد للّه رب العالمین.

فصـل

و من الضروریات انه سبحانه عدل لا جور فیه قال سبحانه ان اللّه لیس بظلام للعبید و قال ان اللّه لایظلم الناس شیئاً و قد رأینا فی کتابه العزیز قد ذم الظن و العمل به فی غیر موضع منه و امر بالعلم و العمل به کما یأتی فی الباب الخامس ان‌شاءاللّه تعالی بالتفصیل و کذا رأینا اولیائه: فی سنتهم

 

 

«* اصول فقه صفحه 13 *»

نهوا عن الظن حتی بالغوا فقالوا ان الظن اکذب الکذب و قالوا اذا ظننت فلاتقض و امروا بالعلم و الیقین فی اخبار لیس لها نکیر و لا شک انه سبحانه عالم بما سیأتی من زمن فقد النبی و غیبة الولی و مع‏ذلک اطلق القول فی ذم الظن و کذا النبی و الولی8 عالمان بتعلیم اللّه ایاهما بما سیأتی و مع ذلک اطلقا القول فی ذم الظن و الامر بالعلم فیجب ان‏یکون العلم مما یمکن ان‏یصل الیه الناس فی جمیع القرون و یجب ان یکون الظن مذموماً فی جمیع الاعصار لاطلاق الامر بالعلم و النهی عن الظن و ای شی‏ء اقبح من ان‏یأمر العلیم الحکیم بشىء ثم یسدّ@سد خ‌ل@ بابه علی المأمورین بیده و ای ظلم اقبح من هذا فواللّه لو امر مولی من عرض الناس عبده باتیان شی‏ء ثم سدّ علیه الباب بنفسه ثم اکّد باتیانه و اوعده علی ترک الاتیان بعذاب الیم من غیر مرة لعدّ بین العقلاء من المجانین و لایفعل ذلک احد من الخلق و ان کان ظالماً جائراً فکیف ظنک برب العالمین العدل الرؤف الرحیم فهل تجوز بانه سبحانه مع غناه و حکمته و عدله و رأفته و رحمته ان‏یأمر علی الاطلاق بالعلم و العمل به و ان‏ینهی عن الظن فی مواضع عدیدة و العمل به و ان یعد العالمین و العاملین بالعلم مثوبات و حسنات و رفع درجات و یوعد الظانین و العاملین بالظن عقوبات فی غیر موضع ثم یسد علیهم باب العلم و هو قادر قاهر لایمنعه شی‏ء عن ذلک و یفتح لهم باب الظن من غیر اذن منه فی موضع واحد من کتابه و سنة نبیه و اولیائه: و هل یرضی احد من الخلق ان‏ینسب الیه مثل هذا الفعل الشنیع فضلاً عن عمله و نسب القوم هذا الفعل علی الرب الجلیل تعالی عن ذلک کله علواً  کبیراً بل تعالی خلقه عن ذلک علوا أ لکم الذکر و لنا الانثی تلک اذا قسمة ضیزی فذلکم ظنکم الذی ظننتم بربکم اردیٰـکم فاصحبتم من الخاسرین فامره سبحانه و امر اولیائه: بالعلم و العمل به و نهیه و نهی اولیائه: عن الظن و العمل به فی غیر

 

 

«* اصول فقه صفحه 14 *»

موضع ادل دلیل و اوضح سبیل علی انفتاح باب العلم و وجوده و امکان الوصول الیه فی جمیع الاعصار و القرون فان قیل فعلی هذا لم لم‏یفتح اللّه سبحانه باب العلم علی هؤلاء الکثیرین حتی یدّعوا انسداده فی جمیع هذه القرون و السنین مع غزارة علمهم و شقهم الشعر فی المسائل قلنا ان اللّه سبحانه عدل مختار و خلق خلقه علی الاختیار و لم‏یضطرهم علی شی‏ء مما اراد منهم فی الشرع و خلق الاشیاء و جعل لکل شی‏ء ما یناسبه من اللوازم و جعل لکل شی‏ء باباً و قدّر فی حکمته بانه اذا اتی المکلف الباب الذی فتحه للشی‏ء المخصوص و جدّ وجد و ان لم‏یأت الباب الذی فتحه لذلک الشی‏ء المخصوص حرم و قال فی کتابه و لیس البر بان تأتوا البیوت من ظهورها ولکن البرّ من اتقی و أتو البیوت من ابوابها و قال و ابتغو الیه الوسیلة و الوسیلة هی الباب المضروب ثم لاشک ان باب العلم هو العالم و باب الظن و الشک و الارتیاب هو الظان الشاک المرتاب و المراد بالعالم هو اللّه سبحانه و انبیائه و رسله و اولیائه: و الظان الشاک المرتاب هو الشیطان و التابعون له و هم فی هذا الدین@هذه الملة و الدین خ‌ل@ اعداء الائمة الطاهرین سلام اللّه علیهم اجمعین و هم الاول و الثانی و الثالث لعنهم اللّه و تابعوهم هم العامة العمیاء فمن اراد العلم کائناً من کان لابد له ان‏یرجع الی اللّه سبحانه العالم و الی رسوله و اولیائه الراسخین فی العلم و یجاهد فی سبیل اللّه حق جهاده و حق جهاده ان‏یرجع الی اخبار الائمة الطاهرین: التی هی قائمة مقامهم فی زمن الغیبة و ینظر الیها بنظر التعلم و الاسترشاد و یتمسک بذیل ولایتهم و یستمد من باطنهم حتی ینفثوا فی روعه الصواب کما روی ما من عبد احبنا و زاد فی حبنا فسئل عن مسئلة الا و نفثنا فی روعه جواباً لتلک المسئلة و کما قال سبحانه و الذین جاهدوا فینا لنهدینهم سبلنا فشرط الوصول الی العلم الذی اراده اللّه سبحانه من خلقه هو الجهاد فی سبیله و الحب له و التصدیق بالحسنیٰ کما

 

 

«* اصول فقه صفحه 15 *»

قال فاما من اعطیٰ و اتقیٰ و صدّق بالحسنیٰ فسنیسره للیسریٰ فاذا اعطیٰ فی سبیل اللّه و اتقی عن اعداء آل‌محمد؟عهم؟ و صدقهم لانهم هم الحسنیٰ المرادة من اللّه سبحانه کما قالوا: نحن واللّه الاسماء الحسنیٰ التی امر اللّه ان تدعوه بها فسییسره للیسریٰ التی هی العلم و اما من بخل و استغنیٰ من آل‌محمد؟عهم؟ و لم‏یتق اعدائهم و استبد برأیه و هواه و کذب بان آل‌محمد: هم الحسنیٰ و هم اسباب النجاة و الوصول الی المرادات فسییسره اللّه سبحانه للعسریٰ التی هی الظن الذی بابه اعداء آل‌محمد: الذین هم اصل کل شر و شک و ظن فمن لم‏یرجع الی اخبار آل‌محمد: فی امر من امور دینه او دنیاه و عمد الی کتب العامة العمیاء ضل و غویٰ لان الضلالة و الغوایة من لوازم وجود اعداء آل‌محمد: و من لوازم تابعیهم و من لوازم اقوالهم و رأیهم و هویٰهم و استدلالهم و لایکاد بعد ذلک ان‌یسکن نفسه عند مسألة فشک فی کل ما یقول او ظن لانه لم‏یأخذ علمه عن الامام العالم و عن قوله الصادق و انما اخذ عن الشاکین الظانین باللّه ظن السوء علیهم دائرة السوء فظهر ان شرط الوصول الی العلم الرجوع الی الاخبار و الی العلماء الاخیار لانهم ابواب العلم الذی خلقه اللّه سبحانه للابرار و عدم الرجوع و الاعتناء الی اقوال الاعداء لعنهم اللّه و التقویٰ منهم و من شکوکهم و ظنونهم و شبهاتهم لان ذهن الانسان و قلبه لیس الا  کالمرآة فمتی واجهت بها الی الشواخص المستقیمة و الی المسائل الحقة وقع شبحها فیها لامحالة حتی اذا داومت علی ذلک و@حتى خ‌ل@ ینصبغ ذهنک بصبغة اللّه سبحانه و یستقیم لاتکاد تشک فی شی‏ء من الشبهات المنکرة و متی واجهت بها الی الشواخص المعوجة و الشبهات المنکرة تقع فیها اشباحها لامحالة حتی اذا داوم الشخص علی ذلک لایکاد یرد علی مسئلة من المسائل الا یشک فیها لامحالة لاعوجاج ذهنه لکثرة التوجه الی المعوجات و ذلک مجرّب محسوس و لذلک تری علمائنا الاخباریین یدعون العلم و تسکن نفوسهم عند کل مسئلة و یطعنون علی اهل الشک و الظن و لیس ذلک الا لرجوعهم

 

 

«* اصول فقه صفحه 16 *»

الی الاخبار المنیرة عن آل اللّه الاطهار فی اللیل و النهار و عدم الرجوع الی اقوال الاعداء و الاعتناء بها و التوجه الیها و تری الاصولیین یدّعون انسداد باب العلم علیهم و ینسبون الاخباری الی قلة الفطنة و الدقة و یحسبون انفسهم و اذهانهم فی غایة الدقة و نهایة الفطنة و لیس ذلک الا لقلة رجوعهم الی الاخبار و کثرة رجوعهم الی اقوال العامة و شبهاتهم و شکوکهم و یحسبون انهم مهتدون و کل واحد من الفریقین صادقون فیما اخبروا عن انفسهم و لذلک روی اخبار کثیرة فی عدم جواز معاشرة الاعداء و عدم الاصغاء الی اقوالهم و عدم معاشرة الفساق و الفجار و کذا العکس ورد اخبار فی معاشرة الابرار و مجالسة العلماء الاخیار اذ لم‏یجعل اللّه سبحانه لرجل من قلبین فی جوفه فاما ان یتوجه الی علیین فینطبع فیه صورها الحقة و اما الی سجین فینطبع فیه صورها الباطلة و لیس علی اللّه سبحانه فی الحکمة و العدل الا ایضاح الدلیل و ابلاج السبیل و هدایة النجدین و انت مختار بین الطریقین و لایجبرک علی طریق@بطریق خ‌ل@ واحد کما قال انا هدیناه السبیل اما شاکراً و اما کفوراً و قال و هدیناه النجدین و قال لیهلک من هلک عن بینة و یحیی من حی عن بینة.

فصـل

و من الضروریات انه سبحانه عالم بخلقه قاهر فوق عباده قادر علی ما یشاء@ما شاء کیف شاء خ‌ل@ و بالمؤمنین رؤف رحیم مع ما مرّ من اسمائه الحسنی و مقتضی الرأفة و الرحمة ان‏یهدی المؤمنین الی الصراط المستقیم لیسلکوا فیه الی درجات قربه سبحانه و یفیض علیهم من انواع نعمائه و لاشک ان السالک القاصد الی جهة ان علم مطلوبه بالقطع و الیقین یسرع الیه من تلک الجهة اشد الاسراع و ان لم‏یعلم مطلوبه فی جهة و یظن لایمکنه السلوک الیها لاسیما الاسراع لانه

 

 

«* اصول فقه صفحه 17 *»

کلما یقرب الی تلک الجهة یحتمل فی نفسه بعده من مطلوبه لانه لایمتنع فی عقله ان‌یکون مطلوبه فی خلاف تلک الجهة فهذه الظن اما یقعده فی مکانه او یذهبه مرة الی هذه الجهة و مرة الی خلافها فیکون دائماً حیراناً لایمکنه قرار فی محل و لا توجه الی جهة و لا فرار عن جهة و هو سبحانه یعلم ان المتحیر لایمکنه السلوک الیه و هو رؤف رحیم بعباده المؤمنین فمقتضی ذلک ان‌یعلمهم بان مطلوبهم فی کذا بعینه قطعاً و جزماً حتی یسرعوا الیه و لایجوّزوا کون مطلوبهم فی خلاف ما سلکوا فیه و هو قادر علی ذلک قاهر لایمنعه شی‏ء من خلقه فیجب ان‏یخلق فیهم العلم و یهدیهم الیه و یمکنهم الوصول الیه و قد فعل ذلک و الحمدللّه رب العالمین.

فصـل

و من الضروریات انه سبحانه شاهد علی خلقه أو لم‌یکف بربک انه علی کل شی‏ء شهید الا انهم فی مریة من لقاء ربهم الا انه بکل شی‏ء محیط و قد استدل بشهادته الانبیاء و المرسلون و الاوصیاء المقربون و الاولیاء المکرمون و لعمری انه دلیل علی کل سبیل و کل دلیل تمّ اذا انتهی الیه و لم‏یتم ان لم‏ینضم الیه و یتطرق الشکوک و الشبهات فی کل دلیل متی انفرد عنه و هو دلیل التسدید و التقریر و یثبت به ما یثبت اذا ثبت و یتطرق الشبهة فیما یتطرق فیما سوی ذلک الدلیل فاذا کان اللّه سبحانه شاهداً یکون کافیاً عما سواه مغنیاً عما عداه کما اخبر به سبحانه بقوله تعلیماً لنبیه9 قل کفی باللّه شهیداً بینی و بینکم فاذا علمنا انه سبحانه شاهد فبعد علمنا هذا لانخاف من احد غیره و لانرجو من احد سواه و هو کاف لعباده فکل دلیل قرّره سبحانه نصدّقه و تسکن قلوبنا لدیه و نعتقد بعقولنا له و نعتمد علیه و کل دلیل ابطله و افسده فنحن نبطله و نفسده اعتماداً علیه و قد رأیناه فی کتابه قد وعد علی احقاق الحق و ابطال الباطل فی مواضع عدیدة حیث قال ما جئتم به السحر

 

 

«* اصول فقه صفحه 18 *»

ان اللّه سیبطله ان اللّه لایصلح عمل المفسدین و قال لایفلح الساحر حیث اتی و قال لایفلح الساحرون و لایفلح الکافرون و لایفلح الظالمون و قال بل نقذف بالحق علی الباطل فیدمغه فاذا هو زاهق و لکم الویل مما تصفون و قال و قل جاء الحق و زهق الباطل ان الباطل کان زهوقا و قال لیحق الحق و یبطل الباطل و لو کره المجرمون و قال و یرید اللّه ان یحق الحق بکلماته و یقطع دابر الکافرین و عن الصادق7 لیس باطل یقوم بازاء حق الّا غلب الحق الباطل و ذلک قول اللّه بل نقذف بالحق علی الباطل الی غیر ذلک من الآیات الدالة علی المراد و الاخبار الواضحة المنار بان اللّه سبحانه کفّل بنفسه اظهار الحق و اعلانه و ازهاق الباطل و اخفائه و لولا ذلک لایمکن لاحد استدلال علی شی‏ء اما تری ان ابین البینات هو معجزات الانبیاء و المرسلین: التی تری بالعیون و لیس شی‏ء ابین و اظهر منها فلو لم‏یکن الاعتماد علی اللّه سبحانه لایمکن لذی حجی التصدیق لما قد رأی اذ یحتمل عنده ان هذه کلها من باب السحر و الشعبدة و من انواع الحیل و الخیالات کما یصدر اشباهها من السحرة الکفرة الفجرة بالجملة فلابد للمؤمن البصیر و الطالب الخبیر ان‏یتمسک بدلیل لایبطله دلیل و لایخفی معه المنهاج و السبیل و هو دلیل التقریر و التسدید من اللّه سبحانه المحیط بکل شی‏ء الشهید علی کل شی‏ء ألیس اللّه بکاف عبده فمن تمسک باللّه الشهید المحیط کفاه عما سواه و من تمسک بغیره لایغنیه عما عداه اذ هو بنفسه محتاج الی من سواه و طلب المحتاج الى المحتاج سفه و سؤال الفقیر فقیراً مثله بله یا ایها الناس انتم الفقراء الی اللّه و اللّه هو الغنی فاذا کان هو الغنی المطلق فلانحتاج الی غیره و کفانا ربنا عن خلقه فالاعتماد کل الاعتماد علیه سبحانه فکل من ادعی دعوی و نری انه سبحانه قد قرره علی دعواه نعلم انه صادق فی دعواه و ان لم‏یقرره و کذبه@یکذبه خ‌ل@ بای شی‏ء اراد نکذبه بتکذیبه و کذلک کل قول قرره اللّه سبحانه و ثبته نعلم انه ثابت محکم بتسدیده و تقریره و کل قول افسده و ابطله نعلم انه مجتث زائل بتقریره سبحانه الذی هو تکذیبه

 

 

«* اصول فقه صفحه 19 *»

للباطل و لابد لذلک من مثال حتی یعاین الحق اذ الحق یظهر بالمثل و هو ان تفرض سلطاناً حکیماً علیماً قادراً قاهراً رؤفاً رحیماً علی رعایاه عدلاً غنیاً عن ان‏یظلمهم جالساً علی سریر السلطنة مشرفاً علی الرعایا شاهداً لهم ثم تفرض وزیراً یقوم فی حضور هذا السلطان المقتدر الموصوف بالصفات المذکورة و یقول ان هذا السلطان العظیم انزل علیّ من عرش سلطنته کتاباً و جعلنی وزیراً له و حاکماً علیکم لازکیکم و اعلمکم الکتاب و الحکمة و انبأکم ما لم‏تکونوا تعلمون و شرع فی الحکم فحکم بایمان من آمن به و بکفر من کفر به و قتلهم و حربهم و سبیهم و غیر ذلک من انواع العذاب و الذلة فی حضور السلطان و سکت السلطان و قرّره علی ذلک کله و خلعه بخلع متتابعة لکل حکم حکم و ایّده علی ذلک و سدّده و نصره علی عدوه فحینئذ لایبقی لعاقل مجال تکذیب الوزیر علی دعواه و یذعن له العقلاء برقاب خاشعة@خاضعة خ‌ل@ و یتولونه و یعادون اعدائه و لایشک فی صدق الوزیر الا من شک فی حکمة السلطان او فی علمه او فی قدرته و غلبته او فی رحمته و رأفته علی الرعایا او فی عدله و غناه@غنائه خ‌ل@ عن الظلم او فی شهادته له و فی غیر ذلک من صفات السلطنة و الا فمن عرف السلطان بصفاته التامة الکاملة لایبقی له مجال انکار الوزیر و الشک فی صدقه فبعد ذلک یعلم انه کلما حکم به الوزیر من امر و نهی و حلال و حرام و کراهة و استحباب و اباحة کلها فبحکم السلطان و لو لم‏یرض بواحد منها لایعجز عن ردها و ردعها فاذ لم‏یردع و لم‏یرد بل قرّر و سدّد و ایّد یعلم انها کلها من السلطان و الی السلطان فمن آمن بعد ذلک بالوزیر آمن بالسلطان و من کفر  به کفر  به و من اطاعه فقد اطاعه و من عصاه فقد عصاه و من والاه فقد والاه و من عاداه فقد عاداه و من احبه فقد احبه و من ابغضه فقد ابغضه و من اعتصم به فقد اعتصم به و من اعرض عنه فقد اعرض عنه و من عرفه فقد عرفه و من جهله فقد جهله و هکذا کل نسبة تنسب الیه من خیر او شر فقد تنسب الی السلطان قال تعالی من یطع الرسول فقد اطاع اللّه و من تولی فماجعلناک علیهم حفیظا و فی الزیارة

 

 

«* اصول فقه صفحه 20 *»

من احبکم فقد احب اللّه و من ابغضکم فقد ابغض اللّه و من اعتصم بکم فقد اعتصم باللّه انتم السبیل الاعظم و الصراط الاقوم و فی زیارة اخری و@السلام على الذین تمام‌نسخه‌ها@ من عرفهم فقد عرف اللّه و من جهلهم فقد جهل اللّه فاذا اعتبرنا من المثال الظاهر و بصرنا النسب و الاضافات نأخذ فی فهم الباطن فنعلم انه سبحانه بذاته لایدرک و لایوصف کما قال لاتدرکه الابصار و هو یدرک الابصار و قال سبحان ربک رب العزة عما یصفون فخلق لنفسه اقواماً و جعل صفاته و اسمائه فیهم و اقامهم مقامه فی الاداء لانه لایدرکه الابصار الظاهرة و لاتحویه خواطر الافکار الباطنة و لاتمثله غوامض الظنون فی اسرار الحقیقة@الاسرار الحقیقیة خ‌ل@ کما روی فی تفسیر فلماآسفونا انتقمنا منهم ان اللّه لایأسف کأسفنا ولکنه خلق اولیاء لنفسه یأسفون و یرضون @ولکن خلق اقواماً و جعل اسفهم اسفه تمام نسخه‌ها@ ففی الواقع ان السلطان المتصف بالصفات هو الرسول9لان الذات لایدرکها الخلق ابداً و الذی یدرکه هو صفته الظاهرة للخلق فی رتبة الخلق کما روی من خطبة امیرالمؤمنین7 فی صفة النبی9اقامه مقامه فی سائر عوالمه فی الاداء اذ کان لاتدرکه الابصار و لاتحویه@لاتحیط به خ‌ل@ خواطر الافکار و لاتمثله غوامض الظنون فی الاسرار لا اله الا هو الملک الجبار و تفصیل ذلک مجملاً  یأتی عن قریب فی باب نعت النبی9 ان‏شاء‌اللّه و المراد هنا ان اللّه سبحانه بصفاته الکمالیة التی مرّ بعضها شهید علینا و نحن متقلبون بین یدیه و لانملک لانفسنا نفعاً و لا ضراً و لا موتاً و لا حیوةً و لا نشوراً فکل من ارسله الینا هذا الاله الحق المتصف بهذه الصفات و غیرها و سدّده و ایده و قرّره و لم‏یدحض حجته نعلم انه رسول من عنده و حق و صدق آمنا به و صدقناه و لیس لنا ان نختار رسولاً من عند انفسنا لانا احقر من ان نعرف قلوب العباد و ضمایرهم و لانعلم المفسد من المصلح و اللّه یعلم المفسد من المصلح و هو اعلم حیث یجعل رسالته فحیث یجعل رسالته یقرره و یسدده فنصدقه@و قرره و صدقه و سدده نصدقه رسولاً  خ‌ل/  نصدق رسوله  خ‌ل@  بتسدیده و تصدیقه و تقریره ثم کل کتاب انزله علینا بواسطة هذا الرسول و بیّن فیه فرائضه و احکامه نعلم انها مراداته و لیس لنا ان نکتب کتاباً و نقول هذا من

 

 

«* اصول فقه صفحه 21 *»

عند اللّه لنشتری به ثمناً قلیلاً  کما لم‏یجز لنا اختیار الرسول من عند اهوائنا و انفسنا لانا لسنا بانبیاء الله حتی نعلم رضا اللّه و غضبه و مراداته من خلقه و کذلک اذا نری فی هذا الکتاب یقول ما آتیٰکم الرسول فخذوه و ما نهیکم عنه فانتهوا نعلم ان سایر اقواله9 ایضاً قول اللّه سبحانه لانه قال ماینطق عن الهویٰ ان هو الا وحی یوحی فکل‌ما قاله الرسول9من امر  و نهی و حکم یجب علینا الاقرار و الدیانة به لانا نعلم بتقریر اللّه سبحانه و تصدیقه ان کل‌ما قاله هو قول اللّه و ان هو الا وحی یوحی و من جملة ما اخبر  به و ما اوحی الیه هو امر الولایة و نصب الامامة فنعلم ان الامام7 ایضاً ممن اراد اللّه نصبه بین العباد و البلاد و لیس لنا ایضاً اختیار الامام من عند انفسنا بآرائنا و اهوائنا الناقصة التی لم‏تطلع المفسد من المصلح و المؤمن من المنافق بل اللّه یعلم المفسد من الصلح و یختاره لنفسه و نحن لانعلمه الا من طریق الرسول و بیانه فاذا عرفنا شأنه عند اللّه سبحانه نعلم انه امام من عند اللّه و سبیل معرفته منحصرة ببیان الرسول9و لایمکن لاحد غیره الاطلاع علی الامام من غیر@الا من خ‌ل@ وساطة النبی9لانه لیس بنبی فلم‏یطلع مراد اللّه سبحانه بالبداهة ثم بعد معرفة الامام المنصوب من عند اللّه سبحانه بواسطة النبی9 کل ما قاله نعلم انه من عند اللّه سبحانه المستودع عنده فکل ما امر7 به نعلم انه مما اراد اللّه سبحانه الاتیان به و کل ما نهی عنه نعلم انه مما کرهه اللّه بتصدیق اللّه سبحانه و تسدیده و تقریره کما ظهر و الحمد للّه و لیس لنا ان نقول فی شی‏ء من امور الدین باهوائنا و آرائنا و عقولنا الناقصة کما لایجوز لنا اختیار الامام من عند انفسنا بعقولنا الناقصة فان جاز لنا الاجتهاد فی الدین و الحکم بالعقول علی رضاء اللّه و غضبه مع انا غیر سامعین للوحی فجاز لنا اختیار الامام فاذا جاز لنا اختیار الامام و الاجماع علیه بعقولنا الناقصة فجاز لنا اختیار النبی و الاجماع علیه بعقولنا الناقصة واللّه سبحانه یقول و اللّه یعلم المفسد من المصلح و یقول اللّه اعلم حیث یجعل رسالته فاذن لم‏یجز@فاذا لم‌یجز  لم‌یجز  خ‌ل@ فی شی‏ء من امور الدین الحکم بالعقول من غیر تمسک الی

 

 

«* اصول فقه صفحه 22 *»

الرسول و الی آل الرسول:  کیف لا و الاخبار بما فی نفس اللّه سبحانه ادعاء للربوبیة او ادعاء للنبوة و الا فکیف یمکن لاحد او آحاد ان‏یعرفوا بما فی نفس اللّه سبحانه فمن ادعی ذلک من غیر وساطة النبی9 فقد ادعی النبوة من حیث لایعلم و کفر من حیث لایشعر فان صدق فی دعواه فلیخبر عما فی نفس احد من خلقه من رضا@رضاء خ‌ل@ و غضب و غیر ذلک فان لم‏یقدر علی ذلک فکیف یجتری علی اللّه الذی لاتدرکه الابصار و لاتحویه خواطر الافکار و لاتمثله غوامض الظنون فی الاسرار و المدعی بان کل ما ادی الیه ظن المجتهد من غیر استناد الى حدیث و کتاب هو حکم اللّه فی حقه و حق مقلدیه فواللّه مدع للنبوة من حیث لایعلم و غیر المخبر عن اللّه سبحانه کیف یخبر عنه و المخبر هو النبی لا غیر فلیس لغیر النبی الاخبار عن اللّه سبحانه فی شی‏ء من الاشیاء و فی حکم من الاحکام و ان کان اخس من ارش الخدش نعوذ باللّه من بوار العقل و قبح الزلل و به نستعین فاذا عرفنا اللّه سبحانه بصفاته و عرفنا الرسول بتصدیقه و تقریره و تسدیده و عرفنا قول الرسول9 ایضاً بتقریره و عرفنا الامام من قول الرسول بتسدیده و تصدیقه و عرفنا قول الامام7 بتقریره و تصدیقه یجب علینا امتثال ما امر به و ترک ما نهی عنه و الوقوف عند ما اوقفنا علیه فیجب علینا ان نقول ما قال آل‏محمد قلنا و ما دان آل‌محمد دنا و ما سکتوا عنه سکتنا فصلی اللّه علیهم من ائمة هادین و ما لنا و لغیرهم من المعاندین.

فاذا عرفنا ذلک فنقول قد علم مما سبق ان اللّه سبحانه لم‏یخلق الخلق الا للعبادة و هی لاتحصل الا بالدلالة و هی لاتحصل الا بالعلم و الیقین دون الظن و التخمین لان حجة اللّه هی الحجة البالغة و هی حجة الواضحة فاذا نظرنا الی ما بین ایدینا لم‏نر الا   کتاباً معروفاً و سنة معروفة قد عمل بها العاملون و یعملون بعد ذلک و لیس فی ایدینا سواهما فنعلم قطعاً جزماً من غیر شک و ریبة انهما من عند اللّه سبحانه بعد علمنا بصفاته التی ذکرت من قبل و لولاهما من عنده سبحانه لردهما و لردعهما و ابطلهما و ادحضهما لامحالة و لارسل الینا کتاباً

 

 

«* اصول فقه صفحه 23 *»

آخر  و سنة اخری غیرهما فاذ لم‏یردعهما و لم‏یبطلهما و لم‏یدحضهما فقد قررهما و صدقهما و سددهما و حفظهما و حرسهما و منع ایدی الطاغین عنهما مع کثرتهم و غلبتهم فی جمیع ذلک الاعصار من جمیع حوادث اللیل و النهار الی الآن و الی بعد ذلک مع انه سبحانه یشاهد ان المؤمنین به و برسوله و بأولیائه: منحصرون بهذه الفرقة المحقة و یری انهم کلهم عاملون بهذه الاخبار فی جمیع القرون و الاعصار و لم‏یظهر آیة بان عملکم بهذه الاخبار خطاء مع علمنا بصفاته المذکورة فلم‏یبق لنا شک واللّه بان هذا الکتاب و هذه السنة المشهورین المعروفین مما رضی اللّه سبحانه به و یمکن لنا یوماً ما ان‌نشک فی الشمس فى رابعة النهار و  واللّه لانشک فیهما فی حال من الاحوال بتصدیق اللّه و تقریره و تسدیده و تأییده و الحمد للّه رب العالمین و له المن علینا من اعطاء الدلیل الذی تزول الجبال و لم‏یزل فمن شک فی ذلک بعد ذلک فما ادری فبماذا یسکن نفسه و اضطرابها فبأی حدیث بعده یؤمنون ربنا آمنا بما انزلت و اتبعنا الرسول فاکتبنا مع الشاهدین فانصف من نفسک ان لم‏یثبت القول فی الکتاب و السنة بهذا النحو من الدلیل فهل یحدث فی نفس الفطن الزکی شی‏ء فی الاستدلال بان الاصل عدم التحریف و الاصل عدم التغییر و الاصل عدم النقل و هکذا فی سایر الاصول الموضوعة فان حرف و بدل و غیر  و نقل کتاب او حدیث فی زمن من الازمان او فی وقت من الاوقات فبتأسیس@فتأسیس خ‌ل@ الاساس و تقویم للقیاس@المقیاس همه‌نسخه‌ها@ و تأصیل الاصول@فتأسیس اساس و تقویم مقیاس و تأصیل اصول خ‌ل@ بعد سنین و دهور هل یرفع التحریف و التبدیل و التغییر و الزیادة و النقصان فی الزمان الماضی فیا سبحان اللّه و یا عجبا لمثل هذه الاستدلالات لتشیید مبانی الاخبار فی الاوقات الماضیة فی آناء اللیل و اطراف النهار فیا عجبا لاقوام یستدلون بهذه الاصول و یعدون انفسهم من الفحول و لم‏یتنبهوا علی ذلک بان زیداً لو کان فی یوم قبل الیوم فی بیت فهل یمکن لاحد ان‏یستدل علی عدم خروجه عنه بهذه الاصول فواللّه ان کان للعجب محل فلیس له محل انسب من مثل هذا المحل فالحمد

 

 

«* اصول فقه صفحه 24 *»

للّه الذی کرمنا من بین العباد@العالمین خ‌ل@ ببرکة محمد و آله الطاهرین و اولیائهم المقربین صلوات اللّه علیهم اجمعین باعطاء ادلة کشفیة الهیة محمدیة علویة صلوات اللّه علیهما و آلهما فما لنا و للاصول التی لایسمن و لایغنی من جوع فنعتمد علی اللّه سبحانه فی جمیع الامور و هو حسبنا و نعم الوکیل فاذا حصل لنا و الحمد للّه کتاباً یقینیاً و سنة یقینیة فما لنا و للقول بالظن فی دین اللّه سبحانه و هو حجة مع عدم وجود العلم علی زعمهم و اما بعد حصول العلم فلا شک انه مذموم لاسیما اذا راجعنا هذا الکتاب الیقینی و هذه السنة الیقینیة وجدنا کثیراً من الآیات و الاخبار فی ذم العمل بالظن کما یأتی فعلمنا ان القول بجواز العمل بالظن لیس من دین صاحب هذا الکتاب الموجود المعروف و لیس من دین صاحب هذه السنة المعروفة اذ لیس فیهما آیة واحدة و حدیث واحد موهم لجواز العمل به و انت قد عرفت آنفاً ان المخبر عن اللّه سبحانه و عن رضاه و غضبه لیس الا النبی9و الائمة: باخبار النبی لهم و لایوجد فی کلماتهم الا الذم للظن المطلق و العاملین به فنعلم قطعاً انه لیس من دین اللّه سبحانه و کذا اذا راجعنا الکتاب و السنة لم‏نر فیهما وجود مقدمات لفهم الکتاب و السنة فعرفنا ان هذه المقدمات التی یزعمونها انها مقدمات لیست بمقدمات اذ لو کانت مقدمات لفهم الکتاب و السنة یجب فی الحکمة التنبیه علیها و تعلیمها فاذ لم‏تکن فیهما فلیست هی من دین اللّه سبحانه و تحصیلها تضییع للعمر تخریب للدین@تضییع للعمر اقلاً خ‌ل@ و باقرار المدعی انها لیست فی الکتاب و السنة لانهم اسسوها لفهمهما فان قیل نعم لیست فی الکتاب و السنة هذه المقدمات ولکن اخبرنی اذا ورد مثلاً امر من الشارع کیف تصنع به اذ یحتمل ان‏یکون للوجوب او الندب او للفور او للتراخی او للوحدة@للمرة خ‌ل@ او التکرار و هکذا سایر المقدمات المدونة فی کتب الاصول قلنا نعم یحتمل الامر جمیع ذلک فاخبرنی انت اذا اجتهدت و فهمت مثلاً ان الامر حقیقة فی الوجوب و اجتهد غیرک بانه حقیقة للندب و آخر یجتهد و یفهم انه للحد

 

 

«* اصول فقه صفحه 25 *»

المشترک فهذه الاجتهادات الثلاث@فبهذه الاجتهادات الثلاثة خ‌ل@ کلها توافق لفظاً واحداً ام یوافق واحداً و یخالف الباقی و لایعقل ان یکون لفظ واحد یوافق مذاهب مختلفة فلم‏یوافق فی الواقع الا واحداً من الاقوال و یخالف الباقی لامحالة الا علی مذهب من یقول انه لیس للّه سبحانه حکم فی الواقع و ان حکمه تابع لظن المجتهد و لایتمشی هذا القول فی مذهب من اقرّ بان اللّه سبحانه لم‏یرض بآراء الناس و عقولهم و ان رضی لم‏یرسل الیهم الرسل و لم‏ینزل الیهم الکتب.

بالجملة فظهر ان بوضع القواعد الخارجیة بحسب اصطلاح خارج لم‏یکشف الستر عن وجه کلمات شخص آخر خارج و لعله اصطلح لنفسه اصطلاحاً مخالفاً لاصطلاحک و لعلک جعلت الامر باجتهادک و اصطلاحک حقیقة فی الحد المشترک و صاحب الکلام و الکتاب جعل الامر فی کتابه حقیقة فی الوجوب فانت لاتقدر علی الحکم بکتابه علی حسب رأیک و اصطلاحک فاذا صار الامر کذلک فیجب علی المتتبع فی کتاب غیره ان‏یتفحص عن اصطلاح صاحب الکتاب لا ان‏یصطلح عند نفسه اصطلاحات ثم یحمل کتاب الغیر علی اصطلاحاته و قد غفل القوم عن ذلک کله فیجتهد واحد و یختار ان الامر حقیقة فی الوجوب و یرید@اراد خ‌ل@ حمل ما یرد علیه من الاخبار علی ما اختاره و یجتهد آخر و یری انه للندب و یحمل علی ما اختاره الاخبار و یجتهد آخر و یری انه للحد المشترک و یحمل الاخبار و الاوامر علی ما اختاره و فی ذلک خراب بنیان الدین و افساد الشرع المبین فقس علی ما ذکر سایر المقدمات المدونة فی الکتب الاصولیة و اعرف انها لاتکشف الستر عن وجه کلمات الغیر فالواجب علی من اراد الرجوع الی کتاب غیره ان‏یتفحص اولاً عن مصطلحاته فاذا علم تلک المصطلحات فیحمل بعد ذلک مراداته علی تلک المصطلحات فاذا تقرر ذلک فنقول انا اذا راجعنا الاخبار لم‏نر فیها هذه الاصطلاحات الموضوعة من عند غیر اللّه سبحانه و نجد فیها امراً و نهیاً و فرضاً و ندباً و حلالاً و حراماً و کراهة و مباحاً و لیس لنا ان‏نصطلح من عند انفسنا قواعد موضوعة و نحمل تلک المعانی علی مصطلحاتنا بل اذا راجعنا الاخبار نجد فیها لکل واحد من تلک المعانی

«* اصول فقه صفحه 26 *»

قرائن عدیدة نقطع بان المراد من هذا اللفظ هذا المعنی و یجب فی حکمة الحکیم ان‏ینصب لنا قرائن لفهم مراداته کما قال ان علینا بیانه فاذا وجب فی الحکمة نصب القرائن لتفهیم المراد و قد نصب اذ لو لم‏ینصب قرائن لتفهیم المراد للزم ان‏یکون جمیع اوامره و نواهیه لغواً و تعالی الحکیم عن اللغو فلم‏یخل بالحکمة البتة کما نری مشاهدة انه قد نصب فحینئذ لا حاجة لنا الی قواعد موضوعة منحوتة من عند انفسنا لفهم مراد اللّه سبحانه بل لایجوز لنا وضع قاعدة فی فهم مراده کما لایجوز لنا وضع حکم فی دینه حرفاً بحرف فهو کاف لنا فی جمیع ما نحتاج الیه من امر او نهی او وجوب او ندب او کراهة او حرمة او اباحة او قرینة لفهم المعانی من الفاظه او غیر ذلک ألیس اللّه بکاف عبده فاذا کان اللّه سبحانه کافیاً عبده فلایجدی لنا نفعاً وضع القواعد التی لیست من عنده سبحانه فاذا امر  بشی‏ء مثلاً یجب فی الحکمة ان ینصب لنا قرینة بان مرادی الوجوب او الندب فلعله امر بلفظ الوجوب و اراد الندب و نصب لنا قرینة نعرف منها ان مراده الندب کما یوجد فی کثیر من الاخبار الواردة فی المستحبات و ربما امر بلفظ السنة و الندب و اراد الوجوب و نصب القرینة لبیان مراده و یجب ایضاً اذا نهی عن شی‏ء ان‏ینصب لنا قرینة بان مرادی الحرمة او النزاهة و ربما نهی عن شی‏ء بلفظ الحرمة تأکیداً لکراهته و اراد منه النزاهة و ربما نهی بلفظ الکراهة و اراد منه الحرمة و نصب لفهم جمیع ذلک قرائن حالیة او مقالیة او غیر ذلک بان مرادی کذا و ان قیل لیس النزاع فیما یکون فیه القرائن القطعیة و انما النزاع فیما لم‏یکن فیه قرینة قلنا اولاً محال فی الحکمة ان لاینصب القرینة لفهم المراد و ثانیاً ان نفس خطاب العالی للدانی ان لم‏ینصب قرینة بان مرادی هو الندب قرینة بان امره للوجوب مثلاً فعلی هذا لایجب ان‌تکون القرینة من خارج اللفظ بل هی اعم من ان‏تکون فی نفس الخطاب او فی الخارج فلایجدی قاعدتک الموضوعة من عند نفسک و کذلک ان ذهبت مثلاً  الی ان مفهوم الشرط حجة لایجدی لک نفعاً فی فهم کلمات غیرک لاسیما اذا کان

 

 

«* اصول فقه صفحه 27 *»

حکیماً علی الاطلاق لانه نصب قرینة بان فی هذا الموضع الخاص مفهومه حجة و لعله فی موضع آخر نصب قرینة بان مفهومه لیس بحجة کقوله و لاتکرهوا فتیاتکم علی البغاء ان اردن تحصنا فلایکون مفهومه ان لم‏یردن التحصن فیجوز اکراههن علی البغاء کما اذا نصب قرینة قطعیة بان المنطوق لیس بمراد فندور مدار العلم بالقرائن القطعیة فی جمیع الموارد و نعلم علماً قطعیاً بان الحکیم العدل اذا اراد منا شیئاً یجب فی حکمته ان یبین لنا مراده و الا لصار امره لغواً فقس علی ما ذکر جمیع ما لم‏نذکر من قواعدهم الاصولیة المنحوتة و یأتی فی باب الخامس ان‏شاءاللّه تعالی ما یروی الغلیل و ان‏کان فیما ذکر ما یشفی العلیل بل فی کل فصل من الفصول کفایة فی ابطال ما لیس من اللّه سبحانه باوضح دلیل و حسبنا اللّه و نعم الوکیل.

الباب الثانی

فیما یتعلق بهذا العلم من صفات النبی و خصائصه؟ص؟ و فیه فصول

فصـــل

ان اللّه سبحانه قد علا بعلو ذاته عن ان‏تناله ایدی الخلایق اجمعین لانه احد لیس فی جهة حتی یدنوا الیه و یسمعوا منه و لیس له صورة حتی یعاینوه و یسألوا عنه و لا شک ان له رضا و غضباً فیما فعل عباده و لم‏یرض لهم مقامهم فی الجهالة الجهلاء فلما علم ان خلقه محرومون من التلقی منه سبحانه خلق لهم جاهاً جوداً منه و رحمة حتی یعاینوه و یباشروه و یسألوه ماشاؤا فجعل له جهتین جهة الی الرب و جهة الی الخلق@العباد خ‌ل@ حتی یتلقی من جهة الرب ما اراد الرب و یوصله الی العباد بالجهة التی تجانسهم کما قال انا بشر مثلکم یوحی الی انما الهکم اله واحد فجعل فی جهته العلیا من الصفات الربوبیة و استودعها فی جهته العبودیة و اقامه مقامه فی الاداء اذ کان لاتدرکه الابصار و لاتحویه خواطر الافکار و لا تمثله غوامض الظنون فی الاسرار اذ لیس للخلق مرتبة سوی

 

 

«* اصول فقه صفحه 28 *»

هذه المراتب الثلث مرتبة الظاهر الجسمانیة و مرتبة البرازخ@البرزخ خ‌ل@ النفسانیة و مرتبة الباطن النورانیة فجعل له ثلث مراتب فی ثلثة عوالم ففی المرتبة الاولی جعله آیة توحیده و سر تفریده و هو المقام النورانیة الذی اشار الیه مولانا امیرالمؤمنین7 معرفتی بالنورانیة معرفة اللّه عزوجل و معرفة اللّه عزوجل معرفتی بالنورانیة و المرتبة الثانیة مقام الاسماء و الصفات و مقام المعانی و الظواهر و اشار الیه7 بقوله نحن معانیه و ظاهره فیکم و قوله نحن و اللّه الاسماء الحسنی التی امر اللّه ان‏تدعوه بها و المرتبة الثالثة المقام الرسالة و السفارة بین العالی و الدانی و مهبط الوحی و معدن الرحمة و لذا قال امیرالمؤمنین7 فی صفته: استخلصه فی القدم علی سائر الامم اقامه فی سائر عوالمه فی الاداء مقامه اذ کان لاتدرکه الابصار فی المشاعر الظاهرة و لاتحویه خواطر الافکار فی المشاعر النفسانیة و لاتمثله غوامض الظنون فی الاسرار فی مقام الحقیقیة و السریة المشار الیها ان امرنا هو السر و سر مستسر و سر مقنع بالسر فقام بین ظهرانی الخلق فی کل عالم للاداء بشیراً و نذیراً  کما قال اللّه سبحانه تبارک الذی نزل الفرقان علی عبده لیکون للعالمین نذیراً و قال انما انت منذر و لکل قوم هاد فنزل من عالم الی عالم و ادی ما استودعه اللّه سبحانه فیه من الامر و النهی و الحلال و الحرام و الشرایع و الاحکام حتی وصل الی منتهی المقامات عالم التراب هذا العالم بعد فترة من الرسل و ضلة من السبل و الناس فی الجهالة الجهلاء و الضلالة العمیاء لم‏یعرفوا رباً و لا نبیاً و لا اماماً و لاهادیاً و لاحراماً و لاحلالاً و لاشرایع و لااحکاماً فهم بین عبدة الاصنام لکل فرقة منهم صنم یعبدونه فمنهم من اتخذ الاحجار ارباباً من دون اللّه و منهم من اتخذ الاشجار ارباباً و منهم من اتخذ الحیوانات و منهم من اتخذ الکواکب و منهم من اتخذ الاناسی و منهم من اتخذ الانبیاء کعزیر و عیسی ارباباً من دون اللّه بالجملة الههم اهوائهم فکل ما مال الیه اهوائهم یعبدونه بمقتضی طبایعهم المختلفة و ان‏کان فیهم من یبعد اللّه سبحانه من الاوصیاء

 

 

«* اصول فقه صفحه 29 *»

فهو مستور عن عیون الناس اجلالا فی بعض الغارات و البوادی التی لم‏تصل الیها هؤلاء الجهلة فقام9 بقدرة اللّه الکاملة و اظهر نبوته لهم و اثبتها بالمعجزات و خوارق العادات فسلم له واحد بعد واحد حتی استولی علی البلاد و سخر بالحرب و القتل و النهب و الاسر العباد فاطاعوه طوعاً او کرهاً فجعل لهم دیناً ناسخاً لجمیع الادیان و شرعاً ناسخاً لجمیع الشرایع فبیّن لهم ما اراد اللّه سبحانه منهم من الامر و النهی و الحلال و الحرام مما امره اللّه سبحانه ان‏یبین للناس فامر؟ص؟ باشیاء و نهی عن اشیاء و سکت عن اشیاء فوجب علیهم الامتثال للمأمور به و الانتهاء عن المنهی عنه و الاطلاق فیما سکت عنه و لیس ما سکت عنه مما لیس فیه حکمه کما زعمه بعض العلماء بل هو مما لهم فیه الحکم و حکمه الاطلاق لان السنة قول المعصوم او فعله او تقریره و ما سکت عنه یقع تحت تقریره فلم‏یبق شی‏ء مما لهم و علیهم و فی ایدیهم الا جاء فیه الحکم من اللّه سبحانه اما بالبیان او السکوت کما روی ان اللّه سبحانه افترض علیکم فرائض فلاتضیعوها و حد لکم حدودا فلا تعتدوها و نهاکم عن اشیاء فلاتتهتکوها و لم‏یدعها نسیانا فلاتتکلفوها@ان الله سبحانه فرض لکم فرائض فلاتضیعوها و حرم لکم اشیاء فلاتهتکوها و سکت عن اشیاء رحمة من غیر نسیان فلاتتکلفوها  همه‌نسخه‌ها@ فوجب لکل مسلم ان‏یمتثل امره و یجتنب عن نهیه و ان‏یسکت عما سکت و لیس لهم الخیرة من امرهم کما روی اسکتوا عما سکت اللّه و ابهموا ما ابهمه اللّه أتزعم ذلک الیوم جواز الفحص لاحد عما سکت اللّه و رسوله او الاجتهاد فی شی‏ء من قوله و اخذ بعض و طرح بعض بالرأی و الاستحسان او قیاس شی‏ء غیر معلوم بشی‏ء معلوم او غیر ذلک من المخترعات التی قد شاعت فی آخر الزمان بل وجب علیهم فی ذلک الیوم ان‏یأخذوا بما اتی به و ان‏ینتهوا عما نهی عنه بحکم ما آتیٰکم الرسول فخذوه و ما نهیٰکم عنه فانتهوا و لیس فی ذلک الیوم لاحد ان‏یقول بما لم‏یقل به الرسول9صغیراً او کبیراً اما المؤمنون فلایمانهم و اعتقادهم بانه لایجوز لاحد القول علی خلاف قوله و اما المنافقون فلخوفهم من حدوده لان سیفه مسلول فاذا غمد السیف الیوم

 

 

«* اصول فقه صفحه 30 *»

جسروا جسارة لم‏یجسروا بها من قبل و قالوا بما قالوا من المبتدعات التی اقروا بانفسهم بانها لیست من عند اللّه و لا من عند رسوله9 متمسکاً ببعض الهنات@در خ‌ل نداشت@ أ أنزل اللّه دیناً ناقصاً فاتمه بهم و بآرائهم ام انزل اللّه دیناً تاماً و قصر الرسول عن ابلاغه و ادائه فلهم ان‏یقولوا و علیهما ان‏یرضیا بآرائنا و لو  رضی اللّه سبحانه مقامهم و آرائهم فلم ارسل الیهم الرسل و انزل علیهم الکتب و جعل لهم الشرایع و الاحکام و هدد فی ذلک الکتاب بان من لم‏یحکم بما انزل اللّه فاولئک هم الکافرون فعرفنا بعد ذلک ان کل‌ما لم‏ینزل به کتاب و لم‏یقل به رسول او امام لایجوز القول به و الدیانة علیه سواء کان فی الفروع ام فی اصولها ام فی غیرها فما قال محمد و آله صلی اللّه علیه و علیهم قلنا و ما لم‏یقولوا به لانقول به سواء کان لهم ادلة عقلیة ام غیرها فاذا کان الامر کذلک فانصف من نفسک انه9 متی جاء بهذه الاصول الموضوعة التی یدعون ان الکتاب و السنة لایفهم الا بها فان کانت من الواجبات الموقوف علیها فهم الکتاب و السنة فلم لم‏یقل رسول اللّه9و ان لم‏تکن موقوفاً علیها فهم الکتاب و السنة فلیست مما اراده اللّه تحصیله من خلقه کائنة ما کانت و بالغة ما بلغت سواء استدل علیها بالادلة العقلیة علی زعمهم ام لا و ان قیل انها من الکتاب و السنة فقد ادحض حجته بان الکتاب و السنة لایعرفان الا بها فالکتاب و السنة یعرفان بالکتاب و السنة لابشی‏ء ثالث هذا و تری ان هذه الاصول کلها موضوعة الا نادراً و لیست مستنبطة من الکتاب و السنة فلیست مما اراده اللّه سبحانه من خلقه فصرف العمر فیها صرف العمر فی غیر ما اراد اللّه صرف العمر فیه و ان هو الا تضییع للعمر اقلاً ان لم‏نقل انه حرام و کذلک ان لم‏یجز القول بغیر قول اللّه و قول رسوله9 و قول اوصیائه: فالقول بوجوب العمل بالظن و انسداد باب العلم و القول بان کل‌ما ادی الیه ظن المجتهد هو حکم اللّه

 

 

«* اصول فقه صفحه 31 *»

فی حقه و حق مقلدیه کلام لیس له دلیل من الکتاب و السنة و کل‌ما لیس له دلیل من کتاب و لا سنة او ما یئول الیها من الضرورة لیس من اللّه و لا من رسوله و اوصیاء رسوله: و معلوم ان کلام غیر المعصوم لیس بحجة مطاع لاحد لما روی ایاک ان‏تنصب رجلاً دون الحجة فتصدقه فی کل ما قال و الحجة هو المعصوم او من روی عنه و قول غیر المعصوم غیر مطاع و لایجب@فلایجب خ‌ل@ علی احد اتباعه اجماعاً الا ان‏یستند الی معصوم و انت علمت ان القول بجواز العمل بالظن لیس مستنداً الی معصوم یقیناً اجماعاً و کذلک القول بوجوب تحصیل الاصول الموضوعة التی لیست مستندة الی معصوم فالقول بها قول بما لیس من اللّه سبحانه فی الدین و هو غیر جائز لنا و ان قیل ان القول بالعمل بالظن لیس من اللّه سبحانه سلمنا و کذا القول ببعض مسائل الاصول و اما بعض مسائل الاصول یجب تحصیلها و الا لانقدر علی فهم حکم من الاحکام و ذلک مثل مسائل الامر و النهی بانهما للوجوب و الحرمة او للندب و الکراهة و مثل ان مفهوم الشرط حجة ام لا و کذا سایر المفاهیم و غیر ذلک قلنا انا قلنا آنفاً ان النبی9 قام بین ظهرانی الخلق و امر باشیاء و نهی عن اشیاء و سکت عن اشیاء رحمة من غیر نسیان و قد قال امیرالمؤمنین7 و سکت عن اشیاء لم‏یسکت عنها نسیانا لها فلاتتکلفوها@انه سکت عن اشیاء رحمة من غیر نسیان فلاتتکلفوها همه‌نسخه‌ها@ فنری انه9لم‏یأمر الناس بتحصیل امثال هذه المسائل و خلی و طبعهم لما رأی انهم مجبولون فی الخلقة علی فهم امثال هذه المسائل و رأی انه فی تحصیلها تضییع للعمر و تحصیل للحاصل و الحکیم لایأمر بشی‏ء الا لاجل فائدة و رأی تحصیل امثال تلک المسائل مما لافائدة فیه بل فیه تشویش للذهن و تخلیط للعقل و یورث ذلک وساوس فی الصدر لکثرة النقض و الابرام و ایراد الشکوک و الشبهات فی الاوهام کماتری بعض العلماء بعد العجز عن اثبات بعضها یتمسکون بالتبادر الی اذهان العوام و یسألونهم فی بعض المسائل لان اذهان العوام غیر مشوبة بالاعراض و الشبهات العلمیة فکانت

 

 

«* اصول فقه صفحه 32 *»

مستقیمة فاذا تبادر الی اذهانهم شی‏ء یصیر حجة بخلاف الاذهان المشوشة بالجملة لما رأی النبی9ان امثال تلک المسائل مجبولة فی طباع الناس و هم یعرفونها من غیر رویة قد قرّرهم علی ذلک و کلّمهم و قد علمنا انه حکیم فاذ قد علم ان صلاح الخلق فی شی‏ء فقد علمهم کماقال ما من شی‏ء یقربکم من الجنة و یبعدکم عن النار الا و قد امرتکم به و ما من شی‏ء یقربکم من النار و یبعدکم عن الجنة الا و قد نهیتکم عنه فاذ سکت عن مثل تلک المسائل علمنا ان فطرتهم و جبلتهم مفطورة مجبولة علی فهم ذلک و ربما کان الامر بتحصیل الحاصل سبباً لتشویش الذهن عما خلق علیه من الاستقامة کما لایخفی علی المدبر المجرب فکان خلو الناس و طباعهم علی فهم امثال تلک المسائل احسن و اولی فلذا لم‏یترک9 الاحسن الاولی و خلی و طباعهم@خلى بینهم و بین طباعهم خ‌ل@ و تقریره9علی ما ادعینا ادل دلیل علی حقیة ما ادعینا و الحمدللّه.

فصـل

و من ضروریات الاسلام انه9عالم بصلاح الخلق و فسادهم حکیم مأمور من عند اللّه ان‏یعلمهم الکتاب و الحکمة کما قال سبحانه هو الذی بعث فی الامیین رسولاً منهم یتلو علیهم آیاته و یزکیهم و یعلمهم الکتاب و الحکمة و ان کانوا من قبل لفی ضلال مبین و آخرین منهم لمایلحقوا بهم و هو العزیز الحکیم و لقد منّ اللّه سبحانه علی عباده بانه بعث فیهم رسولاً علی هذه الصفات المذکورة و هو سبحانه خلق رسوله علی تلک الصفات بمقتضی حکمته المتقنة لانه علم انه لابد فی الحکمة من خلق الرسول بهذه الصفات و لو لم‏یخلقه علی تلک الصفات للزم الاخلال بالحکمة لانه علم ان العباد جاهلون لایعلمون شیئاً من عند انفسهم من غیر تعلیم و لایهتدون سبیلاً من غیر دلیل و هاد الی سبیله الا یعلم من خلق و هو اللطیف الخبیر فلماخلق

 

 

«* اصول فقه صفحه 33 *»

الخلق جاهلین بصلاحهم و فسادهم غیر قابلین للتلقی عنه خلق لتعلیمهم و هدایتهم من کان قابلاً للتلقی عنه و لما کان ذلک من خلق الحکیم القدیر کان فی الصفات اللازمة له علی احسن الوجوه و اکملها بحیث امتنع فی الحکمة احسن و اکمل منه اذ لایعجزه سبحانه من خلق مثل هذا الخلق شی‏ء فخلقه و الحمد للّه و نزله الی هذا العالم بعد ما کان محدقاً بعرشه فله المنة علی ما انعم علینا فاذا عرفنا الرسول9 بالصفات اللائقة به و علمنا ان الخلق جاهلون لایعلمون شیئاً و لایهتدون سبیلاً علمنا ان کل ما قال هذا الرسول9 هو صلاح الخلق و فیه رضی اللّه سبحانه و ما لم‏یقله لم‏یقله رحمة من غیر نسیان و فیه صلاح الخلق و رضی الخالق فمن رام قولاً و شیئاً لم‏یخبره9 فقد اخطأ الصواب اذ لو کان صواباً لکان الرسول9 اولی بتعلیم الصواب ففیه فساد الخلق و سخط الخالق یقیناً و من ادعی ان ما لم‏یقله9 و نقوله@یقوله خ‌ل@ هو صلاح الخلق و رضی الخالق فقد ادعی مقاماً فوق مقام خاتم الانبیاء9 من حیث لایعلم و خرج بذلک عن زمرة التابعین فلایعبؤ بقوله مطلقا سواء استدل علی قوله بادلة عقلیة ام لا و ای دلیل عقلی اتقن و اقوم من ان الناس لیسوا بانبیاء یقیناً فلایعلمون ما اراد اللّه سبحانه منهم یقیناً و ان النبی9هو المخبر عن اللّه سبحانه المترجم لوحیه المبین لامره و نهیه و حلاله و حرامه و رضاه و غضبه یقیناً فکل ما لم‏یقله و یقوله الناس لیس من اللّه سبحانه و لایرجع الیه یقیناً  کائناً ما کان بالغاً ما بلغ و کل ما لیس من اللّه سبحانه فهو من الشیطان فماذا بعد الحق الا الضلال و لیس الخلق عبید الشیطان و قد اخذ اللّه علیهم المیثاق ان لایعبدوا الشیطان انه لهم عدو مبین و ان‏یعبدوه و هو الصراط المستقیم@هذا صراط مستقیم خ‌ل@ فاذا کان الامر کذلک فانصف من نفسک ان هذه القواعد الاصولیة التی لایتم دورة منها الا فی سنین عدیدة مما جاء به الرسول ام لا فان کانت مما جاء به الرسول9فلم جعلتموها مقدمة لفهم اقوال الرسول

 

 

«* اصول فقه صفحه 34 *»

و ان لم‏یکن منه9 فلیست من اللّه و لا الیه و ماذا بعد الحق الا الضلال فاذا دار الامر بین الحقیقة و المجاز فالاولی هو الاخذ بالحقیقة و طرح المجاز مثلاً فبأی دلیل شرعی حکمتم علی ذلک فان کان لکم دلیل من الشرع فما الفائدة فی اصولکم الموضوعة لفهم الکتاب و السنة و ان لم‏یکن لکم دلیل شرعی فلستم بانبیاء یقیناً و لیس کلامکم بحجة علی احد اذ انتم و جمیع الناس علی سواء و ان قلتم ان لنا فی ذلک دلیل عقلی قلنا لکم ان عقولکم لیست بحجة علی احد لاسیما اذا کان حکمها مخالفاً لحکم الکتاب و السنة فجمیع الاصول الموضوعة المدونة فی هذه الاسفار بطل بقول واحد و هو ان کل ما تقولون ان کان من الکتاب و السنة فاقرأوا لنا آیاته و اوردوا@ارووا  تمام‌نسخه‌ها@ لنا اخباره و ان لم‏یکن من الکتاب و السنة فما لنا و لاقوال من لیس بمعصوم و قد نهانا7 بقوله ایاک ان تنصب رجلاً دون الحجة فتصدقه فی کل ما قال و کذلک القول فیما ادعوه من انسداد باب العلم و جواز العمل بالظن او وجوبه فنقول ایة آیة دلت علی انسداد باب العلم و جواز العمل بالظن و اغلب الآیات دالة علی وجوب العمل بالعلم و حرمة العمل بالظن و ای حدیث دل علی دعواکم و الاخبار نادیة بوجوب العمل بالعلم و حرمة العمل بالظن و ان قلتم بانسداد باب العلم و لزوم العمل بالظن من عند انفسکم بعقولکم فلستم بمعصومین و لیست عقولکم بعقل معصوم و العقل المعصوم هو عقل المعصوم7 و هذه السنة هی الادلة العقلیة المعصومیة و هی نادیة بخلاف ما ادعیتم و لایقال ان ما تقولون جاریة فی زمن المعصوم و اما فی هذه الازمان فنری عیانا ان باب العلم مسدود علینا و نری ان بعد العلم یقوم الظن مقامه لانا نقول انکم لاتقدرون علی ادعاء انسداد باب العلم فی الدنیا لانه اخبار بالغیب و لستم بعالمین به غایة الامر انکم ادعیتم انسداد بابه علیکم و لانکذبکم علی دعویٰـکم فانتم لستم بعالمین فقلدوا العلماء فی امر دینکم کما اوجبتم علی العوام الذین لم‏یقدروا علی تحصیل الظن فی امر دینهم تقلیدکم و لایقال ان هذا العلم الذی تدّعون

 

 

«* اصول فقه صفحه 35 *»

هو الظن الذی ادعینا و هذا الظن الذی ادعینا هو العلم الذی تدّعون لانا نقول ان کان هذا الظن هو العلم و هذا العلم هو الظن فلم تقولون بانسداد باب العلم و قیام الظن مقامه فای خبر و آیة یدل علی جواز قیام الظن مقام العلم فی کل الدین و تمام شرع سید المرسلین علیه صلوات المصلین اولیس یعلم انه یأتی زمان بعد حیوته و حیوة اوصیائه و غیبة آخر الاوصیاء: ینسد فیه باب العلم فلم لم‏یخبر بانه سیأتی زمان علی امتی ینسد فیه باب العلم فیجب علیهم ان‏یعملوا بالظن و یجعلوه مقام العلم و قد رأیناه9قد اخبر بما سیأتی من الحادثات و لیس هذا الامر امر هین لیس بقابل للاعتناء کما لایخفی و ای امر اعظم عند اللّه سبحانه و عند رسوله9من امر الدین و الشرع المبین الذی همهم: فی نشره و ایضاحه فلم لم‏یخبروا بانه سیأتی زمان ینسد فیه باب العلم فیجوز لکم فی ذلک الزمان العمل بالظن و ان قیل انه لم‏یعلم فلیس ممن یعتنیٰ بقوله لان سبحانه یقول فی کتابه فیه تبیان کل شی‏ء و قال و کل شی‏ء احصیناه فی امام مبین و علم کتابه نبیه9 کله فهو قد علم القرآن کله و فیه احصاء کل شی‏ء فلم لم‏یقل ان فی زمن فلان ینسد باب العلم فاعملوا فیه بالظن فاذ لم‏یقل نعلم ان ما ادعوه من انسداد باب العلم و جواز العمل بالظن دعوی بلا دلیل لم‏یرشد الی سبیل و غایة الامر انهم اخبروا عن انفسهم و لیسوا بعالمین للغیب المطلعین علی قلوب جمیع الخلق بالجملة فامره9 بالعمل بالعلم و بطلبه فی کل حال و وجوبه علی کل مسلم و نهیه عن الظن فی کتابه و سنته فی غیر موضع ادل دلیل علی وجود العلم و امکان الوصول الیه لانه9لم‏یأمر الا بما یمکن حصوله و وجوده لانه حکیم علیم عدل حریص بالمؤمنین رؤف رحیم.

 

 

«* اصول فقه صفحه 36 *»

فصـل

و من ضروریات الاسلام انه9معصوم عن مخالفة ربه جل‏شأنه مأمور من عند اللّه سبحانه بالتبلیغ و بیان ما اراده اللّه سبحانه من خلقه للخلق فما بلّغه و بیّنه لهم هو ما اراده اللّه سبحانه و ما لم‏یبلغ و لم‏یبین فلیس مما اراده اللّه سبحانه من خلقه و لم‏یبین لنا هذه الاصول الموضوعة و لم‏یبلغها فعدم ابلاغه و تبیینه اوضح شاهد و اعظم دلیل علی ان هذه الاصول لیست مما اراده اللّه سبحانه من خلقه فصرف العمر فیما لم‏یرده اللّه سبحانه مما لایجوز للعباد المطیعین لاسیما اذا کان فی امور الدین فبأی دلیل من اللّه سبحانه صرفتم العمر فی سنین عدیدة فیما لم‏یأذن اللّه لکم و کذلک العمل بالظن ان کان مما اراده من خلقه فلم لم‏یأذن لنا و لم‏یأمرنا بالاخذ به رسوله9 بل ذم العاملین به فی آیات عدیدة و اخبار متواترة فعلمنا ان العمل بالظن مما لم‏یأذن اللّه سبحانه به کما یأتی زیادة بیان فی الباب الخامس ان‏شاءاللّه فاذا امرنا اللّه سبحانه فی کتابه بلسان نبیه بالعمل بالعلم و نهانا عن العمل بالظن و اورثنا الکتاب کما کان اول مرة علمنا ان ما وصل الینا الیوم هو حکمنا بالقطع و الیقین الذی لیس فوقه یقین و لانحتاج الی الظن و التخمین فی الدین المبین بعد علمنا بان ربنا حکیم قادر قاهر لایعجزه شی‏ء عن الایصال فاذا لم‏یوصل الینا غیر ما فی ایدینا مع قدرته الکاملة علمنا علماً قطعیاً انه لم‏یرد منا غیر ما فی ایدینا تکلانا علی اللّه سبحانه القادر الکامل الشاهد الهادی الرؤف الرحیم فکل ما وصل الینا الیوم هو مما اراد اللّه سبحانه ایصاله بوسائط معلومة فلانحتاج الی غیر ما وصل الینا ابدا ابدا فکل قول یسند الی ما وصل الینا من الکتاب و السنة نأخذ به و کل قول لم‏یسند الیهما فصاحبه اولی به و هو لیس بنبی و لا امام مفترض طاعته فصار الامر مقصورا بین هذین@هاتین خ‌ل@ الکلمتین کل قول یسند الی اللّه سبحانه و الی رسوله و اوصیائه: یجب علینا

 

 

«* اصول فقه صفحه 37 *»

الانقیاد له و کل قول لم‏یسند الیهم یجب علینا رده علی صاحبه و صاحبه لیس بالهنا و لا بنبینا و لا بامامنا کائناً من کان و لیس قول غیر المعصوم بمطاع الا ان یسند الی قول المعصوم: فیا سبحان اللّه کیف صارت الامور صبانیة حتی نحتاج الی اثبات امثال هذه المسائل و بعد الاثبات لانظن ان‏یصغی الیها الکثیرون و لایصدقها الا الاقلون فقل الحق من ربک فمن شاء فلیؤمن و من شاء فلیکفر و هؤلاء الکثیرون غافلون بان القول بما لم‏یقله الرسول9 ادعاء للنبوة بل ادعاء للالوهیة لان اللّه الحکیم الحق لم‏یرسل الینا الا هذا الرسول و هو([6]) لم‏یخبر ما ادعیتم من المقدمات الموضوعة التی اورثتم من العامة العمیاء لعنهم اللّه فما ادعیتم من القول اما ان‏یوحی الیکم بغیر وساطة الرسول نعوذ باللّه فادعیتم الرسالة لانفسکم بل ادعائکم فوق ادعاء النبوة التی ادعاها الرسول9لان هذه القواعد الموضوعة علی زعمکم اصول لایعرف الکتاب و السنة الا بها و هما یتفرعان علیها أ فلکم الذکر و له الانثی تلک اذا قسمة ضیزی ولکن لما کان امثال هذه الهنات@الخرافات خ‌ل@ صدر عنهم من غیر قصد المخالفة یقیناً لایصیر سبباً لهلاکهم نعوذ باللّه و لعل اللّه ان‏یعفو عنهم لان قصدهم العبادة و الانقیاد غایة الامر انه اشتبه علیهم الامر لما اختلطوا مع العامة العمیاء فانا ساکتون عنهم رادون اقوالهم و لاشک ان اقوالهم یلزمها ما قلنا و ما لم‏نقل فنسئل اللّه العفو عنهم و عنا و نسأله الحفظ عن الخطاء ببرکة ساداتنا سلام اللّه علیهم اجمعین.

الباب الثالث

فیما یتعلق باصولنا من صفات الامام؟ع؟ و خصایصه و فیه ایضاً فصول

فصـل

قد علمت مما سبق ان النبی9قد بعث بعد فترة من الرسل و خفاء

 

 

«* اصول فقه صفحه 38 *»

من السبل علی اناس جاهلین لم‏یعرفوا رباً و لانبیاً و لاشریعة و لادیناً و اغلب الناس کانوا کذلک نعم قد آمن به بعض اهل الکتاب و هم ایضاً اغلبهم جهال و ان کان فیهم من قرأ التوریة و الانجیل غایة الامر انه عالم بما قرأ و بعد ایمانه بالنبی9 کان مشارکاً مع غیره فی وجوب اخذه الدین من النبی9و انت ان کنت من اهل البصیرة و لم‏تکن من الغافلین باوضاع هذه الدنیا و عادتها و باحوال اهلها تعلم انه لایمکن لاحد ان‏یبین دینه و شرعه فی مجلس واحد لاسیما اذا کان شرعه خاتم الشرایع و دینه ناسخ جمیع@ناسخاً لجمیع  خ‌ل@ الادیان السابقة لاسیما اذا کان باقیاً الی یوم القیامة فاحکام کل هذه القرون لایمکن ان‏یبین فی آن واحد او عام واحد بل لایمکن ان‏یبین جمیع الدین فی سنین عدیدة و مع عدم امکان التعلیم لایمکن التعلم لاحد من المسلمین جمیع ما جاء به النبی9من احکام یوم بعثه الی یوم القیامة و ذلک امر ظاهر بین محسوس فمن المؤمنین به اهل البوادی و اصحاب الخیل و البغال و الحمیر و البقر و الغنم جاءوا و اسلموا له و ذهبوا الی مواقفهم و اشتغلوا بامورهم و امور مواشیهم کیف ظنک بهؤلاء الاخشاب أ تزعم انهم قادرون@کانوا قادرین خ‌ل@ علی ضبط ما کلفهم اللّه او یبالون@کانوا مبالین خ‌ل@ علی ضبطه و ان لم‏ترهم فانظر الی امثالهم فی هذه الازمان مع انهم یتوالدون فی الاسلام و یتوارثونه فی مدة الف سنة مأنوسون غیر مستوحشین به و مع ذلک تریهم لایقدرون علی ضبط مسئلة واحدة من دینهم علی ما هی علیه و لایقدرون علی اداء ما فی ذهنهم ابداً  کما اذا سأل واحد منهم عن مسئلة من عالم و اجابه لایؤدیها الی غیره الا عوجها عما هی علیه فانظر الآن اذا روی مثل هذا الراوی لاحد غیره من امثاله کیف یروی فاذا روی هو لغیره فذلک الغیر ایضاً لایقدر علی اداء ما سمعه منه کما هو فهو ایضاً یعوج ما سمعه و هکذا یعوج کل سائل ما سأله عن سابقه الی ان‏تصل المسئلة الی نسوتهم و خدمهم فما زعمک بتلک المسئلة التی قد عوجها طبقة بعد طبقة مع ان فطرة الخلق الذین فی هذه

 

 

«* اصول فقه صفحه 39 *»

الازمان علی الاسلام و ولد الفقیه نصف الفقیه مثل سایر فکیف ظنک بمن لم‏یسمع الاسلام ابداً و یصبح و یمسی فی البوادی مع البغال و الحمیر هل یقدر علی ضبط دینه فضلاً عن دین غیره من اهل البوادی فضلاً عن دین اهل البلد فضلاً عن دین اهل جمیع البلدان فضلاً عن دین اهل کل عصر من الاعصار الی یوم القیامة فظهر ان مثل هؤلاء القوم لایقدرون علی حفظ الدین و حمل شرع سید المرسلین9 فاذا تعدیت عنهم تصل الی قوم آخر اعلی من الاولین بدرجة و هم المسافرون و المکارون الذین ضربوا فی البلاد فان صرفوا اعمارهم فی القیعان صرفوا ایضاً فی البلدان کیف ظنک بهم و بفهمهم و ضبطهم و اعتنائهم بالدین فهؤلاء ایضاً لیسوا بحافظین للشرع المبین بالمشاهدة و الیقین و اذا تعدیتهم تصل الی قوم آخرین کامثال التجار الذین یضربون فی البلاد للتجارة و لاتجد لهم همّاً الا تحصیل الدینار فی اللیل و النهار و تعرفهم نوعاً بصفاتهم من کذبهم و ایمانهم و حنثهم و غیر ذلک فهؤلاء ایضاً لیسوا بقابلین لحفظ الدین الذی یبقی الی یوم الدین فاذا تعدیتهم تصل الی اهل القری من الزراع و الکسبة بانحاء شتی و تریهم ایضاً غیر قابلین لحمل هذا الشرع المبین فاذا تعدیتهم تصل الی اهل البلدان و الامصار فمنهم الخباز و البقال و العلاف و الحداد و النجار و الخراط و الخیاط و الحلاج و الغزال و الحیاک و البزاز و غیر ذلک الذین لیس لهم هم الا اکتساب المعیشة لعیالهم فی الایام من اوله الی آخره و لیس لهم مهلة یطلبون فیها العلم و الدین و لیس لهم مهلة یتمون فیها صلوتهم فینقرون@فنقروا خ‌ل@ کنقر الغراب و منهم التجار الذین یعاملون فی الایام و یحاسبون فی اللیالی فاذا حاسبتهم تریهم محتاجین الی ایام و لیالی سوی الایام و اللیالی لحرصهم لجمع الدرهم و الدینار فهؤلاء ایضاً اذا انصفت تریهم غیر قابلین لحمل الدین و حفظه

و الناس من جهة التمثال اکفاء   ابوهم آدم و الام حواء

و لایخفی حال اهل الزمان علی ذی‌حجی فامثال هؤلاء لم‏یقدروا

«* اصول فقه صفحه 40 *»

حمل الدین و حفظ الشرع المبین و لم‏یخلقهم اللّه سبحانه لذلک و لم‏یأمر النبی9 ان‌یحمل دینه و شرعه علیهم فاذا تعدیت عن المشغولین فی الدنیا بامر من الامور تصل الی البطالین الذین یسمون انفسهم طالبین للعلم و الرشد الزاهدین فی الدنیا و هم ایضاً اصغر من ان‏یحمل علیهم الدین نعم یوجد فی کل زمان آحاد معدودون قلیلون طالبون للدین زاهدون فی الدنیا و امثال هؤلاء ایضاً مشغولون بعباداتهم و ریاضاتهم و تفکرهم فی خلق السموات و الارض و بکائهم علی ذنوبهم و تقصیرهم و خوفهم من العذاب و هم بانفسهم مقرون ان سألتهم بانهم مشغولون بانفسهم لایقدرون حمل الدین و حفظه مع انهم غیر معصومین ذو سهو  و نسیان جزئیون و غایة وسعهم انهم اذا علموا شیئاً عملوا به مع قصور و عذر و توبة علی ما فات منهم فهم ایضاً لایقدرون حمل الدین الذی نزل من السماء حین نزل و یبقی الی یوم القیامة هذا و لیس اعداء الدین منحصرة فی الفسقة الظاهرة الکافرة الفاجرة الکاذبة المکذبة بل عدو هذا الدین هو الشیطان الرجیم و هو لایرضی ببعض التحریف و التغییر و المحو و الاثبات فهؤلاء المنافقون هیاکله الظاهرة الجزئیة و غایة همّه لعنه اللّه فی تخریب اصل الدین و بنیانه بانواع العلوم الباطلة الباطنة مع حاملیها هیاکله الباطنیة الذین لایعرفهم الا اللّه سبحانه فکیف ظنک باللّه الحکیم الخبیر أیجوز فی حکمة هذا الحکیم جل‏شأنه ان‏یرسل رسولاً خاتماً للرسل و ان‏ینزل علیه کتاباً خاتماً للکتب و ان‏یشرع شرعاً خاتماً ناسخاً للشرایع باقیاً الی یوم القیامة ثم یطلب الرسول9 الی جواره و یدع جمیع هذه الاوضاع علی ایدی هذه الضعفة الذین لایعلمون الا بعض الاشیاء الظاهرة مع کثرة عدو هذا الرسول من الجن و الانس لانه9 قام بسیف اللّه القاطع و قطع اوصال الکفار و المشرکین و الزمهم کلمة التقوی و الاسلام بضرب السیف أتجوز ان لاینصب اللّه سبحانه الحکیم الخبیر علماً لهذا الدین حافظاً له من کید

 

 

«* اصول فقه صفحه 41 *»

الکائدین بل لایجوز فی الحکمة الا نصب خلیفة من بعد هذا الرسول و لایشک ادنی عاقل انه یجب نصب حافظ لمثل هذا الدین و کل مسافر عاقل من عرض الناس اذا سافر نصب لما بقی من عیاله خلیفة حافظاً لهم عن شر الاشرار جالباً لهم منافع ینفعهم هذا اذا سافر فکیف فعل اذا حضره الموت و کیف اذا کانت عیاله کثیرین فکیف ظنک بالرسول الذی هو عقل الکل9 مع علمه بما سیفعل الکفار و المنافقون مع ان هذه القبة الخضراء بیته و من ینفس@یتنفس خ‌ل@ فیها عیاله الی یوم القیامة و هل یبقی هذا الدین یوماً بلاحافظ سائس لا واللّه فلذلک انزل اللّه سبحانه علی نبیه فی کتابه بلّغ ما انزل الیک فی علی من ربک و ان لم‏تفعل فمابلغت رسالته لان بنصب علی یبقی الدین الذی جئت به اذ هو حافظه و ناصره فان لم‏تفعل و لم‏تنصب الحافظ الناصر لیفسد الدین اول یوم فراقک فاذا مابلغت رسالته فاذا فرغت من امر النبوة و ودعت الدنیا فانصب علیاً7 فلذا نصبه بعده فی حیوته فنزل الیوم اکملت لکم دینکم و اتممت علیکم نعمتی و رضیت لکم الاسلام دینا اذ اکمال الدین و اتمام النعمة و وجود الاسلام لایتصور و لایتعقل الا بنصب الحافظ السائس.

فصـل

ثم لاشک ان الحافظ اللاحق لابد و ان‏یکون مثل الحافظ السابق و النائب لابد و ان‏یکون من جنس المنوب‌عنه و الا لصار کاحد من الناس لایقدر علی حفظ تکالیف نفسه فضلاً عن تکالیف غیره و لعلک تعلم ان الاحکام تختلف باختلاف الموضوعات و انت تری تغیر الاعصار یوماً فیوماً فکلما تغیر موضوع لابد و ان‏یغیر حکمه ان اللّه لایغیر ما بقوم حتی یغیروا ما بانفسهم و ان اللّه سبحانه لایجری الاحکام باقتضاء من ذاته سبحانه بل یجری بحسب ما یقتضیه الخلق @قل خ‌ل@ لایعبؤ بکم ربی لولا دعاؤکم و اقتضاؤکم و سؤالکم ادعونی استجب لکم اذکرونی اذکرکم الی غیر ذلک و هذا هو

 

 

«* اصول فقه صفحه 42 *»

سر وجوب وجود الحافظ الحی الشاهد فکلما رأی تغیر@تغییر خ‌ل@ موضوع یغیر حکمه و لایمکن ضبط جمیع هذا التغییرات@التغیرات خ‌ل@ آناً فآناً ماتری و ما لاتری لاحد من الاشخاص الجزئیة غیر المحیطة فلابد لضبط جمیع التغیرات اللانهایة و احکامها شیئاً فشیئاً من حافظ محیط خبیر شاهد اذ لو لم‏یشهد تغیر الموضوع لم‏یقدر علی الحکم و لو لم‏یکن محیطاً لایمکنه الشهادة و کذلک لابد و ان‏یکون حکیماً حتی یضع کل شی‏ء موضعه و یجری کل حکم علی موضعه الخاص به و ان‏یکون عادلاً لایظلم الناس شیئاً و یعطی کل ذی‌حق حقه و لابد و ان‏یکون فی جمیع هذه الصفات معصوماً من الخطاء و السهو  و النسیان اذ لو لم‏یکن معصوماً من الزلات لاختل النظام و فسد الانام و کذلک لابد و ان‏یکون حیاً اذ لو لم‏یکن حیاً لصرف عنایته عن هذا العالم و اشتغل بمناجات ربه و استغرق فی انواره و لذلک روی ان الکلام یموت بموت حاملیه بالجملة لابد و ان یکون الخلیفة و الحافظ اللاحق من جنس السابق و لابد و ان‏یتصف بجمیع صفاته التی تتعلق بامر الخلق نعم یکون للسابق بعض الخصائص ما لاتکون@ما لم‌یکن خ‌ل@ فی اللاحق بالنسبة الی نفسه لا بالنسبة الی الخلق و امورهم اشهد ان ارواحکم و نورکم و طینتکم واحدة طابت و طهرت بعضها من بعض و لایقال انه سبحانه قال انا نحن نزلنا الذکر و انا له لحافظون فاذا کان اللّه سبحانه حافظاً للذکر فنستغنی به عن وجود الخلیفة و الامام الحافظ لانا نقول لاشک ان اللّه سبحانه هو الفاعل لاغیر ولکن لاشک ایضاً انه بذاته لاینزل فی رتبة الخلق و لایتغیر و لایتبدل و لایباشر بذاته امور عباده اذ کل ذلک یلزمه الترکیب و الحدوث و تعالی ربنا عن جمیع ذلک فی ذاته و ابی اللّه ان یجری الاشیاء الا باسبابها اذ لایعقل ان‏یباشر هو بنفسه فی ذاته فخلق لکل شی‏ء و لکل امر سبباً و یجری فعله الخاص بذلک السبب الخاص و هو مسبب الاسباب من غیر سبب و لاینافی ذلک کله من نسبة الافعال الیه سبحانه اذ کل شی‏ء فعله فعله بفعله لا بذاته و فعله خلقه لا ذاته اما تری انه سبحانه هو مرسل الریاح

 

 

«* اصول فقه صفحه 43 *»

و مجری الانهار و مورق الاشجار و منزل الامطار و غیر ذلک و مع ذلک لم‏یرسل الریاح بذاته سبحانه بل بواسطة الابخرة و هی بواسطة حر الشمس و هو بواسطة الشمس و هی بواسطة الکرسی و هو بواسطة العرش و هو بواسطة روح القدس و هو بواسطة النفس الکلیة الالهیة و هی بواسطة العقل الکلی و هو بواسطة مشیة اللّه سبحانه و کذلک هو مجری الانهار بواسطة استیلاء الحرارة فی جوف الارض علی الرطوبات و تقطیرها بواسطة برد سطح الارض و الحرارة و البرودة من فعل اشعة الکواکب@الافلاک خ‌ل@ و هکذا الی ان وصل الامر الی مشیة اللّه سبحانه و کذلک هو مورق الاشجار بواسطة اعتدال الهواء فی فصل الربیع و انتقال الشمس الی برج الحمل و هو منزل الامطار بانجذاب الابخرة الی السماء و تراکمها بالبرد ألم‏تر ان اللّه @و هو الذى خ‌ل@ یزجی سحاباً ثم یؤلف بینه ثم یجعله رکاماً فتری الودق یخرج من خلاله و اللّه نور السموات و الارض لابذاته ولکن بالشمس و هو الضار النافع لابذاته ولکن بالسم و التریاق و هو الرافع للعطش لابذاته بل بالماء و هو الساد للجوع لابذاته سبحانه ولکن بالخبز و هکذا اذا کان لک بصیرة تری ان جمیع الملک اسبابه و آلاته فی اجراء افعاله یجری بکل سبب فعلاً خاصاً و@اذ خ‌ل@ هو الفاعل وحده وحده لاشریک له کیف یشاء بما یشاء لما یشاء فیما یشاء علی ما یشاء فهکذا فکذلک هو یهدی من یشاء الی صراط مستقیم لا غیر ولکن بالنبی9و هو  یضل من یشاء ولکن بالشیطان ففی القدسی انی انا اللّه لا اله الا انا خلقت الخیر  و خلقت الشر فطوبی لمن اجریت علی یدیه الخیر و ویل لمن اجریت علی یدیه الشر قال سبحانه فیضل اللّه من یشاء و یهدی من یشاء الی صراط مستقیم.

بالجملة من اعتبر من الآیات و جاس خلال دیار الاخبار یری هذا السر ساریاً فی جمیع ما سوی اللّه بلاغبار فهو الحافظ للذکر و الدین و الشرع المبین ولکن لایعقل انه سبحانه ‌ان‌یباشر بذاته لامور الخلق بل کان هو الحافظ و هو مشتق من حفظ حفظاً و هو رأس من رؤوس فعله المطلق و وجه من وجوه مشیته

 

 

«* اصول فقه صفحه 44 *»

المطلقة فاذا رضیت ان‌یکون الحافظ غیر ذاته سبحانه فلاتستوحش من ان‏یکون ذلک الحافظ هو الامام7 فلذا نصبه لحفظ دینه و شرعه فقال ایها الناس ان مسائل الحلال و الحرام اکثر من ان یقال و قد استودعتها فی علی7 کما استودعها اللّه سبحانه فیّ فمن کنت مولاه فهذا علی مولاه.

بالجملة و لانحتاج الی اثبات ظاهر خلافته7 و الحمد للّه لانها صار ابین من الشمس فی رابعة النهار و المقصود بالذات اخذ النتایج من صفاته حتی تسکن الیها النفوس و تصیر فی مهد الامن و الامان و قد علمت انه7 و النبی9 من نور واحد و روح واحد و طینة واحدة و یجری فی حقه من حفظه@حفظ خ‌ل@ الدین و من امور الاسلام و المسلمین ما یجری فی حق النبی9 و سواء عندنا وجوده7 و وجود النبی9 فیما یتعلق بنا نعم من اعرض عنه7 بعد النبی9فان له معیشة ضنکاً و دیناً ضیقاً حرجاً و یقیض اللّه سبحانه له شیطاناً فهو له قرین و یوسوس فی صدره دائماً و یشوش ذهنه و یلقی الیه الشکوک و الشبهات بلانهایات من ان بعد النبی قد وقع الدسّ و التحریف و التبدیل و السهو و النسیان و الخطاء فی السنة فلاتکفی السنة لنا الیوم لما وقع فیها ما وقع و ما بقی لنا من السنة لانقطعها بانها صدر عن النبی ام لا و لا سبیل لنا الیوم الی العمل بالعلم فلیس فی ایدینا الا السنة المحتملة فیها الکذب و الدسّ و التحریف و التبدیل و السهو و النسیان و الزیادة و النقصان فاذا لم‏یمکن لنا العلم بانها من المعصوم نقیم مقامه ما کان یقرب منه و هو الظن و هو ایضاً لایحصل الا بتأسیس اساس و قواعد و قوانین و اصول فاخترعوا لذلک اصولاً عدیدة یتفرع علی کل واحد فروع کثیرة و بذلک رکبوا اعناق العوام و بذلوا جهدهم و استفرغوا وسعهم فی اتقان تلک المخترعات لتدوم لهم الریاسة فی جمیع الایام.

 

 

«* اصول فقه صفحه 45 *»

و اما الشیعة فهم فی اول الامر لم‏یقربوا الی هذه الاصول المخترعة و لم‏یحتاجوا الیها لانهم قائلون بوجوب نصب الخلیفة بعد النبی؟ص؟ فقالوا کما کان النبی9 فی عصره و حیوته حافظاً لدینه و شرعه مع وجود المنافقین فی امته و مع‌ذلک کان کافیاً لنا ان زدنا شیئاً ردنا و ان نقصنا شیئاً اتمه لنا و ان غیّر المنافقون شیئاً او حرّفوا اصلحه لنا کما روی ان لنا فی کل خلف عدولاً ینفون عن دیننا تحریف الغالین و انتحال المبطلین و تأویل الجاهلین فکما کان النبی9 کافیاً لجمیع ذلک و لانحتاج مع وجوده الی شی‏ء و لانضطرب بشی‏ء من انواع التغییرات کذلک بعد النبی9 کان الامام7 کافیاً لنا فی جمیع امورنا ینفی عن دیننا تحریف الغالین و انتحال المبطلین و تأویل الجاهلین و شبهات المشبهین و کل‌ ما لیس من الدین فی الدین فنحن فی فراغ عن الاضطراب عن الشبهات و التحریفات و التغییرات و الخطایا و غیر ذلک من السهو و النسیان من الرواة لان حفظ الدین شأن الامام المبین القاهر القادر الخبیر الشاهد المحیط و مع وجوده نحن فی فراغ مما یقوله العامة العمیاء الذین لیس لهم مولی یتولی امرهم و اما نحن فاللّه مولانا و علیه توکلنا و الیه ننیب فاللّه مولی الذین آمنوا و ان الکافرین لا مولی لهم.

و هکذا حال الشیعة مع کل امام فی کل عصر و قالوا فی حق اللاحق کما قالوا فی حق السابق فقالوا بعد امیر المؤمنین7 ان الحافظ هو ابنه الحسن7 فنحن فی فراغ من اضطراب العامة العمیاء و اجتهاداتهم و آرائهم و قیاساتهم و قواعدهم و قوانینهم و اصولهم و فروعهم و مع وجود الامام7 نحن فی مهد عنایته نائمون و فی ظل حمایته سائرون لانخاف من الدس و التحریف و التغییر و غیر ذلک مما تقوله العامة شیئاً لان لنا اماماً  کل ما قاله نقول و کل ما امرنا نمتثل و کل ما نهانا عن شی‏ء نجتنب و لانحتاج الی شی‏ء مما تقوله العامة و لایتمشی فی مذهبنا شی‏ء

 

 

«* اصول فقه صفحه 46 *»

مما یتمشی فی مذهبهم و هکذا قالوا ان بعد الحسن7 اخوه@اخاه خ‌ل@ الحسین7 و بعده ابنه علی بن الحسین8 و بعده محمد بن علی8 و بعده جعفر بن محمد8 و بعده موسی بن جعفر8 و بعده علی بن موسی8 و بعده محمد بن علی8 و بعده علی بن محمد8 و بعده الحسن بن علی8 و بعده حجة بن الحسن8 عجل اللّه فرجه و سهل مخرجه فقالوا ان کل امام حافظ لدینه و شریعته و لانحتاج الی شی‏ء مما یتمشی فی مذهب غیرنا و کان الامر و القول کذلک الی الغیبة الکبری و ما بعدها بقلیل.

فاذا وصل الدور الی ما بعد الغیبة وقع شبهات العامة العمیاء فی ذهن بعض علمائنا بسبب المعاشرة مع العامة و المؤانسة معهم و الاصغاء الی اقوالهم و شبهاتهم فوقعوا بذلک فیما وقع فیه العامة حتی صار الامر الی هذه الازمان کما تری فصار@فیصیر  خ‌ل@ الامر فی ایدیهم اشد اختلافاً و اغتشاشاً مما کان فی ایدی المنافقین حتی قالوا ان مدار العالم و اساس عیش بنی‏آدم بالعمل بالظن فکأنهم قائلون ان@انه خ‌ل@ فی زمن المعصومین: بل زمن کل نبی و وصی کان العمل بالظن و قالوا انا نعمل بالاخبار لا من حیث انها اخبار@حیث الاخبار خ‌ل@ بل من حیث حصول الظن منها و قد قال سبحانه ان الظن لایغنی من الحق شیئاً و اسسوا اساس الاصول الموضوعة و فرعوا منها فروع دین اللّه سبحانه و قالوا بوجوب تحصیلها فی سنین کثیرة لانها مقدمات فهم الکتاب و السنة و ماادری انها لو کانت واجبة و کانت من دین اللّه سبحانه و کانت مقدمات لفهم الکتاب و السنة فلم لم‏ینزل بها آیة واحدة و لم لم‏یرو فیها روایة و لو کانت واجبة لصارت فی عصر الائمة: من ابده الضروریات لانها علی زعمهم مقدمات لفهم الکتاب و السنة و لصارت من اوضح الامور العامة البلوی و لروی فیها الروات روایات متواترة عن الائمة:

 

 

«* اصول فقه صفحه 47 *»

و قد تکلف فی بعض القواعد ببعض الاخبار من الائمة اللاحقة بعض العلماء و یکفی فی تکلفه انه لم‏یستدل بهذه الاخبار احد من متقدمی الاصحاب و استدلالهم علیها انها مقدمات لفهم الکتاب و السنة و انها خارجة منهما فالاستدلال بها بالخبر  بعد التأسیس تکلف ظاهر هذا و لیس مقصودنا من رد الاصول الموضوعة ما کان له شاهد من الاخبار بل المقصود ما لیس فیه الخبر و ما کان من الاستدلال بالاهواء و الآراء لا غیر ذلک.

فصـل

قد یوسوس الشیطان فی بعض الاذهان بان غیبة الامام7 مانعة عن الحفظ و التصرف فی العالم حتی ان بعض العلماء قال فی الدلیل و البرهان ان وجود الامام لطف و تصرفه لطف آخر و عدمه منا و ذلک الاستدلال لایدل الا فی بادی النظر الظاهر.

و التحقیق ان التصرف و الحفظ من المدبر لایشترط فیهما رؤیة الخلق للمدبر بل یشترط رؤیة المدبر للخلق و هو حاصل اما تری ان الملائکة المدبرات تدبر العالم و تتصرف فیه و کل ما یحدث فی اللیل و النهار انما یحدث باحداث اللّه سبحانه بواسطة الملائکة المدبرات و لایری الخلق احداً من الملائکة و کذا الجن یتصرف@الاجنة تتصرف خ‌ل@ فی بعض الاشیاء و لایری احد من الناس واحداً منهم باعینهم الدنیاویة و کذا الشیطان الرجیم یتصرف فی الملک و یوسوس فی صدور الناس و کل فعل و عمل لیس فیه رضی اللّه سبحانه انما هو من وسوسته و تصرفه و اغلب الافعال کماتری لیس فیه@فیها خ‌ل@ رضاء اللّه سبحانه کما لایخفی علی العاقل و کلها تنسب الی الشیطان بلا اکتراث و هو غائب عن درک الحواس فالقائل بامتناع تصرف الامام7 فی غیبته قائل بان الشیطان اقدر من الامام7 نعوذ باللّه و اللّه سبحانه اجل من ان‏یخلق ملکاً و خلقاً و یدعهم و الشیطان الرجیم و یرخی

 

 

«* اصول فقه صفحه 48 *»

عنانه لان‏یفعل فی ملکه و خلقه کیف ما شاء و اراد و لم‏یخلق فی مقابله اماماً هادیاً قادراً قاهراً یمنعه عن التصرف فی الملک و عن الوسوسة و القاء الشکوک و الشبهات فی اذهان العباد قال سبحانه لیس له سلطان علی الذین آمنوا و علی ربهم یتوکلون انما سلطانه علی الذین یتولونه و الذین هم به مشرکون و قال حکایة لهم@عنه خ‌ل@ لاغوینهم اجمعین الا عبادک منهم المخلصین الی غیر ذلک من الآیات الدالة علی ذلک.

فاذا ثبت امکان تصرف اهل الغیب فی عالم الشهادة فنقول لاشک ان اللّه سبحانه حکیم کما مر تفصیله فی الباب الاول و خلق الخلق للعبادة و هی لایمکن الا بالهدایة و هی لایمکن الا بوجود هاد یهدی المؤمنین بل یهدی الخلق اجمعین النجدین طریق الخیر و الشر لیحیی من حی عن بینة و یهلک من هلک عن بینة و لاشک انه سبحانه بذاته لم‏ینزل الی رتبة الخلق و لم‏یتغیر عما هو علیه لیهدی الناس فلابد فی الحکمة ان‏یخلق هادیاً للخلق یهدی من یشاء الی صراط مستقیم و لاشک انه سبحانه مادام یخلق لایخلق الا للعبادة کما قال ماخلقت الجن و الانس الا لیعبدون فلایختص وجوب وجود الهادی بزمان دون زمان و لاشک ان غیر المعصومین من الخلق لایؤمن الخطاء فلایصلح لان یکون هادیاً فالهادی الذی من عند اللّه سبحانه لابد و ان‏یکون معصوماً عن الخطأ و سایر ما کرهه اللّه سبحانه و لاشک ان غیر المعصومین لایقدرون علی حفظ انفسهم فضلاً عن حفظ غیرهم فلابد و ان‏یکون الحافظ قادراً علی ما وکل علیه و لاشک ان غیر المعصومین لم‏یشاهدوا خلق السموات و الارض و لاخلق انفسهم و لابد و ان‏یکون الحافظ خبیراً شاهداً لما وکل علی حفظه قال تعالی لیکون الرسول شهیداً علیکم و تکونون شهداء علی الناس و الخطاب لابد له من مخاطب بالفتح و ای مخاطب احق بهذا الخطاب من الائمة الاطیاب علیهم صلوات اللّه الملک الوهاب و لاشک ان فی کل عصر کان امام ذلک العصر هادیاً معصوماً عن الخطاء و عن جمیع ما کرهه اللّه تعالی حافظاً للخلق

 

 

«* اصول فقه صفحه 49 *»

و دینهم عن کید الشیاطین قادراً علی ذلک خبیراً شاهداً و بعد اختیار@اختیاره خ‌ل@ جوار ربه کان الامام اللاحق ایضاً بهذه الصفات حتی انتهی الامر الی امامنا الحاضر الحی الغائب عن درک الابصار عجل اللّه فرجه و سهل مخرجه فهو7 رقیبنا الیوم و حافظنا و کنا بمشهد منه و مرئی و مسمع منه و قد قال اما وجه الانتفاع بی فی غیبتی فکالانتفاع بالشمس اذا غیبها عن الابصار السحاب@اذا جللها السحاب خ‌ل@ فکما تتصرف الشمس فی الارض و تنتفع الارض بتأثیرها کذلک یتصرف الامام7 فی الملک و اهله و هم ینتفعون به لاسیما المؤمنین المنقطعین له و قد وعدهم علی ذلک بقوله انا غیر مهملین لمراعاتکم و لا ناسین لذکرکم و لولا ذلک لاصطلمتکم اللأواء و احاطت بکم الاعداء.

و قد روی ایضاً ان لنا فی کل خلف عدولاً ینفون عن دیننا تحریف الغالین و انتحال المبطلین و تأویل الجاهلین و عن ابی‏عبداللّه7 ان الارض لاتخلو الا و فیها امام کیما ان زاد المؤمنون شیئاً ردهم و ان نقصوا شیئاً اتمه لهم و عنه7ما زالت الارض الا و للّه فیه الحجة یعرّف الحلال و الحرام و یدعو الناس الی سبیل اللّه و عن ابی‏جعفر7 و اللّه ماترک اللّه ارضاً منذ قبض اللّه آدم الا و فیها امام یهتدی به الی اللّه و هو حجته علی عباده و لاتبقی الارض بغیر امام حجة للّه علی عباده و عن ابی‏عبداللّه7 ان جبرئیل7 نزل علی محمد9 یخبر عن ربه عزوجل فقال یا محمد لم‏اترک الارض الا و فیها عالم یعرف طاعتی و هدای و یکون نجاة فیما بین قبض النبی الی خروج النبی الآخر و لم‏اکن اترک ابلیس یضل الناس و لیس فی الارض حجة و داع الیّ و هاد الی سبیلی و عارف بامری و انی قد قضیت لکل قوم هادیاً اهدی به السعداء فیکون حجة علی الاشقیاء و عن النبی9ان عند کل بدعة تکون من بعدی یکاد بها الایمان ولیاً من اهل بیتی موکلا به یذب عنه و ینطق بالهام من اللّه و یعلن الحق و ینوره و یرد کید الکائدین و عن امیرالمؤمنین7

 

 

«* اصول فقه صفحه 50 *»

فی دعائه اللّهم انه لابد لارضک من حجة لک علی خلقک یهدیهم الی دینک و یعلمهم علمک لئلا تبطل حجتک و لایذل متبع اولیائک بعد اذ هدیتهم اما ظاهر لیس بالمطاع او مکتتم او مترقب ان غاب عن الناس شخصه فی حال هدنتهم@هدایتهم خ‌ل@ فان علمه و آدابه فی قلوب المؤمنین منبثة و هم بها عاملون و عن ابی‏جعفر7 قال ان اللّه تعالی لم‏یدع الارض الا و فیها عالم یعلم الزیادة و النقصان من دین اللّه عزوجل فاذا زاد المؤمنون شیئاً ردهم و اذا نقصوا اکمله لهم و لولا ذلک لالتبس علی المسلمین امرهم و عن ابی‏عبداللّه7 ان اللّه لایدع الارض الا و فیها عالم یعلم الزیادة و النقصان فاذا زاد المؤمنون شیئاً ردهم و اذا نقصوا اکمله لهم فقال خذوه کاملاً و لولا ذلک لالتبس علی المؤمنین امرهم و لم‏یفرق بین الحق و الباطل انتهی.

و لایقال انک اردت اثبات وجوب العمل بالخبر بالضروریات الاسلامیة و ما یتفرع علیها و الآن اوردت الاخبار فی اثبات العمل بالاخبار لانا نقول ان هذه الاخبار التی اوردتها کلها ادلة عقلیة محکمة تصدقها العقول السلیمة بانها کلها استدلالات عقلیة لایمکن ردها و هب انی لم‏اقل فی اوائلها عن ابی‏جعفر  و عن ابی‏عبداللّه8 فانظر فی متن العبارة و انصف فی معناها هل یمکن خلاف ذلک و اذا انصفت علمت ان هذه العبارات المحکمة المتقنة لم‏تصدر الا عن امام معصوم علیم خبیر صلوات اللّه علیه.

بالجملة ظهر من هذه الاخبار وجوب وجود الحجة فی کل زمان لکی ان زاد المؤمنون شیئاً ردهم و ان نقصوا اتمه لهم و لئلا یلتبس علی المؤمنین@المسلمین خ‌ل@ امورهم و لئلا یسلط الشیطان علی العباد فلابد و ان‏یکون الحجة عالماً  کما ورد فی بعض الاخبار بلفظ العالم و المراد انه یکون عالماً بخفیات الامور و  بما زاد کل مؤمن و نقص کل مؤمن و یعلم مواضع وساوس ابلیس فی صدر کل احد و لو لم‏یعلم لم‏یقدر علی منع الشیطان و لابد و ان‏یکون قادراً علی تقلیب القلوب و علی التصرف فیما یشاء و لایمکن ذلک الا ان‏یکون محیطاً بکل

 

 

«* اصول فقه صفحه 51 *»

شی‏ء حتی یعلم کل شی‏ء و یقدر علی کل شی‏ء و یقلب ما یشاء و یحکم ما یرید و بعد علمنا بان الذات الاحدیة منزهة عن الاقتران بالحوادث نعلم قطعاً ان امامنا عجل اللّه فرجه هو المتصف بتلک الصفات لاسیما اذا رأینا انهم: یقولون نحن معانیه و ظاهره فیکم و نحن امره و حکمه اذا شئنا شاء اللّه و یرید اللّه ما نریده فاذا کان الامام7حیاً عالماً شاهداً حکیماً رؤفاً رحیماً هادیاً قادراً محیطاً بکل الاشیاء فنحن بمرئی منه و مسمع یشاهدنا و یشاهد ما بنا من احوالنا و اوضاعنا و کتبنا و اخبارنا و جمیع ما لنا و بنا و منا و الینا و علینا و فینا و غیر ذلک مما یئول امره الینا فکأننا نراه بقلوبنا انه بهذه الصفات قائم علی سریر السلطنة و مستو علی عرش الهدایة و نحن واقفون بین یدیه حاضرون و یکون فی@بین خ‌ل@ ایدینا کتب مشهورة معروفة منسوبة الی هذا السلطان الحی العالم الشاهد الحکیم الهادی القادر القاهر المحیط بواسطة حفظته و رواته و لیس فی ایدینا سوی هذه الکتب و نراه قد قررنا علی ذلک فی مدة الف سنة و ازید و لم‏یأتنا بشی‏ء سواها مع ما کانت له من الصفات المذکورة فنعلم بالعلم القطعی الیقینی الذی لایتصور فوقه من علم ان هذه الکتب منسوبة الیه و هو راض بعملنا بها و استدلالنا بها و تمسکنا بها اذ لو لم‏تکن تلک منه و لم‏یرض بالعمل بها لصرفنا عنها اذ لایعجزه شی‏ء عن التصرف فی ما اراد اللّه سبحانه فالشاک فی تلک الکتب و صدور اخبارها منه و من آبائه: و رضاه بالعمل بها شاک@کشاک خ‌ل@ فی احد من اوصافه المذکورة فی الحقیقة و هب انه شک فی صفاته7 فکیف یمکنه الشک فی صفات اللّه سبحانه و هو ایضاً قد قررنا علی ذلک و لم‏یأتنا بشی‏ء آخر فالشاک فی صحة صدورها عن المعصوم و رضاه بعملنا بها شاک فی احد اوصاف اللّه تعالی فی الحقیقة و انت قد علمت ان ذات اللّه سبحانه منزهة عن مباشرة مخلوقاته مقدسة عن مقارنة مذروءاته و محل جمیع امثال تلک الصفات اول خلقه و اشرفه و هو محمد9 باتفاق الخاصة و العامة و اهل‌بیته: من طینته و روحه و نوره باتفاق

 

 

«* اصول فقه صفحه 52 *»

الخاصة کما هو فی صریح الزیارة الجامعة اشهد ان ارواحکم و نورکم و طینتکم واحدة و روایة اولنا محمد و آخرنا محمد و اوسطنا محمد و کلنا محمد و انا محمد و محمد انا9.

فقد علمت ان طریق استدلالنا غیر طریق القوم فنحن متکل@نتکل خ‌ل@ فی جمیع علومنا و اعمالنا باللّه سبحانه و باولیائه و خلفائه الکرام؟عهم؟ فلایرد علینا شبهات المشبهین و اعتراضات المعترضین و شکوک الشاکین لان ادلتنا کلها سماویة من عند رب العالمین و لایعجزه شی‏ء مما کان فی ملکه فلایضرنا دس الداسین و تغییر المغیرین و تحریف المحرفین و غیر ذلک مما یضر بالقوم لان استدلالهم من الارضین و یریدون المناص من الالتباس من عند انفسهم ففی الواقع لایحصل لهم الظن الذی یدعونه فضلاً عن العلم و الیقین اذ یحتمل فی استدلالهم کل شبهة من الدس و التحریف و التغییر و التبدیل و الکذب و الاختراع و جمیع ما یقولون و بوضع القواعد الخارجیة و القوانین لایحصل شی‏ء من الظن فی القلب من الامور الخارجة عن تلک الاصول الموضوعة بعد سنین.

فانصف ایها الذکی اللوذعی ان الاصل عدم التحریف و التغییر هل یؤثر فی الشی‏ء الخارجی بانه لم‏یحرف و لم‏یغیر بل اذا حرّف و غیّر  بان الاصل کذا لایصیر ذلک المحرف غیر محرف و ذلک المغیر غیر مغیر و ذلک الکذب صدقاً و هکذا و هذا النوع من الاستدلال کاستدلال من سمع ان الهند مثلاً قد خرب فی سنة کذا قبل هذا الزمان و هو یرید ان‏یستدل على انه لم‏یخرب فی تلک السنة فاستدل بان الاصل عدم الخراب و الاصل بقاء الشی‏ء علی ما کان و الهند الآن معمور فباستصحاب القهقری انه کان معموراً فی تلک السنة ایضاً هل یحصل فی القلب ظن بانه کان معموراً فی تلک السنة بل ان کان معموراً  کان معموراً و ان کان خراباً  کان خراباً و انت لاتعلم حقیقة الامر الغیبی و کنت شاکاً محضاً قبل استدلالک و بعده فلاینفع لک الاستدلال شیئاً مطلقاً و انت شاک

 

 

«* اصول فقه صفحه 53 *»

محض بعد الاستدلال کما کنت شاکاً قبله و اما طریق استدلالنا فهو طریق استدلال الانبیاء و المرسلین و الاولیاء المکرمین علیهم صلوات المصلین مورث للعلم و موجب للیقین لانا نعتمد علی العالم القادر القاهر الحکیم العادل الهادی الرؤف الرحیم المعصوم المأمور بالهدایة و التبلیغ فاستدلالنا استدلال عقلی یصدقه جمیع العقول فلایمکن لمنکر انکاره الا ان‏یخرج من الاسلام بل من طریق المتألهین و یصدقه الکتاب و السنة و الحمد للّه رب العالمین.

فالکتاب مثل قوله سبحانه انا نحن نزلنا الذکر و انا له لحافظون و قوله و ماارسلنا من قبلک من رسول و لانبی الا اذا تمنی القی الشیطان فی امنیته فینسخ اللّه ما یلقی الشیطان ثم یحکم اللّه آیاته و قوله ان علینا جمعه و قرآنه ثم ان علینا بیانه و قوله ان علینا للهدی و قوله انا هدینا السبیل و قوله و هدیناه النجدین و قوله انما انت منذر و لکل قوم هاد و قوله تبارک الذی نزل الفرقان علی عبده لیکون للعالمین نذیرا و قوله کفی باللّه شهیداً بینی و بینکم الی غیر ذلک من الآیات الدالة علی ما ادعینا و وجه الاستدلال یظهر بادنی تأمل من هذه الآیات بان الحفظ لما انزل من اللّه تعالی فهو علی اللّه سبحانه اذ لم‏یقدر احد من خلقه علی ذلک و بان نسخ ما یلقی الشیطان بایدی اولیائه من الدس و التحریف و الکذب فانما هو علی اللّه سبحانه و احکام الآیات ایضاً علی اللّه سبحانه اذ لایمکن لاحد من خلقه نسخ ما یلقی الشیطان و احکام الآیات بالبداهة و بان الهدایة علی اللّه سبحانه و هو یهدی من یشاء الی صراط مستقیم و لایعجزه شی‏ء و لایمنعه احد عن ذلک و بانه کاف فی الشهادة و التقریر بما فی ایدینا و ایدی المؤمنین فی القرون و السنین و بان الانذار و الهدایة من شأن الرسول9 لقدسه سبحانه عن مباشرة الخلق بذاته و بان الانذار لایختص بعالم دون عالم بل فی جمیع العوالم و جمیع الاعصار و هو سبحانه نزل الفرقان لاجل ذلک علی عبده9 و من الآیات الدالة

 

 

«* اصول فقه صفحه 54 *»

علی شهادة النبی و الائمة: قوله تعالی لیکون الرسول شهیداً علیکم و تکونوا شهداء علی الناس و قوله و کذلک جعلناکم امة وسطاً لتکونوا شهداء علی الناس.

و قد صدق استدلالنا الاخبار ایضاً فعن الکافی عن برید العجلی قال سألت اباعبداللّه؟ع؟ عن قول اللّه عزوجل و کذلک جعلناکم امة وسطاً لتکونوا شهداء علی الناس فقال نحن الامة الوسطی و نحن شهداء اللّه علی خلقه و حججه فی ارضه الی ان قال لیکون الرسول علیکم شهیداً فرسول اللّه الشهید علینا بما بلغنا عن اللّه عزوجل و نحن الشهداء علی الناس فمن صدقنا@صدق حدیث@ صدقناه یوم القیامة و من کذب@کذبنا خ‌ل@ کذبناه انتهی.

فنحن و الحمدللّه صدقناهم کما رأیت من استدلالنا علی شهادتهم بل نحن نستدل بما نستدل فی جمیع امورنا بشهادتهم و اطلاعهم و تقریرهم و ما لم‏نستدل بذلک لایستقر قلوبنا بشی‏ء آخر و عن العوالم عن محمد بن خالد عن صفوان عن ابی‏عبداللّه7 قال ان اللّه اجل و اعظم من ان‏یحتج بعبد من عباده ثم یخفی عنه شیئاً من اخبار السماء و الارض و عنه7 انی لاعلم ما فی السموات و اعلم ما فی الارضین و اعلم ما فی الجنة و اعلم ما فی النار و اعلم ما کان و ما یکون و عن عبدالعزیز الصائغ قال قال لی ابوعبداللّه7 أتری ان اللّه استرعی راعیاً و استخلف خلیفة ثم یحجب عنه شیئاً من امورهم و عن النضری و الحضرمی عن ابی‏عبداللّه7 قالا قال مایحدث قبلکم حدث الا علمنا به و عن رمیلة قال وعکت وعکاً شدیداً الی ان قال فقال لی امیرالمؤمنین7 لیس من مؤمن یمرض الا مرضنا بمرضه و لایحزن الا حزنا لحزنه و لایدعو الا آمنا لدعاته و لایسکت الا دعونا له فقلت یا امیرالمؤمنین جعلنی اللّه فداک هذا لمن معک فی القصر  أرأیت من کان فی اطراف الارض قال یا رمیلة لیس یغیب عنا مؤمن فی شرق الارض و لا فی غربها انتهی.

و لایکون کذلک الا اذا کان کلیاً محیطاً بالاشیاء و بالمؤمنین

 

 

«* اصول فقه صفحه 55 *»

حتی یکون شهیداً و کیف لا و جمیع الاشیاء مخلوق بامر اللّه و مشیته و هم: امره و مشیته کما روی فجمیع الخلق آثارهم و آثار آثارهم و ظهورهم و ظهور نورهم و المؤثر هو المحیط بالآثار النافذ فی جمیع الاقطار و الاطوار فکفی به شهیداً الا انهم فی مریة من لقاء ربهم الا انه بکل شی‏ء محیط فعلی اللّه توکلنا و علیه اتکلنا فی جمیع امورنا فهو حسبنا و نعم الوکیل ألیس اللّه بکاف عبده فی حفظ الدین و اسباب الهدایة الی سواء السبیل فنعم المولی و نعم النصیر.

الباب الرابع

فی صفات العلماء التی تتعلق بهذا العلم

و الذی یجوز اخذ العلم عنه و الذی لایجوز و فیه مقدمة و فصول

المقدمــــة

قد مرّ فی الباب الاول ان اللّه سبحانه حکیم و مقتضی حکمته ان‏یجعل لکل شی‏ء باباً و سبباً اذا اتاه احد من الخلق وصل الی مطلوبه و ان لم‏یأت الباب الذی فتحه اللّه سبحانه لذلک الشی‏ء الخاص حرم عن نیل مقصوده و قد قال فی کتابه المحکم لیس البر بان تأتوا البیوت من ظهورها ولکن البر من اتقی و أتوا البیوت من ابوابها و قد جعل لکل شی‏ء و کل صنعة اساتید و جعل کل واحد منهم باباً لشی‏ء خاص و صنعة خاصة اذا اتاه احد حصل مقصوده و ان لم‏یأته و اراد ان‌یدخل البیت من ظهره و یطلب من غیره حرم لامحالة و ذلک سنة اللّه سبحانه فی حکمته فلن‏تجد لسنة اللّه تبدیلاً و لا تحویلاً فمن احتاج الی ما یصنع من الخشب مثلاً فلابد له ان‏یأتی الی النجار و من احتاج الی ما یصنع من الحدید فلابد له ان‏یأتی الی الحداد لامحالة فمن اراد ان‏یأتی النجار و یطلب منه المسمار فقد حرم و من اراد السریر و اتی الحداد فقد حرم عن نیل مقصوده لامحالة و هکذا کل شی‏ء فی الدنیا قد جعل اللّه سبحانه له باباً خاصاً به و ذلک لانه تعالی ابی ان‏یجری الاشیاء الا باسبابها و النجار لایصیر نجاراً

 

 

«* اصول فقه صفحه 56 *»

الا اذا خدم استاداً  کاملاً فی مدة مدیدة و اقبل بکله الیه فی تلک المدة و الا لم‏یصر استاداً  کاملاً فی النجارة و کذلک کل ذی‏صنعة لایصیر بارعاً فیها الا ان‏یخدم بارعاً  آخر  و یقبل بکله الیه فی لیالیه و ایامه و کل ذلک من مقتضی الحکمة الالهیة و کمالها بان یرتبط کل معلول الی علته و کل مسبب الی سببه و کل مفعول الی فاعله و کل مصنوع الی صانعه و کل علم الی علیم و کل حکمة الی حکیم ما تری فی خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل تری من فطور و ذلک سر سار و حکم جار من العرش الی الفرش و من الدرة الی الذرة و من الدنیا الی الآخرة و ان کان من عند غیر اللّه لوجدوا فیه اختلافاً  کثیراً فلن‏تجد لسنة اللّه تبدیلاً و لن‏تجد لسنة اللّه تحویلاً.

فمن الامور التی نحتاج الی تحصیلها امر الدین و الشرع المبین و الاستهداء الیه عن علم و یقین و لاشک فی حکمة الحکیم الذی لم‏یخل بادنی حکمة فی ملکه فضلاً عن امر دین سید المرسلین علیه و آله صلوات المصلین انه جعل للدین اعلاماً باهرة و مناراً ظاهراً و لاشک ان تلک الاعلام لم‏تکن من صنف الجهال و من اشتغل فی عمره باکتساب الاموال و مؤنة العیال اذ لابد من کل ذی صنعة ان‏یقبل الیها بکله فی مدة مدیدة حتی یصیر کاملاً فی تلک الصنعة و امر الدین لیس باهون من امور الدنیا حتی یحصل لکل بطال ساکن او لکل فاجر مفتون بالدنیا بل الدنیا و الآخرة ضدان لایجتمعان@ضرتان لاتجتمعان خ‌ل@ فکل مشغول باحدیهما محروم عن الاخری بلاشک فمن اشتغل بامور الدنیا و اعراضها و متاعها لم‏یکن حاملاً  للامور الاخرویة یقیناً اذ لیس للانسان الا ما سعی و سعیه لایکون الا فی جمع الدنیا و لذا روی اذا رأیتم العالم محباً للدنیا فاتهموه علی دینکم و حب الشی‏ء یعمی و یصم فالمحب للدنیا یکون فی عمی من امر الآخرة یقیناً بل هو من ابواب تحصیل الدنیا و الغفلة عن الآخرة.

و قد علمت انه یجب فی حکمته ان‏یخلق لکل شی‏ء سبباً و باباً و ای امر اعظم من امر الدین و ای شی‏ء اهم من ایضاح الشرع المبین فیجب ان‏یکون

 

 

«* اصول فقه صفحه 57 *»

اعلامه اوضح من سایر العلائم و بنیانه احکم من جمیع المبانی لان الخلق قد خلقوا للعبادة کما عرفت و هی لاتحصل الا بالهدایة و هی لاتحصل الا بالدلالة الواضحة و الحجة اللائحة و هی لاتحصل الا بالعلم و الیقین و هو لایحصل الا بعالم علیم و لابد و ان‏یکون ذلک العلیم من عند من استعبد الخلق و لاشک انه لم‏یأخذ المضلین عضداً کما قال بئس للظالمین بدلاً ما اشهدتهم خلق السموات و الارض و لا خلق انفسهم و ماکنت متخذ المضلین عضدا اذ کل ذی فعلیة یکمل الشی‏ء الخارجی بما یکون له کماتری ان الخل اذا قارن دبساً یصیّره خلاً بما له من الحموضة الغالبة التی هی القوة الفاعلة و اذا قارن الخمیر العجین یصیّره خمیراً بفضل ما له من الحموضة و اذا قارن الانفحة اللبن یصیّره جبناً فاذا قارن الفاسق احداً یصیّره فاسقاً و اذا قارن کافر  احداً یصیّره کافراً بما له من صفة الکفر الذی هو الفاعل فی الغیر المکمل فیه بما هو من جنسه کما روی کل مولود یولد علی الفطرة و انما ابواه یهودانه و ینصرانه فالمحب للدنیا یزین الدنیا بفعاله و خصاله و اقواله و هو مشغول بالدنیا محروم عما سواها و ذلک محسوس بدیهی لکل ذی‏مسکة.

فصـل@در دو نسخه کلمه فصل نبود@

فالذی خلقه اللّه تعالی باباً للنجاة داعیاً الیه و الی رسوله و الی اوصیائه: و الی امور الآخرة یجب ان‏یکون معرضاً عما سوی اللّه سبحانه و عما سوی رسوله و اوصیائه: و ان‏یکون متصفاً بصفات اللّه متخلقاً باخلاق اللّه سبحانه و کذلک متصفاً بصفات رسوله متخلقاً باخلاق اوصیائه: و یجب ان‏تکون تلک الصفات فیه بالفعل کالخل حتی یمکنه ان‏یکمّل غیره و یدعوه الی اللّه سبحانه و الی رسوله9 و الی اولیائه: بافعاله و خصاله و اقواله و لایصیر الانسان کذلک الا ان‏ینقطع الی اللّه سبحانه و الی رسوله و اولیائه: بکله فی مدة

 

 

«* اصول فقه صفحه 58 *»

مدیدة و یعرض عما سواهم و عن اقوالهم و اهوائهم و آرائهم و علومهم و قواعدهم حتی یحصل له ملکة نفسانیة فی الاتصاف بصفات اللّه سبحانه و التخلق باخلاق رسوله و اولیائه: حتی لایقول الا ما قالوا و لایفعل الا ما فعلوا و لایأمر الا ما امروا و لایحب الا ما احبوا و لایبغض الا ما ابغضوا و یدور فی جمیع اموره حیث ما داروا و یقول بلسانه و قلبه

فدع عنک قول الشافعی و مالک   و احمد و المروی عن کعب الاحبار
و خذ عن اناس قولهم و حدیثهم   روی جدنا عن جبرئیل عن الباری

فلایکون شأنه و لاینبغی له الا الروایة عن المعصومین: اذ بنفسه لم‏یکن مطاعاً لان الخلق بعد المعصومین: کلهم رعایاهم و امتهم و شیعتهم لم‏یکن لاحد فضل علی احد الا بالروایة عنهم: فاذا روی عنهم: صار مطاعاً من حیث الروایة عن المطاع الذاتی الاصلی فلذا قال7 فی الحنظلیة روی حدیثنا و@اذا  2خ‌ل@ نظر فی حلالنا و حرامنا و عرف احکامنا فلیرضوا به حکماً فانی قد جعلته علیکم حاکماً فاذا حکم بحکمنا فلم‏یقبل منه فانما بحکم اللّه استخف و علینا رد و الراد علینا کالراد علی اللّه و هو علی حد الشرک باللّه فانظر فی هذه المقبولة فانه قال نظر فی حلالنا و حرامنا الی آخرها و اضاف الحلال و الحرام و سایر العبارات الی ضمیر المتکلم فالمطاع من العلماء الاعلام و الفقهاء الکرام و الحکماء العظام هو الذی لم‏یقل الا عنهم: و یقول ما قال آل‌محمد قلنا و ما دان آل‌محمد: دنا و یکون استناده فی کل ما حکم به علی الغیر و یأمره بالروایة عنهم: و ذلک لان احکام اللّه سبحانه لم‏یطلع علیه احد الا النبی9 ثم الوصی7 ثم منه الی وصیه الی آخر الاوصیاء: و کل من کان غیرهم فهو غیر مطلع علی الوحی بالضرورة فمن روی عنهم یتصل قوله بقولهم و من لم‏یرو عنهم فهو منفصل عنهم: و عن الوحی و عن احکام اللّه سبحانه فکل ما کان من غیر روایة

 

 

«* اصول فقه صفحه 59 *»

فلیس من احکام اللّه سبحانه و یجب علینا رده علی صاحبه لانه اولی به.

فقد ظهر من هذا البیان ان الاجتهاد و الرأی لیس من دیننا و لیس شأن علمائنا الا الروایة عن المعصومین: فنحن فی فراغ من بیان الاجتهاد الکلی و الجزئی و المجتهد الکلی و المتجزی و الحمد للّه و لیس فی دیننا الاجتهاد و التقلید ابدا الا انا نقلد امامنا7 و سایر العلماء رواة و حکاة عنه7 فلرب عالم یروی عشر روایة فیکون فی تلک العشر حاکماً و رب عالم یروی الفاً و اکثر فیکون حاکماً فیما یروی و لیس مرادنا من الروایة محض نقل الخبر بلفظه من غیر فهم معناه بل المراد من عرف حکمهم: من الخبر ثم یروی بای لفظ شاء بان حکم آل‌محمد: کذا و کذا کما قال فی المقبولة الحنظلیة فعلی هذا لیس کل راو حاکماً علینا البتة اذ رب حامل فقه و لیس بفقیه و رب حامل فقه الی من هو افقه منه بل لانکتفی بمحض فهم الخبر ایضاً و نشترط انه لابد و ان‏یکون مؤمناً متصفاً بصفات اللّه و باخلاق الائمة:خلافاً لبعض العلماء حیث جوز اجتهاد الیهودی و تقلیده اذا علم ان اجتهاده علی الطریق المتعارف نعوذ باللّه.

و لایقال انه لیس معنی الاجتهاد الا هذا فلم انکرتموه لانا نقول ان اردتم من لفظ الاجتهاد هذا المعنی لاننکر هذا المعنی الا ان لفظ الاجتهاد مما استعملته العامة و هو من خواصهم و نحن بریئون من خاصتهم فلانستعمله و ان اردتم ان الاخبار لاتکفی فی الحوادث الواقعة باسرها و لابد لکم من اصول غیر مستنبطة عنها یتفرع علیها الاحکام التی لیس فیها نص من الاستصحاب و القیاس و الاصل@اصل خ‌ل@ العدم و الاصل@اصل خ‌ل@ البرائة و سایر قواعدکم و لابد للمجتهد ان‏یحصّل المدارک لجمیع الاحکام و استفرغ وسعه و استعمل ظنونه الاجتهادیة و سایر ما تقولون فانا ننکر الاجتهاد و معناه البتة لانا ننکر اولاً استعمال الظن فی دین اللّه سبحانه و ننکر ثانیاً  کل ما لم‏یکن منصوصاً من عند @الله و خ‌ل@ آل‌محمد: فکل معنی قصدتم و یوافق ما قلنا نقول به و لانسمیه اجتهاداً لانه

 

 

«* اصول فقه صفحه 60 *»

لفظ غیر مصطلح من ائمتنا: و هم اصطلحوا العلم و العالم و الفقه و الفقیه و امثال ذلک و کل معنی قصدتم و لم‏یوافق ما قصدنا و لم‏یوافق الاخبار فنحن ننکره البتة و من جاس خلال الدیار لایخفی علیه ما قصدتم من الاجتهاد و بالجملة فاذا صار الشخص متصفاً بصفات اللّه سبحانه متخلقاً باخلاق رسوله و الائمة: صار حاکیاً عنهم راویاً و صار بذلک من القری الظاهرة التی امر اللّه سبحانه الناس بالسیر فیها لیالی و ایاماً  آمنین فیجب اتباعه و الاخذ عنه و نتبرک بذکر بعض الآیات و الاخبار الواردة فی صفات العلماء حتی تعرفهم بصفاتهم و اخلاقهم و تقدر علی التفریق بینهم و تعرف من یجوز الاخذ عنه و من لایجوز فنذکرها فی فصلین لیمتاز کل فریق عن صاحبه.

فصـل

قال اللّه تعالی انما یخشی اللّه من عباده العلماء فمن لم‏یخش اللّه سبحانه لیس بعالم فی اصطلاح الکتاب و السنة کما قال7 لیس لمن لم‏یخشک علم و عن النبی9 العلماء ورثة الانبیاء و ذلک ان الانبیاء لم‏یورثوا دیناراً و لا درهماً و انما اورثوا احادیث من احادیثهم فمن اخذ بشی‏ء منها فقد اخذ حظاً وافراً فانظروا علمکم هذا عمن تأخذونه فان فینا اهل‌البیت فی کل خلف عدولاً ینفون عنه تحریف الغالین و انتحال المبطلین و تأویل الجاهلین فقال العلماء امناء و الاتقیاء حصون و الاوصیاء سادة و قال علی7 طلبة العلم ثلثة اصناف فاعرفوهم بصفاتهم و اعیانهم صنف منهم یتعلمون للمراء و الجدل و صنف منهم یتعلمون للاستطالة و الختل و صنف منهم یتعلمون للفقه و العمل فاما صاحب المراء و الجدل تراه موذیاً مماریاً للمقال فی اندیة الرجال قد تسربل بالتخشع و تخلی من الورع فدقّ اللّه من هذا خیشومه و قطع منه حیزومه و اما صاحب الاستطالة و الختل فانه یستطیل علی

 

 

«* اصول فقه صفحه 61 *»

اشباهه من اشکاله و یتواضع للاغنیاء من دونهم فهو لحلوائهم هاضم و لدینه حاطم فاعمی اللّه من هذا بصره و قطع من آثار العلماء اثره و اما صاحب الفقه و العمل تراه ذا کآبة و حزن قد قام اللیل فی حندسه و قد تحنک فی برنسه یعمل و یخشی خائفاً وجلاً من کل احد الا من کل ثقة من اخوانه فشدّ اللّه من هذا ارکانه و اعطاه یوم القیامة امانه.

و قال7 من علامات الفقه الحلم و العلم و الصمت و قال7 أ لا اخبرکم بالفقیه حقا قالوا بلی یا امیرالمؤمنین قال؟ع؟ من لم‏یقنط الناس من رحمة اللّه و لم‏یؤمنهم من عذاب اللّه و لم‏یرخص لهم فی معاصی اللّه و لم‏یترک القرآن رغبة عنه الی غیره ألا لاخیر فی علم لیس فیه تفهم ألا  لاخیر فی قرائة لیس فیها تدبر ألا لاخیر فی عبادة لیس فیها تفقه و قال؟ع؟ لایکون الرجل فقیهاً حتی لایبالی ای ثوبیه ابتذل و بما سدّ فورة الجوع و سئل ابوجعفر7 عن مسألة فاجاب فیها فقال الرجل ان الفقهاء لایقولون هذا فقال7 ویحک الفقیه الزاهد فی الدنیا الراغب فی الآخرة المتمسک بسنة النبی9 و قال7 من حرم الخشیة لایکون عالماً و ان شقّ الشعر فی متشابهات قال اللّه تعالی انما یخشی اللّه من عباده العلماء و قال النبی9 علماء هذه الامة رجلان رجل آتاه اللّه علماً فطلب به وجه اللّه و الدار الآخرة و بذله للناس و لم‏یأخذ علیه طمعاً و لم‏یشتر به ثمناً قلیلاً فذاک یستغفر له من فی البحور و دواب البر و البحر و الطیر فی جو السماء و یقدم علی اللّه سیداً شریفاً و رجل آتاه اللّه علماً فبخل به علی عباد اللّه و اخذ علیه طمعاً و اشتری به ثمناً قلیلاً فذلک یلجم بلجام من نار و ینادی ملک من الملائکة علی رؤس الاشهاد هذا فلان بن فلان آتاه اللّه علماً فی دار الدنیا فبخل به علی عباده حتی یفرغ من الحساب و قال7فی قوله تعالی انما یخشی اللّه من عباده العلماء یعنی بالعلماء من صدق قوله فعله و من لم‏یصدق فعله قوله فلیس بعالم و قال7 لایکون السفه و الغرة فی قلب العالم

 

 

«* اصول فقه صفحه 62 *»

و قال علی7 یا طالب العلم ان للعالم ثلاث علامات العلم و الحلم و الصمت و للمتکلف ثلاث علامات ینازع من فوقه بالمعصیة و یظلم من دونه بالغلبة و یظاهر الظلمة. الی غیر ذلک من الروایات فاعرفهم بصفاتهم و اخلاقهم و زنوا بالقسطاس المستقیم ذلک خیر و احسن تأویلا.

فصـل

قال اللّه سبحانه ان کثیراً من الاحبار و الرهبان لیأکلون اموال الناس بالباطل و یصدون عن سبیل اللّه و قال مثل الذین حملوا التوریة ثم لم‏یحملوها کمثل الحمار یحمل اسفارا و قال علی7 ایاکم و الجهال من المتعبدین و الفجار من العلماء فانهم فتنة کل مفتون و قال7 العلماء رجلان رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج و رجل عالم تارک لعلمه فهذا هالک و ان اهل النار لیتأذون من ریح العالم التارک لعلمه و ان اشد اهل النار ندامة و حسرة رجل دعا عبداً الی اللّه عزوجل فاستجاب له و قبل منه و اطاع اللّه عزوجل فادخله اللّه الجنة و ادخل الداعی النار بترکه علمه و اتباعه الهوی و قال قطع ظهری رجلان من الدنیا رجل علیم اللسان فاسق و رجل جاهل القلب ناسک هذا یسد بلسانه عن فسقه و هذا بنسکه عن جهله فاتقوا الفاسق من العلماء و الجاهل من المتعبدین اولئک فتنة کل مفتون الی آخره و قال7 اذا رأیتم العالم محباً للدنیا فاتهموه علی دینکم فان کل محب یحوط ما احب و قال7اوحی اللّه الی داود7 لاتجعل بینی و بینک عالماً مفتوناً بالدنیا فیصدک عن طریق محبتی فان اولئک قطاع طریق عبادی المریدین ان ادنی ما انا صانع بهم ان انزع حلاوة مناجاتی من قلوبهم و قال فی قول اللّه عزوجل و الشعراء یتبعهم الغاوون قال هل رأیت شاعراً یتبعه احد انما هم قوم تفقهوا لغیر الدین فضلوا و اضلوا.

و قال ان من العلماء من یحب ان‏یخزن علمه و لایؤخذ عنه فذاک فی الدرک

 

 

«* اصول فقه صفحه 63 *»

الاول من النار و من العلماء من اذا وعظ انف و اذا وعظ عنف فذاک فی الدرک الثانی من النار و من العلماء من یری ان‏یضع العلم عند ذوی الثروة و الشرف و لایری له فی المساکین وضعاً فذاک فی الدرک الثالث من النار و من العلماء من یذهب فی علمه مذهب الجبابرة و السلاطین فان رد علیه شی‏ء من قوله او قصر فی شی‏ء من امره غضب فذاک فی الدرک الرابع و من العلماء من یطلب احادیث الیهود و النصاری لیغزر به علمه و یکثر به حدیثه فذاک فی الدرک الخامس من النار و من العلماء من یضع نفسه للفتیا و یقول سلونی و لعله لایصیب حرفاً واحداً و اللّه لایحب المتکلفین فذاک فی الدرک السادس من النار و من العلماء من یتخذ علمه مروة و عقلاً فذاک فی الدرک السابع من النار و قال9سیأتی زمان علی امتی لایبقی من القرآن الا رسمه و لا من الاسلام الا اسمه یسمون به و هم ابعد الناس منه مساجدهم عامرة و هی خراب من الهدیٰ فقهاء ذلک الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة و الیهم تعود و قال الفقهاء امناء الرسل ما لم‏یدخلوا فی الدنیا قیل یا رسول اللّه و ما دخولهم فی الدنیا قال اتباع السلطان فاذا فعلوا ذلک فاحذروهم علی دینکم و قال من اراد الحدیث لمنفعة الدنیا لم‏یکن له فی الآخرة من نصیب.

و قال7ان ابغض الخلائق الی اللّه عزوجل رجلان رجل وکله اللّه الی نفسه فهو جائر عن قصد السبیل مشغوف بکلام بدعة و دعاء ضلالة فهو فتنة لمن افتتن به ضال عن هدی من کان قبله مضل لمن اقتدی به فی حیوته و بعد وفاته حمال خطایا غیره رهن بخطیئته و رجل قمش جهلاً موضعاً فی جهال الامة غار فی اغباش الفتنة عم بما فی عقد الهدنة قد سماه اشباه الناس عالماً و لیس به بکر فاستکثر من جمع ما قل منه خیر مما کثر حتی اذا ارتوی من ماء آجن و اکثر من غیر طائل جلس بین الناس قاضیاً ضامناً لتخلیص ما التبس علی غیره فان نزلت به احدی المبهمات هیأ لها حشواً رثاً من رأیه ثم قطع به فهو من لبس الشبهات فی مثل نسج العنکبوت لایدری اصاب ام اخطأ فان اصاب

 

 

«* اصول فقه صفحه 64 *»

خاف ان‏یکون قد اخطأ و ان اخطأ رجا ان‏یکون قد اصاب جاهل خباط جهالات عاش رکاب عشوات لم‏یعض علی العلم بضرس قاطع یذری الروایات اذراء الریح الهشیم لا ملیٌّ واللّه باصدار ما ورد علیه و لا هو اهل لما فوض الیه لایحسب العلم فی شی‏ء مما انکره و لایری@لایدرى خ‌ل@ ان من وراء ما بلغ منه مذهباً لغیره و ان اظلم علیه امر اکتتم به لما یعلم من جهل نفسه تصرخ من جور قضائه الدماء و تعج منه المواریث الی اللّه اشکوا من معشر یعیشون جهالاً و یموتون ضلالاً لیست فیهم سلعة ابور من الکتاب اذا تلی حق تلاوته و لاسلعة انفق بیعاً و لا اغلی ثمناً من الکتاب اذا حرف عن مواضعه و لاعندهم انکر من المعروف و لااعرف من المنکر و قال7 لاتجلسوا الی کل عالم الا عالم یدعوکم من الخمس الی الخمس من الشک الی الیقین و من الکبر الی التواضع و من الریاء الی الاخلاص و من العداوة الی النصیحة و من الرغبة الی الزهد انتهی.

فتدبر فی هذه الاخبار و الاخبار التی مرت فی الفصل السابق و اعرف العلماء بصفاتهم و احوالهم و اخلاقهم فانک لست بعبد لاحد و لایجب علیک اتباع احد لانک و هم سواء فی درجة التابعیة فمن کان تابعاً للمعصوم7فی علمه و عمله فهو ممن اذن لک المعصوم ان‏تأخذ منه ما لم‏نعلم من احکام دینک و هو راو لما روی لک من غیر رأی و اجتهاد و قیاس و هویٰ و من لم‏یکن تابعاً لهم: فی علمه و عمله بل قال بانسداد باب العلم علیه و تجویز العمل بالظن و الرأی و الهویٰ و الاجتهاد و ما لیس فی کتاب و لاسنة فهو بنفسه احق بقوله و ما لنا و له و هو یقول بما لم‏یقل اللّه سبحانه فی کتابه و لا النبی و الائمة: فی سنتهم.

ثم اعلم انک لن‏تجد احداً یقول انی باطل و قولی باطل و مذهبی باطل و انی اقول برأیی و هوای و اجتهادی و قیاسی من غیر تمسک بالکتاب و السنة حتی انک لو تدبرت فی الملل الباطلة الکافرة لن‏تجد ملة تقول انا کافرون باطلون.

 

 

«* اصول فقه صفحه 65 *»

ولکن؛

و کل یدعی وصلاً بلیلی   و لیلی لاتقر لهم بذاکا
اذا انبجست دموع فی خدود   تبین من بکی ممن تباکی

و الدموع دلیل الصدق و عدمها دلیل الکذب فانظر فی کلمات القوم و دلائلهم من غیر التفات الی ادعائهم فمن کان دلیله و برهانه من الکتاب و السنة فاتبعه و من کان یقول بغیر کتاب و سنة و لو فی بعض المسائل و فی بعض الموارد فلایؤمن من الخطأ و الکذب فباعد عنه و فرّ عنه فرارک من الاسد الضاری بل انک لو تدبرت فی الاخبار تجدها بلا غبار انها لاتکتفی بان الرجل اذا قال بالاخبار یجوز تقلیده و الاخذ عنه بل لابد و ان‏یکون متصفاً باخلاق مذکورة فی تلک الاخبار و من لم‏یتصف بتلک الاخلاق لایؤمن الانسان فی الاخذ عنه البتة فلابد و ان‏یکون الفقیه متصفاً بصفات الروحانیین متخلقاً باخلاق الائمة الطاهرین و ذلک لان النفوس مؤثرة و تکمل فی من اقترن بها مثل ما لها من الصفات البتة فاذا کان الرجل فاسقاً و ان قال حقاً لیس ممن یجوز الاخذ عنه لانه بفسقه یهوّن امور الدین من المحرمات و ترک الواجبات و یؤثر فسقه فی الذی اقترن به و اخذ منه لامحالة و لذلک نهی عن مجالسة الفجار و الفساق و الحمقیٰ و غیر ذلک و امر بمجالسة الاتقیاء و الصلحاء و المؤمنین کما دل علی ذلک ما مرّ من الاخبار من آل اللّه الاطهار علیهم صلوات اللّه الملک الجبار.

و اعتبر من حدیث علی بن الحسین8 حیث قال اذا رأیتم الرجل قد حسن سمته و هدیه و تماوت فی منطقه و تخاضع فی حرکاته فرویداً  لایغرنکم فما اکثر من یعجزه تناول الدنیا و رکوب الحرام منها لضعف نیته و مهانته و جبن قلبه فنصب الدین فخاً لها فهو لایزال یختل الناس بظاهره فان تمکن من حرام اقتحمه و اذا وجدتموه یعف عن مال الحرام فرویداً  لایغرنکم حتی تنظروا فان شهوات الخلق مختلفة فما اکثر من ینبو عن المال الحرام و ان کثر و یحمل نفسه علی شوهاء قبیحة فیأتی منها محرماً فاذا وجدتموه یعف عن ذلک

 

«* اصول فقه صفحه 66 *»

فرویداً  لایغرنکم حتی تنظروا ما عقدة عقله فما اکثر من ترک ذلک اجمع ثم لایرجع الی عقل متین فیکون ما یفسده بجهله اکثر مما یصلحه بعقله و اذا وجدتم عقله متیناً فرویداً  لایغرنکم حتی تنظروا أمع هواه یکون علی عقله او یکون مع عقله علی هواه و کیف محبته للریاسات الباطلة و زهده فیها فان فی الناس من خسر الدنیا و الآخرة بترک الدنیا للدنیا و یری ان لذة الریاسة الباطلة افضل من لذة الاموال و النعم المباحة المحللة فیترک ذلک اجمع طلباً للریاسة حتی اذا قیل له اتق اللّه اخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم و لبئس المهاد فهو یخبط خبط عشواء یقوده اول باطل الی ابعد غایات الخسارة و یمده ربه بعد طلبه لما لایقدر علیه فی طغیانه فهو یحل ما حرم اللّه و یحرم ما احل اللّه لایبالی بما فات من دینه اذا سلمت له الریاسة التی قد یتقی من اجلها فاولئک الذین غضب اللّه علیهم و لعنهم و اعدّ لهم عذاباً مهیناً ولکن الرجل کل الرجل نعم الرجل هو الذی جعل هواه تبعاً  لامر اللّه و قواه مبذولة فی رضا اللّه یری الذل مع الحق اقرب الی عز الابد من العز فی الباطل و یعلم ان قلیل ما یحتمله من ضرائها یؤدیه الی دوام النعیم فی دار لاتبید و لاتنفد و ان کثیر ما یلحقه من سرائها ان اتبع هواه یؤدیه الی عذاب لا انقطاع له و لایزول فذلکم الرجل نعم الرجل فبه فتمسکوا و بسنته فاقتدوا و الی ربکم به فتوسلوا فانه لاترد له دعوة و لاتخیب له طلبة انتهی.

و عن ابی محمد العسکری7 فی قوله تعالی و منهم امیون لایعلمون الکتاب الا امانی الآیة فی حدیث طویل الی ان قال7 قال رجل للصادق7 فاذا کان هؤلاء القوم من الیهود لایعرفون الکتاب الا بما یسمعونه من علمائهم لاسبیل لهم الی غیره فکیف ذمهم بتقلیدهم و القبول من علمائهم و هل عوام الیهود الا  کعوامنا یقلدون علمائهم فان لم‏یجز لاولئک القبول من علمائهم لم‏یجز لهؤلاء القبول من علمائهم.

فقال7 بین عوامنا و علمائنا و بین عوام الیهود و علمائهم فرق

 

 

«* اصول فقه صفحه 67 *»

من جهة و تسویة من جهة اما من حیث استووا فان اللّه قد ذم عوامنا بتقلیدهم علمائهم کما ذم عوامهم و اما من حیث افترقوا فلا قال بین لی یابن رسول اللّه9 قال7 ان عوام الیهود کانوا قد عرفوا علمائهم بالکذب الصریح و بأکل الحرام و الرشاء و بتغییر الاحکام عن واجبها بالشفاعات و العنایات و المصانعات و عرفوهم بالتعصب الشدید الذی یفارقون به ادیانهم و انهم اذا تعصبوا ازالوا حقوق من تعصبوا علیه و اعطوا ما لایستحقه من تعصبوا له من اموال غیرهم و ظلموهم من اجلهم و عرفوهم یقارفون المحرمات و اضطروا بمعارف قلوبهم الی ان من فعل ما یفعلونه فهو فاسق لایجوز ان‏یصدق علی اللّه و لا علی الوسائط بین الخلق و بین اللّه فلذلک ذمهم لما قلدوا من عرفوا و من قد علموا انه لایجوز قبول خبره و لاتصدیقه فی حکایاته و لا العمل بما یؤدیه الیهم عمن لم‏یشاهدوه و وجب علیهم النظر بانفسهم فی امر رسول‏اللّه9اذا کانت دلائله اوضح من ان‏تخفی و اشهر من ان لاتظهر لهم و کذلک عوام امتنا اذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر و العصبیة الشدیدة و التکالب علی حطام الدنیا و حرامها و اهلاک من یتعصبون علیه و ان کان لاصلاح امره مستحقاً و بالترفرف بالبر و الاحسان علی من تعصبوا له و ان کان للاذلال و الاهانة مستحقاً فمن قلد من عوامنا مثل هؤلاء الفقهاء فهم مثل الیهود الذین ذمهم اللّه تعالی بالتقلید لفسقة فقهائهم و اما من کان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدینه مخالفاً علی هواه مطیعاً  لامر مولاه فللعوام ان‏یقلدوه و ذلک لایکون الا بعض فقهاء الشیعة لاجمیعاً فاما من رکب من القبایح و الفواحش مراکب فسقة فقهاء العامة فلاتقبلوا منهم عنا شیئاً و لاکرامة و انما کثر التخلیط فیما یتحمل عنا اهل‌البیت لذلک لان الفسقة یتحملون عنا فیحرفونه باسره لجهلهم و یضعون الاشیاء علی غیر وجوهها لقلة معرفتهم الی آخر الحدیث.

فظهر من هذه الاخبار انه لم‏یجز قبول قول احد علی الائمة:

 

 

«* اصول فقه صفحه 68 *»

الا ان‏یکون متصفاً بالصفات المذکورة فیها و ان کان الرجل من الشیعة ما لم‏یتأدب بتلک الآداب المذکورة و تلک الاخبار کافیة فی معرفة من یجوز الاخذ عنه و من لایجوز و الحمدللّه.

الباب الخامس

فی الادلة الاربعة و هی الکتاب و السنة و دلیل العقل و الاجماع ففیه اربعة مقاصد

المقصد الاول

فی حجیة ظواهر الکتاب المحکمة

و قد ورد اخبار کثیرة بان علم الکتاب عند آل‌محمد: و لذا ذهب جماعة من العلماء الی امتناع الوصول الی معناه فلایمکن العمل به و الحق انه مع ان علمه عند آل‌محمد: یمکن العمل به و الوصول الی معناه الظاهر بتعلیمهم: ایانا اما باقامة اجماع او ضرورة او اخبار متواترة او محفوفة بالقرائن القطعیة فلاینافی ذلک ما ورد ان علمه عندهم: لانا نفهم منه ما نفهم بواسطتهم و لم‏نستقل فی فهمه الی آرائنا حتی یلزم التنافی و لاسیما اذا امرونا فی اختلاف الاخبار بالعرض علی الکتاب و اخذ الموافق و طرح المخالف فلو لم‏نعرف منه شیئاً فلم امرونا بالعرض فامرهم بذلک ادل دلیل علی انا نعرف شیئاً من معانیه و کذلک نریهم: امرونا بالتدبر فی آیاته و التفکر فیها و الاعتبار عنها فلو لم‏نعرف منها شیئاً لم‏یأمرونا علی ذلک و نحن نعلم قطعاً ان الفاظه عربیة و نعرف ظواهره قطعاً  کیف لا و قد تحدی به رسول‏اللّه9 کفار العرب فلو لم‏یعرفوا منه شیئاً فکیف تحدی به و من ای شی‏ء عجزوا عن الاتیان بمثله؟

نعم للقرآن ظواهر یعرفها العلماء الظاهریون و بواطن لایعرفها الا الخصیصون و من ارادوا: تعلیمه و ظواهره هی المقصودة فی علم الفقه الظاهر و ذلک میسر لکثیر من العلماء الظاهریین و لاشک ان کل من دخل عرصة العلماء الظاهریین عرف ظاهر معنی اقیموا الصلوة و آتوا الزکوة و للّه علی الناس حج البیت

 

 

«* اصول فقه صفحه 69 *»

من استطاع الیه سبیلا و امثال تلک الآیات و لذا روی عن مولانا امیرالمؤمنین؟ع؟ ثم ان اللّه قسم کلامه ثلثة اقسام فجعل قسماً منه یعرفه العالم و الجاهل و قسماً لایعرفه الا من صفا ذهنه و لطف حسه و صح تمییزه ممن شرح اللّه صدره للاسلام و قسماً  لایعلمه الا اللّه و ملائکته و الراسخون فی العلم و انما فعل ذلک لئلا یدعی اهل الباطل المستولین علی میراث رسول‌اللّه؟ص؟ من علم الکتاب ما لم‏یجعله اللّه لهم و لیقودهم الاضطرار الی الایتمام بمن ولی امرهم الی آخره فظهر من هذا الحدیث الشریف ان ما ورد من الاخبار فی حصر علمه فی المعصومین: هو القسم الثالث و ما ورد منها فی العرض علیه و التدبر فیه و الاعتبار منه هو القسمان الاولان فلایبقی التنافی بینهما و الحمدللّه.

نعم بعد فهم ظواهر الکتاب لاشک ان منه آیات محکمات و اخر متشابهات و منه ناسخ و منه منسوخ و منه عام و منه خاص و منه مجمل و منه مبین و منه تعریض و منه تصریح و لایعرف ذلک الا من جهة اخبارهم:لانها لایعرف من نفس الکتاب بالبداهة و یحتاج الی علم خارج و ذلک العلم عند الائمة: و لیس عند احد بالبداهة فنحتاج فی جمیع ذلک الی اخبار الائمة:فالقسمان الاولان ایضاً راجعان الیهم: فی الحقیقة فیصدق ان علم الکتاب کله عندهم: و نحن نرجع الیهم: فی جمیع امورنا ان‏شاءاللّه فما نعرفه من الکتاب اما بأقامة ضرورة او اجماع او اخبار متواترة او اخبار محفوفة بالقرائن القطعیة او دلیل عقل یشهد العقول عدله و کل ذلک یرجع الیهم: و لایقال بانه اذا قامت الضرورة او الاجماع علی شی‏ء و کذا اذا دلت الاخبار و حکمت العقول باسرها علی شی‏ء فما ثمر الکتاب لانا نقول اولاً بان اصل الحکم ثابت فی الکتاب و انما دلت الادلة علی معرفته و الادلة سبیل الی المقصود و المقصود هو فی الکتاب.

 

 

«* اصول فقه صفحه 70 *»

و ثانیاً بان العلم له درجات بالبداهة اما تری انه لو اخبر ثقة بشی‏ء و حدث نعلم به و بحدوثه فلو اخبر ثقتان یتأکد علمنا یقیناً و ان اخبر ثقات یتأکد اکثر و هکذا کلما کثرت الثقات اشتد العلم تأکیداً فکذلک اذا دل الکتاب علی شی‏ء و یشهد به الاخبار و سایر الادلة یتأکد العلم یقیناً و فی تأکید العلم اثر عظیم فی النفس یقیناً فاذا قامت الضرورة و الاجماع و دلت الاخبار و العقول و الکتاب علی شی‏ء یحصل لنا العلم به بذلک اوکد من العلم الحاصل من واحد او من اثنین منها.

المقصد الثانی

فی الاخبار

و نحن فی الواقع نحتاج الیها اکثر و اکثر لان سایر ادلتنا لایدل الا علی قلیل من کثیر من المسائل ففی هذا المقصد مطلبان:

المطلب الاول

فی القول فی نفس الاخبار و فیه فصول

فصـل

قد ذهب جل الاصولیین الی ان الکتاب قطعی الصدور ظنی الدلالة و ان الاخبار ظنیة الصدور و الدلالة الا قلیلاً و قد ظهر مما سبق من صفات اللّه سبحانه و من صفات النبی و الائمة: انه یجب فی الحکمة ان‏یبقی فی ایدی المسترشدین بعد فقد النبی و الاوصیاء و غیبة الولی: ما یکون قائماً مقامهم و الا یلزم اللغو و العبث فی خلقة الحکیم لعدم ترتب الفائدة التی خلق الخلق لاجلها و هی العبادة و المعرفة و انها لاتحصل الا بالهدایة و الارائة علی الیقین دون الشک و الظن و التخمین و ذلک لایمکن الا ان‏یبقی فی ایدینا کتاباً و اخباراً قطعیة الصدور و الدلالة لان حجة اللّه هی الحجة الواضحة و هی الحجة البالغة و لایقوم علی الناس حجة بالظن لان ما یحتمل خلافه

 

 

«* اصول فقه صفحه 71 *»

لایمکن ان‏یقام به الحجة و نری عیاناً انه لیس فی ایدینا سوی هذه الاخبار المشهورة المعروفة فلایبقی لنا شک بان هذه الاخبار هی حجج اللّه سبحانه علی الناس بالقطع و الیقین و یجب علینا التمسک بها من غیر طریق الظن و التخمین لانه سبحانه لو لم‏یرض بذلک و هو حکیم قادر شاهد لبدلها و غیرها لامحالة و کذا النبی و الاوصیاء: مع قدرتهم و شهادتهم قد قرروها و سکتوا عن الرد و الردع فی هذه المدة المدیدة و اذ لم‏یغیروها و لم‏یبدلوها علمنا بتقریرهم و تسدیدهم و تأییدهم انها قطعیة الصدور و الدلالة یقیناً و من شک فی قطعیة صدورها و دلالتها فقد شک فی الواقع فی حکمة اللّه سبحانه و قدرته و قهره و غلبته و شهادته و عدله و هدایته و رأفته و رحمته و قد شک فی حکمة النبی و الائمة: و قدرتهم و شهادتهم و عصمتهم و هدایتهم و رأفتهم و رحمتهم و قد قرأت فی الزیارة أقمتم حدوده و بینتم فرائضه و سننتم سنته و نشرتم شرایع احکامه فلو لم‏تصدر منهم: لم‏یقررها اللّه سبحانه و لم‏یقرروها فی جمیع هذه المدة المدیدة.

و کذلک لو لم‏یکن دلالتها قطعیة لم‏یسکتوا عنها ابداً مع ما علمت من صفاتهم و نصبوا لنا شیئاً غیرها یکون قطعیة الدلالة فاذا سکتوا عن جمیع ذلک مع ما کانوا علیها من الصفات علمنا علماً قطعیاً یقینیاً بان هذه الاخبار المدونة فی الکتب المعروفة الاسناد الی الثقات مقررة مسددة من عندهم فی الصدور و الدلالة فنحن نتکل علی تقریرهم و تسدیدهم و تأییدهم لما عرفنا منهم من الصفات و الخصال التی یلزمها الاتکال.

فواللّه لو لم‏یکن التسدید و التقریر دلیلاً  قطعیاً لایمکن الاستدلال لاحد علی شی‏ء فی ملک اللّه سبحانه ابداً ابدا سواء کان المستدل نبیاً او وصیاً او حکیماً او غیرهم و المستدل‌علیه اصولاً او فروعاً او غیرهما هب ان نبیاً من الانبیاء جاء بخوارق العادات و المعجزات فواللّه اذا انضم الیها دلیل التقریر من اللّه تتم و الا لاتتم ابداً لانها مع قطع النظر عن التقریر

 

 

«* اصول فقه صفحه 72 *»

یحتمل ان‏یکون سحراً او@و خ‌ل@ شعبدة و@او خ‌ل@ غیر ذلک و الاحتمالات السوفسطائیة ساریة فی کل شی‏ء لو لم‏یکن الاتکال علی الحکیم القدیر العلیم و مع الاتکال لایبقی للمؤمن اشکال فی شی‏ء ابداً ابدا و مع قطع النظر عن هذه المسألة ای مسألة التسدید فلعمری لایبقی فی ایدی الناس شی‏ء واحد و مسئلة واحدة الا و یحتمل فیه احتمالات کثیرة جداً بل لایبقی لاحد ظن علی مسئلة من المسائل ابداً اذ یحتمل فی کل خبر و کل مسئلة ما یقولون من الدس و التحریف و التغییر و التبدیل و الکذب و الافتراء و غیر ذلک و مع جواز هذه الاحتمالات الکثیرة لایبقی للذکی الفطن المجرب العارف باهل الزمان و احوالهم الا الشک بل من عرف اهل الزمان و احوالهم و تدبر فیما لهم و علیهم یحصل له الظن بان الاخبار لم‏یصدر عنهم فضلاً عن ظن الصدور الا ان القوم لما رأوا ان الاحتمالات جاریة و مع وجودها لایبقی علم ابدا قالوا بالظن من غیر تفطن او([7]) لان ایمانهم مانع من القول بالشک المحض او([8]) لان عاداتهم حملتهم علی القول بالظن و سکنت الیه نفوسهم من غیر رویة و تدبر و تدرب و الا فالسالک مسلکهم ان کان فطناً و رأی من الناس ما رأی و تدبر فی احوالهم لایمکنه القول فی شی‏ء من الاشیاء الا بالشک او ظن الخلاف.

فالواجب علینا ان لانسلک سبیلهم و نسلک سبیل السالکین الی اللّه سبحانه و هم الانبیاء و الاوصیاء: فتریهم یتمسکون فی براهینهم بالدلیل التقریر و الاتکال الی@على خ‌ل@ الرب الحکیم القدیر الشاهد الخبیر کما علم اللّه سبحانه نبیه9 فی کتابه قل کفی باللّه شهیداً بینی و بینکم فلو لم‏یؤمنوا بهذا الدلیل و لم‏یسلکوا هذا السبیل فبأی حدیث بعده یؤمنون فبتقریر اللّه سبحانه و تسدیده نعلم ان اخبارنا المدونة فی الکتب المعتبرة المعلومة النسبة الی مصنفیها الذین قد ضمنوا صحة ما کتبوا کلها صحیحة قطعیة الصدور و الدلالة و الحمدللّه علی ما منّ علینا من الدلیل علی ایضاح السبیل.

«* اصول فقه صفحه 73 *»

فصـل

هنا دلیل آخر و هو ان اللّه سبحانه خلق الاناسی مدنی الطبع و لم‏یخلقهم علی طبع سایر الحیوانات و الوحوش و الطیور حتی یعیشوا فرداً فرداً لما جعل فی کینوناتهم من العلوم و الصنائع و جبلهم علی معرفة الحقایق و معرفة اللّه سبحانه و عبادته و معرفة انبیائه و رسله و طاعتهم و هم فی اول التولد جاهلون لایعلمون شیئاً و لایعقلون یحتاجون الی تعلیم معلم و ذلک لایمکن الا ان‏یکونوا مدنی الطبع مجبولة علی الاجتماع و الاقتران.

فلما خلقهم علی هذا الطبع خلق لهم معلمین یعلمونهم الکتاب و الحکمة و اولئک المعلمون هم الانبیاء و الحجج: فلما اجتمعوا احتاج کل واحد منهم الی کل واحد فیما لیس له و کان عند ذلک الواحد لان کل واحد یحتاج الی الطعام و الشراب و اللباس و المسکن و غیر ذلک و حصول الاطعمة یحتاج الی الزارع و هو محتاج الی آلات الزراعة فیحتاج الی الحداد و النجار و غیر ذلک و حصول الشراب موقوف علی وجود الآبار و الانهار و وجودها موقوفة علی وجود المقنی و هو محتاج الی آلات الحدید و الی الحداد و الحداد محتاج الی الحدید و هو موقوف علی وجود المعدن و الی الصائغ و کل واحد یحتاج الی اللباس و وجوده موقوف علی وجود الخیاط و الی وجود الحائک و هما محتاجان الی ما مر ذکره و حصول الحیاکة موقوف علی وجود الغزل و هو موقوف علی وجود الغازل و هو محتاج الی ما مر ذکره و حصول الغزل موقوف علی وجود القطن و هو موقوف علی وجود الزارع و هکذا کل واحد منهم محتاج الی المسکن و وجوده موقوف الی العملة و الاکرة و الی وجود البناء و کل واحد منهم محتاج الی ما مر ذکره و هکذا اذا تدبرت فی وجود هذا الخلق المدنی الطبع تری کل واحد منهم محتاج الی کل واحد من جهة او من جهات عدیدة و لاشک فی ذلک لانه

 

 

«* اصول فقه صفحه 74 *»

مشاهد محسوس و لاشک انه لایمکن لاحد منهم ان‏یقضی حوائجه المتکثرة ابداً ابدا ثم لاشک انه لم‏یصدر من کل واحد منهم الا امر من الامور و شأن من الشئون بمقتضی طبعه و سلیقته و جبلته کما هو مشاهد محسوس.

فتری فی جبلة بعضهم و طبعه کسب العلوم و هو میسر لها و لایمکنه سایر الصنایع و لو کسب فی مدة مدیدة سایر الصنایع لایکاد یکسبها بل اذا دققت النظر رأیت ان بعض الناس مجبول خلقه و جبلته علی علم النحو و الصرف حسب و لایمکنه کسب سایر العلوم و بعضهم مجبول علی علم الفقه و الاصول و لایمکنه کسب سایر العلوم و بعضهم مجبول علی علم الحکمة و بعضهم مجبول علی العلوم الریاضیة و بعضهم مجبول علی العلوم الغریبة کالسیمیا و اللیمیا و الرمل و الجفر و بعضهم مجبول علی طبع الشعر و لایمکنه غیر ذلک و کذلک تری بعضهم مجبولاً علی علم الخط و لایمکن لغیره تجوید الخط و لو مشق دهراً فتری بعضهم میسراً بمقتضی طبعه للزراعة و لایقبل غیرها و بعضهم میسراً للتجارة@للنجارة‌ خ‌ل@ و لایقبل غیرها و بعضهم میسراً للحیاکة و لایقبل غیرها و بعضهم للخبازة و لایقبل غیرها و هکذا فافتح عینیک و انظر الی کل واحد منهم تری کل واحد منهم عاملاً میسراً لما خلق لاجله و ذلک تقدیر العزیز العلیم لان کل کسب اذا کان من طبع احد فلایأخذه ملالة فی عمله و ان عمل عمر الدنیا و ان لم‏یکن من طباعه یأخذه الکلال و الملال فی اقل مدة فجعل سبحانه من لطیف حکمته کل کسب و عمل فی طباع بعض دون بعض مخصوصاً به@کل احد مخصوص به خ‌ل@  لان لایأخذه الانضجار و الملالة لیقوم الدنیا بذلک و یصلح العباد و یعمر البلاد لئلایبقی خلل فی حکمته فاذا جبلهم علی ذلک فقد قرر فی حکمته ان‏یکون کل ذی‌کسب و کل ذی‌صنعة امیناً فی کسبه و صنعته و حرم فی حکمته التجسس و الوسوسة فی صنعة کل ذی‌صنعة و ذلک الحکم ایضاً ناش@ناشئ خ‌ل@ عن حکمة المحکمة المتقنة اذ لایمکن لاحد ان‏یجسس فی امور الدنیا و فی صنعة کل ذی‌صنعة صنعه و لو عاش عمر الدنیا.

 

 

«* اصول فقه صفحه 75 *»

و ان اردت مشاهدة ذلک فتجسس فی امر واحد من الامور فهل تقدر ان‏تعیش یوماً فتجسس فی الخبز الذی تأکله من جهة من جهاته و تفحص عنه بان الخباز نجسه ام لا فاذا علمت انه لم‏ینجسه فتفحص عنه بانه سرق حبه ام لا فاذا علمت انه لم‏یسرق بل اشتراه من الزارع فتفحص بانه اشتراه علی نهج الشرع ام لا فان علمت بانه اشتراه علی نهج الشرع فتفحص عن حال الزارع بانه سرق الحب و باعه ام لا فاذا علمت انه لم‏یسرق فتفحص بانه زرعه فی ملکه ام فی ملک@الملک خ‌ل@ الغصبی فاذا علمت انه زرعه فی ملکه فتفحص بانه اشتری ذلک الملک من الغیر ام ورثه من ابیه فتفحص عن حال ذلک الغیر او من حال ابیه و هکذا لو اردت ان‏تسلک هذا المسلک لاتقدر علی أکلة واحدة فی الدنیا فضلاً عن سایر الامور التی لاتتناهی لانک لاتعلم الغیب و لابد لک ان‏تتفحص عن امر بعد امر و عن حال بعد حال و عن طبقة بعد طبقة الی ان‏تصل الی ابینا آدم7 و هل ذلک کله یمکن لاحد فلذلک ارسل سبحانه الیک الرسل: و امروک بالایتمان علی کل ذی‌صنعة فی صنعته لئلایفسد امر البلاد و العباد و ذلک هو السر فی امانة المسلمین فی امورهم و المؤذنین فی آذانهم و الذابحین فی ذبحهم فلیس تکلیفنا التفحص و التجسس عن حال المسلمین فیما هم علیه من المکاسب بل حرم علینا ذلک فقال فلاتجسسوا نعم اذا خان یوماً خائن لانعتمد علیه بعد ظهور الخیانة و لایجوز لنا اجراء خیانته فی سایر المسلمین.

فاذا عرفنا ذلک الحکم المحکم بالدلیل الذی لایمکن لاحد رده فی امور الدنیا الفانیة فنقول ان من الامور التی یقوم بها بناء العالم و اساس عیش بنی‌آدم و یقوم بها امور دینهم و امور آخرتهم التی عیش الابد @بها خ‌ل@ خلق جماعة خاصة لحمل الاخبار و الآثار و الروایة عن آل اللّه الاطهار: فلابد فی الحکمة و یجب فیها ان‏یخلق اللّه سبحانه جماعة موکلین بهذا الامر العظیم و الخطب الجسیم الذی هو اعظم من جمیع الامور الدنیاویة الفانیة لانه امر باق للباقین و الحکیم الذی لم‏یخل بالامور الدنیاویة الفانیة لایخل

 

 

«* اصول فقه صفحه 76 *»

بامر قد ارسل لاجله الرسل و انزل له الکتب فخلق الرواة المؤتمنین فی الدین و الدنیا لحمل الآثار الینا قرنا بعد قرن و طبقة بعد طبقة لئلایبطل النظام و یفسد الانام فی الدنیا و الآخرة فلایجوز لمن اقر بحکمة اللّه سبحانه و بعدم اخلاله امر خلقه ان‏یشک فیما یروی الثقات له فلو شک فی ذلک فقد شک فی الواقع فی حکمة اللّه سبحانه فلذلک روی عن صاحب الامر7 لا عذر لاحد من موالینا فی التشکیک فیما یرویه عنا ثقاتنا و عن ابی‌الحسن7 انه سئل من اعامل و عمن آخذ و قول من اقبل فقال العمری ثقتی فما ادی الیک عنی فعنی یؤدی و ما قال لک عنی فعنی یقول فاسمع له و اطع فانه الثقة المأمون و سئل ابومحمد7 عن مثل ذلک فقال العمری و ابنه ثقتان فما ادیا الیک عنی فعنی یؤدیان و ما قالا لک عنی فعنی یقولان فاسمع لهما و اطعهما فانهما الثقتان المأمونان و فی توقیع@التوقیع خ‌ل@ الرفیع عن بقیة اللّه7 و اما الحوادث الواقعة فارجعوا فیها الی رواة حدیثنا فانهم حجتی علیکم و انا حجة اللّه و اما محمد بن عثمان العمری فرضی اللّه عنه و عن ابیه من قبل فانه ثقتی و کتابه کتابی انتهی.

و الذی یظهر من هذه الاخبار ان العلة فی وجوب قبول خبر الرواة هی الوثاقة لانهم: عللوا قبول قول اصحابهم بانهم الثقات کما لایخفی و لیس فی الاخبار ایضاً بان الثقة لابد له ان‏یروی بلاواسطة لانه مطلق فکل ما یروی الینا الثقات لایجوز لنا الشک فیها سواء کان بواسطة او وسائط و لایجب ایضاً ان‏یروی الثقة مشافهة بل اذا کتب روایته فی کتابه و وصل الینا کتابه یجب علینا ایضاً قبول قوله فی کتابه اذا کان الکتاب مسنداً@مستنداً خ‌ل@ الیه علی القطع بحکم الحکمة التی لایمکن لاحد ردها لان الراوی کاحد من الناس و یموت وقتاً ما و لابد فی الایصال من الکتب و التوریث@التوارث خ‌ل@ حتی یبقی قوله فی قرن قرن و زمن زمن لئلایبقی الخلق بلافائدة فلذا روی عن ابی‏عبداللّه7 احتفظوا بکتبکم فانکم سوف تحتاجون الیها و قال اکتب و بثّ

 

 

«* اصول فقه صفحه 77 *»

علمک فی اخوانک فان متّ فاورث کتبک بنیک فانه یأتی علی الناس زمان حرج@هرج حدیث@ لایأنسون فیه الا بکتبهم انتهی. و قیل لابی‌‌الحسن الرضا7 الرجل من اصحابنا یعطینی الکتاب و لایقول اروه عنی یجوز لی ان‏ارویه عنه فقال7 اذا علمت ان الکتاب له فاروه عنه و قیل لابی‌جعفر الثانی7 جعلت فداک ان مشایخنا رووا عن ابی‏جعفر و ابی‏عبداللّه8 و کانت التقیة شدیدة فکتموا کتبهم فلم‏ترو عنهم فلماماتوا صارت تلک الکتب الینا فقال حدثوا بها فانها حق انتهی. فیجب علینا قبول قول الثقات و روایتهم و لو فی کتبهم المعلومة النسبة الیهم تکلانا علی حکمة اللّه سبحانه و علی شهادته بشهادة اولیائه الکرام: فلذا قال؟عج؟ فی التوقیع الرفیع لاعذر لاحد من موالینا فی التشکیک فیما یرویه عنا ثقاتنا قد عرفوا بانا نفاوضهم سرنا و نحملهم ایاه الیهم انتهی.

و لایقال انا لانعرف من یحمله الاخبار الینا فلنا عذر فی التشکیک لانا قلنا آنفاً انه یجب فی الحکمة ان لایخل بهذا الامر العظیم فقد خلق یقیناً و لایکون هذا المخلوق لاجل حمل الروایة الینا الا الشیعی فاذا ادعی الشیعی بان کتابی کلها آثار ارویه عن آل اللّه الاطهار؟سهم؟ و نری ان اللّه سبحانه قد قرره علی ذلک و الامام7 @امام العصر  خ‌ل@ سدده و لم‏یردعه نعلم انه صادق تکلاناً علی اللّه سبحانه و علی امامنا7 فلایزلزلنا تحریف الغالین و انتحال المبطلین و تأویل الجاهلین و تغییر المغیرین لان اللّه سبحانه کاف و الامام7حافظ رقیب قد جعله اللّه سبحانه لاجل حفظ دینه فکل ما علمه انه لیس منه و من آبائه: ینفیه عن الدین بای سبب شاء اذ هو القادر علی ما یشاء کما روی عن النبی9 یحمل هذا الدین فی کل قرن عدول ینفون عنه تأویل المبطلین و تحریف الغالین و انتحال الجاهلین کما ینفی الکیر خبث الحدید فاذا کان مثل هذه العدول

 

 

 

 

«* اصول فقه صفحه 78 *»

فی کل قرن فلم‏یبق لنا اضطراب فی الدین ان‏شاءاللّه و هو حسبنا و نعم الوکیل.

فصـل

مقتضی الفطرة الاولیة التی فطر اللّه سبحانه الناس علیها ان‏یصدق الانسان خبر کل مخبر ما لم‏یسبق علی ذهنه الشبهات کما نری انه لو اخبر طفل عن واقعة و حادثة فی البیت نصدقه اولاً اذا کان الذهن خالیاً عن الشبهة فکیف اذا کان المخبر ممیزاً فنصدقه فی اخباره علی القطع و کیف اذا کان عاقلاً و کیف اذا کان عالماً و کیف اذا کان ثقة و کیف اذا کان مسلماً مؤمناً و کیف اذا کان عادلاً فنصدقه و نقطع بخبره و تسکن عنده النفوس و لایجوز@لاتجوّز  خ‌ل@ احتمال الکذب فی حقه کیف لا و نری من انفسنا@ترى انفسنا خ‌ل@ تسکن عند خبر مخبر من عرض الناس ما لم‏یکن مجنوناً غیر مبال فضلاً عن خبر المؤمن العاقل العالم العادل لاسیما اذا اخبر بخبر و ینسبه الی امامه الذی اعتقد انه حجة اللّه و انه ممن لایجوز علیه الکذب و انه ان کذب علیه عاقبه اللّه سبحانه فی النار فلایجوز فی حق مثل هذا المخبر الکذب الا من ابتلی بالوساوس الشیطانیة و الخیالات السوداویة و الا فمن صح مزاجه عن السوداء و المالیخولیاء و من مسّ الشیطان لایشک فی اخبار المؤمن العاقل العادل عما رواه عن امامه المفترض الطاعة.

ولکن الشیطان یوسوس فی صدور الناس و یزلزلهم فی دینهم من غیر تعمق فی المسائل فانک اذا اردت ان‏تنجو من شر وسوسته تتصور فی ذهنک من مضی من الرواة کأحد من اخوانک الذین تباشرهم@تعاشرهم خ‌ل@ و تصادفهم هل تجوز الکذب فی حقه فی خبر اخبرک به ان لم‏تکن من المبتلین بالمالیخولیا و کذلک انت لاتشک فی اخبار احد و روایته عن غیره و ان کان مخالفاً لمذهبک کما کنت تطالع کتب الصرف و النحو و المعانی و البیان و الاصول و الفقه و الحکمة

 

 

«* اصول فقه صفحه 79 *»

سواء کانت الکتب من اهل مذهبک ام من غیرهم و تری فیها روایات غیرهم فی جمیع تلک الکتب کما یقال هذا مثلاً رأی سیبویه و قوله و هذا قول الاخفش و هذا قول الشافعی و هذا قول الفقیه و هذا قول العلامة و هذا قول الشهید و هکذا و تسکن نفسک عند جمیع هذه الاقوال و لاتکاد تشک بان صاحب الکتاب لعله یکذب و یفتری فی اسناده الی غیره و انت ایضاً اذا اردت نقل قول فقیه و قد رأیته فی کتاب غیره تنقل عنه من غیر وسوسة و شک و کان ذلک دیدن جمیع العقلاء و العلماء فی جمیع الاعصار و لایکاد یشک احد فی اخبارهم عن غیرهم بل ان ظهر یوماً ما کذب احد و افترائه لاتکاد تشک فی الباقی ابداً ابدا و تسکن نفسک فی اخبار الباقی کما انه لایضر بأمانة امناء الدنیا اذا خان یوماً ما احد من الخائنین و علی ذلک بناء العالم و نظام عیش بنی‏آدم فی جمیع الاعصار و القرون فاذا کان الامر علی القطع و الیقین و العلم العادی و سکون القلب فی جمیع الدنیا و جمیع المخبرین و جمیع الکتب فلاینبغی لنا ان‏نشک فی کتب الاخبار وحدها و واللّه لما علم الشیطان ان صلاح الدنیا الناس و دینهم فی هذه الکتب و فی هذه الاخبار اراد افساد دینهم و دنیاهم بالقاء الشبهة بانها ظنیة الصدور و الدلالة لئلاتسکن الیها النفوس و لاتعتمد علیها کل الاعتماد و صاروا بذلک خسروا فی الدنیا و الآخرة@خسر الدنیا و الآخرة  2‌خ‌ل@ و لما علم ان سایر الکتب و سایر اخبار العالم غیر مضر فیما یرید خرابه و افساده سکت عن کلها و لم‏یلق فیها شبهة مطلقا و الدلیل علی حقیة الاخبار و صحة صدورها عن آل اللّه الاطهار؟سهم؟ هو اعتناء الشیطان فی القاء الشبهات فیها اذ هو عدو الرحمن و عدو المؤمنین و یرید دائماً تحریف کلمهم و تخریب بنیانهم فالعاقل الذکی یعلم انها حق مستندة الی حق بوسائط حقة و یعلم سبب اعتناء الشیطان لعنه اللّه و اللّه سبحانه متم نوره و لو کره المشرکون.

و ان قیل نعم یسکن القلب باخبار امثال من وصفتهم ولکن العقل لایأبی من تجویز کذبهم و بعد تجویز العقل یضطرب القلب لامحالة و لا

 

 

«* اصول فقه صفحه 80 *»

یمکنه التصدیق نقول ان هذه الاحتمالات العقلیة التی سمیتها بالعقلیة لیست الا وساوس شیطانیة و خیالات سوداویة@سودائیة خ‌ل@ و یأتی بیان ذلک ان‏شاءاللّه تعالی عن قریب فی فصل مخصوص بحیث لایبقی معه شک ان‏شاءاللّه تعالی.

و اذا اردت ان‏تعرف ان هذه الاحتمالات من بخار السوداء و من مرض@المرض خ‌ل@ المالیخولیا تفکر ان الناس فی جمیع القرون و الاعصار تسکن تحت العمارات المسقفة فی جمیع البلدان بلااکتراث بالعلم العادی ساکنی القلوب و لاتکاد تجد احداً یستدل بالوساوس الشیطانیة بان هذه العمارات و هذه السقف لیست بواجب الوجود فتکون ممکن الوجود و الممکن یمکن وقوعه عقلاً فلایجوز السکون تحت السقف عقلاً و ان وجدت مستدلاً علی هذا المنوال تنسبه الی المرض المالیخولیا قطعاً و الاصحاء لایستدلون بامثال هذه الاستدالات الواهیة ابداً و یسکنون البیوت المسقفة سرمداً و لایخطر ببالهم هذه الخطرات ولکن الناس اصحاء فی جمیع امور الدنیا و هم مرضی بمرض@بالمرض خ‌ل@ المالیخولیا فی الکتب الاخباریة و یجرون فیها الخیالات الشیطانیة فالصحیح من کل جهة یسکن قلبه عند امثال هذه العادیات فی جمیع الامور لاسیما فی الاخبار التی علیها بناء الدنیا و نظام الدین التی من ورائها حفظ اللّه سبحانه بواسطة الحفظة و الحاملین للشرع المبین و یمکن تجویز الشک فی جمیع امور الدنیا لانها فانیة و لایمکن الشک فی الاخبار لانها موقوف علیها امور الآخرة الباقیة و اللّه سبحانه مسددها و الامام7 مقررها و مؤیدها فان ضمت الادلة بعضها الی بعض لایبقی شک فی انها صحیحة یقینیة الصدور و الدلالة.

فصـل

اذا تفکر الانسان فی سیرة العقلاء و دیدنهم لاسیما اذا کانوا علماء و لاسیما اذا کانوا مؤمنین و لاسیما اذا کانوا متقین صالحین علم انهم لایقبلون کل خبر من کل مخبر عامی جاهل فاسق غیر مبال بدین و مذهب لاسیما اذا

 

 

«* اصول فقه صفحه 81 *»

کان اخباره فی الدین و المذهب لاسیما اذا اراد المؤمن المتقی العالم العاقل ثبت الخبر فی کتابه لیبقی فی الدهر ابد الابد لاسیما اذا اراد ان‏یعمل به بنفسه و ان‏یعمل به العاملون المؤمنون من بعده الی یوم القیامة لاسیما اذا اراد ضمانة الصحة فلاتزعمن فی حق العلماء الکاملین المتقین مثل الکلینی ان‏یکتب فی کتابه کل ضعیف اخبره به کل فاسق جاهل مجهول النسب بل کان دیدنهم و سیرتهم و مقتضی تقویٰهم و ایمانهم ان لایکتبوا الا اخباراً صحیحة یقینیة الصدور عن الائمة: محفوفة بالقرائن القطعیة و ربما کانت القرائن المتکثرة فی زمانهم موجودة و فی هذه الازمان مفقودة فما لم‏یکن الخبر محفوفاً بالقرائن لایثبتونه فی کتبهم و لایضمنون صحته@لم‌یثبتوه فى کتبهم ثم ضمنوا صحته  2‌خ‌ل@و لاعذر لنا و لاحد من المؤمنین فی التشکیک فیما یرویه عن امامنا7 من امثال الکلینی و لایجوز لنا سوء الظن باولئک الحاملین للاخبار المتقین الاخیار و نری انفسنا انا لانثبت کل خبر من مجهول الحال ثم نضمن صحته و ای فسق اعظم من اثبات خبر غیر  یقینی فی الکتاب ثم ضمانة صحته و هل یحتمل فی حق من کان حاملاً للدین مثل الکلینی الفسق نعوذ باللّه ذلک ظن الذین کفروا.

و ان قیل ان امثال الکلینی لیسوا ممن زعم فی حقهم سوء الظن ولکنهم لیسوا بمعصومین یقیناً و لعلهم اشتبهت علیهم الامور و قطعوا بما رووا و ضمنوا صحتها و فی الواقع اخطأوا@خطأوا  2خ‌ل@ فیها.

قلنا انهم لیسوا بمعصومین یقیناً ولکنهم کانوا ثقات مؤمنین صالحین یقیناً و الامام المعصوم7 من ورائهم یسددهم یقیناً فلیسوا بمخطئین یقیناً لوجود المعصوم و هو7 قد امرنا بالاخذ عن الثقات فی اخبار متواترة فنأخذ عن الثقات و لانجوز الخطاء لوجود الامام7 و ان لم‏یصیبوا فی شی‏ء فعلی الامام7 ان‏یوقفنا علیه فما لم‏یوقفنا علیه من خطائهم نعلم قطعاً انه راض به فلایضرنا عدم عصمة الرواة شیئاً و الحمدللّه.

 

 

«* اصول فقه صفحه 82 *»

و ان قیل ان ما ضمنوا صحتها ان کانت صحیحة فلم‏ توجد فیها اخبار ضعاف مثل اخبار سهو النبی9 قلنا ان الضعیف الذی اصطلح العلماء المتأخرون ان وجد فیما رووا فهو غیر مضر لان الرواة و الحاملین للاخبار قد صححوا الاخبار بالقرائن القطعیة سواء کان راویها شیعیاً ثقة او غیره فالراوی اذا کان غیر شیعی او فاسقاً و دلت القرائن القطعیة علی صحة ما روی لایخرج الحدیث عن کونه صحیحاً و اما اخبار سهو النبی9 فقد صدر منهم: تقیة فهی صحیحة ایضاً نعم لایجوز الاعتقاد بها باخبار اخر.

بالجملة ما لم‏یکن الانسان مریضاً بالمرض المالیخولیا یسکن نفسه عند استماع الخبر من الثقة المؤمن المتقی و یصدقه و لایجوز تکذیبه فی نفسه قطعاً لاسیما اذا کان الخبر من امور الدین و ذلک الثقة قد ضمن صحته و جعله حجة بینه و بین ربه جل جلاله الی یوم یقوم الساعة و قد شهد بذلک کثیر من العلماء فقد نقل عن الشیخ بهاء الدین العاملی المستفاد من تصفح کتب علمائنا المؤلفة فی السیر و الجرح و التعدیل ان اصحابنا الامامیة کان اجتنابهم لمن کان من الشیعة اولاً ثم انکر امامة بعض الائمة: فی اقصی المراتب بل کانوا یحترزون من مجالستهم و التکلم معهم فضلاً عن اخذ الحدیث عنهم و اما بالنسبة الی العامة فیظهرون لهم انهم منهم خوفاً من شکویٰهم الی حکام الضلال و اما هؤلاء المخذولون فلم‏یکن لاصحابنا الامامیة ضرورة داعیة الی ان‏یسلکوا معهم علی ذلک المنوال و خصوصاً الواقفیة فان الامامیة کانوا فی غایة الاجتناب عنهم و التباعد منهم حتی انهم کانوا یسمونهم الممطورة ای الکلاب التی اصابها المطر و ائمتنا: ینهون شیعتهم عن مجالستهم و مخالطتهم و یأمرونهم بالدعاء علیهم فی الصلوة و یقولون انهم کفار مشرکون زنادقة انهم شر من النواصب و ان من خالطهم فهو منهم و کتب اصحابنا مملوة بذلک کما یظهر لمن تصفح کتاب الکشی او غیره فاذا قبل

 

 

«* اصول فقه صفحه 83 *»

علماءنا سیما المتأخرون روایة رواها رجل من ثقات الامامیة عن احد من هؤلاء و عولوا علیها و قالوا بصحتها مع علمهم بحاله فقبولهم لها و تعویلهم بصحتها لابد له من ابتنائه علی وجه صحیح لایتطرق به القدح الیهم و لا الی ذلک الرجل الثقة الراوی عمن هذا حاله کأن‏یکون سماعه منه قبل عدوله عن الحق و قوله بالوقف او بعد توبته و رجوعه الی الحق و ان النقل انما وقع من اصله الذی الّفه و اشتهر عنه قبل الوقف او من کتابه الذی الّفه بعد الوقف ولکنه اخذ ذلک الکتاب عن شیوخ اصحابنا الذین علیهم الاعتماد ککتاب علی بن الحسن الطاطری فانه و ان کان من اشد الواقفیة عناداً للامامیة فان الشیخ شهد له فی الفهرست بانه من الرجال الموثوق بهم و روایتهم الی غیر ذلک من المحامل الصحیحة و الظاهر ان قبول المحقق روایة علی بن ابی‏حمزة مع تعصبه فی مذهبه الفاسد مبنی علی ما هو الظاهر من کونها منقولة عن اصله الی آخر کلامه.

فصــل

اذا تدبر العاقل الذکی الصحیح المزاج البریء من الوساوس الشیطانیة و الخیالات السوداویة المالیخولیاویة فی نفس الاخبار یجد بلاغبار انها مع الاتقان و الاحکام لم‏تصدر من الجهال و انما صدرت من الحکماء المطلعین علی حقایق الاشیاء لان بها یقوم النظام نظام الدنیا و قوام الدین و السلوک الی سبیل رب العالمین و الجاهل بسیاسة الملک و نظم البلاد و العباد لایقدر علی ابراز الاحکام التی بها قوام العالم و لایقدر الحکیم@حکیم خ‌ل@ علی اختراع احکام هکذا فضلاً عن الجاهل فاذا رأینا ان بتلک الاخبار یقوم النظام و یصلح العباد و البلاد علمنا انها لم‏تصدر الا من الائمة الامجاد: و نری مشاهدة انه لو لم‏تکن هذه الاخبار لفسد النظام و ضاع الانام فیبقون بلاشرع و دین و فی ذلک یلزم اللغو فی خلق الحکیم اذ لایعرفون ربهم و لانبیهم و لا امامهم

 

 

«* اصول فقه صفحه 84 *»

و لاشیئاً من احکامهم و لاصلاح دینهم و لا دنیاهم حینئذ فاذا رأینا ان معرفة الرب الجلیل و النبی النبیل و الامام الدلیل و الشرایع و الاحکام تحصل بهذه الاخبار بحیث یصدقها جمیع العقول بانها اوضح من کل دلیل و اقرب من کل سبیل عرفنا انها لم‏تصدر الا ممن جعلهم اللّه سبحانه هادین للخلق اجمعین علیهم صلوات المصلین لاسیما ان دلیل التقریر و التسدید من اللّه الحکیم من وراء ذلک کله عروة وثقی لاانفصام لها لانها متصل بامر اللّه سبحانه و اذا اردت تمثیل ذلک فافرض انک اصبحت فی قاع فرداً لم‏تعرف شیئاً ثم اذا نظرت تری فی جنبک کتاباً منشوراً تقرأ فیها ان لک رباً هکذا و هکذا و لک نبیاً هکذا و اماماً  کذا و ولیاً  کذا و هم اولیائک و ساداتک و امروک بکذا و کذا فافعل کذا و کذا و صرحوا باسمک و رسمک هل تشک ابداً فی ان الکتاب ارسل الیک من ربک مع انک علمت ان ربک حکیم علیم شاهد خبیر هاد قادر قاهر لم‏یخلقک الا لعبادته و معرفته و لابد منه سبحانه ارائة سبیله فاذا اتکلت علیه و امتثلت امره و نهیه فلیس له علیک حجة یوم القیامة و اذا ترکت ما امرت یقوم علیک حجته لامحالة بانی هدیتک و اوضحت سبیلی لک و امرتک و نهیتک فنحن الآن کذلک نعلم ان لنا رباً حکیماً علیماً قادراً هادیاً و له رضاً و غضباً و امراً و نهیاً و لانری فی ایدینا الا هذه الکتب و نری انها تکلیفنا لانها محتویة لجمیع ما نحتاج الیه و نری انفسنا انا لانعلم الغیب فلو اردنا ان‏نعلم انها لم‏تحرف و لم‏تبدل و لم‏تغیر و لم‏تکذب و لم‏یزد فیها و لم‏تنقص لم‏نقدر علی علم جمیع ذلک.

نعم انا اذا علمنا ان ربنا حکیم فلم‏یخلقنا الا لعبادته و هی لاتحصل الا بالهدایة و نعلم انه هاد و نری ان فی ایدینا تلک الکتب و نعلم انها لو لم‏تکن من عنده و هو لایرضاها قادر علی ابطالها و الاتیان بکتب صحاح فاذ لم‏یأت بشی‏ء غیر ما فی ایدینا مع حکمته و قدرته و رأفته و رحمته و هدایته علمنا بالعلم القطعی انها من عنده و من عند اولیائه:.

 

 

«* اصول فقه صفحه 85 *»

فصــل

فاذا علمنا بتقریره سبحانه و بتسدید ولیه7 ان اخبارنا التی فی الکتب المعتبرة المعروفة کالکافی و التهذیب و من لایحضر و ما حذت حذوها فی الاعتبار کلها صحیحة یقینیة الصدور عرفنا بتلک الادلة بعینها انها تکون یقینیة الدلالة و لانحتاج الی تکرار البیان لان جمیع ما قلنا احکام ساریة جاریة فی جمیع الموارد فیکفی هنا الاشارة الی ذلک ان‏شاءاللّه و هی ان اللّه سبحانه حکیم و قد خلقنا علی ما خلقنا و قد علم انه کیف خلقنا و جعل لنا لساناً و لغة و علم انا لانعرف غیر لغتنا فلو ارسل الینا رسولاً بغیر لغتنا و انزل کتاباً و سنة علی غیر لساننا لانعرف مراده البتة فیلزم اللغو فی فعل الحکیم و هو محال فعرفنا انه ارسل الرسل علی لساننا و انزل الکتب علی لغتنا لاسیما نراه یقول فی کتابه للّه الحجة البالغة و لایقوم الحجة علی الخلق الا ان‏یکلم معهم بما عرفوه و یقول و ما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه و نری انا لانعرف من سایر اللغات المجهولة علینا@لنا خ‌ل@ شیئاً و نعرف من هذا الکتاب و هذه السنة جمیع لغاتها فعرفنا انها یقینیة الدلالة بعد تقریر اللّه سبحانه علی ذلک لانها لو لم‏تکن علی لساننا و هو سبحانه عالم قادر لعرفنا غیر ما نحن علیها فاذا لم‏یعرفنا غیر ما نحن فیها و علیها فی جمیع القرون و الاعصار علمنا انها یقینیة الدلالة و لم‏یقصد منها الا مافهمناه منها یقیناً و اجراء الاحتمالات العقلیة فی المسائل العادیة لایورث الا وسوسة فی الصدور و اضطراباً فی النفس و هذه الاحتمالات مصیدة الشیطان یصید بها صیداً  کثیراً بالتزلزل فی النفوس و الاضطراب فی الصدور و ان هی الا کسراب بقیعة یحسبه الظمآن ماءاً حتی اذا جاءه لم‏یجده شیئاً.

و یأتی فیما بعد هذا عن قریب شرح فی العلم العادی و العقلی و الشرعی و الفرق بینها علی ما تسکن عندها النفس و یبرد معه القلب ان‏شاءاللّه فاذا

 

 

«* اصول فقه صفحه 86 *»

صحت الاخبار و وضحت الآثار یقینیة الصدور و الدلالة فینبغی ان‏نتبع الاستدلال العقلی علی حرمة العمل بالظن و الرأی و الاجتهاد و وجوب العمل بالعلم بالاستدلال الشرعی اذ کل ما حکم به العقل المستنیر حکم به الشرع لامحالة و کذا العکس.

فصــل

من البدیهیات العقلیة انه لیس لاحد من الخلق امر و حکم علی احد و لایجب علی احد امتثال امر احد اذ لیس لاحد حق علی احد فالامر کل الامر و الحکم کل الحکم و الحق کل الحق للّه سبحانه علی الخلق لانه سبحانه خلقهم من العدم ثم رزقهم ثم یمیتهم ثم یحییهم و من ضروریات الاسلام انه لم‏یأت احد من عند اللّه سبحانه و لم‏یوح الی احد سوی النبی9 و من ضروریات المذهب انه9‏مااستودع ما استودعه اللّه سبحانه فیه الا فی علی و اولاده الاحدعشر: فکل امر و حکم و دلیل و برهان فی حلال و حرام فی امر الدنیا و الآخرة یسند الیهم و ینتهی الیهم یجب علی الناس الایتمار به و الامتثال له فی جمیع الامور الظاهرة و الباطنة و کل امر و حکم لم‏یسند الیهم: لیس من عند اللّه سبحانه فهو بدعة و لایجوز لاحد ادخاله فی الشرع الظاهر و الباطن و جمیع الاحکام کما مرّ موجود فی اخبارهم و احادیثهم فبعد معرفتنا بانهم متصفون بالصفات التی قد مرت و بان هذه الاخبار هی الحق الصدق یقینیة الصدور عنهم و الدلالة فیجب علینا بعد ذلک ان‏نستدل بها فی جمیع ما ورد علینا کائناً ما کان بالغاً ما بلغ فمن الامور الواردة جواز العمل بالظن و جواز الرأی و القیاس و الاجتهاد فی دین اللّه سبحانه فنرجع الیها الآن ان‏شاءاللّه تعالی حتی یظهر علینا الامر بهدایة اللّه سبحانه قال سبحانه: ان الظن لایغنی من الحق شیئاً و الجنس المحلی باللام یفید العموم کما استدل به الائمة: فجمیع

 

 

«* اصول فقه صفحه 87 *»

افراد الظن او جنس الظن و ماهیته لایغنی من جمیع افراد الحق او ماهیة الحق شیئاً و شیئاً نکرة فی سیاق النفی یفید العموم ایضاً فبطل بهذا قول من حمل حرمة العمل بالظن فی العقاید و اصول الدین خاصة و اجازه فی الفروع الشرعیة و لایجوز تخصیص العام بالرأی و الاجتهاد هذا.

و قد صرح فی آی عدیدة بعدم جواز استماع غیر العلم فی الاعمال کما قال سبحانه و اذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا علیها آبائنا و اللّه امرنا بها قل ان اللّه لایأمر بالفحشاء أ تقولون علی اللّه ما لاتعلمون و قال تعالی یا ایها الناس کلوا مما فی الارض حلالاً طیباً و لاتتبعوا خطوات الشیطان انه لکم عدو مبین انما یأمرکم بالسوء و الفحشاء و ان‏تقولوا علی اللّه ما لاتعلمون و قال من الابل اثنین و من البقر اثنین قل ءالذکرین حرم ام الانثیین اما اشتملت علیه ارحام الانثیین ام کنتم شهداء اذ وصیکم اللّه بهذا فمن اظلم ممن افتری علی اللّه کذباً لیضل الناس بغیر علم ان اللّه لایهدی القوم الظالمین.

و هذه الآیات صریحة فی عدم جواز العمل بغیر العلم و بعد ورود هذه الآیات المصرحة@الصریحة‌ خ‌ل@ فالقول بان حرمة الظن مخصوصة بالعقاید مکابرة محضة فینبغی للمؤمن ان لایصغی الی مثل هذه المکابرات و قد قال تعالی و لاتقف ما لیس لک به علم و کلمة «ما» من ادوات العموم و لا اختصاص لها بشی‏ء دون شی‏ء و قال سیقول الذین اشرکوا لو شاء اللّه ما اشرکنا و لا آبائنا و لا حرمنا من شی‏ء کذلک کذب الذین من قبلهم حتی ذاقوا بأسنا قل هل عندکم من علم فتخرجوه لنا ان تتبعون الا الظن و ان انتم الا تخرصون فوبّخهم بان اشراکهم و اشراک آبائهم و تحریمهم من شی‏ء من غیر علم و ان‏یتبعون فی جمیع ذلک الا الظن و ان هم الا یخرصون فی جمیع ذلک فقد صرح سبحانه بان اتباع الظن و الخرص لایجوز فی العقائد التی من فروعها الاشراک و لا فی الاعمال التی من فروعها تحریم شی‏ء و قال انما حرم ربی الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الاثم و البغی بغیر حق و ان تشرکوا باللّه ما لم‏ینزل به سلطاناً و ان تقولوا

 

 

«* اصول فقه صفحه 88 *»

علی اللّه ما لاتعلمون و قال و من اضل ممن اتبع هواه بغیر هدی من اللّه و قال و لایشرک فی حکمه احدا و قال بل اتبع الذین ظلموا اهوائهم بغیر علم و قال و لاتتبع الهوی فیضلک عن سبیل اللّه ان الذین یضلون عن سبیل اللّه لهم عذاب شدید بما نسوا یوم الحساب و قال و استقم کما امرت و لاتتبع اهوائهم و قل آمنت بما انزل اللّه من کتاب و قال و احذرهم ان‏یفتنوک عن بعض ما انزل الله الیک و قال ام لهم شرکاء شرعوا لهم من الدین ما لم‏یأذن به اللّه و قال ثم جعلناک علی شریعة من الامر فاتبعها و لاتتبع اهواء الذین لایعلمون انهم لن‏یغنوا عنک من اللّه شیئا و قال أفمن کان علی بینة من ربه کمن زین له سوء عمله و اتبعوا اهوائهم و قال ان یتبعون الا الظن و ما تهوی الانفس و لقد جائهم من ربهم الهدی الی غیر ذلک من الآیات الواضحات البینات المصرحات علی حرمة اتباع الاهواء و الآراء و ما لم‏یأذن به اللّه سبحانه و تشریع الشرایع و الاحکام و وجوب الاستقامة بما امره اللّه سبحانه و الایمان به و اتباعه و لزومه و الحذر مما شرعوا و اشرکوا.

ثم لا شک ان کل ما لم‏یأمر به اللّه و لم‏یأذن به و لم‏ینزل له من سلطان و برهان کلها رأی و هوی أما تری انه قال و استقم کما امرت و لاتتبع اهوائهم و قل آمنت بما انزل اللّه من کتاب فالاستقامة علی ما امر اللّه سبحانه و الایمان بما انزل اللّه من کتاب هو الواجب المأمور به و ماسوی ذلک هواء و رأی حیث قال و لاتتبع اهوائهم و کذلک قال ثم جعلناک علی شریعة من الامر فاتبعها فجاعل الشریعة و الامر و النهی و الحکم هو اللّه سبحانه فما لیس منه لیس بشریعة و انما هو اهواء الذین لایعلمون فلاتشتبهن@فلایشتبهن خ‌ل@ علیک الامر بان‏تزعم ان الاهواء و الآراء هی ان‏یقول الرجل من غیر فکر و تدبر و دلیل عقل و تقول لم‏اجد احداً من العلماء ان‏یقول بهواء و رأی و لعلک لم‏تشک فی ان العامة اهل هویٰ و رأی و ان راجعت کلماتهم لن‏تجدها من غیر دلیل بل استدلوا علی کل مسئلة بالادلة العقلیةمن الاستحسانات و القواعد و الاصول@بادلة عقلیة و استحسانات و قواعد و

 

 

«* اصول فقه صفحه 89 *»

اصول خ‌ل@  فلاتغفلن عن معنی الهویٰ و الرأی فکل ما لم‏ینزل اللّه سبحانه من کتاب فهو  رأی و هویٰ کائناً ما کان بالغاً ما بلغ سواء استدل علیه بسایر الادلة ام لا فهذا ما دل علی ما ادعینا من الآیات.

و اما الاخبار فهی ایضاً کثیرة جداً فمنها ما قال ابوعبداللّه7 فی وصیته لمفضل بن عمر  قال سمعت اباعبداللّه7 یقول من شک او ظن فاقام علی احدهما فقد حبط عمله ان حجة اللّه هی الحجة الواضحة انتهی انظر کیف صرح بان حجة اللّه هی الحجة الواضحة و هی لاتقوم بالظن و الشک و من قام علی احدهما فقد حبط عمله و انظر الی ما قال النبی9ایاکم و الظن فان الظن اکذب الکذب و عنه9 اذا تطیرت فامض و اذا ظننت فلاتقض و عن الصادق7 من افتی الناس برأیه فقد دان بما لایعلم و من دان بما لایعلم فقد ضاد اللّه حیث احل و حرم و عن ابی‌الحسن؟ع؟ اذا جائکم ما تعلمون فقولوا به و ان جائکم ما لاتعلمون فها و اهوی بیده الی فیه و عن الصادق7 لایسعکم فیما ینزل بکم مما لاتعلمون الا الکف عنه و التثبت و الرد الی ائمة الهدی حتی یحملوکم فیه علی القصد و یجلوا عنکم فیه العمیٰ و یعرفوکم فیه الحق قال اللّه فاسئلوا اهل الذکر ان کنتم لاتعلمون و عن الصادق7 ان اللّه تبارک و تعالى حصر عباده بآیتین من کتابه ان لایقولوا حتی یعلموا و لایردوا ما لم‏یعلموا قال اللّه عزوجل ألم یؤخذ علیهم میثاق الکتاب ان لایقولوا علی اللّه الا الحق و قال بل کذبوا بما لم‏یحیطوا بعلمه و لمایأتهم تأویله و عنه7 انهاک عن خصلتین فیهما هلک الرجال انهاک ان‏تدین اللّه بالباطل و تفتی الناس بما لم‏تعلم و عنه7 ایاک و خصلتین فیهما هلک من هلک ایاک ان‏تفتی الناس برأیک او تدین بما لم‏تعلم.

و عن الرضا عن آبائه عن امیرالمؤمنین: قال قال رسول اللّه9من افتی الناس بغیر علم لعنته ملائکة السموات و الارض

 

 

«* اصول فقه صفحه 90 *»

و عن ابی‏جعفر7 قال من افتی الناس بغیر علم و لا هدی من اللّه لعنته ملائکة الرحمة و ملائکة العذاب و لحقه وزر من عمل بفتیاه و سئل ابوجعفر7 ما حق اللّه علی العباد قال ان‏یقولوا ما یعلمون و یقفوا عند ما لایعلمون و سئل ابوعبداللّه7 عن ذلک فقال ان‏یقولوا ما یعلمون و یکفوا عما لایعلمون فاذا فعلوا ذلک فقد ادوا الی اللّه حقه الی غیر ذلک من الاخبار الکثیرة المتواترة الموافقة للکتاب و العقل المستنیر و الاجماع الذی فیه المعصوم.

فقد ظهر حرمة العمل بالظن و وجوب استعمال العلم و لم‏یرد فی شی‏ء من المحرمات من الاخبار هذا المبلغ أ فلم‌یحصل للقوم ظن من هذه الخبار بحرمة استعمال الظن فیا عجبا لهم انهم یفتون بحدیث واحد بحرمة شی‏ء و حله و لم‏یشکوا فی حرمة العمل بالظن بل اوجبوه نعوذ باللّه من بوار العقل.

و اما ما دل علی حرمة الاجتهاد و الرأی و الهویٰ من الآیات فقد مرت آنفاً و اما من الاخبار فهی اکثر من ان‏تحصی و نورد بعضها اذ فی کل واحد واحد منها کفایة و بلاغ فعن علی7 قال ترد علی احدهم القضیة فی حکم من الاحکام فیحکم فیها برأیه ثم ترد تلک القضیة بعینها علی غیره فیحکم فیها بخلاف قوله ثم تجتمع القضاة بذلک عند الامام الذی استقضاهم فیصوب آرائهم جمیعاً و الههم واحد و نبیهم واحد و کتابهم واحد أ فامرهم اللّه بالاختلاف فاطاعوه او نهاهم عنه فعصوه ام انزل اللّه دیناً ناقصاً فاستعان بهم علی اتمامه ام کانوا شرکاء للّه فلهم ان‏یقولوا و علیه ان‏یرضی ام انزل اللّه دیناً تاماً فقصر الرسول9 عن ابلاغه و ادائه و اللّه سبحانه یقول ما فرطنا فی الکتاب من شی‏ء و فیه تبیان کل شی‏ء الی آخر الحدیث.

انظر کیف استدل7 بالدلیل العقلی بعدم جواز استعمال شی‏ء ماانزل اللّه به آیة@على عدم جواز شى‌ء ما لم‌ینزل الله به آیة  2خ‌ل@ و عن ابی‏عبداللّه7 قال سألنی ابن شبرمة ما تقول فی القسامة فی الدم فاجبته بما صنع رسول اللّه9 قال أرأیت

 

 

«* اصول فقه صفحه 91 *»

لو ان النبی لم‏یصنع هذا کیف کان یکون القول فیه قال قلت له اما ما صنع النبی9 فقد اخبرتک و اما ما لم‏یصنع فلاعلم لی به و عن ابی‏عبداللّه7 فی قول اللّه عزوجل و من اضل ممن اتبع هواه بغیر هدی من اللّه یعنی من اتخذ دینه رأیه و فی اخری یعنی اتخذ دینه هواه بغیر هدی من ائمة الهدی و سئل عن مسئلة فاجابه فقال الرجل أرأیت ان کان کذا و کذا ما کان یکون القول فیه فقال مه ما اجبتک فیه من شی‏ء فهو عن رسول اللّه9 لسنا من ارأیت فی شی‏ء و قال ان اللّه فرض ولایتنا و اوجب مودتنا واللّه مانقول باهوائنا و لانعمل بآرائنا و لانقول الا ما قال ربنا عزوجل و عن علی بن الحسین8 ان دین اللّه لایصاب بالعقول الناقصة و الآراء الباطلة و المقائیس الفاسدة و لایصاب الا بالتسلیم فمن سلم لنا سلم و من اهتدی بنا هدی و من دان بالقیاس و الرأی هلک و من وجد فی نفسه شیئاً مما نقوله او نقضی به حرجاً  کفر بالذی انزل السبع المثانی و القرآن العظیم و هو لایعلم.

و لعل بعض المتکلفین یتکلف بان المقصود من هذه الاخبار هو العامة و هی رد علیهم و اما نحن فلابأس بان‏نقیس و نقول بالرأی و الاجتهاد و الهویٰ و ذلک محض خطاء لان امثال هذه الاخبار ادلة عقلیة کما لایخفی علی متأمل فیها و هی لاتخصص بشی‏ء و یجری حکمها فی کل شی‏ء و شخص و لیست محض امر و نهی و کل من استدل بالعقل هکذا یستدل فلایجوز لاحد استعمال الرأی و الهویٰ و الاجتهاد و الشاهد علی انها لیست مخصوصة بالعامة قول محمد بن حکیم قال قلت لابی‏عبداللّه7 ان قوماً من اصحابنا قد تفقهوا و اصابوا علماً و رووا احایث فیرد علیهم اشیاء فیقولون برأیهم فقال لا و هل هلک من مضی الا بهذا و اشباهه و عن ابی‏بصیر قال قلت لابی‏عبداللّه7 یرد علینا اشیاء لیس نعرفها فی کتاب و لا سنة فننظر فیها فقال لا اما انک ان اصبت لم‏توجر و ان کان خطاء کذبت علی اللّه  و عن علی7فی وصیته

 

 

«* اصول فقه صفحه 92 *»

لکمیل بن زیاد قال یا کمیل لاغزو الا مع امام عادل و لانقل الا من امام فاضل یا کمیل هی نبوة و رسالة و امامة و لیس بعد ذلک الا موالین متبعین او معادین مبتدعین انما یتقبل اللّه من المتقین یا کمیل لاتأخذ الا عنا تکن منا.

و عن ابی‏جعفر7 فی حدیث طویل و ان اللّه لم‏یجعل العلم جهلاً و لم‏یکل امره الی احد من خلقه لا الی ملک مقرب و لا نبی مرسل ولکنه ارسل رسولاً من ملائکته فقال قل کذا و کذا فامرهم بما یحب و نهاهم عما یکره فقص علیهم امر خلقه بعلم فعلم ذلک العلم و علم انبیائه و اصفیائه من الانبیاء و الاصفیاء الی آخر الحدیث و عن النبی9 ستفترق امتی علی ثلث و سبعین فرقة فرقة منها ناجیة و الباقون هالکون و الناجون الذین یتمسکون بولایتکم و یقتبسون من علمکم و لایعملون برأیهم فاولئک ما علیهم من سبیل انتهی. فظهر من جملة هذه الاخبار حرمة استعمال الظن و الرأی و الهوی و الاجتهاد و کل ما لم‏ینزل اللّه سبحانه من سلطان فالقیاس من جملة ما نهی اللّه عنه ولکنه لما استعلموه فی آخر الزمان و جوزوه بان الاخبار الواردة فی النهی عنه فالمراد منها القیاسات العامیة کما جوزوا سایر الاصول الموضوعة المبتدعة فیأتی ان‏شاءاللّه فیما بعد ذلک ما یظهر به الحق.

فصــل

لنا مسئلة شریفة و قاعدة لطیفة فی تسکین القلب و عدم اضطراب النفس فی انواع المسائل و ما لم‏یستحکم الانسان هذه المسئلة لایکاد یطمئن نفسه و قلبه عند ورود انحاء المسائل و الاستدلال بها و لایقدر علی رفع کل شبهة فیضطرب نفسه لامحالة و لابد و ان‏نبین تلک المسئلة و هی انه لاشک ان لادراک کل مسئلة و کل شی‏ء مدرکاً للانسان مخصوصاً بها و ما لم‏یستعمل ذلک المدرک الخاص بذلک الشی‏ء لم‏یکد یدرکه البتة کما اذا کانت المسئلة

 

 

«* اصول فقه صفحه 93 *»

من المحسوسات اللونیة و الشکلیة فلابد له فی ادراکها من فتح العین و النظر الیها بالعین حتی یدرکها فان غمض عینه و اراد ادراک اللون و الشکل لایقدر علی ذلک و ان کان سایر حواسه مفتوحة و اذا اراد ادراک الاصوات لابد له من الاصغاء بواسطة الاذن و الا لم‏یکد یدرک الاصوات ابدا و هکذا فی سایر المدرکات و المدارک فالمدرکات الظاهرة لها مدارک ظاهرة من البصر و السمع و الشم و الذوق و اللمس و المدرکات البرزخیة لها مدارک برزخیة من المتخیلة و المتفکرة و المتوهمة و غیرها و المدرکات النفسیة لها مدرک نفسی و المدرکات العقلانیة لها مدرک عقلی و لایدرک شی‏ء الا بمدرکه الخاص به فمن رام غیر ذلک لایکاد یدرک شیئاً ابدا و یکون دائماً فی اضطراب و تزلزل سرمداً و ذلک قول امیرالمؤمنین7 حیث قال انما تحد الادوات انفسها و تشیر الآلات الی نظائرها.

فاذا ثبت هذه المقدمة فنقول انا لما تفکرنا فی انفسنا نجد فینا مشعراً ندرک به الکلیات و هو العقل الکلی بالنسبة و لنا مشعر آخر ندرک به الصور العلمیة المجردة عن المادة الزمانیة و البرزخیة و هو النفس و لنا مشعر آخر ندرک به الامثلة البرزخیة المقترنة بالمواد البرزخیة و هو الخیال و لنا مشاعر ظاهرة ندرک بها المحسوسات المشهودة المقترنة بالمواد الزمانیة و هی المشاعر الخمسة و لکل من المشاعر من العقل الی الجسم علم و جهل و ظن و وهم و شک و هذه الخمس فی کل عالم اضداد لایجتمع فردان منها فی مدرک واحد فاذا کان العلم موجوداً یکون الجهل و الظن و الوهم و الشک مفقودة و اذا کان الجهل موجودا تکون العلم و الظن و الشک و الوهم مفقودة و هکذا الحکم فی الباقی.

هذا اذا کان هذه الخمسة من مدرک واحد لکن اذا کانت من مدرکین او مدارک فلامانع من اجتماعها فیمکن اجتماع جهل العقل و علم النفس و ظنها و وهمها و شکها و یمکن اجتماع علم العقل و جهل النفس و ظنها و وهمها

 

 

«* اصول فقه صفحه 94 *»

و شکها لانهما من عالمین و لایمتنع اجتماع الضدین من عالمین فی العالمین و ذلک کما اذا علمت بالعلم النفسی بواسطة المشاعر الظاهرة ان الآن لیل لما غاب الشمس و لعلک لم‏تقدر علی العلم العقلی بان الآن لیل لانه لایأبی و لایمتنع عنده ای عند العقل بانک نائم و تری فی المنام ان الآن لیل و فی الواقع یکون الآن نهاراً و کذلک لایمتنع عنده بانک لعلک مرضت بمرض المالیخولیا و تخیلت و ظننت الآن لیلاً ولکن الواقع یکون الآن نهاراً و هکذا من وجوه الاحتمالات العقلیة التی لایمتنع معها وجود النهار فی الآن و مع ذلک کله تعلم ان الآن لیل و تطمئن نفسک و لاتضطرب من الاحتمالات العقلیة ان کنت صحیحاً غیر مریض بمرض من الامراض السوداویة المالیخولیاویة التی ابتلی بها کثیر من الناس فرأیت اجتماع جهل العقل مع علم النفس فاذا اجتمع الجهل و العلم فی موضوع واحد فی مدرکین و هما العقل و النفس مع غایة تضادهما ای تضاد الجهل و العلم فیمکن لک ان‏تتفکر فی اجتماع کل واحد من الظن و الوهم و الشک العقلیة مع کل واحد من العلم و الظن و الوهم و الشک النفسانیة.

و اذا اردت وضوح ذلک فاعتبر فی المشاعر الظاهرة و مدرکاتها و قس علیها من العوالم الغیبیة ما لم‏تعرفها واضحة لقول الرضا7 قد علم اولواالالباب ان الاستدلال علی ما هنالک لایعلم الا بما هیهنا و ماتری فی خلق الرحمن من تفاوت و العبودیة جوهرة کنهها الربوبیة فما خفی فی الربوبیة اصیب فی العبودیة و ما فقد فی العبودیة وجد فی الربوبیة.

فنقول ان علم عینک مثلاً هو انطباع شبح الشاخص فیها کما ینبغی و تهیؤها بهیئة@بهیئته خ‌ل@ و جهلها عدم انطباع الشبح مطلقا و علم اذنک هو انطباع تموج الهواء و شبحه فیها و تهیؤها بهیئة@بهیئته خ‌ل@ و جهلها عدم انطباع تموج الهواء فیها و عدم تصادمه لها مطلقا فعلم عینک الذی هو انطباع الشبح فیها یجتمع

 

 

«* اصول فقه صفحه 95 *»

مع جهل اذنک الذی هو عدم تصادم الهواء لها فرأت عینک و لم‏تسمع اذنک و کذا العکس فیجتمع السمع و عدم الرؤیة و یمکن اجتماع علمهما فتری عینک و تسمع اذنک و جهلهما فلم‏تر عینک و لم‏تسمع اذنک.

فاذا عرفنا عدم امتناع اجتماع هذه الخمسة المذکورة کل واحد مع آخر اذا کانت من عالمین او من مدرکین فلانضطرب فی@اذا خ‌ل@ علمنا فی مرتبة من مراتبنا مع جهلنا فی مرتبة اخری او ظننا او وهمنا او شکنا ان‏شاءاللّه و نعلم ان اللّه سبحانه لایکلف نفسا الا وسعها و الا ما آتاها و لم‏یؤت عقلنا الکلی بالنسبة و لم‏یجعل فی وسعه و مدرکه الا الکلیات و لم‏یؤت النفس مدرکاً  کلیاً و انما اتاها مدرک الجزئیات المجردة و جعلها فی وسعها و لم‏یؤت المشاعر المادیة مدرکاً مجانساً للمجردات و لا الکلیات و لم‏یجعلها فی وسعها و انما اتاها مدرک الجزئیات المادیة فلم‏یکلف العقل بتکلیف النفس ابدا و لا العکس و لم‏یکلف العقل و النفس بتکلیف المشاعر المادیة و لا العکس سواء اجتمع علم کل واحد مع علم کل واحد او لم‏یجتمع و یجتمع مع جهل الآخر او ظنه او وهمه او شکه و لانضطرب اذا لاتجتمع فبعلمنا العقلی الکلی عرفنا کلیة ان لنا رباً جل‌شأنه و انه قدیم و نحن حادث و ان له رضاً و غضباً و امراً و نهیاً و لابد و ان‏یوصل الینا امره و نهیه و رضاه و غضبه و هو لم‏یتغیر عما هو علیه و لم‏ینزل بنفسه عن قدمه الی رتبة الخلق الحادث فلابد له من نبی من جنس الخلق یأخذ عنه سبحانه و یوصل الینا و لیس للعقل من دلیل سوی هذا النوع علی نحو الکلیة فاذا جاء نبی خاص و قام و اتی ببراهین الرب جل‌شأنه فعلی النفس ان‏تصدقه بعلمها العادی و تصدقه لامحالة ان لم‏یکن لها مرض و عناد مع الحق و لیس للعقل معرفة الشخص لان مدرکه مدرک الکلی و قد حکم سابقاً بانه لابد من نبی علی النحو الکلی و لم‏یکن له مشعر جزئی حتی یعرف الشخص الجزئی به بل له مشعر جزئی یدرک به الجزئی و هو النفس و هی ظهوره لا ذاته فهو یحکم کلیة بانه لیس لی فی ذاتی مدرک اعرف به الشخص الجزئی و انما

 

 

«* اصول فقه صفحه 96 *»

المدرک له ظهوری و هو النفس فتعرف النبی الجزئی و تسکن و تتیقن و تطمئن مع ان العقل فی ذاته لایمکنه عرفان الجزئی الا انه ساکن لحکمه و علمه بان شأنه لیس الا درک الکلی و ادراک الجزئی شأن النفس الجزئیة فبهذا المعنی العقل@بدلیل العقل خ‌ل@ یعرف الجزئی ایضاً لانه قد حکم کلیة بان ادراک الجزئی شأن الجزئی و کذلک معرفة سایر الجزئیات شأن النفس بالعلم العادی.

فاذا عرفت بالعلم العادی الذی هو علمها ان هذا الشخص هو نبی اللّه9فتعرف ان کل ما یقول هذا النبی الحق حق من المسائل الظاهرة و الباطنة و العقل ایضاً حاکم علی النحو الکلی بان معرفة هذا شأن النفس.

و کذلک معرفة الامام7شأن النفس بعلمها العادی لانه ممن نصبه النبی9و کذلک معرفة ان قول الامام7 حق صدق شأن النفس بحکم العقل.

و کذلک معرفة ان الثقات مأمونون عن الکذب و الافتراء شأن النفس بحکم العقل و ان لم‏یکن فی ذاته بذاته عالماً بان الثقة لایکذب و لایفتری و بمحض جهله او ظنه او وهمه او شکه لاینبغی لاحد الشک فی دیانة الثقة و امانته بل لایجوز لاحد ان‏یجری احکام العقل فی ذاته فی المدرکات الجزئیة النفسانیة و لایجری الاحکام العقلیة فی ذاته فی المدرکات الا من لم‏یعرف العلوم المتدرجة من العقل الی الجسم و لاجل عدم عرفانه ذلک وقع فی مهالک الشبهات و القول بانسداد باب العلم و جواز استعمال الظن فی دین اللّه تعالی و کذلک معرفة ان هذه الاخبار الموجودة فی کتب الثقات صحیحة یقینیة الصدور و الدلالة شأن النفس بعلمها العادی بحکم العقل کما عرفت فمن رام اجراء الحکم العقلی و علمه فی المدرکات الجزئیة فقد رام محالاً و لذلک قال بانه لایحصل العلم بصحة صدور الاخبار و کأنه یرید العلم العقلی و هو محال ان‏یتعلق بالجزئیات ابدا و قال بالظن بصحة صدور الاخبار

 

 

«* اصول فقه صفحه 97 *»

کأنه اراد منه الظن العقلی و انما سماه ظناً عند انقطاع ادلته و عجزه عن دلیل آخر و لیس فی قلبه الا الشک و هو یری ان القول بالشک مما یستهزء به کل عاقل و غبی فیقول بالظن مع ان الظن العقلی لایتعلق بالجزئیات ابدا کما لایتعلق علمه لان کل ما له کله کلی و ان اراد ظن النفس العادی فقد قال ما لم‏یجز القول به لان اللّه سبحانه رده فی سبعین آیة من کتابه و اولیاؤه: فی سنتهم و لم‏ینسد باب العلم العادی ابدا حتی احتیج الی الظن و النفس تسکن یقیناً عند اخبار الثقة و لاتجوز الکذب علیه ابدا و کل ذلک بحکم العقل مع انه فی ذاته لایأبی عن جمیع الاحتمالات التی لایتمسک بها فی العادیات الا المبتلی بالامراض السوداویة.

و العجب من القوم انهم یقولون بصحة صدور الفاظ الکتاب یقیناً و یتکلمون فی دلالتها مع ان صحة صدورها لاتعرف الا بالعلم العادی لا العلم العقلی اذ العقل لایأبی عن اجراء الاحتمالات فی نفس الکتاب ایضاً فکأن القوم ورث خلفهم عن سلفهم تقلیداً من غیر رویة فکل ما قال السابقون قال اللاحقون فان کان السابقون قالوا بقطعیة شی‏ء قال اللاحقون بقطعیته و ان قالوا بظنیته قال الآخرون بظنیته من دون نظر و فکر فیما قال الاولون فطریق معرفة قطعیة الاخبار هی طریق معرفة قطعیة الکتاب بلاتفاوت و العلم بکلا الطریقین هو العلم العادی النفسی الجزئی لا العلم العقلی الکلی.

فان قالوا ان الاجماع قائم بقطعیة الکتاب دون الاخبار نقول ان دلیل الاجماع ایضاً محله النفس و العلم الحاصل منه هو العلم العادی لا العلم العقلی فاذا جری العلم العادی فی الکتاب یجری فی السنة ایضاً بلاتفاوت نعم للعلم العادی درجات فکلما دلت الادلة علی شی‏ء اکثر یصیر العلم اکد و کلما دلت اقل یصیر ادون من العلم الاکد بالجملة فاذا عرفنا اشخاص الحجج: بالعلم العادی و هم قد شرعوا لنا شرایع و احکاماً و امروا باقتران شی‏ء و نهوا عن اقتران شی‏ء حصل لنا علم آخر غیر العلم العقلی و العلم

 

 

«* اصول فقه صفحه 98 *»

العادی النفسی ففی دائرة الشرع یجب علینا اجراء العلم الشرعی فی الشرعیات بواسطة العلم العادی سواء حصل لنا العلم العادی او ظنه ام لا فاذا شهد الشاهدان العدلان فی قضیة نحکم فیها بسبب شهادة الشاهدین سواء حصل لنا العلم العادی علی صدقهما او ظنه او العلم العقلی او ظنه ام لا بل فی اغلب الشرعیات لایحصل الا العلم الشرعی و لایعرفها العقل و لا النفس کما لایخفی و فی دائرة العادیات یجب علینا اجراء الحکم العادی و العلم العادی سواء حصل لنا العلم العقلی او ظنه ام لا و اغلب العادیات مما لایعرف العقل احکامها و فی دائرة العقلیات یجب علینا اجراء العلم العقلی بحکم انما تحد الادوات انفسها و تشیر الآلات الی نظائرها و بحکم قوله تعالی لایکلف اللّه نفساً الا وسعها و الا ما آتاها ففی کل مرتبة من هذه المراتب الثلث علم و جهل و ظن و وهم و شک فالعلم الشرعی یضاد الجهل الشرعی و ظنه و وهمه و شکه و لاتجتمع هذه فی الشرعیات و لایوجد فیها الا واحد منها ولکن لایضاد العلم الشرعی الجهل العادی او@ و خ‌ل@ ظنه و وهمه و شکه و لا الجهل العقلی او@و خ‌ل@ ظنه و وهمه و شکه فیمکن اجتماع کل واحد منها مع العلم الشرعی و لاتضر بالعلم الشرعی شیئاً ابدا کما ان العلم العادی یضاد الجهل العادی و ظنه و وهمه و شکه و لایمکن اجتماعها فی موضع واحد ولکن لایضاد الجهل العقلی او@و خ‌ل@ ظنه و وهمه و شکه ابدا و یمکن اجتماع العلم العادی مع کل واحد من الجهل العقلی او@و خ‌ل@ ظنه و وهمه و شکه و لاتضر العلم العادی شیئاً ابدا.

فعلی هذا اذا نظرت فی کلمات القوم تجد کل شبهاتهم و اختلافاهم من عدم التمییز بین هذه المراتب الثلث و بین علومها و جهولها و ظنونها و اوهامها و شکوکها فارادوا اجراء العلم العقلی فی الجزئیات العادیة و لم‏یحصل لهم و لن‏یحصل فقالوا بانسداد باب العلم ولکنهم غافلون بان الظن العقلی ایضاً  لایحصل فی العادیات عادة ولکنهم لما حرموا عن رؤیة@رویة، روایة خ‌ل@ العلم قالوا بحصول الظن من غیر تعمق فی الامر بضرس قاطع و کذلک حال الموسوسین

 

 

«* اصول فقه صفحه 99 *»

فی الشرعیات کحال الموسوسین فی العادیات بلاتفاوت فهم یریدون حصول العلم العادی او العقلی فی الشرعیات فیوسوسون دائماً و لایکادون یسکنون الا عند العی من کثرة الوسوسة و کذلک حال الموسوسین فی العادیات فانهم لایکادون یصلون الی العلم العقلی او ظنه ولکنهم یسکنون عند العی عن کثرة الشبهات و الادلة فالحمد لله علی ما من علینا من التمییز بین هذه المراتب الثلث و علومها ببرکة اولیائه الکرام:.

فصــل

فلماجری ذکر العلم و الجهل و الظن و الوهم و الشک ناسب ان‏نفرق بینها ببیان لانا نحتاج الی الفرق بینها فی کثیر من الموارد فی موارد الاخبار و قد خلط بعض العلماء بعضها فی بعض و بذلک وقعوا فی ضیق و ضنک و حرج عظیم حیث امروا بالاحتیاط فی المواضع المجهولة حکمها فنقول اذا قام دلیل قطعی من ای مرتبة من المراتب الثلث علی شی‏ء نقطع به و نسمی هذه الحالة بالعلم و ضده الحقیقی هو الجهل فما لم‏یقم دلیل مطلقا علی شی‏ء لانعلم حکمه مطلقا و نسمی هذه الحالة بالجهل فاذا قام دلیلان علی شی‏ء واحد یکون احدهما اقوی و الآخر اضعف نسمی الحالة التی تحصل لنا من الاقوی بالظن و الحالة التی تحصل لنا من الاضعف بالوهم فاذا کان الدلیلان متقاومین لایکون احدهما اقوی یحصل لنا الشک فبهذا یعلم الفرق بین الجهل و الشک فرقاً بیناً واضحاً فموضع الحدیث الشریف حلال بین و حرام بین و شبهات بین ذلک فمن اقتحم فی الشبهات وقع فی الهلکات موضع الشک الذی قام دلیل علی حله و قام دلیل آخر یدل علی حرمته فیشتبه علینا الامر حینئذ فهذا الموضع موضع الاحتیاط ان امکن و موضع التوقف عن اصل الحکم و السعة فی العمل کما یأتی ان‏شاءاللّه مفصلاً و اما فیما لیس فیه حکم مطلقا فلم‏یقم دلیلان علی حله و حرمته فهو جهل محض و الناس فی سعة ما لم‏یعلموا و الاشیاء مطلقة ما لم‏یرد علیک امر و نهی

 

 

«* اصول فقه صفحه 100 *»

و کل شی‏ء مطلق حتی یرد فیه نص و السلام.

فصــل

اذ قد ثبت مما مرّ صحة الاخبار و قطعیة صدورها بالقرائن فلانحتاج بعد ذلک فی تصحیحها الی علم الرجال لان غایة ما استدلوا به هو افادة الظن علی زعمهم و قد منعنا استعماله فی دین اللّه تعالی بالکتاب و السنة و دلیل العقل المستنیر و الاجماع فلافائدة فی تحصیله مطلقا و هو علم النسابة الذی هو الفضل لایضر عدمه کما لاینفع وجوده هذا و فی افادته الظن ایضاً نظر لانهم وضعوا علم الرجال لتصحیح متون الاخبار لتسلم بواسطة هذا العلم عن الکذب و الجعل و هم غافلون بان کل ما یمکن ان‏یقال فی المتن یمکن ان‏یقال فی السند بلاتفاوت لان من لایبالی جعل المتن و ثبته لایبالی جعل السند ایضاً و ثبته و لایعجز عن قول فلان عن فلان عن فلان عن الصادق7 یقول کذا و کذا فلایجدی نفعاً مطلقا فکان القوم آخذون القواعد خلفهم عن سلفهم من غیر رویة و نظر و فکر فیها و یجعلونها مسلمة فکأنه یقلد بعضهم بعضاً فلایمکن لاحد ان‏یصحح الاخبار بعلم الرجال و لو علی القول بالظن هذا.

و متقدموا الاصحاب لم‏یکتفوا فی تصحیح الاخبار و تدوینها فی اصولهم بمحض سماعهم عن کل رجل معلوماً  کان او مجهولاً عادلاً  کان او فاسقاً مؤمناً  کان او منافقاً شیعیاً  کان او سنیاً موالیاً  کان او ناصباً مخالفاً و من زعم فی حقهم ذلک فقد اساء الظن بهم لان الاصحاب المتقدمة الذین لهم اصل من الاصول و کتاب من الکتب کانوا مؤمنین عالمین ثقات عادلین و قد رأوا اخبار عدم جواز قبول قول الفاسق و الناصب و الکافر و المخالف و رووا تلک الاخبار حتی وصل الینا و لو لم‏یروها لم‏یرووها و لو لم‏یرووها لم‏تصل الینا فاذا اخبرهم فاسق او ناصب و مخالف بخبر لم‏یقبلوا منهم الا ان‏یکون محفوفاً بقرائن قطعیة و لم‏یکتفوا بخبر من لایجوز القبول منه لانهم

 

 

«* اصول فقه صفحه 101 *»

عالمون بذلک و تلک القرائن قد حصلت لهم فی عصرهم و حصلوا بها القطع و الیقین و لم‏یثبتوا لنا تلک القرائن فی التدوین فتلک القرائن الیوم مفقودة و اسماء الاشخاص الذین لایجوز قبول خبرهم موجودة فکیف یجوز لاحد الیوم ان‏یصحح الاخبار و یجرحها و یعدلها بمحض معرفة نفس الرواة من غیر قرینة خارجیة فلافائدة فی اجراء علم الرجال فی تصحیح الاخبار بل لایجوز لان الخبر الذی لم‏یقبل@لایقبل خ‌ل@ الیوم لاجل الراوی الفاسق ان وجد فی کتاب الثقة مثل الکلینی؟رح؟ صحیح یقیناً لانه لم‏یقبل و لم‏یدون الا ما صححه و قطع به بالقرائن و هل یظن بمثل الکلینی ان‏یقبل من الناصب او المخالف او الفاسق خبراً و یدونه فی کتابه و جعله حجة بینه و بین ربه تعالی الی یوم القیامة ثم ضمن صحة ما روی ذلک ظن سوء و لایجوز فی حقه و حق امثاله ان‏یظنوا بمثل هذا الظن.

بالجملة و کفی فی عدم الاحتیاج الیه انه لیس مما امر اللّه سبحانه بتحصیله فی کتابه و لا نبیه9 فی سنته و لا اوصیائه: فی احادیثهم و قد اثبتنا سابقاً بالدلیل القطعی بان کل ما لم‏یکن من عند اللّه سبحانه و من عند نبیه9و من عند اوصیائه: لایجب ان‏یتبع لاسیما اذا کان ذلک الشی‏ء فی الدین فلایجوز اذ لیس یجوز ادخال ما لیس من الدین فی الدین کما لایجوز اخراج ما کان من الدین عن الدین و قد عدّ فی رده شیخنا العلامة اطال اللّه بقائه فی کتابه المصنف فی الاصول المسمی بالقواعد نحواً من ثلثة و عشرین دلیلاً  کل دلیل منها کان کافیاً للمراد و السلام علی من اتبع الهدی.

فصــل

و لایقال بان هذه الاخبار ان کانت کلها صحیحة فما هذه الاختلافات لانا نقول انها کلها صحیحة و لیس فیها اختلاف فی الواقع و ان اختلفت

 

 

 

«* اصول فقه صفحه 102 *»

فی الظاهر کما انه اذا جاء الطبیب المبتلی بالصداع و عرف الطبیب من علامات سخنته و عینیه و نبضه بان سبب صداعه الصفراء فامره بشرب الدواء البارد الرطب فاذا جائه آخر و شکیٰ عن الصداع ایضاً و عرف الطبیب انه من فوران الدم فامره بالفصد و بشرب الدواء البارد الیابس و اذا جائه آخر و شکی عن الصداع ایضاً و عرف الطبیب انه من غلبة البلغم فامره بشرب الدواء الحار الیابس و اذا جائه آخر و شکی عن الصداع و عرف انه من غلبة السوداء فامره بشرب الدواء الحار الرطب و اذا جائه آخر و شکی عنه ایضاً و عرف الطبیب انه من المکث فی الشمس فامره بصب الماء البارد علی رأسه و اذا جائه آخر و شکی عنه و عرف الطبیب انه من الخواء فامره بالاکل و الشرب و اذا جائه آخر و شکی عنه و عرف انه من الامتلاء و صعود الابخرة فامره بالاحتقان و هکذا یأمر بدواء خاص و علاج خاص لکل شخص شخص فیکون ظاهر احکامه عند العوام مختلفاً اختلافاً شدیداً و یری العاقل انه لیس فی احکامه اختلاف مطلقا و یعالج کل شخص بعلاجه@بعلاج خ‌ل@ اللائق به علی نهج الحکمة و الصواب و لعلهم جمیعاً لو اتوا عجوزاً داوت کلهم بدواء واحد و عالجت علاجاً واحداً فیکون ظاهر حکمها عند العوام واحداً غیر مختلف و یری العاقل ان حکمها فی غایة الاختلاف و الاعوجاج مبعد عن نهج الحکمة و الصواب.

فاذا عرفت المثال المناسب للحال فاعرف ان اختلاف الاخبار من هذا القبیل فهی مع کونها فی الظاهر مختلفة لیست فی الواقع الا مؤتلفة عند العاقل فرأوا: مزاج کل احد و حکموا بما یصلحه و لما کان امزجة الخلق و امراضهم مختلفة صارت سبب اختلاف الاحکام من عند الحکیم العلیم طبیب الارواح و النفوس فکلما غیروا قوابلهم غیر اللّه سبحانه احکامه لغنائه المطلق الذی لایقتضی شیئاً من جهة ذاته ان اللّه لایغیر ما بقوم حتی یغیروا ما بانفسهم فلاتزعمن الاخبار مختلفة فی الواقع فی مورد واحد واحداً منها حقاً و الباقی باطلاً من قبل کذب المفترین فترجح واحداً منها برأیک و تطرح

 

 

«* اصول فقه صفحه 103 *»

الباقی بل کلها حق صادر عن المعصوم7 یجب علینا العمل بکلها الا ما صدر عنهم: فی موضع التقیة فاذا عرفناه لانعمل به الا فی موضعها.

و للتقیة وجوه عدیدة فلربما اتقوا من حاضری@الحاضرین فى‌  خ‌ل@ مجلس السؤال او من السائل بنفسه او من معاشری السائل او من اهل بلده من حکام الجور او من فقیه البلد الغالب حکمه او من رفقته فی عرض الطریق او غیر ذلک و من اقسام التقیة ما مضیٰ زمانها و موضعها و منها ما هو الی هذه الازمان فمابعدها و نحن لانعرف مواردها الا اقله و هو7 عالم بجمیع انحائها فما عرفنا موضعه و محله لانعمل به الا فی ذلک الموضع و ما لم‏نعرف فلم‏یرد7 تعریفه لمصالح هو اعلم بها.

بالجملة و الشاهد علی ان اختلاف الاخبار منهم: عن تعمد ما روی عن الصادق7 انه قیل له لیس شی‏ء اشد علیّ من اختلاف اصحابنا قال ذلک من قبلی و عن موسی بن اشیم قال کنت عند ابی‏عبداللّه7 فسأله رجل عن آیة من کتاب اللّه فاخبره بها ثم دخل علیه داخل فسأله عن تلک الآیة فاخبره بخلاف ما اخبر به الاول فدخلنی من ذلک ما شاء اللّه الی ان قال فبینا انا کذلک اذ دخل علیه آخر فسأله عن تلک الآیة فاخبره بخلاف ما اخبرنی و صاحبی فسکنت نفسی و علمت ان ذلک منه تقیة ثم التفت الیّ و قال یابن اشیم ان اللّه فوض الی سلیمان بن داود فقال هذا عطاؤنا فامنن او امسک بغیر حساب و فوض الی نبیه فقال ما آتیٰکم الرسول فخذوه و ما نهاکم عنه فانتهوا فما فوض الی رسول اللّه9 فوض الینا و عن ابی‌الحسن7 قال اختلاف اصحابی لکم رحمة و قال اذا کان ذلک جمعتکم علی امر واحد.

و عن النبی9 اختلاف اصحابی لکم رحمة قیل یا رسول اللّه من اصحابک؟ قال اهل‏بیتی و سئل7 عن اختلاف اصحابنا فقال انا

 

 

«* اصول فقه صفحه 104 *»

فعلت ذلک بکم لو اجتمعتم علی امر واحد لاخذ برقابکم و عن زرارة عن ابی‏جعفر7 قال سألته عن مسئلة فاجابنی قال ثم جاء رجل آخر فسأله عنها فاجابه بخلاف ما اجابنی ثم جائه رجل آخر فاجابه بخلاف ما اجابنی و اجاب صاحبی فلما خرج الرجلان قلت یابن رسول اللّه9 رجلان من اهل العراق من شیعتک قدما یسئلان فاجبت کل واحد منهما بخلاف ما اجبت الآخر قال فقال یا زرارة ان هذا خیر لنا و ابقی لنا و لکم و لو اجتمعتم علی امر واحد لقصدکم الناس و لکان اقل لبقائنا و بقائکم قال فقلت لابی‏عبداللّه7 شیعتکم لو حملتموهم علی الاسنة او علی النار لمضوا و هم یخرجون من عندکم مختلفین قال فسکت فاعدت علیه ثلث مرات فاجابنی بمثل جواب ابیه انتهی.

و فی ذلک اخبار اخر  و اقتصر علی ذلک لما فیه الکفایة فظهر ان الاخبار المختلفة کلها حق صادر عنهم: و لایجوز لاحد اخذ بعض و طرح بعض و اما ما اختلط بها من جهة الکذابین علی الائمة: فهم امروا اصحابهم باخراجها عن احادیثهم بالعرض علی العامة او بالکتاب او بالسنة الجامعة او غیرها من المعاریض و هم قد اخرجوها فهم کفونا مؤنة ذلک و لو لم‏یخرجوها فلانقدر علی اخراجها بالبداهة لانا لانعلم الغیب فلایکلفنا اللّه سبحانه بذلک یقیناً و هو العالم القادر الحافظ فکل ما لم‏یقدر الخلق علی اصلاحه لعجزهم و جهلهم فهو عالم قادر علی ذلک فکل ما لم‏یکن یصلح امر العباد فهو سبحانه اولی باخراجه عنها فما بقی لنا الیوم فی الکتب المعتبرة فهی مما حفظه اللّه سبحانه عن دسّ الداسین و کذب المفترین و سایر مفاسد المفسدین و ان وجد واحد او اثنان و اتفق ذلک علی مقتضی المصلحة فقرره اللّه سبحانه فهو کالصادر عنهم: و نحن لم‏نکلف الا ما وصل الینا و نأخذ به اتکالاً علی اللّه المطلع القادر الهادی الرؤف الرحیم کما مر تفصیله مفصلاً.

 

 

«* اصول فقه صفحه 105 *»

المطلب الثانی

فی بعض ما یتعلق بالاخبار بل بالکتاب و السنة جمیعاً

من مباحث الالفاظ و غیرها و فیه فصول

فصــل

اللفظ ان استعمل فیما وضع له فحقیقة و ان استعمل فی غیره لعلاقة و شباهة بینه و بین ما وضع له فمجاز ثم ان کان الواضع هو الشارع7 فحقیقة شرعیة او العرف الخاص فحقیقة متشرعة او العرف العام فحقیقة عرفیة او اهل اللغة فحقیقة لغویة و ربما یستعمل اللفظ فی معنی ثان و یسمی بالمنقول و یمکن ان یکون المعنی الاول حقیقة او مجازاً و شرطه ان‏یکون المعنی الاول مهجوراً فان کان المهجور حقیقة فالمنقول منقول من الحقیقة او کان مجازاً فالمنقول نقل عن المجاز و لا اختلاف فی شی‏ء من المذکورات عند احد سوی فی الحقیقة الشرعیة فانها قد اختلف فیها کثیراً@کثیر  خ‌ل@ فاثبتها قوم و انکرها آخرون و ماادری لم لم‏ینکر شی‏ء ما لم‏ینسب الی اللّه و الی اولیائه:.

نعم لما کان ما من اللّه مخالفاً للشیطان الرجیم فهو عدو له لامحالة و القی الشبهات و الشکوک فیها و یدع البواقی لعدم اعتنائه بها اما تعتبر من ان الکتب المکتوبة فی العالم فی العلوم العدیدة علی لغات شتی لاتعد و لاتحصی و لایشک احد من متناولیها و لایتردد فیها هل هی صادرة عن القائل ام لا و هل یرید القائل هذا المعنی ام لا بل کلها مسلمة بین الناس و یصح صدورها عن قائلیها قطعاً و هی مقطوعة الدلالة و لم‏یخطر ببال احد ابدا شبهة بل یسندونها الی مصنفیها و یستندون بما فیها من الاستدلال و یکادون یستقبحون علی من شک فی الصدور او الدلالة و یعدون الشاک ممن یعوج سلیقته و لم‏یستقم قریحته و کذلک الامر حقیقة واقعاً لایشک فیه ذوالفطرة

 

 

«* اصول فقه صفحه 106 *»

السلیمة فی امثال ذلک و اشباهه ولکن جمیع الشبهات و الشکوک یأتی فی قول اللّه سبحانه و قول رسوله9 و قول اولیائه: فصار القرآن العظیم ظنی الدلالة و الاحادیث ظنیة الصدور و الدلالة فما لکم کیف تحکمون افلاتذکرون ألکم الذکر و له الانثی تلک اذا قسمة ضیزی.

بالجملة لا اختلاف فی حقیقة المتشرعة و لا فی العرفیة و اللغویة و انما الاختلاف فی الشرعیة و لاخلاف ایضاً فی حقیقة الشرعیة الی زمان الصادقین؟عهما؟ و یسمونها حقیقة متشرعة ایضاً ولکن الاختلاف فی کونها فی بدء الشرع و عدمها.

فنقول لاشک ان کل ذی فن له اصطلاح خاص به و هو واضعه و لو لم‏یکن له اصطلاح خاص و اطلق لفظاً فی معنی غیر معروف لایمکن فهم مراده اذ یحتمل قوله کل الاحتمالات علی حسب اختلاف معانی الالفاظ فی الاصطلاحات و فی ذلک انسداد باب التعلیم و التعلم فلذلک اصطلح کل ذی فن لنفسه اصطلاحاً خاصاً و ذلک مشاهد محسوس ان الاصطلاحات النحوی غیر مصطلحات المنطقی و اصطلاح المنطقی غیر اصطلاحات الحکماء و المتکلمین و اصطلاحات اهل الصناعة غیر اصطلاح الحکیم و اصطلاح الاطباء غیر سائر الاصطلاحات و اصطلاح الرمال غیر اصطلاح البواقی و کذا الجفری و غیره و لکل اصطلاح خاص به یطلق اللفظ من غیر قرینة و یفهم المعنی من غیر صحة السلب فی کل فن بحسبه بل نری عیاناً ان اهل السوق لهم اصطلاح خاص یتبادر الی ذهن المطلعین بالاصطلاح من غیر قرینة و صحة سلب بل نری اصحاب المکاسب کذلک بل نری المکاری و الجمال و امثالهما لهم اصطلاح خاص یتبادر مصطلحاتهم الی اذهان المطلعین من دون قرینة بل نری اهل البوادی و الصحارى و اصحاب المواشی کذلک.

بالجملة لو تدبرت فی جملة بنی‏آدم فی کل قوم قوم و فرقة فرقة تجدهم

 

 

«* اصول فقه صفحه 107 *»

کلهم ذا اصطلاح خاص یتناولونه من دون قرینة و صحة سلب و تجد ذلک دیدن بنی‏آدم و عادتهم لاتجد قوماً لیس لهم اصطلاح خاص بهم حتی لو تدبرت لرأیت ان الرجل الواحد فی داره و عیاله صاحب اصطلاح مختص به و لو فی بعض الاشیاء لم‏یطلع علیه احد الا بتعلیمه فکیف لایشک فی ذلک احد و شک فی حقیقة@الحقیقة‌ ‌خ‌ل@ الشرعیة و الحال ان الشارع اتی بامور جدیدة لم‏تکن قبل و سمی کل امر باسم خاص و علم امته ذلک و ذلک اسهل من استعمال المجاز اما تری انک لو تسمی شیئاً باسم خاص اسهل علیک تعلیمه لغیرک و اسهل علیه ایضاً تعلمه منک من استعمالک اللفظ مجازاً و تعلیمه غیرک بان هذا حقیقة فی ذلک و انا استعمل فی ذلک لهذه المناسبة و هذه العلاقة و هذه القرینة صارفة لمرادی من الحقیقة بل لایفهم هذا المعنی الا آحاد الناس لان الحقیقة امر ثابت فی اذهان@آذان خ‌ل@ الناس و انت اردت محو الثابت و اثبات شی‏ء آخر الذی هو المجاز بالقرینة الصارفة و هذا مشکل جداً بالنسبة و اما وضع لفظ بازاء معنی ابتداء فتعلیمه اسهل لعدم احتیاج الی محو ثابت و اثبات غیره فای ضرورة داعیة الی هذه التکلفات المشکلة التی لایمکن تعلیمها عامة الخلق فلاشک ان الرسول الرؤف الرحیم9 المأمور من عند اللّه سبحانه بتبلیغ الرسالة الى عامة الخلق و ایضاح الحق لم‏یدع الطریق الاسهل الذی وضع علیه الشرع نعم کل ما لم‏یضع له وضعاً خاصاً و لم‏یصرح به نعلم بتقریره ان مراده هو المصطلح بین القوم هذا فی ظاهر الامر.

و اما فی الباطن فقد ثبت بالاجماع من الخاصة و العامة انه9 اول ما خلق اللّه سبحانه و کان نبیاً و آدم بین الماء و الطین و هو9نذیر ماسوی اللّه سبحانه کما قال تبارک الذی نزل الفرقان علی عبده لیکون للعالمین نذیرا فکیف یستعیر الالفاظ من غیره و لا غیر معه فی رتبته و قد کلمه اللّه سبحانه بکلامه و کتابه و جعل فیه کل شی‏ء من الاحکام الظاهریة و الباطنیة و جعل فیه احکام کل من عوالم الف الف قبل ایجادها و ایجاد

 

 

«* اصول فقه صفحه 108 *»

اهلها فضلاً عن الاستعارة منهم فهو9 لم‏یتکلم بالمجاز حتی یصیر بمرور الایام حقیقة فان المجاز ما له حقیقة و عرفت انه9 اوحی اللّه الیه قبل ایجاد ماسواه و قبل حقیقتهم و مجازهم فماتکلم به هو حقیقة الحقایق فاذا کان للخلق حقیقة فهی من فضل ما تکلم به و شبحه المنفصل منه و اذا کان لهم مجاز فهو بشباهة@لشباهة خ‌ل@ تفضل من تلک@بفضل تلک خ‌ل@ الحقیقة الاولیة کما ان ذواتهم من فضل انواره و اشباهه9.

فظهر و الحمدللّه ان الحقیقة المحضة الواقعیة هی الحقیقة الشرعیة و سایر الحقایق تصیر حقایق لحکایتها تلک الحقیقة الثابتة و لانقول ان الحقیقة هی المعانی الخفیة الباطنیة فقط و المعانی الظاهرة مجاز کما ذهب الیه جماعة و لا العکس کما قال الاخری بل نقول ان المعانی الباطنیة حقیقة اولیة و الظاهریة ایضاً حقیقة ثانویة لحکایتها الحقیقة الاولیة بل نقول ان الحقیقة الاولیة لها احاطة و نفوذ فی جمیع الحقایق بحیث لایبقی معها حقیقة مطلقا فهی الحقیقة لاغیرها اذ لیس شی‏ء غیرها معها بالجملة و لیس هیهنا موضع بیان امثال هذه المسائل ازید من ذلک و المقصود هو اثبات الحقیقة الشرعیة التی وقع الاختلاف فیها و قد ثبت و الحمدللّه.

فاذا وصل الینا لفظ من الشارع7 نحمله علی الحقیقة الشرعیة لانها الاصل فی مخاطباته و لو لم‏نجد له حقیقة شرعیة نحمله علی الحقیقة العرفیة لان الشارع7 یکلم الناس بما هو المعروف عندهم ان لم‏یکلم علی اصطلاحه الخاص به و لو لم‏نجد له حقیقة عرفیة ایضاً نحمله علی الحقیقة اللغویة ان لم‏یکن قرینة صارفة عن الحقیقة و ان کانت القرینة نحمله علی المجاز بمقتضی القرینة و لابد و ان‏تکون القرینة من نفس الخبر او من خبر آخر او من الاجماع المحقق العام و الخاص لا القرائن الخارجة التی لم‏یحصل منها العلم لان مدارنا و بنائنا علی العلم و الیقین لا الظن و التخمین.

 

 

«* اصول فقه صفحه 109 *»

فصــل

اختلف الناس فی جواز استعمال اکثر من معنی واحد من اللفظ المشترک و من الحقیقة و المجاز فانکر بعضهم و اثبته آخرون ثم المثبتون مختلفون فبعضهم انکر فی المفرد و اثبته فی التثنیة و الجمع و آخرون اثبتوه فی الکل و لکل ادلة مذکورة فی کتب الاصول و نحن نذکر ما هو الحق و لانحتاج الی ذکر ادلتهم.

فنقول لاشک فی امکان استعمال اکثر من معنی واحد فی مثل استعمال لفظ القرء و ارادة الطهر و الحیض و کذا استعمال لفظ الاسد و ارادة الرجل الشجاع و الحیوان المفترس کما اذا قال المولی لعبده ایتنی بالاسد و اراد کلیهما سواء کان فی المفرد او التثنیة و الجمع نعم فی التثنیة و الجمع اوضح و ابین و اما فی المفرد فهو ایضاً ممکن کما مر مثل استعمال لفظ الجنس و ارادة فردین او اکثر من ذلک الجنس من دون تفاوت نعم یمکن ان‏یتبادر الی ذهن السامع احد الفردین دون الآخر و ذلک لایمنع امکان استعماله فیما فوق الواحد و قد ورد عن الائمة: انا نتکلم بالکلمة و نرید منها سبعین وجها لنا من کلها المخرج و لایجب علی المکلف ان‏یفهم جمیع وجوه ما ارادوا من کلامهم: فان الناس لم‏یکلفوا المعرفة بل علیهم اذا عرفهم اللّه شیئاً ان‏یصدقوه و یمتثلوا کما روی فلربما تکلموا: بکلمة و ارادوا سبعین وجهاً و لم‏یعرف المکلف الا واحداً من الوجوه او اثنین او اکثر کل بحسبه و کل ما یفهم فهو تکلیفه فقط لاغیر لانه رفع عن الامة تسعة و منها ما لایعلمون فاذا شک فی ارادة معنی وقف عنده فان الوقوف عند الشبهة خیر من الاقتحام فی الهلکة هذا اذا امکن الجمع و اما اذا لم‏یمکن الجمع بین المعانی فلاشک انه لایمکن ارادتهما للخلق فی آن واحد و اما الخالق فلاشک انه حکیم عادل لایرید من عبده شیئین لایمکن له جمعهما و ذلک

 

«* اصول فقه صفحه 110 *»

کلفظ افعل مثلاً للامر و التهدید فلایمکن جمعهما للعبد و لایرید الرب الحکیم العدل الخبیر بانه مما لایطیق العبد امتثاله و اختلفوا ایضاً بعد امکان استعمال اللفظ و ارادة اکثر من معنی واحد هل یصیر اللفظ حینئذ مجازاً او کان علی ما کان.

فقال بعضهم لماکان المتبادر من اللفظ الواحد معنی واحداً فاستعماله فی اکثر منها مجاز سواء کان فی المشترک او فی الحقیقة و المجاز و الحق انه کان علی ما کان فان المتبادر الی ذهن الجاهل بمراد المتکلم لایکون سبب صیرورة الحقیقة مجازاً و لو کان هذا سبب مجازیة الحقیقة لکان کل حقیقة عند الجاهل بمعناها مجازاً و هذا ظاهر البطلان و اما عند المتکلم و عند العالم باصطلاحه و ارادته فلیس یتبادر احد المعنیین بل کلا المعنیین متبادران و لولا ذلک فلم‏یکن استعمال لفظ الجنس او النوع فی الافراد حقیقة و لافرق بین الجنس و الافراد فی هذا الحکم و بین اللفظ المشترک و معانیه و کذا الحکم فی الحقیقة و المجاز حکم ما کانا فی اول الامر فیکون احدهما حقیقة و الآخر مجازاً و اختلفوا ایضاً فی تعارض المشترک و المجاز و الاضمار فقال کل@فکل قال خ‌ل@ قولاً من عند نفسه و الحق انه لایجوز ترجیح بعضها علی بعض و لاترجیح شی‏ء علی شی‏ء من دون مستند شرعی و حرام علی من له مولی ان‏یرجح او یقول شیئاً بهواه.

فنقول لیس فی ذلک قاعدة کلیة فی ترجیح احدها علی الاخری فکلما حصل لنا قرینة مورثة للعلم بان المراد کذا نأخذ به و الا نسکت عما سکت اللّه عنه فلربما یحصل لنا قرینة فی موضع خاص و نرجح المشترک و ربما یحصل فی موضع آخر قرینة بان المجاز هو المراد و هو الاولی و ربما یحصل قرینة فی موضع آخر بان یکون الاضمار ارجح و هو المراد و ربما لم‏یحصل قرینة اصلاً فندور مدار امر مولانا7 فاذا قالوا نقول و اذا ابهموا نبهم کما روی ان اللّه تعالی فرض لکم فرائض فلاتضیعوها و حرم علیکم اشیاء

 

 

«* اصول فقه صفحه 111 *»

فلاتهتکوها و سکت عن اشیاء رحمة من غیر نسیان فلاتتکلفوها فما قال آل محمد قلنا و ما دان آل محمد دنا و ما سکتوا عنه سکتنا و لاقوة الا باللّه و هو حسبنا.

فصــل

اختلفت العلماء فی دلالة الامر علی الوجوب او الندب او الحد المشترک و کذا فی فوریته و تراخیه و کذا فی دلالته علی المرة و التکرار و الحق ان مطلق الامر و ماهیته اللابشرط لایقید یقید و لایختص به و لایکون بحسب اللغة الا للطلب المحض و لایفهم منه وجوب و ندب و فور و تراخ و مرة و تکرار و ان کان لایحصل الا فی ضمن واحد منها و یمکن ان‏یقید بکل هذه القیود فان الماهیة اللابشرط تجتمع مع ای شرط و لیست هذه جزء ماهیة الامر حتی یحکم علیه بانه للواحد منها بل هی اعراض خارجة عن نفس الامر و لایفهم منه الا الطلب المحض و لایدل الا علی الطلب المحض من حیث ذاته هذا فی اللغة.

و اما فی الشرع فاذا ورد مجرداً عن القرائن فهو حقیقة فی الوجوب فانا نری من انفسنا فی فطرتنا انه اذا امر السلطان الغالب القادر العزیز القاهر لایتردد فیه احد هل هو للوجوب او للندب بل یتبادر الی الذهن الوجوب و لایخطر ببال احد الندب و جواز الرخصة الا مع قرینة و ذلک لعظمة السلطان و قهره و التبادر دلیل الحقیقة فاذا کان الامر عند السلطان کذلک بالنسبة الی رعایاه و الحال ان کلیهما عبد مخلوق مرزوق فکیف کان اذا کان الامر بین العبد و الرب و الخلق و الخالق الذی اوجده من العدم اذا امر بشی‏ء مجرداً عن قرینة قصد الرخصة هل یخطر علی البال انه للندب مع عظمته و جلال کبریائه.

فظهر ان الامر فی الشرع حقیقة فی الوجوب فان قیل ان الامر حینئذ للطلب المحض کما کان اول مرة و الشرع قرینة بان الطلب طلب حتم قلنا نعم

 

 

«* اصول فقه صفحه 112 *»

وجود الشرع دلیل علی ذلک و لذا نقول بحقیقته فی الشرع فهو حقیقة شرعیة و لو لم‏یکن الشرع فهو علی ما کان علیه و کذلک نقول بانه یدل علی الفور فی الشرع لعین ما مر من الدلیل ألاتری لم‏تجوز البتة تأخیر امر السلطان ان لم‏یکن قرینة فضلاً عن امر السبحان فهو للفور فی الشرع عند التجرد و نفس السلطان وحده دلیل علی عدم جواز التأخیر فضلاً عن الرب الجلیل جل جلاله اما المرة و التکرار فمقتضی العبودیة انه اذا امر بشی‏ء یمتثل دائماً و یکرر فان العبد یری فی نفسه انه لایعلم شیئاً و قد امره اللّه سبحانه بشی‏ء و هو یعلم انه سبحانه علیم حکیم رءوف رحیم شاهد علیه فمقتضی عبودیته ان‌یفعل ذلک الفعل حتی یصل الیه امر آخر فیترکه و یشتغل بذلک الامر المجدد فاذا امر بالسیر الی المشرق یجب علیه المشی الی جهة المشرق دائماً الی ان‌یبلغ الیه قف فیقف دائماً الی ان‏یبلغ الیه امر بالسیر الی المغرب فیتوجه الی جهة المغرب و یمتثل الی ان‏یصل الیه امر آخر و هکذا کالمیت بین یدی الغسال لایتحرک بنفسه الا ان‏یحرکه الغسال.

فاذا کان الحال کذلک فنقول ان اللّه سبحانه جعل فی حکمته فی الشرع بانه اذا ورد مطلق و یقید بقید واحد یحبس ذلک المطلق و یکفی فی تقییده فرد واحد فاذا امتثل المکلف فرداً واحداً یصدق علیه الممتثل یقیناً فلایجب علیه الامتثال ثانیا الا ان‏یکون فی نفس الامر دلیل علی تکرار الامتثال و هذه القاعدة طاریة علی الاولی باذنه سبحانه و اذن اولیائه: کما نطق بذلک الاخبار العدیدة فمنها ما روی عن الرضا7 فی قوله تعالی ان اللّه یأمرکم ان‏تذبحوا بقرة قال لو عمدوا الی ای بقرة اجزأهم ولکن شددوا فشدد اللّه علیهم و منها ما روی فی السؤال عن الحج فی کل سنة و جوابه9بانه ألست تخاف ان‏اقول فی کل سنة فیجب علیکم و لیس هذه العبارة لفظ الحدیث.([9]) بالجملة ما یظهر

 

 

«* اصول فقه صفحه 113 *»

من الاخبار لزوم الاقتصار بفرد من افراد المطلق ما لم‏یکن دلیل آخر علی التکرار و ذلک من فضل اللّه علینا و علی الناس و من تتبع الاخبار یجد هذا الحکم بلاغبار حتی انهم: زبروا من تجسس زیادة من الواحد و قالوا فی جوابهم انا اقول هکذا و تقول کذا.

فصــل

الحق ان النهی ایضاً فی اللغة لایکون الا للترک المحض و لایدل بنفسه علی الحرمة او الکراهة کما ان الامر فی نفسه لم‏یکن الا للطلب المحض لان الماهیة من حیث هی لم‏یؤخذ فیها شی‏ء من القیود و یمکن ان یظهر بجمیع القیود فلیس واحد من القیود مخصوصاً به هذا مع قطع النظر عن الشرع و لاشک ان الحرمة و الکراهة کالوجوب و الندب لاتکون الا فی الشرع فنقول ان النهی فی الشرع اذا کان مجرداً عن القرینة فهو حقیقة فی الحرمة لعین ما مر فی الامر من الادلة فلانعیدها اختصاراً و کذلک یدل علی الفور و یقتضی التکرار و الاستدامة لعین ما مر فی الامر و لان اجزاء الزمان متساویة و ترجیح بعض الاجزاء علی بعض من غیر مستند شرعی مما لایجوز فهو للفور و الاستدامة و لیس فی ذلک خلاف.

فصــل

لایعقل ان یجمتع الامر و النهی فی محل واحد لان الامر طلب الشی‏ء المحبوب و النهی طلب ترک الشی‏ء المبغوض و لایعقل ان‏یکون الشی‏ء فی آن واحد محبوباً و مبغوضاً هذا و العبد لایقدر فی آن واحد ان‏یفعل شیئاً و لایفعله و اللّه سبحانه لایکلف نفسا الا وسعها سواء کان الامر ایجابیاً و النهی تحریمیاً او کان الامر ندبیاً و النهی تنزیهیاً او الامر ایجابیاً و النهی تنزیهیاً او الامر ندبیاً و النهی تحریمیاً او غیر ذلک و بعد ثبوت امتناع الاجتماع لانحتاج الی

 

 

«* اصول فقه صفحه 114 *»

سرد صور الاجتماع و لاخلاف فی ذلک ولکن اختلفوا فی تعلق الامر و النهی بکلیین بینهما عموم من وجه و مثلوا لذلک بالصلوة فی الدار المغصوبة فان الصلوة مأمور بها و الغصب منهی عنه و الصلوة فی الدار المغصوبة فرد لکل واحد من الکلیین فان نفس الصلوة مأمور بها و القیام و الرکوع و السجود و التشهد علی الارض المغصوبة منهی عنها فلو صلی احد فی ذلک المکان هل یصح صلوته ام لا و ذهب الی کل فریق.

و القول الحق فی ذلک ان قولهم بان تعلق کل من الامر و النهی بکلی@بکلیین ظ@ یکون بین الکلیین عموم من وجه غیر معقول لان الفرد اثر للکلی و ظهوره فی الخارج و الکلی علة تامة للفرد و لایعقل ان‏یکون الشی‏ء معلولاً لعلتین تامتین فالصلوة الجزئیة فرد من الصلوة الکلیة و الصلوة الکلیة تعطی اسمها و حدها فردها و باعطائها اسمها و حدها لفردها یتم فردها و لایحتاج الی مؤثر آخر تکون@فلاتکون خ‌ل@ الصلوة الجزئیة معلولة لکلی الصلوة و کلی الغصب و لایمکن اجتماع کلیین متضادین فی فرد واحد ابدا فهذه الصلوة ان کانت صلوة تدخل تحت الصلوة الکلیة و لاتدخل تحت الغصب الکلی و ان کانت غصباً تدخل تحت الغصب الکلی و لاتکون الصلوة الکلیة غصباً  کلیاً و لا العکس فاذا صدق علیها اسم الصلوة لم‏یصدق علیها اسم الغصب و ان صدق علیها الغصب لم‏یصدق علیها الصلوة فان الصلوة هی المحبوبة و الغصب هو المبغوض و لایکون المحبوب مبغوضاً و لا العکس.

و ما قیل من انها محبوبة من جهة و مبغوضة من جهة اخری کلام غیر سدید لان الشی‏ء المحبوب لایکون مبغوضاً فان کان الجهتان جهتان واقعیتان کل واحدة غیر صاحبها فهما اثنتان کل واحدة فرد لکلیها لیست فرداً لکلی الاخری فالصلوة اذا کانت مأموراً بها محبوبة لایعقل ان‏تکون منهیاً عنها مبغوضة و الصلوة ما لها قیام و قعود و رکوع و سجود و تشهد فاذا ادیت فی ای موضع کان فصحیحة سواء کانت فی المسجد او فی الدار المغصوبة فحینئذ

 

 

«* اصول فقه صفحه 115 *»

لیس القیام و القعود و سائر افعال الصلوة غصباً لان الناس عبید للّه سبحانه و تعالی و الارض ارضه و امر عبده ان‏یصلی له فی ارضه و هذا القدر من التصرف للصلوة لیس مملوکاً لاحد الا اللّه فلیس هذا القدر من التصرف غصباً فکما لایجوز للمالک تخریب داره لا لعلة لایراث الاسراف و عدم اذن المالک الحقیقی الذی هو اللّه سبحانه لایجوز له ان‏ینهی المصلی عن الصلوة فیها لعدم اذن من اللّه فکل ما ثبت فی الشرع انه ملک للمالک یجوز تصرفه فیه و منع تصرف غیره و کل ما لم‏یثبت یبقی علی اطلاقه و لایجوز للمالک منع تصرف غیره فیه کما لایجوز لمالک مجری المیاه ان‏یمنع الناس شرب الماء فالغاصب و ان کان جمیع تصرفاته المغصوبة حراما الا ان تصرفه للصلوة لیس غصباً و حراماً فصلوته لیست فرداً لکلیین کما مر من امتناع کون الفرد الواحد ظهوراً لکلیین متضادین بل فرد للصلوة الکلیة المأمور بها اجماعاً.

و نوع آخر من الدلیل ان الصلوة مأمور بها قطعاً فی کل حال بالاجماع الذی لاریب فیه و عدم جواز اتیانها فی الدار المغصوبة محل الشک لقیام الاختلاف فلایقاوم الشک الیقین قطعاً فتصح الصلوة قطعاً و لایقال ان التصرف فی مال الغیر ایضاً حرام اجماعاً لان التصرف للصلوة لیس محل الاجماع هذا اذا لم‏یکن نص دال علی عدم الجواز و لایقال ان النهی عن التصرف فی مال الغیر نص علی عدم الجواز لما مر من الدلیل نعم اذا تعلق النهی بنفس الماهیة لم‏یجز اتیانها کما اذا قیل لاتصل فی المکان الغصبی و لیس حکم هذا حکم ما نحن فیه.

و کذلک اختلفوا فی ان الامر بالشی‏ء هل یقتضی النهی عن ضده ام لا و مع اقتضائه هل یقتضی النهی عن ضده الخاص ام یقتضی النهی عن ضده العام و لکل استدلال فی المقام.

و الحق ان الامر بالشی‏ء لایکون نهیاً عن ضده مطلقا لانه لایفهم من قولک افعل هذا لاتفعل غیره باحدی الدلالات الثلث اما المطابقة فلان تمام لفظ@در خ‌ل نبود@

 

 

«* اصول فقه صفحه 116 *»

الامر بالشی‏ء لایفهم منه تمام النهی عن ضده و اما التضمن فلانه لایفهم من جزء الامر نهی عن ضده و اما الالتزام فلان شرطه لزوم تصور الامر تصور ضده و لاشک ان من لفظ الامر لاینتقل الذهن الی ترک الضد بل لایخطر بالبال شی‏ء سوی معنی افعل.

بالجملة ما ظهر من الاخبار ان الامر بالشی‏ء لایقتضی النهی عن ضده کما روی ان النبی9 صلی فی المسجد فرأی نخامة فیمشی الیها و یأخذ من الارض عرجوناً و یحکها و یرجع قهقری و یتم صلوته فلاشک انه9 مأمور بالصلوة فلو ان الامر یقتضی النهی عن ضده لم‏یقدم الی حک النخامة عن المسجد بین الصلوة و لاشک ان المشی و اخذ العرجون و الحک و المشی قهقری کلها غیر الصلوة و ضدها الوجودی و اما ما قیل من المراد من الضد هو الترک فبهذا المعنی لیس الامر بالشی‏ء غیر نهی ضده و هما عبارتان عن شی‏ء واحد فکأنه قیل ان الامر بالشی‏ء امر بالشی‏ء لان معنی افعل هذا و لاتترک هذا واحد کما لایخفی اللّهم الا ان یقال ان الامر بالشی‏ء شرعاً یقتضی ترک ما سواه طبعاً حین العمل و الامور الطبیعیة التی لیست فیها امر و نهی شرعی لاتکون اضداداً شرعیة نعم لابد و ان‏یکون الانسان حین الاشتغال بامر ان‏یکون تارکاً لغیره طبعاً و لیس هذا الترک مفهوماً من امر الامر فلیس الامر بالشی‏ء نهیاً عن ضده من جهة نفس الامر.

فصــل

اختلفوا فی ان الامر اذا کان للفور و لم‏یأت المکلف المأمور به فهل یجب علیه الاتیان فی الوقت الثانی ام لا و الحق فی ذلک التفصیل فاذا کان الامر متعلقاً بنفس العبادة و لادخل له بالاوقات و الامکنة فمثل ذلک یجب ان یأتی به فی الوقت الثانی لان المطلوب نفس العبادة و الاوقات اعراض خارجة فبذهاب الاوقات لم‏یذهب الواجب عن کونه واجباً بل هو باق علی وجوبه

 

 

«* اصول فقه صفحه 117 *»

مستمر حتی یؤتی به و ان کان للوقت دخل فی الامر و یتعلق الامر بالعبادة لاجل شرافة الوقت و لم‏یأت به فی ذلک الوقت لم‏یجب الاتیان به فی الوقت الثانی لان سبب ایجابه ای ایجاب المأمور به هو الوقت الخاص و قد مر@مضى  خ‌ل@ فلایجب فی غیر ذلک الوقت کل ذلک اذا لم‏یکن نص فاذا کان نص خاص فهو المتبع قطعاً.

فصــل

اختلفوا فی ان الامر بالشی‏ء امر بما لایتم الشی‏ء الا به ام لا ثم قسموا ما لایتم الواجب الا به بالسبب و الشرط ثم اختلفوا فیهما و الحق انه اذا ورد امر من الشارع بهما ای بالواجب و ما لایتم الواجب الا به فهما موقوف علیه و الا فنفس الامر بالشی‏ء لایکون امراً بمقدماته باحدی الدلالات بالبداهة فان مفهوم اقم الصلوة و حج البیت لایطابق توضأ و اقطع المسافة و لایدل جزء اقم الصلوة و حج البیت علی تطهر و اقطع المسافة و لاینتقل احد من لفظ اقم الصلوة و حج البیت الی التطهر@التطهیر خ‌ل@ و القطع فلایکون الامر بالشی‏ء امراً بمقدماته فلاتکون واجباً@واجبة خ‌ل@ شرعاً لان لفظ الشارع7 لایدل علیها نعم لایقدر الانسان علی الاتیان بالشی‏ء الا باتیان مقدماته و لایکون ذلک سبب وجوبها کما ان الانسان ان لم‏یقطع المسافة لم‏یقدر علی الوصول الی مکة و لایکون قطع المسافة واجباً علیه شرعاً  کما اذا سافر من دون قصد الحج فوصل الی قرب مکة فقصد فحج و اذا کان قطع المسافة واجباً علیه یجب فیه النیة فلابد حینئذ ان‏یرجع الی بلده ثم یسافر بقصد الحج فان قیل ان مقدمة الواجب واجب طبعاً لا شرعاً فقد تکلم بکلام متین و لذا لایجب فیها النیة فلو کانت واجبة شرعاً لکانت النیة شرط صحتها.

 

 

«* اصول فقه صفحه 118 *»

فصــل

اختلفوا فی انه هل یجوز الامر بالمأمور به مع العلم بانتفائه فاحاله قوم متمسکاً بانه لغو و لایصدر من الحکیم.

و الحق انه یجوز و لو لم‏یجز لکان تکلیف الکفار بالایمان و تکلیف الفساق بالعمل الصالح لغواً فاذاً لم‏یکلفوا بالایمان و العمل الصالح و اذ لم‏یکلفوا لم‏یتخلفوا و اذ لم‏یتخلفوا فلم‏یعصوا و اذ لم‏یعصوا فلم‏یکفروا و لم‏یفسقوا و ذلک مخالف ضرورة الملل و المذاهب فضلاً عن مذهب الاسلام بل لجواز هذا الامر امرهم اللّه فاذ لم‏یؤمنوا کفروا و بتخلفهم عن الامر کفروا و لو لم‏یأمرهم اللّه سبحانه لم‏یظهر کفرهم ابدا فامرهم اللّه تعالی بالایمان مع علمه بانهم لایؤمنون لاتمام الحجة علیهم و لو لم‏یأمرهم لم‏یتم علیهم الحجة فان اللّه تعالی غنی عن طاعة خلقه و لاتنفعه و آمن عن معصیتهم و لاتضره بل امر بصلاح الخلق و نهی عما فیه فسادهم و بوارهم فالامر و النهی عام من عنده سبحانه مع علمه بمن آمن و من کفر من عمل صالحاً فلنفسه و من اساء فعلیها و ما ربک بظلام للعبید و من کفر فعلیه کفره و من عمل صالحاً فلانفسهم یمهدون.

فظهر ان علمه بانتفاء المأمور به لایصیر سبباً لعدم فائدة الامر و تلک الفائدة هی اتمام الحجة و ایضاح المحجة لیهلک من هلک عن بینة و یحیی من حی عن بینة و لایقال فاذا علم سبحانه انتفاء المأمور به لم‏یقدر العبد علی اتیانه فاذ لم‏یقدر و قد یؤمر به لزم الجبر لانا نقول لاشک ان اللّه سبحانه عدل لاجور فیه و لایکلف نفسا الا وسعها و لم‏یخلق الکافر مجبولاً علی الکفر اول مرة بحیث لم‏یقدر علی الایمان بل خلقه اللّه اول الامر مختاراً صالحاً لقبول الایمان و الکفر و علم سبحانه انه صالح لقبول الطرفین و ذلک مشاهد محسوس بانه یقدر علی قبول الایمان و الاطاعة و قبول الکفر و المخالفة الا

 

 

«* اصول فقه صفحه 119 *»

یعلم من خلق و هو اللطیف الخبیر.

فاذا علم سبحانه بانه مختار صالح لقبول الایمان کلفه به فاذ لم‏یؤمن باختیار منه و یکفر فعلیه کفره و علم سبحانه بانه یکفر عن اختیار منه فاذا عذبه علی ذلک لایلزم الظلم و الجبر و قد صرح فی کتابه فقال کان الناس امة واحدة و ذلک قبل القاء الشرع فکانوا مساوین فی تلک الحال لیسوا بمؤمنین و لا کافرین بل کانوا صالحین لهذا و ذاک قابلین کالطین قبل التصور بصورة اللبن صالح للتصور بصورة التثلیث و التربیع فبعث اللّه بعد تلک الحال رسلاً مبشرین و منذرین و مصورین بصورة الایمان و الکفر لئلا یکون للناس علی اللّه حجة بعد الرسل فهدوا السبیل سبیل الخیر و الشر کماقال سبحانه انا هدیناه السبیل ای بعد کونه مکوناً قبل الرسل و القاء الشرع فاما شاکراً بقبول الایمان و اما کفوراً بقبول الکفر فلایلزم الجبر و الحمدللّه فان اللّه سبحانه علم انهم یقدرون علی قبول الایمان کما خلقهم علی ذلک فلایصیر علمه سبباً لکفرهم و لیس فی هذا العلم مقام شرح هذه المسئلة ازید مما بان و الحمدللّه و صلى الله على محمد و آله الطاهرین.

فصــل

اختلفوا فی دلالة النهی علی فساد المنهی عنه فذهب قوم علی عدمه مطلقا و ذهب آخرون علی فساده فی العبادات دون المعاملات.

و الحق دلالته علی الفساد فی کلیهما اذا تعلق النهی بماهیتهما و التفریق بین العبادات و المعاملات تفریق لابینة له لانا عبید للشارع و العبد لابد له من ان‏یفعل بلوازم العبودیة و لوازم العبودیة خدمات سمیت عبادة فبعضها خدمات تقع بیننا و بین ربنا و بعضها خدمات تقع بیننا و بین ابداننا و نفوسنا و بعضها خدمات تقع بیننا و بین غیرنا من سایر الخلق و کل تلک الخدمات خدمات و عبادات و کلها معاملات و لیس فرق بینها ابدا فیجب ان‏نسلک فی جمیع

 

 

«* اصول فقه صفحه 120 *»

ذلک حیث اوقفونا علیه: فاذا دل شی‏ء علی صحة فصح فی الکل و اذا دل علی فساد فدل فی الکل فان فی الکل امر و نهی@امراً و نهیاً خ‌ل@ و یجب علینا الامتثال فمحض الاصطلاح بان هذه عبادات و هذه معاملات لایوجب الفرق فی احکام اللّه تعالی و هذا الاصطلاح اصطلاح منا لا من الشارع.

بالجملة فالنهی یدل علی فساد المنهی‌عنه لان المنهی‌عنه لیس مطلوباً للشارع7 فاذ لیس مطلوباً له لیس بعبادة صحیحة سواء کان واجباً او مندوباً و کذلک فی المعاملات فان النکاح المنهی عنه مثلاً لیس بنکاح صحیح فیکون فاسداً الا علی مذهب من ذهب الی عموم اللفظ علی الصحیح و الفاسد و هو لایتمشی فی مذهبنا لان الفاسد حقیقة لیس مصداق اللفظ شرعاً و ان کان مصداقه لغة ظاهراً و نحن نطلب حکمنا و حکمنا شرعی لا لغوی.

و لما کان الاختلاف فی المعاملات اکثر مما فی العبادات نذکر بعض الاخبار الدالة علی فساد المنهی عنه فیها ایضاً.

ففی التهذیب عن محمد بن مسلم عن احدهما8 انه قال لو لم‏یحرم علی الناس ازواج النبی9 لقول اللّه و ما کان لکم ان تؤذوا رسول اللّه و لا ان‏تنکحوا ازواجه من بعده ابدا حرم علی الحسن و الحسین8 بقول اللّه عزوجل و لاتنکحوا ما نکح آبائکم من النساء و عن ابی‌الحسن الرضا7 یا بامحمد ما تقول فی رجل یتزوج نصرانیة علی مسلمة قلت جعلت فداک و ما قولی بین یدیک قال لتقولن فان ذلک تعلم به قولی قلت لایجوز تزویج النصرانیة علی مسلمة و لا علی غیر مسلمة قال و لم؟ قلت لقول اللّه عزوجل و لاتنکحوا المشرکات حتی یؤمن قال فما تقول فی هذه الآیة و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذین اوتوا الکتاب من قبلکم قلت قوله تعالی و لاتنکحوا المشرکات حتی یؤمن نسخت هذه الآیة فتبسم ثم سکت و روی عن زرارة بن اعین عن ابی‏جعفر7 قال لاینبغی نکاح اهل الکتاب قلت جعلت فداک و این تحریمه قال قوله و لاتمسکوا

 

 

«* اصول فقه صفحه 121 *»

بعصم الکوافر  و عنه عن ابی‏جعفر7 عن قول اللّه عزوجل و المحصنات من الذین اوتوا الکتاب من قبلکم فقال هی منسوخة بقوله و لاتمسکوا بعصم الکوافر فاستدل الامام7 بالنهی علی التحریم و المراد بطلان النکاح و عن محمد بن مسلم قال قال ابوجعفر7 من طلّق ثلاثاً فی مجلس علی غیر طهر لم‏یکن شیئاً انما الطلاق الذی امر اللّه عزوجل به فمن خالف لم‏یکن له طلاق فصرح فی هذا الحدیث الشریف ان المنهی‌عنه لیس بطلاق لانه مخالف لما امر اللّه عزوجل به.

و یمکن ان‏نستدل بهذه الاخبار علی فساد المنهی عنه فی العبادات ایضاً فانه7 یستدل بالآیات بان المنهی عنه فاسد لانه خلاف ما امر اللّه فذلک جار فی جمیع المواضع و ان کان المستدل علیه هو المعاملات.

فاذا ظهر ان المنهی‌عنه فاسد فنقول قد یرجع النهی الی نفس المکلف‌به کالنهی عن صلوة الحائض و نکاح المحارم و قد یرجع الی جزئه و قد یرجع الی وصفه و کیفیته ففی ای صورة من هذه الصور یوجب الفساد لان العبادة و المعاملة معینة بوضع الشارع7 بحیث اذا نقض عنها شی‏ء لم‏تکن هی هی فاذا تعلق نهی بای شی‏ء منها یوجب فسادها فاذا تعلق بشی‏ء مقارن له لیس بجزء منه و بصفته فذلک لایوجب الفساد کالنظر الی الاجنبی فی حال الصلوة مثلاً فانه لایتعلق مثلاً بشی‏ء مما به الصلوة صلوة بل یتعلق بشی‏ء خارج عن ماهیة الصلوة مقارن لها و ذلک لایوجب فساداً فی الصلوة لان الصلوة معینة بارکانها و شرائطها و اوصافها و النظر الی الاجنبی لیس له مدخلیة فیها حتی یسری النهی عنه الی الصلوة فیختلف حکم النهی باختلاف التعلق فاذا قیل مثلاً لاتصل ناظراً الی الاجنبی فنظر  یفسد صلوته و اذا قیل لاتنظر الی الاجنبی فی الصلوة او غیرها فنظر لایفسد الصلوة و ان فعل حراماً فی الصلوة.

 

 

«* اصول فقه صفحه 122 *»

فصــل

ادوات العموم لایخفی عمومها علی کل ذی‌لسان فی لغته و لسانه و هی فی العربیة ما و من للشرط و الموصول و الاستفهام و مهما و اینما و امثالهما للشرط و متی للزمان و حیثما للمکان و کل و جمیع و النکرة فی سیاق النفی و المفرد المحلی باللام نحو احل اللّه البیع و حرم الربا و الجمع المحلی باللام ما لم‏یکن الالف و اللام للعهد و الجمع المضاف و امثالها و لاینحصر فیما ذکر و عموم هذه یفهم منها کما یفهم معانی جمیع الالفاظ عند التنطق بها لانحتاج الی الاستدلال لظهور فهم المعنی منها و تری جمیع الناس من ای صنف یطلقون هذه الادوات و الالفاظ و یفهمون منها العموم کما یفهمون من لفظ قال معناه بلاتفاوت و یستدل بها الائمة: کما هی معروفة بین الناس.

تتمــة

قیل ترک الاستفصال فی حکایة الحال مع قیام الاحتمال ینزل منزلة العموم فی المقال و قیل بل حکایات الاحوال اذا تطرق الیها الاحتمال کساها ثوب الاجمال و قیل بالتفصیل فقال ان کان الامام7 مطلعاً علی الواقعة المسئولة عنها.

فالحق عدم اقتضاء العموم و یختص الحکم بتلک الواقعة لان الجواب ینصرف الی الجهة الخاصة للواقعة المخصوصة و لایتناول غیرها و ان سئل عن الواقعة مع احتمال اطلاعه7 علی جهتها فالحق اقتضاء الاجمال مع عدم مرجح لاحد الاحتمالین و ان سئل7 عن الواقعة لا باعتبار وقوعها فالحق ان‏یقال ان الواقعة ان کانت لها جهة شایعة یقع غالباً علیها فالجواب انما ینصرف علیها فلایستدل به علی غیرها و ان کانت جهات وقوعها

 

 

«* اصول فقه صفحه 123 *»

متساویة لامرجح لشی‏ء منها فی عصرهم: و الظاهر العموم اذ عدم الانصراف الی شی‏ء منها یوجب اختصاص الحکم الی بعض بدون مرجح فینصرف الی الکل.

بالجملة فانظر ماذا تری و هو کما تری من القول بعدم اطلاع الامام7 و احتمال اطلاعه و جمیع ذلک لایتمشی فی مذهبنا لان الامام7لیس بجاهل و لاغافل فی حال من الاحوال لا عن نفس الشی‏ء و لا عن جهاته و قراناته لانه الذی استرعاه اللّه امر غنمه و هو عالم بصلاح غنمه و فسادها شاهد مطلع علینا و علی ما بنا و علی احکامنا و جهات احکامنا فقد قال اللّه سبحانه لتکونوا شهداء علی الناس و یکون الرسول شهیدا علیکم فالذین یکونون شهداء علی الناس هم الائمة: کما روی و الرسول شهید علیهم و کیف لا و هم اول ما خلق اللّه و جمیع من سواهم خلق من نورهم و نور نورهم فکیف یخفی النور عن حضرة المنیر و الاثر عن محضر المؤثر أ لایعلم من خلق و هو اللطیف الخبیر و قد اشهدهم اللّه خلق السموات و الارض و خلق انفسهم.

بالجملة اطلاع الائمة علی جمیع الاشیاء مما قد صار عندنا اظهر من الشمس فی رابعة النهار و النار علی المنار ببرکة اولیائهم الاخیار الابرار و لیس فی هذه العجالة محل شرح الحال و لعلک عرفت فی الباب الثالث فیما مر ما یغنی عن البیان هنا و اما حق المسألة المختلف فیها لو سئل الامام7 عن مسئلة و ترک الاستفصال ظاهراً لانه فی الباطن لایحتاج الی الاستکشاف فان جمیع ما سواه مکشوف عنه عنده7 ولکنه فی الظاهر قد یستکشف لتعلیم الحکم و الفتوی لشیعتهم بان للمسئلة صوراً و جهات ینبغی ان‏یعلم بها و قد لایستکشف ظاهراً فی محل یکون الحکم فی جمیع صوره و جهاته علی السواء فاذا سئل عن شی‏ء و ترک الاستفصال فالحق انه یفید العموم فی جمیع الصور المسئول عنها و جهاتها لا فیما یدل علیه الحکم و اللفظ بحسب

 

 

«* اصول فقه صفحه 124 *»

شموله العقلی مثلاً اذا سئل7 عن رجل افطر و هو یترک الاستفصال و یقول علیه الکفارة فذلک یفید عموم الحکم فی جمیع انواع المفطرات و لایختص بفرد منها لانه لو کان الحکم مخصوصاً بمفطر خاص لاستکشف عنه اولاً ثم یحکم علیه و لما لم‏یستکشف یعلم ان حکم کل مفطر الکفارة سواء کان أکلاً او شرباً او غیرهما لانه7 هو الهادی المأمور من عند اللّه سبحانه بالهدایة لایغری بالباطل فاذ لم‏یستفصل و یحکم علی شی‏ء علی الاطلاق و العموم نعلم ان الحکم سار فی جمیع شئون المسئلة و جهاتها.

ولکن هذا العموم و الشمول یکون بحسب عادة السائلین و عادته7 فی جوابهم لا الشمول العقلی فلایجوز اجراء الحکم فیمن افطر لمرض او سفر او عذر آخر شرعی و ان کان عموم اللفظ یشمل علی هذه الوجوه ایضاً بحسب العقل و اللفظ ولکن العادة فی المسائل لاتجری عن السؤال عن الشی‏ء المعلوم بأدلة اخری و کذا الجواب یطابق السؤال فلایجوز الاستدلال علی شی‏ء بالعمومات البعیدة و الاجناس العالیة التی یجوزها العقل بأنها یمکن ان‏یکون ذلک لان الشرع لایکون حکمه علی الاحتمالات العقلیة التی لاینتهی الی شی‏ء و لایذهب الی الاستدلال علی العمومات البعیدة الا من اعوج فطرته اعاذنا اللّه تعالى عن الزلل بحرمة اولیائنا صلوات اللّه علیهم اجمعین.

فصــل

المطلق مأول@ما دل 2خ‌ل@ علی افراد یحتمل صدقه علی کل منها کلفظ الرقبة فانها تصدق علی الرقاب المؤمنة و غیرها و المقید خلافه فلایصدق علی جمیع ما صدق علیه المطلق کرقبة مؤمنة فانها لاتصدق علی غیر مؤمنة و ان کان لها عموم بالنسبة الی الرقاب المؤمنة فبهذا التعریف یظهر الفرق بین المطلق و العام فاختلف القوم فی جواز العمل بالعام قبل الفحص عن المخصص

 

 

«* اصول فقه صفحه 125 *»

و فی جواز العمل بالمطلق قبل الفحص عن المقید و لکل دلیل و  ردّ و اعتراض و ایراد و لانحتاج الی ذکر اقوال الناس و دلیلهم و ردهم بل نقول ما هو الحق.

فنقول ان الحق انه لایجب الفحص مطلقا لا من المخصص و لا من المقید لانا نری ان اصحابنا کانوا یسمعون من امامهم الحدیث العام و المطلق و عملوا بهما من غیر فحص عن شی‏ء و کان ذلک دیدنهم فی کل عصر مع کل امام و نری ان الامام7 قد قررهم علی ذلک و صدقهم فان کان الفحص مما یجب لکانوا: قد امروهم الی ذلک فاذ لم‏یأمرهم و قررهم@لم‌یأمروهم و قرروهم  2خ‌ل@ علی عدم الفحص علمنا قطعاً انه لایجب علینا مطلقا بل نقول لو کان الفحص لازماً یلزم ان لایقبل عمومات اقوالهم الا بعد الفحص فاذ لم‏تقبل لم‏یکن العمل بما یقولون و ذلک قول بوجوب التوقف فی قولهم حتی یبلغ الفحص غایته و ذلک مخالف مذهب الشیعة لانه یجب علیهم قبول قول امامهم و العمل بمقتضاه و نری هذا المسلک منهم فی زمن الائمة؟عهم؟.

و الظاهر ان القوم لاینکرون ذلک فی عصرهم ولکن فرقوا بین هذه الازمنة و بین زمان الحضور من غیر دلیل من الکتاب و السنة فاذا وجد مخصص او مقید فهما لیسا مخصصاً مقیداً عن العام و المطلق بل هما حدیثان معارضان @فما خ‌ل@ نفعل بهما ما فعل بسایر المعارضات و کیف یجب الفحص بل کیف یجوز و ربما کان العام و المطلق من امام سابق و المخصص و المقید من الامام اللاحق أ فلم‏یعمل الاصحاب بالعام و المطلق قبل الامام اللاحق7 و هل یجب علیهم عدم استعمال قول الامام الحاضر الا بعد الفحص عن قول الامام اللاحق و هکذا الی الامام اللاحق الآخر7 فعلی هذا لم‏یجز لهم العمل بالعام و المطلق فی مدة اعصار الائمة: الی امام العصر عجل اللّه فرجه لان الدلیل ان کان تاماً یجری فی جمیع المواضع و ان لم‏یکن تاماً باطل لایجوز الاستدلال به و هل یجب علینا شی‏ء غیر ما اوجبه اللّه فی کتابه او سنة نبیه و اولیائه:.

 

 

«* اصول فقه صفحه 126 *»

و مما یدل علی عدم جواز الفحص صریحاً من الاخبار ما سئل ابوعبداللّه7 عما یجب فیه الزکوة فقال فی تسعة اشیاء الذهب و الفضة و الحنطة و الشعیر و التمر و الزبیب و الابل و البقر و الغنم و عفی رسول اللّه9 عما سوی ذلک فقیل اصلحک اللّه فان عندنا حباً  کثیراً فقال ما هو قیل الارز قال نعم ما اکثره قیل أ فیه الزکوة فزبره ثم قال اقول لک ان رسول اللّه9عفی عما سوی ذلک و تقول لی ان عندنا حباً  کثیراً أ فیه زکوة فظهر من هذا الخبر وجوب العمل بمفهوم الاثر و ظاهره و وجوب العمل بالعام و حرمة الفحص عن المخصص لان ذلک اما تجویز الخطاء فی تعبیر الامام المعصوم عن الخطاء او تجویز عدم حکمته فان الحکیم العلیم قد اخلی اللفظ عن القرینة الدالة علی غیر الظاهر و غیر المتبادر فالفحص اما تجویز الخطاء له@لخطائه خ‌ل@ او سهوه او نسیانه او عدم حکمته و علمه او عدم فصاحته و بلاغته و کتب رجل الی صاحب الزمان صلوات اللّه علیه سألنی بعض الفقهاء عن المصلی اذا قام من التشهد الاول الی الرکعة الثالثة هل یجب علیه ان‏یکبر فان بعض اصحابنا قال لایجب علیه التکبیر و یجزیه ان یقول بحول اللّه و قوته اقوم و اقعد فکتب7 الجواب فیه حدیثان اما احدهما فانه اذا انتقل من حالة الی حالة اخری فعلیه التکبیر و اما الآخر فانه روی اذا رفع رأسه من السجدة الثانیة و کبر ثم جلس ثم قام فلیس علیه فی القیام بعد القعود تکبیر و کذلک التشهد الاول یجری هذا المجری و بأیهما اخذت من جهة التسلیم کان صوابا.

ففی هذا الحدیث احکام منها انه یجوز العمل بالعام مع وجود الخاص و لیس الخاص مخصصاً للعام بل کلاهما حدیثان مستقلان و لیس الخاص شارحاً للعام بل هما متعارضان و منها انه عند التعارض نفیاً و اثباتاً یجوز العمل بایهما شاء@شئت 2خ‌ل@ من جهة التسلیم و منها تعلیم ان الافتاء لاینبغی الا بالاخبار فان الامام7 ما کان یحتاج الی روایة الحدیث فاذا روی روی للتعلیم بان الافتاء لایجوز الا هکذا و عن زرارة قال قلت لابی‌جعفر7 اصلحک اللّه

 

«* اصول فقه صفحه 127 *»

وقت کل صلوة اول الوقت افضل او وسطه او آخره قال اوله ان رسول اللّه9 قال ان اللّه یحب من الخیر ما یعجل انتهی. فاستدل علیه باطلاق الخبر و لایکون استدلاله7 الا لتعلیم زرارة و الا لمایحتاج الی روایة الحدیث.

فبعد ورود الاخبار الصریحة علی عدم وجوب الفحص بل علی عدم جوازه لاینبغی لاحد من الشیعة ان‏یقول بوجوب الفحص عن المخصص و المقید و المعارض کما یأتی.

فصــل

المجمل ما لم‏یتضح دلالته او لم‏یتضح المراد و ان وضح ظاهر دلالته و المبین خلافه و لاشک فی امتناع العمل بالمجملات سواء کان فی الکتاب او فی السنة او بعد البیان و بیان ذلک علی اللّه سبحانه لقوله ان علینا بیانه و لایجوز لنا ان‏نبین المجملات باستدلالات الواهیة الا بالتمسک بذیل المبینات التی وردت من قبل الائمة: لان آیات الکتاب اغلبها مجملات لایعلم المراد منها الا بطریق من نزل فی بیتهم: فیجب الرجوع الیهم فی فهم الکتاب و السنن المجملة و لایجوز لاحد ان‏یستقل بفهم القرآن لانه لم‏ینزل فی بیت غیرهم: کما ورد عن آل اللّه الاطهار بان علم القرآن کله عندهم7 و لیس عن احد حرف منه و لذلک لم‏یجوز الاخباریون التمسک بالقرآن لورود اخبار کثیرة ان علمه مختص بهم؟عهم؟.

و اما نحن فنعلم المراد منه و من مجملاته بواسطة آل‌محمد: و نعمل به بارشادهم و هدایتهم و الحمدللّه و قد مر فیما سبق ما یغنی عن التفصیل هنا فاذا قرأنا السارق و السارقة فاقطعوا ایدیهما لم‏نستدل لرفع اجمالها ان الید تطلق علی جملة العضو من الاصابع الی المنکب فیجب القطع من المنکب او نستدل بان القطع هو الابانة و الابانة تطلق علی الجرح و القطع

 

 

«* اصول فقه صفحه 128 *»

و غیر ذلک من الاقوال التی لاتوجب علماً و لاعملاً بل نقول ان الآیة مجملة و لانعلم المراد منها حتی نرجع الی آل‌محمد: فما بینوه لنا نعلم و ما لم‏یبینوه لانعلمه و لانستدل باهوائنا و الحمدللّه فما قال آل‌محمد نقول و ما دان آل‌محمد ندین و ما سکتوا نسکت عنه صلوات اللّه علیهم و لیس لنا استدلال من عند انفسنا.

فصــل

فی وجوه التراجیح بین متعارضات الاخبار فمنها الکتاب لاخبار کثیرة وردت بان ما ورد علیکم من خبرین مختلفین فاعرضوهما علی کتاب اللّه فما وافق کتاب اللّه فخذوا به و المراد من الکتاب هو المستجمع علی تأویله و عدم نسخه کما وردت به اخبار ایضاً لان غیر المستجمع علی تأویله لم‏یکن معرضاً لاخبارهم: لانهم حملة الکتاب و مفسروه و ما لم‏یفسروا لنا لم‏نعلم شیئاً منه فلربما یفسر الخبر مجملات الکتاب و ربما ینسخ الکتاب بالخبر فبمحض ورود الخبر مخالفاً لظواهره لم‏یکن سبب طرحه فلابد و ان‏یکون المعرض هو المستجمع علی تأویله.

و منها السنة کما ورد بها اخبار و المراد هو السنة الجامعة غیر المتفرقة کما ورد عن الکاظم7.

و منها اجماع العامة کما ورد به اخبار و الاخذ بما خالفهم و المراد منه اجماعهم الذی لیس فیه اختلاف بینهم فاذا اختلف فلایمکن العرض علیه فان الخبر ان خالف بعضهم وافق الآخر و منها العرض علی ما هم الیه امیل و اخذ المخالف کما ورد به الخبر.

و منها ما یشبه اقوالهم السابقة: و منها الاخذ بالمجمع علیه فان المجمع علیه لاریب فیه و منها الاخذ بالاحدث و منها الاخذ بالاحوط و منها الاخذ بما رواه الاعدل او الافقه او الاصدق او الاوثق او الاورع و لا

 

 

«* اصول فقه صفحه 129 *»

یمکن لنا العلم بهذه.

و منها الاخذ بالناسخ و المحکم و رد المتشابه الیهم و منها الاخذ بالمفسر.

فهذه وجوه التراجیح التی شهدت بها الاخبار المرویة عنهم: و لیس لاحد ترجیح خبر علی خبر من عند نفسه فلانحتاج الی سرد تراجیحهم الاجتهادیة اذ لم‏نجوز الاجتهاد فی دین اللّه سبحانه کما مر.

و من الاصحاب من زعم التعارض بین الکتاب و السنة و کذا بینهما و بین الاجماع و کذا بینها و بین الاستصحاب و غیر ذلک من اقواله فیشکل علیه الامر.

و اما علی ما اخترنا لم‏یبق اشکال و الحمدللّه لان الکتاب المستجمع علی تأویله لایعارضه السنة و کذا السنة الجامعة غیر المتفرقة لایعارضها اجماع و لاغیره فلایبقی التعارض فیه هذه و الحمد للّه و اما التعارض بینها و بین الاستصحاب فبعد ابطاله عن رأسه لایبقی کلام و سیأتی القول فیه ان‏شاءاللّه نعم یمکن التعارض بین الاصدق و الافقه و الاورع و الاعدل و الاوثق و لاشک ان فی زماننا هذا لایمکن لنا العلم باوصافهم فی ذلک الزمان کما لایمکن لنا العلم بما هم الیه امیل و ما یخالف اجماعهم الا فی قلیل من المسائل کالعمل بالظن و امثاله فلاتکون لنا معرضاً و لاشک ان وضع المعرض لایکون الا لفهم صحة صدور الخبر عنهم: و اما بعد حصول العلم بصدور الخبر فلانحتاج الی المعرض بالبداهة.

فنقول لاشک ان اصحابنا رضوان اللّه علیهم الذین رووا لنا الاخبار و من جملتها الاخبار المتعارضة و منها اخبار وجوه التراجیح لم‏یدعوا خبراً مخالفاً للکتاب المستجمع على تأویله و السنة الجامعة او مخالفاً لاجماع الشیعة او موافقاً لاجماع العامة او موافقاً لما هم الیه امیل لاتحاد عصرهم او غیر ذلک مما یوهن الخبر الا و اخرجوها من کتبهم التی صنفوها لعملهم و عمل سایر الشیعة الی یوم القیامة و جعلوها حجة بینهم و بین ربهم و ضمنوا صحتها فکفی الاصحاب جزاهم اللّه احسن الجزاء مؤنة امثال هذه التعارضات فلایکون فی الکافی

 

 

«* اصول فقه صفحه 130 *»

و الفقیه و التهذیب و الاستبصار و امثالها خبر مخالف لهذه المعاریض فاذا وجد الیوم فی الکتب المعتبرة متعارضان فهما کلاهما صحیحان و یجوز لنا الاخذ بایهما شئنا من باب التسلیم و ما لنا و للعرض یومنا هذا لانا مأمورون بقبول خبر الثقة و لایبقی لنا عذر فی التشکیک فیما یرویه عنهم: الثقات و کیف نشک فی صحة ما روی مثل ثقة الاسلام و من حذا حذوه من العلماء الکبار العظام رضی اللّه عنهم لاسیما بعد تقریر الائمة: و تقریر رسول‌اللّه9 و تقریر اللّه سبحانه أ لیس اللّه بکاف عبده فبعد تقریر اللّه سبحانه لایبقی لنا شک فی صحة العمل بتلک الکتب المشهورة المعروفة بین الشیعة کما مر من دلیل التسدید و التقریر اللّهم الا من ابتلی بالوساوس الشیطانیة نعوذ باللّه و اراد اللّه سبحانه خذلانه فلعله یشک فی ذلک من اختلاط ذهنه بالشبهات و عند من کان علی الفطرة فقد صار الامر عنده اوضح من الشمس فی رابعة النهار و الحمدللّه.

و اما الاخبار الدالة علی ذلک التی بلغت حد التواتر معنی بل صار معناها ضرورة بین الشیعة فمنها ما قیل للرضا7 الرجل من اصحابنا یعطینی کتاباً و لایقول اروه عنی یجوز لی ان ارویه عنه فقال7 اذا علمت ان الکتاب له فاروه عنه فهل شک شاک فی نسبة الکتب المنسوبة الی مصنفیها کالکتب الاربعة و غیرها و قال ابوعبداللّه7 احتفظوا بکتبکم فانکم سوف تحتاجون الیها و قال اکتب و بث علمک فی اخوانک فان مت فاورث کتبک بنیک فانه یأتی علی الناس زمان هرج لایأنسون فیه الا بکتبهم و قیل لابی‏جعفر7 جعلت فداک ان مشایخنا رووا عن ابی‏جعفر و ابی‏عبداللّه8و کانت التقیة شدیدة فکتموا کتبهم فلم‏ترو عنهم فلما ماتوا صارت تلک الکتب الینا فقال حدثوا بها فانها حق و عن النبی9انه قال فی وصیته لعلی7 اعجب الناس ایماناً و اعظمهم یقیناً قوم یکونون فی آخرالزمان لم‏یلحقوا النبی و حجب عنهم

 

 

«* اصول فقه صفحه 131 *»

الحجة فآمنوا بسواد علی بیاض.

بالجملة الاخبار الواردة فی ذلک اکثر من ذلک و مع کونها متواترة مؤیدة بالعقل المستنیر بانه لو لم‏یکن العمل بکتب الماضین لم‏یعرف الحق من الباطل و لاختل بذلک النظام و فسد امور الانام فی الدنیا و الآخرة و فی فسادها یلزم ان‏یکون خلقة الخلق عبثاً و تعالی اللّه تعالی عن ذلک فلایبقی شک فی صحة الاخبار التی دونوا@دونوها خ‌ل@ فی الکتب المعتبرة و ضمنوا صحتها و لایقال ان الاصحاب کانوا عدولاً ثقات ولکن لم‏یکونوا معصومین اجماعاً فلعلهم قد سهوا فی بعض ما دونوا فان بعد تسدید الامام المعصوم7 و تقریره علی تلک الکتب لایبقی شک لاحد فالاصحاب و ان کانوا غیر معصومین اجماعاً ولکن الامام7 معصوم اجماعاً و قد امرنا بالعمل بتلک الکتب اجماعاً.

بالجملة فاذا صح العمل بالکتب المعتبرة فلایخفی ان اخبارها و ان کانت صحیحة الصدور ولکن لیس کل خبر صحیح صدوره یجوز العمل به فی جمیع القرون بل ربما صدر الخبر عنهم: تقیة و لما نحتاج الیها([10]) یوما ما قد سددوه و قرروه: فی الکتب فان ظهر لنا من نفس الخبر او من خبر آخر انه صدر عن تقیة فلاشک لنا فی عدم جواز العمل به فان لم‏یظهر التقیة منه و وقع التعارض بینه و بین غیره فقد تمسک بعض العلماء بالترجیح بینهما بحسب جهده و رأیه و کثیر منهم سلک هذا المسلک و قد نهی عن ذلک الائمة: فی اخبار متواترة بل متجاوزة حد التواتر مطابقة للکتاب.

فمما دل علی ذلک من الکتاب قوله تعالی ماینطق عن الهوی ان هو الا وحی یوحی و قال لایسبقونه بالقول و هم بامره یعملون و قال لو تقول علینا بعض الاقاویل لاخذنا منه بالیمین ثم لقطعنا منه الوتین.

 

 

«* اصول فقه صفحه 132 *»

و من الاخبار ما روی عن ابی‏جعفر7 قال یا جابر انا لو کنا نحدثکم برأینا و هوانا لکنا من الهالکین ولکنا نحدثکم باحادیث نکنزها عن رسول اللّه9 کما یکنز هؤلاء ذهبهم و فضتهم.

بالجملة الاخبار الواردة فی ذلک اکثر من ان‏تثبت کلها فنسألهم ان کان ترجیحکم الاخبار من الاخبار فبها و نعمت و الا فکل ما کان غیر الاخبار ما لم‏یصر حد الضرورة و الاجماع فهو الهویٰ و الرأی و الاجتهاد المنهی عنها و اما نحن فنرجع فی امورنا کلها الی آل‌محمد: ان‌شاءاللّه لقوله تعالی فاسألوا اهل الذکر ان کنتم لاتعلمون فاذا رجعنا الیهم نراهم یقولون نحن اوقعنا الخلاف بینکم و عن الصادق7 انه قیل له لیس شی‏ء اشد علینا من اختلاف اصحابنا قال ذلک من قبلی و عن زرارة عن ابی‏جعفر7 قال سألته عن مسئلة فاجابنی قال ثم جاء رجل آخر فسأله عنها فاجابه بخلاف ما اجابنی ثم جاء رجل آخر فاجابه بخلاف ما اجابنی و اجاب صاحبی فلما خرج الرجلان قلت یابن رسول اللّه رجلان من اهل العراق من شیعتک قدما یسألان فاجبت کل واحد منهما بخلاف ما أجبت به الآخر قال فقال یا زرارة ان هذا خیر لنا و ابقی لنا و لکم و لو اجتمعتم علی امر واحد لقصدکم الناس و لکان اقل لبقائنا و بقائکم.

بالجملة فظهر ان الائمة: عمدوا علی الاختلاف لوجوه هم عالمون بها و اما المخلص عنه فقد علمونا حیث سئل ابوعبداللّه7عن رجل اختلف علیه رجلان من اهل دینه فی امر کلاهما یرویه احدهما یأمر باخذه و الآخر ینهاه عنه کیف یصنع قال یرجئه حتی یخبره فهو فی سعة حتی یلقاه و فی روایة اخری بایهما اخذت من باب التسلیم وسعک و عنه7 اذا سمعت من اصحابک الحدیث و کلهم ثقة فموسع علیک حتی تری القائم فترده الیه و قیل للرضا7 یجیئنا الرجلان و کلاهما ثقة بحدیثین مختلفین فلانعلم ایهما الحق فقال اذا لم‏تعلم فموسع علیک بأیهما

 

 

«* اصول فقه صفحه 133 *»

اخذت انتهی. فاذا جائنا خبران متعارضان عن الثقة نأخذ بایهما نشاء کما رخصوا لنا فاذا کان هذا جائزاً فما لنا و للترجیح بآرائنا فنأخذ بایهما نشاء من باب التسلیم فی العمل و نتوقف عن اصل الحکم کما یظهر من الاخبار و الحمدللّه.

تنبیــه

اذا ورد خبر فی الامر بشی‏ء و ورد آخر فی الرخصة نقول ان هذا الشی‏ء مستحب و لانعنی به انه مستحب فی الواقع بل نقول انه مستحب عملی لان بسبب الامر نعرف رجحانه و بسبب الرخصة نقول انه جایز الترک و کذا اذا ورد نهی عن الشی‏ء و ورد الرخصة فی فعله نقول انه مکروه و لانعنی به الا انه مکروه عملی لا مکروه واقعی لانه بمقتضی النهی یصیر مرجوحاً و بمقتضی الرخصة یصیر جایز الفعل و اما فی الواقع فنحن لانعلم و نتوقف فیه کما امرونا فلیس هذا من باب تخصیص العام و تقیید المطلق و تبیین المجمل کما اذا ورد خبران احدهما یأمر و الآخر ینهی نتوقف عن الحکم الواقعی و نأخذ بایهما شئنا من باب التسلیم فی العمل و صلی اللّه علی محمد و آله الطاهرین.

فصــل

فی مجمل القول فی الاستصحاب و ما یرد علیه و هو قیاس حالة مجهولة حکمها بحالة معلومة حکمها و مثلوا له بالشاک فی المسافة و الماء المشکوک کریته بان المسافر یقطع مسافة معلومة و یعلم انها لم‏تبلغ المسافة الشرعیة ثم یقطع قطعة اخری حتی یحصل له الشک بانه بلغ المسافة الشرعیة ام لا فیجرون حکم الحالة الاولی المعلومة الحکم بانه حاضر فی الحالة الثانیة المجهولة حکمها المشکوک فیها فیحکمون بانه حاضر بحکم الاستصحاب و کذا الماء المعلوم عدم کریته اذا صب فیه قدر من الماء بحیث یشک فیه بانه بلغ الکرّ ام لا یحکمون

 

 

«* اصول فقه صفحه 134 *»

بحکم الاستصحاب حکم الحالة المعلومة التی هی عدم الکریة علی الحالة الثانیة المشکوکة المجهولة الحکم و مثلوا لذلک امثلة اخری لانحتاج الی سردها.

فنقول لهم آللّه اذن لکم فی هذا الحکم ام علی اللّه تفترون أ انزل هذا الحکم فی کتابه او فی سنة نبیه9 او فی آثار الائمة: ام لم‏ینزل به من سلطان و لم‏ینزل باقرارکم و الا لما احتجتم الی ذلک فما لکم کیف تحکمون أ انزل اللّه دیناً ناقصاً فاستعان بکم على اتمامه أم انزل دیناً تاماً فقصر الرسول عن ادائه ام کنتم شرکاء للّه و لرسوله ام کنتم انبیاء من بعد محمد9 و این قوله7 ما علمتم من شی‏ء انه قولنا فقولوا به و ما لم‏تعلموا فها و اهوی بیده الی فیه و بای جواب تجیبون قوله سبحانه و من لم‏یحکم بما انزل اللّه الی آخر الآیات.

و ان قیل فکیف مخلصکم من امثال هذه المسائل فنقول ان اللّه تعالی جعل لکل شی‏ء حکماً و اکمل دینه و لم‏ینزل دیناً ناقصاً ثم استعان بعقولنا الناقصة لاتمامه و لو رضی باستخراج الاحکام بعقولنا لما ارسل الینا الرسل و ما انزل علینا الکتب التی فیها تبیان کل شی‏ء و نعلم و الحمدللّه ان رسوله معصوم غیر ناس و لو کان ناسیاً لماانزل علیه الکتاب و هو یعلم حیث یجعل رسالته و لذلک نعلم ان اوصیائه: معصومون مأمورون من عند اللّه بالتبلیغ و الهدایة و ابلاج السبل و ایضاح الطرق و هم غیر مهملین لمراعاتنا و لا ناسین لذکرنا و ما کنا لنهتدی لولا ان هدانا اللّه و لایختص ذلک بزمان دون زمان و وقت دون وقت لان الخلق خلق دائماً جاهلون محتاجون لتعلیم@لتعلیمهم خ‌ل@ دیدنهم@دینهم خ‌ل@ و هدایتهم و ارشادهم حتی یعلموا تکالیفهم ثم‏یعملوا بها حتی لایصیر خلقهم عبثاً و الحکمة التی تقتضی ارسال الرسل و انزال الکتب و ایضاح السبل و ارشاد الناس و هدایتهم فی اول الامر  تلک الحکمة بعینها تقتضی الآن و فی کل زمان و اوان ایضاح الدلائل و ارشاد الناس الی الوسائل و لو کان

 

 

«* اصول فقه صفحه 135 *»

الیوم یجوز اخفاء بعض المسائل التی نحتاج الیها لکان جایزاً اخفاؤها فی کل زمان لان اللّه لم‏یحکم بشی‏ء لاقتضاء من ذاته و احتیاج من نفسه بل حکم بفضله و جوده بمقتضی صلاح خلقه و خلقه خلقه دائماً و هم محتاجون دائماً فهو سبحانه لم‏یخل بالحکمة ابداً و مقتضی الحکمة ان‏یجعل لکل شی‏ء حکماً و عرف المکلف ذلک الحکم حتی یکون علی بصیرة من امره و لم‏یکن سائراً علی غیر طریقه.

و لایقال اذا کان الامر کذلک لکان کل احد عالماً بما کان و ما یکون بمقتضی هذا الدلیل لانا لانقول لابد لکل احد ان یعلم احکام الاولیة لکل شی‏ء حتی یرد بحثکم بل نقول مقتضی الحکمة ان‏یکون اذا بحث عن دینه من ابوابه التی جعلها اللّه لمعرفة الدین و قرع تلک الابواب و دخل البیت بیت کل مسئلة من بابها یصل الی مقصوده قال سبحانه و الذین جاهدوا فینا لنهدینهم سبلنا فمقتضی الحکمة ایصال الطالب الحقیقی القاصد للحق الداخل فی باب الحق الی مطلوبه و مطلوبنا الیوم حکمنا الیوم و حکمنا الیوم لیس بحکم واقعی اولی بل حکمنا الیوم هو الحکم الثانوی النفس الامری الذی نکلف بتحصیله الیوم.

بالجملة لیس المقصود اثبات هذه المسألة بل جرت بمناسبة ما و المقصود بیان کیفیة عملنا@علمنا خ‌ل@ فی المسائل التی یجری القوم فیها الاستصحاب فنقول قد ثبت فی اصولنا المأخوذة عن آل‌محمد: ان الاسماء موضوعة علی الصفات الظاهرة للمکلف و الاحکام تتعلق بتلک الصفات المعلومة الظاهرة للمکلف عند الاقتران بها و لیس للاشیاء من عند نفسها لانفسها اسم و لا حکم مثلاً ان الکلب المعلوم الکلبیة نجس للمکلف و حکمه وجوب الاجتناب للمکلف ولکن الکلب لنفسه عند نفسه لیس بنجس و لیس له عند نفسه حکم ابدا و کذا لو لم‏یعلم المکلف ان هذه الجثة کلب ام لا لم‏یجب علیه الاجتناب و لیس بنجس له ما  لم‏یعلم و ان کان تلک الجثة کلباً فی الواقع لانا لم‏نکلف

 

 

«* اصول فقه صفحه 136 *»

الواقع بل نکلف بالحکم الثانوی و الحکم الثانوی هو معلومیة الکلب علینا فما لم‏نعلم لم‏یکن تلک الجثة کلب و لانجس و لایتعلق علیها حکم النجاسة و الاجتناب و هذه المسألة من الابواب التی یفتح علینا ابوابا@یفتح منها علینا ابواب خ‌ل@ من العلم و لیست من مخترعات الهوی بل هو باب لاینکره احد من ذوی الحجی و لذا ورد عن امیرالمؤمنین7 لاابالی أ بول اصابنی ام ماء اذا لم‏اعلم فما اصابه لیس ببول مع عدم علمه و ان کان فی الواقع بولاً بحسب الطبع و لیس ببول بحسب الشرع الظاهر و لم‏یتعلق علیه حکم البول مع عدم العلم فظهر ان الاسماء تقع علی الصفات الظاهرة المعلومة للمکلف و الاحکام تتعلق بتلک الاسماء المعلومة عند المکلف.

فاذا ثبت هذا الاصل الاصیل المستنبط من الاخبار الذی صدقه کل من تأمل فیه بلاریب یعتریه فنقول ان حکم الحاضر هو التمام و حکم المسافر القصر یقیناً فاذا قطع احد مسافة فنعلم ان هذه المسافة هی المسافة الشرعیة التی قدرها الشارع نحکم بانه مسافر شرعی یجب علیه التقصیر و ما لم‏نعلم انه قطع تلک المسافة المعینة من عند الشارع لم‏نحکم بانه مسافر شرعی فاذا لم‏یکن مسافراً شرعیاً یکون حاضراً شرعیاً فنحکم له حکم الحاضر فنحن لم‏نعمل بالاستصحاب و لم‏نجر الحکم الحالة الاولی المعلومة فی الحالة الاخری المجهولة المشکوکة بل نعمل بالحدیث و لم‏یحصل لنا الشک@شک خ‌ل@ بانه کان حاضراً ثم قطع قطعة اخری من المسافة فنشک أ هو مسافر ام حاضر فنحکم علیه بانه حاضر بحکم الاستصحاب بل لم‏یحصل لنا حالتان کما عرفت فهو فی حالة واحدة شرعیة و له حکم واحد شرعی ما لم‏نقطع بانه یقطع المسافة الشرعیة فاذا قطع المسافة الشرعیة و نعلم بها نحکم علیه حکم المسافر و لیس هذا باستصحاب و لا اجراء حکم حالة علی حالة اخری بل هی حالة واحدة و لها حکم واحد و الاستصحاب قیاس محض و بطلانه فی مذهب آل‌محمد: مشهور ککفر ابلیس الذی هو اول من قاس و کذا نقول

 

 

«* اصول فقه صفحه 137 *»

فی الماء بان الماء المعلوم الکریة عندنا اذا اصابته نجاسة لاینجس فاذا لم‏نعلم کریته و اصابته النجاسة نحکم بانه نجس ان قلنا بنجاسة الماء القلیل بمحض ملاقات النجاسة و هکذا سایر الموارد التی یجرون فیها الاستصحاب.

و من القوم من تعاضد فی اثبات الاستصحاب بحدیث لاتنقض الیقین الا بیقین مثله و قد خفی علیه صورة الموردین فالاستصحاب یجری فی نفس الاحکام و موضع اجراء الحدیث الموضوعات و این هذا من ذاک کما تری ان موضع الاستصحاب فی الحالتین تجری حکم حالة فی حالة اخری و هاتان الحالتان شخصان متباینان فی الحقیقة کزید و عمرو بلا تفاوت کما تری فی المثال ان الرجل یقطع شیئاً من المسافة و یعلم انها لیست مقدار المسافة الشرعیة ثم یقطع قطعة اخری یشک@فشک خ‌ل@ حینئذ أ هی بقدر المسافة الشرعیة ام لا و کذا انک تعلم مثلاً ان هذا الماء لیس بمقدار الکر یقیناً و هذا المقدار من الماء له حکم خاص من الشارع یقیناً و انت تعلمه ثم تصب علی هذا المقدار قدراً  آخر من الماء الآخر فتصیر حینئذ محل شکک فتصیر شاکاً فیه حینئذ أهی کر ام لا و لاتعلم حکمه حینئذ فتقیس هذا الموضوع المشخص المجهول الحکم بالموضوع المشخص المعلوم الحکم و لیس القیاس الا هذا و هکذا سایر مواضع الاستصحاب.

و اما موضع الحدیث لیس الا فی شی‏ء واحد و موضع@موضوع خ‌ل@ واحد کما انک تعلم ان هذا الماء طاهر یقیناً ثم تشک فی نفس هذا الماء أ تصیبه النجاسة ام لا فتجری معنی الحدیث بانی لا انقض یقینی بالطهارة بشکی فی اصابة النجاسة فتحکم ان هذا الماء طاهر و کذا لو تعلم انک متطهر یقیناً ثم تشک فی حدوث الناقض فلاتنقض یقینک بالطهارة بشکک فی حدوث الناقض و لایجری هذا الحدیث فی نفس الاحکام اجماعاً  کما لو انک علمت بطهارة الخل یقیناً ثم تشک فی نجاسة الخمر مثلاً لاتجری حکم هذا الحدیث و لاتقول

 

 

«* اصول فقه صفحه 138 *»

لم‏انقض یقینی فی طهارة الخل بشکی فی نجاسة الخمر فالخمر طاهرة و قد تفطن بذلک قدماء الاصولیین و محققوهم و لذا لم‏یتعاضدوا بهذا الحدیث فی الاستدلال علی استصحابهم و لو کان معنی هذا الحدیث هو معنی الاستصحاب لما احتاجوا الی الاستصحاب و الی الاستدلالات الطویلة علی اثباته و لذا ذهب بعض الاصولیین علی عدم حجیة الاستصحاب.

فظهر و الحمدللّه ان معنی الاستصحاب غیر معنی الحدیث و هو علی زعمهم دلیل عقلی مستقل مثل الحدیث و هو فی مقابل الکتاب و السنة علی زعمهم و ظهر و الحمدللّه انه قیاس لا دلیل علی حقیته من عند اللّه تعالی و لا من عند رسوله و اولیائه: بل هو رأی و هویٰ قد رده الکتاب و السنة و الاجماع و العقل التابع للکتاب و السنة و هو علی زعمهم مفید للظن و قد کذب زعمهم اذا تدبرت فی معناه مثلاً اذا علمت ان زیداً یکون فی الدار صباحا ثم تشک فی خروجه مساء فتحکم بحکم الاستصحاب انه فی الدار مساء هل یحصل لک ظن بانه فیها مساء بل تشک کما کنت فی شک قبل اجراء استصحابک و محض جعل قاعدة لایحصل لک الظن و لا شی‏ء ازید علی ما فی خیالک قبل القاعدة فسواء محیاها و مماتها و لیس هذه القاعدة الا من مخترعات العامة العمیاء و تلبیساتهم اخترعوها حتی یقدروا علی کل قول و رأی و هویٰ و علی حکم کل شی‏ء حادث و علی فرض حصول الظن من جعل القواعد المخترعة لا فائدة فی هذا الظن للقائلین بالظن الخاص الحاصل من الاخبار فکأنهم قد غفلوا عن ان الظن الحاصل من الاصول المخترعة غیر الظن الحاصل من الاخبار فیجب علی القائلین بالظن الخاص ترک العمل بهذه الظنون الحاصلة من امثال هذه الاصول الموضوعة ولکنهم قد وقعوا فیما طاروا و ابطلوا حجتهم من حیث لایعلمون فکأنهم جعلوا هذه القواعد الموضوعة مسلمة عندهم بحیث لم‏یتفکروا فیها ابدا هل یحصل لهم الظن منها و هل هی حجة بینهم و بین اللّه او انا وجدنا آبائنا علی امة و انا علی آثارهم مقتدون و مزیداً

 

 

«* اصول فقه صفحه 139 *»

علی جمیع ذلک قد منعنا عن جواز استعمال الظن فی دین اللّه مطلقا کما مر.

و لایقال فعلی هذا لایحصل لکم علم ببقاء الطهارة حین الشک فیها باجراء اصلکم الذی هو لاتنقض الیقین بالشک ابدا فورد علیکم ما اوردتم علینا من الایرادات لانا نقول قد اثبتنا مکرراً انا لم‏نکلف بالواقع ابدا حتی یحصل العلم به اولاً بل نحن مکلفون العلم بأبراء ذمتنا عما اشتغلت به و هو تکلیفنا فی عالم الاعراض و هو الاحکام الثانویة و یحصل لنا هذا العلم و ان لم‏نعلم ان فی الواقع حدث ناقض ام لا و لانطلب الواقع و لسنا بمکلفین له فی دار الاعراض فسواء علینا حدوث ناقض فی الواقع و عدمه بل نعلم قطعاً بحکم الشارع7 انا فی حال الیقین بالطهارة و الشک فی الحدث متطهرون بحکم الشارع.

و قد مر فیما سبق بان للعلوم ثلث مراتب علم عقلی و علم عادی نفسی و علم شرعی و لکل من هذه العلوم ما یقابلها من الجهل و الظن و الشک و الوهم و انه لایقابل الجهل المرتبة العلیا و ظنه و شکه فی المرتبة الدنیا و بالعکس فلایقابل العلم الشرعی الجهل العادی النفسی و الجهل العقلی و لا ظنهما و لا شکهما و لانحتاج هنا الی ذکر ما مر بالتفصیل فی موضعه ولکنکم لما لم‏تکن اصولکم من الشارع باقرارکم لیس لکم ان‏تقولوا مثل ما قلنا فلایحصل لکم الظن لاجل جعل القواعد الموضوعة المخترعة من عند غیر اللّه سبحانه کما لایخفی و لیست قواعدکم من الشارع7 حتی تبرء@برء خ‌ل@ ذمتکم عن الاشتغال الذی هو من الشارع7 فلایسمن و لایغنی اصولکم من جوعکم فلستم الا شاکین او جاهلین بعد اجراء اصولکم کما کنتم من قبل.

فصــل

فی حرمة القیاس و الرأی و الهویٰ فی الدین، لاشک ان الخلق فی بدء الخلقة جاهلون لایعلمون شیئاً من رضاء اللّه و سخطه و لما کانوا کذلک و لم‏

 

 

«* اصول فقه صفحه 140 *»

یرض اللّه تعالی مقامهم فی جهلهم ارسل الیهم الرسل و انزل علیهم الکتب و شرح رضاه و غضبه علی لسان حججه الذین هم تراجمة وحیه فأمروا بما یرضاه و نهوا عما یسخطه و لیس لاحد من الخلق ان‏یطلع علی رضاه و سخطه من غیر الاخذ عن الوسائط و الحجج: اذ لیسوا بانبیاء یوحی الیهم من غیر واسطة فیجب علی کل احد ان‏یقول فی دین اللّه سبحانه بقول الوسائط و من ادعی الاطلاع علی رضاء اللّه و سخطه من دون الوسائط فقد عد نفسه من الوسائط و کفر بذلک من حیث لایعلم و هلک و لذا انزل اللّه تعالی علی نبیه9 و من لم‏یحکم بما انزل اللّه فاولئک هم الکافرون فکل ما لم‏ینزل اللّه تعالی فی کتابه و لم‏یخبر عنه حججه: فهو لیس من اللّه و لا الیه فلایجوز لمسلم الاعتناء به کائناً ماکان بالغاً مابلغ فمن جملة ما لم‏ینزل اللّه به الکتاب و یخبر عنه حججه: هو القیاس هذا علی فرض عدم ذکره فی الکتاب و السنة و قد رأیت فیهما النهی الشدید عنه فبعد تصریح النهی عنه لایبقی لاحد من المسلمین شک فی عدم جواز استعماله فی دین اللّه و من الناس فی آخرالزمان من یأول الاخبار الواردة فی حرمته بان المراد منها قیاسات العامة و اما قیاس الشیعة فمما یجوز استعماله و هذا تأویل من الجاهلین من رأی و هویٰ و اجتهاد لانا عرفنا حرمة اجراء ما لم‏ینزل اللّه تعالی فی دینه بالدلیل العقلی الذی لاشک یعتریه و دلیل العقل لایخصص بشی‏ء دون شی‏ء و بشخص دون شخص و قد نطق بذلک الاخبار الصریحة بانه حرام مطلقا کما یأتی.

فظهر من ذلک ان کل ما لم‏یخرج من بیت اهل العصمة: هو  رأی او هویٰ او قیاس و حرام محرم لایجوز لاحد العمل بها و الاستدلال بها علی شی‏ء من الاشیاء و قد ورد ما من شی‏ء الا و فیه کتاب او سنة و لم‏یدع اللّه تعالی شیئاً الا و حکم فیها حکماً و خزن ذلک الحکم عند حججه: و امرهم بتبلیغه الی الخلق فبلغوا و نشروا شرایع احکامه و بینوا و اوضحوا و لم‏یجعل دینه محمولاً علی اعناق الخلق حتی یلقوا انفسهم فی مشقة شاقة

 

 

«* اصول فقه صفحه 141 *»

و یؤصلوا اصولاً و یؤسسوا اساساً مخترعة من عند انفسهم و یفرعوا علیها شطراً من دینه مرة بالقیاس و مرة بالاستصحاب و مرة بسایر الاصول المخترعة و مرة بالعقول الناقصة و الاهواء الفاسدة@الکاسدة خ‌ل@.

بالجملة فمما حرمه اللّه سبحانه هو القیاس و هو علی اقسام منها القیاس الاولی الذی شاع و ذاع فی آخرالزمان و قد ذم اللّه تعالی ابلیس لعنه اللّه فقال حکایة عنه خلقتنی من نار و خلقته من طین فانظر کیف یستدل لعنه اللّه بالقیاس بالطریق الاولی و مراده ان النار اشرف من الطین و اعلی منه فلاینبغی خضوع الاعلی للادنی فلو کان قیاسه صحیحاً لما ذمه اللّه سبحانه فی کتابه.

و السر فی ذلک ان الخلق لما کانوا جاهلین بالغیب غیر مطلعین بحقایق الاشیاء غیر محیطین علی جهاتها المتکثرة و العلل و الاسباب و الاوضاع لجزئیتهم فلایقدرون علی الاطلاع بجمیع الاسباب و العلل لحکم واحد شرعی اذ ربما کان لحکم واحد علی شی‏ء حکم کثیرة و علل شتی لایعلم احد الا علة واحدة و حکمة واحدة منه ان علم و باقی العلل باقیة علی حالها فلایقدر علی التشبیه و القیاس فکیف یقدر علی قیاس شی‏ء بشی‏ء ما لم‏یکن له علم بجمیع جهات الحکم و لهذا حرم اللّه سبحانه باب القیاس علی الناس لعلمه بانهم لایقدرون أ لایعلم من خلق و هو اللطیف الخبیر نعم فمن کان کلیاً محیطاً بالاشیاء بجمیع جهاتها یقدر علی ذلک و لیس ذلک المحیط الا اللّه و رسوله و اولیائه: فبذلک بطل قول من تمسک فی تجویز القیاس بانا نری اللّه تعالی یقیس و یشبه شیئاً بشی‏ء نعم من علم کیفیة الاشیاء و کمیتها و حدودها و اضافاتها و اقتراناتها و صفاتها و ذواتها و کل ما لها و بها و منها و الیها و علیها یقدر علی تشبیه شی‏ء بشی‏ء و لاشک انه سبحانه لایحکم و لایأمر و لاینهی الا لمصلحة الخلق فاذا رأی شیئین متماثلین متشاکلین مستحقین لحکم واحد حکم لهما بحکم واحد بلاشک ولکن الخلق لما لم‏یکن کلیاً محیطاً فلایقدر علی الاطلاع علی جمیع جهات الاستحقاق و جهات الاحکام

 

 

«* اصول فقه صفحه 142 *»

و عللها و اسبابها فلذلک حرم اللّه علیهم القیاس ماسوی ما انزل اللّه علی رسوله9 و لذلک ذم ابلیس لعنه اللّه علی قوله خلقتنی من نار و خلقته من طین لانه عالم بان ابلیس لایعلم جمیع جهات الحکم فلیس قیاسه صحیحاً لانه رأی ظاهر آدم7 من طین و رأی نفسه من نار فقاس فلو رأی نور آدم7 و باطنه علم انه اشرف من نار کما روی.

فظهر و الحمدللّه ان الخلق اذل و احقر من ان یطلعوا علی جمیع جهات احکام اللّه سبحانه حتی یدرکوا اولویة الحکم فی شی‏ء او ینقحوا مناطه و یجروا فی البواقی او یستنبطوا وجهه و یجروا الوجه فی الباقی او یدرکوا طریق اتحاد المسألتین او المسائل و یجروا الحکم فیها جمیعا الا من جهة اخبار الصادقین المطلعین: فمن رام غیر ذلک فقد ادعی الاحاطة و الربوبیة و النبوة و الولایة الکلیة و ضاد اللّه سبحانه فی ملکه و نازعه فی سلطانه و باء بغضب من اللّه و مأواه جهنم و بئس المصیر فمن تدبر و تبصر و انصف علم انه لایجوز لاحد القول بغیر ما قال آل‌محمد و قال ما قال آل‌محمد قلنا و ما دان آل‌محمد دنا.

بالجملة اول من قاس بالطریق الاولی هو الشیطان الرجیم کما ورد عن اهل العصمة عن ابی‏عبداللّه7 قال لابی‏حنیفة انت فقیه اهل العراق قال نعم قال فبم تفتیهم قال بکتاب اللّه و سنة نبیه ثم قال یا باحنیفة تعرف کتاب اللّه حق معرفته و تعرف الناسخ و المنسوخ قال نعم قال یا باحنیفة لقد ادعیت علما ویلک ما جعل اللّه ذلک الا عند اهل الکتاب الذین انزل علیهم ویلک و لا هو الا عند اهل الخاص من ذریة نبینا؟ص؟ و ما ورثک اللّه من کتابه حرفا و ذکر الاحتجاج علیه الی ان قال یا باحنیفة اذا ورد علیک شی‏ء لیس فی کتاب اللّه و لم‏تأت به الآثار و السنة کیف تصنع فقال اصلحک اللّه اقیس و اعمل فیه برأیی فقال یا باحنیفة ان اول من قاس ابلیس الملعون قاس علی ربنا تبارک و تعالی فقال انا خیر منه خلقتنی من نار و خلقتنی من طین قال

 

 

«* اصول فقه صفحه 143 *»

فسکت ابوحنیفة فقال یا باحنیفة ایهما ارجس البول او الجنابة فقال البول قال فما بال الناس یغتسلون من الجنابة و لایغتسلون من البول فسکت فقال ایهما افضل الصلوة ام الصوم قال الصلوة فقال فما بال الحائض تقضی صومها و لاتقضی صلوتها فسکت الخ.

و عنه7 ان السنة لاتقاس الا تری ان المرأة تقضی صومها و لاتقضی صلوتها یا ابان ان السنة اذا قیست محق الدین و ذلک صریح فی حرمة العمل بالقیاس الاولی کما لایخفی و عن ابی‏عبداللّه7 ان اصحاب المقائیس طلبوا العلم بالمقائیس فلم‏تزدهم المقائیس من الحق الا بعداً و ان دین اللّه لایصاب بالمقائیس و قال کل بدعة ضلالة و کل ضلالة سبیلها الی النار و قیل لابی‏الحسن موسی7 جعلت فداک فقهنا فی الدین و اغنانا اللّه بکم عن الناس حتی ان الجماعة منا تکون فی المجلس مایسأل رجل صاحبه تحضره المسألة و یحضره جوابها مناً@فیما خ‌ل@ من اللّه علینا بکم فربما ورد علینا الشی‏ء لم‏یأتنا فیه عنک و لا عن آبائک شی‏ء فننظر الی احسن ما یحضرنا و اوفق الاشیاء لما جائنا فنأخذ به فقال هیهات هیهات فی ذلک واللّه هلک من هلک یابن حکیم ثم قال لعن اللّه اباحنیفة کان یقول قال علی و قلت قال محمد بن حکیم لهشام بن حکم واللّه ما اردت الا ان‏یرخص لی فی القیاس.

و هذا الحدیث ایضاً صریح فی حرمة القیاس بالطریق الاولی حیث قال ابن حکیم فننظر الی احسن ما یحضرنا و اوفق الاشیاء و ردعه الامام7 و اکده بالقسم و کذلک نص فی حرمة القیاس مطلقا سواء قاس العامة او الخاصة لان الرجل السائل من الخاصة فکذب من زعم ان القیاس المنهی عنه مخصوص بما قاسه العامة و اما الخاصة فیجوز لهم القیاس و قیل له7 اصلحک اللّه انا نجتمع و نتذاکر ما عندنا فما یرد شی‏ء الا و عندنا فیه شی‏ء مسطور و ذلک مما انعم اللّه به علینا بکم ثم یرد علینا الشی‏ء الصغیر لیس عندنا فیه شی‏ء فننظر بعضنا الی بعض و عندنا ما یشبهه فنقیس علی احسنه

 

 

«* اصول فقه صفحه 144 *»

فقال و ما لکم و للقیاس انما هلک من قبلکم بالقیاس ثم قال اذا جاءکم ما تعلمون فقولوا به و ان جاءکم ما لاتعلمون فها و اهوی بیده الی فیه ثم قال لعن اللّه اباحنیفة کان یقول قال علی و قلت انا و قالت الصحابة و قلت ثم قال أ کنت تجلس الیه فقیل لا ولکن هذا کلامه فقیل اصلحک اللّه اتی رسول اللّه9 الناس بما یکتفون به فی عهد فقال نعم و ما یحتاجون الیه الی یوم القیامة فقیل فضاع من ذلک شی‏ء فقال لا هو عند اهله و قال7 فی کتاب آداب امیرالمؤمنین؟ع؟ لاتقیسوا فان امر اللّه لایقاس و سیأتی اقوام یقیسون و هم اعداء الدین و قال7 فی حدیث مع ابی‏حنیفة لیس فی دین اللّه قیاس و قیل للرضا7 جعلت فداک ان بعض اصحابنا یقولون نسمع الامر یحکی عنک و عن آبائک فنقیس علیه و نعمل به فقال سبحان اللّه لا و اللّه ما هذا من دین جعفر هؤلاء قوم لاحاجة بهم الینا قد خرجوا من طاعتنا و صاروا فی موضعنا فاین التقلید الذی کانوا یقلدون جعفراً و اباجعفر قال جعفر لاتحملوا علیّ القیاس فلیس من شی‏ء یعدله القیاس الا و القیاس یکسره و عن ابی‏جعفر7 ایاک و اصحاب القیاس فی الدین فانهم ترکوا علم ما وکلوا به و تکلفوا ما کفوه قال ابوعبداللّه7 لعن اللّه اصحاب القیاس فانهم غیروا کتاب اللّه و سنة رسول اللّه9 و اتهموا الصادقین فی دین اللّه انظر کیف نهوا: عن مطلق القیاس و قالوا فلیس من شی‏ء یعدله القیاس الا و القیاس یکسره.

فظهر و الحمدلله ان بهذه المتشابهات الظاهرة التی لاتنبئک عن الباطن لایجوز العمل بها و متی یقدر احد ان‏ینقح مناط حکم الشارع7حتی یجری المناط فی سایر المواضع ءاللّه علمهم الغیب ام علی اللّه یفترون و بمحض اخطار الشی‏ء بالبال بانه مناط حکم محمد و آل‌محمد: لایکشف عن حقیقة الحال أ لاتری انهم: نهوا عن لبس الثوب المبلول للصائم و یخطر بالبال ان مناط الکراهة هو البلة و هی موجودة علی من دخل

 

 

«* اصول فقه صفحه 145 *»

الماء اکثر و اوفر و لم‏ینهوا عن دخول الماء اللّهم الا ان‏یعلم المناط باجماع لاریب فیه او بضرورة المذهب کأن سأل رجل عن شی‏ء من اجزاء الصلوة مثلاً فانه یعلم بالاجماع ان حکمه غیر مختص بذلک الرجل بل شامل لجمیع افراد المکلفین و فی الواقع هذا القسم لیس من اقسام القیاس بل من باب اشتراک الکل فی التکلیف.

بالجملة و کذا القیاس المستنبط العلة و لعمری اذا لم‏یجز العمل بالقیاس الاولوی الذی ظاهر المشابهة لحری و احری بان لم‏یجز تنقیح المناط و استنباط العلة التی لم‏تکن فی ظاهر اللفظ و محض توهم ان المناط کذا و العلة کذا لم‏یجز العمل کذا فان الدین لایصاب بالوهم بل و لا شی‏ء فی الدنیا یصاب بالوهم و من اقسام القیاس قیاس اتحاد طریق المسألة و هذا ایضاً  کسائر اقسام القیاس فی البطلان لانه لایعلم الغیب الا اللّه و کیف یقدر ان‏یعلم احد لم‏یکن عالماً بالغیب بان طریق المسألتین واحدة و قد اخبر علام الغیوب فی کتابه و علی لسان اولیائه فی اخبار متجاوزة حد التواتر ان دین اللّه لایصاب بالمقائیس أ لایعلم من خلق و هو اللطیف الخبیر و هو یخبر بان القیاس لیس من دینه فانظر فی نفسک انها تصدق وهم المتوهمین ام تصدق القائلین الصادقین الشارعین صلوات اللّه علیهم اجمعین.

و کفی فی بطلان القیاس و سایر الادلة الظنیة الاجتهادیة انها لیست مما انزل اللّه و لیست مما قاله الحجج: و کفی فی حق القائلین بشی‏ء من ذلک قوله تعالی و من لم‏یحکم بما انزل اللّه الی آخر الآیة و غایة فائدة هذه الاصول الموضوعة حصول الظن و قد منعنا جواز استعماله فی دین اللّه مطلقا هذا.

و بعد التأمل التام یظهر للمتأمل عدم حصول الظن من هذه القواعد کما مر الاستدلال علیه فی مسئلة الاستصحاب فان هی الا قواعد مسلمة من العامة العمیاء یأخذون بها اشد من الاخذ بالکتاب و السنة و یسلمون لها اشد التسلیم

 

 

«* اصول فقه صفحه 146 *»

و لو سلموا للکتاب و السنة بمثل تسلیمهم لهذه القواعد فواللّه لم‏یجسروا علی اختیار طریقة العامة العمیاء.

فصــل

العلة المنصوصة لیست من اقسام القیاس فانها قولهم الصریح و هم: فصحاء بلغاء حلماء حکماء رحماء هادون غیر مغرین بالباطل و لا عابثین بکلامهم سلام اللّه علیهم فاذا نصوا بان هذا حرام لسکره مثلاً نعلم قطعاً ان السکر هو سبب الحرمة و علتها ففی([11]) ای شی‏ء وجدناه مسکراً نحکم بانه حرام لاشک فی ذلک و لاریب ولکن قد یشکل تمییز علة التامة و غیرها فانهم: کثیراً ما بینوا بعض اسباب الحکم و بعض علله لمصالح هم اعلم بها کما نهوا عن الصلوة فی الحمام و بینوا علة کراهتها ان الناصب یغتسل فیه و هو انجس من الکلب فلو کان الحمام لم‏یغتسل فیه الناصب لما کان الصلوة فیه مکروهة و لیس کذلک و امثال ذلک کثیر فی الاخبار فبمحض وجود علة فی خبر لایمکن فی بادی النظر اجراؤها فی سایر المواضع بل ینبغی ان‏ینظر ان العلة ان کانت تامة و هی بنفسها سبب الحکم یجری فی سایر الموارد و الا فلا  ألاتری ان سبب الکراهة ان کان محض نجاسة الناصب لکانت الصلوة مکروهة فی کل مکان نجس و لیرفع الکراهة بعد رفع النجاسة عن الحمام و لتکره الصلوة فی بیت یغتسل فیه الناصب و لیس الامر کذلک بل لاحکامهم: علل عدیدة و اسباب شتی بینوا کل علة ارادوا لمصلحة من المصالح فمتی لم‏یعلم ان العلة تامة لم‏یمکن اجراؤها فی سایر المواضع البتة و ربما کان العلل لشی‏ء واحد کلها تامة کاجتماع الجنابة و الحیض و الاستحاضة فی غسل واحد فان کل واحد منها سبب تام للغسل و برفع کل واحد واحد منها لم‏یرتفع الغسل فاذا کانت العلل من هذا القبیل و بینوا علة واحدة

 

 

«* اصول فقه صفحه 147 *»

مع انها تامة لایصیر ذلک موجباً لبیان جمیع العلل فلایمکن التعویل علی محض ذکر العلة فتأمل.

فصــل

قد اختلفوا فی ان الاصل برائة الذمة ذهاباً الی ان قبل الشرع لسنا بمکلفین بالاحکام الآتیة یقیناً فالاصل برائة ذمتنا عن کل حکم حتی یثبت لنا التکلیف او اشتغال الذمة ذهاباً الی انا کنا مکلفین باحکام قطعاً و الاحکام لیست کلها عندنا بل هی مخزونة عند آل‌محمد: فالاصل اشتغال ذمتنا حتی تبرأ.

ولکنا نقول قولاً ان شئت تقول نصدقهم جمیعاً و ان شئت تقول نصدق بعضهم و ان شئت تقول لم‏نصدقهم و هو انه لاشک انا مخلوقون لله سبحانه فنکون عبیداً له و العبد دائماً حین خلق فیکون ذمته مشغولة بالعبودیة ابدا و لیس لنا حالة قبل الشرع حتی تکون فی تلک الحالة ذمتنا بریئة ثم ورد بعد ذلک شرع حتی نستدل بان الاصل برائة ذمتنا حتی یثبت علینا شی‏ء بل الحجة ابدا تکون قائمة قبل المحجوج و الشرع ابدا قبل الکون کما کان آدم7 قبل اولاده و کانت له شریعة قبل اولاده و هم تولدوا فی الشرع و کذلک حال اهل کل زمان و کل نبی الی عصر نبینا و آله صلوات اللّه علیهم اجمعین فالاصل برائة الذمة بالمعنی الذی یقولون کلام ناقص و کذا القول بان الذمة مشغولة بالاحکام التی لما بین@یبین خ‌ل@ لنا مع انه لا تکلیف الا بالبیان و لایکلف اللّه نفساً الا ما آتاها کلام ناقص.

بل القول الحق ان الخلق کلهم جاهلون لایعلمون خیرهم من شرهم و صلاحهم من فسادهم و لم‏یرض اللّه سبحانه مقامهم فی جهلهم و لم‏یرض ان‏یسلکوا باهوائهم و آرائهم و عقولهم الناقصة فلذلک خلق خلقاً و اختارهم

 

 

«* اصول فقه صفحه 148 *»

لنفسه و جعلهم قائمین مقامه فی الاداء اذ کان لاتدرکه الابصار و لاتحویه خواطر الافکار و لاتمثله غوامض الظنون فی الاسرار فلایمکن للخلق التلقی منه سبحانه من دون هؤلاء الوسائط الذین هم تراجمة وحیه و محل مشیته و ممکن ارادته فاذا شاء احداث امر و اجراء حکم فی سایر الخلق حرک من سرائرهم کوامن ما ابطن فیهم ای فی الحجج: فیظهر منهم الاحکام من الاوامر و النواهی و هم کتبه الناطقة و السنته الشارحة و عیبة علومه الوافیة و محل حکمته الکافیة فیحللون للخلق ما رأوا فیه صلاحهم بحسب الحکمة باذن اللّه و وحیه و یحرمون علیهم ما شاؤا علی حسب المصلحة و امروا باشیاء عن علم و حکمة و نهوا عن اشیاء عن علم و حکمة و سکتوا عن اشیاء رحمة من غیر نسیان منهم عن علم و حکمة.

ثم علمونا بان اللّه سبحانه فرض لکم فرائض فلاتضیعوها و حرم علیکم اشیاء فلاتهتکوها و سکت عن اشیاء رحمة من غیر نسیان فلاتتکلفوها فجعلوا سنتهم علی هذه الاقسام الثلثة و کل هذه الثلثة من احکامهم لا الاوامر و النواهی فقط و لذلک صارت الاحکام خمسة الفرائض و السنن و المحرمات و المکروهات و المباحات و لیست المباحات مما لنا الاختیار فیها من عند انفسنا بل نحن فی کل حال نسلک باحکام موالینا و لیست ذمتنا بریئة من العبودیة طرفة عین.

بالجملة فظهر ان المسکوت عنه من جملة احکامهم لان سنتهم اما قول او فعل او تقریر و المسکوت عنه مقرر من عندهم7 و رخصوا لنا ان‏نسلک فیه بارادتنا و علمونا کیفیة السلوک فیه @فقالوا؟عهم؟ کل شىء لک مطلق حتى یرد فیه امر او نهى 2‌خ‌ل@ فقالوا:@و قالوا 2خ‌ل@ کل شی‏ء مطلق حتی یرد فیه نص و کل شی‏ء مطلق حتی یرد فیه نهی و قالوا  کل شی‏ء لک@کل شى‌ء فیه حلال و حرام فهو لک  2 خ‌ل@ حلال حتی تعلم انه حرام بعینه و قالوا لاتکلیف الا بالبیان  و عن النبی9 رفع عن امتی تسعة و منها ما لایعلمون و قد قال اللّه

 

 

«* اصول فقه صفحه 149 *»

تعالی ما کان اللّه لیضل قوماً بعد اذ هداهم حتی یبین لهم مایتقون و قال لایکلف اللّه نفسا الا ما آتیها و قال7 ای ما عرفها الی غیر ذلک من الادلة من مقتضی عدل اللّه و مقتضی حکمته و فضله و کرمه و جوده و غیر ذلک.

فبعد ورود هذه الآیات الواضحات و الآثار النیرات و الادلة المتفرعة علی عدل اللّه سبحانه و حکمته و فضله و جوده و کرمه التی تصدقها العقول السلیمة نعلم قطعاً ان الاصل برائة ذمتنا عما لم‏یبین لنا و لم‏یوضح و لم‏نعلم و لم‏یصل الینا و  غیر ذلک من الوجوه فما علمناه من امر او نهی نعمل به بامر خاص و نهی خاص و ما لم‏نعلم نعمل باخبارهم المطلقة و فی کلا الحالین نعمل باخبارهم و لانعمل باصل من الاصول الموضوعة المخترعة الاجتهادیة التی جعلتها العقول الناقصة قاعدة و اصلاً ما لنا و للعقول و الاهواء و لنا و الحمد لله مولی رءوف رحیم حکیم علیم و ذلک بان اللّه مولی الذین آمنوا و قد اغنانا اللّه بوجود ائمتنا: فالاصل هو البرائة بهذا المعنی و لیس هذا المعنی سوی الاخبار و الآیات لا ما اثبته قوم و انکره آخرون فاذا علمنا شیئاً نعمل به و اذ لم‏نعلم شیئاً نعلم انه لیس لنا فیه تکلیف و اذا شککنا نقف عن الحکم فیه علی البت و نوسع فی العمل لما ورد امر بین رشده فیتبع و امر بین غیه فیجتنب و شبهات بین ذلک فمن اقتحم فی الشبهات وقع فی الهلکات فعند الشبهة لاحکم لنا معیناً لانا لانعلم المراد و لاتکلیف الا بالبیان و ما لم‏یبین لنا فنقف عنده عن الحکم البتی فان کانت المسئلة مما لابد و ان‏یعمل باحد طرفیها نعمل بایهما شئنا للاخبار الواردة فی السعة فی العمل بان بایهما اخذت من باب التسلیم وسعک.

فصــل

و قد اشتبه علی بعض الاصحاب مسئلة الشبهة فعدّ الجهل شبهة و بینهما فرق بیّن کما مرت الاشارة الیه فنقول لاشک ان الجهل عدم حضور المعلوم

 

 

«* اصول فقه صفحه 150 *»

عند العالم و عدم وجدان الشی‏ء فی ذهنه ولکن الشبهة ما اشتبه امره و یحتمل ان‏تکون هذا او ذاک و ذلک لایکون الا اذا قام علی امر دلیلان احدهما یثبت و الآخر ینفی فعند ذلک یتحیر الانسان من الحکم بایهما و لایقدر علی البت باحدهما فتصیر المسئلة شبهة علیه و اما الجهل لیس کذلک بل لیس له دلیل مطلقا فلایعلم شیئاً مطلقا فاذا اختلف معناهما اختلف حکمهما لامحالة فحکم الجهل عدم التکلیف مطلقا لما ورد کل شی‏ء @لک 2‌خ‌ل@ مطلق و حکم الشبهة لیس کذلک بل حکمها التوقف عن اصل الحکم لما ورد الوقوف عند الشبهة خیر من الاقتحام فی الهلکة فیجب علینا التوقف عن البت و لیس علینا تکلیف علی البت اذ لم‏یبین لنا و لاتکلیف الا بالبیان بل یجب التوقف لئلا نقع فی الهلکات لما ورد من لم‏یجتنب الشبهات وقع فی الهلکات.

و اما فی العمل ان لم‏یکن الوقت وقت العمل فلاتکلیف علینا و اذا جاء وقت العمل و المسألة مما یمکن فیه الاحتیاط کان لاتقع بین الواجب و الحرام مثلاً فنحتاط و اذا کانت مما لایمکن فیه الاحتیاط فنعمل حینئذ باخبار السعة من باب الرد الیهم: و التسلیم لامرهم فبهذا الاصل الاصیل المأخوذ من آل‌محمد: هان لنا الامر و الحمدلله و اما من ضیّق علی نفسه و لم‏یفرق بین الجهل و الشبهة و جعل الجهل شبهة ایضاً ثم اوجب الاحتیاط علی نفسه فی کل شبهة ضاق علیه امر الشریعة السمحة السهلة و القی نفسه فی واد سحیق لم‏یقدر علی الخروج فان لکل شی‏ء حکماً لامحالة و حکم ما لم‏نعلم عند آل‌محمد: و اشتغل الذمة بتلک الاحکام المخزونة علی زعمه فیجب علی زعمه الاحتیاط لان اشتغال الذمة الیقینی لابد له من البرائة الیقینیة و البرائة الیقینیة لاتحصل الا بالاحتیاط علی زعمه ثم لما رأی ان الامر المکنون و الحکم المخزون عند آل‌محمد: یحتمل ان‏یکون واجباً او حراماً او مستحباً او مکروهاً و بایها اخذ یحتمل ان‏یدرک الآخر تکلف فی تفسیر الاحتیاط فقال المراد منه ترک فعل وجودی

 

 

«* اصول فقه صفحه 151 *»

و ترک الفعل لایکون فعلاً فاذا احتاط بهذا المعنی لم‏یقع فی المحرم علی زعمه و لایفید هذا الاستدلال له فائدة لان ترک الفعل الواجب حرام یقینا.

و الاستدلال بان الترک لیس بفعل و هو عدم محض نطق لامعنی له و ان کان فی بادی النظر یشبه الاستدلال لان ترک الفعل لیس بعدم محض حتی یستدل به بل الترک ایضاً فعل و یشتق منه فعل فیقال ترک فلو کان عدماً محضاً لم‏یشتق منه فعل و لما کان التارک للواجب عاصیاً لانه لم‏یفعل شیئاً علی زعمه و لیس الامر کذلک بل التارک للواجب فاعل للمحرم اجماعاً و طبیعة الفعل و ماهیته اللابشرط یشمل فعل و ترک و کلاهما فعل یقینا.

نعم فعل عدم ترک و ترک عدم فعل کما یکون فعل عدم نصر و ضرب و هما عدم فعل لکن لیس واحد منها عدم ماهیة الفعل المطلق الشامل علی کلها المعطی کلها حده و رسمه اما تری ان فَعَلَ فِعْل و تَرَکَ فعل و نَصَرَ فعل و ضَرَبَ فعل فظهر ان التفسیر تکلف محض و لایمکن له ان‏یخرج من واد القی نفسه فیه و الاحکام المخزونة الواقعیة یحتمل@تحتمل  خ‌ل@ الاحکام الخمسة و لایمکن لاحد الاحتیاط فیها ابدا و هو غیر معقول و لیست بمکلف بها عن آل‏محمد: لانهم لایکلفون احداً ما لایطیق و ذلک مما لایطاق بالبداهة و اما ما ذهبنا الیه من طریقة آل‌محمد: فقد سهل علینا الخطب و الحمدلله رب العالمین.

فصــل

و للقوم اصول غیر ما ذکر منها عدم الدلیل دلیل العدم ان ارید به ان عدم الدلیل دلیل عدم حکم و شی‏ء فی الخارج فذلک لایفید علماً و لا ظناً ابدا کما اذا لم یکن لک دلیل علی ان فی بلد فلانی هل حدث حادث ام لا لایوجب لک ان لایحدث فیه حادث بل یحتمل حدوث حادثة فیه و یحتمل عدم حدوثها کما کان قبل جعل هذا الاصل ایضا کذلک فلایمکن الاستدلال بهذا الاصل

 

 

«* اصول فقه صفحه 152 *»

فی مثل هذا الموضع ابدا و ان ارید ببیان@به بان  2خ‌ل@ عدم الدلیل دلیل عدم التکلیف فنقول به و لیس ذلک سوی الکتاب و السنة فان اللّه یقول قل فلله الحجة البالغة فما لم‏یبلغنا لم‏نکلف به قطعاً لقوله تعالی لایکلف اللّه نفسا الا ما اتیها و قال7 ای ما عرفها.

و منها الاصل تأخر وجود الحادث ما ادری هل یجدی نفعاً فی اجراء هذا الاصل فی الواقع و هل یفید علماً او ظناً و هل یوجب شیئاً اذا شککت فی وجود شی‏ء و دفعته بهذا الاصل بان الاصل تأخر وجوده و هل یؤخر وجود المشکوک فیه ام هو کما هو و انت تلوک لفظاً بین لحییک و اجریت علیه حکماً من عند نفسک من غیر برهان فانت اذا علمت حدوث حادثة فی الدار و لم‏تعلم وقته أ بهذا الاصل یقع فی نفسک علم او ظن بان الحادثة حدث فیها آخر النهار مثلاً ام لایحدث فی نفسک شی‏ء بعد اجراء اصلک کما کنت قبل ذلک بلاتفاوت.

و منها الاستصحاب القهقری بانا نجد فی زماننا هذا ان معنی قال مثلاً  کذا فاستصحب قهقری فکان فی زمان النبی9 ایضاً هکذا و فیه ما فی سابقه من الایراد کما لایخفی.

و منها الاصل عدم التغییر و فیه ایضاً ما فی الاصل من الایراد و لایفید علماً و لا ظناً.

و منها الاصل عدم التحریف و فیه ایضاً ما فی سوابقه و لایفید شیئاً لاعلماً و لاظناً.

و منها الاصل بقاء([12]) علی ما کان و فیه ما فی سوابقه ایضاً و یثبتون بهذه الاصول المخترعة التی لیس لها برهان لا من الکتاب و لا من السنة و لا من العقل المستنیر و لا من الاجماع صحة العمل بالاخبار زعماً منهم بان هذه الاصول تفید ظناً بصحة صدور الاخبار و صحة العمل بها و هی کما عرفت لاتفید شیئاً ابدا و لا تثبت شیئاً و کلها کسراب بقیعة یحسبه الظمآن ماء حتی اذا جاءه و تفکر فیها

 

 

«* اصول فقه صفحه 153 *»

و تدبر لم‏یجده شیئاً و وجده اوهن من بیت العنکبوت بل یثبت صحة صدور الاخبار من الائمة الاخیار الاطهار: ما اختلف اللیل و النهار و صحة العمل بها بدلیل التسدید الذی اعطانا اللّه سبحانه من فضله و کأنه خصنا بهذا الدلیل الذی یثبت به کل حق و یبطل به کل باطل و قد مرّ شرحه و الحمدللّه.

فصــل

لنا اصلان اصیلان مستنبطان من اخبار الائمة: و هما بابان من العلم یفتح منها ابواب و اصلان یتفرع علیهما کثیر من المسائل.

احدهما لاتنقض الیقین بالشک ابدا و لاتنقض الیقین الا بیقین مثله فکلما کنا فی حال من الاحوال یقیناً([13]) و نشک فیها أ تتغیر([14]) ام لا نحکم بعدم التغییر کما کنا علی طهارة یقیناً ثم نشک فیها هل حدث مزیلها ام لا نحکم حینئذ بالطهارة حتی یحصل لنا یقین مثل یقیننا الاول.

و لایقال کیف حکمتم فی الشاک فی الحدث بانه متطهر و قد اعترضتم علی القائلین بان الاصل کذا و قلتم ان الاصل کذا لاینبئ عن الواقع و یحتمل فی الواقع ان‏یکون کذا و ان لایکون کذا لانا نقول ان اصولکم لیست من عند الشارع7 حتی تصیر حکماً علینا و هی ای الاصول المخترعة لاینبئ عن الواقع کما ظهر من الامثلة المذکورة التی مرت و لاتفید علماً و لا ظناً ولکن اصلنا اصل ثابت من عند الشارع7 و نحن مأمورون بالاخذ به و الاجراء لحکمه فی حال الیقین فی الشی‏ء و الشک فیه بعد سواء حدث فی الواقع حادث ام لا لان محل الحکم یقیننا و شکنا و لیس محل الحکم الامور الواقعیة و ما لنا و للواقع و لیس الواقع تکلیفنا فی عرصة الاعراض و لایکلفنا الشارع بالامور الواقعیة ولکنکم اسستم الاساس

 

 

«* اصول فقه صفحه 154 *»

لتحصیل الظن بالواقع و لایحصل الظن ابدا من اصولکم کما لایخفی علی المتدبر.

و الثانی کل شی‏ء @لک  2خ‌ل@ مطلق حتی یرد فیه نص و کل شی‏ء @لک  2خ‌ل@مطلق حتی یرد فیه امر او نهی فکل ما لم‏یصل الینا فیه نص و امر او نهی فهو مطلق لنا لاحکم له الا الاطلاق فالاطلاق حکم لکل ما لم‏نعلم فاذا اصاب الثوب رطوبة ما لم‏نعلم انها بول بالعلم الشرعی لم‏تکن بولاً شرعاً و ان کانت تحتمل ان‏تکون بولاً فی الواقع فان مدار التکلیف هو العلم بالموضوع شرعاً و کذا اذا اصاب الثوب منی مأکول اللحم و لم‏نعلم انه نجس ام لا نحکم بانه طاهر بحکم الاطلاق فکلما شککنا فی موضوع اجرینا الاصل الاول و قلنا الاصل عدمه و کلما لم‏نعلم حکم الموضوع اجرینا الاصل الثانی و قلنا ان الاصل عدم الحکم و کلاهما اصلان مأثوران لیسا من مخترعاتنا و هذا معنی انما علینا ان‏نلقی الیکم الاصول و علیکم ان‏تفرعوا.

فالاصول التی اصّلها الائمة: هی الحق الذی یجب التفریع علیه و اما اصول اعدائهم فیجب ردها علی اعدائهم و الشیعة لاتحتاج الی اصل من اصول اعدائهم حتی یتفرع علیها المسائل.

فدع عنک قول الشافعی و مالک   و احمد و المروی عن کعب الاحبار
و خذ عن اناس قولهم و حدیثهم   روی جدنا عن جبرئیل عن الباری

ما قال آل محمد قلنا و ما دان آل محمد دنا صلوات اللّه علیهم اجمعین.

فصــل

فی ان الاسماء الموضوعة علی الصور الظاهرة للمکلف فنقول لاشک ان الاسم لایکون الا لتمییز الشی‏ء عن غیره لیحصل الغرض من التخاطب و التکلم و لیعرف المخاطب ما یقول و المخاطب ما یسمع و لاشک ایضاً ان الاسماء فی نفسها عند نفسها لاتحتاج الی التخاطب و التعریف و التعرف فکل شی‏ء

 

 

«* اصول فقه صفحه 155 *»

عند نفسه لایفقد نفسه و لایحتاج الی الاسم فالمحتاج الی الاسم من کان خارجاً عن الشی‏ء یحتاج فی توصیفه الی اسم فلابد و ان‏یظهر ذلک الشی‏ء له حتی یعرفه و لایظهر له الا اذا تصور بصورة یمتاز عن غیره و یقع الاسم علی تلک الصورة و ما لا صورة له لایقع علیه اسم و لایعرف لعدم الامتیاز من غیره لان المعرفة فرع الشبح المنفصل من الشبح المتصل بالشی‏ء فی مرآة مدرک المدرک العارف و ما لا صورة له لاینعکس عنه الشبح کما بین فی محله بحیث لا سترة فیه فاذا تصور الشی‏ء بصورة خاصة وضع لتلک الصورة المخصوصة اسم خاص بها حتی یعرف و یتمیز عن غیره و هذا مما لا سترة علیه عند احد بعد قلیل تأمل.

و اما ما فیه التأمل هو ان الاشیاء لیس لها اسم الا عند المکلف حین کونه عالماً بها مع کونها محدودة مصورة و هذا المعنی فی غایة الغموض عند کثیر من الناس و بیانه ان النجاسة مثلاً اسم یوضع لصورة الکلب او لصورة البول عند المکلف مع علمه بانه کلب او بول و لو لم‏یعلم انه کلب او بول لم‏یکن الشی‏ء الخارجی نجساً مطلقا لان النجس لایکون نجساً بالنسبة الی نفسه و لا بالنسبة الی سایر الموجودات الا للمکلف المأمور بالاجتناب عنه مع کونه شیئاً له مادة و صورة و له نسب و اضافات بالنسبة الی الموجودات ولکن لاینجس الا حین اقترانه بالمکلف مع علمه بانه بول او کلب و ان لم‏یعلم الملکف بانه کلب او بول لایکون نجساً مطلقا عنده ایضاً و کذا سایر الاشیاء کلها و من هذا الباب قول امیرالمؤمنین7 لاابالی اذا لم‏اعلم أ بول اصابنی ام ماء([15]) فمع عدم العلم لایکون تلک الرطوبة بولاً عند الجاهل به و ان کان بولاً بالنسبة الی العالم بانه بول و هذا من الابواب المتسعة التی تفتح منها ابواب یتفرع علیها مسائل کثیرة بل کل المسائل.

 

 

«* اصول فقه صفحه 156 *»

فصــل

فی ان الاحکام موضوعة علی الصور و متعلقاتها الصور و القوابل و تکون علی حسب القوابل و المتعلقات فمادام المتعلق باقیاً علی حالة واحدة یتعلق علیه الحکم الخاص به و اذا تغیر عما هو علیه تغیر حکمه ان اللّه لایغیر ما بقوم حتی یغیروا ما بانفسهم کما ان الکلب مادام علی صورة الکلبیة یتعلق علیه حکم النجاسة بالنسبة الی المکلف فاذا وقع فی المملحة و صار ملحاً و تغیر عما هو علیه من صورة الکلبیة یتغیر حکمه و یتعلق علیه حکم الطهارة بالنسبة الی المکلف.

و یستخرج هذا الاصل من اسمه سبحانه الغنی فلاشک ان اللّه تعالی غنی عن خلقه لاینفعه طاعة المطیعین و لایضره عصیان العاصین خلق خلقاً جوداً و کرماً و الزم المسببات الاسباب و اللوازم الملزومات و هدی الناس ایاها و عرفهم منافعها و مضارها@منافعهم و مضارهم خ‌ل@ بحسب مصالحهم و قوابلهم فما داموا علی حالة واحدة یکون حکمهم حکم واحد([16]) علی حسب تلک الحالة فاذا تغیرت القوابل تغیرت مصالحهم فغیر اللّه سبحانه حکمهم و ینسخ الحکم الاول ما داموا علی الحالة الثانیة فاذا رجعوا الی الحالة الاولی رجع حکمهم الاول البتة و اذا تغیر([17]) الی حالة ثالثة تغیر حکمهم و هکذا الی ما لانهایة له کما کان الصحیح مثلاً حکمه الصلوة قائماً فاذا مرض و لم‏یقدر علی القیام تغیر حکمه و صار حکمه الصلوة قاعداً فاذا رجع الی الصحة رجع الحکم الاول و اذا زاد المرض بحیث لم‏یقدر علی القعود ایضاً تغیر حکمه و صار حکمه الصلوة مضطجعاً و هکذا.

و هذا هو السر فی نسخ الشرایع فی الاعصار المختلفة و سر اختلاف الفقهاء لان قلوبهم بین اصبعی الامام الشاهد العالم بصلاح الخلق و فسادهم

 

 

«* اصول فقه صفحه 157 *»

فاذا رأی صلاح فقیه و صلاح مقلدیه فی العمل بحدیث نفث فی روعه ما هو صلاحه و صلاح مقلدیه بواسطة مراجعة الاخبار و الآیات و یرجح بعض الاخبار فی نظره بحسب مصالحه فاذا تغیر قوابلهم و مصالحهم یغیر حکمهم و لیس بنقص الفقیه اذا رجع عن قوله الاول الی قول آخر اذا کان منقطعاً الی امامه7 و لیس من عدم تتبعه و تدبره فی الکتب بل ذلک لتقلیب الامام7 قلبه الی ما هو صلاحه و صلاح مقلدیه و لیس هذا حال کل متفقه متشبه بالفقهاء بل ذلک حال من لم‏یجتهد من عند نفسه و یقوم بشرائط التفقه حقها و اما من کان منکراً لفضائل الامام7 و منکراً لعلمه و اطلاعه و تصرفه علی الخلق مستدلاً بان الاصل عدم علم الامام باحوال الخلق و عدم تصرفه فلربما یخذله و لایسدده و ان کان قلوبهم ایضاً بین اصبعیه و یمدهم ولکن مددهم مدد خذلان نعوذباللّه کلا نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربک و ما کان عطاء ربک محظورا.

فصــل

اختلفوا فی صدق الاسماء المشتقة و الاوصاف علی المسمیات و الموصوفات أیشترط وجود مبدء الاشتقاق حین الاستعمال ام لا و مع عدم وجود المبدء حین الاستعمال یکون الاستعمال حقیقة او مجازاً و ذهب الی کل فریق و لانحتاج الی ذکر اقوالهم.

فنقول لاشک ان وجود المبدأ شرط فی الاستعمال لانا نستعمل اسم الخاص لاجل وجود المبدأ و لولا المبدأ لیکون الاسم مرتجلاً و لاخلاف فی ذلک ولکن الخلاف فی حال عدم وجود المبدأ ظاهراً  کما اذا نهی الشارع7 عن البول تحت الشجرة المثمرة مثلاً لاخلاف فی تعلق النهی حین وجود الثمر علی الشجر و اما بعد اجتنائه فمحل الخلاف و لاشک ان الاحکام تتعلق بالاشیاء من حیث الظهور لا من حیث الامکان لان الامکان لو کان محل تعلق الاحکام لجاز تعلق جمیع الاحکام علی شی‏ء واحد لان الامکان صالح للظهور بکل

 

 

«* اصول فقه صفحه 158 *»

شی‏ء و لایجوز ذلک قطعاً فلابد و ان‏یکون متعلق الحکم موجوداً بالفعل ممتازاً عن غیره حتی یصلح لان‏یتعلق علیه الحکم.

و مع ذلک نقول یتعلق@بتعلق  2خ‌ل@ النهی عن البول تحت الشجرة و ان لم‏یکن الثمر موجوداً و الاستدلال علی ذلک ان الاشیاء مادامت فی الامکان لیس لها اسماء لعدم الامتیاز فی الامکان فلاتتعلق بها الاحکام لان الاحکام موضوعة علی الصور کما مر و بعد الخروج من الامکان الی الکون تسمی باسم الخاص و تتعلق بها احکام خاصة ولکن لظهور الفعلیات اقتضاءات من نفس ذلک الشی‏ء و موانع عن الخارج فان کان بنفسه مقتضیاً للظهور الی الخارج ولکن الموانع التی لیست من نفسه منعتها عن الظهور فحینئذ یصدق علیه الاسم لوجود المقتضی فی نفسه و ان لم‏یظهر فی الزمان لوجود الموانع الخارجة و بمحض رفع المانع یظهر فی الزمان ایضاً  کما یکون ظاهراً فی الدهر فالشجر المثمر مثمر دائماً فی الدهر فی ذاتیته ولکن لظهور الثمر فی الخارج الزمانی شرط آخر و هو ارتفاع المانع الذی هو برد الشتاء مثلاً فاذا ارتفع المانع یظهر ثمره فی الزمان فکذلک اذا ورد الامر باکرام العلماء یجب اکرامهم فی کل حین و ان لم‏یظهر العلم منهم فی کل حین فی الزمان لمانع لان المراد من العالم حقیقة هو النفس العالمة و هی عالمة بالفعل دائماً فی الدهر و ان لم‏یظهر علمه فی الزمان لمانع و یکون اطلاق لفظ العالم علیه حقیقة لانه عالم بالفعل دهراً و انما لم‏یظهر علمه فی الزمان لعارض و تری تبادره الی جمیع الاذهان و عدم صحة السلب و ذلک دلیل الحقیقة.

فصــل

فی المفاهیم و قد اختلفوا فیه اختلافات کثیرة و لافائدة فی ذکرها فنقول ان الکلام ان فهم منه شی‏ء فلایخفی علی اهل اللسان و ان لم‏یفهم منه فلایخفی ایضاً ولکن کل الاختلاف فی حجیتها.

 

 

«* اصول فقه صفحه 159 *»

فنقول ان فهم من الکلام شی‏ء لاشک فی حجیته کما لاشک فی حجیة معنی الکلام فکما ان المعنی حجة کذلک المفهوم حجة و لافرق بین المعنی و المفهوم فان کلیهما یظهر من اللفظ یقصد بهما و یؤخذ لاسیما اذا کان المتکلم من اهل الحل و العقد لاسیما اذا کان مستعلیاً علی من دونه کبیراً لهم لاسیما اذا کان عالماً حکیماً فصیحاً بلیغاً لاسیما اذا کان هادیاً مأموراً من عند اللّه سبحانه بالهدایة و الابلاغ لاسیما اذا کان معصوماً فنقول مما لاشک فیه ان الامام المعصوم المأمور من عند اللّه تعالی بالابلاغ العلیم الحکیم الفصیح البلیغ اذا تکلم بکلام یفهم منه شی‏ء و لم‏ینصب قرینة صارفة عن قصده یکون ما یفهم من کلامه مراداً فاذا کان مراداً یکون حجة کما یکون معنی ما یقوله حجة بلافرق اللّهم الا ان‌ینصب قرینة علی عدم مقصوده المفهوم المتبادر فلایکون حینئذ حجة کما اذا نصب قرینة علی عدم قصد المعنی المتبادر من اللفظ فلایکون المعنی المتبادر مع القرینة الصارفة حجة.

فما اتوه من الامثلة التی لیس مفهومها حجة لیس بحجة مثل آیة و لاتکرهوا فتیاتکم علی البغاء ان اردن تحصنا فان مفهومها لیس بحجة من الادلة الخارجیة و هی قرینة صارفة عن قصد المفهوم فلاترد هذه الآیة و امثالها علی الموجبین لحجیة المفهوم بوجه من الوجوه فان کلام الموجبین فی اللفظ من حیث نفسه لا من حیث عوارضه المانعة عن الاخذ بما یفهم منه و نری اهل کل لغة یتکلمون و یستدلون من المفهوم و یأخذون اشد الاخذ و نری العلماء و الحکماء یستدلون منه کما یستدلون من المعنی المتبادر من اللفظ بلاتفاوت هذا و نری الائمة: یستدلون به کما یأتی فلانشک فی حجیته کما لانشک فی حجیة سایر المعانی المتبادرة من الالفاظ.

بالجملة فهو علی قسمین قسم یکون من جنس المعنی المتبادر من اللفظ و یسمی بمفهوم الموافقة و قد یسمی بفحوی الخطاب و لحن الخطاب کقوله تعالی و لاتقل لهما اف و لا شک انه یفهم منها النهی عن اعظم من الاف کالشتم

 

«* اصول فقه صفحه 160 *»

و الضرب و کقوله تعالی و من اهل الکتاب من ان تأمنه بقنطار یؤده الیک و منهم من ان تأمنه بدینار لایؤده الیک و لاشک ان مؤدی القنطار یؤدی مادونه و الذی لایؤدی الدینار لایؤدی القنطار البتة و کقوله تعالی مایعزب عن ربک من مثقال ذرة فی الارض و لا فی السماء و لاشک انه یفهم منها ان الشی‏ء الصغیر الخفی اذا لم‏یغب عنه لایخفی عنه الشی‏ء الکبیر الجلی و کقوله تعالی فمن یعمل مثقال ذرة خیراً یره و من یعمل مثقال ذرة شراً یره و لاشک ان مقدار الذرة اذا یراه صاحبه یری ما کان اکبر منها.

و قسم لیس من جنس المعنی المنطوق بل یخالفه سواء کان متضاداً له او متناقضاً او مخالفاً@متخالفاً  خ‌ل@ و یسمی بمفهوم المخالف و هو علی اقسام مفهوم الشرط و مفهوم الوصف و مفهوم اللقب و مفهوم العدد و مفهوم الغایة و مفهوم الحصر و مفهوم الزمان و مفهوم المکان.

اما مفهوم الشرط فامثلته کثیرة منها ما استدل به الصادق7حیث قال لزرارة فی قوله تعالی من شهد منکم الشهر فلیصمه ما ابینها من شهد فلیصمه و من سافر فلم‏یصمه و کقوله تعالی ان کنتم جنباً فاطهروا و غیر ذلک.

و اما مفهوم الوصف فکما روی عن الرضا7 فی قوله تعالی خلق السموات بغیر عمد ترونها قال ثم عمد ولکن لاترونها و فی قوله تعالی لاینال عهدی الظالمین فابطلت هذه الایة امامة کل ظالم الی یوم القیامة فصارت فی الصفوة.

و اما مفهوم اللقب فعن الصادق7 فی قوله تعالی جعلناهم ائمة یهدون بامرنا قال لا بامر الناس یقدمون امر اللّه قبل امرهم و حکم اللّه قبل حکمهم و عن امیرالمؤمنین7 فما بکت علیهم السماء و الارض ثم اشار الی الحسین7 فقال هذا لتبکین علیه السماء و الارض.

و اما مفهوم العدد فکما روی الرضا7 قال اللّه تعالی لمحمد

 

 

«* اصول فقه صفحه 161 *»

9 ان تستغفر لهم سبعین مرة فلن‌یغفر اللّه لهم فاستغفر لهم مأة مرة.

و اما مفهوم الغایة فعن زرارة قال قلت لابی‏جعفر7 الا تخبرنی من این علمت و قلت ان المسح ببعض الرأس و بعض الرجلین فضحک ثم قال یا زرارة قاله رسول اللّه9 و نزل به الکتاب من اللّه لان اللّه تعالی یقول فاغسلوا وجوهکم فعرفنا ان الوجه کله ینبغی ان‏یغسل ثم قال و ایدیکم الی المرافق فوصل الیدین الی المرفقین بالوجه فعرفنا انه ینبغی لهما ان‏یغسلا الی المرفقین الی آخر الحدیث.

و اما مفهوم الحصر فسئل ابوعبداللّه7 عما یجب فیه الزکوة فقال فی تسعة اشیاء الذهب و الفضة و الحنطة و الشعیر و التمر و الزبیب و الابل و البقر و الغنم و عفی رسول اللّه9 عما سوی ذلک فقیل اصلحک اللّه ان عندنا حباً  کثیراً فقال و ما هو قیل الارز قال نعم ما اکثره قیل أ فیه الزکوة فزبره ثم قال اقول لک ان رسول اللّه9 عفی عما سوی ذلک و تقول ان لی عندنا حباً  کثیراً أ فیه الزکوة.

و اما مفهوم الزمان و المکان فعن العسکری7 فی احتجاج النبی9علی مشرکی العرب فی عبادة الاصنام الی ان قال9 أ رأیتم لو أذن لکم رجل فی دخول داره یوماً بعینه أ لکم ان تدخلوها بعد ذلک بغیر امره او لکم ان تدخلوا له داراً اخری مثلها بغیر امره قالوا لا قال فاللّه اولی ان لایتصرف فی ملکه بغیر اذنه فلم فعلتم و متی امرکم ان تسجدوا لهذه الحدیث. فهذه اقسام المفاهیم التی یستدل بها الائمة:فلاشک فی حجیتها نعم اذا عارض المنطوق المفهوم فلاشک ان المنطوق اقوی منه لولا القرینة فاذا جاءت القرینة الدالة علی ان المفهوم هو المراد فهو المراد و الا فلا و صلی اللّه علی محمد و آله الطاهرین.

 

 

«* اصول فقه صفحه 162 *»

المقصد الثالث

فی اتحاد الشرع و العقل و حجیة العقل الصرف الخالص

و عدم حجیة العقول المشوبة بالاعراض ففیه فصلان

فصــل

مما دل علیه الاخبار و صحیح الاعتبار ان اول ما خلق اللّه هو العقل ثم قال له ادبر فادبر و نزل عن مقامه الی عالم الارواح و تلبس بلباسها ثم الی عالم النفوس المجردة و تلبس بلباسها ثم الی عالم الطبایع و تلبس بلباسها ثم الی عالم المواد ثم الی عالم الامثلة ثم الی عالم الاجسام ثم الی العرش ثم الی الکرسی ثم الی الافلاک ثم الی العناصر حتی وصل الی التراب و تلبس فی کل عالم و فی کل مقام بلباس ذلک العالم و ذلک المقام ثم قال اللّه تعالی له اقبل فاقبل و صعد من التراب الی ان وصل الی مقامه الاول بالکمال لانه حین نزل نزل بالاجمال و اذا صعد صعد مفصلاً مجللاً بانوار الجلال مکتسباً من العوالم المتنزلة فی خلال الدیار مختصاً بفرد من الافراد مشخصاً بالاشخاص@بشخص من الاشخاص خ‌ل@  العدیدة المتکثرة المتمیزة فظهر من کل فرد و من کل شخص علی حسب صفاء قابلیته و اعتدال اجزائه و عناصره فکل فرد من الافراد کانت قابلیته صافیة و عناصره و اجزائه معتدلة بالاعتدال الحکمیة حکی انوار العقل و مقتضیاته علی ما کان علیه و لم‏یحجب مقتضیاته و انواره من الشعور و الادراک و درک الحقایق علی ما هی علیه کالمرآة الصافیة تحکی ما یقابلها من الشاخص شعراً بشعر و حرفاً بحرف و من الافراد و الاشخاص ما کان قابلیته کثیفة کدرة و اجزاؤه و عناصره غیر معتدلة فحجب@فیحجب خ‌ل@ انوار العقل و شعوره و ادراکه لحقایق الاشیاء علی ما هی علیه فحکی العقل مشوباً بالاعراض من اقتضاءات المراتب الدانیة فاکتسب فی کل مرتبة لکدورتها شیئاً من لوازمها ای لوازم الکدورة و الکثافة کالمرآة العوجاء الملونة بالوان مختلفة فیحکی

 

«* اصول فقه صفحه 163 *»

العقل فی بطن انصباغات المراتب فان کان شعوره و ادراکه من العقل ولکن الانصباغات و الاعوجاجات لیست من العقل و لا الیه بل من لوازم المراتب و الیها تعود کما ان المرآة العوجاء الملونة تحکی الشاخص و لولا الشاخص لم‏تحک شیئاً ابدا ولکن ما تراه فیها لم‏یجئ کله من عند الشاخص بل ما کان من الشاخص هو الشبح الصرف و الاعوجاجات و الالوان لیست منه و لا الیه بل هی من المرآة و الیها تعود فلم‏یمکن حینئذ لاحد الاستدلال علی الشاخص بهذا الشبح الموجود المعوج الملون فی المرآة بخلاف المرآة الصافیة المستقیمة فانها تحکی الشاخص کما هو و یجوز الاستدلال علیه بما فیها من الشبح.

بالجملة بین هذین المرتبتین مراتب مندرجة@متدرجة‌ خ‌ل@ علی حسب شدة حکایتها للعقل بسبب صفاء قابلیة مرآتهم و کثافتها فکلما کان الطف و اصفی صار اقرب الی العقل و احکی حتی صار عقلاً فی جمیع المراتب فصار فی عالم الارواح عقلاً روحانیاً و فی عالم النفوس عقلاً نفسانیاً و فی عالم الطبایع عقلاً طبعانیاً و فی عالم المواد عقلاً مادیاً و فی عالم الامثلة عقلاً مثالیاً و فی عالم الاجسام عقلاً مجسماً جسمانیاً و کلما کان اکثف و اکدر صار ابعد من العقل و احجب حتی کأنه یحجب العقل بکله فکأنه فی عالم الارواح لم‏یکن الا روح محض بلاعقل و فی عالم النفوس نفس محضة بلاعقل و فی عالم الطبایع طبع محض بلاعقل الی انه صار فی عالم الاجسام جسماً محضاً بلاعقل فصار حکم الطائفة الاولی فی جمیع المراتب حکم العقل و صار حکم الطائفة الثانیة حکم المراتب الدانیة اذ الغالب علی الاولی العقل و لوازمه و الغالب علی الثانیة المراتب و لوازمها فصارت الطائفة الاولی حجج اللّه سبحانه و انبیائه و رسله و اوصیائهم: و صارت الطائفة الثانیة امة و رعایا و تابعین.

ثم لاشک فی مذهب الشیعة ان صاحب العقل الکلی فی جمیع المراتب هو محمد و آله صلوات اللّه علیهم اجمعین ان ذکر الخیر کنتم اوله و اصله

 

 

«* اصول فقه صفحه 164 *»

و فرعه و معدنه و مأواه و منتهاه فلذا روی اول ما خلق اللّه نور نبیک یا جابر و اول ما خلق اللّه روحی و فی الزیارة بکم فتح اللّه و بکم یختم و ادلة ذلک اکثر من ان‏تحصی و اوضح فی هذه الازمنة لدینا و الحمدللّه من ان‏تبین فاذا قاموا: بین ظهرانی الخلق و تکلموا فقد تکلم العقل کیف لا بل اذا تکلموا تکلم اللّه سبحانه لانهم لم‏ینطقوا عن الهویٰ فکلامهم کلام عقلی و ادلتهم ادلة عقلیة و امرهم و نهیهم امر و نهی عقلی و لیس شرعهم الا امرهم و نهیهم و علومهم و احکامهم فکل ما صدر منهم کائناً ما کان کله عقلی بل عقل ظاهر فی عالم الاجسام لان قوابلهم لم‏تحجب مقتضیات العقل و لوازمه من الشعور و ادراک الحقایق و حکت من جمیع الجهات احکام العقل و لذا صاروا: معصومین من کل زلل محفوظین من کل ختل@خطل ظ@ لانهم: مؤیدون بروح القدس و هو یحفظهم عن جمیع ما لم‏یرض اللّه به فلم‏یقولوا الا عن العقل ابدا و الشرع هو ما قالوا لا غیر فکل ما حکم به العقل حکم به الشرع و کل ما حکم به الشرع حکم به العقل اذا کان العقل، العقل الصرف الخالص الذی هو عقل المعصوم7 بل لیس الشرع الا ادلة عقلیة و الا عقل مجسم فی هذا العالم و لیس الا توصیف العقل و تعریفه بان مقتضاه کذا و کذا.

و ما ابعد قول من زعم ان العقل غیر الشرع و الشرع غیر العقل و قال هذا مثلاً دلیل عقلی و هذا مثلاً دلیل نقلی و ای دلیل نقلی لم‏یکن عقلیاً و ای دلیل عقلی لم‏یکن نقلیاً نعم لما کان الناس عقولهم عقول([18]) ناقصة مشوبة بالطبائع و العادات و لم‏یعرفوا بها حقایق الشرع و عرفوا بها بعض جهات الاشیاء من غیر مطابقتها للشرع الذی هو العقل الصرف الخالص سموا ما عرفوا مستقلاً دلیلاً عقلیاً و ما لم‏یعرفوا حقایقه من الشرع دلیلاً نقلیاً ثم اختلفوا فی ان کل ما حکم به العقل حکم به الشرع و بالعکس ام لا.

 

 

 

 

 

«* اصول فقه صفحه 165 *»

نعم لو کان المراد بالعقل هذه العقول الناقصة المشوبة یجب ان‏یکون حکمها مخالفاً لحکم الشرع البته فصدقوا فی قولهم بان هذا عقلی و هذا شرعی و کل واحد غیر الآخر و اما فی الواقع الحقیقی ان العقل الصرف هو عقل المعصوم7 فکل ما تکلم به المعصوم7 تکلم بمقتضی عقله لا من غیر شعور و عقل نعوذ باللّه فاذا تکلم بالعقل فکلامه کله کائناً ما کان دلیل عقلی و العجب من القوم انهم یسمون کلمات الحکماء و ما دونوه فی کتبهم ادلة عقلیة و لایسمونها نقلیة مع انهم غیر معصومین عن الخطاء و السهو و النسیان باقرارهم و یسمون کلام الملوک: نقلاً و یقابلونه بالعقل.

بالجملة فظهر و الحمدللّه ان الشرع هو العقل الظاهر فی هذا العالم و هو و العقل واحد لان العاقل اذا تکلم اخبر عن عقله و کلامه دلیل عقله کما ان العالم اذا تکلم یکون کلامه علمه و دلیل علمه فما کلموا@تکلموا خ‌ل@ به: هو دلیل عقلهم فهو دلیل عقلی و عقل ظاهر و لیس الشرع الا العقل الظاهر و ظاهر العقل فاتحد الشرع و العقل و الحمدللّه.

فصــل

اذا نزل العقل من عالمه بامر اللّه تعالی حتی اذا وصل الی هذا العالم عالم التراب و صار شعوره و ادراکه امکاناً فی التراب بحیث کأنه صار میتاً بلاشعور و ادراک فوصل الیه نداء اقبل من اللّه بالسنة مشیته المتنزلة فی هذا العالم اعنی السموات و اشعة کواکبها فدارت علی الارض دورات حتی استعدت للاقبال و الصعود الی ذی الجلال فاول صعوده حین کان نطفة ملقاة فی الرحم ثم علقة ثم مضغة ثم عظاماً ثم اکسی لحماً فتم بهذه المراتب و الاطوار دورته النباتیة و هو فی جمیع تلک الحالات نبات کسائر النباتات لیس له شعور الا الجذب و الامساک و الهضم و الدفع و النما@النماء 2خ‌ل@ و لم‏یظهر فیه

 

 

«* اصول فقه صفحه 166 *»

من آثار العقل الا آثار ظلیة و هی هذه الخصال فاذا تم دورته النباتیة و کملت و دارت علیه السموات دورة اخری و اثر بواطنها من النفس الحیوانیة فیه تعلق به النفس الحیوانیة فصار ذا سمع و بصر و شم و ذوق و لمس و رضاء و غضب فصار انوار العقل و اظلاله فیه اوضح و اظهر من المرتبة النباتیة ولکن لم یظهر تلک الانوار و الادراکات الصرفة العقلانیة فیه الا باظلالها فی خلال الدیار الحیوانیة فلم‏یظهر من المولود الا شعورات طبیعیة و لایدرک بعد حقایق الاشیاء و حسنها و قبحها فاذا تولد الی الدنیا و تعلق به النفس الناطقة المجردة عن المواد و المدد الزمانیة اخذ فی الصعود الی درجات الادراکات الانسانیة متدرجاً شیئاً بعد شی‏ء.

و لاشک ان اول درجة التعلق یکون ظهور العقل و انواره و ادراکاته للمعانی المدرکة الانسانیة النفسانیة فی غایة الضعف کالحجارة او اشد قسوة بحیث قل من یمیزها من الادراکات الحیوانیة لانها مشوبة فی هذا العالم بالخصال الحیوانیة المشوبة بالنباتیة المشوبة بالجمادیة فاول ما برز منه هو ارض النفوس و ارض الموت و الغفلة لایعرف شیئاً من حسن الاشیاء و قبحها ابدا کما هو فی الواقع کما هو مشاهد محسوس من حال الاطفال تری شعورهم العقلانیة غایصة فی حیوانیتهم الغایصة فی نباتیتهم الغایصة فی جمادیتهم فصار شعور عقلهم و ادراکه مشوباً بهذه الاعراض محتجباً بحجابها بحیث لم‏یفعل و لم‏یتحرک و لم‏یسکن الا بما اقتضی لوازم هذه الاعراض فاذا مال الی شی‏ء مال بمقتضی هذه الاعراض فاذا نفر عن شی‏ء نفر بمقتضیها من غیر قصد و شعور و رویة و فکر عقلانی کما هو مشاهد من حال الاطفال فی اکثر الاحوال فی فعالهم.

ثم لما عاشروا معاشریهم من آبائهم و امهاتهم و اخوانهم و سایر الناس اکتسبوا منهم اکتساباتهم@اکتسابات 2خ‌ل@ متدرجاً و ترقوا عن حالتهم الاولی التی هی المکتسبة من ارض الغفلة المحضة الی ارض العادات و هذا المقام اعلی

 

 

«* اصول فقه صفحه 167 *»

من المقام الاول بدرجة کوناً و ان کان ادنی منه شرعاً فاذا وصل الانسان هذا المقام اعتاد ما رأی من معاشریه و اکتسب منهم اکتسابات فکل ما حسّنوه حسّنه و کل ما قبّحوه قبّحه و کل من کبّروه کبّره و کل من صغّروه صغّره بلافکر و رویة من ذات نفسه فلذلک لم‏یقدر علی درک حسن الاشیاء و قبحها علی ما هی علیه فی الواقع الخارج و یکون عقله محتجباً بحجاب العادات مستوراً باستار النوامیس متدیناً بدین الآباء مقتدیاً مقتفیاً آثار النصراء و المعاشرین قائلاً بانا وجدنا آبائنا علی امة و انا علی آثارهم مقتدون و حسبنا ما وجدنا علیه آبائنا فدلیل امثال هؤلاء لیس الا آثار الآباء و النظراء لایهتدون شیئاً و لایعقلون کأنهم خشب مسندة فالحسن عندهم ما حسنه الآباء و القبیح عندهم ما قبحوه و الکبیر من کبروه و الصغیر من صغروه و انک اذا فتحت عین بصیرتک تری کثیراً من الناس علی هذه الخصال بل تری اغلبهم علی هذا المنوال فینبغی لک ان تتفکر فی احوال امثال هؤلاء هل تجوز ان‏یکون عقولهم عقولاً محضة دراکة للاشیاء علی ما هی علیه فی الواقع و تدرک حسنها و قبحها کما هی و تقدر علی اجراء حکم لحالات الاشیاء و اختراع قواعد و قوانین لفهم احکام الاشیاء و هل تجوز ان عقلهم @حجة و دلیله دلیل عقل مقابل للکتاب و السنة و لاازعم ان‏تجوز ان‏یکون عقلهم@این قسمت در 2‌خ‌ل نبود@ حجة و دلیل عقلهم دلیلاً@دلیل 2خ‌ل@ الی سبیل الله و لیس شأنهم الا تقلید امثالهم السابقین و اقتفاء آثارهم.

ثم اذا صعد الانسان من هذا المقام درجة کونیاً و ان کان قد نزل شرعاً وصل الی ارض الطبایع و یصیر عقله خادماً لها یذهب حیث تشیر و یرجع الی ما تؤمی من غیر فکر و رویة فیما فی الواقع الخارج بل یکون تابعاً لهواه دائما لایعرف رباً و لانبیاً و لاکتاباً و لاحسناً و لاقبحاً بل اتخذ الهه هواه و اضله اللّه علی علم و ختم علی سمعه و بصره و جمیع مشاعره ان هم الا  کالانعام بل هم اضل اولئک هم الغافلون فاذا غلب علی طباعه الصفراء اتخذ الهاً صفراویاً

 

 

«* اصول فقه صفحه 168 *»

و نبیاً صفراویاً و @کتاباً و  خ‌ل@ احکاماً صفراویة و لم‏یدرک ما فی الواقع فیتحرک بتحریک الصفراء و یسکن بتسکینها و یمشی علی حسب مقتضیها و یبتغی خصالها من الغلو@در 2 ‌خ‌ل نداشت@ و العلو و الانبساط و التهور و الظلم و البخل و الاستعلاء و الضرب و الشتم و الحرب و الخراب و الفساد و سایر خصال الصفراء فحسن ما کان موافقاً للصفراء فی الطبع و استقبح ما یخالفها سواء کان فی الواقع الخارج حسناً او قبیحاً.

و اذا غلب علی طبعه الدم یحسن ما یقتضی الدم من اللوازم و یستقبح ما یخالفها و لایکاد یدرک ما فی الواقع الخارج فیحب الاستعلاء و الهمة و الشجاعة و معاشرة الناس و حب العشرة مع النساء و اصحاب الطرب و النشاط و السخاء و الضیافة و البذل و الجهد فی الامور السهلة الوصول و الضرب و الشتم و الحرب و الافساد و التعمیر و یکون خصال الدم اقرب الی الاعتدال من خصال الصفراء فلایکاد یدرک حقیقة الشی‏ء علی ما کان فی الواقع بل یحسن ما یلائم مع خصال طبعه الدموی و یستقبح ما لایلائم سواها سواء کان فی الواقع مما ینبغی ان‏یحسن ام لا.

و اذا غلب علی طبعه البلغم یحسن خصال البلغم و یستقبح ما یخالفه فیحب اللین و الرفق و المداراة مع الناس جمیعاً ولیاً  کان او عدواً و یحب معاشرة الناس جمیعاً و یحب النساء و الاطفال و یتبع کل ناعق یمیل مع کل ریح لیس له عزم و حزم و رأی و اختیار بل یکون فی جمیع ذلک تابعاً للغیر کالنسوان و مثل هذا هل تجوز ان‏یعرف حقیقة فی الواقع الخارج مع تقیده بقید البلغم و احتجاب عقله تحت حجاب البرودة و وراء سحاب الرطوبة لایقدر علی تمییز الحسن الواقعی و القبح الواقعی.

و اذا غلب علی طبعه السوداء یحسن خصال السوداء و یستقبح ما ورائها فیحب الخلوة و عدم المعاشرة مع احد حتی مع الاولیاء الکرام: و یکون جباناً فلایستحسن الامر بالمعروف و النهی عن المنکر و اجراء الحدود و الجهاد فی سبیل اللّه و یکون بخیلاً فلایعطی فی سبیل اللّه و لایستحسنه و لا

 

 

«* اصول فقه صفحه 169 *»

یرجع مما کان علیه کالحجر الثابت فی محله لایمیل الی حق و لایرجع من ضلالة و لایکاد یدرک حسن ما فی الواقع و قبحه.

و اذا صعد عن هذه المرتبة ایضاً او نزل یصل الی ارض الشهوة فیحب ما یحب و لایکاد یرجع عما یحبه و لو کان مما یسخطه اللّه تعالی فان حب الشی‏ء یعمی و یصم فیری الحسن کل الحسن فیما یحبه و القبح کل القبح فی خلافه فلایعرف حسن الاشیاء و قبحها علی ما هی فی نفس الامر و الواقع.

و اذا نزل من هذه المرتبة ایضاً هبط الی ارض الغضب فصار غضوباً للولی و العدو و یستحسن لدیه الغضب مع الخلق و یستقبح اللین و المداراة و ماسوی مقتضی الغضب فیحب الجلادة و التهور و الحرب و الضرب و الشتم و سایر مقتضیات الغضب فلایقدر علی معرفة حسن اللین و الصمت و المداراة و سایر المحاسن الواقعیة فلایکاد یدرک حسن الاشیاء و قبحها علی ما هی علیه فی الواقع.

و اذا نزل من هذه المرتبة و هذه الارض هبط الی درک اسفل و ارض سفلی و هی ارض الالحاد فاذا استقر فی هذه الارض حتی صار طباعه الالحاد فلایکاد ان‏یمر الی آیة او حدیث او علم او شی‏ء الا و یحب ان‏یحرف کل واحد منها من مواضعه و لایستقر علی شی‏ء ابدا و طباعه الالحاد و التحریف دائماً و یستحسن ذلک و یستقبح خلافه سرمدا.

و اذا نزل من هذه الارض و هذا الدرک ایضاً هبط الی الارض السابعة السفلی ارض الشقاوة و الانکار فیصیر طباعه انکار الحق و عداوة الاولیاء و الاوصیاء و الانبیاء سلام اللّه علیهم اجمعین و لایقدر ان‏یملک نفسه عن ذلک نعوذ باللّه و نستجیر من جمیع هذه الاراضی و الدرکات و کل ارض سفلی یکون داهیتها ادهی من الارض العلیا و یسکن فی کل ارض من هذه الاراضی نوع من الشیاطین و یوحون الی اهل تلک الارض و الی اولیائهم لیجادلوا

 

 

«* اصول فقه صفحه 170 *»

اهل الحق و الحق و لایکادون یعرفون حسناً من قبح و نفعاً من ضر و صلاحاً من فساد و حقاً من باطل.

و اذا کنت من اهل البصیرة تقدر ان‏تعرف اهل هذه الاراضی کلاً بصفاتهم و خصالهم و احوالهم و اخلاقهم بالمشاهدة و العیان فاذا قید العقل فی سجن ظلمة هذه الاراضی الغاسقة لایکاد یدرک الجزئیات الحسنة او القبیحة و یشتبه علیه الامر فی کثیر من المواضع هذا و قد علمنا ان العقل هو المدرک للکلیات لا الجزئیات لان عالمه عالم الکلیة و شأنه ادراک الکلیات ابدا کما مرت الاشارة الیه فی بعض الفصول السابقة.

فان قیل فاذا کان الامر کذلک فکیف یکلف اللّه العدل اهل هذه الاراضی الی الحق و معرفته مع علمه بان اهلها لایقدرون علی عرفان الحسن و القبح و الحق و الباطل. قلنا ان الامور قسمان امور کلیة و امور جزئیة و الاشخاص ایضاً قسمان اشخاص کلیة و اشخاص جزئیة فالاشخاص الکلیة هم اوائل جواهر العلل الانبیاء و الاوصیاء: و الاشخاص الجزئیة هم الرعایا التابعون لاولئک العظماء الکبراء فالاشخاص الکلیة قادرون علی درک جمیع الجزئیات و حقایقها و حسنها و قبحها و خصالها و خواصها و منافعها و مضارها لما لهم الاحاطة علیها بحیث کلها حاضرة لدیهم یرونها رأی العین بالمشاهدة و العیان کما کنت تشاهد جمیع ظهوراتک بالاحاطة و تعرفها کما هی لاتغادر صغیرة و لاکبیرة الا تحصیها فتعلم قیامک و قعودک و رکوعک و سجودک و جمیع ما هو ظهورک و تعرف جمیع ما یلزمها من الاستقامة و الاعوجاج و الحسن و القبح و ما منها و ما الیها کلها کذلک الحجج: یشاهدون جمیع الجزئیات و قراناتها و حسنها و قبحها و لوازمها و ما منها و الیها و یعلمون احکام جمیع ذلک بالتفصیل و اللّه اعلم حیث یجعل رسالته.

و اما الجزئیون الذین هم الرعایا لایقدرون علی ادراک الجزئیات ابدا

 

 

«* اصول فقه صفحه 171 *»

ابدا الا من جهة اخبار الکلیین سلام اللّه علیهم اجمعین و ذلک لان الجزئی یکون محدوداً بحدوده و حدوده مانعة عن النفوذ و السریان الی الخارج خارج نفسه و ذاته فلایعلم الا ما فی حده و ما دون حده فلایقدر علی معرفة شی‏ء سوی ذاته و نفسه و ظهورات نفسه اللّهم الا ان‏یعرف غیره علی سبیل الانطباع و الانعکاس و سبیل الانطباعات کما عرفنا@عرفناه خ‌ل@ هو مشاعره و عرفنا ان مشاعره مکدرة مشوبة باعراض الاراضی السبعة فلایقدر علی معرفة ماسوی نفسه الا من وراء هذه الاراضی و هی اراض@اراضى 2خ‌ل@ مظلمة غسقة و اهلها کلهم اعمی و اصم و ابکم لایعلمون الحق الجزئی شیئاً و لایعقلون فیکذبون فی اخبارهم فلایؤمن الانسان منهم و لایثق بهم ابدا.

بالجملة لما کان الجزئیون کلهم آثار([19]) و ظهورات للکلی و الکلی نافذ سار فیهم جمیعاً فیقدر کل واحد منهم ادراک الکلی بوجهه الذی ظهر فیه فیعرف الکلی لما فیه من ظهوره و مثاله لدیه ای لدی کل واحد من الجزئیین و لایقدر علی ادراک الجزئیات الخارجة عن ذاته لما لم‏یکن فیها فاذ لم‏یکن لایقدر علی معرفة ما لم‏یکن فیه فصار شأنهم ادراک الکلی لا الجزئیات فلما یسع کل واحد من الجزئیین ادراک الکلی کلفهم اللّه سبحانه العدل به و لما لم‏یقدروا علی ادراک الجزئیات وضع سبحانه علمها منهم و حملها الی@على خ‌ل@ الاشخاص الکلیین المحیطین سلام اللّه علیهم اجمعین فمن رام من الاشخاص الجزئیة ادراک الجزئیات لا من قبل الاشخاص الکلیة فقد رام محالاً البتة و ضل و غوی لانه یضاد اللّه سبحانه فی خلقه و حکمته.

و اما ادراک الکلی فیسعهم و یکلفهم اللّه و ذلک الکلی هو الامور الواضحة البینة التی یعرفها کل عاقل و یصیر بادنی تأمل و تفکر من البدیهیات و هی الامور التی لاتتحمل الاختلاف اذا انصف المنصف و هی کمعرفة ان للخلق الحادث لابد له من محدث قدیم بری‏ء عن صفة الحدوث

 

 

«* اصول فقه صفحه 172 *»

و ان له رضاءً و غضباً و امراً و نهیاً و لایصل ذلک الینا بغیر وحی و لسنا بانبیاء یوحی الینا یقیناً فلابد لنا ان‏نثبت ان وجود النبی ایضاً لازم واجب فاذا عرفنا ربنا و عرفنا رسوله بالدلیل الذی لایقدر احد القدح فیه اذا انصف فنعرف ان جمیع ما یقوله الرسول فی جمیع الجزئیات حق و نعرف بالعیان انا لانقدر علی عرفان الجزئیات و احکامها الا من قبل الرسول المرسل المثبت بالدلیل العام الذی لایخالف فیه احد ان انصف.

فلنا ان نقول بحجیة الدلیل العقلی مطلقا فی جمیع الموارد اما فی الامر الکلی کمعرفة اللّه سبحانه و معرفة النبی فظاهر لمن لایخدع علی نفسه و اما فی الجزئیات فبحکم هذا العقل الذی عرف ربه و نبیه لانقدر علی معرفتها الا بواسطة النبی فبحکم هذا العقل یجب علینا ان لانقول فی الجزئیات شیئاً الا ما اخبر به النبی فصار العقل حجة علی هذا المعنی و اذا قلنا ان العقول الناقصة لیست بحجة قلنا حقاً ایضاً لانها لیست بحجة فی ادراک الجزئیات بوجه من الوجوه بحکم العقل علی سبیل الکلی کما ان المریض مثلاً یعلم انه مریض بحکم العقل و یعلم ان له دواء بحکم العقل و یعلم انه لایعلم الدواء النافع له بحکم العقل و یعلم انه لابد له من الرجوع الی الطبیب العارف بالدواء و بالعلاج بحکم العقل و یعلم انه حرام علیه ان‏یعالج نفسه بحکم العقل فالعقل فی جمیع الموارد حکمه مطاع و دلیله محکم الا انه فی کل مورد له حکم خاص کما عرفت فتبصر من هذا المثال امر الدین و الشرع المبین و العقل یحکم صریحاً بان بعد وجود النبی و الحجة الثابت من عند اللّه سبحانه لایجوز لاحد القول فی الجزئیات و الاحکام سوی قولهم فبالدلیل العقلی المطابق للکتاب و السنة لایجوز الاعتماد علی العقول الناقصة المشوبة بالاعراض المختلطة بالامراض ابدا و یجب علی کل احد ان یقول ما قال آل‌محمد قلنا و ما دان آل‌محمد دنا و ما سکتوا عنه سکتنا و لا رأی

 

 

«* اصول فقه صفحه 173 *»

فی الجزئیات ابداً لنا و لا حول و لا قوة الا باللّه و علی محمد و آله صلوات اللّه و السلام.

 

المقصد الرابع

فی معنی الاجماع و حجیته و اقسامه

ففی هذا المقصد فصلان

فصــل

لاشک ان اصحابنا المعاصرین للائمة: لم‏یتمسکوا فی مسائلهم الا باخبار آل‌محمد: و کذلک اصحابنا المحدثون المتقدمون کما یشهد علیه@به  2‌خ‌ل@ کتبهم حیث رووا فی کل مسألة روایات و لیس لهم مستند سوی الاحادیث و قد قررهم الامام7 علی ذلک و اول من تمسک بهذا اللفظ ای الاجماع هم العامة العمیاء فی خلافة ابی‏بکر متمسکین بما رووا عن النبی بان جماعة امتی لاتجتمع علی ضلالة و لو صح الخبر لم‏تجتمع الامة علی خلافته لان المراد اجتماع الامة کلهم و لم‏یقع ذلک بلاشک لانهم کانوا منتشرین فی جمیع البلدان و لم‏یحضروا فی السقیفة بالبداهة بل لم‏یحضر فیها اهل المدینة فضلاً عن غیرها کامیرالمؤمنین7 و سلمان و ابی‏ذر رضی اللّه عنهما و سایر المؤمنین کما لایخفی فلم‏یف دلیلهم علی مدعاهم.

بالجملة اصل هذا الاصطلاح ناشئ من العامة العمیاء و لذا قد تحشی عنه المحدثون و جمهور الاخباریین من اصحابنا ولکن بعض علمائنا لماارادوا فی اول الامر ادخال هذا الاصل فی ادلتهم و رأوا ان القول به من غیر دلیل مما لاینبغی اشترطوا فیه دخول المعصوم7 فی الجماعة حتی یصیر دلیلهم دلیلاً صحیحاً و مع هذا القید لاشک فی حجیته لوجود المعصوم7 ولکن اختلفوا فی تعریفه فمنهم من عرفه بانه اجتماع جماعة علی امر احدهم المعصوم من غیر تعیین اذ لو کان معیناً یکون الحجة فی قوله و لا احتیاج حینئذ

 

 

«* اصول فقه صفحه 174 *»

الی الباقین و منهم من اشترط وجود مجهول النسب فی الجماعة لیحتمل انه هو الامام و لو کان الکل معروفاً لایجدی نفعاً لانه لیس الحجة فی قول غیر المعصوم و منهم من عرفه بانه اجتماع جماعة من العلماء المعروفین علی التقوی و علی عدم الفتیا بغیر قول الامام علی امر من الامور فاذا افتوا بامر نعلم انهم لم‏یفتوا الا بقول الامام7 و لم‏یصل الینا الا قول الامام7 بعینه فاذا وقع مثل هذا الاجماع فطریق وصوله الینا لایمکن الا بالمتواترات و منهم من عرفه بانه اجتماع جماعة علی امر یکون اجتماعهم کاشفاً عن قول المعصوم او رضاه و منهم من استعمل الاجماع فی محل الشهرة.

بالجملة انک ان تدبرت فی تعریفاتهم له لن‏تجد احداً عض علیه بضرس قاطع مع تمسکهم به اشد التمسک و الذی یظن فی سر هذا الاختلاف فی تعریفه و عدم الاجتماع علیه هو انه لیس اصلاً  اصیلاً من الائمة: و لما ارادوا ادخاله فی ادلتهم عرف کل منهم تعریفاً علی حسب فهمه و عقله و انک ان تدبرت فی تعریفاتهم لرأیت اغلبها محض تجویز عقلی علمی غیر واقع و لاتکاد تدرک وقوعه مطابقاً علی هذه التعریفات نعم لو انطبق ادلتهم مع الواقع لاشک فی حجیته لوجود المعصوم7 کما نستدل الیوم بان الامام اذا کان حاضراً فی جماعة ان صدر منهم جملة قول یکون حجة و لاشک فی ذلک ولکن اذا کان محض فرض لایجدی نفعا.

فاذا عرفت هذا فنقول ای نفع فی فرض اجتماع جماعة علی امر احدهم المعصوم بلاتعیین و فی ای امر وقع مثل هذا الاجتماع نعم ان کان للاستدلال متعلق خارجی یفید شیئاً و یکون حجة و کذا القول فی التعریف الثانی باشتراط دخول مجهول النسب فی ای عصر وقع مثل هذا الاجتماع علی ای امر من الامور و محض فرض صورة واقعة لم‏یقع لایجدی لنا نفعاً.

و ان قیل لایجب ان‏یکون الاجتماع فی عصر واحد و فی مجلس واحد

 

 

«* اصول فقه صفحه 175 *»

بل یکفی ان‏یجتمعوا علی امر فی اعصار متعددة و یکون بعضهم معروفاً و بعضهم مجهولاً و نحن نطلع علی قولهم من التتبع فی کتبهم قلنا ان المعلومین لم‏یکن قولهم حجة یقیناً ما لم‏یستندوا الی قول المعصوم فعلی هذا فالحجة فی قول المجهولین و ای دلیل من اللّه تعالی و رسوله و اوصیائه: یدل علی حجیة قول المجهولین لاحتمال ان فیهم معصوم([20]) بل ما وصل الینا انه لایجوز لنا قبول قول احد ما لم‏نعرفه بانه صادق مخبر راو عن المعصوم7 کما روی ایاک ان‏تنصب رجلاً دون الحجة فتصدقه فی کل ما قال انتهی و ما لم‏یعرف الرجل لم‏یعرف انه حجة.

و اما القول الثالث من([21]) اجتماع جماعة معروفین بعدم الفتیا الا عن الامام7 فهو ایضاً لایجدی نفعاً فی مطلبهم لانه لایجب ان‏یکونوا جماعة بل اذا علم ان شخصاً واحداً مؤمناً متقیاً لم‏یفت بغیر قول المعصوم7 یجب لنا@علینا خ‌ل@ قبول قوله و لایجب ان‏یقول لنا انی اروی کذا و کذا کما هو دأب اکثر الفقهاء الیوم یذکرون فی کتبهم فتواهم من غیر نقل الروایة و لاشک فی جواز قبول قول المؤمن المتقی المفتی بقول الامام7 و ان لم‏یقل اروی کذا و کذا کما یظهر من الاخبار التی مرت حیث سألوا عنه7 عن کتب الاصحاب الذی اتقوا و کتموا کتبهم حتی ماتوا و وصلت الی الوارثین و لم‏یقولوا لهم اروه عنی فقال7 ما معناه انه اذا علمتم ان الکتب منهم فارووا عنهم([22]) و الاخبار فی ذلک کثیرة و لیس هنا موضع بیانها و قد مر بعضها و کان دیدن الاصحاب و سیرتهم علی ذلک و ذلک لادخل له بالاجماع بل هو من باب الروایة و من باب وجوب قبول قول الثقة فی روایته و ان لم‏یقل اروی کذا و کذا لان المقصود هو العلم بقول المعصوم7.

 

 

«* اصول فقه صفحه 176 *»

فاذا عرفنا الرجل بالایمان و التقوی و الوثاقة و هو یعلم انه لایجوز الفتیا الا عن قول الامام7 و افتی بشی‏ء نعلم انه لم‏یفت الا بقول الامام7 و هو حق لاشک فیه و لیس لذلک دخل فی الاجماع و الاجتماع مطلقا.

و اما القول الرابع بانه اجتماع جماعة علی امر یکشف عن رضا@رضاء خ‌ل@ المعصوم7 و قوله فهذا ایضاً کلام ناقص فان المراد ان کان انهم لم‏یفتوا بغیر الروایة فالقول فیه کالقول فی سابقه من القول و لا اختصاص لهذا التعریف للاجماع و الجماعة کما مر و ان کان مرادهم غیر ذلک فلاشک انه لم‏یوح الیهم شی‏ء من ان قول المعصوم و رضاه7 فی کذا و کذا و لاسبیل لهم الیه سوی الروایة و یرد علی هذا القول و سایر الاقوال فی الاجماع ان کان الحجة فی قول المعصوم او رضاه فاجتماع القوم لیس بحجة غایة الامر ان اجتماعهم موصل الی قول الامام7 او رضاه کما ان الروای الثقة لیس بحجة علینا فی نفسه و انما هو موصل الی قول الحجة7 فتعریفهم ناقص من جهات عدیدة.

و اما القول الخامس فهو الاخذ بالروایة و لا مدخلیة له بالاجماع بالاصطلاح الخاص فالمراد منه ان جمعاً  کثیراً من العلماء قد اخذوا بهذه الروایة و بهذا القول مثلاً و المراد ان الروایة کانت مشهورة.

و اما ما روی فی الاخذ بالمجمع علیه فان المجمع علیه لاریب فیه و الاخذ بالمشهور و ترک الشاذ و النادر و غیر ذلک فذلک فی اخذ الاخبار و الروایات کما لایخفی لمن جاس خلال الدیار فالمراد ان الروایة التی روی جمیع الاصحاب هی مما لاریب فیها و الشاذ الذی رواه البعض مما فیه ریب و لاشک فی ذلک.

و الذی یظهر من دیدنهم فی محل الاجماع و سیرتهم فی التمسک به لا من تعریفهم هو ان الفقیه اذا تتبع فی اقوال العلماء او فیها و فی الاخبار ایضاً

 

 

«* اصول فقه صفحه 177 *»

او فی الکتاب ایضاً او تتبع فی جمیع ذلک و فی سیرة الاصحاب او فی سیرة الائمة الاطیاب: ربما یقطع بامر من مجموع هذه الادلة و هذه القرائن او من بعضها و لیس فیه نص خاص او عام صریحاً بل یقطع من المجموع شیئاً علی شی‏ء علی امر من الامور بان الامام7 داخل فی القول لا علی التعیین فیصدق بان الاجماع هو اجماع@اجتماع 2‌خ‌ل@ جماعة علی امر فیهم المعصوم7 فاذ لو لم‏یکن الجماعة لم‏یمکن القطع بان الامر کذا و کذا فکان شرطه الاجتماع لامحالة و لا حد لهذا الاجتماع معیناً فلربما یحصل القطع من اجتماع مائة و ربما یحصل من اجتماع خمسین و ربما یحصل من اجتماع عشرة و ربما یحصل من اجتماع اثنین فاذا کان هذا معنی الاجتماع فلربما یحصل القطع بامر لاحد من اجتماع جمع و من سائر القرائن و یحصل للآخر القطع بامر مخالف له من اجتماع جمع آخر و من قرائن اخری و لایجب ان‏یکون الاجماع فی المسألة اجماعاً واحداً بحیث لم‏یوجد مخالف و المخالف لیس بخارج عن الاجماع و کلاهما صحیحان حجتان واقعان متبعان بل یمکن ان‏یحصل لاحد اجماع علی امر فی وقت ثم اذا کرر النظر یحصل له اجماع فی ذلک الامر علی خلاف اجماعه الاول بسبب قرائن اخری و لایخفی ذلک علی المتتبع فی الکتب الفقهیة و کلاهما حجتان و لیس ذلک الا  کحال الفقیهین یتمسک کل واحد بحدیث صحیح و کان الحدیثان مختلفین ایجاباً و نفیاً و کحال الفقیه الواحد یتمسک بحدیث ثم اذا تتبع و یکرر النظر فیرجح فی نظره العمل بحدیث مخالف لحدیثه الاول و لیس ذلک من تقصیره فی النظر فی اول الامر کما زعمه بعض الاصحاب بل لاجل تصرف الامام7 و تقلیبه قلبه و یمیله الی حیث یری المصلحة له و لمقلدیه اذا کان متقیاً منقطعاً الی اللّه و الی رسوله و اولیائه:.

فصــل

قد عد اقسام الاجماع و کلیاتها الی تسعة فمنها اجماع العقلاء.

 

 

«* اصول فقه صفحه 178 *»

و الثانی اجماع المسلمین و یسمی ضرورة الاسلام.

و الثالث اجماع الشیعة و یسمی بضرورة الشیعة و یندرج تحت هذه الاقسام الثلثة اجماعات کثیرة لایخفی علی المتأمل لان([23]) من الامور الضروریة ما هو معلوم عند جمیع العقلاء و المسلمین و المؤمنین و ذلک کالعلم بان للنبی9 شرعاً و دیناً و منها ما یعلمه الاکثرون و لایعلمه الکل کوجوب الصلوة مثلاً فانه یوجد فی الاسلام من لایعرف ذلک من اهل البوادی و الجبال البعیدة عن بلاد الاسلام و منها ما یعلمه الاغلب کعدد الرکعات و هکذا یتدرج الی اقسام کثیرة و لاشک فی حجیة جمیع هذه الاقسام لوجود المعصوم7 فیها و لایمکن عادة ان یجتمع جمیع الامة و الرعیة علی شی‏ء لم‏یکن ذلک الشی‏ء من مذهب المعصوم و لو فرض امکان اجتماعهم علی امر لیس من المعصوم7 عقلاً ینفیه دلیل التقریر و التسدید من اللّه سبحانه و رسوله و اولیائه: لانهم الشاهدون القادرون الهادون کما مر ذلک بالتفصیل فلایمکن سکوتهم عن اجتماع جمیع رعایاهم علی الضلالة و الا یلزم الاغراء بالباطل فلایمکن الاحتمال فیها بعد انضمام دلیل التسدید عقلاً ایضاً فهی حق لاشک فیه.

و الرابع اجماع العلماء و الفقهاء و یسمی بالمحقق و المحصل العام و هو ایضاً حق لما مر من دخول المعصوم7 و تسدیده و تقریره.

و الخامس اجماع بعض العلماء و الفقهاء علی امر بعد تتبعه فی اقوال العلماء و سیرتهم و فی الاخبار و سیرة الائمة الاطهار: و هو حجة لمحصله و یسمی بالمحصل الخاص لحصول القطع بدخول المعصوم7 و لیس حجة علی غیره لعدم علمه بذلک فلایعترض علی المخالف ذم بخلاف الاجماعات السابقة فان المخالف لها خارج عن الاجماع و یعترض علیه الذم و هو کافر البتة لانکاره الامر الضروری الواضح الذی لاسترة علیه.

 

 

«* اصول فقه صفحه 179 *»

و السادس الاجماع المرکب و هو الذی قد تفرق الشیعة الی قولین او اکثر و هو حجة ایضاً لان الامام7 داخل فیه مجملاً و قد سدد القولین فلایجوز اختراع قول خارج عن الاقوال المجمع علیها.

و السابع الاجماع السکوتی و هو ان‏یقول قائل بقول و یسکت الباقی عنه و قد عده بعض الاصحاب حجة ولکن فیه نظر لان العلم بسکوت الباقی و عدم ردهم علیه و ردعهم ایاه امر عظیم بل لایمکن حصول هذا العلم لاحد لعدم امکان تتبع جمیع الاقوال عادة و قبل التتبع لایجوز الاخذ به هذا و هذا محض فرض و تجویز عقلی و لم‏یتفق الی الان صورته نعم لو فرض التتبع التام و عدم الظفر بالمخالف یمکن الاستدلال علی حجیته بدلیل التسدید ولکن هذا محض فرض لاوقوع و لایمکن لاحد التتبع فی جمیع اقوال العلماء حیاً و میتاً فعدم حجیته اوضح و اسد.

الثامن الاجماع المنقول من المحصل الخاص او من الاجماع السکوتی اذ من سایر الاجماعات لامعنی لنقله الینا لانا بانفسنا من اهلها اللّهم الا فی اول الامر و بعد ذلک نصیر من اهلها اما المنقول من الاجماع السکوتی فهو امر عسیر بل مما لایمکن عادة کأصله المنقول عنه و اما المنقول من المحصل الخاص فقد عدوه کالخبر الواحد و عدوه حجة ولکن التمسک به من غیر دلیل قطعی مما لایجوز و جعله کالخبر الواحد قول بلا دلیل و بینهما فرق واضح و هو ان الخبر الواحد امر خارجی نقلی فاذا اخبر الثقة به یجب الاخذ به لروایات مستفیضة و اما الاجماع المحصل امر وجدانی یخبر محصله عن وجدانه و استنباطاته و التمسک بوجدانه مع انه غیر معصوم یکون فی غایة الاشکال لغیره و لیس وجدانه حجة علی غیره و ان کان حجة علیه بنفسه اذ لایکلف اللّه نفسا الا ما آتاها لاسیما اذا نری فیه الاختلاف فنری واحداً یدعی الاجماع علی شی‏ء و الآخر یدعی علی خلافه بالاجماع الذی قد حصل له فی وجدانه بل ربما نری شخصاً واحداً یدعی فی احد اقواله بالاجماع

 

 

«* اصول فقه صفحه 180 *»

الحاصل له ثم یدعی فی سایر اقواله ایضاً بالاجماع فلایجوز التمسک به هذا.

و فی تفسیر الاجماع ایضاً اغتشاش لایمکن الاطمینان به فان بعض العلماء قد اجراه مجری المشهور فلعله قد ادعی الاجماع و مراده المشهور و رب مشهور لا اصل له و بعد الاطلاع علی اصطلاح بان مراده منه هو الاجماع المعروف قد اخبر عن وجدانه و هو لیس بحجة علی من سواه وجداناً و ان کان حجة علیه روایة و بین الروایة و الدرایة فرق بین فلایجوز اجرائه مجری الخبر الواحد و منهم من عد من اقسامه المشهوری و هو لیس بحجة لان تلامذة کل عالم یمشون فی المسائل نحو مشیه و یذهبون مذهبه غالباً فیصیر القول الواحد من العالم بین تلامیذه قولاً مشهوراً و هکذا یتوارث الشهرة من کل واحد من التلامیذ الی تلامیذه و اذا جست خلال الدیار تجده قولاً واحداً لیس فیه شهرة الا عند التلامیذ و تلامیذ التلامیذ فرب مشهور لا اصل له.

و اما ما روی خذ بما اشتهر بین اصحابک فالمراد منه الاشتهار بین جمیع الاصحاب لانه الجمع المضاف المفید للعموم فالمراد انه اذا کان حدیث یرویه الکل و حدیث یرویه بعض الاصحاب فخذ ما اشتهر بین الکل و الکل یروونه اذ لاشک فیه لان الراوی النادر هو راو للمشهور ایضاً فاذا اخذ به اخذ بما لانکیر له و ان اخذ بالنادر اخذ بما له نکیر.

فهذا ما اردت ایراده من مسائل الاصول و قد تمت علی ید العاصی القاصر ابن محمد جعفر محمدباقر غفر اللّه ذنوبهما و ذنوب جمیع الموالین بمحمد و آله الطیبین الطاهرین فی لیلة السابعة و العشرین من شهر شعبان المعظم لیلة النیروز من سنة مأتین و ست و سبعین بعد الالف من الهجرة علی مهاجرها و آله الف الف صلوة و سلام و تحیة حامداً مصلیاً مستغفراً.

 

 

([1]) ای علم النبی المطلق و الولی المطلق فقد روی فی شأن سلمان رضوان اللّه علیه انه قد ورث علم الاولین و الآخرین و روی ایضاً فی تفسیرهما قد ورث علم محمد و  علم علی صلی اللّه علی محمد و آله اجمعین.

([2]) شرح الخطبة الطتنجیة للسید الاجل­ ص 275

([3]) و قد طبع منها: کفایة المسائل ــ درة نجفیة ــ بشارات ــ ازالة الاوهام ــ اجتناب ــ اسرار الشهادة ــ اسحاقیة ــ میزان ــ موضح ــ رسالة معادیة ترجمها احد تلامذته ــ رسالة غیبت ــ امانیة ــ الکلیات فی الحکمة ــ رسالة جبر و تفویض و بیان سر الامر بین الامرین ــ احقاق الحق و ابطال الباطل ــ تحفة النجفیة.

([4]) فی حکمته. خ‏ل.

([5]) محالها. خ‏ل

([6]) و هذا الرسول. خ‏ل

([7]) اما. ظ

([8]) اما. ظ

([9]) لفظ الحدیث هکذا ویحک و ما یؤمنک ان‏اقول نعم و لو قلت نعم لوجب و لو وجب مااستطعتم و لو ترکتم کفرتم فاترکونی ما ترکتم الحدیث. «الناشر»

([10]) الیه. خ‏ل

([11]) فای شی‏ء. ظ

([12]) ماکان ظ.

([13]) متیقنا. ظ

([14]) أ تغیرت. ظ

([15]) لفظ الحدیث هکذا ما ابالی أ بول اصابنی او ماء اذا لم‏اعلم.

([16]) حکماً واحداً. ظ

([17]) تغیرت. ظ

([18]) عقولا. ظ

([19]) آثارا. ظ

([20]) معصوما. ظ

([21]) من انه. ظ

([22]) لفظ جوابه7 کذا فقال حدثوا بها فانها حق. الناشر

([23]) فان. خ‏ل