04-17 الرسائل المجلد الرابع – رسالة الي المرحوم العالم السيد محمدباقر جندقي ـ مقابله

رسالة

 

الي المرحوم المبرور

العالم العامل السيد محمدباقر

رحمة‌الله

 

من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی

مولانا المرحوم الحاج محمد باقر الشریف الطباطبایی اعلی‌ الله مقامه

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 276 *»

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قد وصل الي كتابكم الكريم و خطابكم الجسيم و احطت بما فيه و اطلعت علي ظواهره و خوافيه و لاقيتك نصف الملاقاة و ارتفع بها الملالات و الحمد للّه ببركة انفاسكم الشريفة و اسراركم اللطيفة و لولا الموانع المقدرة و العلائق المقضية لوددت ملاقاتكم الظاهرية فضلاً علي الباطنية بسيري او بسيرك ولكني معذور كما علمت و كذلك انت في عذر من ذلك لما بك من الحالات العارضة و لولا اهوية هذه البلاد مضادة لحالاتك مضرة لاحوالك كمال اضرار لكان الاصرار و الابرام لمجيئك و المقام في نهاية الامال اذ كان معيناً في جميع الاحوال ولكن المقدور غير مدفوع رضي بقضاء اللّه و تسليماً لامره و احب ان‏اذكرك بعض الذکري التي تنفعك ان‌شاءاللّه لانها تنفع المؤمنين.

فاعلم ان الطبيعة تغلب علي الانسان غالباً و تستعمل الانسان فيما تقتضيه و ان كان موقناً خلافه كما اذا غلبت السوداء علي المزاج مثلاً يتوحش الانسان في الظلمة بحيث لايملك نفسه فيها و ربما يغشي عليه فيها من شدة الوحشة و ربما يموت من كثرة الدهشة و هو يعلم قطعاً جزماً انه ليس في الظلمة موحش مدهش و قل من يستعمل عقله في الظلمة فلم‏يتوحش و ليس ذلك الا من غلبة السوداء علي العقل و من هذه العلة حصل التوحش من الانفراد و الانس بالاجتماع و التوحش من القلة و الانس من الكثرة.

فاذا رأي الانسان كثرة الاختلافات بين الناس يضطرب الطبع و يتزلزل و ربما يزعم نفسه من المتزلزلين المضطربين غير الساكنين المطمئنين و ليس ذلك الا من غلبة الطبع فاذا استعمل الانسان عقله و يلاحظ الاقاويل التي لم

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 277 *»

‏يتجاوز السنة القائلين كمااخبر اللّه تعالي عن حالهم بقوله يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم لايعتني بها فلايضطرب و لايستوحش و يعلم ان اقوالهم و اخباراتهم و افعالهم كصلوتهم و ماكان صلوتهم عند البيت الا مكاء و تصدية لا معني لها ابداً فليس عنده اصواتهم الا كصوت الحمير و لا غوغاؤهم و ضوضاؤهم الا كهرير الكلب و الخنزير فليس عنده قولهم الا كبولهم و زبرهم كذبلهم فلايستوحش و لايتزلزل في اختلافاتهم في اقاويلهم كما لايتزلزل في اصوات الحمير و ان اختلفت او ائتلفت.

فتذكر قول ابي‏بصير ما اكثر الحجيج و قول الصادق المصدق الامين عليه صلوات المصلين ما اقل الحجيج و ما اكثر الضجيج فتذكر القسطاس المستقيم و زن به كل ما سواه و تمسك بما يوافقه و تجنب عما يخالفه فان تمسكت بما يوافقه تيقن بنجاتك و ان خالفك اهل الدنيا جميعاً و لاتشك في نجاتك بما تري من مخالفتهم لك و لاتشك بهلاك من خالفك و ان كثروا و لا في نجاتك و نجاة من وافقك و ان قلوا و لايستوحشنك في طريق الحق قلة اهله فان الناس اجتمعوا علي مائدة جوعها طويل و شبعها قليل كمااخبر به اميرالمؤمنين روحي لمواليه الفداء و عليه التحية و الثناء من رب العالمين.

و تذكر ان حجة اللّه هي الحجة البالغة و هي الواضحة و هي الواصلة غير الخفية علي كل احد من المحجوجين المكلفين و لايكلف اللّه نفساً الا ما آتاها فالامر البالغ الواضح الواصل غير خفي علي المحجوج و الامر الخفي مرفوع عنه عن عمد و ارادة و قصد لا عن غفلة و سهو و نسيان و اتفاق من عند اللّه العليم الحكيم الهادي الرؤف الرحيم سبحانه و تعالي عما يصفه الواصفون بغير ما وصف به نفسه علواً كبيراً و من زعم غير ذلك فقد ضلوا ضلالاً و خسروا خسراناً مبيناً فمن اعرض عن ما بلغه فقد كفر و انكر و من طلب غير البالغ منه فقد طلب محالاً و خاب و خسر لامحالة فلاتعجل بالقرآن من قبل ان‏يقضي اليك وحيه من قبل الوسائط بينك و بينه.

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 278 *»

فتفكر فيما بلغ و وصل الي عامة المحجوجين ما هو؟ فتذكر ان ما بلغ المحجوجين امران امر لا اختلاف فيه و امر فيه اختلاف و لا ثالث بينهما و لا ثالث غيرهما و لاتزعم الثالث غير البالغ فانه مرفوع عنهم عقلاً و نقلاً باتفاق اهل جميع الاديان فضلاً عن اهل الايمان.

فتذكر ان الامر الذي لا اختلاف فيه هو الضروريات كائنة ما كانت و هي المحكمات المقررات التي هن ام ام الكتاب اذ محكمات الكتاب عرفت بها دون العكس فهن ام ام الكتاب المقررة من عند اللّه العليم الحكيم جل شأنه في كل عصر و قرن و زمن زمن و طبقة طبقة و بها يحتج اللّه البالغ امره جل‌شأنه اهل([1]) كل عصر في كل طبقة فمن تمسك بها نجي و من تخلف عنها هلك و هوي.

فتدبر في الايات القرآنية التي حكت كيفية اثبات كل نبي من الانبياء: نبوته لامته فجعل كل نبي تصديقه لما بين ايدي القوم برهاناً لصدقه و اثباتاً لنبوته لا نفس خوارق العادات و المعجزات التي جرت بأيديهم التي عجز القوم عن الاتيان بها.

فتذكر ان الضروريات اصول الاصول لارباب الوصول اذ لولاها لصارت المعجزات مشكوكاً فيها بأنها يحتمل صدورها بواسطة العلوم الغريبة كالسحر و الشعبدات او من الجن و الشياطين و الارواح الخبيثة المتصرفة الغيبية في عالم الشهادة فاذا طابقت الضروريات التي بين ايدي القوم عرفت انها من عند اللّه العليم الحكيم المقرر جل‌شأنه فان خالفت عرفت انها من الشياطين و ليست من عند الله العليم الحکيم جل‌شأنه و لعمري ما اقل من تمسك بها و اعرض عن ما خالفها و ان كانت من خوارق العادات و لذلك تري اناساً كثيرين آمنوا بصاحب خارق عادة@عاداة خ‌ل@ و ان كان ساحراً او مشعبداً او متفألاً و كثيراً ما آمنوا بشخص بالرؤيا و التفأل و قصد في ضمير مثل ان‏ينوي ان اول من رأيته صباحاً فهو حق و@او خ‌ل@ اول من تكلم او من سلم علي او من اكرمني

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 279 *»

لديه او من اضافني و في خوانه مثلاً النميبرشت و امثال ذلك من الاغذية او من علمني ذكراً و ورداً اذكره فارزق سعة و غني و صحة او زوجة او ولداً او من امدني بهمته فصرت غنياً او سلطاناً او حاكماً او ضابطاً او عشاراً او رئيساً او من كتب لي دعاء فصرت كذا و كذا و امثال ذلك مما اشتهر بين العوام كالانعام لاسيما بين ملاحدة الصوفية و مريديهم و زعموا انها و امثالها من علامات الحقية و كم من جوكي صدر منه امثالها علي فرض صدق صدورها و كم من زاعم يزعم صدور ذلك من شخص جاهل غافل او فاسق فاجر تارك للواجبات فاعل للمحرمات جاهل بأحكام الشرع و الدين و طريقة سيد المرسلين9 و حكمة اللّه رب العالمين و الغالب انه وصل الي مطلوبه من غير همة ذلك الشخص و دعائه و ذكره و ورده ولكنه زعم انه منه و جعله في نفسه عظيماً و ولياً كاملاً و كم من مريد يري جهل مرشده و سكوته كالجدار او تكلمه كالحمار و فسقه و فجوره و كفره و زندقته و مع‌ذلك كله يكون فيه فانياً ليكون فانياً في اللّه جلّ‏اسمه.

بالجملة هذه الطبيعة لها عرق قد نشب في اغلب العوام الذين هم اضل من الانعام و مع‌ذلك كله يحسبون انهم يحسنون صنعاً و ربما عدوا انفسهم من اهل الباطل و انفوا عن اهل الظاهر. بالجملة فتذكر ان كل نبي اثبت نبوته و صدقه و معجزاته بأنها من عند اللّه جلّ‏شأنه بتصديقه لما بين ايدي قومه و ما بين ايديهم الذي عم المحجوجين هو الضروريات فلو خالف الشخص ضرورياً من الضروريات و جاء بجميع خوارق العادات فقد كفي في كفره ذلك الخلاف الواحد فضلاً عن خلاف متعددها فلذلك كل نبي لاحق قد ‏اخبر به النبي السابق بصفاته و احواله و صار ما اخبر به السابق ضرورة بين امته عالمهم و جاهلهم و خواصهم و عوامهم حتي اذا جاء اللاحق مصدقاً لما بين ايديهم قامت الحجة و ثبتت الدعوة فليس العوام معذورين بانكار الخواص و ليس الجهال بمعذورين في التكذيب لتكذيب علمائهم لان الامر الضروري

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 280 *»

غير مخصوص بعالمهم دون جاهلهم ليكون الجاهل مقلداً للعالم و الامر التقليدي هو الامر المخصوص بالعلماء الذي ليس للعوام فيه حظ من المعرفة فلابد لهم ان‏يقلدوا فيه العالم و اما الامر العام المشترك بين العامي و العالم هو الذي وصل اليهما جميعاً و عرفاه و هو الضروري فلو لم‏يعرف العامي الضروري فبما يعرف انه يجب عليه الرجوع الي العالم في غيره فمن وافق الضروريات فهو حق صدق صادق ناج مخلد في دار القرب و النعيم بالقطع الذي ليس فوقه يقين سواء كان عالماً او عامياً اذ ما سوي الضروريات هي النظريات التي هي محل الاختلافات و بالضروريات لايكون الاختلافات في النظريات اختلافاً بين الحق و الباطل و المحق و المبطل بل هي مندوحة بين المختلفين لاتصير سبباً للتكفير و التفسيق و البراءة و العداوة.

بالجملة و من خالف واحداً من الضروريات فهو باطل كاذب هالك مخلد في دار البعد و الجحيم بالقطع الذي ليس فوقه يقين سواء كان عالماً او عامياً و يجب علي اهل الضروريات في كل طبقة ان‏يقطعوا و يتيقنوا ان الموافق لها ناج مخلداً في دار النجاة و المخالف هالك مخلداً في دار الهلاك و لولا ذلك لجاز تجويز الهلاك للمؤمنين و تجويز النجاة للكافرين و اهل الملل الباطلة اجمعين مستدلاً بأن اهل كل ملة لايخلو اما ان‏يكون عالماً بقواعد تلك الملة او جاهلاً فعلي العالم الاجتهاد في دينه و ملته و علي الجاهل تقليده فاذا اجتهد العالم و علم او ظن ان دينه حق و عمل بمقتضاه فهو ناج فان قلده الجاهل فقد عمل بتكليفه و ادي ما عليه فهو ايضاً ناج كمجتهده نعم لو قصر المجتهد في اجتهاده و العمل بمقتضاه و قصر المقلد في تقليده و العمل بمقتضاه فهما حينئذ معذبان لتقصيرهما و يجب علي كل واحد منهما العمل بمقتضي تكليفهما في دينهما و هو الاجتهاد و التقليد و العمل بمقتضاهما فان اجتهد مثلاً حبر من احبار اليهود و استفرغ وسعه و اجتهد في دينه فأدي

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 281 *»

علمه او ظنه الي ان موسي نبي اللّه و يجب اتباعه و ان عيسي مبدع في دينه مغير لدين موسي فيجب التبري منه و من بدعته و تغييره و اللعن عليه في الليل و النهار و هو من اعظم عباداته لانه مخرب بنيان دين موسي و باقي العبادات فروع بنيان اصل الدين و اشتغل بلعن عيسي في الليل و النهار فقد ادي ما عليه من التكليف فان قصر في ذلك بعد ذلك يعذبه اللّه و كلما اشتد في التبري منه و اللعن عليه يثيبه اللّه.

و كذلك حال مقلديه لانه لايعقل التكليف فيما لايؤدي اليه الاجتهاد و ما ادي اليه الاجتهاد هو التبري من عيسي و لعنه فيقول هذا ما ادي اليه ظني او علمي و كل ما ادي اليه ظني فهو حكم اللّه في حقي و حق مقلدي فهذا حكم اللّه في حقي و حق مقلدي.

و كذلك عوام اليهود مثلاً يستدلون هذا ما ادي اليه اجتهاد حبرنا لانا بأنفسنا لانقدر عليه و كل ما ادي اليه اجتهاد حبرنا فهو حكم اللّه في حقه و حقنا فهذا حكم اللّه في حقه و حقنا.

و كذلك حال رهبان النصاري و مقلديه بالنسبة الي احبار اليهود و مقلديهم و كذلك حال الاحبار و الرهبان و مقلديهم بالنسبة الي علماء الاسلام و مقلديهم و كذلك حالهم بالنسبة الي مخالفيهم غاية ما في البين ان كل فرقة يجري في ملته علي حسب قواعدها المقررة.

فمن القواعد المقررة في الاسلام او الايمان نجاسة الكفار و بعض الاحكام المخصوصة بهم كالجزية و غيرها.

و اما الحكم بخلود من خالف الاسلام في النار و هلاكه فيأبي عدل اللّه تعالي ذلك و الظلم قبيح علي اللّه فلايكلفون الا وسعهم فوسع علمائهم ما ادي اليه اجتهادهم و وسع مقلديهم تقلديهم فان لم‏يقصروا في اجتهادهم و تقليدهم و علمهم و عملهم فهم مثابون عند اللّه ناجون و ان قصروا في شي‏ء من ذلك فهم معذبون كحال علماء الاسلام و مقلديهم حرفاً بحرف و ذلك

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 282 *»

لقبح الظلم علي اللّه عقلاً و عدله يقتضي اثابة اهل الاجتهاد لاجتهادهم و اثابة اهل الاجتهاد من اهل الاسلام دون سائر الاديان ترجيح من غير مرجح و هو محال او قبيح و هو ايضاً محال في حق اللّه فهذا قول بعض المحققين من اهل الكلام.

و اما الحكماء فقد قالوا ان التعذيب هو القسر و القسر الابدي محال فلايعذب الكفار الاّ اياماً معدودة متناهية منقطعة.

و اما اهل باطنهم فقالوا بعذب العذاب و سنخية اهل النار لها كالسمندر و لهم فتوحات سرية سيرية علي زعمهم فزعموه انه سبحانه و تعالي وجود جميع الاشياء و حقيقتها و قرأوا انا للّه و انا اليه راجعون في غير موقعها فاذا رجع الكل اليه فهو هو لايعذب نفسه.

بالجملة و ليس المقصود تفضيح حال المفتضحين عندك فانهم مفتضحون و الحمدللّه ولكن المقصود ان جميع هذه الخرافات المزخرفة نشأت لاجل عدم اعتنائهم بالضروريات و استبدادهم بعقولهم الناقصة و تصديقاتهم من تصوراتهم الخيالية غير الواقعية الخارجية فجعلوا بعضها الصغري و بعضها الكبري و بعضها النتيجة و هم يحسبون انهم يحسنون صنعاً فلو علموا ان الضروريات في كل طبقة هي الامور المثبتة المقررة من عند اللّه العليم الحكيم و من عند انبيائه و حججه: و لايجوز التخلف عنها عقلاً و نقلاً لما قالوا ما قالوا و لما وقعوا فيما وقعوا و لعلموا انها امورات مبذولة مشتركة بين القوم فلو تخلف عنها المتخلف يجب علي الباقي تكفيره و لعنه و ان كان المتخلف عالماً و الباقي عوام او بالعكس اللهم الا ان‏يفرض فيما بين الاقوام مستضعفون فهم المرجون لامر اللّه تعالي و اما غيرهم فهم سواء في الامر المشترك و الضروريات المبذولة.

فكل امر كان ما كان من التوحيد الي ارش الخدش لابد له من المطابقة بينه و بينها و عدم المخالفة و كم من زاعم يزعم ان الاسرار التي تختص بالابرار

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 283 *»

امور مخالفة لهذه الضروريات المبذولة و هي تختص بالعوام و اهل الظاهر و هو غافل عما اودع اللّه في هذه الضروريات المبذولة و قد علم العالمون و عرف العارفون الراسخون انها اكبر حجة اللّه جلّ‏شأنه علي خلقه و هي آياته و علاماته التي لا تعطيل لها في كل مكان يعرفه بها من عرفه و انكره بها من انكره لا فرق بينه و بينها الا انها خلقه فهي الظواهر و المظاهر من اللّه تعالي جلّ‏شأنه قد تجلي لها بها بين الخلق ولكنهم عنها معرضون و كأين من آية في السموات و الارض يمرون عليها و هم عنها معرضون.

فمن اكبر شهادة من اللّه تعالي فبأي حديث بعد اللّه و آياته يؤمنون، و ماتغني الايات و النذر عن قوم لايؤمنون.

بالجملة و المقصود من اجمال هذه التفاصيل هو الذكري لك و لسائر المؤمنين بالاخذ بالضروريات المحكمات و التمسك بها فانها العروة الوثقي لا انفصام لها و رد جميع ماسواها اليها فما وافقها هو الحق الظاهر و ظاهر الحق بنفسه من غير تأويل.

فتذكر ان ما وصل اليك فقد وصل اتضطرب فيه؟ و ما لم‏يصل لم‏يصل هل فيه اضطراب؟ كائناً ما كان بالغاً ما بلغ من الطرفين اتنكر ما وصل؟ اتطلب ما لم‏يصل؟ فأين الاضطراب و الوحشة اذا تمسكت بما وصل اليك؟

فلو اضطربت بعد ذلك فاعلم انه من مقتضيات الطبع كما مثلت لك في صدر الكتاب فلاتعتمد عليه و لاتعتن به و لايلتفت منكم احد و امضوا حيث تؤمرون فأين التحير و اين الاضطراب؟ فان عرض لك عارض بأني غير عالم بعواقب الامور فكيف اتيقن بنجاتي فادفعه اولاً بأن نفس الاضطراب و خوف الهلاك و حب النجاة دليل علي نجاتك فاحمد للّه خالقك علي ما انت عليه فان الشي‏ء ينجذب الي ما هو من جنسه و يتنفر من ضده و خوف الهلاك حصل من التنفر الذي خلقه اللّه سبحانه في سجيتك@محبتک خ‌ل@ فلاتحب ان‏تكون مع الهالكين و تحب ان‏تكون مع الصالحين الناجين و من كان من الهالكين لايتنفر فلا

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 284 *»

يضطرب و يكون عيشه في هذه الدنيا فيما هو عليه من الكفر و النفاق و الشقاق فلذا ورد انه شكي رجل الي النبي9 من الخطرات العظيمة فقال9 هي واللّه من الايمان و ذلك ان الشيطان يريد ان‏يحزن الذين آمنوا فيمسهم اما في النوم او في اليقظة ولكنهم اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون.

فتذكر ثانياً بأن من الضروريات التي عرفت انها اكبر حجة اللّه علي خلقه ان ارسال الرسل و انزال الكتب لنجاة الطالبين و اقامة الحجة علي الهالكين و ليس نجاتهم الا انتفاعهم من الاشياء كما انه ليس هلاكهم الا تضررهم منها فكانوا: كالاطباء المجربين الواصفين خواصها لاناس جاهلين فلو فرض الطبيب جاهلاً كسائر الجهال بخواص الاشياء فليس في وجوده فائدة و هو بنفسه يحتاج الي الطبيب فيجب ان‏يكون عالماً بخواص الاشياء و كذا يجب ان‏يكون صادقاً اميناً اذ لو كان كاذباً لوصف الفادزهر سماً و بالعكس فلم‏يتصور في وجوده فائدة للمرضي بل ربما يكون وجوده مع علمه و كذبه مضراً مفسداً اذ لعله يعمد الي قتل احد و كذا يجب ان‏يكون مصوناً معصوماً من السهو و النسيان و الخطاء اذ لو سهي في قتل مريض لايكون لوجوده فائدة للمريض لانه هلك و لو خطأ@خطاء خ‌ل@ فيجب ان‏يكون الطبيب عالماً صادقاً اميناً آمناً من السهو و الخطاء و النسيان.

فان قلت فعلي هذا لايجوز الرجوع الي طبيب ليس هكذا حاله و ليس في العالم طبيب هكذا.

قلت لو اراد اللّه سبحانه حيوة الناس في الدنيا ابداً ليجب ان‏يخلق لهم طبيباً هكذا ولكنه اراد هلاكهم في الاجل المؤجل فلذا لم‏يخلق طبيباً ظاهرياً علي هذا الوصف اذ لعله قدر موت المريض بسهو الطبيب و هكذا سائر صفاته بخلاف الطبيب الباطني فانه جاء لنجاة الخلق فيجب ان‏يكون علي ما وصف.

فتذكر ان اثبات هذه الصفات للحجة7 لا فائدة فيها لو لم‏يعلم

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 285 *»

المحجوج المريض بوجودها@بوجود حاله خ‌ل@ اذ لايأمن من نجاة نفسه ما لم‏يعرفه هكذا (ظ) و من الاشياء النافعة و المضرة للمحجوج هو علم المحجوج و اعتقاداته فلافائدة في شي‏ء من صفات الحجة مع عدم علم المحجوج و لاتزعم ان لافائدة في علم المريض بالطبيب اذا@اذ خ‌ل@ كان عالماً صادقاً اميناً مصوناً من السهو و الخطاء و النسيان و لاسيما اذا كان له التصرف فيأمر اعوانه و خدمه ان‏يداووا المريض من غير اطلاعه كما هو حال المرضي المريضة بالمرض الغالب عليهم و الطبيب لان من الاشياء النافعة المضرة فيما نحن فيه هو علم المحجوج كما مر فلو اراد اللّه سبحانه نجاتهم من غير علمهم و معرفتهم بالنافع و الضار لماارسل اليهم الرسل و لماانزل عليهم الكتب بهذا النظم المعروف فارسال الرسل و انزال الكتب من عصر آدم الي الخاتم9 الي القائم عجل اللّه فرجه ليس الا لاجل علم المحجوجين بنجاتهم ان صدقوا.

فتذكر ان سعة علم الطبيب و عدمه و سائر صفاته تختلف بكثرة المرضي و قلتهم فطبيب قوم معلوم سعة علمه بقدر كفايتهم و عددهم و عدد عقاقيرهم في حالاتهم و قدر الشربات و وقت الاستعمالات فطبيب العالَم سعة علمه و سائر صفاته بسعة العالم و انت خبير بأن اليوم طبيب العالم هو القائم عجل اللّه فرجه فاعتقد بحكم الضرورة التي هي من اعظم الضروريات التي هي من اعظم آيات اللّه سبحانه و بيناته التي اشار بعض معاني الاية اليها و هي قوله تعالي سنريهم آياتنا في الافاق و في انفسهم حتي يتبين لهم انه الحق و تذكر تصرفه7 في العالم اذ علم الطبيب و امانته و عدم سهوه و خطائه و نسيانه من غير تصرفه في معالجة المرضي الجهال لا فائدة فيها للمرضي و هم جهال فان علموا شيئاً يغيب عنهم اشياء و ان علموا شيئاً يغفلوا و يسهوا و ينسوا و يخطئوا و يعصوا و يمتنعوا في اشياء فلو لم‏يكن له تصرف فيهم فلا فائدة في سائر صفاته بالنسبة اليهم فهو الواقف علي الطتنجين الناظر في المشرقين و المغربين المتصرف في العالمين قال7 انا غير مهملين لمراعاتكم و لا ناسين

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 286 *»

لذكركم و لولا ذلك لاصطلمتكم اللأواء و احاطت بكم الاعداء، القضاء المثبت ما استأثرت به مشيتكم و الممحو ما لااستأثرت به سنتكم و كل ذلك بحكم الضرورة فلاتشكن فيها.

فلاتشكن في نجاتك بعون اللّه تعالي فكن مقدمه7 بين يدي طلبتك و حوائجك في الدنيا و الاخرة فهو7 اِمامك و اَمامك و وسيلتك التي قال فابتغوا اليه الوسيلة و الجاه الذي يتوجه اليه الاولياء و الباب المبتلي به الناس من اتاه فقد نجي و من لم‏يأته فقد هوي و من اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكاً فواللّه الذي هو الهه من اقبل الي احد سواء فقد اعرض عنه لانه ماجعل اللّه لرجل من قلبين في جوفه فتوجه به الي اللّه تعالي في جميع مسائلك و لاتتجاوز ولاتقل كما قال المأولون الذين اتخذوا لانفسهم هواهم الهاً و نبياً و اماماً و لاتقولوا علي اللّه الا الحق و هو الحق الذي لايأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه و الذين تدعون من دونه مايملكون من قطمير ان تدعوهم لايسمعوا دعاءكم و لو سمعوا مااستجابوا لكم و يوم القيامة يكفرون بشرككم و لاينبئك مثل خبير. اللهم المم به شعثنا و اشعب به صدعنا و ارتق به فتقنا و كثر به قلتنا و اعزز به ذلتنا و اغن به عائلنا و اقض به عن مغرمنا و اجبر به فقرنا و سد به خلتنا و يسر به عسرنا و بيض به وجوهنا و فك به اسرنا و انجح به طلبتنا و انجز به مواعيدنا و استجب به دعوتنا و اعطنا به سؤلنا و بلغنا به من الدنيا و الاخرة آمالنا و اعطنا به فوق رغبتنا يا خير المسئولين و اوسع المعطين اشف به صدورنا و اذهب به غيظ قلوبنا و اهدنا به لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الي صراط مستقيم و انصرنا به علي عدوك و عدونا اله الحق آمين يا رب العالمين.

فتدبر في هذه المطالب و تذكر تنل بالمقاصد في الدنيا و الاخرة و لاتقل انه7 غائب و لابد لنا من حاضر و تذكر ان الحاضر ليس ببدنه حاضراً لك دائماً فيغيب احياناً عن محضرك فاذا جاز غياب بدنه الظاهري

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 287 *»

عنك يوماً جاز يومين و اياماً و شهوراً و سنين هذا جده موسي بن جعفر8 محبوس ببدنه الظاهري سبع سنين او ازيد فهل يجوز ان‏يقول احد من المؤمنين ان تلك السنين كان الناس حياري مهملين بلا راع هذا و الحجة ان غاب عنه المحجوج فليس بحجة و وضعه للشهادة و المشاهدة لكيما ان زاد المؤمنون شيئاً ردهم و ان نقصوا اتمه لهم فان غاب عنا بدنه لم‏نغب عنه و وجه الانتفاع بي في غيبي وجه انتفاع الناس بالشمس اذا جللها السحاب فهو الواقف  علي الطتنجين الناظر في المشرقين و المغربين من اراد اللّه بدأ به و من وحده قبل عنه و من قصده توجه به.

و لاتقل ان من لم‏اره بعيني وقتاً ما كيف اتوجه اليه فان من تراه ببصرك الظاهري ليس الا شبرين في سبعة اشبار و هو غير مقصود لاولي الابصار لانه محدود محبوس في حدوده فلو فرض حجة كذلك فذلك اسم سمي به احد لا معني له و الاسم الذي ليس له معني كمثل الاسماء التي سميتموها انتم و آباؤكم ماانزل اللّه بها من سلطان فالاسم الذي انزل اللّه به السلطان فهو السلطان و ماسواه شيطان لا سلطان. الخبز اسم للمأكول و الماء اسم للمشروب و الثوب اسم للملبوس و له اسماء كذلك قدانزل اللّه بها من سلطان و اسماؤه مثله في حال الغياب غير مشاهدين و كفي بنفسه النفيسة عن العالمين لانه هو الحق اليقين فسبح باسم ربك العظيم و الحمد للّه رب العالمين فتمسك باليقين و لاتجعل نفسك في مقام الجاهلين او الغافلين او الشاكين او الظانين او الملحدين.

بالجملة اجعل الضروريات في كل مقام نصب عينيك و لاتعد عنها الي شي‏ء سواها فخذ بما يوافقها في الظاهر و الباطن و اجتنب عما يخالفها في الظاهر و الباطن و كن علي يقين من نجاتكم فان لم‏تكن حينئذ موقناً بنجاتك فاعلم انك غفلت نعوذ باللّه من بعض الضروريات و تخلفت عنها فتذكر و تدبر مبصراً ان‌شاءاللّه فان من صفات المؤمنين اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 288 *»

فاذا هم مبصرون فاذا سئلت عن المعتقد بجميع الضروريات اهو مؤمن او كافر او مشكوك فيه اتجيب بأنه مشكوك فيه؟ فلعله مؤمن او لعله كافر او كافر بل تجيب بأنه مؤمن قطعاً بالضرورة من الدين فضلاً عن ضرورة المؤمنين و الضرورة كما تذكرت هي الامر البالغ الواصل الي عامة المكلفين فلاتشكن بعون اللّه تعالي في نجاتك و نجاة ساير المعتقدين بالضروريات.

فبعد ذلك ان عصيت فبالضرورة انك غير معصوم و غير المعصوم عاص لامحالة فتب الي اللّه تبارك و تعالي و ثق بوعده و لاتحسبن اللّه مخلف وعده رسله و هو قوله تعالي يا عبادي الذين اسرفوا علي انفسهم لاتقنطوا من رحمة اللّه ان اللّه يغفر الذنوب جميعاً انه هو الغفور الرحيم. و معني الايات ايضاً من الضروريات و الحمد‌للّه رب العالمين فكن في راحة من الموحشات التي ليست الا كنسج العنكبوت و هو اوهن البيوت يريد اللّه بكم اليسر و لايريد بكم العسر و الحمدللّه فكن في دعة و راحة في فضل اللّه و رحمته هو خير مما يجمعون و ماكان اللّه ليضيع ايمانكم ان اللّه بالناس لغفور رحيم. هذا و ان اللّه جلّ‏شأنه جعل لمعاصي المؤمنين كفارات منها السرور لسرور آل محمد9 و منها الحزن لحزنهم:و منها البكاء لمصائبهم و لاسيما مصائب سيد الشهداء سلام اللّه عليه و منها الولاية لهم و منها البراءة من اعدائهم و منها الولاية لاوليائهم و منها العداوة لاعدائهم و منها الصلوة و الرحمة عليهم و منها اللعن علي اعدائهم و منها طلب المغفرة للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات و منها استغفار رسول اللّه9 لهم و هو مأمور من عند اللّه تعالي لقوله و استغفر لذنبك و للمؤمنين و المؤمنات و منها غفرانه ما تقدم من ذنبهم و ما تأخر لقوله انا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك اللّه ما تقدم من ذنبك و ما تأخر و منها استغفار الائمة لهم: و منها استغفار الانبياء و الاوصياء: لهم و منها استغفار النقباء و النجباء لهم:و منها استغفار المؤمنين و المؤمنات لهم

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 289 *»

و منها استغفار الملائكة: لهم و منها استغفار الجن لهم و منها استغفار الحيوانات لهم حتي الطيور في الهواء و الحيتان في الماء و منها الشفاعة من الشافعين المشفعين صلوات اللّه عليهم اجمعين فيهم و منها ذلة المعاصي و منها المصيبات الواردة عليهم و منها ظلم ظالميهم و منها الفقر و الفاقة المقدرة و منها الامراض الموجعة و منها الهموم و الغموم الواردة و منها موت الاحبة و منها فراق الاحبة الذي هو اصعب من الموت و منها الخوف من ما كره اللّه و منها الكراهة عما كره اللّه تعالي و منها الحب لما احبه اللّه تعالي و منها الاذعان و الاقرار بالتقصير و منها الرجاء من عفو اللّه تعالي و منها الندامة علي ما فرط في جنب اللّه تعالي و منها التوبة و الاستغفار و منها زيارة الائمة: و منها زيارة الاخوان للّه تعالي و منها عيادة المرضي و منها الترحم علي الايتام و منها التصدق علي الفقراء و منها اعانة الضعفاء و منها نية الخيرات و فعلها ان لم‏يمنع مانع فان منعه مانع فلايمنع رحمة اللّه و منها ترك المعاصي فان غلبه غالب علي فعلها فانه من فعل الغالب لا من فعل المغلوب فالمغلوب تارك غير فاعل.

بالجملة و ما جعله اللّه تعالي كفارة لذنوب المؤمنين اكثر من ان‏يحصي و هذه انموذج لما لايحصي و كل هذه من ضروريات الدين فضلاً عن ضرورة المؤمنين و الحمدللّه رب العالمين فلا مجال فيها للشك و الاضطراب بعون اللّه تعالي و قدذكرت ذلك تذكرة لك و للمؤمنين و ذخيرة لنفسي العاصية و يكون رجائي ان‏تستغفر لي و لسائر الاخوان المؤمنين اما في التكاليف الظاهرة فأنت بحمداللّه مستغن من الاشارة فضلاً عن تحرير العبارة و قد علمت و الحمدللّه الفرائض و النوافل و قدعلمت ان النوافل وضعت لاتمام الفرائض من النقائص فلابد للمؤمن من الاشتغال بها مهما امكنه المواضع و المواقع و لم‏يمنعه الموانع ولتكن علي حذر من ما يوجب الانضجار و الملالة فانه لايمكنه الاقبال و التوجه في تلك الاحوال و ما لا اقبال فيه من الاعمال تركه

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 290 *»

خير من فعله في جميع الاحوال كائناً ما كان فكن في الاعمال نشيطاً يقظاناً فتذكر قوله تعالي لاتقربوا الصلوة و انتم سكاري اي كسالي حتي تعلموا ما تقولون فلابد من علم بالقول و تذكر لمعناه فان ما لا معني له مكاء و تصدية و هو قوله تعالي ماكان صلوتهم عند البيت الا مُكاء و تصدية فلابد من التذكر في كل ما يقال من الفرائض و النوافل و الادعية و المناجاة و غيرها من الافعال و الاقوال بأسرها فاذا عرض عارض من الكسالة فادفعه بلطائف الحيل و لو بشرب شربة او اكل لقمة او نوم نومة فاذا نعست فنم و اذا عطشت فاشرب و اذا جعت فكل و بادر الي رفع ما منعك من الاقبال و لاتكن كبعض الزاعمين انفسهم مرتاضين فانهم مقبلين الي معدتهم ان كانوا جائعين او عطاشي او الي فروجهم ان هاجت بهم الشهوة او الي حر ان كانوا فيه او الي برد ان كانوا فيه او الي شي‏ء من آمالهم لا الي اللّه تعالي و كل ما شغلهم عن اللّه فهو صنمهم فلابد من تحصيل النشاط بتوفيق اللّه تعالي من اي شي‏ء حصل مما لم‏يحرمه اللّه تعالي من اكل او عدمه او من شرب او عدمه او من نوم او من عدمه او من نكاح او من عدمه او من حركة او من سكون او من معاشرة او انزواء او من زيارة من تحبه او من انتقال من مكان الي مكان او من عمران الي بستان او من صحراء الي عمران او من بلد الي بلد او من حضر الي سفر او من سفر الي حضر الي غير ذلك مما يتيسر و لايتعسر و اللّه ولي التوفيق بيده الخير و هو علي كل شي‏ء قدير و لا حول و لا قوة الا باللّه العلي العظيم و صلي اللّه علي محمد و آله الطيبين و رهطهم اصحاب اليقين و لعنة اللّه علي اعدائهم اجمعين.

و قد تم يوم الاثنين الحادي و العشرين من شهر ذي القعدة الحرام من شهور سنة 1292 حامداً مصلياً مستغفراً.

 

([1]) علي اهل. ظ