04-16 الرسائل المجلد الرابع – رسالة اجوبة‌مسائل الملا علي الاسکوئي ـ مقابله

اجوبة مسائل

 

الملا علی الاسكوئی

 

من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی

مولانا المرحوم الحاج محمد باقر الشریف الطباطبایی اعلی‌ الله مقامه

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 244 *»

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمدللّه و سلام علي عباده الذين اصطفي.

اما بعـد؛ فهذه اسؤلة ارسلها الي بعض الاخوان في الدين من بلدة كاظمين8و قدطلب مني جوابها و اني مشتغل بامور مهمة لايمكنني الجواب مفصلاً ولكن الميسور هو المأمور به لا المعسور و هو الاشارة الي فتح باب الفهم لا تطويل العبارة لانه غير مقدر فجعلت عباراته كالمتن و جوابي كالشرح معنوناً قوله بقال و قولي باقول بوساطة آل الرسول صلوات اللّه عليهم.

قال سلمه اللّه تعالي بعد ذكر ما لااليق به: فوفدت عليك و توجهت اليك سائلاً من عميم فضلك و راجياً من كريم بابك ان‏تمن علي بجواب بعض المشاكل و حل معضلات القول من المسائل التي اشكلت علي من بعض العلوم مما اثبت مشايخنا اعلي اللّه مقامهم و انار برهانهم في كتبهم و قصرت انا عن فهمها و انا متمني منك الجواب و ان لم‏اكن اهلاً للخطاب فان الكريم لايخيب سائله و لايطرد نائله اسأل اللّه تيسير الاسباب للاستفادة من حضرتك من اليوم الي يوم المآب حشرنا اللّه و اياكم بحضرة محمد و آله الاطياب عليهم سلام اللّه الملك الوهاب.

اقول: بوساطة آل الرسول صلوات اللّه عليهم اجمعين: ان في الكتاب و السنة و كلمات اهل الحكمة محكمات و متشابهات و المحكمات محصورات معلومة من ام الكتاب، و المتشابهات غير محصورات مجهولات غير معلومات لايمكن العلم بجميعها لعدم حصرها بخلاف الاولي فانها محصورات فيمكن

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 245 *»

العلم بها في المأمور بها بخلاف الاخري فانها غير مأمور بها اذ المجهولات غير متناهيات و المعلومات معدودات فمن اكتفي بالعمل بما علم كفي عما لايعلم و يعمل و من ارتطم فيما لايعلم فقد انصرم عن العمل بما يعلم فلاينفع([1]) بما يعلم و لاينال بما لايعلم فاذا قدخسر خسراناً اما اذا عمل بما علم انتفع به و وفق لتحصيل ما لم‏يعلم مما هو صلاح دينه و هو المرضي من اللّه و اوليائه فان كنت طالباً لما يحب اللّه فاعمل بمعلوماتك و لاتعجل بما لم‏يقض اليك وحيه و قل رب زدني علماً فان زاد فزد في العمل فان لم‏تعمل لم‏يزدك شيئاً مما يحب و ما زيد فيك هو مما لايحب فهو من الوساوس الفاسدة ليست من اللّه سبحانه و لا اليه و انما هي من عدوه و لذلك حصل منها الاضطراب فلو كان منه سبحانه حصل منه الاطمينان فلاتغفل من هذه النصيحة المريحة حتي تنتفع بها في الدنيا و الاخرة فان تذكرتها قبل ذكري فقد استغنيت بها عن السؤال عن هذه المجهولات المتشابهة.

قال سلمه اللّه تعالي: المسألة الاولي ـ فقد قال الشيخ الاوحد اعلي اللّه مقامه و رفع في الخلد اعلامه في شرح الزيارة في حديث العيون في المعراج عنه حين وصل الي خازن النار مالك في سماء الدنيا لايقضي عليهم فيموتوا و لايخفف عنهم من عذابها. قال9 فقلت لجبرئيل و جبرئيل بالمكان الذي وصفه اللّه مطاع ثم امين الاتأمره ان‏يريني النار؟ فقال له جبرئيل يا مالك ار محمداً النار فكشف عنها غطاء و فتح باباً منها فخرج منها لهب ساطع في السماء و فارت و ارتفعت حتي ظننت لتتناولني مما رأيت فقلت يا جبرئيل قل له فليرد عليها غطاءها.

و فيه ثم صعدنا الي السماء الرابعة الي ان قال ثم رأيت ملكاً جالساً علي سرير تحت يديه سبعون الف ملك تحت كل ملك سبعون الف ملك فوقع في نفس رسول اللّه9 انه هو فصاح به جبرئيل فقال

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 246 *»

قم فهو قائم الي يوم القيامة الحديث.

قال الشيخ الاوحد و اما قوله فوقع في نفس رسول اللّه9 انه هو فالظاهر و اللّه سبحانه اعلم ان المراد انه وقع في نفسه انه روح القدس لما رأي من جلالته و كثرة جنوده فأبان له جبرئيل7 انه خادم يمتثل امر جبرئيل الذي هو خادم للروح فأمره بالقيام المشعر بالخدمة. و قال الشيخ الاوحد اعلي اللّه مقامه ايضاً: فان قلت فما معني قوله في الحديث السابق حديث المعراج في شأن النبي9 فوقع في نفسه انه هو و هذا ينافي العصمة و ان معه ملكاً يسدده. قلت يجري عليه9 هذا و مثله اذا غاب عنه الملك المسدد و كذلك الائمة: ولكنه اذا غاب عنهم لايغيب الا باذن اللّه تعالي ليقع منهم بعض مقتضي البشرية ليفرق بينهم و بين حال الربوبية الذي لايشغله شأن عن شأن الي آخره.

و هذا و ان كان في الحقيقة صحيحاً و جوابه اعلي اللّه مقامه حقاً و حقيقاً ولكن بحسب الظاهر ينافي العصمة و هذا القصور مني لا غير و محل الاشكال واضح و ان ذكر فيوجب الطول استدعي و اريد من جنابكم ان‏تبين لي حرفاً بحرف بالادلة الاربعة علي نحو التفصيل اجركم علي اللّه.

اقول: اما التفصيل فاني مشغول بامور تمنعني عنه و العذر عند الكرام مقبول.

اما قوله بالادلة الاربعة فالظاهر انه اراد بها الكتاب و السنة و الاجماع و العقل.

فاعلم ان في جميعها المحكمات و المتشابهات فالمحكم منها انه9 معصوم و لاينبغي للعاقل ان‏يتمسك بالمتشابهات المنافية ظاهراً فانها لاتنافي بينها و بين المحكمات باطناً و ان لم‏يعلم المراد منها اي المتشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و مايعلم تأويله الا اللّه و الراسخون في العلم.

ثم اعلم ان المحكم من الكتاب هو المحكم من السنة و المحكم منها هو محكم الاجماع و العقل و يمنعني الاشتغال بايراد كل محكم من كل واحد

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 247 *»

منها فان اتي بمحكم من واحد منها فقد اتي بسائر المحكمات اذ لا خلاف بينها فاذا عرفت ذلك فاسع في رد المتشابهات الي المحكمات لتنجو عن الهلكات فالمعني المحكم ان للسالكين الي اللّه سبحانه درجات و هم سالكون اليه سبحانه من درجة دنيا الي درجة عليا ما شاء اللّه و تلك الدرجات هي مقام التجليات للّه سبحانه و هي الايات التي اراها اللّه سبحانه في الافاق و في انفسهم حتي يتبين لهم انه الحق و هي المقامات و العلامات المذكورة في دعاء رجب بمقاماتك و علاماتك التي لاتعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك لا فرق بينك و بينها الا انهم عبادك و خلقك الي آخر الدعاء و هو سبحانه المدلج بين يدي المدلج بواحد منها كما قال تدلج بين يدي المدلج من خلقك فالسالك يري امامه مدلجاً ابداً و هو مطلوبه لا غير فاذا وصل اليه يصير مقاماً له اي للسالك فيراه نفسه فطلب درجة اخري امامه و هكذا فاذا توجه الي درجة حسب انها مطلوبه و هو مطلوبه لا غير ولكن اذا وصل اليه و اتصل به طلب درجة اخري و قد ولي الدرجة السابقة من ورائه فأعرض عنها و ادبر و اقبل الي مستقبله و هكذا لكل مستقبل وجهة هو موليها و هي اسمه و صفته و اثره يشابه صفة مؤثره و يسمي باسمه و هو مأمور به يؤمر السالك المدلج الاقبال اليه حتي اذا جاءه لم‏يجده شيئاً و وجد اللّه عنده فوفيه حسابه و اللّه سريع الحساب فلما لم‏يجده شيئاً اعرض عنه و اقبل الي غيره و ذلك الاعراض هو استغفار السالك و الاقبال الي غيره من الدرجة العليا هو رجوعه و توبته اليه سبحانه فالسالك دائم الاستغفار دائم التوبة و التوبة هي الرجوع لغة و شرعاً فمن اجل ذلك ربما يعبر عن تلك الحالات زعم بأنه هو فلما استفسر عنه و استخبر عن حاله وجده غير قار اذا وجده نفسه فصار محاطاً بنفسه و نفسه محيطة به فاعرض عنه كما امر فتلك الحالات لاتنافي العصمة بل كل درجة مأمور به و مقتضي العصمة ان‏يأتمر و يأتي به و اتصل به فاذا اتصل به يؤمر ان‏يعرض عنه و يتوجه الي غيره و لولا خوف من فرعون

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 248 *»

و ملائه لصرحت عن المراد الا انه منهي عنه ولكني عبرت عن قصدي بليلي فما ليلي عنيت.

فاعلم ان لزيد ظهور في القيام به ثم له ظهور بالقيام بالحركة بها لا بالقيام ثم له ظهور بالقيام و الحركة بالمشي به لا بهما ثم له ظهور بالقيام و الحركة و المشي بالسرعة بها لا بما تقدم و تلك الظهورات كلها ظهور زيد و اسمه و صفته و هو ظاهر فيها بها يعرفه بها من عرفه لا فرق بينه و بينها الا انه منير و تلك انوار، و هو ظاهر و تلك ظهوراته و مع ذلك كله كل دان يحتاج الي عاليه و كل عال مغنيه فالسالك الي المسرع سالك الي زيد لا غير حتي اذا جاء لم‏يجده لنفسه بنفسه بل وجده زيداً و مع ذلك يتجاوز عن المسرع و ينتقل الي الماشي حتي اذا جاءه لم‏يجده شيئاً فوجد زيداً و مع‌ذلك يعرض عنه و ينتقل الي المتحرك و هكذا ينتقل منه الي القائم و ينتقل منه الي زيد و زيد ظاهر في الكل بالكل و السالك ينتقل من حالة الي حالة و يعرض من واحد الي واحد ففي كل حالة مأمور بالاقبال و الاعراض فعدم الاقبال و الاعراض مناف للعصمة لا غيرهما فتأمل جداً و تدبر ان كنت من اهله و الا فلاتتعب نفسك و لاتتكلف فان اللّه لايحب المتكلفين.

فاذا عرفت ذلك فاعلم انه قد يعبر عن الدرجة المختلفة بدرجة البُعد عن المبدأ او درجة النفس الامارة بالسوء و دار البُعد و جهنم و ان منكم الا واردها كان علي ربك حتماً مقضياً ثم ننجي الذين اتقوا و نذر الظالمين فيها جثياً فذلك الذي يعبر عنه ارتفعت حتي ظننت لتتناولني ولكن نجاني اللّه تعالي منها فافهم ان كنت تفهم و كل ميسر لما خلق.

ثم اعلم ان الشيخ الاوحد اعلي اللّه مقامه من (ممن ظ) عبر عن المراد بما يستأنس و لايستوعر و لذا قال: و الظاهر انه روح القدس. فاعلم ان لروح القدس اعواناً كثيرة كل عون يسمي بالروح و كل واحد منهم يشابهه فمن رآهم فقد رآه و هو متقلب فيها فلذا زعم انه هو و انه هو حقيقة وجوداً

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 249 *»

و عياناً و ليس هو هو كلاً و لا جمعاً و لا احاطة و ذلك الظهور المرئي ادني درجة من ظهوره بجبرئيل7 و لاجل ذلك امره فاطاعه و قد عرفت ان‌شاءاللّه من المثال ان ظهورات زيد كلها علي شاكلته و ان كان بعضها يخالف بعضاً في الهيئة كالقيام و القعود.

قال سلمه اللّه: المسألة الثانية ـ ان‏يبين لي جنابكم بالبرهان المذكور وجه التردد في قوله تعالي في الدعاء اللهم ان رسولك الصادق المصدق الامين صلواتك عليه و آله قال انك قلت ماترددت في شي‏ء انا فاعله كترددي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت و اكره مساءته.

اقول: الم‏تر في مواضع عديدة من الكتاب و السنة ينسب الي نفسه افعال عباده الذين لايسبقونه بالقول و هم بامره يعملون فقال و مارميت اذ رميت ولكن اللّه رمي و قال ان الذين يبايعونك انما يبايعون اللّه و قال ولكن اللّه قتلهم و قال و من يطع الرسول فقد اطاع اللّه و لايخفي عليك امثال ذلك ان‌شاءاللّه ففعل المؤمن منسوب الي اللّه حتي ينسب اليه مرضه و جوعه و عطشه و سروره و حزنه و ضحكه و بكاؤه فالمؤمن ما لم‏يرض الانتقال و الارتحال من دار الدنيا الي الاخرة لم‏يرض اللّه له ذلك فلماابتلي بما يؤنسه و يوحشه يصير متردداً بين الاقامة في الدنيا و الارتحال منها فكلما يؤنسه شي‏ء يريد الاقامة و كلما يوحشه يريد الارتحال فيصير متردداً الي ان‏ينقطع عنها و ييأس فيرتحل فبتردده يتردد اللّه سبحانه في قبض روحه كلما يستوحش من آلامها يريد الارتحال فيريد اللّه قبض روحه و كلما يأنس يريد البقاء فيها فيريده اللّه.

قال: المسألة الثالثة ـ ان‏تبين لي جنابكم بالبرهان المذكور وجه تعدد العوالم و الادميين كماقال الشيخ الاوحد­ في شرح الفوائد في اول الفائدة الخامسة قد ورد في الاحاديث عنهم: تعدد العوالم و الادميين و اكثر ما ذكر انها الف الف عالم و الف الف آدم انت في

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 250 *»

آخر تلك العوالم و اولئك الادميين فقس علي هذا حكاية موسي علي نبينا و آله و عليه السلام في جبل الطور لما ظهر له من نور رجل من الكروبيين فدك الجبل و خر موسي صعقاً قد ورد في الحديث و هذا الرجل اسمه موسي و هكذا صار متعدداً و كذا في حكاية ابراهيم7 لما اراد ان‏يذبح ولده فخطر الي قلبه الشريف خطرة بان ليس لي في هذا المقام مثل و اوحي اللّه عزّوجلّ بان يا ابراهيم انظر الي يمينك فنظر و رأي الف الف ابراهيم و الف الف اسماعيل و هكذا فهما8صارا متعدداً في الاسم و هكذا في سائر الانبياء: كيف ما اتفق.

اقول: اما الكتاب فهو قوله تعالي: و ان من شي‏ء الا عندنا خزائنه و ماننزله الا بقدر معلوم و اما الاخبار فهي ما نقلته و اما الاجماع فهو قائم علي حقيقة ذلك من الكتاب و السنة و اما العقل فهو حاكم بصدق الرسول و الائمة: و قد اخبروا بتعددها فكل شي‏ء له خزائن و تلك الخزائن منطبق بعضها علي بعض و لاجل ذلك صار كل واحد منها شبيهاً لاخري فيسمي باسمه و صفته.

قال سلمه اللّه تعالي: المسألة الرابعة ـ بينوا بالبرهان المذكور سر ظاهر هذه الايات و ظاهر ظاهرها و باطنها و هي قول اللّه تعالي في كتابه المجيد و فرقانه الحميد في حكاية ذي‌القرنين فاتبع سبباً حتي اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة و وجد عندها قوماً الي آخر و ايضاً قال ثم اتبع سبباً حتي اذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع علي قوم لم‏نجعل لهم من دونها ستراً الي آخر و ايضاً قال ثم اتبع سبباً حتي اذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوماً لايكادون يفقهون قولاً قالوا يا ذا القرنين ان يأجوج و مأجوج مفسدون في الارض فهل نجعل لك خرجاً علي ان‏تجعل بيننا و بينهم سداً قال ما مكني فيه ربي خير فاعينوني بقوة اجعل بينكم و بينهم ردماً الي آخر.

اقول: اما ظاهر هذه الايات فظاهر فانها نزلت في اسكندر الرومي

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 251 *»

و هو اما نبي من الانبياء كما يظهر من بعض الاخبار او عبد صالح بعثه اللّه الي قوم كما يظهر من بعض و الذي يستنبط من جملة الاخبار ان مقامه مقام البرزخية بين النبوة و الكمال الانسانية و لذا عد مرة من([2]) الانبياء و لم‏يعد تارة بالجملة انه مبعوث من عند اللّه سبحانه يقيناً و نزل من عنده الي الخلق للابلاغ و التبشير و الانذار و هذه الايات نزلت في كيفية سيره من اللّه اليهم.

فاعلم انه ذكر في تسميته بذي‌القرنين انه ضرب قرنه الايمن فمات ما شاء اللّه او غاب ثم بعثه فضرب قرنه الايسر. و قيل لانه بلغ قطري الارض. و قيل لانه كان ذا ظفرتين. و قيل انه كريم الطرفين من اهل بيت شرف. و قيل لان اباه من الملائكة و امه من البشر. و قيل لانه انقرض في وقته قرنان من الناس و هو حي. و قيل لانه دخل النور و الظلمة. و قيل لانه اعطي علم الظاهر و الباطن. و لكل وجه وجيه لان القرن يأتي في اللغة بمعان كثيرة يناسب تلك الوجوه يقال قرن الشمس اعلاها و اول ما يبدو منها في الطلوع و يأتي بمعني الناحية كما في الحديث الشمس تطلع بين قرني شيطان اي ناحيتي رأسه و القرن جنب الرأس و القرن الخصلة من الشعر.

بالجملة فلما سار من عند اللّه سبحانه الي الخلق و اتخذ سبباً اي طريقاً وصل في طريقه الي مغرب الشمس فوجدها تغرب في عين حمئة او في عين حامئة و ليس هذا السير علي وجه هذه الارض الظاهرة لانها كُرية كلما سار فيها سائر دار دورها و ساير فوقها الي مغرب الشمس و مطلعها الي المغرب الظاهر و مطلعه و هو لايحتاج الي سير فهي ذائبة في السماء الرابعة فوق محيط الارض تطلع لبقعة من بقاعها دائماً و تغرب عن اخري دائماً كما لايخفي علي ذي‌مسكة و هما امران مبذولان لكل جماد و نبات و حيوان و انسان مؤمن او كافر لاخصوصية لهما بالمؤمن و الكامل و النبي الكافل و لايحتاج

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 252 *»

الي سير و حركة فالسائر الذي وصل الي مغربها اولاً و مطلعها آخراً سار من عند اللّه سبحانه الي ان وصل الي العرش ثم الي الكرسي حتي اذا وصل الي فلك المريخ فوق فلك الشمس فوجدها تغرب في عين حامئة و تلك العين واقعة في الارض الرابعة و هي ارض الشهوات حارة حامية و هي مركوزة فيها دائماً. قرنها في السماء الرابعة و رجلها في ارضها.

فلمانزل اليها اخذ قرنها و سخرها و وجد عندها قوماً اصحاب الشهوات و الميول الي غير اللّه فبعثه اللّه اليهم بقوله قلنا يا ذا القرنين اما ان‏تعذب و اما ان‏تتخذ فيهم حسناً و كذلك([3]) لانه سبحانه ملك انبياء و جعلهم سلطاناً مطاعاً كماصرح بقوله في قصة سليمان هذا عطاؤنا فامنن او امسك بغير حساب و قال اما مناً بعد و اما فداء اي بعد القتل و عادة الانبياء: الامتحان و الاختبار كما لايخفي فقال اما من ظلم بمقتضي الشهوات الارضية فسوف نعذبه ثم يرد الي ربه فيعذبه عذاباً نكراً. و اما من آمن و عمل صالحاً بمقتضي المحبة السماوية فله جزاء الحسني و سنقول له من امرنا يسراً فاذا نزل في درجاتها و لها سبع درجات كما روي في بعض الاخبار حتي نزل من محدبها الي مقعرها و سار من اعليها الي اسفلها في سببها و طريقها فوجدها محيطة بما دونها من الافلاك و الارضين فوجدها تطلع علي قوم لم‏يجعل اللّه سبحانه لهم ستراً فهم مكشوفون عندها محاطون بها و هم اقوام خلقهم اللّه علي وجه الارض الثالثة ليس بينهم و بينها ستر و حجاب الي السماء الثالثة و هي ليست بحاجبة كما هو معلوم ان‌شاءالله كذلك و قد احطنا بما لديه خُبراً.

ثم اتبع سبباً اي طريقاً حتي اذا بلغ بين السدين و هما جبلان فالاول واقع في الارض الثانية و الثاني في الارض الاولي و هما للسماء الاولي و الثانية وجد من دونهما قوماً لايكادون يفقهون قولاً و اذا سمعوا صوتاً و قالوا قولاً فلذا قال لايكادون يفقهون قولاً ثم قال قالوا يا ذا القرنين

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 253 *»

و قل من عرف وجه الايتلاف و رفع الاختلاف و ذلك لان الفهم و الفقه و الادراك النفساني الانساني انما يقع بالخيال الحال في السماء الثالثة فلك (ظ) الزهرة و اهل الارض الثانية و الاولي و ما دونهما منحطون عن درجة السماء الثالثة فلايكادون يفقهون قولاً اي يفقهون معني القول الذي اراده اللّه سبحانه و رسوله9 و ان قدروا علي النطق و عرفوا معني القول المتبادر بينهم فلذا تمنوا منه فقالوا يا ذا القرنين ان يأجوج و مأجوج مفسدون في الارض فهل نجعل لك خرجاً علي ان‏تجعل بيننا و بينهم سداً. فالمراد من القوم الذين قد وقعوا دونهما اهل هذه الارض الظاهرة التي هي ادني مراتب الارض الاولي و اعلي مراتبها تحت السماء الاولي سماء الحيوة فلما رأوه وجدوه مستولياً تمنوا منه رفع افساد اليأجوج و المأجوج و دفعهم عنهم و جعلوا له الجزاء و الخراج و لماكان مستعيناً باللّه سبحانه ابي الجزاء و اكتفي منهم بقوة فجعل بينهم و بينهم ردماً.

و هم سكنة الاقليم الثامن من وراه هذه الاقاليم السبعة و هم خلق كثيرة اكثر خلق اللّه بعد الملائكة و عالمهم عالم الحس المشترك لهم حيوة طبيعية ليس لهم فكر و خيال و روية فهم عبدة الطبايع مختلفون باختلاف تراكيب الطبايع كماً و كيفاً و درجاتها لاتعد و لاتحصي و لذا صار عددهم اكثر من الجن و الانس و لايعلم عددهم الا بارؤهم و خالقهم و جميعهم جاهلون لايعلمون شيئاً و لايهتدون و قد شرح بعض حالاتهم في الاخبار في كتب التفاسير كالصافي و غيره و الاشتغال يمنعني عن شرح تمام حالاتهم و عن ذكر الاخبار و هتك الاستار و ابي اللّه عن ذلك حتي اذا فتحت يأجوج و مأجوج و هم من كل حدب ينسلون.

و تلك السدة من زبر الحديد و النحاس المذاب من الاقليم الثامن لاتري بهذه الاعين الدنيوية و هي سدة مبنية بقواعد العلوم الغريبة كالطلسمات و ليس علي ظاهر الارض كما زعمها بعض العوام و انكر عليه اهل الافرنج

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 254 *»

و تلك السدة واقعة من وراء البحر المكفوف محيطة بهذه الارض من جميع اطرافها اصلها من الحديد الحار اليابس و ملاط زبرها من النحاس الحار الرطب فظاهرها النحاس و باطنها الحديد و يحسبون انهم قادرون علي خرقها و نقبها مشغولون بذلك الي دوين الساعة و لم‏يقدروا علي نقبها للطافتها و شدة سيلانها كلما نقبوها نقبة اتصلت اجزاؤها ثانياً و هكذا الي يوم الوقت المعلوم. فهذا مجمل معناها الظاهرة علي نحو الاشارة و ليس هذه المطالب منهلاً لاهل الظاهر و ظاهر العربية و المستدلين بالمتبادرات اللفظية و لعمري ليس معني متبادراً الي اذهانهم ابداً.

و اما باطنها فالمراد بذي‌القرنين هو اميرالمؤمنين7 كما روي عنه7 حيث قال و فيكم مثله و المراد بالسد هو التقية كما روي في اخبار عديدة.

فاذا عرفت ان المراد هي التقية في الباطن تقدر علي معرفة يأجوج و مأجوج و افسادهم لعنهم اللّه في البر و البحر و قد ظهر فسادهم فيهما و نحن في تقية من ازيد من ذلك.

و اما ظاهر ظاهرها فبعض وجوهه هو ان المراد بذي‌القرنين بقية اللّه في الارض عجل اللّه فرجه و سهل مخرجه حيث حكم له القرنان قرن الغيبة و قرن الظهور و المراد بالسد سد الناس عن رؤيته و رؤية اوليائه الذين في خدمته من النقباء العظام و المراد بيأجوج و مأجوج الذين اجّوا و فجّوا و ماجوا في ملكه و استولوا علي مملكته و تصرفوا في البر و البحر و جلسوا مجلسه و غصبوا حقه و راموا فتح سده و سيفتحون دوين ظهوره فاكلوا الثمار باشجارها و ما في الجبال باحجارها بحيث لم‏يبق لذي حق حق و وصل كل حق الي غير مستحق.

تغيرت البلاد و من عليها   و وجه الارض مغبر قبيح

ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت ايدي الناس، و اللّه رؤف بالعباد. و انت اذا تفكرت في ظاهرها علمت معني فقراتها في باطنها و ظاهر ظاهرها

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 255 *»

و ليس لي مجال التفصيل.

ثم اعلم ان برهان ذلك عمومات الكتاب و السنة و لايجب ان‏يكون البرهان آية خاصة او حديثاً خاصاً كقوله تعالي تبارك الذي نزل الفرقان علي عبده ليكون للعالمين نذيراً و كقوله9 انا المنذر و علي الهادي و كقولهم: ان ذكر الخير كنتم اوله و اصله و كقولهم نحن اصل كل خير و اعداؤنا اصل كل شر و امثال ذلك و ربما يوجد بعض هذه المعاني في بعض الاخبار الخاصة ايضاً ولكن الاشتغال يمنعني عن التفحص و التفصح.([4])

ثم اعلم ان اهل هذا الفن هم الحكماء الالهيون لا كل من دار علي رأسه دورات و انت اذا راجعت الي كلماتهم لرأيت سيرتهم و اجماعهم علي ذلك و اللازم في الاجماع اجماع اهل الفن لا اجماع الخوارج لانهم ضيَّقوا علي انفسهم بجهالتهم و ان الدين اوسع من ذلك.

قال سلمه اللّه تعالي: المسألة الخامسة ـ بينوا بالبرهان المذكور ما معني المرئي و المسمع.

اقول: ماوجدت هذه العبارة في زيارة و لا خطبة و لا حديث و الموجود صاحب المرئي و المسمع و برهان ذلك هو اللغة و معناه فيها انه يقال فلان بمرئي مني و مسمع اي بحيث اراه و اسمع صوته و معلوم انهم: شاهدون خلق السموات و الارض و خلق انفسهم فكل شي‏ء بمرئي منهم و مسمع و قد رأوه و سمعوا صوته لايخفي عنهم خافية في السماء و الارض و الدنيا و الاخرة فان اردت البرهان علي اثبات مشاهدتهم فالكتاب و السنة مشحونان به و المسلمون مجمعون علي انه9 اول ما خلق اللّه و الفرقة المحقة مجمعون علي ان آله: من جنسه اشهد ان ارواحكم و نوركم و طينتكم واحدة فهم ايضاً اول ما خلق اللّه و العقل حاكم

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 256 *»

علي ان الاول مقدم علي الثاني و الثالث و هكذا فهو محيط بما سواه و علم ما سواه علم احاطة لا علم اخبار.

قال سلمه اللّه تعالي: المسألة السادسة ـ بينوا بالبرهان المذكور ما معني اخذ سليمان7 بالنملة مطالب لم‏يكن عنده منها حظ و كيف يكون الحيوان اعلم من النبي و هكذا في حكاية موسي و خضر8 علَّمه ما لم‏يعلمه و كيف يكون النبي غير المرسل اعلم من النبي المرسل و ان طابقا في الجنسية.

اقول: الحجة لابد و ان‏يكون عالماً بالمحجوج و بما فيه و الا لم‏يكن حجة عليه لانه لم‏يعرف المحجوج و لم‏يعرف منافعه و مضاره فلم‏يقدر علي امره و نهيه فلابد و ان‏يكون المحجوج مشهوداً منه و ما نفعه و ضرّه معلوماً لديه ليأمره و ينهاه ولكن سليمان علي نبينا و آله و عليه السلام ليس حجة علي جميع الخلق و الحجة المطلقة هو نبينا و آله: و هم عالمون بما كان و ما يكون و كذلك موسي علي نبينا و آله و عليه السلام ليس مرسلاً اليه في الامر الخاص الذي علَّمه خضر7 و كان مرسلاً اليه في الاحكام التكليفية حسب و ليس بواسطة بين خضر و بين اللّه في جميع ما وصل الي خضر و لا في جميع ما وصل الي احد من خلق اللّه ولكنه مرسل في امر خاص الي امته بخلاف الحجة المطلقة فانه صلوات اللّه عليه و آله واسطة بينه سبحانه و بين ما سواه فلابد من احاطته و علمه بما سواه فلاعجب في جهل سائر الانبياء بأشياء عديدة ليسوا بمأمورين بعلمه و تأويله و تعليمه و تبليغه و انت بنفسك انسان و الانسان اعلي رتبة من جميع الحيوانات و قد رأت (ظ) اشياء لاتحصي ‏قد خفيت عنك و تقدر علي صنعة اشياء تعجز عنها و انت اعلي مرتبة من جميعها نعم لو كنت حجة عليها فيما تري و تسمع و تصنع لابد لك من العلم بها.

بالجملة لم‏يخلق اللّه سبحانه خلقاً عالماً بما كان و ما يكون الا الخلق

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 257 *»

الاول و هو محمد و آله صلوات اللّه عليهم و سائر الخلق كل واحد عالم بشي‏ء جاهل بالاشياء و جهله اكثر من علمه كائناً من كان بالغاً من بلغ.

قال سلمه اللّه تعالي: المسألة السابعة ـ استدعي من جنابكم ان‏تبين لي بالبرهان المذكور ليس في كتب غير العلماء مزبور الحواس الخمس الباطنة عددها و خواصها و افعالها و صفة ادراكها علي نحو التفصيل كما اثبتوا مشايخنا اعلي اللّه مقامهم و انار برهانهم في كتبهم علي نحو الاجمال.

اقول: الحواس الباطنة اكثر من الخمس ولكن المعروف بين الناس هي الخمس اولها الحس المشترك و ثانيتها الخيال و ثالثتها المتصرفة و رابعتها الواهمة و خامستها الحافظة.

اما الحس المشترك فهو في اول بطن المقدم من الدماغ و الخيال في آخر البطن المقدم و المتصرفة في اول البطن الثاني منه و الواهمة في آخر البطن الثاني منه و الحافظة في اول البطن الثالث و ليس في آخره حس كذا قالوا.

ولكن الحق انها غير منضبطة و هي ست بل سبع في العدد لا خمس الحس المشترك و المتخلية و المتفكرة و المتوهمة و العالمة و العاقلة و ليس لي الان مجال التفصيل و قد شرحت الحال مفصلاً في رسالة موسومة بالمشاعر فان شئت فراجع و نكتفي هنا بالاشارة لكثرة المشاغل.

فالحس المشترك هو يدرك لجميع ما ادركته الحواس الخمس الظاهرة بل ادراكاتها بواسطته اذ هو الروح الحساس الساري في كل البدن و ليس كمازعموا انه واقع في اول البطن الاول من الدماغ بل له اعضاء و جوارح علي شاكلة هذا البدن بعينه رأسه في رأس هذا البدن و يده في يده و رجله في رجله و عينه في عينه و اذنه في اذنه و شمه في شمه و ذوقه في ذوقه و لمسه في لمسه فبعينه ابصر عين البدن و بسمعه سمع اذنه و بشمه شم انفه و بذوقه ذاق لسانه و بلمسه لمس عصبه و جلده و له في نفسه ادراك و في هذه الحواس ايضاً ادراك فادراكه فيها فظاهر و لابد في ادراكه فيها من وجود شاخص خارجي

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 258 *»

فاذا واجه الي الشاخص الخارجي وقع صورة الشاخص بواسطة العين مثلاً فيه كوقوع العكس في المرآة فاذا زال الشاخص زال شبحه و عكسه لامحالة كماتراه في المرآة.

و اما ادراكه في نفسه فهو لايزول بزوال الشاخص دفعة بل يبقي فيه هيئته كادراك القطر النازل خطاً و الشعلة الجوالة دائرة و تلك الدائرة مدركة للحس ولكنها في بقائها تحتاج الي الشعلة الدنيوية كالخط فانه في بقائه يحتاج الي القطر و كذا سائر الحواس بالنسبة اليه.

اما المتخيلة فلاتحتاج الي الشاخص الخارجي بعد ادراكها و لذلك تتصور صورة زيد اليوم و قد رأيت زيداً امس فلاتحتاج الي زيد اليوم في تصورك اياه و ربما مات زيد امس و تتصور صورته احياناً بخلاف الدائرة و الخط المدركان للحس المشترك فانك تحتاج في ادراكهما الي الشعلة و القطر و بعد فنائهما لاتقدر علي ادراكهما.

و اما المتفكرة فهي من شأنها التصديق بوساطة ما تتصوره المتخيلة فالمتخيلة تتصور صورة زيد و تتصور صورة القيام مثلاً و المتفكرة تتفكر بأن صورة القيام متصلة بزيد ام لا فان وجدها متصلة تصدق بأن زيداً قائم و ان وجد منفصلة تصدق بأن زيداً ليس بقائم.

و اما المتوهمة فهي تدرك المعاني المقترنة بالصور دون الصور كالمحبة التي تدركها بين الام و ولدها و كالعداوة التي بين الذئب و الضأن فهما ليستا بصورة اذ هي اما لون او شكل او صوت او رائحة او طعم او حرارة او برودة و امثالها (ظ) و المحبة و العداوة ليستا بلون و لا شكل و لا صوت و لا رائحة و لا طعم و لا حرارة و لا برودة و لا رطوبة و لا يبوسة بل هما من المعاني ولكنهما من المعاني المقترنة بالصور اذ من هيئات الام و حركاته الملائمة التي هي من الصور تدرك المحبة و من هيئة الذئب و حركاته العنفية (ظ) التي هي الصور المرئية تدرك العداوة.

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 259 *»

و اما العالمة فهي تدرك الصور المجردة و تميز بينها كما كنت تميز علم النحو من علم الصرف مثلاً و هما ليسا بصورة مقترنة بمادة و لا بمعني مقترن بصورة بل هما صورتان مجردتان.

و اما العاقلة فهي تدرك المعاني المجردة غير المقترنة بالصور كمعني المحبة مع قطع النظر عن وقوعها بين المتحابين و العداوة مع قطع النظر عن وقوعها بين المتخاصمين.

و اما الحافظة التي عدها القوم من المشاعر البرزخية المثالية فهي بمعني الذاكرة و قد عدها اميرالمؤمنين عليه و آله صلوات المصلين من المشاعر النفسانية حيث عد قويها و قال قويها العلم و الحلم و الذكر و الفكر و النباهة فهي كلها ثابتة للنفس القدسية اللهم الا ان لها اظلالاً في المثال فلامانع لذكرها فيه و هي التي تحفظ جميع المدركات الصورية و المعنوية و المادية و المجردة فهي بهذا اللحاظ اعلي المشاعر لاستيلائها عليها و نكتفي بهذا الاجمال لكونها مفصلة في الرسالة المسماة بالمشاعر و لضيق المجال عن تفصيل الحال مكرراً.

قال سلمه اللّه: المسألة الثامنة ـ المتمني من جنابك ان‏تبين لي بالبرهان المذكور وجه التردد في قوله7 صموا([5]) الدهر الا العيدين لان الحسين قتل يوم الجمعة او الاثنين كما ذكر في الزيارة المفجعة و يستدعي ان‏تشير الي اسراره7 لان اسمه دواء و ذكره شفاء.

اقول: هذه العبارة بهذا الترتيب الذي ذكرتم ليست مروية في الكتب المعتبرة و لعلها من المعميات التي نظمها بعض المترفين المجادلين في اندية (ظ) الرجال المتعنتين لافضاح حال الجهال نعم يوجد بعض هذه العبارة في بعض عبارات الخاطبين كقولهم في شأنه7 المقتول في يوم الجمعة او الاثنين و مرادهم من الجمعة يوم عاشورا و ان اختلف فيه الروايات

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 260 *»

فبعضها دالة علي انها يوم الخميس و بعضها دالة علي انها يوم السبت و بعضها علي انها يوم الجمعة و ليس فيها انها يوم الاثنين ولكن لماكان يوم الاثنين يوم غصب خلافتهم و هو يوم تبركت به بنوامية و يوم عيدهم كما ان يوم عاشورا يوم تبركت به آل‌زياد و آل‌مروان بقتلهم الحسين7 فكان يوم عاشورا يوم قتله ظاهراً و يوم غصب الخلافة يوم قتله باطناً لانه صار سبب قتله ظاهراً بل سبب قتل جميع الائمة: و كلاهما عيدان لاعدائهم فلاينبغي لمحبيهم ان‏يصوموا فيهما لشأمتهما فقال صاحب المعمي صوموا الدهر الا العيدين لان الحسين7 قتل في يوم الجمعة او الاثنين او يوم عاشورا او يوم غصب الخلافة و سبب الترديد هو ظهور قتله يوم عاشورا و خفاء قتله يوم الغصب فالمراد بالعيدين هذان العيدان اللذان تبركت بهما بنوامية و آل‌زياد و آل‌مروان و لماكان المتبادر الي الاذهان من لفظ العيد عيد الفطر و الاضحي صار سبباً لتحير المستمعين بأنه لا مناسبة بين اول العبارة و بين اخرها و بما ذكرنا رفع التحير و الحمد للّه و ليس في هذه العبارة سر من اسراره7.

قال: المسألة التاسعة ـ نستدعي من جنابكم ان‏تبين لي بالبرهان المذكور وجه بين ثالث الثلث و بين ثالث اثنين كماقال السيد الامجد في اوائل اللوامع الحسينية و تكون من الممتحن ثالث الثلث بل ثالث اثنين الي السبع الشداد.

اقول: قال روحي لتربته الفداء عليه التحية و الثناء في الكتاب المذكور فتقطع التفاتك عن كل ماسواه و تزيل اعتبارك عن كل ما عداه و تقول كماسبق اللهم اني اخلصت بانقطاعي اليك و اقبلت بكلي عليك فيجيبك اللّه و يحبك فكان سمعك و بصرك فيقذف في صدرك نور العلم و يشرق في قلبك نور اليقين و تكون من المؤمن الممتحن ثالث الثلثة بل ثالث اثنين فتفوز بالمضاهئة و تتشرف بالمناسبة و تتقوي في طريق السداد و تشارك السبع الشداد.

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 261 *»

فاعلم انه لا تناقض بين قوله روحي لمواليه الفداء ثالث الثلثة و بين قوله بل ثالث اثنين فمراده بقوله ثالث الثلث اشارة الي حديث الشريف حديثنا صعب مستصعب لايحتمله الا ملك مقرب او نبي مرسل او مؤمن امتحن اللّه قلبه للايمان فمن صار مؤمناً ممتحناً صار ثالث الثلثة اذ كل واحد من الثلاثة باعتبار ثالث الباقي فالملك المقرب و النبي المرسل و المؤمن الممتحن ثلثة و كل واحد ثالث الباقي.

و اما قوله بل ثالث اثنين اشارة الي قوله سابقاً كان سمعه و بصره و هو اشارة الي الحديث الشريف انما يتقرب الي العبد بالنوافل حتي احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به الخ و معلوم انه سبحانه اثبت لنفسه ثالث اثنين و رابع ثلثة و خامس اربعة و هكذا في قوله ما من نجوي ثلثة الا هو رابعهم و لا خمسة الا هو سادسهم و لا ادني من ذلك و لا اكثر الا هو معهم فاذا صار العبد فانياً مضمحلاً عند سطوع نور جماله صار باقياً به فاذا كان هو ثالث اثنين صار العبد الفاني ثالث اثنين بخلاف ثالث ثلثة فانه سبحانه نفي عن نفسه ثالث ثلثة و رد علي النصاري حيث زعموا ان المسيح و امه الهين من دون اللّه و قالوا ان اللّه ثالث ثلثة.

فقوله روحي لتربته الفداء عليه التحية و الثناء تكون من المؤمن الممتحن اي تكون ثالث الملك المقرب و النبي المرسل و بقوله بل ثالث اثنين ترقي في صفته و نسبه الي ربه لا الي الملك و النبي فنسبة المؤمن اليهما نسبة الثلثية و نسبته الي ربه نسبة الفناء و الاضمحلال فلا تضاد و لا تناقض بين النسبتين و الحمدللّه.

قال سلمه اللّه تعالي: المسألة العاشرة ـ استدعي و اريد من جنابكم ان‏تبين لي بالبرهان المذكور علي نحو التفصيل وجه التردد في عيد الغدير في قوله7 بأن‏يرفع القلم ثلثة ايام من اعمال الناس و افعالهم هل (ظ) هو من عموم الناس ام الخواص فاني مارأيت في كتب المشايخ+

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 262 *»

برهاناً علي ذلك و المأمول ان‏لاتطردني من بابك فاني و حق علي بن ابي‏طالب7 من جملة المخلصين و العبيد الطالبين المسترشدين.

اقول: ليس في المقام تردد مطلقاً ولكن اذا سألت عن المراد من هذا الحديث الشريف فاعلم ان حب علي حسنة لاتضر معها سيئة و بغضه سيئة لا تنفع معها حسنة و قد ورد في ذلك اخبار متواترة مجمع عليها صحة من الخاصة بل من العامة و لماكان الغدير يوم نصبه علي الامارة و يوم الاخبار بأن حبه حب الرسول9 و حبه حب اللّه سبحانه بقوله9 من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه صار للمؤمن بذلك رحمة و غفراناً و كفارة لذنوبه في الدنيا و البرزخ و الاخرة و صار للمنكر الجاحد نقمة و عذاباً و خساراً في الدنيا و البرزخ و الاخرة فبذلك رفع القلم عن مواليه و محبيه لان حبه حسنة لاتضر معها سيئة و ليس ذلك لعامة الناس بل خاص لمحبيه و ليس مخصوصاً بمحب دون محب لعدم الترجيح و ربما يوهم بأنه مخصوص بالكاملين و الكاملون لا ذنب لهم و ذلك شفاعة محمد9 و شفاته لاهل الكبائر من امته بالنص المجمع علي صحته و قد ورد في ذلك اخبار متواترة لفظاً و معني و اجمع عليه المؤمنون بل صار ذلك من ضروريات المذهب بل من ضروريات الدين و المسلمين لان شفاعته9 من ضروريات الدين و هي مخصوصة لمحبي اميرالمؤمنين7 و لاينالها اعداؤه و لاتنال اليهم ابد الابدين.

قال سلمه اللّه تعالي: المسألة الحادية‌عشرة ـ بينوا بالبرهان المذكور العدد الكبير و الصغير و الوسيط و الفرق بينها.

اقول: المراد بالعدد الكبير هو عدد الحروف بحساب الجمل فعدد ولي اللّه مثلاً مائة و اثناعشر.

و المراد بالوسيط عدد بسط حروفه هكذا واو، لام، يا، الف، لام، الف، لام، ها. فصار عدد هذه الحروف اثنين و عشرين حرفاً فالاثنان و العشرون

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 263 *»

عدد الوسيط لولي اللّه.

و المراد بالعدد الصغير ان‏تسقط من العدد الكبير عدد البروج الاثني‏عشر فما بقي بعد الاسقاط و الطرح هو العدد الصغير فاذا اسقطت من المائة و الاثني‏عشر اثني‏عشر بقيت اربعة اعداد. فالاربعة هو العدد الصغير لولي اللّه فذلك من القواعد الجفرية و اصطلاحاته و لها براهين في ذلك الفن مذكورة في كتب المشايخ+ بما لا مزيد عليه.

قال سلمه اللّه تعالي: المسألة الثانية‌عشرة ـ بينوا جنابكم الزبر و البينة و فرقهما.

اقول: المراد بالزبر و البينات في الاعداد هو ان‏تأخذ عدد تمام حروف الحرف فالالف حرف و لها ثلثة احرف الالف و اللام و الفاء فعدد الالف واحد و عدد اللام ثلثون و عدد الفاء ثمانون فصار عدد زبر و بيناتها مائة و احدعشر.

و اما المراد بالبينة فان تحذف من الحرف نفسه و تأخذ عدد باقي الحروف ففي الالف مثلاً تحذف الالف نفسها و تأخذ عدد لف فصار عددهما مائة و عشرة فذلك هو بينة الالف فقس عليها باقي الحروف في زبرها و بيناتها فالواو زبرها و بيناتها ثلثة‌عشر و بيناتها سبعة و الهاء زبرها و بيناتها ستة و بينتها واحدة و هكذا ساير الحروف.

قال سلمه اللّه تعالي: الثالثةعشرة ـ استدعي من جنابكم ان‏تبين لي بالبرهان المذكور وجه ترقي الاحاد الي العشرات و هكذا الي المئات و الالوف و فرقها و وجه ترقي العشرات الي الاحاد كما قال السيد الامجد­ في سير السلوك في مقام.

اقول: اما معني الترقي فهو ان‏تتكرر الواحد الي العشرة و الاثنين الي العشرين و الثلثة الي الثلثين و هكذا الي التسعة الي التسعين و العشرة الي المائة و العشرين الي المأتين و الثلثين الي الثلثمائة و هكذا.

اما وجه الترقي فاعلم ان للحروف و الكلمات آثار كآثار الادوية

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 264 *»

و العقاقير و الاغذية فكما ان الدارصيني مثلاً يسخن البدن و يقوي الفهم و الحفظ و كلما شربته اكثر يصير اثره اقوي و اشد كذلك الكلمات و الحروف كلما كررتها يصير آثارها اكثر و اقوي و لذا قال اللّه سبحانه اذكروا اللّه ذكراً كثيراً فالذكر الكثير يكون آثاره كثيرة و الذكر القليل يكون آثاره قليلة فاقل مراتب التأثير هو الاحاد و اكثرها الالوف فاذا ذكرت الوهاب مرة يهب لك ولكنه قليل لايغنيك فاذا ذكرته بعدد حروفه الاربع يهب لك ازيد و اذا ذكرته بعدده الكبير اربع‏عشرة يهب لك ازيد فاذا رفعت عدد آحاده الي العشرات و عشراته الي المئات مائة و اربعين مرة يهب لك ازيد و هكذا فهذا وجه التكرار في الاذكار و ترقيها من الاحاد الي العشرات و منها الي المئات و منها الي الالوف.

و اما الذي كتبته من ترقي العشرات الي الاحاد فليس كذلك بل الموجود في الكتاب المذكور تنزيل العشرات الي الاحاد و معناه انه اذا كان عدد الذكر عشرة مثلاً فاذكره مرة واحدة و هكذا فنزل العشرين الي الاثنين و الثلثين الي الثلثة و هكذا الي التسعين فالي التسعة.

و اما وجهه فلضيق المجال او الاشتغال بامور مهمة او لكسالة الحال و امثال ذلك فان في تلك الاحوال لايمكن التوجه الي اللّه المتعال اذ ماجعل اللّه لرجل من قلبين في جوفه فمادام الانسان متوجهاً الي غير اللّه سبحانه لايجوز التكلم معه كمن ادبر عن السلطان و تكلم و ذلك استهزاء و معصية و لايزيد الذاكر الا خساراً ففي امثال تلك الاحوال يناسب قليل الذكر.

قال سلمه اللّه تعالي: المسألة الرابعة‌عشرة ـ بينوا جنابكم بالبرهان المذكور في حديث الخاتم الذي اعطاه اميرالمؤمنين7 السائل في حالة السجود هل هو سائل في الحقيقة ام لا؟

اقول: ليس ذلك حال السجود بل كان حال الركوع كماقال سبحانه يؤتون الزكوة و هم راكعون و السائل سائل في الحقيقة ولكن السائل سائل

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 265 *»

للخاتم لا الخبز و احتاج الي الخاتم لا الي الخبز فلاينافي اذا ورد انه هو الخضر7 او غيره فاي شخص كان كان محتاجاً الي الخاتم لامور و آثار و اسرار.

قال سلمه اللّه تعالي: المسألة الخامسةعشرة ـ بينوا جنابكم بالبرهان المذكور قول السيد الامجد في اول شرح الخطبة مادة الحمد بيان الشكل المربع و صورته شرح شكل المثلث فعند الجميع هو السبع المثاني و القرآن العظيم فاستنطق منه الي آخره.

اقول: قوله سلمه اللّه تعالي الي آخره ان اراد الي آخر الكتاب فلعمري لقد اجاد في طلب الشرح لان جميع عباراته من المشكلات و الرموز التي لايطلع عليها غير اهله و هم لايعلمون ظاهرها فضلاً عن باطنها و اهله لايحتاج الي شرح فلعمري لست من فرسان هذا الميدان و ان اراد شرح ما ذكره حسب فليت شعري انه لم‏اكتفي به دون غيره و هو اعلم بمقصوده.

بالجملة ان اراد شرحه علي الحقيقة فليعلم ان شرحه تمام ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه و ان اراد الاشارة فليعلم ان الحمد المذكور في الخطبة المذكورة ثناء صدر من صاحبه الذي قال انا صاحب الازلية الاولية و هو الذي كان بكينونة اللّه سبحانه غير مكون بشي‏ء غيره و غيره انما كون به و بظهوره و معلوم ان اول شي‏ء صدر من الكينونة هو المشية التي بها صارت الموجودات موجودات فلها في نفسها عند تزييل الفؤاد لما عرف في متعلقاتها اربع مراتب الاولي مقام النقطة و الثانية الالف اللينة و الثالثة الحروف و الرابعة الكلمة و لكل واحد من تلك المراتب اعلي و اسفل و اوسط فبذلك صار مثلث الكيان مربع الكيفية فصارت المجموع سبعاً و قد لوحظ في كل واحد منها جهة من نفسه و جهة من ربه فصارت المجموع اربعةعشر فصار سرها سارياً في جميع الموجودات.

و تلك الاسرار هي وجوه ذلك الرأس الرئيس صلوات اللّه عليه و آله فهو

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 266 *»

في نفسه فرد و في صفته مربع اي ذو اربعة اضلاع و في ظهوره بكل صفة من صفاته ثلث مراتب كما اشرت اليه فكل ضلع مثلث و لها جهات من الربوبية و العبودية فلذلك صار كل شي‏ء من الاشياء مثلث الكيان مربع الكيفية اذا جمعت صارت سبعة اكمل الاعداد حاوية اول الازواج و الافراد و اذا القيت عليها الارواح صارت اربعةعشر عدد اليد التي هي القدرة علي التصرف و الجواد المعطي و الوهاب يهب كيف يشاء فاذا ضربت الكيان في الكيفيات حصلت الاثناعشر عليها تدور شمس الاقدار في الليل و النهار و القمر الاقمار في ادراك الاشجار و ايناع الثمار في جميع الادوار و الاكوار باذن الملك الجبار له الامر و الخلق في الجبروت و الملكوت و الملك لمن الملك اليوم للّه الواحد القهار و هو الوجه الباقي للفرد الاحد ذي الجلال و الاكرام.

بالجملة و قد سري سره في الاعلان و الاسرار حتي تجلي للفرقان بين الصحة و البطلان و الحق و الباطل و الظلمات و النور و الظل و الحرور و الخفاء و الظهور و الاحياء و الاموات و الكفر و الايمان و الشك و الايقان و الانكار و الاذعان و العهود و الايمان في جميع الاكوان و الاعيان و الكون و الامكان و الشرع و الاكوان فظهرت المثاني و القرآن العظيم و النبأ العظيم و العظيم هو العظيم الذي هم فيه مختلفون لاختلاف الباب الذي ابتلي به الناس باطنه فيه الرحمة و الايتلاف و ظاهره من قبله العذاب عذاب الاختلاف و نحن اوقعنا الخلاف بينكم و لايزالون مختلفين الا من رحم ربك بباطنه الجاذب لصفة التوحيد و نعت التفريد حتي تجلت في ام الكتاب المثني في كل صلوة لها سبع آيات لكل منها ظهر و بطن فصارت مثني حتي ظهر في كلمة الحمد و هو الدال لا شي‏ء سواها.

فصارت مادتها المربع الذي هو المقدم في الوجود المؤخر في الشهود و قويها اربع دارت الافلاك علي الارضين و نزلت الاملاك الي اسفل سافلين من اعلي عليين عليها بحيث لم‏يوجد سواها الخلق و الرزق و الموت و الحيوة

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 267 *»

و الدال دليل عليها كلها فلذا صارت سارية في كل الموجودات و الميم هي الدال في المرتبة الادني لا شي‏ء سواها و الحاء هي الدال المتكررة و هي الثمانية تبني علي ما بعدها هما الدالان و هما دال واحدة في مرتبتين في الاحاد و العشرات و الدال واحدة و الواحد هو الاحد وجوداً و شهوداً و هو الالف المبنية و هي المائة و العشرة و هو العلي العظيم فالميم هي الدال المتأخرة في الوجود المتقدمة في الشهود و هي الصاد في الباطن فان بسطها صار هكذا ميم و صارت تسعين و هي الصاد فاذا تصدر الدالان بالصاد صار صمداً و اذا تصدر بالحاء التي هي الحاكية صار حمداً ولكن الصاد في مقام الاتصال قد ادغم فيها الالف و اللام و ظهرت هي بنفسها و استقلت فمادلت علي الغير بخلاف التي ظهرت فيها الالف و اللام فصارت حاكية للغير الذي لا غير سواه فناسب الكلام هذه الكلمة اللطيفة الظريفة الشريفة الحمد صلوات اللّه عليه و آله.

و من العجائب ان الدال هو دال و الف و لام و الالف و اللام تأخرتا لتقدمها عليها فلما وقعت بنفسها متأخرة في الكلمة العلية خلعت المتقدم عليها علي الحاء الحاكية لها علي الوضع الاولي فصارت الحمد الحمدللّه فصار الحمد ثلث دالات علي ما عرفت تدل علي اللام التي هي القلب للولي المطلق التي قلبها الالف و ختمها الخاتم و هو الميم ظاهره الامامة و باطنه الغيب الممتنع الذي لايدرك.

قال سلمه اللّه تعالي: المسألة السادسةعشرة ـ يستدعي جناب الاميرزاده محمد ميرزا ابن نايب‏السلطنة ادام اللّه اجلالهما ان‏يبين جنابكم بقدر الميسور لوثوقه عليكم تركيب هذا الحديث الحمام يوم و يوم لايكثر اللحم.

اقول: اعلم ان الالفاظ قد وضعت لافادة المعاني و هي المقصود بالذات و الالفاظ مقصودة بالعرض و لولا المعاني لماخلقت الالفاظ للزوم اللغو فعلي هذا لو ظهرت المعاني بالالفاظ مختصرة حصل المطلوب فاذا اتي بها

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 268 *»

زايداً عن المطلوب يصير لغواً فلذلك حذفت الالفاظ في كثير من المواقع لظهور المعني بالقرائن كما اذا سئل أجاء زيد قيل نعم و لم‏يقل نعم جاء زيد لان كلمة نعم في الجواب دلت علي الفعل و الفاعل معاً فالاتيان بهما لغو فقيل نعم حسب لتمام الافادة اللهم الا ان‏يؤتي بهما في مقام الريب و الشك و التأكيد و امثالها.

فاذا علمت ذلك فاعلم ان هذه العبارة المسئول عنها لها تقديرات حذفت للاستغناء عنها بالقرائن فليس المراد من الحمام المكثر اللحم بناؤه و ذلك ظاهر ان‌شاءاللّه فالمقصود دخوله فصار التقدير دخول الحمام و كذا يوم و يوم لا لهما تقدير لان نفس اليوم ايضاً لا مدخلية له فصار التقدير دخول الحمام يوم يكون فيه و يوم لايكون يكثر اللحم و ضمير يكون راجع الي الدخول و الضمير المجرور راجع الي اليوم فالدخول مبتدأ و يكثر خبره و اللحم مفعول لفاعل يكثر و هو المبتدأ و الجملة المتوسطة صفة للمبتدأ او حال له فلما حذف المبتدأ المضاف اقيم المضاف اليه مقامه.

قال سلمه اللّه تعالي: المسألة السابعةعشرة ـ استدعي من جنابكم ان‏تبين لي بالبرهان المذكور ما معني قوله فاضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتاعشرة عيناً كما اثبت مشايخنا+ و قصرت انا من فهمها.

اقول: اما ظاهرها فظاهر لانها نزلت في حكاية موسي بن عمران علي نبينا و آله و عليه السلام.

و اما باطنها فالمراد من موسي محمد9 لقوله9 اما النبيون فانا و اما الصديقون فاخي علي و المراد من عصاه هو اميرالمؤمنين7 فان العصا ما يتوكؤ عليه و يهش به علي الغنم و لي المآرب الاخر كماقال موسي اتوكؤ عليها و اهش بها علي غنمي و لي فيها مآرب اخري فهي مقام التأثير في الغير و الاتكاء للنفس و لعلك علمت ان اللّه سبحانه لم‏يخلق فرداً قائماً بذاته دون غيره للذي اراد من الدلالة

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 269 *»

عليه كماقال الرضا7 فلماخلق اللّه سبحانه محمداً9 لم‏يخلقه فرداً قائماً بذاته بل خلقه علي صورته فيكون ظهوره بصورته و قيامه بها قيام ظهور و لولا صورته لماظهر و لولا ظهر لمااثر في الغير كما رأيت ان الحرارة صورة الجسم الحار و لولا صورته لم‏يؤثر الجسم تأثير الحرارة فللموجود الاول ايضاً رتبتان الغيب و الشهادة و المادة و الصورة الا ان غيبه محمد و شهادته علي8 و قد قام الغيب بالشهود قيام الظهور و هما متساوقان كل واحد منطبق علي الاخر كماروي في حديث مفضل حيث روي عنه9 انا و علي كهاتين و جمع سبابتيه اشارة الي هذا المعني و كما لولاك لماخلقت الافلاك و لولا علي لماخلقتك.

و المراد بالحجر هو مقام قبول التأثير بحيث يثبت عليه النقش و لايمحي لتحجره و ثباته و دوامه و هذه الثلثة متساوية ايضاً كما رأيت ان الفاعل فاعل حين فعل و فعل فعله و فعله فعله اذا اثر و الاثر مفعوله كما قلت زيد قام قياماً فزيد قائم حين قام و قام قام حين القيام و هذه الثلثة متساوية و لايعقل تخلف شي‏ء منها عن الاخر فاذا قام محمد قام في علي و علي اثر في القيام و هو القيامة فهذه الثلثة كلها في المقام الاعلي و الخلق الاول و هم اول الافراد لخلق الازواج بعد ذلك فلذا قال9 اما النبيون فانا و اما الصديقون فاخي علي و الثالثة لازمة للاثنين لان كل واحد منهما غير الاخر و لو من حيث و الغيرية شي‏ء حاصل بينهما تابع لهما هي الثالثة فكلها في عالم السرمد باعتبار او الجبروت باعتبار آخر.

فاذا امر الامر الكلي الفعل الكلي اثر في المفعول المطلق الكلي فصار الاول اولاً فلماتفصلت في عالم الفصل تفصلت باربع‏عشرة لما مضي من اجتماع الكيان الثلثة و الكيفيات الاربع فصارت سبعة و في اتصال الابدان بالارواح صارت السبعة مثاني فصارت في عالم التفصيل اربع‏عشرة كل

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 270 *»

واحد غير الاخر فالثلثة الاولي في الاجمال و الاتحاد و الاربع‏عشر في التفصيل و التفريق و ابوهم كلهم محمد و علي و امهم كلهم فاطمة صلوات اللّه عليهم فلذا صارت3 ام ابيه9 ولدت امي اباها ان ذا من عجباتي.

ولكن لماكان الفعل مضمحلاً في جنب الفاعل و الظاهر المستقل هو الفاعل و المفعول صار محمد9 اباً و فاطمة اماً فانفجرت منه اثنتاعشرة عيناً فصارت اثنتاعشرة اولاداً لفاطمة و لذا صارت ام علي فاطمة ايضاً و هذا هي اصل الفواطم و امها في مقام الاطلاق و الفواطم كلها آثار لحقيقة فاطمة و هذه هي المرادة من الحجر الذي انفجرت منه اثنتاعشرة عيناً و فاطمة الصديقة صلوات اللّه عليها و علي ابيها و بعلها و اولادها الطيبين ظهور من([6]) و قد انفجرت منها احدي‏عشرة عيناً صلوات اللّه عليهم و قد تكفل بذلك كله كتب المشايخ+ فان لم‏تبلغ اليها فذلك لعظم المطالب و دقتها لا لشي‏ء آخر.

قال سلمه اللّه تعالي: المسألة الثامنةعشرة ـ المتمني من جنابك ان‏تبين بالبرهان المذكور ما معني قوله تعالي و لقد ارسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصناهم@ عليك و منهم من لم‏نقصص و يفهم من هذه الاية ان بعد النبي9 يمكن نبياً كيف يمكن و قال9 لا نبي بعدي.

اقول: لايفهم من هذه الاية انه يمكن ان‏يأتي بعده9 نبي الا انه قد حكي اللّه سبحانه في ظاهر كتابه بعضهم و لم‏يحك عن بعض و لايفهم من الاية المذكورة غير ذلك و خاتمية الخاتم9 من ضروريات الاسلام فضلاً عن الكتاب و السنة.

قال سلمه اللّه: المسألة التاسعةعشرة ـ متمني منك الجواب و ان لم‏كن اهلاً للخطاب ان‏تبين بالبرهان المذكور ما معني قول الشيخ الاوحد في السلسلة الطولية في الكون و في الشرع و قول جناب الاقا روحي لتربته

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 271 *»

الفداء في الشرع لا في الكون و ان كان هذان القولان في الحقيقة صحيحين ولكن قصرت انا عن فهمهما.

اقول: سلسلة الطول تجري في جميع الاشياء كائنة ما كانت حتي في الاعراض و الاشباح فضلاً عن الكون و الشرع الاقا روحي لتربته الفداء و عليه التحية و الثناء اراد شرح ذلك فلما وقف عليه الواقفون زعموا انه انكر السلسلة المذكورة في الكون لانه يوجد في كلامه­ متشابهات كما يوجد في كلمات ساير المشايخ+ و كما يوجد في كلمات الائمة: و في كلمات اللّه سبحانه كماقال منه آيات محكمات هن ام الكتاب و اخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و مايعلم تأويله الا اللّه و الراسخون في العلم.

و تلك المتشابهات هي الفاظ الكون و الشرع فلربما استعمل الكون و اراد ما يقابل الشرع المعروف و الشرع كذلك و ربما استعمل الكون و اراد منه ما هو صالح لقبول الصورة و استعمل الشرع في مقابله و لم‏يرد الشرع المعروف الذي هو مناط السعادة و الشقاوة بل اراد من لفظ الشرع الصورة التي هي مناط امتياز الاشياء بعضها عن بعض و ربما استعمل الكون و اراد امكانات الاشياء المذكورة في المشية بذكر النفي و استعمل الشرع في مقام كونها في اماكنها و ربما استعمل الكون في مقام نسبة الموجودات الي المشية و استعمل الشرع في مقام نسبة الموجوات بعضها الي بعض و هكذا فاذا ورد عليها الوارد الجاهل زعم منها ما زعم و ليس ذلك مراده­ فهذا الجاهل لايخلو ان‏يكون مسلماً فيتحير او يكون معانداً للحق و اهله فيتمسك و يتصرف كمافعل الاولون و كم ترك الاول للاخر.

بالجملة فلماشرع في التفصيل و الشرح و البسط قال ان كل اثر له مؤثر خاص و لابد لكل اثر مشابهة لصفة مؤثره فليس البرودة مثلاً اثر النار و لا الحرارة اثر الماء و امثال ذلك و من ذلك قال ليس الكون اثراً للشرع

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 272 *»

و بالعكس بل الاكوان آثار للكون العالي كما ان الشرايع آثار للشارع العالي فلما كان الاناسي و ساير الطبقات اكوان و شرايع قال ليس اكوانهم آثار الشارع بل شرائعهم آثار([7]) و قد فصل في ذلك تفصيلاً بأن اثر الشي‏ء اثره دائماً و لايمكن ان‏يصير اثر شي‏ء كقيام زيد اثر شي‏ء آخر كقيام عمرو و تري مشاهدة ان سحرة آل فرعون اصبحوا كافرين و كانوا من آثار فرعون و امسوا مؤمنين و صاروا من شعاع موسي7 فليس اكوانهم من آثار فرعون و لا من شعاع موسي7 اذ لو کان اکوانهم من آثار فرعون يمتنع ان‏يصيروا من آثار موسي7 و لو كان اكوانهم من آثار موسي لامتنع كونهم اثراً لفرعون لامتناع ان‏تصير اثر شخص اثر غيره فكان كفرهم من آثار فرعون و ايمانهم من آثار موسي لا اكوانهم و قال ان هذه السلسلة الطولية النورانية التي في مقابلها السلسلة الطولية الظلمانية يكون في الشرع المعروف الذي هو مناط النور و الظلمة و الايمان و الكفر و الطاعة و العصيان.

الم‏تر ان الشيخ الاوحد­ فرق بينهما و جعلهما متقابلين فقال ان مؤمني الاناسي آثار للانبياء: و مؤمني الجن آثار لمؤمني الانس و الملائكة آثار لمؤمني الجن و الحيوانات الطيبة آثار للملائكة و النباتات الطيبة آثار لطيبات الحيوان و الجمادات الطيبة آثار لطيبات النباتات و قال­ الشيخ الامجد ان كفار الاناسي آثار لرؤساء الضلال و كفار الجن آثار لكفار الانس و الشياطين آثار لكفار الجن و الحيوانات الخبيثة آثار للشياطين و النباتات الخبيثة آثار للحيوانات الخبيثة و الجمادات الخبيثة آثار للنباتات الخبيثة و هؤلاء الخبيثات للخبيثين و اولئك الطيبات للطيبين كما روي نحن اصل كل خير و من فروعنا كل بر و اعداؤنا اصل كل شر و من فروعهم كل قبيح و فاحشة و هذه الخباثة من عكوس الطيب

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 273 *»

الذي في السلسلة النورانية.

فقال­ في شرح عبارة الشيخ الاوحد الامجد ان لتلك المراتب سواء كانت عليينية او سجينية اكوان هي مناط التكليف و يمكن لتلك الاكوان ان‏يكونوا مؤمنين بالاجابة الشرعية التي هي مناط الطيب و يكونوا كافرين بالمخالفة الشرعية التي هي مناط الخبث و ليس للاكوان قبل الشرع خبث و لا طيب كالخشب ليس طيباً و لا خبيثاً فاذا صنع علي الصورة الضريحية صار طيباً و اذا صار علي الصورة الصنمية صار خبيثاً و يمكن خلع الصورة الضريحية عنه و تصويره بصورة الصنم و بالعكس كما يمكن ان‏يصير المؤمن كافراً و بالعكس كماوقع و يقع في كل زمان فهذه الاكوان ليست بنفسها في مقام الشرع و الخبث و الطيب و ليست من آثار الطيبين بل اذا قبلت الطيب صارت طيبة و اذا لم‏تقبل صارت خبيثة فتلك الاكوان كانت آثاراً للكون العالي و الكون العالي هو كون الشارعين لا شرعهم فالاشياء اكوانهم آثار كون العالي و شرائعهم آثار شرع العالي و ليست شرائعهم آثار كون العالي كما ان اكوانهم ليست بآثار شرع العالي و ليس في ذلك ريب (ظ) و لا ارتياب ولكن الناس لا خير فيهم و لو علم اللّه فيهم خيراً لاسمعهم و لو اسمعهم لتولوا.

فهذا احد المواقع التي تمسك به المتشبهون المتشابهون في موقع الاخر في نسبة الاشياء كلها الي المشية سواء كانت اثراً او مؤثراً او ذاتاً او صفةً او جوهراً او عرضاً او اصلاً او فرعاً و امثال ذلك فقال­ ما معناه ان الاثرية و المؤثرية في عرصة الامتياز و الا لم‏يكن الاثر اثراً و المؤثر مؤثراً و في عرصة نسبة الاشياء بعضها الي بعض و لا في عرصة ليست فيها صورة و امتياز بينها فسمي عرصة الامتياز شرعاً و سمي عرصة عدم الامتياز كوناً و هذا الشرع غير الشرع المعروف الذي هو مناط الكفر و الايمان بل هذا الشرع هو الشرع الذي (ظ) هو مناط التصور و قد سبق في هذا الاستعمال

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 274 *»

سابق المشايخ+ فقال ما معناه انه ليس في الاكوان سلسلة و انما السلسلة في عرصة الامتياز و الشرع اي الشرع الكوني فتمسكوا بذلك ايضاً في عنادهم بألسنة حداد نعوذ باللّه فانك ان كنت من الطالبين للحق فالحق ان السلسلة الطولية واقعة بين الاشياء بأسرها اكوانها و اعيانها و شرايعها و افعالها و فوق كل متعدد واحد لامحالة هو آية الواحد سبحانه و لايعقل ان‏يكون مقاماً فيه المتعددون و لم‏يكن فوقهم مؤثر واحد ما من نجوي ثلثة الا هو رابعهم و لا خمسة الا هو سادسهم و لا ادني من ذلك و لا اكثر الا هو معهم و هذه الضماير الغائبة الي الواحد الفرد الصمد و كلها آياته و علاماته لا فرق بينها و بينه الا انهم عباده و خلقه و هذا القدر من البيان كاف لمن كان له عينان و من لم‏يجعل اللّه له نوراً فما له من نور.

قال سلمه اللّه: المسألة العشرون ـ استدعي من جنابك ان‏تبين لي ان اعطي زيد عمراً مبلغاً للصوم و الصلوة و مااستطاع من ادائهما قط فبقي في ذمته فهل يمكن العوض عنهما بشي‏ء آخر ام لا و ان‏تبين ذلك في حق المؤمن و الكافر.

اقول: هذا آخر مسائله سلمه اللّه تعالي و قد نقلت بعض عبارات هذه المسألة الاخيرة بالمعني لما فيها من الاغلاق فاقول لايجوز العوض عن الصوم و الصلوة و لابد في الاتيان بهما ان كانا عن الميت المؤمن و ان لم‏يكن مؤمناً و كان كافراً لايجوز الصوم و الصلوة له ماكان للنبي و الذين آمنوا ان‏يستغفروا للمشركين و لو كانوا اولي قربي من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم.

و السلام عليكم و صلي اللّه علي محمد و آله الطيبين و لعنة اللّه علي اعدائهم اجمعين.

و قد فرغت منها في عصر يوم الجمعة السابع من شهر جمادي‌الثانية من شهور سنة 1290 (ظ) حامداً مصلياً مستغفراً.

 

 

([1]) فلاينتفع ظ.

([2]) في ظ.

([3]) و ذلك. ظ

([4]) التصفح. ظ

([5]) صوموا. ظ

([6]) منها او من تلك الحقيقة. ظ

([7]) آثاره. ظ