اجوبة مسائل
العالم العامل محمد حسن السمناني
رحمةالله
من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی
مولانا المرحوم الحاج محمد باقر الشریف الطباطبایی اعلی الله مقامه
«* الرسائل جلد 4 صفحه 184 *»
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه رب العالمين و الصلوة و السلام علي محمد و آله الطاهرين و لعنة اللّه علي اعدائهم ابد الابدين.
و بعد يقول العبد القاصر محمد باقر غفر اللّه له و لجميع المؤمنين و المؤمنات انه قدارسل الينا العالم الباذل الفاضل العامل المؤتمن المولي محمد حسن السمناني حفظه اللّه تعالي مسائل و طلب مني شرحها واشتغلت بمطالب مهمة لميسعني المبادرة الي الجواب الي ان فرغت منها و الحمدللّه فوصل النوبة الي امتثال ذلك الجناب فعنونت كل مسألة منه بقال سلمه اللّه و بياني بأقول و باللّه المأمول بوساطة آل الرسول صلوات اللّه عليهم.
قال سلمه اللّه تعالي: ان لي سؤالات استدعي منكم سلمكم اللّه تعالي الجوابات الكافية و البيانات الوافية التي تشفي العليل و تروي الغليل تكون عيداً لاولنا و آخرنا و آيات لنا لخصمنا و عدونا.
السؤال الاول: قدورد في الحديث الذي رواه في الصافي في ذيل الاية المباركة سبحان الذي اسري بعبده الاية ثم رأيت ملكاً جالساً علي سرير تحت يديه سبعون الف ملك فوقع في نفس رسول اللّه9 انه هو فصاح به جبرئيل فقال قم فهو قائم الي يوم القيامة بينوا سلمكم اللّه ان مرجع ضمير هو ما هو و ما المراد بالجلوس.
اقول: مرجع الضمير هو الذي عرج لرؤيته بدليل قوله تعالي لقد رأي من آيات ربه الكبري و بدليل قوله تعالي سبحان الذي اسري بعبده ليلاً من المسجد الحرام الي المسجد الاقصي الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا فلما
«* الرسائل جلد 4 صفحه 185 *»
اسري به الي السماء لاراءة الايات و لرؤية الاية الكبري و وصل الي ملك جالس علي سرير تحته سبعون الف ملك وقع في نفسه9 ان ذلك الملك الجالس هو الاية الكبري التي عرج لرؤيته لما به من العظمة و السلطنة علي سبعين الف ملك فلما علم جبرئيل ما وقع في نفسه9 صاح به و قال قم فقام و هو قائم الي يوم القيامة للخضوع للاية الكبري و انباء منه بانه من خدام الاية الكبري.
و تلك الاية حقيقة اميرالمؤمنين عليه و آله صلوات المصلين لقوله7 اي نبأ اعظم مني و اية آية للّه اكبر مني و لاجل ذلك سمع9 في مقام قاب قوسين صوت علي7 و رأي يده مادة الي الطعام الذي اكل منه رسول اللّه9 فقال9 يا رب اني اسمع صوت علي و اري يده فنودي بان صوت علي احب الاصوات عندك فكلمتك بصوت علي و يده احب الايدي اليك فتري يده و تسمع صوته لتأنس به.
و سر ذلك ان صوت الاية هو صوت ذيالاية و كل ما ينسب الي الاية ينسب الي ذيالاية كماتري ان القائم في زيد القائم هو صفة زيد و آية و علامة له فيكون صوته صوت زيد و يده يد زيد و كل ما ينسب اليه ينسب الي زيد الا انه صفة زيد و زيد موصوفه و الصفة صادرة عن الموصوف لاتملك لنفسها نفعاً و لا ضراً و لا موتاً و لا حيوة و لا نشوراً قال7 في دعاء رجب لا فرق بينك و بينها الا انهم عبادك و خلقك فتقها و رتقها بيدك بدؤها منك و عودها اليك و قال7 فيه ايضاً بمقاماتك و علاماتك التي لاتعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك و قال7 فيه ايضاً فبهم ملأت سماءك و ارضك حتي ظهر ان لا اله الا انت مطابقاً لقوله تعالي سنريهم آياتنا في الافاق و في انفسهم حتي يتبين لهم انه الحق او لميكف بربك انه علي كل شيء شهيد و قال صلوات اللّه عليه و آله يا سلمان و يا جندب ان معرفتي بالنورانية هي معرفة اللّه عزّوجلّ و معرفة اللّه عزّوجلّ معرفتي و في الزيارة
«* الرسائل جلد 4 صفحه 186 *»
الجامعة الصغيرة التي هي اصح من الكبيرة عند العلماء السلام علي الذين من عرفهم فقد عرف اللّه و من جهلهم فقد جهل اللّه و في الكبيرة من اراد اللّه بدأ بكم و من وحده قبل عنكم و من قصده توجه بكم.
بالجملة و لاتزعم شرافة اميرالمؤمنين علي اخيه9 لانه بنفسه قال انا عبد من عبيد محمد9 ولكن لكل واحد منهما صلوات اللّه عليهما و آلهما ظاهر و باطن و غيب و شهادة في جميع المراتب و باطن الولي اشرف من ظاهر النبي9 في كل مقام و ان كان باطنه اشرف من باطن الولي كما ان ظاهره اشرف من ظاهر الولي و قد كفي لاهل البشارة ادق الاشارة لاتغني الايات و النذر عن قوم لايؤمنون و اما المراد بالجلوس علي السرير هو الظهور في السلطنة علي من دونه.
قال سلمه اللّه تعالي: السؤال الثاني: ورد ايضاً في ذلك الحديث بعد اسطر و رأيت في السماء السابعة بحاراً من نور يتلألأ و يكاد تلألؤها يخطف بالابصار و فيها بحار مظلمة و بحار ثلج ترعد الي ان قال9 فقال جبرئيل7 يا محمد تعظم ما تري ان بين اللّه تعالي و بين خلقه سبعون الف حجاب و اقرب الخلق الي اللّه انا و اسرافيل و بيننا و بينه اربعة حجب حجاب من نور و حجاب من ظلمة و حجاب من الغمام و حجاب من ماء الحديث.
اقول: لو صرحت بموضع اشكالك لارحتنا عن كثير من الاحتمالات فلابد لنا من الاشارة الي كل فقرة فاعلم ان السماء السابعة هي فلك زحل و هو كوكب اميرالمؤمنين7 و ساير الاوصياء المرضيين باب باطنه فيه الرحمة و ظاهره من قبله العذاب نعمة اللّه علي الابرار و نقمته علي الفجار و له و لكل فلك روح و جسم و له طبقات عديدة كما لايخفي عليك و علي اهل علم الهيئة فلكل طبقة من طبقاته حجاب من الحجب فالروحانية التي
«* الرسائل جلد 4 صفحه 187 *»
في كل طبقة هي النورانية و الجسمانية التي في كل طبقة هي الظلمانية و كل واحد منهما بحر من البحار فالبحار النورانية هي البحار الروحانية و البحار الظلمانية هي البحار الجسمانية.
و اما المراد من بحار الثلج فهو طبعه البارد و اليابس العاقد للرطوبات كماتري من تأثير نظراته من الثلوج و البرودات و اليبوسات.
و اما المراد باقرب الخلق الي اللّه فاعلم انه ليس الاقرب اشرف و الاشرف هو الجامع الاتري ان منتهي الشيء الي شيء هو اقرب الي ذلك الشيء و ليس باشرف من ذلك الشيء لانه طرفه و منتهاه و ذلك الشيء اصل و طرفه فرعه.
و اما المراد من الحجب الاربعة بينهما و بينه حجاب المادة النوعية و الصورة النوعية و المادة الشخصية و الصورة الشخصية فعبر عن المادة النوعية بالنور لانه جهة الرب و الصورة النوعية بالظلمة لانها مقام الماهية و الانية و المادة الشخصية بالغمام لان الغمام هو مستودع الماء و المادة الشخصية هي مستودع الشخصية و الصورة الشخصية كالودق الخارج من السحاب.
قال سلمه اللّه تعالي: السؤال الثالث: في الكافي و غيره عن الصادق7 انه سئل كم عرج رسول اللّه صلي اللّه عليه و آله و سلم فقال مرتين الي آخر الحديث بينوا التفسير و التأويل من بدايته الي نهايته شكر اللّه مساعيكم و الحديث مذكور في غير واحد من الكتب المعتبرة.
اقول: ان الحديث الذي اشار اليه هو ما روي عن الصادق7 انه سئل كم عرج برسول اللّه9 فقال مرتين فأوقفه جبرئيل7 موقفاً فقال مكانك يا محمد وقفت موقفاً ماوقفه ملك و لا نبي ان ربك يصلي فقال يا جبرئيل و كيف يصلي قال يقول سبوح قدوس انا رب الملائكة و الروح سبقت رحمتي غضبي فقال اللهم عفوك عفوك قال و كان كما قال اللّه قاب قوسين او ادني قال ما بين سيتها الي رأسها قال فكان بينهما حجاب
«* الرسائل جلد 4 صفحه 188 *»
يتلألأ بخفق و لااعلمه الا و قد قال زبرجد فنظر في مثل سم الابرة الي ما شاء اللّه من نور العظمة فقال اللّه تعالي يا محمد قال لبيك يا ربي قال من لامتك من بعدك قال اللّه اعلم قال علي بن ابيطالب اميرالمؤمنين و سيد المرسلين و قائد الغر المحجلين ثم قال الصادق7 و اللّه ماجاءت ولاية علي من الارض ولكن جاءت من السماء مشافهة انتهي.
اما قوله7 مرتين مطابق لقوله تعالي و لقد رآه نزلة اخري اي مرة اخري و هي بعد الاولي لامحالة و عروجه في هاتين المرتين جسماني و باقي العروجات التي بلغت ثلثمائة مرة كما روي روحانية او في المرتين عروج كلي لامور مهمة كلية و لايكون ذلك الا بتمام المراتب و المقامات و البواقي عروجات جزئية لامور جزئية حصلت ببعض المراتب و بذلك يجمع الاخبار و ينحل الاشكال انشاءاللّه.
و اما قوله قد وقفت موقفاً ماوقفه ملك و لا نبي فذلك معلوم بعد شرافته علي الملائكة و المرسلين و جميع الخلق اجمعين و ذلك ان حيز اللطيف اعلي من حيز الكثيف في كل عالم بحسبه فلماكان وجوده الشريف اول ما خلق اللّه فنزل الي ادني المراتب الجسمانية و صعد عاد الي ما منه نزل و لو لميكن منه نزل لميصعد اليه كماقال الباقر7 و كمااشار اليه قوله تعالي كما بدأكم تعودون فلما كان بدؤه من اعلي درجات المقربين حيث لايسبقه سابق و لايلحقه لاحق و لايطمع في ادراكه طامع صار صعوده اليه و عاد الي ما منه يبدأ منه.
و اما صلوته فهي فعله الصادر منه لا ذاته سبحانه ليقع الاشكال و ذلك كشهادته سبحانه لنفسه بقوله شهد اللّه انه لا اله الا هو و تلك الشهادة و التسبيح و التقديس و سائر التوصيف كشهادة الشعلة لنفسها في التقريب بلاتشبيه و للّه المثل الاعلي للاضاءة و الاشراق و تنزهه و تقدسه عن لوث الظلمة و السواد فتقول بلسان عربي مبين يفهمه العرب و العجم اني انا المضيء المشرق المنزه
«* الرسائل جلد 4 صفحه 189 *»
عن الظلمة المقدس عن سواد الادخنة و كذا قوله سبقت رحمتي غضبي لان الرحمة صادرة منه سابقة علي كل شيء و كل نعمه ابتداء بخلاف غضبه المتعلق بمعصية الخلق و معصية الخلق بعد الخلق و غضبه تعالي تعلق بعد الخلق و معصيته بخلاف رحمته فانها قبل الخلق و ابتدأ بها بخلق الخلق و مع الخلق و بعد الخلق فيقتضي ذلك بأنيسأل عنه بقوله9 اللهم عفوك عفوك عما يضرنا و لاينفعنا بالعفو الذي لايضرك و ينفعنا و انت النافع ابتداء.
و اما قاب قوسين و المراد قوس النزول و قوس الصعود و ذلك اشارة الي اسفاره الاربعة سفره من الحق الي الخلق بالحق و سفره من الخلق الي الحق بالحق و سفره في الحق بالحق و سفره في الخلق بالحق و لماكان ملتقي القوسين واحداً صار قربه الي الحق ادني و اقل من القوسين.
و اما المراد من الحجاب حجاب الانية التي تكاد تفني عن نفسه و تبقي بربه و هو البقاء في الفناء الذي حقيقته عنده9 و ظله عند الانبياء و المرسلين و ظل ظله عند المؤمنين الممتحنين الصلوة معراج المؤمن كما نبهوا عليه:. بالجملة بين ذلك الفناء و البقاء حصل الخفقان كخفق الشعلة بين فناء الدخان و بقاء النار و ابقائها.
و اما المراد بالزبرجد فهو الخضرة الحاصلة بين لون الماء الذي به حيوة كل شيء و بريق الضياء الواقع عليه الذي يكاد يضيء بنفسه و لو لمتمسسه نار.
و اما المراد من سم الابرة هو محو الموهوم و ذلك الموهوم سعته سعة سم الابرة و لو كان عند الناس تعبير عن ضيق السعة اضيق من سم الابرة لعبر به ولكنهم: كلموا الناس علي قدر عقولهم و جذب الاحدية لصفة التوحيد و اكساب التفريد لا حد له و لا نهاية و ان اللّه لمع المحسنين بمعية لا نهاية لها فوجد9 من نور العظمة ماشاءاللّه فلميجده محدوداً بل هو اوجد منه موجود في حضرته و غيبته فقال سبحانه به من لامتك بعدك قال9 به انت اعلم و اللّه اعلم حيث يجعل
«* الرسائل جلد 4 صفحه 190 *»
رسالته و لميسبق بالتعيين لان العباد المكرمين لايسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون فعين اللّه سبحانه علي بن ابيطالب عليه صلوات المصلين و جعله اميرالمؤمنين من الاولين و الاخرين و ذلك من خصائصه7 لايرضي احد بذلك اللقب الا ابتلاه اللّه بالابنة و جعله اجيناً بين الناس لاذلاله فهو مشتق من مار فهو7 يمير المؤمنين كما يمير الارزاق لاهل البلاد عباد من مواضعها فيسوق الي كل ذي حق حقه و يوصل الي كل مخلوق رزقه اذ هو رحمته الواسعة علي الابرار و نقمته علي الفجار كلاً نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربك و فاعل نمد غير الرب بدليل قوله من عطاء ربک فالفاعل من عطاء الرب يمد كل الفريقين فهو القسيم للجنة و النار و قد اعد النار لمنكري ذلك كما هيأ الجنة للمقرين و الحمدللّه رب العالمين لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل انتنفد كلمات ربي و لو جئنا بمثله مدداً.
قال سلمه اللّه تعالي: السؤال الرابع: في الكافي عن اميرالمؤمنين7 ان العرش خلقه اللّه تعالي من اربعة انوار نور احمر منه احمرت الحمرة و نور اخضر منه اخضرت الخضرة و نور اصفر منه اصفرت الصفرة و نور ابيض منه ابيض البياض الحديث.
اقول: المراد بالعرش هو المحيط بجملة ماسواه و هي محاطه فخلقه اللّه قبل الموجودات ثم خلق الموجودات به و هو الفيض الاول النازل من سحاب مشية اللّه سبحانه و كان عرشه علي الماء كما جعل من الماء كل شيء حي ماتري في خلق الرحمن من تفاوت فلون الماء البياض و منه ابيض كل بياض ثم لماخلط ظل كل جزء منه بكل جزء حصلت الكدورة للبياض الاول الذي هو لون المادة النوعية في المرتبة الثانية التي هي الصورة النوعية فحصلت الصفرة بين البياض و الكدرة التي منها اصفرت كل صفرة فتلك الصورة مركبة من اربعة اجزاء جزء من الرطوبة و جزء من اليبوسة التي هي الكدورة كما هو
«* الرسائل جلد 4 صفحه 191 *»
مبرهن في الصنعة الفلسفية.
ثم لما انعكست الاظلال من كل جزء من الاجزاء المصفرة الي كل جزء لتحصيل المادة الشخصية له حدثت الخضرة الزبرجدية التي منها اخضرت كل خضرة و ليست تلك الخضرة الا تراكم الصفرة ثم اذا انعكست الاجزاء المخضرة و تراكمت لتحصيل الصورة الشخصية له حدثت الحمرة التي منها احمرت كل حمرة كماتري آية ذلك في قوس الرحمن المعروف عند الناس بقوس قزح فانه بجميع الوانه المختلفة مركب من نور الشمس و ظل الابخرة.
و ذلك النور و الظل اصل الاصول للالوان المختلفة فحدث منهما مما يلي النور الصفرة و مما يلي الظل الزرقة و مما يلي الصفرة الخضرة و مما يلي الخضرة الحمرة و بين كل دائرة صريحة في لون و دائرة اخري صريحة لون بين بين فيصير بعضها قانية و بعضها غير قانية و بعضها غير فاقعة تسر الناظرين و ذلك مشاهد في كل آلة زجاجية صيقلية مثلثة تجعل واحداً من اضلاعه مواجهاً لعينك و تنظر الي سراج او منير آخر كالكواكب فتري الواناً مختلفة و كلها مركبة من نور المنير و ظل الضلع و هما اصل اصول جميع الالوان المرئية في البلورة المثلثة فذلك جار في كل عالم بحسبه و كل موجود بحسبه.
و كل موجود مركب من مادة نوعية و صورة نوعية و مادة شخصية و صورة شخصية فلون مادته النوعية البياض و لون صورته النوعية الصفرة و لون مادته الشخصية الخضرة و لون صورته الشخصية الحمرة ماتري في خلق الرحمن من تفاوت و كلها تنتهي الي العرش المحيط بالكل الذي دونه الكل فمن بياضه ابيض كل بياض و من صفرته اصفرت كل صفرة و من خضرته اخضرت كل خضرة و من حمرته احمرت كل حمرة و كفاك الاشارة الي نوع العبارة و الايجاز غير مخل لك و ان كان مخلاً لغير امثالك و:
علي نحت القوافي من مواقعها | و ما علي اذا لميفهم البقر |
«* الرسائل جلد 4 صفحه 192 *»
قال سلمه اللّه تعالي: السؤال الخامس: ما معني ما في الرواية التي روينا عن ائمتنا صلوات اللّه و سلامه عليهم انه لايصيب احداً من اهل التوحيد الم في النار اذا دخلوا و انما يصيبهم اللّه الالام عند الخروج فتكون تلك الالام جزاء بما كسبت ايديهم و ما اللّه بظلام للعبيد.
اقول: و ان حقق في امثال ذلك الحديث الشريف تحقيقات من المحققين ولكنها عندي جراب النورة لاهلها لايسمن و لايغني من جوع من جاع الحق و طلب ما يغني جوعه فالذي يختلج في صدري ان المراد بالنار المشار اليها نار التكليف التي ان منكم الا واردها كان علي ربك حتماً مقضياً ثم ننجي الذين اتقوا و نذر الظالمين فيها جثياً فتلك النار هي التي توقد بعد نفخ الصور فيأمر اللّه تعالي الاطفال و المستضعفين الذين لايستطيعون في الدنيا حيلة و لايهتدون سبيلاً بالدخول فيها بعد رفع الاستضعاف و زواله عنهم فالسعداء يدخلون فيها من غير اكتراث فيجعلها لهم برداً و سلاماً و الاشقياء يتخلفون و لايمتثلون و لايدخلون فيها و هم الخارجون منها الحاذرون عنها فيلهب اليهم لهيبها و تأخذهم و تحرقهم و تؤلمهم و تعذبهم و ذلك بما كسبت ايديهم من تخلف امر اللّه و عدم امتثاله و ليس اللّه بظلام للعبيد و كذلك العصاة حين عصيانهم خارجون عن نار التكليف فتؤلمهم و حين طاعتهم داخلون فيها فلاتؤلمهم بل صارت نعيماً لهم فهذه من خصائص نار التكليف التي هي مهيبة (ظ) كبيرة الا علي الخاشعين و الحمدللّه رب العالمين.
قال سلمه اللّه تعالي: السؤال السادس: بعد ثبوت تعدد الاجسام اي الاجسام تحشر في الاخرة و ايها لاتحشر.
اقول: الاجسام الاخروية تحشر و غير الاخروية لاتحشر و غير الاخروية هي التي اشار اليها قوله تعالي مثل الحيوة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فأصبح هشيماً تذروه الرياح و اما الاجسام الاخروية
«* الرسائل جلد 4 صفحه 193 *»
هي الماكثة لاتذروه الرياح الدنيوية و بيان الهشيم و الماكث في قوله تعالي اما الزبد فيذهب جفاء و اما ما ينفع الناس فيمكث في الارض و شرح ذلك مما يطول و لعله لميحصل لاحد بمطالعة الكتب الا من شاء اللّه من غير مشافهة و تكرار و اصرار و ابرام بالنفي و الايجاب و التصريح و التلويح و لاينبئك مثل خبير فلاتغتر بمراجعة الكتب ان كنت طالباً بصيراً مستبصراً و خير الكلام ما قل و دل و قل من يصدقني في ذلك و اللّه علي ما نقول كفيل و كفي به شهيداً بيني و بينكم.
قال سلمه اللّه تعالي: السؤال السابع: بينوا زادكم اللّه شرفاً و علماً ما ماهية الجنة و النار.
اقول: ماهية الجنة هي المنافع المودعة في هوية الاشياء للمكلفين كما ان ماهية النار هي المضمار المودعة في الاشياء للمكلفين و لايعلم جميع المنافع لهم في احوالهم المختلفة و جميع المضار في جميع احوالهم الا اللّه وحده لا شريك له فيوحي الي انبيائه و رسله و امرهم بابلاغه و ايصاله فقاموا بين ظهراني المكلفين فأمروا بما ينفعهم و نهوا عما يضرهم فمن احسن فلنفسه و من اساء فعليها و ليس اللّه بظلام للعبيد فاذا نظرت الي هذه الكلمات القليلة و عرفت معناها فقد اوتيت خيراً كثيراً فلاتغفل فتحرم و قد كفاك المجمل عن المفصل اذا نظرت و تدبرت و كأين من آية في السموات و الارض يمرون عليها و هم عنها معرضون.
قال سلمه اللّه تعالي: السؤال الثامن: ما معني خلود اهل النار في النار و خلود اهل الجنة في الجنة فكيف خلد اهلهما فيهما.
اقول: اعلم ان الجواهر الحقيقية كلها خالدة و ما تري من فناء بعض الجواهر و فسادها لاجل انها اضافية و هي في الواقع اعراض طارية علي الجواهر الحقيقية فتدبر فيما اقول باعانة ما نمثل لك تجد المدعي ثابتاً لا
«* الرسائل جلد 4 صفحه 194 *»
خفاء فيه فانظر الي جوهر الجسم الذي هو ذو طول و عرض و عمق في ضمن واحد من الجواهر الاضافية كالخشب فانك تجد الخشب شيئاً موجوداً في وقت معلوم فتحرقه بالنار فيصير معدوماً و يصير رماداً و تري الرماد ايضاً كالخشب شيئاً موجوداً في وقت معلوم فتغليه فيصير ملحاً و يصير الرماد معدوماً و كذا تصعد الملح فيصير معدوماً بصيرورته بخاراً.
فالبخار و الملح و الرماد و الخشب جواهر اضافية غير خالدة و تري الجسم الذي هو الجوهر الحقيقي باقياً ذا طول و عرض و عمق في ضمن هذه الجواهر الاضافية التي هي في الواقع اعراض عارضة علي الجسم الذي هو الجوهر (ظ) الحقيقي زائلة عنه بحيث لاتزيد علي الجوهر الحقيقي شيئاً حتي عروضها و لاتنقص عنه شيئاً مما به هو هو بعد زوالها فهو في كل الاحوال جوهر ذو طول و عرض و عمق يمتنع انيزيل عنه طوله و عرضه و عمقه فتدبر فيما مثلنا لك تكن من الموقنين.
و مرادي بالطول و العرض و العمق غير ما يزاد و ينقص فانها ايضاً من الاعراض الطائرة([1]) الزائلة فتدبر و لاتكن من الغافلين بل المراد هو ما به الجسم جسماً و ما به الجوهر جوهراً و هي صفات ذاتية للجوهر الحقيقي الذي هو الجسم الطبيعي فيمتنع انيكون الجسم موجوداً من غير طول و عرض و عمق و ما ليس له طول و عرض و عمق ليس بجسم طبيعي و الجسم الطبيعي هو المركب من الوجود و الماهية فوجوده ركنه الاعلي و ماهيته ركنه الادني و تحقق الماهية بوجوده و ظهور الوجود بماهيته و هما معاً متضايفين هو الجسم و هو الجوهر يمتنع انيوجد وجوده من غير ماهية([2]) كما يمتنع انيوجد ماهيته من غير وجوده فيمتنع انيوجد جسم من غير طول و عرض و عمق و يمتنع انيوجد طول و عرض و عمق الا علي الجسم.
فاذا عرفت ذلك و تبينت ما هنالك عرفت ان الجسم الحقيقي و الجوهر
«* الرسائل جلد 4 صفحه 195 *»
الحقيقي يمتنع انلايكون موجوداً في مكانه في وقت من الاوقات الماضية بحيث لميكن وقت لميكن الجسم جسماً و يكون بعد الاوقات الاتية المستقبلة و لايكون وقت بعد الاوقات لايكون الجسم جسماً فهو خالد في مقامه لميجر عليه عدم و لايجري عليه عدم و هكذا حال كل جوهر حقيقي مركب من المادة و الصورة الذاتيتين و الوجود و الماهية الذاتيتين فذلك معني الخلود.
و لاتزعم من ذلك لزوم تعدد القدماء فان الجواهر الحقيقية كلها من الدرة الي الذرة و من العقل الي الجسم كلها مركبة من المواد و الصور و موادها محتاجة الي صورها في ظهورها و صورها محتاجة الي موادها في تحققها و كلتاهما محتاجتان الي خالقهما القديم الواحد الفرد الصمد الغني غير المحتاج الي شيء غير مركب من شيء و هو البسيط القديم الذي لا تعدد فيه و القدماء الملكية لها اعمار غير متناهية و ليس للقديم الاحد عمر لايجري عليه ما هو اجراه و لايعود فيه ما هو ابداه ليس كمثله شيء كل ما يمكن في الامكان يمتنع عليه و كل ما يجب له يمتنع في الموجودات لا اله الا هو الواحد القهار ذو الملك المتأبد بالخلود.
فالجنة و النار جوهران حقيقيان لا انقطاع لهما و اهلهما مخلوقات فيهما من جنسهما مخلدون فيهما اهل الجنة منعمون بما كسبوا من المنافع المودعة في الاشياء باتباع رسل اللّه الذين اوحي اليهم اللّه و اهل النار معذبون بما اكتسبوا من المضار المودعة في الاشياء بمخالفة رسل الله تبارك و تعالي.
و كم من غافل غافل تلقاه مبتدعاً بجهله المركب الذي لايعلم انه لايعلم و زعم انه يعلم حقائق الاشياء و عد نفسه من اكابر الحكماء الا انهم هم السفهاء ولكن لايشعرون بأن القصر الابدي ممتنع في الملك فينقطع عذاب اهل النار في النار و يصير عذباً لهم بعد حين و قدغفل ان ما يدخل عرصة الخلود خالد ابداً و كفر اهل النار دخل في دار الخلود فلا انقطاع له و لا انقطاع لاثره الضار لصاحبه ابداً كما ان ايمان اهل الجنة دخل في دار الخلود فلا انقطاع
«* الرسائل جلد 4 صفحه 196 *»
له و لا اثره النافع بصاحبه ابداً و الحمد للّه و ماكنا لنهتدي لولا ان هدانا اللّه.
قال سلمه اللّه تعالي: السؤال التاسع: ما الدليل علي امتناع الهين احدهما جاعل المجردات و الاخر خالق الاجرام و الاجسام.
اقول: اعلم ان الاثنين كل واحد منهما محدود بحدوده و حدوده صور و فعليات تستخرج من كمونه و امكان مادته الي عرصة الوجود و هي في امكان مادته معدومة قبل الاستخراج و هي حين كونها معدومة غير معقول انتوجد انفسها و تدخل عرصة الوجود و كذلك المادة حين كون الصور فيها معدومة لاتقتضي الا عدمها فتحتاج الصور في بروزها الي مخرج غير المادة و غير صورة التثليث الكامن في الشمعة فلا الشمعة تقتضي خروجها و لا التثليث المعدوم موجد نفسه فلابد من مخرج غير الشمعة و غير التثليث و يستخرج من امكان الشمعة صورة التلثيث و كالحركة الكامنة في المتحرك تحتاج الي محرك غير الحجر مثلاً و غير التحرك المعدوم يستخرجها من امكان الحجر الي الفعلية و الي عرصة الوجود و لولا المحرك يمتنع انيكون الحجر بنفسه و يجعل الحركة موجودة كما يمتنع انتوجد الحركة المعدومة نفسها و هذا حال كل صورة و مادة في الاحتياج الي المخرج المصور.
و قل من تيقن ذلك و يتيقن في جميع المواد و الصور فكن من الاقلين و اعرض عن الغافلين الجاهلين و تفطن ان السكون ايضاً كالحركة محتاج في وجوده الي مسكن غير نفس الحجر و غير نفس السكون و الحركة و السكون ليسا مما به الجسم جسماً و كلاهما فعلان عارضان علي الجسم و العارض حين كونه في امكان الجسم معدوماً غير موجد لنفسه و كذا الجسم لايقتضي وجوده فلابد من محرك و مسكن سوي نفس الجسم يحرك متحركه و يسكن ساكنه فلايكون الجسم في جسمانيته و اجزائه ساكناً و لا متحركاً فحرك متحركه غيره كالحجر المتحرك سواء كان محركه انساناً او حيواناً او غيرهما او ناراً او
«* الرسائل جلد 4 صفحه 197 *»
هواء او ماء او جناً او ملكاً او غيرها و كذلك الحجر الساكن لابد له من مسكن غير نفسه سواء كان المسكن انساناً او حيواناً او نباتاً او جماداً او تراباً او ماء او هواء او ناراً او فلكاً او ملكاً او جناً او غير ذلك.
و لاتزعم كالغافلين ان السكون شيء معدوم لانه عدم الحركة لا شيء سواه فان الحركة ايضاً عدم السكون لا شيء سواه كما يقولون ان الظلمة عدم النور و ليس بشيء موجود لان النور عدم الظلمة و هو موجود فكذلك الظلمة عدم النور و هو موجود و كذلك الحركة عدم السكون و هو شيء موجود و السكون عدم الحركة و هو شيء موجود كالقيام و الركوع و القعود و السجود و الغياب و الشهود و امثال ذلك فلاتكن من الغافلين فتفكر في قوله تعالي جعل الظلمات و النور و خلق الموت و الحيوة و اليل و النهار و امثال ذلك. بالجملة هكذا حال جميع الفعليات و العوارض بالنسبة الي المواد في اي صورة ما شاء ركبك فلاتسامح في النظر و استعمل الفكر و لاتكن من الغافلين لتفوز مع الفائزين.
فاذا عرفت ذلك و تبينت ما هنالك لعلك عرفت انشاءاللّه ان كل اثنين محدودين مركبان مجعولان مخلوقان و عرفت انشاءاللّه ان كل متعددين محدودين مجعولون مخلوقون بل لعلك عرفت انشاءاللّه ان كل واحد من الاثنين و ان كل واحد من المتعددين محدود مجعول مخلوق مصور مركب قد ركبه و صوره المصور تعاليشأنه في اي صورة ما شاء ركبك و هو الواحد لا بتأويل عدد بل هو الفرد الصمد لميلد و لميولد و جميع المخلوقين المتعددين يلدون و يولدون.
فاذا عرفت ذلك فكيف يجوز عقلك انيكون الهين اثنين واحد منهما جاعل المجردات و الاخر خالق الماديات و الاجرام و الاجسام و كل مما يمكن انيكون و يمكن ان لايكون ممكن مخلوق اما في الامكان او في السكون و اللّه سبحانه يجب انيكون و يمتنع ان لايكون لانه موجد ما يمكن انيكون و يمكن ان لايكون فلايعقل في وجوده امكان مطلقاً بل وجوده وجوب
«* الرسائل جلد 4 صفحه 198 *»
صرف ليس للامكان فيه وجود فهو بنفسه موجود لا موجد له.
و ما سألته عنه من الممكنات فلاتغفل من غفلتك فانك سألت عن الدليل علي امتناع الهين فأنت حينئذ تجوز امكان الهين و الذي تعلق به الامكان في عقلك فليس بواجب الوجود بل هما معاً ممكن الوجود و ممكن العدم يمكن انيكون كلاهما في عرصة الوجود العيني و يمكن انيكون كلاهما في العدم الامكاني و يمكن انيكون واحد منهما في الوجود و الاخر في العدم و جميع تلك المفروضات مخلوقات اما في الامكان او في الاعيان و ليسا بواجب الوجود و الواجب الوجود هو الذي يجب وجوده بذاته و اوجد ماسواه بفعله و الاثنان المفروضان ليس واحد منهما موجد الاخر و الا يلزم انيكون الاخر مخلوقاً له فحينئذ بطل الفرض فالمفروضان كلاهما محدودان مخلوقان للغير تعاليشأنه و هو الواحد الفرد الصمد لميلد و لميولد و لميكن له كفواً احد.
قال سلمه اللّه تعالي: ما يوجب منقصة و عيباً في وجود عالم آخر غير هذا العالم له خالق غير خالق هذا العالم يكون واجب الوجود يكون بين العالمين و الخالقين بينونة كلية.
اقول: و ان كان الجواب عن مسألتك السابقة كافياً لك انشاءاللّه ولكن لكل سؤال جواب مناسب له في اللفظ و المعني فاقول ان المتباينات يجمعها نوع كزيد و عمرو يجمعها الانسان او جنس كفرس و بقر يجمعهما الحيوان فالحيوان محيط بأنواع الحيوانات و الانسان محيط بجميع افراده فأنواع الحيوانات محاطة بالجنس و افراد الانسان محاطة بالنوع و كل محاط احاط به غيره فالخالقان المتباينان احاط بهما خالق واحد فهما مخلوقان محاطان اما العالم الاخر غير هذا العالم لا نقص فيه و لا عيب يعتريه للّه سبحانه الف الف عالم و الف الف آدم و انتم في آخر تلك العوالم و اولئك الادميين.
قال سلمه اللّه تعالي: تناهي الافلاك و العناصر دال علي تناهي المعلومات في السلسلة الطولية و تناهي المعلوم دال علي تناهي العلم في هذه السلسلة
«* الرسائل جلد 4 صفحه 199 *»
و العلم عين الذات فتناهي السلسلة الطولية دال علي تناهي الذات نعوذ باللّه.
اقول: المراد بتناهي الاجسام تناهي اعيانها الموجودة و قدتناهي بلا اشكال و كل معدود متنقص كما اخبر به امير المؤمنين عليه صلوات المصلين و اما موادها فهي غير متناهية غير معدودة اماتري ان كل واحد منها يمكن انيكون مثلثاً او مربعاً او حاراً او بارداً او متحركاً او ساكناً الي غير النهاية فلايكون المثلثات الممكنة فيها معدودة و لا محصورة اذ هي معدومة و كذا البواقي من الفعليات العينية فهي كلها في امكانها غير متناهية اذ ليست بموجودة كوناً و عيناً بل هي موجودة امكاناً فلا تناهي للامكانات و اللّه سبحانه علم المعلومات الكونية العينية و المعلومات الامكانية بانها لو كانت كيف تكون و لو لمتكن ابداً كاشقاء الانبياء: و كذلك الامر في سائر السلاسل الطولية ماتري في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل تري من فطور فتفطن هذا.
و العلم الذي هو عين الذات بكل اعتبار و الذات لاتتعلق بالاشياء و لا تناهي لها و ليس للاشياء فيها ذكر لا كوناً و لا امكاناً و لا نفياً و لا اثباتاً بل هي هي لا تناهي لها بل هي فوق ما لا يتناهي بما لايتناهي اذ ما لايتناهي امكان الاشياء و ليس كمثله شيء و لميكن له كفواً احد فان عرفت ما اقول وصلت الي المأمول و ان لمتعرف فلاتتكلف تتعب فان اللّه لايحب المتكلفين.
فان كنت ذا فهم تشاهد ما قلنا | و ان لميكن فهم فتأخذه عنا |
فأسلم تسلم.
قال سلمه اللّه تعالي: لم صار عدد الافلاك بالعدد المعروف من غير زيادة و لا نقصان و لم صار الاجسام بهذا الحجم و يقولون فوق الفلك الاعظم لا خلاء و ملاء ما معناه و ما مقصودهم.
اقول: اما اعداد الافلاك بالعدد المعروف التسعة فهي مستنبطة من اختلاف الحركات المحسوسة من الكواكب كما تري القمر تدور دوراً واحداً في
«* الرسائل جلد 4 صفحه 200 *»
شهر و تدور الشمس في سنة فأثبتوا لكل سيار من الكواكب السبعة المعروفة فلكاً و للثوابت فلكاً آخر و لما وجدوا لفلك الثوابت ايضاً حركة خاصة غير الحركة الشرقية اسندوا الحركة الشرقية العامة الي فلك آخر و هو فلك الافلاك و اما قولكم من غير زيادة و لا نقصان فهو غير مسلم اذ وجدوا كوكبين آخرين حركتهما غير حركة السبعة السيارة حول مركز العالم فلعل رائياً يري بعد حين كواكب سيارة حول المركز فلا دليل علي حصر الافلاك بهذه الاعداد المعروفة اما قوله سبحانه في آيات عديدة سبع سموات و كرسي و عرش فهي اما علي ما ظهر للناظرين من غير مشقة و تحصيل آلة او المراد غير هذه المتبادرات الي الاذهان فانه تعالي قد عد الارضين سبعاً و لميعرف الاذهان وجهه و لست بصدد بيان ذلك اذ لست سائلاً عنه.
و اما كون الاجرام و الاجسام علي ما هي عليه فسر ذلك في بيان ما قلت ان فوق فلك الافلاك لا خلاء و لا ملاء فبيان ذلك ان المكان الجسماني كزمانه ينتهي الي الجسم فما كان مكان جسماني ما لميكن جسم و فوق محدب فلك الافلاك لايوجد جسم فلايوجد مكان و لا فضاء و لا بعد موهوم فلو كان فضاء خالياً عن الجسم لكان خلاء و لو كان فضاء مالياً له الجسم لميكن المحدب محدباً فليس وراء الجسم جسم و لا مكانه و لا زمانه و ادلة تناهي الاجسام مذكورة في الكتب فهي ادلة محسوسة كدليل السلم و غيره و لايشك فيها ذو مسكة من العقل و لا اعتناء بمن ليس له عقل فتدبر فيما اقول.
فاقول يمتنع انيوجد مكان جسماني الا انيكون ظرفاً للجسم فما لميكن جسم يمتنع انيوجد ظرفه فلميكن قبل الجسم فضاء خال افرغ فيه الاجسام كبحر افرغ فيه الماء حتي قيل لم لايزيد و لم لاينقص فهذا المكان ظرف علي قدر المظروف لا مظروف الا في الظرف و لا ظرف الا و فيه المظروف لايزيد شيء منهما علي الاخر و لاينقص و هما موجودان متضايفان متلازمان يمتنع وجود احدهما بدون الاخر و يمتنع لكل واحد منهما زيادة
«* الرسائل جلد 4 صفحه 201 *»
و نقصان فلاينقص مثقال حبة من الجسم و لايزيد و يمتنع زيادته و نقصانه و لايوسع هذا الفضاء و لايضيق و يمتنع وسعته اوسع مما هو هو و يمتنع ضيقه من هذا الفسح و كان كذلك قبل هذا و يكون كذلك بعد ذلك فيجب انيكون كذلك و يمتنع انيكون غير ذلك و قد اشرنا قبل ذلك الي خلود الجواهر الحقيقية و دوامها من غير سبق عدم و عروض زوال يا ذا الملك المتأبد بالخلود فتفطن و تفكر فيما اقول فانك لاتري في كتاب و لاتسمع من خطاب من غرائب الحكمة بهذه الصراحة و انا مستوحش من كثرة السنة حداد اشحة علي الخير و اللّه علي ما اقول وكيل نعم المولي و نعم النصير و صدقني القلب الخبير و استهزأ به الحمير و الدليل نصيري عند البصير و الي اللّه المصير.
قال سلمه اللّه تعالي: بينوا التفريق بين الترجيح بلامرجح و بين الاختيار فانهم يقولون في مثل القدحين المتساويين لدي العطاش و طريقين متساويين للهارب اختيار و الحال انه ترجيح بلامرجح.
اقول: هذه العبارة ما يديرون بينهم و يلوكونها بين لحييهم من غير تدبر في معناها فلما الزموا علي انفسهم صحتها من غير تدبر و رأوا انها غير جارية في مواضع عديدة شمروا عن الساق لاجل الالصاق و هي في تلك المواضع غير المتصفة.
فاقول اولاً ان هذه العبارة بظاهرها مغلوطة و ثانياً معناها غير مربوطة اما لفظها فينبغي انيقال ترجيح بلارجحان او بلاترجح فان الترجيح فعل المرجح و المرجح فاعله من باب التفعيل فاذا رجح المرجح شيئاً حصل الترجيح فلايكون الترجيح محالاً و لايكون بلا فاعل لان فاعله المرجح و الحال ان ذلك غير مراد منهم و مرادهم ان للشيء المختار لابد له من رجحان ليكون ذلك الرجحان سبباً لاختيار المختار فلو لميكن في ذلك الشيء رجحان لميختر المختار فعل ذلك اما معناها فليس بمحال فان اهل الدنيا
«* الرسائل جلد 4 صفحه 202 *»
اشتروا الدنيا بالاخرة فماربحت تجارتهم و الكفار و الفجار اختاروا الكفر و الفسوق و الفجور و هي مرجوحة و ليست بممتنعة نعم انها قبيحة صادرة من فواعلها موجودة و اما بالنسبة الي الحكيم تعالي فليست ايضاً بممتنعة و ان لمتصدر منه سبحانه فان القبيح لايصدر من الحكيم و ان قدر عليه لمااخر عن نفسه انه لايخلف الميعاد و من اوفي بعهده من اللّه حديثاً و ان اللّه ليس بظلام للعبيد ففعل ما فعل و هي راجحة و لميفعل و لنيفعل ما لارجحان فيه.
بالجملة فالترجيح بلاترجح يجتمع مع الاختيار و يفترق فما مثلته به و جميع افعال الكفار و الفجار مما اجتمع مع اختيارهم فهم المرجحون بسوء اختيارهم ما لاترجح فيه الا ان نفوسهم الامارة و ميولهم اختارت ما اختارت و اما افتراقه عن الاختيار فهو واقع في جميع افعال اللّه تعالي فكل ما اختاره سبحانه فهو راجح و لميصدر منه و لايصدر ما لا رجحان فيه.
قال سلمه اللّه تعالي: ما اقل الواجب في الصلوة و ما عدد المفطرات.
اقول: اما الواجبات في الصلوة فالنية لوجه اللّه و تكبيرة الاحرام قائماً و قراءة الحمد و السورة و الركوع و ذكره و القيام بعد الركوع بالاستواء مطمئناً و السجود و ذكره و الاستواء جلوساً مطمئناً بعده ثم سجدة ثانية و ذكرها ثم الاستواء جلوساً مطمئناً ثم القيام للركعة الثانية ثم القراءة و هكذا كما مر في الركعة الاولي الي الجلوس بعد السجدة الثانية ثم التشهد ثم الصلوة علي محمد و آل محمد ثم السلام ان كانت من الثنائية بالسلام علينا و علي عباد اللّه الصالحين او بالسلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته و ان كانت الصلوة من الثلاثية او الرباعية يجب القيام بعد التشهد و الصلوة علي محمد و آل محمد: قبل التسليم ثم قراءة الحمد وحده قائماً او التسبيحات ثم الركوع و ذكره ثم الاستواء ثم السجود و ذكره كما مر ثم التشهد و الصلوة و التسليم في الثالثة ان كانت من الثلاثية و في الرابعة ان كانت من الرباعية و يجب السجود بالمواضع السبعة الجبهة علي ما يصح السجود عليه و هو الارض او ما انبتت
«* الرسائل جلد 4 صفحه 203 *»
سوي المأكول و الملبوس و المعادن المعروفة، و الكفين و الركبتين و الابهامين من الرجلين فهذه مجمل واجبات الصلوة علي الصحيح و المريض يعمل بقدر الوسع.
اما مفطرات الصوم فالاكل و الشرب و الجماع و الاستمناء و الارتماس في الماء عمداً في جميع ذلك و لايكون شيء منها مفطراً اذا وقع سهواً و كذا البقاء علي الجنابة عمداً الي طلوع الفجر و يجب الامساك عنها من طلوع الفجر الي غروب الشمس و يعلم الغروب بظهور الفحمة من المشرق و ذهاب الحمرة المشرقية.
قال سلمه اللّه تعالي: اتجيز العمل بكتاب مفتاح الفلاح للشيخ البهائي عليه الرحمة في النوافل و التعقيبات او تأمر بأمر آخر.
اقول: فقد جاز العمل بكتب علمائنا الاخيار المندوبة في النوافل و التعقيبات و سائر المندوبات و الحمدللّه.
قال سلمه اللّه تعالي: ما الجواب في المغالطة المشهور المسماة بجذر الاصم التي نقلت عن بعض الافاضل من خراسان انها عرضت علي ابيالحسن الرضا7 فأجاب بجوابين لكن لميحفظا و هي ان قول القائل كل كلامي في هذه الساعة كاذب اذا لميقل و لميقصد غيره خبر اجتمع فيه الصدق و الكذب لاستلزام كل منهما فيه الاخر مع ان الصدق و الكذب لايجتمعان في خبر و كذا قوله كلامي غداً صادق و قال الغد كلامي امس كاذب و لميقل و لميقصد غيرهما فكل منهما صادق و كاذب.
اقول: ان القائل كل كلامي في هذه الساعة كاذب اما اخبار عن كلام سابق له في تلك الساعة او اخبار عما يريده انيقول بعد ذلك في تلك الساعة سواء كان ما اخبر به خبرا او انشاء و علي اي حال لايعقل انيكون نفس هذا الكلام الذي قال كل كلامي الي آخر محلاً للصدق و الكذب فلاتغفل ليصير الجذر الاصم و ان كان كلامه كل كلامي الي آخر محتملاً للصدق
«* الرسائل جلد 4 صفحه 204 *»
و الكذب الذين يحتملان في قوله المخبر عنه و كذا قول القائل كلامي غداً صادق فكلام الغد غير الكلام المخبر به و كذا قول القائل كلامي امس كاذب غير الكلام المخبر به غداً و لكل كلام له احتمال الصدق و الكذب المخصوصين به لميجريا في كلام آخر له فلايجتمع الصدق و الكذب في كلام واحد بل يحتملان في كل كلامه خذ هذا ثم انه ان كان في مقام الاقرار او الانكار في القضاء و الحكم الشرعي حكم له او عليه بمقتضي الشرع او في مقام الشهادة كذلك.
قال سلمه اللّه تعالي: ما معني لفظ القسم و مادته و لم سمي القسم حلفاً و يميناً و ما الفرق بين هذه الثلاثة.
اقول: المعني المشترك الساري في هذه المادة لغة هو الافراز و الفصل و القطع بين اجزاء الشيء و ابعاضه فحصل بعد الافراز و القسمة حصص عديدة كل حصة ممتازة عن غيرها بالفصل الحاصل بالافراز فالقسم محركاً اسماً من اقسم من باب الافعال قد سري فيها المعني الساري في اصل المادة فاذا وقع بين المدعي و المدعيعليه يفصل بينهما بحيث يعلم شرعاً الحق و الباطل و يمتاز كل منهما عن الاخر شرعاً و كان الامر قبل وقوع القسم مشتركاً بين المدعي و المدعيعليه اذ الحق و البطلان كلاهما محتملان في كليهما فالفاصل المميز الرافع للاحتمال المثبت للحق المبطل للباطل هو القسم شرعاً فان حلف المنكر يعلم شرعاً ان ادعاءه حق و انكار المنكر باطل.
و كذا اذا آلي احد علي نفسه انيفعل كذا او يترك كذا يفصل الايلاء بين الفعل و الترك اللذين لميحتما عليه فبعده تعين الفعل ان اقسم عليه و تعين الترك ان اقسم عليه فهو الفاصل المميز القاطع بين الفعل و الترك هذا معني القسم سواء كان من اللّه تعالي او من خلقه.
اما وجه تسمية القسم بالحلف ان كل طائفة من العرب اذا ارادوا فعل امر بأجمعهم او ترك امر بأجمعهم كالقتال او الصلح او امثالهما اقسموا
«* الرسائل جلد 4 صفحه 205 *»
بأجمعهم لحصول مقصودهم فالمقتسمون الموافقون علي امر سموا بالحلفاء و الحليف هو الرفيق الموافق فاذا اقسموا حصل بينهم التوافق فلذا اشتهر بينهم لفظ الحلف بمعني القسم.
و اما وجه تسميته باليمين انهم ادخلوا ايمانهم في طعام اجتمعوا عليه لحصول القسم فأقسموا حين الاكل او اقسموا به كما هو معروف بين العوام الي الحال يقسمون بالطعام و بالملح و ببعض الامكنة و الاشخاص فلذا اشتهر بينهم لفظ اليمين لمعني القسم فلا فارق بين هذه الثلاثة الاشتهار عند قوم قديماً و استعمال كل واحد منها مقام الاخر حديثاً.
قال سلمه اللّه تعالي: بينوا عالم المثال و قالب المثال علي المذهب المختار تحقيقاً.
اقول: ان عالم المثال ابين شيء للعاقل و ان تحير فيه الغافل او انكره الجاهل فان الافعال الارادية الصادرة عن الابدان الدنيوية كلها من عالم المثال و البدن لا حراك له و لا فعل و لا ترك الا انيحركه المثال و يسکنه اللهم الا الافعال الطبيعية الصادرة من سائر الجمادات و النباتات فهي من الدنيا و الي الدنيا و اذا صار المثال منتقلاً الي عالمه و سار فيه صار حال الابدان الدنيوية كحال سائر الجمادات فدليل وجود عالم المثال شهود الافعال الارادية من الابدان.
و اما القالب المثالي فهو الذي ينتقل من البدن حين المنام فيسافر و يعامل و يفرح و يحزن و يأنس و يفزع و يغضب و يسكن و البدن ساكن غير مسافر و لا معامل و لا معاشر فذلك القالب هو القالب المثالي له رأس و عين و اذن و شم و ذوق و لمس و اعضاء و جوارح مثل هذا البدن النائم الا انه يقظان و هو نائم و هو رأسه في رأس البدن الدنيوي و عينه في عينه و اذنه في اذنه و كذا سائر جوارحه في سائر جوارحه حال اليقظة و ذلك محقق عند العاقل و الحمدللّه و لايعبأ بالغافل و الجاهل.
«* الرسائل جلد 4 صفحه 206 *»
قال سلمه اللّه تعالي: السؤال و الجواب في القبر يكون بالبدن العنصري او بالبدن المثالي.
اقول: السؤال في القبر عن البدن العنصري و المثالي الذي في العنصري جميعاً و الجواب منه ايضاً كذلك ولكن الشأن في معرفة ذلك البدن العنصري فللعناصر اصول و اعراض و في القبر يسأل عن الاصول لا الاعراض و يجيب الاصول لا الاعراض اماتري ان للابدان الدنيوية اخططاً اصلية و اخلاطاً غريبية فالاختلاط الغريزية و الاصلية تكون مختلطة بالاخلاط الغريبية و كلما غلب خلط من الاخلاط الغريبية حصل الضعف اولاً و المرض ثانياً و كلما غلب الغريزي قوي البدن اولاً ثم عاد الي الصحة ثانياً فسبب الموت اختلاف المتولدات الغريبية كما نبه به اميرالمؤمنين7 في حديث الاعرابي فالتي كانت سبباً للموت اعراض غريبة و اخلاط غريبة فهي علي حالها في القبر بل تتعفن و تتدود و لاتحيي فيه.
و اما البدن العنصري الاصلي الغريزي فلايتعفن و لايتدود و هو الذي يحيي في القبر و يسأل و يجيب اذا كان ماحضاً في الايمان و الكفر و اما المستضعفون لغلبة الاعراض عليهم في القبر كحال حياتهم الظاهرية ملهون غير مسئولين و لا مجيبين كما كانوا في الدنيا ايضاً غير مكلفين بأنفسهم و ان كان([3]) غير المستضعفين مكلفين بتأويلهم فان جست خلال الديار تعاين الحال بلاغبار انشاءاللّه تعالي فلانطيل القيل و القال فانه يورث الملال و لاسيما مع عدم المجال و العذر مقبول لدي الامثال من ذلك الجناب.
قال سلمه اللّه تعالي: قد وقعت المسائل علي غير النظم الطبيعي فأستدعي انترتبها علي الوضع و انا محمد حسن بن محمد علي السمناني خادم السلسلة الجليلة الحقة بلغ العمر ستين سنة قد حصلت بقدر القوة من العلوم من الفقه و الاصول و الاخبار و الكلام و حكمة المشاء و الاشراق و الصوفية الي ان من
«* الرسائل جلد 4 صفحه 207 *»
اللّه علي بالهداية الي طريق مستقيم و اتمني الحضور في مجالسكم لتحصيل النجاة و الفلاح و يكون ممن هداه الي الصراط المستقيم المخدوم المكرم الاقا سيد عبداللّه بن المرحوم الاقا الميرزا محمد تقي الحسني و يكون مشتاقاً الي المحفل الذي باطنه الرحمة و الجنة و السلام علي اهلها من السلام.
اقول: اما الترتيب الطبيعي فأمر غير مجد لنيل المرام و لاسيما عدم المجال مانع لجولان البال و اما تحصيل الفقه و الاصول و الاخبار فهو المراد من العباد من اللّه المتعال و اما تحصيل غيرها فلايسمن و لايغني من جوع لاينفع من حصلها و لايضر عدمها بل يضر وجودها ان هي الا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتي اذا جاءه لميجده شيئاً فان جميع ما اراد اللّه سبحانه من العباد اوحي الي النبي9 في كتابه و علمه مستودع في الائمة: و هم: بينوا و شرحوا و اوضحوا و ابلغوا الي المكلفين في اخبارهم و غير هؤلاء ليسوا بنبي و لا بأوصياء نبي فليس عندهم ما اراد اللّه تعالي من العباد من شيء.
فدع عنك قول الشافعي و مالك | و حنبل و المروي عن كعب الاحبار | |
و خذ عن اناس قولهم و حديثهم | روي جدنا عن جبرئيل عن الباري |
الا الي اللّه تصير الامور و ماذا بعد الحق الا الضلال فأني تصرفون انا للّه و انا اليه راجعون وفقنا اللّه و اياكم لطلب الطاعة فان من طلب وجد فان السبيل يسره و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و ان اللّه لمع المحسنين.
و صلي اللّه علي محمد و آله الميامين و الذين اتبعوهم باحسان رضي اللّه عنهم و رضوا عنه و لعنة اللّه علي اعدائهم اجمعين الي يوم الدين.
و قد فرغت منها يوم الخميس الخامسعشر من شهر شوال المكرم من شهور سنة 1301 حامداً مصلياً مستغفراً.