04-12 الرسائل المجلد الرابع – رسالة في شرح رسالة الرمز ـ مقابله

شرح رسالة الرمز

 

من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی

مولانا المرحوم الحاج محمد باقر الشریف الطباطبایی اعلی‌ الله مقامه

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 165 *»

بسم اللّه الرحمن الرحيم

«اقول كان في زماننا رجل من اهل الخلاف يدعي معرفة الحقيقة و الرمز فاجتمع ببعض اخواننا المعاصرين لنا و هو شيخنا الشيخ موسي بن محمد الصائغ فكان بينهما كلام في بعض المسائل فاخبرني بمجلسهما و انه كثير الدعوي و هو علي مذهب اهل الخلاف في ان الصاحب7 في الاصلاب فاشار الي ان‏اكتب له مسألة فيها رمز لايفهمها حتي ينكسر و ان فهمها انكسر لانها تلزمه مذهب الحق ضرورة و عيانا و مشاهدة و كشفاً و اشارة و دلالة و حسا و جفراً و شرعاً و غير ذلك حتي لايكون له و لمنكر سبيل في ارض او سماء الا الي الاقرار او الانكسار و هي: بسم اللّه الرحمن الرحيم اقول روي انه بعد انقضاء المص بالمر يقوم المهدي7 و الالف قد اتي علي آخر الصاد و الصاد عندكم اوسع من الفخذين فكيف يكون احديهما و ايضاً الواو ثلثة احرف ستة و الف و ستة و قد مضت ستة الايام و الالف هو التمام و لا كلام فكيف الستة و الايام الاخر و الا لماحصل العود لانه سر التنكيس لرمز الرئيس فان حصل من الغير الاقرار بالستة الباقية تم الامر بالحجة و ظهر الاسم الاعظم بالالفين القائمتين بالحرف الذي هو حرفان من اللّه اذ هما احدعشر و بهما ثلثة عشر فظهر واو الذي هو هاء فاين الفصل ولكن الواحد مابين الستة و الستة مقدر بانقضاء المص بالمر فظهر الستة و الستين في سدسها الذي هو ربعها و تمام السدس الذي هو الربع بالالف المندمجين فيه و سره تنزل الالف من النقطة الواسعة بالستة و الستة و نزل الثاني في الليلة المباركة بالاحدعشر

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 166 *»

و هي هو الذي هو السر و الاسم المستسر الاول الظاهر في سر يوم الخميس فيستتم السر يوم الجمعة و يجري الماء المعين يوم تأتي السماء بدخان مبين هذا و الكل في الواو المنكوسة من الهاء المهموسة فاين الوصل عند مثبت الفصل ليس في الواحد و لا بينه غير و الا لكان غير واحد و تلك الامثال نضربها للناس ولكن لايعقلها الا العالمون و كتبه احمد بن زين الدين بن ابراهيم بن صقر بن ابراهيم الاحسائي في سنة السابعة و التسعين و المأة و الالف من هجرة النبي صلي اللّه عليه و آله الطاهرين».

قوله­: «ضرورة و عياناً» الي قوله «شرعاً و غير ذلك» يشعر بان بعد انحلال عقد الرمز يظهر ان المرموز امر بديهي مشهود بالعيان مكشوف في الجنان مشار اليه مدلول عليه محسوس بالاخماس مستدل عليه بالجفر و الشرع و غير ذلك كله من الادلة الافاقية في السماء و الارض و تكرير البسملة اشارة لاهل البشارة بانه اول الرمز فالابتداء بالحرف الذي لا قوام له الا بين المستقلين دال علي الفعل المقدم المقدر الذي يسري اثره و سره في الاسم المؤخر و الفعل دال علي فاعله الذي احدثه به الحامل للباء الموحدة و هو النقطة التي حصل منها الالف المقدر المقدم في الوجود المؤخر بعد الباء في الشهود لاتصال الاسم به من غير ظهور في الرسم و اللفظ لاقامة الاسم مقامه في الاداء اذ كان لاتدركه الابصار و لاتحويه خواطر الافكار و لاتمثله غوامض الظنون في الاسرار لا اله الا اللّه الواحد القهار و الاسم هو السين المنادي بالنداء الخفي في البسملة الجلي في يس المدعو بدعاء الجليل المتلبس به كل عبد ذليل الذي لايقدر علي شي‏ء الا به فبزبره المتلقي يوحي اليه انه لا اله الا هو و ببيناته التي هي المطابقة لزبره بلغ ما انزل اليه من ربه بقوله([1]) انما انا بشر مثلكم يوحي الي انما الهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً و لايشرك بعبادة ربه احداً و العمل الصالح هو العمل بمقتضي ما امر به و الانتهاء عما نهي عنه بقوله في لسانه الذي في

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 167 *»

فيه ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهيكم عنه فانتهوا و قوله بقوله من يطع الرسول فقد اطاع اللّه لقوله انه لقول رسول كريم و لقوله ماينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي لا فرق بين زبره و بيناته في العدد و ان وصل بالاول الي الثاني المتصل المدد و لايوجد في الحروف مساوي الطرفين الا هو اللهم الا ان بيناته من حرفين وقعا مقام حرف يحكي احدهما النداء المقدم و الاخر العين المؤخر المقدم علي الميم التام الكامل في الاربعين فمن الابتداء الي الانتهاء مع القطع عن الاضافة لا فرق بينه و بين المجهول المطلق في المجهولية بمفرداته و مركباته الا انهم عباده و خلقه فتقهم و رتقهم بيده بدؤهم منه و عودهم اليه.

فاضيف بحرف التعريف للبيان و التوصيف فالبيان هو اللّه و التوصيف هو الرحمن الرحيم فظهر الوصل المقدر قبل السين في الفصل بلا اختلاف في الوصلية الا انه مقدر في الرسم و اللفظ فهو في اللفظ فقط للزوم البيان لذوي الجنان فهما من جنس واحد و هما واحد بالاتفاق لاهل الوفاق فباطنه فيه الرحمة و الوحدة و ظاهره من قبله العذاب لاصحاب السراب فزعموا و عموا بانهما اثنان فالحول منهم اوقعهم في الوحل فليس بين الفاعل و فعله و مفعوله بينونة عزلة و ان هو الا بينونة صفة فكل دان صفة لعاليه و هو هو وجوداً و عياناً و غيره كلاً و جمعاً و ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء قل بفضل اللّه و برحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون فاين الوصل لمثبتي الفصل كائنين ما كانوا كل حزب بما لديهم فرحون و يحسبون انهم مهتدون سواء عليهم ءانذرتهم ام لم‏تنذرهم لايؤمنون، يريدون ان‏يفرقوا بين اللّه و رسله و يقطعون ما امر اللّه به ان‏يوصل و يفسدون في الارض و لايصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لايعلمون. فتفكر في المثاني في الفريقين الذين يوفون بعهد اللّه و لاينقضون الميثاق و الذين يصلون ما امر اللّه به ان‏يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب و الذين ينقضون عهد اللّه من بعد ميثاقه و يقطعون

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 168 *»

ما امر اللّه به ان‏يوصل و يفسدون في الارض اولئك لهم اللعنة و لهم سوء الدار ان الذين يكفرون باللّه و رسله و يريدون ان‏يفرقوا بين اللّه و رسله و يقولون نؤمن ببعض و نكفر ببعض و يريدون ان‏يتخذوا بين ذلك سبيلاً اولئك هم الكافرون حقاً و اعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً و الذين آمنوا باللّه و رسله و لم‏يفرقوا بين احد منهم اولئك سوف يؤتيهم اجورهم و كان اللّه غفوراً رحيماً فهل تجد لسنة اللّه تبديلاً و تفرق بين الاسم و المسمي و الصفة و الموصوف بالعزلة نعوذ باللّه من بوار العقل و قبح الزلل و به نستعين.

فالبيان في البسملة هو اللّه تعالي مقدر الالف في الوصل بحركة الاسم الظاهر في اللّه المبين له المدغم في نفسه الحرف لكمال اظهاره المعرف و ذلك لايكون الا في خفائه عن نفسه و سكونه في جواره و عدم فعله و اثره و حركته و اظهاره المعرف و حركته و العجب ان المعرف و المعرف كليهما اللام و اللامان هما السين فبعد نزوله الي الميم نزل الميم الي اللام و اللام هو التام المختوم بالميم فنشهد ان ارواحهم و نورهم و طينتهم واحدة طابت و طهرت بعضها من بعض و الميم هو الصاد تسعون و مع الجمع بالزبر و البينات يصير اثنين و تسعين فالبينة لاجراء القضاء لا الشهادة و هو ذو عدل كالزبر و عدله و الحاكم هو الواحد و الهاء لتثبيت الثوابت الخمس الباء و السين و الميم و اللامين و وحدتها تصريح بان الثوابت بعضها من بعض من غير قطع و فصل نور علي نور لتمام الظهور اولهم نور و اوسطهم نور و آخرهم نور و مدخلهم نور و مخرجهم نور و الي اللّه تصير الامور في الخفاء و الظهور و هو المستجمع لجميع صفات الكمال لايتطرق فيه النقص في المبدأ([2]) و المآل و هو الذات المستقلة في جميع المقامات فاذا تم الاسم بالتمام وقع الوصف للانام فالصفة الاولي هي الخاصة به العامة في الدنيا و الاخرة و المؤمن و الكافر و هو الرحمن و الثانية صفة الصفة و هي الرحيم العام الخاص بالمؤمنين دون الكافرين او في الاخرة دون الدنيا علي اختلاف من الايتلاف فليس الرحيم بائناً مبايناً

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 169 *»

معزولاً من الرحمن بل هو صفته هو هو وجوداً و عياناً و هو غيره عموماً و شمولاً كما ان الرحمن صفة للّه تعالي فهو هو وجوداً و شهوداً و هو غيره ذاتاً و ثباتاً اذ هو الموصوف و ذاك الصفة و له الصفات المتعددة و هو الواحد و الواحد غير المتعدد ذاتاً و عينها بها صفة قل ادعوا اللّه او ادعوا الرحمن اياً ما تدعوا فله الاسماء الحسني و الامثال العليا و الكبرياء و الالاء هو الذي في السماء اله و في الارض اله و في الدنيا اله و في الاخرة اله و لا اله الا اللّه الواحد القهار فمن عرف مواقع الصفة بلغ قرار المعرفة و من اتخذ لنفسه آلهة الا اللّه فقد اتخذ الهه هواه و السلام علي الذين من عرفهم فقد عرف اللّه و من جهلهم فقد جهل اللّه.

قوله­: «روي» الي آخر اشارة الي ما روي عن الصادق7 في الحروف المقطعة القرآنية في اوائل السور بان الم اخبار عن ظهور النبي9 بعد الالف السابع و المص اخبار عن خروج بني‌عباس الي آخر الحديث الشريف فاعلم ان الباطن علي طبق الظاهر ماتري في خلق الرحمن من تفاوت و النشأة الاخري كالنشأة الاولي افرأيتم النشأة الاولي فلولا تذكرون فكماتري في النشأة الاولي ان وجود الليل و النهار و الضياء و الظلام و اختلاف الليالي و الايام في القرون و الاعصار و اختلاف الحر و البرد و الربيع و الصيف و الشتاء و ما بينهما و تربية الجمادات و النباتات و الحيوانات و الاناسي كلها من الافلاك بواسطة الشعلات الكوكبية و العمدة في ذلك كله هي الشمس التي هي ظهور قدرة اللّه سبحانه في هذا العالم و هي المصداق الجسماني لقوله تعالي اللّه نور السموات و الارض و قطبها الميم الذي هو اسمها الحقيقي في مستقر الشين و السين الاخوين الا ان واحداً منهما من الدرجة الثانية و الاخر من الثالثة و هما ثلثمائة و ستون عدد درجات الدور فالشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم و المستقر في كل مقام هو الثلث‌مائة و الستون و هي تمام الدور و هو منقسم علي اربعة ارباع كل ربع تسعون درجة عدد الصاد فتمام الدور اربع صادات و الشمس تجري

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 170 *»

في اوقات الليل و النهار في واحد من الارباع كما انها في كل فصل تجري في ربع منها بحركتها الخاصة فما دامت جارية في ربع منها اثرت في السفليات اثراً خاصاً متشاكل الاجزاء نوعاً فاذا انتقلت من ربع الي ربع آخر اثرت اثراً آخر يقتضي ذلك الربع و هكذا الي تمام الدور و استيناف دور آخر و ذلك مشاهد كله محسوس معقول منقول كوناً و شرعاً و جفراً و اشارة و دلالة في السماء و الارض لاينكرها الا مكابر مجنون او جاحد معاند مغبون.

و لاجل ذلك امر الامر الحكيم و الشارع العليم عند انقطاع كل صاد بامر من الامور الشرعية مطابقاً للامور الكونية لجذب الامداد و دفع الاضداد لعامة العباد في جميع البلاد من الصلوة و الصيام و غيرهما مما انتظم به النظام و لاسيما الصلوة التي هي عمود الدين اذا قبلت قبل ماسواها و ان ردت رد ماسواها لما فيها من الاعمال الظاهرة المقسومة علي الجوارح كلها كل واحدة مأمورة بامر خاص بها و لما فيها من التوجهات الباطنة الي رب الارباب جلّ‏جلاله بحيث لايغني احديهما بدون الاخري فليس كل واحدة بفردهما صلوة و المجموع المركب هو الصلوة فاذا ارتفعت الشمس و وصلت الي آخر الصاد الاولي و انتقلت الي الثانية و استوت علي الطرفين بالعدل و قامت بالافاضة و الامداد علي الصدفين اقيمت الصلوة التامة ظاهرة و باطنة لجذب الامداد فامر اللّه سبحانه بذلك فقال اقم الصلوة لدلوك الشمس الي غسق الليل و قرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهوداً فاول عمود بني في الدين هو الصلوة للمؤمنين و اولها هي صلوة الظهر التي هي الوسطي المؤكدة في الحفظ بقوله حافظوا علي الصلوات و الصلوة الوسطي لانها بين صلوة الصبح و العصر اللتين هما النهاريتان فاذا زالت الشمس فقد قامت الصلوة التي هي العمود روحها ولاية اميرالمؤمنين و اولاده المعصومين صلوات اللّه عليهم اجمعين و ظاهرها هي الاعمال الظاهرة فلذا روي عنه7 من

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 171 *»

اقام الصلوة فقد اقام ولايتي و لذا ورد في دعاء الاعتقاد في صفته7 من لااثق بالاعمال و ان زكت و لااراها منجية لي و ان صلحت الا بولايته و الايتمام به و الاقرار بفضائله و القبول من حملتها و التسليم لرواتها.

بالجملة فاذا انتقلت من وقت الظهر الي وقت العصر اقيمت العصر ايضاً لجذب الامداد من رب العباد و منع الاضداد و دفعها في الجملة لهبوطها و دنوها الي الغروب و اختلاط الظلمة من الليل في الجملة و كسر سورة التأثير منها الي ان غربت و ارتفع انوارها و ضعفت آثارها و اثرت الظلمات و اضرت لما فيها من البرودات و الرطوبات الغريبة او الحرارات و اليبوسات الغريبة في بعض الاحيان التي ليست من الشمس المربية للعالم المفيضة علي اهله بالامداد الغريزية الاصلية التي هي منها و اليها فاقيمت الصلوة ايضاً صلوة المغرب و العشاء لدفع الاضداد الغريبة و جذب الامداد بالتوجه الي رب العباد فلما زالت الشمس من الصاد الثانية الي الثالثة و ذلك عند زوال الكوكب الطالعة اول الليل عن سمت الرأس و ذلك وقت نهاية البعد من الشمس من اهل الارض و وجهها الذي هو المقابل للشمس فتكون تحت اقدامهم في مقابل الزوال الذي تكون فوق رؤسهم فذلك وقت هجوم الظلمات في الطرفين الصبح و الشفق و غشيان الليل النهار و عدم تأثير الشمس فيما وقع بالعشاء و الامس فعند ذلك تحركت الشياطين الساكنة في ظلمات الطرفين و شرعت في التأثير علي خلاف تأثير الشمس و هو المضر للعباد لانه علي خلاف تأثير المربي الذي اقامه اللّه تعالي مقامه الحامل للامداد الغريزية و هو الشمس فاذا اقيمت الصلوة صلوات([3]) الليلية لدفع الضرر الظاهر من بعد المربي و هجوم الشياطين و قربهم الي الخلق و الجذب من المبدأ بالتوجهات و التضرعات و التذللات من خالق البريات و عدم الايجاب لعدم التحمل غيره فاكتفي بالاستحباب و لسنا بصدد الشرح في كل باب.

ثم اذا زالت الشمس من الصاد الثانية الي الثالثة و اقتربت درجة بعد

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 172 *»

درجة الي آخر الثالثة و اول الرابعة شرعت في التأثير من طرف الصبح و ازداد في الامداد في وجود العباد الذاتية و انتقصت بذلك العرضية الي ان بلغت حداً ظهر نورها في الافق الحسي و انفلق الصبح و انفجر فأمر العباد بالقيام من المنام و التوجه الي الملك العلام و استمداد الفيوض الذاتية و دفع العرضية و تجديد العهد و جذب الغريزيات من المهد باقامة الصلوة و القيام و الركوع و السجود و التذلل و الخضوع و الخشوع في حضرة المسجود اداء لتجديد النعمة و قضاء لتكرير الدورة في ازالة النكبة و رفع([4]) النقمة و لما ظهرت الشمس في الافق الحسي و طلعت بلا حجاب و ذلك بعد مضي الاوقات بين الطلوعين فكر الجديد و قام العيد للعبيد بظهور السعيد و اختفاء النحس العنيد و ذلك مشهود لكل من القي السمع و هو شهيد([5]) في السماء و الارض من الجديد و العتيد فظهر لمن نظر ان من الدور الذي هو الزوال الي الافق الحقيقي تسعون درجة صاد واحدة و منه الي نصف الليل تسعون درجة و منه الي الطلوع تسعون درجة و هما صادان مائة و ثمانون درجة و هي المعبر عنها بالراء التي مأتان و طلوع الشمس فيها اي المأتين بعد افولها من الصاد الاولي الي الثانية و ان بقي منهما عشرون درجة.

فاذا علمت ذلك فاعلم ان لدائرة الحق درجات ثلث‌مائة و ستين تدور شمس الحق فيها و لها بروج اثناعشر كل برج له ثلثون درجة نعم المنزل طيبة و ما بثلثين من وحشة كالبروج الاثني‏عشر و الشهور الاثني‏عشر ماتري في خلق الرحمن من تفاوت كماكان لموسي اثناعشر نقيباً لاثني‏عشر سبطاً و اثنتاعشرة عيناً قد علم كل اناس مشربهم و كان لعيسي اثناعشر حوارياً و لمحمد9 اثناعشر وصياً: هم الهداة الي شمس النبوة و هي تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم و قد اشار الي ذلك قوله تعالي الذي يراك حين تقوم و تقلبك في الساجدين و هم المهديون اذ

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 173 *»

غير المهدي لايهدي فليس بهادي أفمن يهدي الي الحق احق ان‏يتبع امن لايهدي الا ان‏يهدي فما لكم كيف تحكمون فالشمس المقسم بها هو شمس النبوة و الشمس و ضحيها و مهابط الوحي و معادن الرحمة هم بروج فلك الولاية و قد صنع اللّه تعالي ذلك كذلك و ليس في صنع الخلق ذلك فشمس الحق هو النبي9 الذي قلبه الميم كما ان قلب الشمس هو الميم و هو السيد الميم فاذا عرف الميم بلام التعريف المتصل بهمزة الوصل لرمز الاصل صار الم هكذا ولكنه مع علي و علي معه يدور معه حيثما دار فالمعرف له هو اللام الذي هو قلب الولي الذي اسمه علي7 و يتلوه شاهد منه من جنسه لا من غير سنخه كما روي تفسيرها فيه7 و هو القمر الذي تليها المقسم به في السورة لاتمام نوره كما لايخفي علي من ظهر له به و من لم‏يجعل اللّه له نوراً فما له من نور فالمراد بـالم هو ظهور محمد9 حيث قام بعد الالف السابع عند تمامه و هو اول وقت الظهور و الظهر لتمام اهل الاكوان في تمام الدهور استخلصه في القدم علي سائر الامم اقامه مقامه في الاداء اذ كان لاتدركه الابصار و لاتحويه خواطر الافكار و لاتمثله غوامض الظنون في الاسرار لا اله الا اللّه الواحد القهار لاقامة الصلوة فان لم‏يفعل فمابلغ رسالته فمن لم‏يقم الصلوة و لم‏يبلغ لم‏يكن مبلغاً و لا نبياً و لا رسولاً فالرسالة تحققت بالولاية كما انها تحصلت بها فلما غرب صاحبها غصبت بلا مهلة فصارت الدولة لاهل الظلمة و هي ظلمات ثلث بعضها فوق بعض في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض اذا اخرج الولي يده لم‏يكد يراها فقعد عن القيام و قام الظلام علي امور اللئام و اتبع الانام كالانعام لراع الاغنام و هم ثلثة ارباع بصنع الخلق و اجتماعهم و لايصير الاعمي باجتماعهم بصيراً و لا الجاهل عليماً خبيراً فما لكم كيف تحكمون فتأخر القيام من ولي الملك العلام الي ان مضي الثلثة كل واحد صاد من الصادات صاد ما صاد و قد نشأ منهم الفسادات.

و قد علمت مما مضي انه حين بلوغ الشمس الي الافق الحقيقي الشرقي

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 174 *»

لاتطلع لاهل الارض الا بعد الوصول الي الافق الحسي فصار قيامه7 بعد الثلثة بصاد هو الربع و صادين هما الربعان من الدورة فقام المهدي بعد انقضاء الم بالم اي باختياره من اللّه و نصبه من عند اللّه لا باختيار سائر الخلق من عند انفسهم بعد الصادات الثلث في الراء كما مرت الاشارة اليه و ذلك جار في الملك و الملكوت و السماء و الارض محسوس معقول منقول ان الاعادة في الظهور بعد الغياب لابد من مضي ثلث صادات في الراء فكذلك المهدي عجل اللّه فرجه روحي له الفداء و عليه و علي آبائه الصلوة و السلام و الثناء بعد غيابه و ارتحال آبائه و غروبهم: في الافق الحسي و الربع الاول الذي هو التسعون درجة المعبر عنها بالصاد بانقضاء صادين في الراء كماعرفت بالم اي بنص و نصب و اجتباء من اللّه في الميم9 لا بشي‏ء آخر.

و المراد بقوله­: «و الالف قد اتي علي آخر الصاد» فيمكن ان‏يراد بالالف الف المر او الف نفس الصاد الذي هو من بيناته و لكل وجه وجيه لايخفي علي النبيه فان اخذ الف المر فالمراد ان ابتداء الظهور بعد الغياب و الانتقال من ربع الي ربع و من صاد الي صاد يكون بعد الصاد لامحالة و ذلك مشاهد محسوس معقول منقول و ان اخذ الف البينات فالمراد ان ابتداء بروز آثار الظهور الحسي قبل البلوغ الي درجة التسعين بل يكون في الخامس او السادس من الدرجات في الثمانين باعتبار الالف و الدال في تمام الصاد كماتظهر آثار الشمس حين طلوع الفجر قبل طلوعها.

و اما قوله­: «و الصاد عندكم اوسع من الفخذين فكيف يكون احدهما» فتحقيق دقيق و تدقيق رشيق من رحيق مختوم للرفيق الشفيق و ان اعرض عنه الشقيق لانه بحر عميق لايسبح فيه الا الصديق و الاشارة الي ذلك لاهل البشارة انه لايعقل كما لاينقل وجود الاشارة من غير مشير و لا البشارة من غير بشير و لاينئبك مثل خبير و قد حجب عن فهم الحمير فلايستقيم الاستقامة بغير مستقيم و لا اقامة بغير مقيم و لا القيام بغير القائم و لا

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 175 *»

الدوام بغير الدائم و لا الدلالة بغير دال و دليل و لا ظل من غير ظليل و لا حس بغير حاس و لا عقل بغير عاقل و لا نقل من غير ناقل و لا شرع من غير شارع و لا علم من غير عالم بارع و لا هداية الا بالهادي و لايكون الهادي من البادي فلابد ان‏يكون مهدياً من قبل و هكذا الامر في جميع الذرات و سري في كل المذروءات فلايعقل كما لاينقل بقول كلی وجود فعل من غير فاعل و لا قبول من غير قابل.

فاذا عرفت ذلك فاعلم ان مراده­ من قوله: «و الصاد عندكم اوسع من الفخذين» الصاد الذي غرب فيه شمس النبوة و حجب فيه امر الولاية بالغصب ففي ذلك الصاد و ان غصب فيه الخلافة ولكنها لم‏تتحقق و لم‏تستقر علي الغاصبين من غير وجود القائم بالحق و الالف المستقيم بعد الصاد اي في وسطه و هو البينة من عند اللّه تعالي و لو لم‏يكن الالف في وسطه لماامكن للغاصبين الخلافة و السلطنة فكلما حدث فيه الحادثة و نزلت فيه البلية و الداهية التجأوا الي ذلك القائم المستقيم و القيم المقيم فاقام اودهم و استقام عوجهم فحل المشكلات و كشف المعضلات ببيان كاف و تدبير شاف كما قال7 سلوني قبل ان‏تفقدوني و اعترف بذلك الجميع بحيث لايمكنهم الانكار و لا الاستكبار لظهور ذلك لدي الكبار و الصغار فاظهر الاول الانكسار بقوله اقيلوني اقيلوني لست بخير منكم و علي فيكم و اقتفي به الثاني و اشتد في ذلك بقوله لولا علي لهلك عمر من غير مرة بل كرر بالسنة شتي و عبارات مختلفة كقوله: لا قضية بلا ابي الحسن و لايبقي بدونه في الظعن و كذلك الثالث منهم استعان به في كل ما يرد عليه و لم‏يمكنه الوسن فهم موسع عليهم بوجوده فيهم من غير نصب و عصرهم يلي الغروب و هو الصاد الوسيع بوجود الالف فيه و مع ذلك قدعلم اولوا الالباب بحكم الكتاب افمن يهدي الي الحق احق ان‏يتبع امن لايهدي الا ان‏يهدي فافتحضوا لديهم و يرد عليهم ما عليهم فاذا كان الامر كذلك و هو كذلك كما عرفت فكيف يعقل او ينقل ان‏يكون

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 176 *»

في عصر من الاعصار ان‏يقوم الحق بلا محق او تنتظم الامور و تستقيم بلا مقيم مستقيم او بمقيم يكون الضر اقرب منهم من نفعه لبئس المولي و لبئس العشير و ان قالوا انما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لايشعرون.

و مراده اعلي اللّه مقامه من الفخذين الفخذان اللذان بعد الصاد الاول الذي قد غرب فيه شمس النبوة و هم قبيلتان من بني امية و بني عباس الذين لم‏يرجعوا الي الائمة الطاهرين القائمين مقام اللّه عليهم صلوات اللّه و استبدوا بآرائهم في سخط اللّه فكيف يكون حالهم و مآلهم من غير التجاء الي القائم في مقام اللّه و الصاد الذي فيه الالف اوسع عندهم من الفخذين لالتجائهم الي الالف و مع وسعته لاينتظم امرهم بل افتضحوا فكيف حال احد الفخذين فكيف يعقل او ينقل ان‏يكون القائم في الاصلاب و القيام في الوجود و المستقيم في الاصلاب و الاستقامة في الوجود و المحق في الاصلاب و الحق في الوجود و المعلم في الاصلاب و العلم في الوجود و هكذا فمن اعترف بقراءة الكتاب و هداية فصل الخطاب ربنا ماخلقت هذا باطلاً علم ان القائم موجود لوجود القيام و المستقيم موجود لوجود الاستقامة و المحق موجود لوجود الحق فان غاب شخصه كالشمس اذا جللها السحاب فالانتفاع حاصل لوجود الكتاب و القاء الصواب كانتفاع الخلق بالشمس اذا جللها السحاب كما قال و كما قال انا غير مهملين لمراعاتكم و لا ناسين لذكركم و لولا ذلك لاصطلمتكم اللأواء و احاطت بكم الاعداء. اليس اللّه بكاف عبده فبأي حديث بعد اللّه و آياته يؤمنون و ماتغني الايات و النذر عن قوم لا يؤمنون انا لله و انا اليه راجعون.

و اما قوله اعلي اللّه مقامه «و ايضاً الواو ثلثة احرف» الي آخر فهذا رمز آخر و همز ظاهر مضمر بان الدور في كل عالم بحسبه اذ ماتري في خلق الرحمن من تفاوت باثني‏عشر برجاً ستة منها تحت القدم مستترة و ستة منها فوق الرؤس ظاهرة بينة و العمود بينها([6]) هو العماد و هو الالف المستقيم الذي يكون دائماً في الوسط و قدتساوي الطرفان بالنسبة اليه كالشمس في النمط

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 177 *»

و هو التمام بلا كلام من عاقل و كقيام الليل و النهار و ما بينهما بوجود الشمس فلو لم‏تكن لم‏يوجد الليل و النهار و ما بينهما و لا القرون و الاعصار فاذا كان العوالم كلها في الدوران و السير الي من هو الموجد للامكان و الاكوان و الاعيان فلابد من وجود الشمس و جعلها سراجاً وهاجاً لتبيين الظلمات من النور و الظل و الحرور شاهداً و مبشراً و نذيراً و داعياً اليه باذنه و سراجاً منيراً فان كان في الستة الظاهرة ظاهراً فهو و لا كلام لذي كلام و ان كان في الستة الخفية فالستة الظاهرة و دورانها تدل علي ظهور الستة الخفية بعد خفاء الستة الظاهرة و طلوع الشمس بعد غروبها فالستة الاولي دليل علي الستة و الايام الاخر و الا لماحصل العود و ذهاب الستة الاولي دليل علي رجوع الستة الاخري لانه سر التنكيس اي الدوران لرمز الرئيس اي القائم المهدي الهادي و الا لايعقل كما لاينقل الاهتداء و الاقتداء بمن هو سائر الي الابتداء و ذلك ظاهر في الارض و السماء مشاهد بالعيان مكشوف في الجنان محسوس بالمشاعر مشار اليه بالمدارك مدلول عليه بالدلالات واقع في الخارج ما له من دافع في المعارج مشروع من الشارع في جميع الشوارع مرموز في القواعد الجفرية و امثالها و غير ذلك فان حصل من الغير المخالف الاقرار بالستة الباقية لمارأي الستة الفانية فقد تم الامر بالحجة و ان جاء بالانكار فانكسر بالادبار و الاستكبار من غير محجة.

و قوله­: «و ظهر الاسم الاعظم» فالمراد هو القائم الغائب الذي يرجع بعد الغياب الضمير اليه اذ هو الجاه و لا جاه للعباد سواه اذ:

و من طوي الموصول و المفصولا   و الفعل و الفاعل و المفعولا
فلايميز للاشارات فلا   يمكن ان‏يجعل جاهاً مثلا

و هو المكنون المخزون الذي لايري شيئاً سواه ظاهره هو نفسه و باطنه هو ذاته فظاهره مطابق لباطنه و باطنه مطابق لظاهره فهو هو وجوداً و عياناً و ظاهراً و باطناً و هو غيره كلاً و جمعاً و صفة و لا عزلة ظاهراً و باطناً فهاؤه

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 178 *»

لتثبيت الثابت و واوه اشارة الي الغائب و كلاهما قائمان بالالف الذي هو البينة لهما و تلك البينة هي الاية فيهما قال تعالي سنريهم آياتنا في الافاق و في انفسهم حتي يتبين لهم انه الحق او لم‏يكف بربك انه علي كل شي‏ء شهيد فالواو اشارة الي الهاء و الهاء هو الواو اذ هو ستة بالبينة و بينته ثابتة لالف الواو و هو ظهورها و هي الظاهرة له به و اظهر منه لا فرق بينهما و لا فصل لشدة الوصل كما هو في الاخبار يرجع الي اعاليها لا الي الاعلي بكل اعتبار لتمام الصدق في القضايا الصادقة و الا لكانت كاذبة و ما لها و الصادقة الا في العلم و الجهل من الغير لا في انفسها اذ هي هي بكل اعتبار و تمتنع ان لاتكون هي هي بكل اعتبار اللهم الا عند الغير من العلم و الجهل فيختلف الاعتبار بلا غبار فالخبر هو المبتدأ و الا فهو غيره غير محمول عليه و ان عرفت الاشارة استغنيت عن العبارة بازيد من ذلك و ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء.

فاتحد الالفان و الهاء و الواو و العجب العجاب انهما احدعشر و بالالفين صارا ثلثة عشر فالالف الاول الثابت في الهاء الف الوصل فما له من فصل و هو الاب و الثانية هي المشيرة اليه و هي الام و هما اصلان لاحدعشر صلوات اللّه عليهم اجمعين و جامعهم الرابع‏عشر9 فظهر الواو ستة و الف و ستة الذي هو الهاء لانها ستة بثلث‏عشر و الالف العمود مقدر بين الواوين بلامين كما تري الشمس بين الستة و الستة فكان ظاهراً من قبل في مقام الاب اذ لابد من بقية من اللّه في الارض لاتمام الستة بالفرض ثم غاب عن الابصار و ماغاب عنه الابصار و هو يدرك الابصار اذ هو الراعي الذي استرعاه اللّه امر غنمه و هو العالم بمصالح غنمه و المعدوم في الاصلاب و الراكب علي الرقاب من غير حساب و لا صواب لايسمن و لايغني من جوع العباد في جميع البلاد فاين الاهمال و القطع من فيض الفياض و الفيضان علي الحياض

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 179 *»

و الفصل و هو([7]) مما يمنعه اللطف و الفضل و تعالي عن ذلك علواً كبيراً ولكنه مقدر مستور بين الستة و الستة بانقضاء المص الذي هو بدء خروج بني‌عباس الذين عبسوا و تولوا عن الحق فايام دولتهم ربع من ارباع دولة اهل الباطل تسعون درجة فلابد من انقضاء دولتهم مع انقضاء([8]) سائر الدول الباطلة بعد دولتهم و هي ربعان آخران كمامرت الاشارة اليه فتمام الدورة ثلث‌مائة و ستون درجة ربعها زمان ظهور الحق عند الم ذلك و ثلثة ارباع منها دولة اهل الباطل و ظهوره بعد الخفاء و الغياب بعد انقضاء الثلثة لامحالة كما ان طلوع الشمس بعد الغروب لايتحقق الا بعد دوران تسعة بروج كما لايخفي فاذا انقضي الصاد و الراء ظهر ما ستر فيهما و طلع ما غاب و آب و شرع في الدوران في البرج الثالث الذي هو اول الدور الثاني الذي هو السدس من الستة الظاهرة و الربع من الاثني‏عشر([9]) الستة الظاهرة و الخفية و المراد بالربع هو الصاد الاول تسعون درجة من افق المشرق الي دائرة نصف النهار و ظهر سر الستة و الستين و@فان خ‌ل@ الواو الاول هو الستة و الواو الثاني هو الستون لترتب الدرجة فالدور([10]) و ان كان ثلث‌مائة و ستون([11]) درجة فلماكان للشمس سير خاص بها علي التوالي علي خلاف خلاف التوالي اقتضي ذلك عدم تطابق عدد الايام في تمام الدور علي الدرجات كما لايخفي علي اهله فيصير الايام ثلث‌مائة و ستة و ستين تقريباً و تمام السر عدم سكون الشمس و عدم مطاوعتها للسير علي خلاف التوالي و ان اقتضي المتابعة بالعرض بين اصحاب الغرض التقية ديني و دين آبائي في الشرع الثاني الذي شرع بعد قتل قابيل هابيل فقال آدم7:

تغيرت البلاد و من عليها   و وجه الارض مغبر قبيح

و تمام السدس و هو الاحدعشر واحد من ستة و ستين كما ان تمام الربع الذي هو الصاد تسعون درجة واحد من اربعة ارباع من الثلث‌مائة و ستين درجة و الواحد هو الالف المندمج فيه السدس و الربع و من العجب ان الالف هو قطب

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 180 *»

جميع الحروف و قلبها و اصلها او ما يقوم مقامه و هو الواو في النون و الباء في الجيم و اشباهه و اما قلب الالف و قطبه اللام و ظهوره الالف و شعوره الفاء فاندماج الحروف في الالف ظاهراً ظاهر و باطناً باطن اذ هي الالف المتكرر مرة فحصل الباء او مرتين فحصل الجيم و هكذا و ظهر سر الالف ايضاً فيه لانه تجلي له به و ذلك السر هو النقطة ظاهرهما ظاهر و باطنهما باطن فظاهرهما حصول الالف من نقطتين و ازيد و باطنهما وجود الخلق من الخالق و الفعل من الفاعل و النعت من الناعت و امثال ذلك فباندماج كل واحد من الستة في الالف يندمجان في النقطة ايضاً و هي غاية الغايات و نهاية النهايات فالستة الاولي هي الهاء كما عرفت و الثانية هي الواو و الاول الثابت الغائب و الثاني هو الاشارة اليه و الشاهد منه القي في هويته مثاله بالاشباع و اظهر منه افعاله بالشعاع و ليس لندائه لسواه سمع واع فانتجبه الداع بالدعاء فنزل في الليلة المباركة بالاحدعشر التي من بركتها تفصل الاجمال و ظهر ذو الجلال بالكمال في غاية الجمال و هي ليلة القدر التي هي خير من الف شهر يفرق فيها كل امر حكيم و الامر الحكيم هو الامام الحكيم و انه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم شاهد صدق للفهيم فالليلة المباركة هي فاطمة3 و الاحدعشر: هم قوي هو و الهاء ستة فهو الواو و الواو واوان فهما الستة و الستون و سدسها احدعشر و هم هو و هو بعينها نفس الستة و الستين و تمام السدس الذي هو هو الغائب الواحد فهو الالف و هو واحد من احدعشر بل واحد من ثلث‏عشر و الثلث‏عشر هو الواو الواحد فهو الالف و هو ربع مجموع هو اذ هو اربعة احرف هاء و واو و الف و واو فتمام الستة و الستين تمام سدسها احدعشر و هو تمام ربعها و هو تمام الواحد الحادي‏عشر و هو تمام الثالث‏عشر و هو الالف و هو تمام الستة و الستين كما بدأكم تعودون و البدء هو العود و العود هو البدء و الكسر تمام ذي الكسر و الكسر تمام الكسر الاخر و الكل تمام البعض و البعض تمام الكل و الكل تمام

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 181 *»

الكل و البعض تمام البعض اشهد ان ارواحكم و نوركم و طينتكم واحدة طابت و طهرت بعضها من بعض فاعرف هذا السر المبهم و الرمز المنمنم في جهات المرموز و لله در@دره ظ@ من قائل ادرج في قوله تمام هذه الرموز فهذه هي اوصاف المركوز من عند اللّه تعالي في البطون و البروز.

اولئك آبائي فجئني بمثلهم   اذا جمعتنا يا جرير المجامع

و يمكن ان‏يراد بالليلة المباركة المباركة الشمعونية صلوات اللّه عليها المباركة بالغائب الذي هو السر اذ السين نظيرة الالف و المهملتان نظيرة الواوين و الاسم المستسر ايضاً صار واضحاً ظاهراً باخذ النظائر و تحصيل الحاصل و التقديم و التأخير و الواو هو الاشارة الي الغائب القائم و هو السر كماعرفت ان عرفت فقد ظهر السر واضحاً في الواو الذي هو الهاء صاحب المراتب الخمس من التوحيد الذي يراك حين تقوم و تقلبك في الساجدين و تقلبه في الساجدين هو السر([12]) الي ان وصل الي صاحب الخميس و علامته الهاء و هو العسكري7 فيستتم السر يوم الجمعة التي علامتها الواو و يجري الماء المعين يوم تأتي السماء بدخان مبين و هو العذاب الذي يغشي الناس قبيل ظهوره حتي يكشف عن الساق و يدعون الي السجود و الكل في الواو المنكوسة التي من الهاء المهموسة فالمراد من نكسها رجوعها الي ما منه بدئت و هي الهاء المهموسة المخفية فان في الدوران نصف الدور ظاهر و هو الستة من البروج و نصفه خفي و هو الهاء و هي ستة ايضاً ففي الدوران يصير الخفي ظاهراً و الظاهر خفياً فتصير الواو هاء و الهاء واواً فهي هي فاين الوصل عند مثبت الفصل يريدون ان‏يفرقوا بين اللّه و رسله و يقولون نؤمن ببعض و نكفر ببعض و يريدون ان‏يتخذوا بين ذلك سبيلاً اولئك هم الكافرون حقاً و اعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً فليس بين الواحد و بين حجته فصل و لا بينهما سبيل سوي نفس السبيل الذي هو الدليل و الا لكان غير واحد فلو كان

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 182 *»

غير واحد فلايدل عليه فالدليل هو صفة المدلول عليه و الا لكان دليلاً علي غيره و تلك الامثال نضربها للناس و لايعقلها الا العالمون لنا مع اللّه حالات هو فيها نحن و نحن فيها هو و نحن نحن و هو هو اي نحن هو وجوداً و اثباتاً و عياناً و نحن غيره كلاً و جمعاً و احاطة الا الي اللّه تصير الامور انا للّه و انا اليه راجعون.

و قد تم في الاربعاء الخامس و العشرين من شهر ربيع المولود من شهور سنة 1296 حامداً مصلياً مستغفراً.

 

 

([1]) بقول خ‌ل.

([2]) البدأ. خ‌ل

([3]) صلوة. خ‌ل (الصلوات، الصلوة ظ)

([4]) دفع. خ‌ل

([5]) الشهيد. خ‌ل

([6]) بينهما خ‌ل.

([7]) هما. خ‌ل

([8]) انقطاع. خ‌ل

([9]) اثني‏عشر. خ‌ل

([10]) فالدوران. خ‌ل

([11]) ستين. ظ

([12]) السير. ظ