04-07 الرسائل المجلد الرابع – رسالة في بيان المراد من تسمية المشية بالنفس الرحماني الاولي ـ مقابله

بيان المراد من تسمية المشية بالنفس الرحمانی الاولی

 

من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی

مولانا المرحوم الحاج محمد باقر الشریف الطباطبایی اعلی‌ الله مقامه

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 115 *»

بسم اللّه الرحمن الرحيم

السلام عليك يا ابا عبد اللّه و علي جدك و ابيك و امك و اخيك و الائمة من بنيك و شيعتك و مواليك و رحمة اللّه و بركاته.

المعروض علي جنابكم انا دخلنا حرم الكاظمين8 كرة بعد اولي بعد المراجعة من العسكريين8 بحمد اللّه و بركتهم سالمين داعين لاخواننا المؤمنين و نسألكم الدعاء لنا في تلك المشاهد الشريفة.

اما ما امرتني به من بيان مراد الشيخ الاجل الاوحد روحي لتربته الفداء و عليه التحية و الثناء من اللّه تبارك و تعالي من قوله­ نفس الرحماني الاولي في تسمية المشية الي آخر قوله في شرح تلك العبارة و انت تعلم ان الامتثال في الاشتغال بالحل و الارتحال لايمكن علي ما ينبغي مع تبلبل البال و تشويش الحال ولكن الاشارة كافية لاولي الدراية لاسيما مثلك فانك تستغني بالتلويح من التصريح و الحمدللّه.

فاعلم ايدك اللّه تعالي ان لكل شي‏ء من الاشياء اربع مراتب من مبدأ وجوده الي منتهي شهوده فتلك المراتب مرتبة المادة و الصورة النوعيتين و المادة و الصورة الشخصيتين و قد عبر عن المراتب بالفاظ اخر بملاحظة بعض المناسبات الحكمية فمرة عبر عنها بالنقطة في مقابل المادة النوعية و بالالف اللينية في مقابل الصورة النوعية و بالحروف في مقابل المادة الشخصية و بالكلمة في مقابل الصورة الشخصية و مرة عبر عنها علي الترتيب بالرحمة و الرياح و السحاب المزجي و السحاب المتراكم الثقال و مرة عبر عنها

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 116 *»

بالرحمة و النفس الرحماني و الحروف و الكلمة ففي هذه المراتب حلان و عقدان فالحل الاول في المرتبة الاولي و العقد الاول في الثانية و الحل الثاني في الثالثة و العقد الثاني في الرابعة.

و انت تعلم ان‌شاءاللّه ان هذه المراتب المتعددة لاتوجد في نفس المشية الا بتزييل الفؤاد لانها هي التعين الاول و لايوجد فيها الكثرات الا اثنين لايوجد احدهما بدون الاخر بل و لايدرك احدهما الا و يدرك الاخر فكانا معاً شيئاً واحداً فهما نصفان لشي‏ء واحد و هو المشية و هي واحدة حقيقة و ما امرنا الا واحدة.

فاذا كان الامر كذلك فلابد في استعمال الالفاظ التي تستعمل فيما دونها فيها من تدارك فمن تلك الالفاظ النفس الرحماني في تسميتها لانه يستعمل في العقد الاول في الوجود المقيد بعد الحل الاول فلذلك قيد بالاولية ليعلم المراد منه بوساطة القيد كما ان لفظ آدم و نوح و ابراهيم موضوعة للاشخاص المعروفة: فاذا اراد المؤثر العالي ان‏يسمي نفسه بها قال انا آدم الاول انا نوح الاول و هكذا.

فاذا قيد النفس الرحماني بالاولي يراد منه المشية العالية المؤثرة باحتمالين احدهما انه قيام الاشياء بها قيام صدور كما قامت الحروف بحركة المتكلم فان قيامها بها قيام صدور و ذلك الاحتمال ليس فيه اشكال ان‌شاءاللّه.

الاحتمال الثاني اذا اريد منه المعني الثاني اي الحقيقة المحمدية فيصير قيام الاشياء بها قياماً ركنياً كقيام الحروف بالصوت الممتد من جوف المتكلم الي الفضاء فلابد في اعتبار هذا المعني من تزييل الفؤاد لا بالتمييز العقلي فما دونه.

و ذلك ان‏تقوم الاشياء بها ليس بتقوم ركني اذ ليست المشية اجزاء للاشياء ولكن الفؤاد يعرف ان كل ما يوجد فيما دونها فهي من عطائها فكانت فيها علي نحو الصلوح الفعلي الايجادي و ليس فيها ذكرها علي نحو

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 117 *»

الصلوح الانفعالي الانوجادي فليس فيها الا ذكر نفيها و النفي شي‏ء كما قال7 فبهذا الذكر يكون قيامها بها قيام ركن و هذا القيام الركني بهذا المعني هو القيام الصدوري فصار المعنيان معني واحداً لدي اهل المعرفة و المراد بالمعنيين في شرح تلك العبارة هما المعنيان في قوله­ و الرحمة الكلية فراجع اليها تجدها كذلك.

و ليس لي مجال ازيد مما اشرت اليه و هي كافية لمثل جنابك ان‌شاءاللّه تعالي و التمس منك الدعاء و الزيارة و قد فرغت منها في السادس من شهر جمادي الاولي من شهور سنة 1287 حامداً مصلياً مستغفراً.