04-06 الرسائل المجلد الرابع – رسالة في بيان مجمل للبسيط و اول الموجودات ـ مقابله

بيان مجمل

للبسيط و اول الوجودات

 

من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی

مولانا المرحوم الحاج محمد باقر الشریف الطباطبایی اعلی‌ الله مقامه

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 111 *»

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد للّه رب العالمين و الصلوة و السلام علي محمد و آله الطاهرين و اللعنة علي اعدائهم اجمعين.

و بعد يقول العبد الخاسر محمد الباقر غفر اللّه له و لوالديه و لاخوانه المؤمنين لما وصلت الي بلد الكاظمين صلوات اللّه عليهما لاقاني بعض الاعلام الذي لايمكن نعته بالاقلام@بالاحلام خ‌ل@ و قد طالع ادام اللّه بقاه بعض رسائل الاستاذ الكل في الكل روحي له الفداء المسمي بالفصول الموضوع في مراتب الوجود و اشار روحي فداه بان اول الوجودات الذي هو البري‏ء من التعينات عنوان الذات البحت البات بل ليس له تعبير@تغيير خ‌ل@ في ذاته فتحير ادام اللّه بقاه بانه اي شي‏ء هو بناءاً علي ان الشي‏ء اما يكون مقيداً او مطلقاً او مطلقاً عن قيد التقيد و الاطلاق و هو اول الوجودات و لايعقل قسم آخر لايكون مقيداً و لا مطلقاً و لا مطلقاً عن قيد الاطلاق.

فامرني سلمه اللّه تعالي ان‏اشير الي ما اشار اليه في الفصول بل اشار اليه الشيخ الاوحد اجل اللّه شأنه و انار برهانه و لم‏يمكن لي ذلك لاجل الاشتغال بالحل و الارتحال و تشويش البال الي الحال فوجدت فراغاً ما فشرعت في الامتثال مع تفرق الخيال في غاية الاستعجال فان وجدتم الاختصار فاعفوا عني ان‌شاءاللّه لاني معذور مشغول و العذر عند كرام الناس مقبول.

فاعلم ادام اللّه بقاك ان البسيط الذي ليس فيه شائبة التركيب بوجه من الوجوه و اعتبار من الاعتبارات و حيث من الحيوث لم‏يقيد بشي‏ء سواه و ليس له سواه فلم‏يقيد بقيد الذات كما لم‏يقيد بقيد الصفات و لم‏يقيد بقيد الجواهر

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 112 *»

كما لم‏يقيد بقيد الاعراض و لم‏يقيد بقيد البساطة كما لم‏يقيد بقيد التركيب و لم‏يقيد بقيد الوجوب كما لم‏يقيد بقيد الامكان و لم‏يقيد بقيد الاولية كما لم‏يقيد بقيد الثواني و لم‏يقيد بقيد الاولوية و الاظهرية و الاوجدية و امثال ذلك مما تشتق من افعل التفضيل اذ كل ذلك قيد في الحقيقة و ما كان مقيداً بقيد ما و لو بقيد البساطة و الاولية و الاولوية و امثالها ليس بسيطاً صرفاً و ليس لي تعبير عنه بل ليس لاحد من الاولين و الاخرين التعبير عنه و لفظ البسيط الصرف ايضاً عارية له و ليس هو المرجع ضمير له فهو هو غير مقيد بشي‏ء من القيودات مطلقاً بل ان قلت هو هو تشير اليه و المشار اليه محدود فالهاء و الواو كلامه فالهاء لتثبيت الثابت و الواو اشارة الي الغائب عن درك الحواس و الغائب غير الشاهد فهو محدود كما ان الشاهد محدود.

و قد علمت مما طالعت في الفصول انه روحي فداه اثبت لكل قسم من الاقسام مرتبة من المراتب الثلاث علي نحو ما بين و شرح و اوضح اطال اللّه ظل رأفته علي رؤس المؤمنين جرياً مجري الشيخ الاوحد و السيد الاجل اعلي اللّه مقامهما و رفع في دار الخلد اعلامهما فاذا جاءت المراتب جاء القيد و ان كان القيد في اول المراتب عدم القيد و امتناعه و امتناع القيد ايضاً قيد علي العموم.

اماتري ان الذات ما غيبت الصفات و هو غير الصفات و غاية ما في الباب ان بينونة الذات مع الصفات ليست بينونة عزلة كبينونة زيد و عمرو ولكن بينونتها مع صفاته بينونة صفة و لو لم‏يكن بين الذات و الصفات بينونة و لو بينونة صفة لماكانت الذات ذاتاً و لا الصفات صفات فلما كان بينهما بينونة يكون بها الذات ذاتاً و الصفات صفات@ تكون الذات مقيدة بالقيد الذاتي و الصفات مقيدة بالقيود الصفاتية فاذا جاء القيد لشي‏ء لم‏يكن بسيطاً صرفاً.

فالبسيط الحقيقي هو المعري عن البساطة و الصرافة و الذاتية و الاولية و الاولوية و الاظهرية و الاوجدية و امثالها و هو هو ليس شي‏ء سواه حتي صار

 

 

«* الرسائل جلد 4 صفحه 113 *»

قيداً له فسبحان من هو مقدس عن التنزيه و التقديس اذ ليس شي‏ء قدسه و نزهه سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام علي المرسلين و الحمدللّه رب العالمين و ليس فوق هذه المراتب شي‏ء يقال في حقه هو كذا و كذا.

فمن كان من اهل ديارنا عرف الحاننا و السلام علي من عرف الكلام و وصل الي المرام و من لم‏يجعل اللّه له نوراً فما له من نور و الي اللّه ترجع الامور و صلي اللّه علي محمد و آله و لعنة اللّه علي اعدائه.

و الاشارة كافية لمثل جناب الامر اطال اللّه بقاه و ليس لي مجال ازيد من هذه الحال.

و قدتم في الثامن‏عشر من شهر ربيع الاخر من شهور سنة 1287 بالمشهد المعظم الحسيني علي مشرفه الصلوة و السلام من اللّه عزّوجلّ كما هو اهله و الحمد للّه اولاً و آخراً و ظاهراً و باطناً.