بيان مجمل
للبسيط و اول الوجودات
من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی
مولانا المرحوم الحاج محمد باقر الشریف الطباطبایی اعلی الله مقامه
«* الرسائل جلد 4 صفحه 111 *»
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه رب العالمين و الصلوة و السلام علي محمد و آله الطاهرين و اللعنة علي اعدائهم اجمعين.
و بعد يقول العبد الخاسر محمد الباقر غفر اللّه له و لوالديه و لاخوانه المؤمنين لما وصلت الي بلد الكاظمين صلوات اللّه عليهما لاقاني بعض الاعلام الذي لايمكن نعته بالاقلام@بالاحلام خل@ و قد طالع ادام اللّه بقاه بعض رسائل الاستاذ الكل في الكل روحي له الفداء المسمي بالفصول الموضوع في مراتب الوجود و اشار روحي فداه بان اول الوجودات الذي هو البريء من التعينات عنوان الذات البحت البات بل ليس له تعبير@تغيير خل@ في ذاته فتحير ادام اللّه بقاه بانه اي شيء هو بناءاً علي ان الشيء اما يكون مقيداً او مطلقاً او مطلقاً عن قيد التقيد و الاطلاق و هو اول الوجودات و لايعقل قسم آخر لايكون مقيداً و لا مطلقاً و لا مطلقاً عن قيد الاطلاق.
فامرني سلمه اللّه تعالي اناشير الي ما اشار اليه في الفصول بل اشار اليه الشيخ الاوحد اجل اللّه شأنه و انار برهانه و لميمكن لي ذلك لاجل الاشتغال بالحل و الارتحال و تشويش البال الي الحال فوجدت فراغاً ما فشرعت في الامتثال مع تفرق الخيال في غاية الاستعجال فان وجدتم الاختصار فاعفوا عني انشاءاللّه لاني معذور مشغول و العذر عند كرام الناس مقبول.
فاعلم ادام اللّه بقاك ان البسيط الذي ليس فيه شائبة التركيب بوجه من الوجوه و اعتبار من الاعتبارات و حيث من الحيوث لميقيد بشيء سواه و ليس له سواه فلميقيد بقيد الذات كما لميقيد بقيد الصفات و لميقيد بقيد الجواهر
«* الرسائل جلد 4 صفحه 112 *»
كما لميقيد بقيد الاعراض و لميقيد بقيد البساطة كما لميقيد بقيد التركيب و لميقيد بقيد الوجوب كما لميقيد بقيد الامكان و لميقيد بقيد الاولية كما لميقيد بقيد الثواني و لميقيد بقيد الاولوية و الاظهرية و الاوجدية و امثال ذلك مما تشتق من افعل التفضيل اذ كل ذلك قيد في الحقيقة و ما كان مقيداً بقيد ما و لو بقيد البساطة و الاولية و الاولوية و امثالها ليس بسيطاً صرفاً و ليس لي تعبير عنه بل ليس لاحد من الاولين و الاخرين التعبير عنه و لفظ البسيط الصرف ايضاً عارية له و ليس هو المرجع ضمير له فهو هو غير مقيد بشيء من القيودات مطلقاً بل ان قلت هو هو تشير اليه و المشار اليه محدود فالهاء و الواو كلامه فالهاء لتثبيت الثابت و الواو اشارة الي الغائب عن درك الحواس و الغائب غير الشاهد فهو محدود كما ان الشاهد محدود.
و قد علمت مما طالعت في الفصول انه روحي فداه اثبت لكل قسم من الاقسام مرتبة من المراتب الثلاث علي نحو ما بين و شرح و اوضح اطال اللّه ظل رأفته علي رؤس المؤمنين جرياً مجري الشيخ الاوحد و السيد الاجل اعلي اللّه مقامهما و رفع في دار الخلد اعلامهما فاذا جاءت المراتب جاء القيد و ان كان القيد في اول المراتب عدم القيد و امتناعه و امتناع القيد ايضاً قيد علي العموم.
اماتري ان الذات ما غيبت الصفات و هو غير الصفات و غاية ما في الباب ان بينونة الذات مع الصفات ليست بينونة عزلة كبينونة زيد و عمرو ولكن بينونتها مع صفاته بينونة صفة و لو لميكن بين الذات و الصفات بينونة و لو بينونة صفة لماكانت الذات ذاتاً و لا الصفات صفات فلما كان بينهما بينونة يكون بها الذات ذاتاً و الصفات صفات@ تكون الذات مقيدة بالقيد الذاتي و الصفات مقيدة بالقيود الصفاتية فاذا جاء القيد لشيء لميكن بسيطاً صرفاً.
فالبسيط الحقيقي هو المعري عن البساطة و الصرافة و الذاتية و الاولية و الاولوية و الاظهرية و الاوجدية و امثالها و هو هو ليس شيء سواه حتي صار
«* الرسائل جلد 4 صفحه 113 *»
قيداً له فسبحان من هو مقدس عن التنزيه و التقديس اذ ليس شيء قدسه و نزهه سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام علي المرسلين و الحمدللّه رب العالمين و ليس فوق هذه المراتب شيء يقال في حقه هو كذا و كذا.
فمن كان من اهل ديارنا عرف الحاننا و السلام علي من عرف الكلام و وصل الي المرام و من لميجعل اللّه له نوراً فما له من نور و الي اللّه ترجع الامور و صلي اللّه علي محمد و آله و لعنة اللّه علي اعدائه.
و الاشارة كافية لمثل جناب الامر اطال اللّه بقاه و ليس لي مجال ازيد من هذه الحال.
و قدتم في الثامنعشر من شهر ربيع الاخر من شهور سنة 1287 بالمشهد المعظم الحسيني علي مشرفه الصلوة و السلام من اللّه عزّوجلّ كما هو اهله و الحمد للّه اولاً و آخراً و ظاهراً و باطناً.