22-04 مکارم الابرار المجلد الثانی والعشرون ـ رسالة في جواب الحاج کلبعلي اليزدي في تصوير الصورة ـ مقابله

 

رسالة في جواب الحاج کلبعلي اليزدي في تصوير الصورة

 

من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی

مولانا المرحوم الحاج محمد کریم الکرمانی اعلی الله مقامه

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 22 صفحه 163 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين و لعنة الله علي اعدائهم اجمعين.

و بعد يقول العبد الاثيم کريم بن ابراهيم انه قد ارسل الي الاخ الصفي و الولي الحفي الملا کلبعلي التاجر اليزدي بلغه الله مناه و جعل اخراه خيرا من اولاه بمسألة منذ زمان و اني لکثرة اشغالي و تفرق بالي و لحکمة اخري في خيالي اعرضت عن جوابها حتي کرر علي المسألة بواسطة او بغير واسطة الي ان حملني علي الجواب و استعين بالله الوهاب بان يلهمني الصواب فهو و ان کان سؤاله بالفارسية لکني اجيبه بالعربية لانها ابلغ للمراد و اسهل علي الاعتبار و من الله البدء و اليه المعاد و هو کريم جواد.

قــال سلمه الله آيا جايز است نقش صورت اشخاص حتي صورت انبياء و مرسلين و ائمه اطهار علهيم السلام يا نه؟

اقـــــول: يريد هل يجوز نقش صورة انسان ام لا اعلم ان علماءنا رضوان اللّه عليهم اختلفوا في تمثيل صورة ذي‏الروح فمنهم من منعه مطلقاً و منهم من منعه اذا كان للتمثال ظل كأن‏يمثل من خشب او حديد او ذهب مثلاً علي هيئة ذي روح و اما اذا كان باصباغ علي قرطاس او منسوج او لوحة مثلاً فجايز و الاخبار تابي عن هذا التفصيل فمنها خبر محمد بن مسلم قال سألت اباعبداللّه7 عن تماثيل الشجر و الشمس و القمر فقال لابأس ما لم‏يكن شيئاً من الحيوان و في حديث المناهي قال نهي رسول اللّه9 عن التصاوير و قال من صور صورة كلفه اللّه تعالي يوم القيامة ان‏ينفخ فيها و ليس بنافخ و خبر محمد بن مروان عن ابي‏عبداللّه7 قال سمعته يقول ثلثة يعذبون يوم القيامة من صور صورة من الحيوان يعذب حتي ينفخ فيها و ليس بنافخ فيها الخبر و عن

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 22 صفحه 164 *»

ابن‏عباس قال قال رسول اللّه9 من صور صورة عذب و كلف ان‏ينفخ فيها و ليس بفاعل و عن علي بن جعفر عن اخيه موسي بن جعفر قال سألته عن التماثيل هل يصلح ان‏يلعب بها قال لا و عن ابي‏بصير عن ابي‏عبداللّه7 قال قال رسول اللّه9 اتاني جبرئيل فقال يا محمد ان ربك يقرئك السلام و ينهي عن تزويق البيوت قال ابوبصير فقلت و ما تزويق البيوت؟ فقال تصاوير التماثيل و عن ابن ابي‏عمير عن رجل عن ابي‏عبداللّه7 قال من مثل تمثالاً كلف يوم القيامة ان‏ينفخ فيه الروح و عن المثني عن ابي‏عبداللّه7 ان علياً7 كره الصور في البيوت و عن الحسين بن المنذر قال قال ابوعبداللّه7 ثلثة معذبون يوم القيامة و عد منهم و رجل صور تماثيل يكلف ان‏ينفخ فيها و ليس بنافخ و عن ابن‏القداح عن ابي‏عبداللّه7 قال قال اميرالمؤمنين7 بعثني رسول اللّه9 في هدم القبور و كسر الصور و عن السكوني عن ابي‏عبداللّه7 قال قال اميرالمؤمنين7 بعثني رسول اللّه9 الي المدينة فقال لاتدع صورة الاّ محوتها و لاقبراً الاّ سويته و لاكلباً الاّ قتلته و عن جراح المدايني عن ابي‏عبداللّه7 قال لاتبنوا علي القبور و لاتصوروا سقوف البيوت و عن الاصبغ بن نباتة عن اميرالمؤمنين7 قال من جدد قبراً او مثل مثالاً فقد خرج من الاسلام و عن سعد بن طريف عن ابي‏جعفر7 قال ان الذين يؤذون اللّه و رسوله هم المصورون و يكلفون يوم القيامة ان‏ينفخوا فيها الروح الي غير ذلك من الاخبار و جميعها باطلاقها ظاهرة في التعميم و لامخصص منصوصاً فالعمل علي اطلاقها و يحرم نقش صور ذوي الارواح سواء كانت مجسمة ذات ظل او غير ذات ظل و سواء كانت نقش حيوان او انسان و سواء كانت تصوير صورة نبي او وصي نبي سواء كانت تامة ام ناقصة فجميعها حرام محرم و الامر بالتصوير امر بالمنكر و حرام و ما روي من جواز ابقائها في البيت مع تغيير رئوسها او سترها او ان

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 22 صفحه 165 *»

كان لها عين واحدة فلاتفيد جواز النقش و انما هو للابقاء الا تري انه جوز الابقاء مع سترها او اذا وطئت و ذلك لايدل علي جواز النقش فالتصوير حرام بلاشك لما عرفت.

قــــال: و بر فرض جواز آيا جايز است كه نقش صورت ائمه: را تعظيم و تكريم و سجده نمايند و در محراب مسجد بياويزند يا نه؟

جواب: يريد علي فرض الجواز هل يجوز تعظيم صورة الائمة: و السجدة لها و تعليقها في محراب المسجد ام لا اعلم ان كل هذا النهي الشديد عن تصوير الصور و التمثال علي البيوت و الثياب و غيرها و استقبالها حال الصلوة لئلا يتشبه الناس بعبدة الاوثان و لايتجدد شيئاً فشيئا بين الامة رسوم الاصنام فنهوا عنها هذا النهي العظيم فكيف يجوز تعليقها في المحراب و السجدة لها فعن ابي‏عبداللّه7 قال كان رسول اللّه9 يوماً قاعداً في اصحابه اذ مرّ به بعير فجاء حتي ضرب بجرانه الارض ورغا فقال رجل يا رسول اللّه اسجد لك هذا البعير فنحن احق ان‏نفعل قال فقال لا بل اسجدوا للّه و في احتجاج النبي9 علي مشركي العرب انه قال لم عبدتم الاصنام من دون اللّه قالوا لنتقرب بذلك الي اللّه و قال بعضهم ان اللّه لما خلق آدم و امر الملئكة بالسجود له كنا نحن احق بالسجود لآدم من الملئكة ففاتنا ذلك فصورنا صورته فسجدنا له تقرباً كما تقربت الملئكة بالسجود لآدم و كما امرتم بالسجود بزعمكم الي جهة مكة ففعلتم ثم نصبتم بايديكم محاريب فسجدتم اليها فقال رسول اللّه9 اخطأتم الطريق و ظللتم الي ان قال اخبروني عنكم اذا عبدتم صور من كان يعبد اللّه فسجدتم له و صليتم و وضعتم الوجوه الكريمة علي التراب بالسجود لها فما الذي ابقيتم لرب العالمين اما علمتم ان من حق من يلزم تعظيمه و عبادته ان لايساوي عبيده ارأيتم ملكاً عظيماً اذا سويتموه بعبيده في التعظيم و الخشوع و الخضوع أيكون في ذلك وضع من الكبير كما يكون زيادة في

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 22 صفحه 166 *»

تعظيم الصغير قالوا نعم قال أ فلاتعلمون انكم من حيث تعظمون اللّه تعظيم صور عباده المطيعين له تزرون علي رب العالمين الي ان قال واللّه عزوجل حيث امر بالسجود لآدم لم‏يأمر بالسجود لصورته التي هي غيره فليس لكم ان‏تقيسوا ذلك عليه فانكم لاتدرون لعله يكره ما تفعلون اذ لم‏يأمركم به ثم قال ارأيتم لو اذن لكم رجل بدخول داره يوماً بعينه كان لكم ان‏تدخلوها بعد ذلك بغير امره او لكم ان‏تدخلوا داراً اخري له مثلها بغير امره قالوا لا قال فاللّه اولي ان لايتصرف في ملكه بغير اذنه فلم فعلتم و متي امركم ان‏تسجدوا لهذه الصور الحديث و هذا الخبر نص علي عدم جواز السجود لصور الانبياء و انه بدعة مخترعة و لايجوز الابداع في الدين و عن النبي9 لاينبغي لاحد ان‏يسجد لاحد من دون اللّه يخضع له كخضوعه للّه و يعظمه بالسجود كتعظيمه للّه الخبر فتبين و ظهر ان صورة اميرالمؤمنين7 غيره فلو سجد لصورته كان هو بنفسه اولي بالسجود و لو كان السجود لصورته من دين اللّه و هو بنفسه اولي بالسجود فلم لم‏يأمروا شيعتهم بالسجود لهم في حيوتهم و هم لم‏يقصروا في بيان دين اللّه و لم‏يتركوا اظهار فرايض اللّه و لما وجدناهم لم‏يجوزوا السجود لهم في حياتهم عرفنا انهم لايجوزون السجود لصورة صورها النقاشون و روي في الوسائل عن ابي‏حمزة حيث لاقي علي بن الحسين8 قال فاكببت علي قدميه اقبلهما فرفع رأسي بيده و قال لا يا باحمزة انما يكون السجود للّه عزوجل الخبر فاذا كان هذا حالهم في حيوتهم فكيف يرضون بالسجود لصورهم و في البحار كتب الحميري الي الناحية المقدسة يسأل عن الرجل يزور قبور الائمة هل يجوز ان‏يسجد علي القبر ام لا و هل يجوز لمن صلي عند بعض قبورهم: ان يقوم وراء القبر و يجعل القبر قبلة ام يقوم عند رأسه او رجليه و هل يجوز ان‏يتقدم القبر و يصلي و يجعل القبر خلفه ام لا فاجاب7 اما السجود علي القبر فلايجوز في نافلة و لافريضة و لازيارة و الذي عليه العمل ان‏يضع خده الايمن علي القبر و اما الصلوة فانها خلفه و يجعل القبر امامه و لايجوز ان‏يصلي

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 22 صفحه 167 *»

بين يديه و لا عن يمينه و لا عن يساره لان الامام صلي اللّه عليه لايتقدم عليه و لايساوي و عن زرارة عن ابي‏جعفر7 في حديث عن النبي9 انه قال لاتتخذوا قبري قبلة و لامسجداً فان اللّه عزوجل لعن الذين اتخذوا قبور انبيائهم مساجد انتهي فاذا كانوا لايرضون ان‏يسجد علي قبورهم و هم احياء عند ربهم يرزقون فكيف يرضون بالسجدة لصورهم هذا و السجود عبادة و العبادة توقيفية و لم‏يرد كتاب و لاسنة و لم‏يقم اجماع علي جواز السجود لصورهم بل و لاقال بجوازه احد من العلماء فيما نعلم و اما ما روي عن العسكري7 في قوله تعالي و ادخلوا الباب سجداً قال مثل اللّه تعالي علي الباب مثال محمد و علي و امرهم ان‏يسجدوا تعظيماً لذلك المثال و يجددوا علي انفسهم بيعتهما و ذكر موالاتهما و ليذكروا العهد و الميثاق المأخوذ عليهم لهما و قولوا حطة اي قولوا سجودنا للّه تعظيماً لمثال محمد و علي و اعتقادنا لولايتهما حطة لذنوبنا و محو لسيئاتنا الخبر فهو نص علي ان السجود كان للّه سبحانه لا للصور و انما جعل السجود للّه الي الباب تعظيماً لها كما قال7 في تفسيره رواية عن النبي9 قال لم‏يكن سجودهم يعني الملئكة لادم انما كان آدم قبلة لهم يسجدون نحوه للّه عزوجل و كان بذلك معظماً مبجلاً و لاينبغي لاحد ان‏يسجد لاحد من دون اللّه يخضع له كخضوعه للّه و يعظمه بالسجود كتعظيمه للّه و كذا عرض علي علي بن محمد8 مسائل منها اخبرني عن يعقوب و ولده اسجدوا ليوسف و هم انبياء فاجاب ابوالحسن7 اما سجود يعقوب و ولده فانه لم‏يكن ليوسف انما كان ذلك منهم طاعة للّه و تحية ليوسف كما ان السجود من الملئكة لادم كان طاعة للّه و تحية لادم فسجد يعقوب و ولده و يوسف معهم شكراً للّه لاجتماع شملهم الا تري انه يقول في شكره في ذلك الوقت رب قد آتيتني من الملك الاية انتهي هذا و انهم انما عملوا بامر اللّه و ليس لامة ان‏يقيسوا امرهم علي امر امة اخري فهم سجدوا بامر اللّه و كان سجودهم عبادة و اما السجود لصورة الائمة

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 22 صفحه 168 *»

اليوم ليس بمأمور به فهو بدعة و قد سأل زنديق اباعبداللّه7 أيصلح السجود لغير اللّه قال لا قال فكيف امر اللّه الملئكة بالسجود لادم فقال ان من سجد بامر اللّه فقد سجد للّه فكان سجوده للّه اذا كان من امر اللّه انتهي فلما وجدناه لم‏يأمر في هذه الامة بالسجود لصور الانبياء و المرسلين عرفنا انه لايجوز احداث عبادة في دين اللّه و اما ساير التكريمات فذلك ايضاً غير وارد و ليس ذلك من تعظيم شعائر اللّه فان الصورة منهي عنها و حرام رسمها واللّه يكرهها و عن النبي9 انه قال له جبرئيل انا لاندخل بيتاً فيه تمثال لايوطأ انتهي و يكره تركها في البيت بلاتغيير كما قال ابوجعفر7 لابأس بان‏يكون التماثيل في البيوت اذا غيرت رئوسها منها و ترك ماسوي ذلك انتهي فاذا ليست الصورة من شعائر اللّه و لاينبغي تركها في البيت بلاستر او تغيير فكيف ينبغي تعظيمها و عن ابي‏عبداللّه7 قال قال رسول اللّه9 اتاني جبرئيل فقال يا محمد ان ربك ينهي عن التماثيل و لايعقل تعلق النهي باصل الماهية فيحمل علي الاقترانات و منها ابقاؤها و تعظيمها و حفظها و نقشها و صوغها و يؤيد ذلك ما رواه في تفسير القمي في حديث سفر الحسن7 الي الروم و عرض الملك عليه تماثيل الانبياء فعرض عليه واحداً بعد واحد و كان يقول هذه صفة فلان و هذه صفة فلان و هكذا الي ان عرض عليه صنم يلوح فلما رآه الحسن7 بكي بكاءاً شديداً فقال له الملك ما يبكيك فقال له صفة جدي محمد رسول اللّه9 كثيف اللحية عريض الصدر طويل العنق عريض الجبهة اقني الانف افلج الاسنان حسن الوجه قطط الشعر طيب الريح الخبر و ليس فيه انه قبل واحدة من تلك الصور و لاعظمها و كرمها مع انها علي صفة الانبياء و صفة نبينا محمد9 قطعاً بالجملــة هذا و قد قال في المصباح المنير الشعاير اعلام الحج و افعاله و قال في القاموس الشعيرة البدنة المهداة جمع شعاير و شعار الحج مناسكه و علاماته او شعائره معالمه التي ندب اللّه اليها و امر بالقيام بها و في النهاية قال الازهري الشعاير

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 22 صفحه 169 *»

المعالم التي ندب اللّه تعالي اليها و امر بالقيام عليها الي غير ذلك من الاقوال و ليس التمثال من شعاير اللّه و معالمه هذا و تعظيم الشعاير يحصل علي نحو ما امر اللّه كما ان تعظيم الكعبة طوافها و استلام اركانها و تعظيم المسعي السعي فيه و تعظيم البدن ذبحها و هكذا و لم‏يجعل اللّه للصورة تعظيماً فلاوجه لتعظيمها و السجود لها كما عرفت فتدبر.

قــــال: و بر فرض جواز آيا جايز است كه هركس از براي خود از روي آن صورت نقش برداشته و در محراب خود بياويزند و آيا جايز است كه بر طبق آن صورت از طلا و نقره آن صورت را بسازند و با خود دارند يا در معابد يا مساجد نصب نمايند جواب را مرقوم فرمايند؟

جواب: قال اعلي اللّه مقامه يريد هل يجوز ان‏ينتسخ عنها النقاشون و يعلقوا في المحاريب و هل يجوز ان‏يصاغ علي صفتها من الذهب و الفضة و يصحبوها او ينصبوها في المعابد و المساجد اعلم انه قد علم مما سبق جواب الفقرة الاولي و اما الفقرة الثانية فاعلم انه قد اراد الشيطان ان‏يعيد الزمان علي هيئتها يوم اول و لم‏يرض بعصيان هذه الامة و ببقاء صورة الاسلام عليهم و اراد ان‏يعيدهم الي الجاهلية الاولي و هذه هي حيلة الشيطان و ردهم الي عبادة الاوثان ففي تفسير القمي عنهم: في قوله تعالي لاتذرن الهتكم و لاتذرن ودا و لاسواعا و لايغوث و يعوق و نسرا قال كان قوم مؤمنين قبل نوح فماتوا فحزن عليهم الناس فجاء ابليس فاتخذ لهم صورهم ليأنسوا بها فانسوا بها فلما جاءهم الشتاء ادخلوهم البيوت فمضي ذلك القرن و جاء القرن الاخر فجاءهم ابليس فقال لهم ان هؤلاء آلهة كانوا آباؤكم يعبدونها فعبدوهم و ضل منهم بشر كثير و عن ابي‏عبداللّه7 في قول اللّه و قالوا لاتذرن الهتكم الاية قال كانوا يعبدون اللّه عزوجل فماتوا فضج قومهم و شق ذلك عليهم فجاءهم ابليس لعنه اللّه فقال لهم اتخذ لكم اصناماً علي صورهم فتنظرون اليهم و تأنسون بهم فلما جاءهم الشتاء و الامطار ادخلوا الاصنام

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 22 صفحه 170 *»

البيوت فلم‏يزالوا يعبدون اللّه عزوجل حتي هلك ذلك القرن و نشأ اولادهم فقالوا ان آباءنا كانوا يعبدون هؤلاء فعبدوهم من دون اللّه عزوجل فذلك قول اللّه تبارك و تعالي و لاتذرن وداً و لاسواعا الاية و عن ابي‏جعفر7 ان ابليس اللعين هو اول من صور صورة علي مثال آدم7 ليفتتن به الناس و يضلهم عن عبادة اللّه تعالي و كان ودٌ في ولد قابيل و كان خليفة قابيل علي ولده و علي من بحضرتهم في سفح الجبل يعظمونه و يسودونه فلما ان مات ود جزع عليه اخوته و خلف عليهم ابنا يقال له سواع فلم‏يغن غناء ابيه منهم فاتاهم ابليس في صورة شيخ فقال قد بلغني ما اصبتم به من موت ود عظيمكم فهل لكم في ان اصور لكم علي مثال ود صورة تستريحون اليها و تأنسون بها قالوا افعل فعمد الخبيث الي الانك فاذا به حتي صار مثل الماء ثم صور لهم صورة مثال ود في بيته فتدافعوا علي الصورة يلثمونها و يضعون خدودهم عليها و يسجدون لها و احب سواع ان‏يكون التعظيم و السجود له فوثب علي صورة ود فحكها حتي لم‏يدع منها شيئاً و هموا بقتل سواع فوعظهم فقال انا اقوم لكم بما كان يقوم به ود و انا ابنه فان قتلتموني لم‏يكن لكم رئيس فمالوا الي سواع بالطاعة و التعظيم فلم‏يلبث سواع ان مات و خلف ابناً يقال له يغوث فجزعوا علي سواع فاتاهم ابليس فقال انا الذي صورت لكم صورة ود فهل لكم ان اجعل لكم مثال سواع علي وجه لايستطيع احد ان‏يغيره قالوا فافعل فعمد الي عود فنجره و نصبه لهم في منزل سواع و انما سمي ذلك العود خلافاً لان ابليس عمل صورة سواع علي خلاف صورة ود قال فسجدوا له و عظموه و قالوا ليغوث ما نأمنك علي هذا الصنم ان تكيده كما كاد ابوك مثال ود فوضعوا علي البيت حراساً و حجاباً ثم كانوا يأتون الصنم في يوم واحد و يعظمونه اشد ما كانوا يعظمون سواعاً فلما رأي ذلك يغوث قتل الحرسة و الحجاب ليلاً و جعل الصنم رميماً فلما بلغهم ذلك اقبلوا ليقتلوه فتواري منهم الي ان طلبوه و رأسوه و عظموه ثم مات و خلف ابناً يقال له

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 22 صفحه 171 *»

يعوق فاتاهم ابليس فقال قد بلغني موت يغوث و انا جاعل لكم مثاله في شي‏ء لايقدر احد ان‏يغيره قالوا فافعل فعمد الخبيث الي حجر ابيض فنقره بالحديد حتي صور لهم مثال يغوث فعظموه اشد مما مضي و بنوا عليه بيتاً من حجر و تبايعوا ان لايفتحوا باب ذلك البيت الاّ في رأس كل سنة و سميت البيعة يومئذ لانهم تبايعوا و تعاقدوا عليه فاشتد ذلك علي يعوق فعمد الي ريطة و خلق فالقاها في الحاير ثم رماها بالنار ليلاً فاصبح القوم و قد احترق البيت و الصنم و الحرس و ارفض الصنم ملقي فجزعوا و هموا بقتل يعوق فقال لهم ان قتلتم رئيسكم فسدت اموركم فكفوا فلم‏يلبث ان مات يعوق و خلف ابناً يقال له نسر فاتاهم ابليس فقال بلغني موت عظيمكم فانا جاعل لكم مثال يعوق في شي‏ء لايبلي فقالوا افعل فعمد الي الذهب و اوقد عليه النار حتي صار كالماء و عمل مثالاً من الطين علي صورة يعوق ثم افرغ الذهب فيه ثم نصبه لهم في ديرهم و اشتد ذلك علي نسر و لم‏يقدر علي دخول تلك الدير فانجاز منهم في فرقة قليلة من اخوته يعبدون نسراً و الاخرون يعبدون الصنم حتي مات نسر و ظهرت نبوة ادريس فبلغه حال القوم و انهم يعبدون جسماً علي مثال يعوق و ان نسراً كان يعبد من دون اللّه فسار اليهم بمن معه حتي نزل مدينة نسر و هم فيها فهزمهم و قتل من قتل و هرب من هرب فتفرقوا في ا لبلاد و امر بالصنم فحمل و القي في البحر فاتخذت كل فرق منهم صنماً و سموها باسمائها فلم‏يزالوا بعد ذلك قرناً بعد قرن لايعرفون الاّ تلك الاسماء ثم ظهرت نبوة نوح7 فدعاهم الي عبادة اللّه وحده و ترك ما كانوا يعبدون من الاصنام فقال بعضهم لاتذرن آلهتكم و لاتذرن وداً و لاسواعاً و لايغوث و يعوق و نسراً و عن ابي‏عبداللّه7 في حديث لم‏يعبد احد من ولد اسمعيل صنما قط ولكن العرب عبدة الاصنام وقالت بنوا اسمعيل هؤلاء شفعاؤنا عند اللّه فكفرت و لم‏تعبد صنما الي غير ذلك من الاخبار فتبين منها ان هذه البدع من بدع ابليس اراد رد القوم الي الجاهلية الاولي

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 22 صفحه 172 *»

و الي عبادة الاصنام و جميع ذلك بدع و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة الي النار و ليس السائل ايده اللّه علي شبهة من المسئلة ولكن وقعت واقعة في يزد فسأل عن حقيقتها و فيما ذكرت علي نحو الايجاز كفاية و بلاغ و اللّه المسدد للصواب.

قد فرغ من تسويد هذه الاوراق کريم بن ابراهيم في ليلة الجمعة لاحدي‌عشر بقين من شهر جمادي‌الثانية من سنة ست و سبعين من المائة الثالثة عشر حامدا مصليا مستغفرا.