19-11 مکارم الابرار المجلد التاسع عشر ـ فائدة في ان ما وقع التکليف عليه لابد فيه من اللطف منهم ـ مقابله

 

 

فائدة ان ما وقع التکليف عليه لابد فيه من اللطف منهم

 

من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی

مولانا المرحوم الحاج محمد کریم الکرمانی اعلی الله مقامه

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 19 صفحه 371 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

فائدة: ان ما امرونا بطلبه و وقع التكليف عليه لابد فيه من اللطف منهم و هو ما به نتمكن من الامتثال فهم كلفونا بامور و تلك الامور منها ما هو في صنعنا و علينا العمل به و منه ما ليس في صنعنا فذلك عليهم من باب اللطف فالابلاغ منهم و الايصال و التعريف و التعليم و علينا ما في وسعنا و التعريف منهم لايحصل الا بالتسديد فنحن نطلب العلم اذ قالوا طلب العلم فريضة علي كل مسلم و في صنعنا الطلب فنطلب فان وجدنا في المسألة حديثا نعمل فيه و نسعي لطلب العلم بقدر وسعنا فانهم قالوا ما علمتم انه قولنا فالزموه و ما لم‌تعلموا فردوه الينا فان كان موافقا للكتاب المجمع عليه نأخذ به و ما كان مخالفا نترك لقوله ان اتبع الا ما يوحي الي و ما لم‌يكن في الكتاب نعرضه علي السنة اي ضرورة الاسلام او الشيعة فان وافقها نعمل به و  الا نتركه و ان لم‌يكن في السنة و هو الاكثر فان كان متواترا نعمل به و الا فان كان محفوفا بقرائن قطعية نعمل به و الا فان وافق العقول المستنيرة نعمل به و الا فان كان عن ثقة نعمل به و الا فان وافق الاصل نعمل به و الا فان خالف اجماع العامة نعمل به فان الرشد في خلافهم و الا فهو خبر واحد عن غير موثوق به فهيهنا قد قال السيد الاجل اعلي الله مقامه يعمل به فانه مقرر و عندي في ذلك نظر فان المقرر ما سكتوا عن ردعه و قد ردعوه بقولهم و ما لم‌تعلموا فردوه الينا و لقوله من دان الله بغير سماع من صادق الزمه الله و لقوله لاتقف ما ليس لك به علم و الاخبار الآمرة بالكف عما لايعلم و الناهية عن التدين بما لايعلم و الآمرة بالوقوف عند الشبهة و روي ان وضح لك امر فاقبله و الا فاسكت تسلم و لقوله تعالي كونوا مع الصادقين الي غير ذلك و ان قلت نحن اذا عملنا بالتقرير عملنا به لا بخبر المجهول و الفاسق قلت ان التقرير عند السكوت و لم‌يسكت الامام حيث نهي عن ذلك صريحا

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 19 صفحه 372 *»

و ان قلت كما ان في مجلس الامام لو قام فاسق و نسب الي الامام شيئا يعمل بسكوته لا بان خبر الفاسق لايعتبر قلت هذا محل الكلام فلو قال لك الامام انا قلت لك لاتعمل بخبر الفاسق و هذا فاسق لم عملت به ماذا تجيب و لو قال لك متي قلت لك ان سكوتي بعد نطقي بالصريح يعمل به ماذا تجيب؟ و اي فرق بين قوله لاتعمل بخبر هذا و قوله لاتعمل بخبر فاسق و هذا احد افراده بالجملة انا لا اجسر علي العمل بمثل هذا الخبر فتدبر نعم خبر غير الثقة ان كان موافقا للاصل فهو المؤيد المصحح و ان كان مخالفا فان كان العمل به لايخرجك عن العمل بالاصل هو الاحوط و لا بأس هنا بالعمل بالاحوط لا علي نحو الايجاب بل علي نحو تجويز تركه فتعمل به عند العمل من غير ايجاب في الفتوي و كذا ان كان مضمون الضعيف من افراد عموم قطعي لا بأس بالعمل به من غير تعيين كما اذا ورد صلوة نافلة علي وضع خاص او في وقت خاص و انت تعلم من العمومات جواز الصلوة في كل وقت و جواز قرائة ايّة سورة شئت فيها و كذا يجوز العمل بالضعيف اذا كان موافقا لصحيح و هذه الموافقة لاتدل علي صحة الصدور ولكن يجوز العمل به و يصح العمل به فهو صحيح العمل به لا صحيح الصدور نعم يمكن ان يقال ان الامام7 لم‌ينه عن قبول خبر الفاسق مطلقا و لم‌ينه الله عنه مطلقا بل امر الله بالتثبت و طلب القرائن فان صدقته القراين يعمل به و الا فيترك و قد روي ان لنا اوعية من العلم نملأها علما فخذوها فصفوها و اياكم و الاوعية فتنكبوها فانها اوعية سوء و ليس صدق الفاسق بممتنع فاذا صدق الفاسق صادق فهو صادق و اذا شهد بصدقه قراين فهو صادق و اذا حصل العلم بصحة الصدور سقط الوسائط فاذا من جملة‌ القراين سكوت الامام عن ردعه و هو بحضرته ينسب الي الامام شيئا و ليس اذا الردع النهي عن قبول خبر الفاسق فانه لم‌ينه عنه و لو علم صدقه و لو شهد صادق بصدقه و سكوت الامام7 شهادة بصدقه و في النفس مع ذلك شيء و لايمكنني الاكتفاء بهذا كتبه العبد كريم بن ابرهيم.