المقتل
من مصنفات العالم الرباني و الحکيم الصمداني
مولانا المرحوم الحاج محمد کريم الکرماني اعليالله مقامه
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 155 *»
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه رب العالمين
و صلي اللّه علي محمد و آله الطاهرين
و لعنة الله علي اعدائهم ابد الابدين و دهر الداهرين.
و بعــد يقول العبد الاثيم کريم بن ابرٰهيم اني لما رأيت کثرة اختلاف النقلة و الروات في اخبار مصائب الحسين7 حتي انه بلغ اختلافهم الي مناکير يجل ساحة المعصومين: عنها بل و اکابر شيعتهم بل و ضعفاؤهم بل و ادني الشجعان و اقل الفرسان احببت ان اجمع رسالة فيما روي عن المعصومين سلاماللهعليهم فيها معرضاً عما نقله النقلة و اهل التواريخ المتبعون لکل اثر و المتکلمون علي کل خبر نظراً الي ان من حضر الطف من المؤمنين الثقات قد قتل و لاخبر عنه و من بقي من الکفرة الفجرة لاعبرة بنقلهم لانهم يطرون في مدح امثالهم و قدح آلمحمد: و من لميحضر الطف لا علم له بما حدث فيها. فانحصر الامر في الرواية عن اهلالبيت: فاقتصرت في النقل عن وقايع الطف بما نقل عنهم سلاماللهعليهم و في ماسوي ذلک ربما نذکر ما روي عن غيرهم مما ليس فيه نقص عليهم و لاقدح فيهم و فصلتها الي ابواب.
باب
تاريخ ولادته
الشيخ عبدالله بن نور الله من مصباح المتهجد بسنده عن حسين بن زيد عن جعفر بن محمد8 قال ولد الحسين بن علي8 لخمس ليال خلون من شعبان سنة اربع من الهجرة. و عنه خرج الي القاسم بن العلاء الهمداني وکيل ابيمحمد7 ان مولانا الحسين7 ولد يوم الخميس لثلث خلون من شعبان هـ و لعل الترجيح للتوقيع لان الخبر الاول ظاهر في التقية لکون
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 156 *»
لحن الراوي غير لحن الشيعة کما هو ظاهر للمتتبع في الاخبار. ثم ذکر الشيخ المذکور اقوالاً مختلفةً عن الکتب و اهل السير لايعبؤ بها بوجه فلاحاجة الي ذکرها.
باب
حمله7و کيفية ولادته
الشيخ عبدالله بن نور الله باسناده الذي ذکره عن الصادق7 انه قال کان ملک من الملائکة يقال له صلصائيل بعثه الله في بعث فابطأ فسلبه ريشه و دق جناحه و اسکنه في جزيرة من جزائر البحر الي ليلة ولد الحسين7 فنزلت الملائکة و استأذنت الله في تهنية جدّه رسولالله و تهنية اميرالمؤمنين و فاطمة8 فاذن الله لهم فنزلوا افواجاً من العرش و من سماء الي سماء فمروا بصلصائيل و هو ملقي بالجزيرة فلما نظروا اليه وقفوا فقال لهم يا ملائکة ربي الي اين تريدون و فيم هبطتم؟ فقالت له الملائکة يا صلصائيل قد ولد في هذه الليلة اکرم مولود ولد في الدنيا بعد جدّه رسولالله و ابيه عليّ و امّه فاطمة و اخيه الحسن و هو الحسين و قد استأذننا([1]) الله في تهنية حبيبه محمد9 لولده فاذن لنا. فقال صلصائيل يا ملائکة الله اني اسألکم بالله ربنا و ربکم و بحبيبه محمد9 و بهذا المولود انتحملوني معکم الي حبيب الله و تسئلونه و اسأله انيسأل الله بحق هذا المولود الذي وهبه الله له انيغفر لي خطيئتي و يجبر کسر جناحي و يردني الي مقامي مع الملائکة المقربين فحملوه و جاؤا به الي رسولالله9 فهنوه بابنه الحسين7 و قصوا عليه قصة الملک و سئلوه مسألة الله و الاقسام عليه بحق الحسين7 انيغفر له خطيئته و يجبر کسر جناحه و يرده الي مقامه مع الملائکة المقربين. فقام رسولالله9 فدخل علي فاطمة فقال لها ناوليني ابني الحسين7 فاخرجته اليه مقموطاً يناغي جده رسولالله9 فخرج
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 157 *»
به الي الملائکة فحمله علي بطن کفه فهللوا و کبروا و حمدوا الله و اثنوا عليه فتوجه به الي القبلة نحو السماء. فقال اللهم اني اسألک بحق ابني الحسين انتغفر لصلصائيل خطيئته و اجبر کسر جناحه و رده الي مقامه مع الملائکة المقربين. فتقبل الله تعالي من النبي9 ما اقسم به عليه و غفر لصلصائيل خطيئته و جبر کسر جناحه و رده الي مقامه مع الملائکة المقربين.
و من الامالي للصدوق بسنده عن ابرٰهيم بن شعيب قال سمعت اباعبدالله7 يقول ان الحسين بن علي8 لما ولد امر الله عزوجل جبرئيل7 انيهبط في الف من الملئکة فيهنيء رسولالله9 من الله و من جبرئيل. قال فهبط جبرئيل فمر علي جزيرة في البحر فيها ملک يقال له فطرس کان من الحملة بعثه الله عزوجل في شيء فابطأ عليه فکسر جناحه و القاه في تلک الجزيرة فعبد الله تبارک و تعالي فيها سبعمأة عام حتي ولد الحسين بن علي8. فقال الملک لجبرئيل يا جبرئيل اين تريد؟ قال ان الله عزوجل انعم علي محمد9 بنعمة فبعثت اهنيه من الله و مني. فقال يا جبرئيل احملني معک لعل محمداً9 يدعو لي فحمله. قال فلما دخل جبرئيل7 علي النبي هناه من الله عزوجل و منه و اخبره بحال فطرس. فقال النبي9 قل له تمسح بهذا المولود و عد الي مکانک. قال فتمسح فطرس بالحسين بن علي8 و ارتفع. فقال يا رسولالله اما ان امتک ستقتله و له عليّ مکافاة الاّ يزوره زاير الا ابلغته عنه و لايسلم عليه مسلم الاّ ابلغته سلامه و لايصلي عليه مصل الاّ ابلغته صلوته ثم ارتفع هـ لاتنافي بين هذا الخبر مع الخبر الاول فانهما ملکان و القصة قصتان و قد جري ذلک لکل من صلصائيل و فطرس.
و من السراير عن جامع البزنطي عن مولي سدير عن ابيعبدالله7 و عن رجل من اصحابنا عن ابيه عن ابيعبدالله7 و ذکره غير واحد من اصحابنا ان اباعبدالله7 قال ان فطرس ملک کان يطوف بالعرش فتلکيء([2])
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 158 *»
في شيء من امر الله فقص جناحه و رمي به علي جزيرة من جزاير البحر فلما ولد الحسين7 هبط جبرئيل الي رسولالله9 يهنيه بولادة الحسين7 فمر به فعاذ بجبرئيل. فقال قد بعثت الي محمد اهنيه بمولود ولد له فان شئت حملتک اليه. فقال قد شئت فحمله فوضعه بين يدي رسولالله9 فبصبص باصبعه اليه. فقال رسولالله9 امسح جناحک بحسين فمسح جناحه بحسين فعرج.
و من الکافي بسنده الي زرارة عن ابيعبدالله7 في حديث قال اذا سقط لستة اشهر فهو تام و ذلک ان الحسين بن علي7 ولد و هو ابن ستة اشهر
و من امالي الطوسي بسنده عن هشام بن سالم عن ابيعبدالله7 قال حمل الحسين بن علي ستة اشهر و ارضع سنتين و هو قول الله عزوجل «و وصينا الانسان بوالديه حسناً حملته امه کرها و وضعته کرهاً و حمله و فصاله ثلثون شهراً»
و من الکافي بسنده عن عبدالرحمن عن ابيعبدالله7 قال کان بين الحسن و الحسين8 طهر و کان بينهما في الميلاد ستة اشهر و عشراً.
و من عيون الاخبار بسنده عن الرضا7 عن آبائه عن علي بن الحسين7 عن اسماء بنت عميس في حديث طويل في ولادة الحسن7 الي ان قال فلما کان بعد حول ولد الحسين7 و جاء النبي. فقال يا اسماء هلمي ابني فدفعته اليه في خرقة بيضاء فاذن في اذنه اليمني و اقام في اليسري و وضعه في حجره فبکي. فقالت اسماء قلت فداک ابي و امي مم بکاؤک؟ قال علي ابني هذا. قلت انه ولد الساعة يا رسولالله. فقال تقتله الفئة الباغية من بعدي لا انالهم الله شفاعتي. ثم قال يا اسماء لاتخبري فاطمة بهذا فانها قريبة عهد بولادته. ثم قال لعلي7 اي شيء سميت ابني؟ قال ما کنت لاسبقک باسمه يا رسولالله و قد کنت احب ان اسميّه حرباً. فقال النبي9 و لااسبق باسمه ربي عزوجل. ثم هبط جبرئيل7 فقال يا محمد العلي الاعلي
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 159 *»
يقرء السلام عليک و يقول لک عليّ منک کهٰرون من موسي سم ابنک هذا باسم ابن هرون. قال النبي9 و ما اسم ابن هٰرون؟ قال شبير. قال النبي9 لساني عربي. قال جبرئيل7 سمّه الحسين فسمّاه الحسين. فلماکان يوم سابعه عق عنه النبي9 بکبشين املحين و اعطي القابلة فخذاً و ديناراً ثم حلق رأسه و تصدق بوزن الشعر ورقاً و طلي رأسه بالخلوق. فقال يا اسماء الدم فعل الجاهلية.
باب
رضاعه7
الشيخ عبدالله بن نور الله; من امالي الصدوق بسنده عن عبدالله بن سنان عن ابيعبدالله7 قال اقبل جيران امايمن الي رسولالله9 فقالوا يا رسولالله ان امايمن لمتنم البارحة من الکباء لمتزل تبکي حتي اصحبت. قال فبعث رسولالله9 الي امايمن فجاءته. فقال لها يا امايمن لاابکي الله عينک ان اجيرانک اتوني و اخبروني انك لمتزلي الليلة تبکين اجمع فلاابکي الله عينيک([3]) ما الذي ابکاک؟ قالت يا رسولالله9 رأيت رؤياً عظيمةً شديدةً فلمازل ابکي الليلة اجمع. فقال لها رسولالله9 فقصيها علي رسولالله فان الله و رسوله اعلم. فقالت تعظم علي اناتکلم بها. فقال لها ان الرؤيا ليست علي ما تري فقصتها علي رسولالله9 قالت رأيت في ليلتي هذه کأن بعض اعضائک ملقاً في بيتي. فقال لها رسولالله9 نامت عينک يا امايمن تلد فاطمة الحسين فتربينه و تلينه فيکون بعض اعضائي في بيتک. فلما ولدت فاطمة الحسين7 فکان يوم السابع امر رسولالله9 فحلق رأسه و تصدق بوزن شعره فضةً و عق عنه ثم هيأته امايمن و لفته في برد رسولالله9 ثم اقبلت به الي رسولالله9 فقال مرحباً بالحامل و المحمول يا امايمن هذا تأويل
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 160 *»
رؤياک.
و من علل الشرايع باسناده عن عبدالرحمن الهاشمي قال قلت لابيعبدالله7 جعلت فداک من اين جاء لولد الحسين7 الفضل علي ولد الحسن و هما يجريان في شرع واحد؟ فقال لااريکم تأخذون به ان جبرئيل نزل علي محمد9 و ما ولد الحسين7 بعد. فقال له يولد لک غلام تقتله امتک من بعدک. فقال يا جبرئيل لاحاجة لي فيه. فخاطبه ثلثاً. ثم دعا علياً7 فقال له ان جبرئيل يخبرني عن الله عزوجل انه يولد لک غلام تقتله امتي من بعدک. فقال لاحاجة لي فيه يا رسولالله فخاطب علياً ثلثاً. ثم قال انه يکون فيه و في ولده الامامة و الوراثة و الخزانة. فارسل الي فاطمة3 ان الله يبشرک بغلام تقتله امتي من بعدي. فقالت فاطمة ليس لي حاجة اليه يا ابه فخاطبها ثلثاً. ثم ارسل اليها لابد انيکون فيه الامامة و الوراثة و الخزانة. فقالت له رضيت عن الله عزوجل. فعلقت و حملت بالحسين7 فحملت ستة اشهر ثم وضعته و لميعش مولود قط لستة اشهر غير الحسين بن علي7 و عيسي بن مريم. فکفلته امسلمة و کان رسولالله9 يأتيه في کل يوم فيضع لسانه في فم الحسين7 فيمصه حتي يروي فانبت الله عزوجل لحمه من لحم رسولالله9 و لميرضع من فاطمة3 و لا من غيرها لبناً قط. فلما انزل الله تبارک و تعالي فيه «و حمله و فصاله ثلثون شهراً حتي اذا بلغ اشده و بلغ اربعين سنةً قال رب اوزعني اناشکر نعمتک التي انعمت عليّ و علي والديّ و ان اعمل صالحاً ترضيه و اصلح لي في ذريتي» فلو قال اصلح لي ذريتي کانوا کلهم ائمةً ولکن خص هکذا.
و من الکافي بسنده عن محمد بن عمر الزيات عن رجل من اصحابنا عن ابيعبدالله7 قال لميرضع الحسين من فاطمة و لا من انثي کان يؤتي به النبي9 فيضع ابهامه في فيه فيمص منها ما يکفيه اليومين و الثلث فنبت لحماً للحسين من لحم رسولالله9 و دمه و لميولد لستة اشهر الا عيسي بن مريم و الحسين بن علي7.
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 161 *»
و منه عن الرضا7 ان النبي کان يؤتي بالحسين7 فيلقمه لسانه فيمصه فيجتزي به و لميرضع من انثي هـ .
باب
عقيقته و حلق رأسه
الشيخ عبدالله من الکافي بسنده عن عاصم الکوفي قال سمعت اباعبدالله7 يذکر عن ابيه7 ان رسولالله9 عق عن الحسن بکبش و عن الحسين بکبش و اعطي القابلة شيئاً و حلق رأسهما يوم سابعهما و وزن شعرهما و تصدق بوزنه فضة.
و من عيون الاخبار بسنده عن الرضا7 عن آبائه عن علي بن الحسين8 في حديث الي ان قال في ولادة الحسين7 فلما کان يوم سابعه عق عنه النبي9 بکبشين املحين و اعطي القابلة فخذاً و ديناراً ثم حلق رأسه و تصدق بوزن الشعر ورقاً و طلي رأسه بالخلوق فقال يا اسماء الدم فعل الجاهلية.
باب
محبة الرسول9 له7
الشيخ عبدالله من کشف الغمة عن الترمدي و هو من علماء العامة بسنده عن معلي بن مرة قال قال رسولالله9 حسين مني و انا من حسين احب الله من احب حسيناً حسين سبط من الاسباط.
و من بعض مؤلفات اصحابنا عن هشام بن عروة عن امسلمة انها قالت رأيت رسولالله9 يلبس ولده الحسين7 حلةً و ليست من ثياب الدنيا. فقلت يا رسولالله ما هذه الحلة؟ فقال هذه هدية اهداها الي ربي
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 162 *»
للحسين7 و ان لحمتها من زغب جناح جبرئيل و ها انا البسه اياها و ازينه بها فان اليوم يوم الزينة و اني احبه.
و من المناقب لابن شهر آشوب عن تفسير النقاش باسناده عن ابن عباس قال کنت عند النبي9 و علي فخذه الايسر ابنه ابرٰهيم و علي فخذه الايمن الحسين بن علي7 و هو تارة يقبل هذا و تارة يقبل هذا اذ هبط جبرئيل بوحي من رب العالمين. فلما سري عنه قال اتاني جبرئيل من ربي فقال يا محمد ان ربک يقرء عليک السلام و يقول لست اجمعهما لک فافد احدهما بصاحبه. فنظر النبي9 الي ابرٰهيم فبکي و نظر الي الحسين7 فبکي. و قال ان ابرٰهيم امه امة و متي مات لميحزن عليه غيري و الحسين امه فاطمة و ابوه علي بن [ابن ظ] عمي لحمي و دمي لو مات حزنت بنتي و حزن ابن عمي و حزنت انا عليه و انا اوثر حزني علي حزنهما يا جبرئيل يقبض ابرٰهيم فديته للحسين و قال يقبض بعد ثلث. فکان النبي اذا رأي الحسين مقبلاً قبله و ضمه الي صدره و رشف ثناياه و قال فديت من فديته بابني ابرٰهيم.
و من امالي الصدوق بسنده عن ابن ابينعيم قال شهدت ابن عمر و اتاه رجل فسئله عن دم البعوضة. فقال من انت؟ قال من اهل العراق. قال انظروا الي هذا يسئلني عن دم البعوضة و قد قتلوا ابن رسولالله9 و سمعت رسولالله9 يقول انهما ريحانتي من الدنيا يعني الحسن و الحسين8
و منه بسنده عن حذيفة بن اليمان قال رأيت النبي9 اخذ بيد الحسين بن علي7 و هو يقول يا ايها الناس هذا الحسين بن علي فاعرفوه فو الذي نفسي بيده انه لفي الجنة و محبيه في الجنة و محبي محبيه في الجنة.
و من کامل الزيارة بسنده عن ابيذر الغفاري رحمة الله عليه قال رأيت رسولالله9 يقبل الحسين بن علي7 و هو يقول من احب الحسن و الحسين و ذريتهما مخلصاً لمتلفح النار وجهه و لو کانت ذنوبه
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 163 *»
بعدد رمل عالج الا انيکون ذنباً يخرجه من الايمان.
باب
ذکر بعض فضائله الظاهرة و آياته الباهرة
الشيخ عبدالله من کتاب التخريج لابن شهرآشوب بسنده عن ابن عباس قال رأيت الحسين7 قبل انيتوجه الي العراق علي باب الکعبة و کف جبرئيل في کفه و جبرئيل ينادي هلموا الي بيعة الله عزوجل.
و من بصاير الدرجات بسنده عن صالح بن ميثم الاسدي قال دخلت انا و عباية بن ربعي علي امرأة في بنيوالبة قد احترق وجهها من السجود. فقال لها عباية يا حبابة هذا ابن اخيک. قالت و اي اخ؟ قال صالح بن ميثم. قالت ابن اخي والله حقاً يابن اخي الا احدثک حديثاً سمعته من الحسين بن علي8؟ قال قلت بلي يا عمة. قال کنت زوارةً للحسين بن علي7 قالت فحدث بين عيني وضح فشق ذلک علي و احتبست عليه اياماً فسأل عني ما فعلت حبابة الوالبية؟ فقالوا انها حدث بين عينيها. فقال لاصحابه فامضوا اليها. فجاء مع اصحابه حتي دخل علي و انا في مسجدي هذا. قال يا حبابة ما ابطأ بک علي؟ قلت يابن رسولالله حدث هذا بي. فکشفت القناع فتفل فيه الحسين7 ابن علي8. فقال يا حبابة احدثي لله شکراً فان الله قد درأه عنک قال [قالت ظ] فخررت لله ساجدةً. قالت فقال يا حبابة ارفعي رأسک و انظري في مرآتک. قالت فرفعت رأسي فلماحس منه شيئاً. قالت فحمدت الله. فنظر الي فقال يا حبابة نحن و شيعتنا علي الفطرة و ساير الناس منها براء.
و من التهذيب بسنده عن ايوب بن اعين عن ابيعبدالله7 قال ان امرأة كانت تطوف و خلفها رجل فاخرجت ذراعها فمال بيده حتي وضعها علي ذراعها فاثبت الله يد الرجل في ذراعها حتي قطع الناس الطواف و ارسل الي الامير و اجتمع الناس و ارسل الي الفقهاء فجعلوا يقولون اقطع يده فهو الذي جني الجناية.
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 164 *»
فقال هيهنا احد من ولد محمد رسولالله9؟ فقالوا الحسين بن علي8 قدم الليلة. فارسل اليه فدعاه فقال انظر ما لقي ذان. فاستقبل القبلة و رفع يديه فمکث طويلاً يدعو. ثم جاء اليهما حتي خلص يدها. فقال الامير الا تعاقبه بما صنع؟ قال لا.
و من المناقب لابن شهرآشوب عن زرارة بن اعين قال سمعت اباعبدالله يحدث عن آبائه: ان مريضاً شديد الحمي عاده الحسين7 فلما دخل من باب الدار طارت الحمي عن الرجل. فقال رضيت بما اوتيتم به حقاً حقاً و الحمي تهرب عنکم. فقال له الحسين7 والله ما خلق الله شيئاً الا و قد امره بالطاعة لنا ثم قال يا کباسة قال فاذا نحن نسمع الصوت و لانري الشخص يقول: لبيک. قال أ ليس اميرالمؤمنين امرک انلاتقربي الا عدواً و مذنباً لکي تکوني کفارةً لذنوبه فمابال هذا؟ و کان المريض عبدالله بن شداد بن هادي الليثي.
و عنه بسنده عن صفوان بن مهران قال سمعت الصادق7 يقول رجلان اختصما في زمن الحسين7 في امرأة و ولدها. فقال هذا لي و قال هذا لي. فمر بهما الحسين7 فقال لهما فيما تمرجان؟ قال احدهما ان الامرأة لي و قال الآخر ان الولد لي. فقال للمدعي الاول اقعد فقعد و کان الغلام رضيعاً فقال الحسين7 يا هذه اصدقي من قبل انيهتک الله سترک. فقال هذا زوجي و الولد له و لااعرف هذا. فقال7 يا غلام ما تقول هذه انطق باذن الله؟ فقال له ما انا لا لهذا و لا لهذا و ما ابي الا راعي لآل فلان فأمر7 برجمها. قال الصادق7 فلميسمع احد نطق ذلک الغلام بعدها.
و من الخرايج و الجرايح بسنده عن ابيخالد الکابلي عن يحيي بن امالطويل قال کنا عند الحسين7 اذ دخل عليه شاب يبکي. فقال الحسين7 ما يبکيک؟ قال ان والدتي توفيت في هذه الساعة و لمتوص و لها مال و کانت قد امرتني ان لااحدث في امرها شيئاً حتي اعلمک خبرها. فقال الحسين7 قوموا حتي نصير الي هذه الحرّة فقمنا معه حتي انتهي الي باب البيت الذي توفيت فيه المرأة مسجاةً فاشرف علي البيت و دعا الله ليحييها حتي توصي بما تحب من
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 165 *»
وصيتها فاحياها الله فاذن المرأة جلست علي مخدة. ثم قال لها وصي يرحمک الله. فقالت يابن رسولالله لي من المال کذا و کذا في مکان کذا و کذا فقد جعلت ثلثه اليک لتضعه حيث شئت من اوليائک و الثلثان لابني هذا ان علمت انه من مواليک و اوليائک و ان کان مخالفاً فخذه اليک فلاحق للمخالفين في اموال المؤمنين. ثم سئلته انيصلي عليها و انيتولي امرها ثم صارت المرأة ميتةً کما کانت.
و من المناقب لابن شهرآشوب عن الاصبغ بن نباتة قال سئلت الحسين7 فقلت سيدي اسألک عن شيء انا به موقن و انه من سر الله و انت المسرور اليه ذلک السر. فقال يا اصبغ اتريد ان تري مخاطبة رسولالله لابيدون([4]) يوم مسجد قبا؟ قال هذا الذي اردت. قال قم فاذا انا نعود بالکوفة فنظرت فاذا المسجد من قبل انيرتد الي بصري فتبسم في وجهي. ثم قال يا اصبغ ان سليمان بن داود اعطي الريح غدوها شهر و رواحها شهر و انا قد اعطيت اکثر مما اعطي سليمان. فقلت صدقت والله يابن رسولالله. فقال نحن الذين عندنا علم الکتاب و بيان ما فيه و ليس عند احد من خلقه ما عندنا لانا اهل سر الله. فتبسم في وجهي ثم قال نحن آل الله و ورثة رسولالله. فقلت الحمدلله علي ذلک. ثم قال لي ادخل فدخلت فاذا انا برسولالله9 محتبئ في المحراب بردائه. فنظرت فاذا انا باميرالمؤمنين7 قابض علي تلابيت الاعسر فرأيت رسولالله9 يعض علي الانامل و يقول بئس الخلف خلفتني انت و اصحابک عليکم لعنة الله و لعنتي.
و من عيون المعجزات جعفر بن محمد بن عمارة عن ابيه عن الصادق7 عن ابيه عن جده: قال جاء اهل الکوفة الي علي7 فشکوا اليه امساک المطر و قالوا له استسق لنا. فقال للحسين7 قم و استسق. فقام و حمد الله و اثني عليه و صلي علي النبي9 و قال اللهم معطي الخيرات و منزل البرکات ارسل السماء علينا مدراراً و اسقنا غيثاً مغراراً و اسقنا غدقاً مجلّلاً سيحاً سقوطاً فجاجاً تنعش به الضعيف من عبادک و تحيي به الميت من بلادک آمين يا رب العالمين. فمافرغ7من دعائه حتي غاث
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 166 *»
الله تعالي غيثاً بغتةً و اقبل اعرابي من بعض نواحي الکوفة فقال ترکت الاودية و الآکام يموج بعضها في بعض.
و منه عن جعفر بن محمد بن عمارة عن ابيه عن عطاء بن التنايب عن اخيه قال شهدت يوم الحسين([5]) صلواتاللهعليه فاقبل رجل من تيم يقال له عبدالله بن جويرة فقال يا حسين فقال7 ما تشاء؟ فقال ابشر بالنار. فقال7 کلاّ اني اقدم علي رب غفور و شفيع مطاع و انا من خير الي خير من انت؟ فقال ان ابن جويرة. فرفع يده الحسين7 حتي رأينا بياض ابطيه و قال اللهم جره الي النار. فغضب ابن جويرة فحمل عليه فاضطرب به فرسه في جدول و تعلق رجله بالرکاب و وقع رأسه في الارض و نفر الفرس فاخذ يعدو به و يضرب رأسه بکل حجر و شجر و انقطعت قدمه و ساقه و فخذه و بقي جانبه الآخر متعلقاً في الرکاب فصار لعنه الله الي الجحيم.
و من الخرايج و الجرايح بسنده عن يعقوب بن جعفر بن ابرٰهيم الجعفري عن ابيابرٰهيم7 قال خرج الحسن و الحسين8 حتي اتيا نخل العجوة للخلاء فهويا الي مکان و ولي کل واحد منهما بظهره الي صاحبه فرمي الله بينهما بجدار يستر احدهما عن صاحبه فلما قضيا حاجتهما ذهب الجدار و ارتفع عن موضعه و صار في الموضع عين ماء و خشبان فتوضيا و قضيا ما ارادا. ثم انطلقا حتي صارا في بعض الطريق عرض لهما رجل فظ غليظ. فقال لهما ما خفتما عدوکما؟ من اين جئتما؟ فقال انهما جاءا للخلاء([6]) فهم بهما فسمعوا صوتاً يقول يا شيطان تناوي([7]) ابني محمد9 و قد علمت بالامس مافعلت و ناويت امهما و احدثت في دين الله و سلکت عن الطريق و اغلظ له الحسين7 فهوي بيده ليضرب وجه الحسين7 فايبسها الله من منکبه فاهوي باليسري ففعل الله به مثل ذلک. فقال اسألکما بحق ابيکما و جدکما لما دعوتما الله انيطلقني. فقال الحسين7 اللهم اطلقه و اجعل له في هذا عبرةً و اجعل
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 167 *»
ذلک عليه حجةً فاطلق الله يده فانطلق قدامهما حتي اتيا علياً7 و اقبل عليه بالخصومة. فقال اين دسستهما؟ و کان هذا بعد يوم السقيفة بقليل. فقال علي7 ما خرجا الا الي الخلاء. و جذب رجل منهم عليا7 حتي شق ردائه فقال الحسين7 للرجل لااخرجک الله من الدنيا حتي تبتلي بالدياثة في اهلک و ولدک و قد کان الرجل قاد ابنته الي رجل من اهل العراق الحديث. و علي ما افهم من لحن الخبر ان ذلک الرجل الفظ کان عمر عليه اللعنة.
و منه بسنده عن ابنهٰرون بن صدقة عن الصادق7 عن آبائه: قال اذا اراد الحسين7 انينفذ غلمانه في بعض اموره قال لهم لاتخرجوا يوم کذا اخرجوا يوم کذا فانكم ان خالفتموني قطع عليکم. فخالفوه مرة فقتلهم اللصوص و اخذوا ما معهم و اتصل الخبر الي الحسين7. فقال لقد حذرتهم فلميقبلوا مني. ثم قام من ساعته و دخل علي الوالي. فقال الوالي بلغني قتل غلمانک فآجرک الله فيهم. فقال الحسين7 فاني ادلک علي من قتلهم فاشدد يدک بهم. قال أو تعرفهم يابن رسولالله؟ قال نعم کما اعرفک و هذا منهم فاشار بيده الي رجل واقف بين يدي الوالي. فقال الرجل و من اين تصدقني بهذا و من اين تعرف اني منهم؟ فقال له الحسين7 ان انا صدقتک تصدقني؟ قال نعم والله لاصدقنک. فقال خرجت و من معک فلان و فلان و ذکرهم کلهم فمنهم اربعة من موالي المدينه و الباقون من جيشان المدينة. فقال الوالي و رب القبر و المنبر لتصدقني او لامزقن لحمک بالسياط. فقال الرجل والله ما کذب الحسين و صدق و کأنه کان معنا فجمعهم فاقروا جميعاً فضرب اعناقهم.
باب
سخاوته7
الشيخ عبدالله بن نور الله; من المناقب عن عمرو بن دينار قال دخل الحسين7 علي اسامة بن زيد و هو مريض و هو يقول واغماه. فقال
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 168 *»
له الحسين7 و ما غمک يا اخي؟ قال ديني و هو ستون الف درهم. فقال الحسين7 هو عليّ. قال اني اخشي اناموت. فقال الحسين7 لنتموت حتي اقضيها عنک قال فقضاها قبل موته.
و وفد اعرابي المدينة فسأل عن اکرم الناس بها فدل علي الحسين7 فدخل المسجد فوجده مصلياً فوقف بازائه و انشأ:
لميخب الآن من رجاک و من | حرّک من دون بابک الحلقة | |
انت رجائي و انت معتمدي | ابوک قد کان قاتل الفسقة | |
لولا الذي کان من اوائلکم | کانت علينا الجحيم منطبقة |
قال فسلم الحسين7و قال يا قنبر هل بقي من مال الحجاز شيء؟ قال نعم اربعة آلاف دينار. فقال هاتها قد جاء من هو احق بها منا. ثم نزع برديه و لف الدنانير فيها و اخرج يده من شق الباب حياء من الاعرابي و انشأ:
خذها فاني اليک معتذر |
و اعلم باني عليک ذو شفقة |
|
لو کان في سيرنا الغداة عصا |
امست سمانا عليک مندفقة |
|
لکن ريب الزمان ذو غير |
و الکف مني قليلة النفقة |
قال فاخذها الاعرابي و بکا. فقال له لعلک استقللت ما اعطيناک؟ قال لا ولکن کيف يأکل التراب جودک.
و منه عن شعيب بن عبدالرحمن الخزاعي قال وجد علي ظهر الحسين بن علي8 يوم الطف اثر. فسألوا زينالعابدين7 عن ذلک. فقال هذا مما کان ينقل الجراب علي ظهره الي منازل الارامل و اليتامي و المساکين.
و روي ان عبدالرحمن السلمي کان معلماً للاولاد بالمدينة فعلم ولداً للحسين7 يسمي جعفر الحمد. فلما قرأها علي ابيه استدعي المعلم و اعطاه الف دينار و الف حلة و حشا فاه دراً. فقيل له في ذلک فقال و اين يقع هذا من عطائه؟ يعني تعليمه الحمد. و انشد الحسين7 يقول:
اذا جادت الدنيا عليک فجد بها |
علي الناس طراً قبل انتتفلت |
|
فلا الجود يفنيها اذا هي اقبلت |
و لا البخل يبقيها اذا ما تولت |
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 169 *»
و عن المالکي في فصول المهمة قال انس کنت عند الحسين7 فدخلت عليه جارية فحيّته بطاقة ريحان. فقال لها انت حرة لوجه الله فقلت تجيئک بطاقة ريحان لاخطر لها و لامال فعتقتها؟([8]) فقال ما سمعت قول الله عزوجل «و اذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها او ردوها» و کان احسن منها عتقها.
و من المناقب و روي ان الحسين7 قال صح عندي قول النبي9 افضل الاعمال بعد الصلوة ادخال السرور في قلب المؤمن بما لااثم فيه. فاني رأيت غلاماً يؤاکل کلباً فقلت له في ذلک. فقال يابن رسولالله اني مغموم اطلب سروراً بسروره لان صاحبي يهودي اريد افارقه. فاتي الحسين7 الي صاحبه بمأتي دينار ثمناً له. فقال اليهودي الغلام فداء لخطائک و هذا البستان له و رددت عليک المال. فقال7 انا قد وهبت لک المال. قال قبلت المال و وهبته للغلام. فقال الحسين7 اعتقت الغلام و وهبت له جميعاً فقالت امرأته قد اسلمت و وهبت زوجي مهري. فقال اليهودي و انا ايضاً اسلمت و اعطيتها هذه الدار.
و عن المالکي ان بعض ارقاء الحسين7 جني جناية توجب التأديب فأمر بضربه. فقال يا مولاي قال الله تعالي و الکاظمين الغيظ قال خلوا سبيله قد کظمت غيظي. قال و العافين عن الناس. قال قد عفوت عنک. قال والله يحب المحسنين. قال انت حر لوجه الله تعالي و امر له بجايزة حسنة.
و روي ان الحسين7 لما رأي اشتداد الامر عليه و کثر العساکر عاکفة عليه کل منهم يريد قتله ارسل الي عمر بن سعد لعنهالله يستعطفه و يقول اريد ان القاک فاخلو معک ساعة. فخرج عمر بن سعد من الخيمة و جلس مع الحسين7 ناحية من الناس فتناجيا طويلاً فقال له الحسين7 ويحک يا ابن سعد اما تتقي الله الذي اليه معادک اراک تقاتلني و تريد قتلي و انا بن من قد علمت دون هؤلاء القوم و اترکهم و کن معي فانه اقرب لک الي الله تعالي. فقال له يا حسين اني اخاف انتنهدم داري بالکوفة و تنهب اموالي. فقال له الحسين
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 170 *»
7 انا ابني لک خيراً من دارک. فقال اخشي انتأخذ ضياعي بالسواد. فقال له الحسين7 انا اعطيک من مالي البغيغة و هي عين عظيمة بارض الحجاز و کان معاويه اعطاني في ثمنها الف الف دينار من الذهب فلمابعه اياها فلميقبل عمر بن سعد لعنهالله شيئاً من ذلک. فانصرف عنه الحسين7 و هو غضبان عليه و هو يقول ذبحک الله يابن سعد علي فراشک عاجلاً و لاغفر لک يوم حشرک و نشرک فوالله اني لارجو الاّتأکل من بر العراق الاّ يسراً فقال له عمر بن سعد عليهاللعنة مستهزيءً يا حسين انه في الشعير عوضاً عن البر.
باب
شجاعته7
الشيخ عبدالله بن نور الله من المناقب لابن شهرآشوب قال و من شجاعته انه کان بين الحسين7 و بين الوليد بن عقبة منازعة في ضيعة فتناول الحسين7 عمامة الوليد عن رأسه و شدها في عنقه و هو يومئذ وال علي المدينة. فقال مروان بالله مارأيت کاليوم جرأة رجل علي اميره. فقال الوليد والله ما قلت هذا غضباً لي ولکنک حسدتني علي حلمي و انما کانت الضيعة له. فقال الحسين الضيعة لک يا وليد و قام.
و قيل له يوم الطف انزل علي حکم بني عمک. قال لا والله لااعطيکم يدي اعطاء الذليل و لاافر فرار العبيد ثم نادي يا عباد الله اني عذت بربي و ربکم من کل متکبر لايؤمن بيوم الحساب.
و قال7 موت في عز خير من حيوة في ذل. و انشأ يقول:
الموت خير من رکوب العار |
و العار اولي من دخول النار |
والله ما هذا و هذا جاري
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 171 *»
و انشأ متمثلاً لما قصد الطف:
سأمضي فما بالموت عار علي الفتي
اذا ما نوي خيراً و جاهد مسلماً
و واسي الرجال الصالحين بنفسه
و فارق مذموماً و خالف مجرماً
اقدم نفسي لااريد بقائها
لتلقي خميساً في الهياج عرمرماً
فان عشت لماذمم و ان مت لمالم
کفي بک ذلاً انتعيش فترغما
و من معاني الاخبار بسنده عن ابيجعفر الثاني عن آبائه: قال قال علي بن الحسين7 لما اشتد الامر بالحسين بن علي بن ابيطالب7 فنظر اليه من کان معه فاذا هو بخلافهم لانهم کلما اشتد الامر تغيرت الوانهم و ارتعدت فرايصهم و وجلت قلوبهم. و کان الحسين7 و بعض من معه من خصايصهم تشرق الوانهم و تهدي جوارحهم و تتمکن نفوسهم. فقال بعضهم لبعض انظروا لايبالي بالموت. فقال لهم الحسين7 صبراً بنيالکرام فما الموت الا قنطرة تعبر بکم عن البؤس و الضراء الي الجنان الواسعة و النعيم الدائمة فايکم يکره انينتقل من سجن الي قصره و ما هو لاعدائکم الا کمن ينتقل من قصر الي سجن و عذاب. ان ابي حدثني عن رسولالله9 ان الدنيا سجن المؤمن و جنة الکافر و الموت جسر هؤلاء الي جنانهم و جسر هؤلاء الي حميمهم ماکذبت و لاکذبت.
باب
زهده7
الشيخ عبدالله بن نور الله من المناقب لابن شهرآشوب و من زهده7 انه قيل له ما اعظم خوفک من ربک! قال لايأمن يوم القيمة الا من خاف الله في الدنيا.
و عن ابيعمير لقد حج الحسين بن علي7 خمسة و عشرين حجة ماشياً و ان النجايب لتقاد معه.
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 172 *»
و من عيون المحاسن انه ساير انس بن مالک فأتي قبر خديجة فبکي ثم قال اذهب عني. قال انس استخفيت منه فلما طال وقوفه في الصلوة سمعته قايلاً:
يا رب يا رب انت مولايي |
ارحم عبيداً اليک ملجاه |
|
يا ذا المعالي عليک معتمدي |
طوبي لمن کنت انت مولاه |
|
طوبي لمن کان خائفاً ارقاً |
يشکو الي ذي الجلال بلواه |
|
و ما به علة و لا سقم |
اکثر من حبه لمولاه |
|
اذا اشتکي بثه و غصته |
اجابه الله ثم لباه |
|
اذا ابتلي في الضلام مبتهلاً |
اکرمه الله ثم ادناه |
فنودي:
لبيک عبدي و انت في کنفي |
و کلما قلت قد علمناه |
|
صوتک تشتاقه ملائکتي |
فحسبک الصوت قد سمعناه |
|
دعاک عندي يجول في حجب |
فحسبک السر قد سفرناه |
|
لو هبت الريح من جوانبه |
خر صريعاً لما تغشاه |
|
سلني بلارغبة و لارهب |
و لاتخف انني انا الله |
و من المناقب له7:
يا اهل لذة لا بقاء لها ان اغتراراً بظل زايد حمق
و يروي له7 سبقت العالمين الي المعالي |
بحسن خليقة و علو همة |
|
و لاح بحکمتي نور الهدي في |
ليالي في الضلالة مدلهمة |
|
يريد الجاحدون ليطفئوه |
و يأبي الله الا انيتمه |
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 173 *»
باب
عفوه7
الشيخ عبدالله بن نور الله من کشف الغمة و جني له غلام جنايةً توجب العقاب عليه فأمر به انيضرب. فقال يا مولاي و الکاظمين الغيظ قال خلوا عنه. فقال يا مولاي و العافين عن الناس قال قد عفوت عنک. قال يا مولاي والله يحب المحسنين قال انت حر لوجه الله و لک ضعف ما کنت اعطيک.
باب
احتجاجه علي معٰوية و عمرو بن العاص و مروان بن الحکم
الشيخ المذکور من المناقب لابن شهرآشوب و من الاحتجاج عن موسي بن عقبة انه قيل لمعٰوية ان الناس قد رموا ابصارهم الي الحسين فلو قد امرته يصعد المنبر فيخطب فأن فيه حصراً و في لسانه کلالة. فقال لهم معوية قد ظننا ذلک بالحسن فلميزل حتي عظم ذلک في اعين الناس و فضحنا فلميزالوا به حتي قالوا للحسين يا اباعبدالله لو صعدت المنبر فخطبت. فصعد الحسين7 المنبر فحمد الله و اثني عليه ثم صلي علي النبي9 فسمع رجلاً يقول من هذا الذي يخطب؟ فقال الحسين7 نحن حزب الله الغالبون و عترة رسولالله9 الاقربون و اهلبيته الطيبون و احد الثقلين الذين جعلنا رسولالله9 ثاني کتاب الله تبارک و تعالي الذي فيه تفصيل کل شيء لايأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه و المعول علينا في تفسيره و لايبطئنا تأويله بل نتبع حقايقه فاطيعونا فان طاعتنا مفروضة اذ کانت بطاعة الله و رسوله مقرونة. قال الله عزوجل اطيعوا الله و اطيعوا الرسول و اولي الامر منکم فان تنازعتم في شيء فردوه الي الله و الرسول و قال لو ردوه الي الرسول و الي اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم و لولا فضل الله عليکم و رحمته لاتبعتم
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 174 *»
الشيطان الا قليلاً و احذرکم الاصغاء الي هتوف الشيطان بکم فانه لکم عدو مبين فتکونوا کاوليائه الذين قال لهم لاغالب لکم اليوم من الناس و اني جار لکم فلما ترائت الفئتان نکص علي عقبيه و قال اني بريء منکم فتلقون للسيوف ضرباً و للرماح ورداً و للعمد حطماً و للسهام غرضاً ثم لايقبل من نفس ايمانها لمتکن آمنت من قبل او کسبت في ايمانها خيراً. قال معٰوية حسبک يا اباعبدالله فقد ابلغت.
و من المناقب لابن شهر آشوب يقال دخل الحسين7 علي معٰوية و عنده اعرابي يسأله حاجة فامسک و تشاغل بالحسين7 فقال الاعرابي لبعض من حضر من هذا الذي دخل؟ قالوا الحسين بن علي. فقال الاعرابي للحسين7 اسألک يابن بنت رسولالله لما کلمته في حاجتي. فکلمه الحسين7 في ذلک فقضي حاجته. فقال الاعرابي:
اتيت العبثمي فلميجد لي | الي ان هزه ابن الرسول | |
هو ابن المصطفي کرماً و جوداً | و من بطن المطهرة البتول | |
و ان لهاشم فضلاً عليکم | کما فضل الربيع علي المحول |
فقال معٰوية يا اعرابي اعطيک و تمدحه؟ فقال الاعرابي يا معٰوية اعطيتني من حقه و قضيت حاجتي بقوله. و من المناقب لابن شهر آشوب و محاسن البرقي قال عمرو بن العاص للحسين7 ما بال اولادنا اکثر من اولادکم؟ فقال7:
بغاث الطير اکثرها فراخاً |
و ام الصقر مقلاة نزور |
فقال مابال الشيب الي شواربنا اسرع منه الي شواربکم؟ فقال7 ان نساءکم نساء بخرة فاذا دنا احدکم من امرأته نهکته في وجهه فشاب منه شاربه. فقال مابال لحاؤکم اوفي من لحائنا؟ فقال7 و البلد الطيب يخرج نباته باذن ربه و الذي خبث لايخرج الا نکداً. فقال معٰويه بحقي عليک الا سکت فانه ابن علي بن ابيطالب. فقال7:
ان عادت العقرب عدنا لها |
و کانت النعل لها حاضرة |
|
قد علم العقرب و استيقنت |
ان لا لها دنيا و لا آخرة |
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 175 *»
و من المناقب لابن شهرآشوب و الاحتجاج عن محمد بن السائب انه قال مروان بن الحکم يوماً للحسين بن علي8 لولا فخرکم بفاطمة بما کنتم تفتخرون علينا؟ فوثب الحسين7 و کان صلواتاللهعليه شديد القبضة فقبض علي حلقه فعصره و لوي عمامته علي عنقه حتي غشي عليه. ثم ترکه و اقبل الحسين7 علي جماعة من قريش فقال انشدکم بالله الا صدقتموني ان صدقت اتعلمون ان في الارض حبيبين کانا احب الي رسولالله9 مني و من اخي؟ او علي ظهر الارض ابن بنت نبي غيري و غير اخي؟ قالوا لا. قال و اني لااعلم ان في الارض ملعون بن ملعون غير هذا و ابيه طريد رسولالله9 والله ما بين جابرسا و جابلقا احدهما بباب المشرق و الآخر بباب المغرب رجلان ممن ينتحل الاسلام اعدي لله و لرسوله و اهلبيته منک و من ابيک اذ کان و علامة قولي فيک انک اذا غضبت سقط رداؤک من منکبيک. قال فوالله ماقام مروان من مجلسه حتي غضب فانتفض و سقط رداؤه عن عاتقه.
و من رجال الکشي روي ان مروان بن الحکم کتب الي معٰوية و هو عامله علي المدينة اما بعد فان عمرو بن عثمن ذکر ان رجالاً من اهل العراق و وجوه اهل الحجاز يختلفون الي الحسين بن علي7 و ذکر انه لايأمن وثوبه و قد بحثت عن ذلک فبلغني انه لايريد الخلافة يومه هذا و لست آمن انيکون هذا ايضاً لما بعده فاکتب اليّ برأيک في هذا و السلام. فکتب اليه معٰوية اما بعد فقد بلغني و فهمت ما ذکرت فيه من امر الحسين فاياک انتعرض للحسين في شيء و اترک حسيناً ما ترکک فانا لانريد اننعرض له في شيء ما وفي ببيعتنا و لمينازعنا سلطاننا فاکمن عنه ما لايبدو لک صفحته و السلام.
و کتب معٰوية الي الحسين بن علي7 اما بعد فقد انتهت اليّ امور عنک ان کان حقاً فقد اظنک ترکتها رغبةً فدعها و لعمرو الله ان من اعطي الله عهده و ميثاقه لجدير بالوفاء و ان کان الذي بلغني عنک باطلاً فانک انت اعزل الناس لذلک و عظ نفسک فاذکر و بعهد الله اوف فانک متي ما تنکرني انكرك و متي تکدني اکدک فاتق شق عصي هذه الامة و انيردهم الله علي يديک في فتنة فقد عرفت الناس و بلوتهم فانظر لنفسک و لدينک و لامة
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 176 *»
محمد و لايستخفنک السفهاء و الذين لايعلمون.
فلما وصل الکتاب الي الحسين7 کتب اليه اما بعد فقد بلغني کتابک تذکر انه قد بلغک عني امور انت لي عنها راغب و انا بغيرها عندک جدير فان الحسنات لايهدي لها و لايسدد اليها الا الله. و اما ما ذکرت انه انتهي اليک عني فانه انما رقاه اليک الملاّقون المشاؤن بالنميم و ما اريد لک حرجاً و لا عليک خلافاً و ايم الله اني لخائف من الله في ترک ذلک و ما اظن الله راضياً بترک ذلک و لاعاذراً بدون الاعذار فيه اليک و في اولئک القاسطين الملحدين حزب الظلمة و اولياء الشياطين ألست القاتل حجراً اخا کندة و المصلين العابدين الذين کانوا ينکرون الظلم و يستعظمون البدع و لايخافون في الله لومة لائم؟ ثم قتلتهم ظلماً و عدواناً من بعد ما کنت اعطيتهم الايمان المغلظة و المواثيق المؤکدة و لاتأخذهم بحدث کان بينک و بينهم و لابأحنة تجدها في نفسك. أولست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسولالله9 العبد الصالح الذي ابلته العبادة فنحل جسمه و صفرت لونه بعد ما آمنته و اعطيته من عهود الله و مواثيقه ما لو اعطيته طائراً لنزل اليک من رأس الجبل؟ ثم قتلته جرأةً علي ربک و استخفافاً بذلک العهد. أولست المدعي زياد بن سمية المولود علي فراش عبيد ثقيف فزعمت انه ابن ابيک و قد قال رسولالله9 الولد للفراش و للعاهر الحجر؟ فترکت سنة رسولالله9 تعمداً و اتبعت هواک بغير هديً من الله ثم سلطته علي العراقين يقطع ايدي المسلمين و ارجلهم و يسمل اعينهم و يصلبهم علي جذوع النخل کأنک لست من هذه الامة و ليسوا منک. أولست صاحب الحضرميين الذين کتب فيهم ابنسمية انهم کانوا علي دين علي7 فکتبت اليه اناقتل كل من کان علي دين علي فقتلهم و مثّل بهم بأمرک. و دين علي7 دين الله الذي کان يضرب عليه اباک و يضربک و به جلست مجلسک الذي جلست و لولا ذلک لکان شرفک و شرف ابيک الرحلتين. و قلت فيما قلت: انظر لنفسک و لدينک و لامة محمد و اتق شق عصا هذه الامة و انتردهم الي فتنة، و اني لااعلم فتنةً اعظم علي هذه الامة من ولايتک عليها و لااعلم نظراً لنفسي و لديني و لامة محمد9 علينا افضل من اناجاحدک فان فعلت
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 177 *»
فانه قربة الي الله و ان ترکته فاني استغفر الله لذنبي و اسأله توفيقه لارشاد امري. و قلت فيما قلت ان انکرتک تنکرني و ان اکدک تکدني فکدني ما بدا لک فاني ارجو انلايضرني کيدک فيّ و انلايکون علي احد اضر منه علي نفسک لانک قد رکبت جهلک و تحرصت علي نقض عهدک. و لعمري ماوفيت بشرط و لقد نقضت عهدک بقتلک هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح و الايمان و العهود و المواثيق فقتلتهم من غير انيکونوا قاتلوا و قتلوا و لمتفعل ذلک بهم الا لذکرهم فضلنا و تعظيمهم حقنا فقتلتهم مخافة امر لعلک لو لمتقتلهم مت قبل انيفعلوا او ماتوا قبل انيدرکوا فابشر يا معويه بالقصاص و استيقن بالحساب و اعلم ان لله تعالي کتاباً لايغادر صغيرةً و لا کبيرةً الا احصاها و ليس الله بناس لاخذک بالظنة و قتلک اولياءه علي التهم و نفيک اوليائه من دورهم الي دار الغربة و اخذک الناس ببيعة ابنک غلام حدث يشرب الخمر و يلعب بالکلاب لااعلمک الا و قد خسرت نفسک و بترت دينک و غششت رعيتک و خنت امانتک و سمعت مقالة السفيه الجاهل و اخفيت الورع التقي الحليم لاجلهم و السلام.
فلما قرأ معوية الکتاب قال لقد کان في نفسه ضب ما اشعر به. فقال يزيد يا اميرالمؤمنين اجبه جواباً يصغر اليه نفسه و تذکر فيه اباه بشر فعله. قال دخل عبدالله بن عمرو بن العاص فقال له معوية اما رأيت ما کتب به الحسين؟ قال و ما هو؟ قال فاقرء الکتاب. فقال و ما يمنعک انتجيبه بما يصغر اليه نفسه و انما قال ذلک في هوي معٰوية. فقال يزيد کيف رأيت يا اميرالمؤمنين رأيي؟ فضحک معويه. فقال اما يزيد فقد اشار علي بمثل رأيک. قال عبدالله فقد اصاب يزيد. فقال معوية اخطأتما. ارأيتما لو اني ذهبت لعيب علي7 محقاً ما عسيت ان اقول فيه و مثلي لايحسن انيعيب بالباطل و ما لايعرف و متي ما عبت رجلاً بما لايعرفه الناس لميحفل به بصاحبه و لميراه الناس شيئاً و کذبوه و ما عسيت ان اعيب حسيناً و والله ما اري للعيب فيه موضعاً و قد رأيت ان اکتب اليه اتوعده و اتهدده ثم رأيت انلاافعل و لاامحکه. و عن الاحتجاج فما کتب اليه بشيء يسؤه و لاقطع عنه شيئاً يصله به کان
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 178 *»
يبعث اليه في کل سنة الفالف درهم سوي عروض و هدايا من کل ضرب.
باب
ما ورد في القرآن من ذکر امر الحسين7
منها قوله تعالي الم تر الي الذين قيل لهم کفّوا ايديکم و اقيموا الصلوة و آتوا الزکوة فلما کتب عليهم القتال قالوا ربنا لم کتبت علينا القتال لولا اخرتنا الي اجل قريب. الشيخ المذکور عن تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن ابيجعفر7 قال والله الذي صنعه الحسن بن علي7 کان خيراً لهذه الامة مما طلعت عليه الشمس والله لفيه نزلت هذه الآية «الم تر الي الذين قيل لهم کفّوا ايديکم و اقيموا الصلوة و آتوا الزكوة» انما هي طاعة الامام فطلبوا القتال فلماکتب عليهم مع الحسين7 «قالوا ربنا لم کتبت علينا القتال لولا اخرتنا الي اجل قريب» و قوله «ربنا اخرنا الي اجل قريب نجب دعوتک و نتبع الرسل» ارادوا تأخير ذلک الي القائم. و عنه7 «کفوا ايديکم» يعني السنتکم.
و من کتاب النوادر بسنده عن الحسن بن زياد العطار عن الصادق7 في تفسير هذه کتب الله عليه و علي اهل الارض ان يقاتلوا معه.
و عن ابيجعفر7 لو قاتل معه اهل الارض کلهم لقتلوا کلهم.
و منها قوله تعالي و من قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً الشيخ المذکور من تفسير العياشي عن جابر عن ابيجعفر7 قال نزلت هذه الآية في الحسين7 «و من قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلايسرف في القتل» قاتل الحسين «انه کان منصوراً» قال الحسين7.
و العياشي عن سلام بن المستنير عن ابيجعفر7 في قوله «و من قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلايسرف في القتل انه کان منصوراً» قال هو الحسين بن علي7 قتل مظلوماً و نحن اولياؤه و القائم منا اذا قام طلب بثار الحسين فيقتل حتي
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 179 *»
يقال قد اسرف في القتل. و قال المقتول الحسين7 و وليه القائم7 و الاسراف في القتل انيقتل غير قاتله. «انه کان منصوراً» فانه لايذهب من الدنيا حتي ينتصر برجل من آل رسولالله عليه الصلوة و عليهم السلام يملأ الارض قسطاً و عدلاً کما ملئت ظلماً وجوراً.
و عن الکافي بسنده عن الحجال عن بعض اصحابه عن ابيعبدالله7 انه سئل عن هذه الآية قال نزلت في الحسين7 لو قتل اهل الارض به ماکان مسرفاً.
و منها يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الي ربک الشيخ المذکور عن کنز الفوائد باسناده عن دارم بن فرقد قال قال ابوعبدالله7 اقرأوا سورة الفجر في فرائضکم و نوافلکم فانها سورة الحسين بن علي7 و ارغبوا فيها رحمکم الله. فقال له ابواسامة و کان حاضر المجلس و کيف صارت هذه السورة للحسين7 خاصة؟ فقال الا تسمع الي قوله تعالي يا ايتها النفس المطمئنة الآية انما يعني الحسين بن علي7 فهو ذو النفس المطمئنة الراضية المرضية و اصحابه من آلمحمد: هم الراضون عن الله يوم القيمة و هو راض عنهم. و هذه السورة في الحسين بن علي7 و شيعته و شيعة آلمحمد خاصة. من ادمن قرائة و الفجر کان مع الحسين بن علي8 في درجته في الجنة ان الله عزيز حکيم.
و منها قوله تعالي فنظر نظرةً في النجوم فقال اني سقيم الشيخ المذکور عن الکافي عن ابيعبدالله7 في هذه الآية قال حسب فرأي ما يحل بالحسين فقال اني سقيم لما يحل بالحسين7.
و منها و اذا المؤودة سئلت الشيخ المذکور عن کامل الزيارة بسنده عن ابن ابيعمير عن بعض رجاله عن ابيعبدالله7 في هذه الآية قال نزلت في الحسين بن علي7.
و منها و لاتقتلوا النفس التي حرم الله الشيخ المذکور عن تفسير العياشي عن المعلي بن خنيس عن ابيعبدالله
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 180 *»
7 قال سمعته يقول لاتقتلوا النفس التي حرم الله فقد قتلوا الحسين بن علي8 في اهلبيته.
باب
اخبار الله تعالي انبياءه صلي الله علي محمد و آله
و علي جميع الانبياء بشهادته7
الشيخ المذکور من بعض مؤلفات اصحابنا انه روي مرسلاً ان آدم لما هبط الي الارض لمير حوا فصار يطوف الارض في طلبها فمر بکربلا فاغتم و ضاق صدره من غير سبب و عثر في الموضع الذي قتل فيه الحسين7 حتي سال الدم من رجله فرفع رأسه الي السماء و قال الهي هل حدث مني ذنب آخر فعاقبتني به؟ فاني طفت جميع الارض و ما اصابني سوء مثل ما اصابني في هذه الارض. فاوحي الله اليه: يا آدم ماحدث منک ذنب ولکن يقتل في هذه الارض ولدک الحسين7 ظلماً فسال دمک موافقةً لدمه. فقال آدم يا رب أيکون الحسين نبياً؟ قال لا ولکنه سبط النبي محمد9. فقال و من القاتل له؟ قال قاتله يزيد لعين اهل السموات و الارض. فقال آدم فاي شيء اصنع يا جبرئيل؟ فقال العنه يا آدم. فلعنه اربع مرات و مشي خطوات الي جبل عرفات فوجد حواء هناک.
و روي ان نوحاً لما رکب في السفينة طافت به جميع الدنيا فلما مرت بکربلا اخذته الارض و خاف نوح الغرق فدعا ربه و قال: الهي طفت جميع الدنيا و ما اصابني فزع مثل ما اصابني في هذه الارض. فنزل جبرئيل و قال يا نوح في هذا الموضع يقتل الحسين7 سبط محمد خاتم الانبياء و ابن خاتم الاوصياء. فقال و من القاتل له يا جبرئيل؟ قال قاتله لعين اهل سبع سموات و سبع ارضين. فلعنه نوح اربع مرات فسارت السفينة حتي بلغت الجودي و استقرت عليه.
و روي ان ابرٰهيم7 مر في ارض کربلا و هو راکب فرساً فعثرت
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 181 *»
به و سقط ابرٰهيم7 و شج رأسه و سال دمه. فأخذ في الاستغفار و قال: الهي اي شيء حدث مني؟ فنزل اليه جبرئيل و قال يا ابرٰهيم ماحدث منک ذنب ولکن هنا يقتل سبط خاتم الانبياء و ابن خاتم الاوصياء فسال دمک موافقةً لدمه. قال يا جبرئيل و من يکون قاتله؟ قال لعين اهل السموات و الارضين. و القلم جري علي اللوح بلعنه بغير اذن ربه فاوحي الله تعالي الي القلم انک استحققت الثناء بهذا اللعن. فرفع ابرٰهيم يديه و لعن يزيد لعناً کثيراً و امّن فرسه بلسان فصيح. فقال ابرٰهيم7 لفرسه اي شيء عرفت حتي تؤمّن علي دعائي؟ فقال يا ابرٰهيم انا افتخر برکوبک عليّ فلما عثرت و سقطت عن ظهري عظمت خجلتي و کان سبب ذلک من يزيد لعنه الله.
و روي ان اسمٰعيل7 کانت اغنامه ترعي بشط الفرات فاخبره الراعي انها لاتشرب الماء من هذه المشرعة منذ کذا يوماً. فسئل ربه عن سبب ذلک. فنزل جبرئيل7 و قال: يا اسمعيل سل غنمک فانها تجيبک عن سبب ذلک. فقال لها لم لاتشربين من هذا الماء؟ فقالت بلسان فصيح قد بلغنا ان ولدک الحسين7 سبط محمد9 يقتل هنا عطشاناً فنحن لانشرب من هذه المشرعة حزناً عليه. فسألها عن قاتله. فقالت يقتله لعين اهل السموات و الارضين و الخلايق اجمعين. فقال اسمٰعيل7: اللهم العن قاتل الحسين7.
و روي ان موسي7 کان ذات يوم سائراً و معه يوشع بن نون فلما جاء الي ارض کربلا انخرق نعله و انقطع شراکه و دخل الحسک في رجله و سال دمه. فقال: الهي اي شيء حدث مني؟ فاوحي اليه ان هنا يقتل الحسين7 و هنا يسفک دمه فسال دمک موافقةً لدمه. فقال رب و من يکون الحسين7؟ فقال له([9]) هو سبط محمد المصطفي و ابن علي المرتضي فقال و من يکون قاتله؟ فقال([10]) هو لعين السمک في البحار و الوحوش في القفار و الطير في الهواء فرفع موسي يديه و لعن يزيد و دعا عليه و أمن يوشع بن نون و مضي.
روي ان سليمان7 کان يجلس علي بساطه و يسير في الهواء فمر ذات يوم و هو ساير في ارض کربلا فادارت الريح بساطه ثلث دورات حتي
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 182 *»
خاف السقوط فسکنت الريح و نزل البساط في ارض کربلا. فقال سليمان للريح لم سکنت؟ فقال ان هنا يقتل الحسين7. فقال و من يکون الحسين7؟ فقالت هو سبط محمد المختار و ابن علي الکرار. فقال و من قاتله؟ قالت لعين اهل السموات و الارضين يزيد. فرفع سليمان يديه و لعنه و دعا عليه و أمن علي دعائه الانس و الجن فهبت الريح و سار البساط.
و روي ان عيسي کان سائحاً في البراري و معه الحواريون فمروا بکربلا فرأوا اسداً کاسراً قد اخذ الطريق. فتقدم عيسي الي الاسد و قال له لم جلست في هذا الطريق لاتدعنا نمر فيه؟ فقال الاسد بلسان فصيح اني لمادع لکم الطريق حتي تلعنوا يزيد قاتل الحسين7. فقال عيسي7 و من يکون الحسين7؟ قال هو سبط محمد النبي الأمي و ابن علي الولي. قال و من قاتله؟ قال قاتله لعين الوحوش و الذئاب و السباع اجمع خصوصاً ايام عاشورا. فرفع عيسي7 يده و لعن يزيد و دعا عليه و أمن الحواريون علي دعائه فتنحي الاسد عن طريقهم و مضوا لشأنهم.
و من کتاب الدر الثمين في تفسير قوله تعالي فتلقي آدم من ربه کلمات انه رأي ساق العرش و اسماء النبي و الائمة: فلقنه جبرئيل فقال قل: يا حميد بحق محمد يا عالي بحق علي يا فاطر بحق فاطمة يا محسن بحق الحسن و الحسين و منک الاحسان. فلما ذکر الحسين7 سالت دموعه و انشخع قلبه. و قال يا اخي جبرئيل في ذکر الحسين ينکسر قلبي و يسيل عبرتي. قال جبرئيل ولدک هذا يصاب بمصيبة تصغر عندها المصائب. فقال يا اخي و ما هي؟ قال يقتل عطشاناً غريباً وحيداً فريداً ليس له ناصر و لا معين و لو تراه يا آدم و هو يقول واعطشاه واقلة ناصراه حتي يحول العطش بينه و بين السماء کالدخان فلميجبه احد الا بالسيوف و شرب الحتوف فيذبح ذبح الشاة من القفا و يَنهَب رحلَه عداه و تُشْهر رؤسهم في البلدان و معهم النسوان کذلک سبق في علم الواحد المنان. فبکي آدم و جبرئيل بکاء الثکلي.
و من الخصال بسنده عن الفضل قال سمعت الرضا7 يقول لما
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 183 *»
امر الله عزوجل ابرٰهيم انيذبح مکان ابنه اسمٰعيل الکبش الذي انزله عليه تمني ابرٰهيم انيکون قد ذبح ابنه اسمٰعيل بيده و انه لميؤمر بذبح الکبش مکانه ليرجع الي قلبه ما يرجع الي قلب الوالد الذي يذبح اعز ولده عليه بيده فيستحق بذلک ارفع درجات اهل الثواب علي المصائب. فاوحي الله عزوجل اليه يا ابرٰهيم من احب خلقي اليک؟ فقال يا رب ماخلقت خلقاً هو احب الي من حبيبک محمد. فاوحي الله اليه أفهو احب اليک او نفسک؟ قال بل هو احب الي من نفسي. قال فولده احب اليک ام ولدک؟ قال بل ولده. قال فذبح ولده ظلماً علي ايدي اعدائه اوجع لقلبک او ذبح ولدک بيدک في طاعتي؟ قال يا رب بل ذبحه علي ايدي اعدائه اوجع لقلبي. قال يا ابرٰهيم فان طائفةً تزعم انها من امة محمد ستقتل الحسين ابنه من بعده ظلماً و عدواناً کما يذبح الکبش و يستوجبون بذلک سخطي. فجزع ابرٰهيم لذلک و توجع قلبه و اقبل يبکي. فاوحي الله عزوجل يا ابرٰهيم قد فديت جزعک علي ابنک اسمٰعيل لو ذبحته بيدک بجزعک علي الحسين و قتله و اوجبت لک ارفع درجات اهل الثواب علي المصائب و ذلک قول الله عزوجل «و فديناه بذبح عظيم»
و من الاحتجاج سعد بن عبدالله قال سئلت القائم عن تأويل کهيعص قال هذه الحروف من انباء الغيب اطلع الله عليها عبده زکريا ثم قصها علي محمد9 و ذلک ان زکريا سئل ربه انيعلمه اسماء الخمسة فاهبط عليه جبرئيل فعلمه اياها فکان زکريا اذا ذکر محمداً و علياً و فاطمة و الحسن: سري عنه همه و انجلي کربه و اذا ذکر اسم الحسين خنقته العبرة و وقعت عليه البهرة. فقال7 ذات يوم الهي ما بالي اذا ذکرت اربعةً منهم تسليت باسمائهم من همومي و اذا ذکرت الحسين تدمع عيني و تثور زفرتي. فانبأه الله تبارک و تعالي عن قصته فقال کهيعص فالکاف اسم کربلا و الها هلاک العترة الطاهرة و الياء يزيد و هو ظالم الحسين و العين عطشه و الصاد صبره فلما سمع ذلک زکريا لميفارق مسجده ثلثة ايام و منع فيهن الناس من الدخول عليه و اقبل علي البکاء و النحيب و کان يرثيه الهي أتفجع خير جميع خلقک بولده! الهي أتنزل بلوي هذه الرزية بفنائه! الهي أتلبس علياً و فاطمة ثياب هذه المصيبة! الهي أتحل کربة هذه المصيبة بساحتهما! ثم
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 184 *»
کان يقول الهي ارزقني ولداً تقر به عيني علي الکبر فاذا رزقتنيه فافتني بحبه ثم افجعني به کما تفجع محمداً حبيبک بولده فرزقه الله يحيي و فجعه به و کان حمل يحيي ستة اشهر و حمل الحسين7 کذلک الخبر.
باب
اخبار الله تعالي نبينا9 بشهادته7
الشيخ عبدالله بن نور الله من کامل الزيارة بسنده الي سالم بن مکرم عن ابيعبدالله7 قال لما حملت فاطمة3 بالحسين7 جاء جبرئيل7 الي رسولالله9 فقال ان فاطمة ستلد ولداً تقتله امتک من بعدک. فلما حملت فاطمة بالحسين کرهت حمله و حين وضعته کرهت وضعه. ثم قال ابوعبدالله7 هل رأيتم في الدنيا اماً تلد غلاماً فتکرهه؟ ولکنها کرهته لانها علمت انه سيقتل. قال و فيه نزلت هذه الآية «و وصينا الانسان بوالديه حسناً([11]) حملته امه کرهاً و وضعته کرهاً و حمله و فصاله ثلثون شهراً.
و بسنده الي محمد بن عمرو بن سعيد عن رجل من اصحابنا عن ابيعبدالله7 ان جبرئيل نزل علي محمد9 فقال يا محمد ان الله يقرؤ عليک السلام و يبشرک بمولود يولد من فاطمة تقتله امتک من بعدک. فقال يا جبريل و علي ربي السلام لاحاجة لي في مولود يولد من فاطمة تقتله امتي من بعدي. قال فعرج جبرئيل ثم هبط فقال له مثل ذلک. و قال يا جبرئيل و علي ربي السلام لاحاجة لي في مولود تقتله امتي من بعدي. فعرج جبرئيل الي السماء ثم هبط فقال له يا محمد ان ربک يقرؤک السلام و يبشرک انه جاعل في ذريته الامامة و الولاية و الوصية فقال قد رضيت. ثم ارسل الي فاطمة ان الله يبشرني بمولود يولد منک تقتله امتي من بعدي. فارسلت اليه ان لاحاجة لي في مولود يولد مني
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 185 *»
تقتله امتک من بعدک. فارسل اليها ان الله جاعل في ذريته الامامة و الولاية و الوصية. فارسلت اليه اني قد رضيت. فحملته کرهاً و وضعته کرهاً و حمله و فصاله ثلثون شهراً حتي اذا بلغ اشده و بلغ اربعين سنة قال رب اوزعني ان اشکر نعمتک التي انعمت عليّ و علي والديّ و ان اعمل صالحاً ترضاه و اصلح لي في ذريتي. فلو انه قال و اصلح لي ذريتي لکانت ذريته کلهم ائمةً. و لميرضع الحسين من فاطمة و لا من اثني ولکنه کان يؤتي به النبي9 فيضع ابهامه في فيه فيمص منها ما يکفيه اليومين و الثلثة فنبت لحم الحسين من لحم رسولالله و دمه و لميولد مولود لستة اشهر الا عيسي بن مريم و الحسين بن علي صلوات الله عليهم.
و من مثير الاحزان عن عبدالله [بن] يحيي قال: رحلنا مع علي7 الي صفين فلما حاذي نينوي نادي صبراً اباعبدالله. فقال دخلت علي رسولالله9 و عيناه تفيضان فقلت: بابي انت و امي يا رسولالله ما لعينک تفيضان؟ اغضبک احد؟ قال لا بل کان عندي جبرئيل فاخبرني ان الحسين يقتل بشاطئ الفرات و قال هل لک اناشمک من تربته؟ قلت نعم. فمد يده فاخذ قبضةً من تراب فاعطانيها فلم املک عيني ان فاضتا و اسم الارض کربلا.
فلما اتت عليه سنتان خرج النبي9 الي سفر فوقف في بعض الطريق و استرجع و دمعت عيناه فسئل عن ذلک فقال هذا جبرئيل يخبرني عن ارض بشط الفرات يقال لها کربلا يقتل فيها ولدي الحسين7 و کأني انظر اليه و الي مصرعه و مدفنه بها و کأني انظر الي السبايا علي اقطاب المطايا و قد اهدي رأس ولدي الحسين الي يزيد لعنه الله فوالله ما ينظر احد الي رأس الحسين و يفرح الا خالف الله بين قلبه و لسانه و عذبه عذاباً اليماً.
ثم رجع النبي9 من سفره مغموماً مهموماً کئيباً حزيناً فصعد المنبر و اصعد معه الحسن و الحسين و خطب و وعظ الناس. فلما فرغ من خطبته وضع يده اليمني علي رأس الحسن و يده اليسري علي رأس الحسين و قال: اللهم ان محمداً عبدک و رسولک و هذان اطائب عترتي و خيار ارومتي و افضل ذريتي و من اخلفهما في امتي و قد اخبرني جبرئيل ان ولدي هذا مقتول بالسم و الآخر شهيد مضرج بالدم. اللهم فبارک له في قتله و اجعله من سادات الشهداء. اللهم
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 186 *»
و لاتبارک في قاتله و خاذله و اصله حر نارک و احشره في اسفل درک من الجحيم. قال فضج الناس بالبکاء و العويل. فقال لهم النبي9 ايها الناس أتبکونه و لاتنصرونه؟ اللهم فکن انت له ولياً و ناصراً. ثم قال يا قوم اني مخلف فيکم الثقلين کتاب الله و عترتي و ارومتي و مزاج مائي و ثمرة فؤادي و مهجتي لنيفترقا حتي يردا عليّ الحوض. الا و اني لااسألکم في ذلک الا ما امرني ربي اناسألکم عنها اسألکم عن المودة في القربي. و احذروا انتلقوني غداً علي الحوض و قد آذيتم عترتي و قتلتم اهلبيتي و ظلمتموهم.
الا انه سيرد عليّ يوم القيمة ثلث رايات من هذه الامة: الاولي راية سوداء مظلمة قد فزعت منها الملائکة فتقف عليّ فاقول لهم من انتم؟ فينسون ذکري و يقولون نحن اهل التوحيد من العرب. فاقول لهم انا احمد نبي العرب و العجم. فيقولون نحن من امتک. فاقول کيف خلفتموني من بعدي في اهلبيتي و عترتي و کتاب ربي؟ فيقولون اما الکتاب فضيعناه و اما العترتة فرضينا([12]) اننبيدهم عن جديد الارض. فلما اسمع ذلک منهم اعرض عنهم وجهي فيصدرون عطاشاً مسودةً وجودههم. ثم ترد عليّ راية اخري اشد سواداً من الاولي. فاقول لهم کيف خلفتموني من بعدي في الثقلين کتاب الله و عترتي؟ فيقولون اما الاکبر فالقيناه([13]) و اما الاصغر فمزقناهم کل ممزق. فاقول اليکم عني. فيصدرون عطاشاً مسودةً وجوههم.
ثم ترد علي راية تلمع وجوههم نوراً. فاقول لهم من انتم؟ فيقولون نحن اهل کلمة التوحيد و التقوي من امة محمد المصطفي و نحن بقية اهل الحق حملنا کتاب ربنا و حللنا حلاله و حرمنا حرامه و احببنا ذرية نبينا محمد9 و نصرناهم من کل ما نصرنا به انفسنا و قاتلنا معهم من ناواهم. فاقول لهم ابشروا فانا نبيکم محمد و لقد کنتم في الدنيا کما قلتم ثم اسقيهم من حوضي فيصدرون مرويين مستبشرين ثم يدخلون الجنة خالدين فيها ابد الآبدين.
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 187 *»
باب
اخبار الملئکة نبينا9 بشهادته
الشيخ المذکور من امالي الصدوق بسنده عن ابيالجارود عن ابيعبدالله7 قال کان النبي9 في بيت امالسلمة [امسلمه ظ] رضياللهعنها فقال لايدخل عليّ احد. فجاء الحسين7 و هو طفل فما ملکت معه شيئاً حتي دخل علي النبي9. فدخلت امسلمة علي اثره فاذا الحسين7 علي صدره و اذا النبي9 يبکي و اذا في يده شيء يقبله. فقال النبي9 يا امسلمة ان هذا جبرئيل يخبرني ان هذا مقتول و هذه التربة التي يقتل عليها فضعيه عندک فاذا صارت دماً فقد قتل حبيبي. فقالت امسلمة يا رسولالله سل الله انيدفع ذلک عنه. قال قد فعلت. فاوحي الله عزوجل اليّ ان له درجةً لاينالها احد من المخلوقين و ان له شيعةً يشفعون فيشفعون و ان المهدي من ولده فطوبي لمن کان من اولياء الحسين و شيعته والله هم الفائزون يوم القيمة.
و من امالي الطوسي بسنده عن ابيبصير عن ابيعبدالله7 قال سمعته يقول بينا الحسين7 عند رسولالله9 اذ اتاه جبرئيل7 فقال يا محمد أتحبه؟ قال نعم. قال اما ان امتک ستقتله. فحزن رسولالله9 لذلک حزناً شديداً. فقال جبرئيل7 أيسرک اناريک التربة التي يقتل فيها؟ قال نعم. قال فخسف جبرئيل ما بين مجلس رسولالله9 الي کربلا حتي التقت القطعتان هکذا و جمع بين السبابتين فتناول بجناحيه من التربة فناولها رسولالله9 ثم دحيت الارض اسرع من طرفة العين. فقال رسولالله9 طوبي لک من تربة و طوبي لمن يقتل فيک.
و من کامل الزيارة بسنده عن ابيبصير عن ابيعبدالله7 قال ان جبرئيل اتي رسولالله9 و الحسين يلعب بين يدي رسولالله
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 188 *»
9 فاخبره ان امته ستقتله. قال فجزع رسولالله9 فقال ألا اريک التربة التي يقتل فيها؟ قال فخسف ما بين مجلس رسولالله9 الي المکان الذي قتل فيه حتي التقت القطعتان فاخذ منها و دحيت في اسرع من طرفة العين. فخرج و هو يقول طوبي لک من تربة و طوبي لمن يقتل حولک.
قال و کذلک صنع صاحب سليمان تکلم باسم الله الاعظم فخسف ما بين سرير سليمان و بين العرش من سهولة الارض و حزونتها حتي التقت القطعتان فاراه العرش. قال سليمان يخيل اليّ انه خرج من تحت سريري. قال و دحيت في اسرع من طرفة العين. اقول وردت بهذا المعني اخبار کثيرة عن الائمة و الصحابة و التابعين.
و من کامل الزيارة بسنده عن جابر عن ابيجعفر7 قال قال اميرالمؤمنين7 زارنا رسولالله9 و قد اهدت لنا امايمن لبناً و زبداً و تمراً قدمنا منه فاکل ثم قام الي زاوية البيت و صلي رکعتين فلما کان في آخر سجوده بکا بکاءً شديداً فلميسأله احد منا اجلالاً و اعظاماً له. فقام الحسين في حجره و قال له يا ابه: لقد دخلت بيتنا فما سررنا بشيء کسرورنا بدخولک ثم بکيت بکاءً غمنا فما ابکاک؟ فقال يا بنيّ اتاني جبرئيل آنفا فاخبرني انکم قتلي و ان مصارعکم شتي. فقال يا ابه فما لمن يزور قبورنا علي تشتتها؟ فقال يا بنيّ اولئک طوائف من امتي يزورونکم فيلتمسون بذلک البرکة و حقيق عليّ انآتيهم يوم القيمة حتي اخلصهم من اهوال الساعة من ذنوبهم و اسکنهم الجنة.
و من ارشاد المفيد بسنده عن امسلمة رضياللهعنها انها قالت خرج رسولالله9 من عندنا ذات ليلة فغاب عنا طويلاً ثم جاءنا و هو اشعث اغبر و يده مضمومة. فقلت يا رسولالله مالي اراک شعثاً غبراً؟ فقال اسري بي في هذا الوقت الي موضع من العراق يقال له کربلا فاريت فيه مصرع الحسين ابني و جماعة من ولدي و اهلبيتي فلمازل القط دمائهم فها هو في يدي و بسطها لي. فقال خذيه فاحتفظي به. فاخذته فاذا هو شبه تراب احمر. فوضعته في قارورة و شددت رأسها و احتفظت به. فلما خرج الحسين7 من مکة متوجهاً نحو العراق کنت
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 189 *»
اخرج تلک القارروة في کل يوم و ليلة و اشمها و انظر اليها ثم ابکي لمصابه. فلما کان يوم العاشر من المحرم و هو اليوم الذي قتل فيه اخرجتها في اول النهار و هي بحالها ثم عدت اليها آخر النهار فاذا هو دم عبيط فصحت في بيتي و بکيت و کظمت غيظي مخافة انتسمع اعدائهم بالمدينة فيشرعوا بالشماتة. فلمازل حافظة للوقت و اليوم حتي جاء الناعي ينعاه فحقق ما رأيت.
و من کامل الزيارة بسنده عن ابن ابييعفور عن ابيعبدالله7 قال بينا رسولالله9 في منزل فاطمة و الحسين7 في حجره اذ بکي و خر ساجداً ثم قال يا فاطمة يا بنت محمد ان العلي الاعلي ترائي لي في بيتک هذا ساعتي هذه في احسن صورة و اهيا هيئة و قال لي يا محمد أتحب الحسين؟ فقلت نعم قرة عيني و ريحانتي و ثمرة فؤادي و جلدة ما بين عيني. فقال لي يا محمد و وضع يده علي رأس الحسين بورک من مولود عليه برکاتي و صلواتي و رحمتي و رضواني، و لعنتي و سخطي و عذابي و خزيي و نکالي علي من قتله و ناصبه و ناواه و نازعه اما انه سيدالشهداء من الاولين و الآخرين في الدنيا و الآخرة و سيد شباب اهل الجنة من الخلق اجمعين. و ابوه افضل منه و خير فاقرأه السلام و بشره بانه راية الهدي و منار اوليائي و حفيظي و شهيدي علي خلقي و خازن علمي و حجتي علي اهل السموات و اهل الارضين و الثقلين الجن و الانس هـ .
قال: الشيخ المذکور بعد هذا الخبر توضيح: «ان العلي الاعلي» اي رسوله جبرئيل او يکون الترائي کناية عن غاية الظهور العلمي و حسن الصورة کناية عن ظهور صفات کماله تعالي و وضع يده کناية عن افاضة الرحمة.
اقول: العجب من رجل يتصدي امراً ليس له باهل. هلاّ تذکر قولهم ان حديثنا صعب مستصعب لايحتمله الا ملک مقرب او نبي مرسل او مؤمن ممتحن؟ و هلاّ رده الي قائله و يقول لانعلمه حتي فسره بما لايرضي قائله به؟ و هل کان ذلک الوقت وقت تعمية النبي9 و الغازه في کلامه؟ و هلاّ دري ان احاديثهم في فنون شتي و لکل فن اهل يلحن لهم فيعرفون اللحن؟ و لايتصرف في فن ليس له فيه ضرس قاطع.
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 190 *»
باب
اخبار الرسول9 بشهادته7
الشيخ المذکور من کامل الزيارة بسنده عن جابر عن محمد بن علي8 قال قال رسولالله9 من سره انيحيي حيوتي و يموت ميتتي و يدخل جنتي جنة عدن غرسها ربي بيده فليتول علياً و يعرف فضله و الاوصياء من بعده و يتبرء من عدوي اعطاهم الله فهمي و علمي هم عترتي من لحمي و دمي اشکو اليک ربي عدوهم من امتي المنکرين لفضهلم القاطعين فيهم صلتي والله ليقتلن ابني ثم لاتنالهم شفاعتي.
و قال ابوجعفر7 کان رسولالله7 اذا دخل الحسين اجتذبه اليه ثم يقول لاميرالمؤمنين7 امسکه ثم يقع عليه فيقبله و يبکي فيقول يا ابة لم تبکي؟ فيقول يا بني اقبل موضع السيوف منک و ابکي. قال يا ابة و اقتل؟ قال اي والله و ابوک و اخوک و انت. قال يا ابت فمصارعنا شتي؟ قال نعم يا بني. قال فمن يزورنا من امتک؟ قال لايزورني و يزور اباک و اخاک و انت الا الصديقون من امتي.
و بسنده عن الحسين بن ابيمنذر عمن حدثه عن ابيعبدالله7 قال کان الحسين بن علي7 ذات يوم في حجر النبي9 يلاعبه و يضاحکه. فقالت عايشة يا رسولالله ما اشد اعجابک بهذا الصبي! فقال لها ويلک کيف لااحبه و لااعجب به و هو ثمرة فؤادي و قرة عيني. اما ان امتي ستقتله فمن زاره بعد وفاته کتب الله له حجة من حججي. قالت يا رسولالله حجة من حججک؟ قال نعم و حجتين من حججي. قالت يا رسولالله حجتين من حججک؟ قال نعم و اربعة. قال فلمتزل تزاده و يزيد و يضعف حتي بلغ تسعين حجة من حجج رسولالله باعمارها.
و عن تفسير الفرات عن جعفر بن محمد الفرازي معنعناً عن ابيعبدالله7 قال کان الحسين مع امه تحمله فاخذه النبي9 و قال
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 191 *»
لعن الله قاتلک و لعن الله سالبک و اهلک الله المتوازرين عليک و حکم الله بيني و بين من اعان عليک. قالت فاطمة الزهراء يا ابت اي شيء تقول؟ قال يا بنتاه ذکرت ما يصيبه بعدي و بعدک من الأذي و الظلم و الغدر و البغي و هو يومئذ في عصبة کأنهم نجوم السماء يتهادون الي القتل و کأني انظر الي معسکرهم و الي موضع رحالهم و تربتهم. قالت يا ابة و اين هذا الموضع الذي تصف؟ قال موضع يقال له کربلا و هو دار کرب و بلاء علينا و علي الامة يخرج عليهم شرار امتي لو ان احدهم شفع له من في السموات و الارضين ماشفعوا فيه و هم المخلدون في النار. قالت يا ابة فيقتل؟ قال نعم يا بنتاه و ما قتل قتله احد کان قبله. و تبکيه السموات و الارضون و الملائکة و الوحش و الحيتان في البحار و النباتات في الجبال و لو يؤذن لها ما بقي علي الارض متنفس. و يأتيه قوم من محبينا ليس في الارض اعلم بالله و لا اقوم بحقنا منهم و ليس علي ظهر الارض احد يلتفت اليه غيرهم اولئک مصابيح في ظلمات الجور و هم الشفعاء و هم واردون حوضي غداً اعرفهم اذا وردوا عليّ بسيماهم و کل اهل دين يطلبون ائمتهم و هم يطلبوننا لايطلبون غيرنا و هم قوام الارض و بهم ينزل الغيث. فقالت فاطمة الزهراء يا ابت انا الله و بکت. فقال لها يا بنتاه ان افضل اهل الجنان هم الشهداء في الدنيا بذلوا انفسهم و اموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعداً عليه حقاً فما عند الله خير من الدنيا و ما فيها قتلة اهون من ميتة من کتب عليه القتل خرج الي مضجعه و من لميقتل فسوف يموت. يا فاطمة بنت محمد اما تحبين انتأمرين غداً بامر فتطاعين في هذا الخلق عند الحساب؟ اما ترضين انيکون ابنک من حملة العرش؟ اما ترضين انيکون ابوک يأتونه يسئلونه الشفاعة؟ اما ترضين انيکون بعلک يذود الخلق يوم العطش عن الحوض فيسقي منه اوليائه و يذود عنه اعدائه؟ اما ترضين انيکون بعلک قسيم النار يأمر النار فتطيعه يخرج منها ما يشاء و يترک من يشاء؟ اما ترضين انتنظرين الي الملئکة علي ارجاء السماء ينظرون اليک و الي ما تأمرين به و ينظرون الي بعلک قد حضرت الخلايق و هو يخاصمهم عند الله فما ترين الله صانع بقاتل ولدک و قاتليک و قاتل بعلک اذا افلجت حجته علي الخلايق و امرت النار انتطيعه؟ اما ترضين ان
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 192 *»
يکون الملائکة تبکي لابنک و يأسف عليه کل شيء؟ اما ترضين انيکون من اتاه زائراً في ضمان الله و يکون من اتاه بمنزلة من حج الي بيت الله و اعتمر و لميخل من الرحمة طرفة عين اذا مات مات شهيداً و ان بقي لمتزل الحفظة تدعوا له ما بقي و لميزل في حفظ الله و امنه حتي يفارق الدنيا؟ قالت يا ابه سلمت و رضيت و توکلت علي الله. فمسح علي قلبها و مسح عينيها و قال اني و بعلک و انت و ابنيک في مکان تقر عيناک و يفرح قلبک.
باب
اخبار اميرالمؤمنين7 بقتله7
الشيخ المذکور من امالي الصدوق بسنده عن اصبغ بن نباته قال بينا اميرالمؤمنين7 يخطب الناس و هو يقول سلوني قبل انتفقدوني فوالله لاتسألوني عن شيء مضي و لا عن شيء يکون الا نبأتکم به. فقام اليه سعد بن ابيوقاص فقال يا اميرالمؤمنين اخبرني کم في رأسي و لحيتي من شعرة؟ فقال له اما والله لقد سألتني عن مسألة حدثني خليلي رسولالله9 انک ستسألني عنها و ما في رأسک و لحيتک من شعرة الا و في اصلها شيطان جالس و ان في بيتک لسخلاً يقتل الحسين ابني و عمر بن سعد يومئذ يدرج بين يديه.
و بسنده عن ابن عباس قال کنت مع اميرالمؤمنين7 في خرجته الي صفين فلما نزل بنينوي و هو بشط الفرات قال باعلي صوته يابن عباس أتعرف هذا الموضع؟ قلت له ما اعرفه يا اميرالمؤمنين. فقال7 لو عرفته کمعرفتي لمتکن تجوزه حتي تبکي کبکائي. قال فبکي طويلاً حتي اخضلت لحيته و سالت الدموع علي صدره و بکينا معه و هو يقول اوه اوه مالي و لآل ابيسفيان و مالي و لآل حرب حزب الشيطان و اولياء الکفر صبراً يا اباعبدالله فقد لقي ابوک مثل الذي تلقي منهم.
ثم دعا بماء فتوضأ وضوء الصلوة فصلي ما شاء الله انيصلي ثم ذکر نحو کلامه الاول الا انه نعس عند انقضاء صلوته و کلامه ساعة ثم انتبه فقال
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 193 *»
يابن عباس فقلت ها انا ذا. فقال الا احدثک بما رأيت في منامي آنفا عند رقدتي؟ فقلت نامت عينک و رأيت خيراً يا اميرالمؤمنين. قال رأيت کأني برجال قد نزلوا من السماء معهم اعلام بيض قد تقلدوا سيوفهم و هي بيض تلمع و قد خطوا حول هذه الارض خطةً ثم رأيت کان هذه النخيل قد ضربت باغصانها الارض تضطرب بدم عبيط و کأني بالحسين سخلي و فرخي و مضغتي و مخي قد غرق فيها يستغيث فيه فلايغاث و کان الرجال البيض قد نزلوا من السماء ينادونه و يقولون صبراً آل الرسول فانکم تقتلون علي ايدي شرار الناس و هذه الجنة يا اباعبدالله اليک مشتاقة. ثم يعزوني و يقولون يا ابا الحسن ابشر فقد اقر الله به عينک يوم يقوم الناس لرب العالمين ثم انتبهت هکذا. و الذي نفس علي بيده لقد حدثني الصادق المصدق ابوالقاسم اني سأرينها في خروجي الي اهل البغي علينا و هذه ارض کرب و بلا يدفن فيها الحسين و سبعةعشر رجلاً من ولدي و ولد فاطمة و انها لفي السموات معروفة تذکر ارض کرب و بلا کما تذکر بقعة الحرمين و بقعة بيت المقدس.
ثم قال لي يا ابنعباس اطلب في حولها بعر الظبا فوالله ماکذبت و لا کذبت و هي مصفرة لونها لون الزعفران. قال ابنعباس فطلبتها فوجدتها مجتمعةً فناديته يا اميرالمؤمنين قد اصبتها علي الصفة التي وصفتها لي. فقال علي7 صدق الله و رسوله ثم قام يهرول اليها فحملها و شمها و قال هي هي بعينها أتعلم يا بنعباس ما هذه الابعار؟ هذه قد شمها عيسي بن مريم8 و ذلک انه مر بها و معه الحواريون فرأي هيهنا الظبا مجتمعة و هي تبکي فجلس عيسي7 و جلس الحواريون معه فبکي و بکي الحواريون و هم لايدرون لم جلس و لم بکي. فقالوا يا رسولالله و کلمته ما يبکيک؟ قال أتعلمون اي ارض هذه؟ قالوا لا. قال هذه ارض يقتل فيها فرخ الرسول احمد و فرخ الحرة الطاهرة البتول شبيهة امي و يلحد فيها طينة اطيب من المسک لانها طينة الفرخ المستشهد هکذا يکون طينة الانبياء و اولاد الانبياء. فهذه الظبا تکلمني و تقول انها ترعي في هذه الارض شوقاً الي تربة الفرخ المبارک و زعمت انها آمنته في هذه الارض. ثم ضرب بيده الي هذه البعرات فشمها و قال هذه بعر الظبا علي هذا الطيب لمکان حشيشها اللهم فابقها
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 194 *»
ابداً حتي يشمها ابوه فيکون له عزاء و سلوة. قال فبقيت الي يوم الناس هذا و قد اصفرت لطول زمنها فهذه ارض کرب و بلا. ثم قال بأعلي صوته يا رب عيسي بن مريم لاتبارک في قتلته و المعين عليه و الخاذل له. ثم بکا بکاءً طويلاً و بکينا معه حتي سقط لوجهه و غشي عليه طويلاً. ثم افاق فأخذ البعر فصرّه في ردائه و امرني اناصرّها كذلك ثم قال يا بنعباس اذا رأيتها تنفجر دماً عبيطاً و يسيل منها دم عبيط فاعلم ان اباعبدالله قد قتل بها و دفن.
قال ابنعباس فوالله لقد کنت احفظها اشد من حفظي لبعض ما افترض الله عزوجل عليّ و انا لااحلها من طرف کمي. فبينما انا نائم في البيت اذا انتبهت فاذا هي تسيل دماً عبيطاً و کان کمي قد امتلأ دماً عبيطاً فجلست و انا باک و قلت قتل والله الحسين والله ماکذبني عليّ قط في حديث حدثني و لااخبرني بشيء قط انه يکون الا کان کذلک لان رسولالله9 کان يخبره باشياء لايخبر بها غيره. ففزعت و خرجت و ذلک عند الفجر فرأيت والله المدينة کأنها ضباب لايستبين منها اثر عين ثم طلعت الشمس و رأيت کأنها منکسفه و رأيت کأن حيطان المدينة عليها دم عبيط فجلست و انا باک. فقلت قد قتل والله الحسين و سمعت صوتاً من ناحية البيت و هو يقول:
اصبروا آل الرسول | قتل الفرخ النحول | |
نزل الروح الامين | ببکاء و عويل |
ثم بکي بأعلي صوته و بکيت فأثبت عندي تلک الساعة و کان شهر المحرم يوم عاشورا لعشر مضين منه فوجدته قتل يوم ورد علينا خبره و تاريخه کذلک. فحدثت هذا الحديث اولئک الذين کانوا معه فقالوا والله لقد سمعنا ما سمعت و نحن في المعرکة و لاندري ما هو لکنا نري انه الخضر.
و بسنده عن جردا بنت عميس عن زوجها هرثمة بن ابيمسلم قال غزونا مع علي بن ابيطالب7 بصفين فلما انصرفنا نزل بکربلا فصلي بنا الغداة ثم رفع اليه من تربتها فشمها ثم قال واهاً لک ايتها التربة ليحشرن منک قوم يدخلون الجنة بغير حساب. فرجع هرثمة الي زوجته و کانت شيعةً لعلي7 فقال الا احدثک عن وليک ابيالحسن؟ نزل بکربلا فصلي ثم رفع اليه من تربتها فقال واهاً
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 195 *»
لک ايتها التربة ليحشرن منک اقوام يدخلون الجنة بغير حساب. قالت ايها الرجل فان اميرالمؤمنين7 لميقل الا حقاً. فلما قدم الحسين7 قال هرثمة کنت في البعث الذين بعثهم عبيدالله بن زياد فلما رأيت المنزل و الشجر ذکرت الحديث فجلست علي بعيري ثم صرت الي الحسين7 فسلمت عليه و اخبرته بما سمعت من ابيه في ذلک المنزل الذي نزل به الحسين7. فقال معنا انت ام علينا؟ فقلت لا معک و لا عليک خلفت صبيةً اخاف عليهم عبيدالله بن زياد. قال فامض حيث لاتري لنا مقتلاً و لاتسمع لنا صوتاً فو الذي نفس حسين بيده لايسمع اليوم واعيتنا احد فلايعيننا الا اکبه الله لوجهه في جهنم.
و من بصائر الدرجات بسنده عن سويد بن غفلة قال انا عند اميرالمؤمنين اذ اتاه رجل فقال يا اميرالمؤمنين جئتک من وادي القري و قد مات خالد بن عرفطة. فقال له اميرالمؤمنين7 انه لميمت. فاعادها عليه. فقال له علي7 لميمت و الذي نفسي بيده لايموت. فاعادها عليه الثالثة. فقال سبحان الله اخبرک انه مات و تقول لميمت؟ فقال له علي7 لميمت و الذي نفسي بيده لايموت حتي يقود جيش ضلالة يحمل رايته حبيب بن جماز. قال فسمع بذلک حبيب فاتي اميرالمؤمنين7 فقال له اناشدک في و اني لک شيعة و قد ذکرتني بامر لا والله ما اعرفه من نفسي. فقال له علي7 ان کنت حبيب بن جماز فتحملنها فولي حبيب بن جماز. قال الراوي فوالله ما مات حتي بعث عمر بن سعد الي الحسين بن علي7 و جعل خالد بن عرفطة علي مقدمته و حبيب صاحب رايته.
و من قرب الاسناد بسنده عن القداح عن جعفر بن محمد عن ابيه8 قال مر علي7 بکربلا في اثنين من اصحابه. قال فلما مر بها ترقرقت عيناه للبکاء ثم قال هذا مناخ رکابهم و هذا ملقي رحالهم و هيهنا تهراق دماؤهم طوبي لک من تربة عليک تهراق دماء الاحبة.
و من کامل الزيارة بسنده عن جابر عن ابيعبدالله7 قال قال علي7 للحسين7 يا اباعبدالله اسوة انت قدماً فقال جعلت فداک ما حالي؟ قال علمت ما جهلوا و سينتفع عالم بما علم. يا بني اسمع و ابصر من
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 196 *»
قبل انيأتيک فو الذي نفسي بيده ليسفکن بنو امية دمک ثم لايردونک عن دينک و لاينسونک ذکر ربک. فقال الحسين7 و الذي نفسي بيده حسبي و اقررت بما انزل الله و اصدق نبي الله و لااکذب قول ابي.
باب
اخبار الحسن7 بقتله7
الشيخ المذکور بسنده عن المفضل عن الصادق7 عن ابيه عن جده ان الحسين بن علي بن ابيطالب7 دخل يوماً علي الحسن7 فلما نظر اليه بکا [بكي ظ.] فقال ما يبکيک يا اباعبدالله؟ قال ابکي لما يصنع بک. فقال له الحسن7 ان الذي يؤتي اليّ سم يدس اليّ فاقتل به ولکن لا يوم کيومک في کربلا يا اباعبدالله يزدلف اليک ثلثون الف رجل يدعون انهم من امة جدنا محمد9 ينتحلون دين الاسلام فيجتمعون علي قتلک و سفک دمک و انتهاک حرمتک و سبي ذراريک و نسائک و انتهاب رحلک. فعندها تحل بنيامية اللعنة و تمطر السماء رماداً و دماً و بکي عليک کل شيء حتي الوحوش في الفلوات و الحيتان في البحار.
باب
اخباره7 بقتله
الشيخ المذکور من ارشاد المفيد بسنده عن سالم بن ابيحفصة قال قال عمر بن سعد للحسين7 يا اباعبدالله ان قبلنا اناساً سفهاء يزعمون اني اقتلک. فقال له الحسين7 انهم ليسوا سفهاء ولکنهم حلماء اما انه يقر عيني ان لاتأکل بر العراق بعدي الا قليلاً.
و من کامل الزيارة بسنده عن ابيالجارود عن ابيجعفر7 قال ان
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 197 *»
الحسين7 خرج من مکة قبل يوم التروية بيوم فشيعه عبدالله بن الزبير فقال يا اباعبدالله قد حضر الحج و تدعه و تأتي العراق؟ فقال يابن الزبير لانادفن بشاطئ الفرات احب اليّ من انادفن بفناء الکعبة.
و بسنده عن زرارة عن ابيجعفر7 قال کتب الحسين بن علي7 من مکة الي محمد بن علي بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي الي محمد بن علي و من قبله من بنيهاشم اما بعد فان من لحق بي استشهد و من لميلحق لميدرک الفتح و السلام.
و بسنده عن ميسر بن عبد العزيز عن ابيجعفر7 قال کتب الحسين بن علي7 الي محمد بن علي من کربلا بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي الي محمد بن علي و من قبله من بنيهاشم اما بعد فکان الدنيا لمتکن و کان الآخرة لمتزل.
و من کامل الزيارة بسنده عن ابن عبده عن ابيعبدالله7 انه قال لما صعد الحسين بن علي7 عقبة البطن قال لاصحابه ما اراني الا مقتولاً. قالوا و ما ذاک يا اباعبدالله؟ قال رؤيا رأيتها في المنام. قالوا و ما هي؟ قال رأيت کلاباً تنهشني اشدها عليّ کلب ابقع.
و بسنده عن الحسين بن ابيالعلا عن ابيعبدالله7 قال ان الحسين7 صلي باصحابه يوم اصيبوا ثم قال اشهد انه قد اذن في قتلکم يا قوم فاتقوا الله و اصبروا.
و من الخرايج و الجرايح انه لما اراد العراق قالت له امسلمة لاتخرج الي العراق فقد سمعت رسولالله9 يقول يقتل ابني الحسين بارض العراق و عندي تربة دفعها اليّ في قارورة. فقال اني والله مقتول کذلک و ان لماخرج الي العراق يقتلوني ايضاً و ان احببت اناريک مضجعي و مصرع اصحابي؟ ثم مسح بيده وجهها ففتح الله عن بصرها حتي رأيا ذلک کله و اخذ تربةً فاعطاها من تلک التربة ايضاً في قارورة اخري و قال7 اذا فاضت دماً فاعلمي اني قتلت. فقالت امسلمة فلما کان يوم عاشورا نظرت الي القارورتين بعد الظهر فاذا هما قد فاضتا دماً فصاحت و لميقلب في ذلک اليوم حجر و لا مدر
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 198 *»
الا وجد تحته دم عبيط.
باب
ما جري عليه صلوات الله عليه بعد بيعة الناس
ليزيد بن معوية عليهما اللعنة و الهاوية الي شهادته7
الشيخ المذکور من امالي الصدوق بسنده عن عبدالله بن منصور و کان رضيعاً لبعض ولد زيد بن علي7 قال سئلت جعفر بن محمد بن علي بن الحسين: فقلت حدثني عن مقتل ابن رسولالله9. فقال حدثني ابي عن ابيه8 قال لما حضرت معوية الوفاة دعا ابنه يزيد لعنه الله فاجلسه بين يديه. فقال له يا بني اني قد ذللت لک الرقاب الصعاب و وطدت([14]) لک البلاد و جعلت الملک و ما فيه لک طعمةً و اني اخشي عليک من ثلثة نفر يخالفون عليک بجهدهم و هم عبدالله بن عمر بن الخطاب و عبدالله بن الزبير و الحسين بن علي8 فاما عبدالله بن عمر فهو معک فالزمه و لاتدعه. و اما عبدالله بن الزبير فقطعه ان ظفرت به ارباً ارباً فانه يجثو لک کما يجثو الاسد لفريسته و يواربک مواراة الثعلب للکلب. و اما الحسين فقد عرفت حظه من رسولالله9 و هو من لحم رسولالله و دمه و قد علمت لامحالة ان اهل العراق سيخرجونه اليهم ثم يخذلونه و يضيعونه. فان ظفرت به فاعرف حقه و منزلته من رسولالله و لاتؤاخذه بفعله و مع ذلک فان لنا به خلطةً و رحماً و اياک انتناله بسوء او يري منک مکروهاً. قال فلما هلک معوية و تولي الامر بعده يزيد لعنه الله بعث عامله علي مدينة رسولالله و هو عمه عتبة بن ابيسفيان. فقدم المدينة و عليها مروان بن الحکم و کان عامل معوية فاقامه عتبة من مکانه و جلس فيه لينفذ فيه امر يزيد فهرب مروان فلميقدر عليه. و بعث عتبة الي الحسين بن علي7 فقال ان امير
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 199 *»
المؤمنين امرک انتبايع له. فقال الحسين7 يا عتبة قد علمت انا اهلبيت الکرامة و معدن الرسالة و اعلام الحق الذين اودعه الله عزوجل قلوبنا و انطق السنتنا فنطقت باذن الله عزوجل. و لقد سمعت جدي رسولالله9 يقول ان الخلافة محرمة علي ولد ابيسفيان و کيف ابايع اهلبيت قد قال فيهم رسولالله9 هذا.
فلما سمع عتبة ذلک دعا الکاتب و کتب بسم الله الرحمن الرحيم الي عبدالله يزيد اميرالمؤمنين من عتبة بن ابيسفيان اما بعد فان الحسين بن علي ليس يري لک خلافةً و لا بيعةً فرأيک في امره و السلام. فلما ورد الکتاب علي يزيد لعنه الله کتب الجواب الي عتبه اما بعد فاذا اتاک کتابي هذا فعجل علي بجوابه و بين لي في کتابک کل من في طاعتي او خرج عنها وليکن مع الجواب رأس الحسين بن علي7.
فبلغ ذلک الحسين فهم بالخروج من ارض الحجاز الي ارض العراق. فلما اقبل الليل راح الي مسجد النبي ليودع القبر فلما وصل الي القبر سطع له نور من القبر فعاد الي موضعه. فلما کانت الليلة الثانية راح ليودع القبر. فقام يصلي فاطال فنعس و هو ساجد فجائه النبي9 و هو في منامه فاخذ الحسين7 و ضمه الي صدره و جعل يقبل بين عينيه و يقول بابي انت کأني اراک مرملاً بدمک بين عصابة من هذه الامة يرجون شفاعتي ما لهم عندالله من خلاق يا بني انک قادم علي ابيک و امک و اخيک و هم مشتاقون اليک و ان لک في الجنة درجات لاتنالها الا بالشهادة. فانتبه الحسين7 من نومه باکياً فاتي اهلبيته فاخبرهم بالرؤيا و ودعهم و حمل اخواته علي المحامل و ابنته و ابن اخيه القاسم بن الحسن بن علي7. ثم سار في احدوعشرين من اصحابه و اهلبيته منهم ابوبکر بن علي و محمد بن علي و عثمن بن علي و العباس بن علي و عبدالله بن مسلم بن عقيل و علي بن الحسين الاکبر و علي بن الحسين الاصغر:.
و سمع عبدالله بن عمر بخروجه فقدم راحلته و خرج خلفه مسرعاً فادرکه في بعض المنازل فقال اين تريد يا بن رسول الله؟ قال العراق قال مهلاً ارجع الي حرم جدک فابي الحسين7 عليه فلما رأي ابن عمر اباه قال يا اباعبدالله اکشف
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 200 *»
لي عن المواضع الذي کان رسول الله9 يقبله منک فکشف الحسين7 عن سرته فقبلها ابن عمر ثلثاً و بکا [بكي ظ] و قال استودعک الله يا اباعبدالله فانک مقتول في وجهک هذا
فسار الحسين و اصحابه فلما نزلوا ثعلبية ورد عليه رجل يقال له بشر بن غالب فقال يا ابن رسول الله اخبرني عن قول الله عزوجل يوم ندعوا کل اناس بامامهم قال امام دعي [دعا ظ] الي هدي فاجابوه اليه و امام دعي [دعا ظ] الي ضلالة فاجابوه اليها هؤلاء في الجنة و هؤلاء في النار و هو قوله عزوجل فريق في الجنة و فريق في السعير ثم سار حتي نزل العذيب فقال([15]) فيها قايلة الظهيرة ثم انتبه من نومه باکياً فقال له ابنه ما يبکيک يا ابه؟ فقال يا بني انها ساعةً لاتکذب الرؤيا فيها و انه عرض لي في منامي عارض فقال تسرعون السير و المنايا تسير بکم الي الجنة.
ثم سار حتي نزل الرهيمية فورد عليه رجل من اهل الکوفة يکني اباهرم فقال يا ابن النبي ما الذي اخرجک من المدينة؟ فقال ويحک يا اباهرم شتموا عرضي فصبرت و طلبوا مالي فصبرت و طلبوا دمي فهربت و ايم الله ليقتلني ثم ليلبسنهم الله ذلاً شاملاً و سيفاً قاطعاً و ليسلطن عليهم من يذلهم
قال و بلغ عبيدالله بن زياد لعنه الله الخبر و ان الحسين7 قد نزل الرهيمية فاسري اليه الحر بن يزيد في الف فارس قال الحر فلما خرجت من منزلي متوجهاً نحو الحسين7 نوديت ثلثاً يا حر ابشر بالجنة فالتفت فلمار احداً فقلت ثکلت الحر امه يخرج الي قتال ابن رسول الله9 و يبشر بالجنة فرهقه عند صلوة الظهر فامر الحسين7 ابنه فاذن و اقام و قام الحسين7 فصلي بالفريقين جميعاً فلما سلم وثب الحر بن يزيد فقال السلام عليک يا بن رسول الله و رحمة الله و برکاته فقال الحسين7 و عليک السلام من انت يا عبدالله فقال انا الحر بن يزيد فقال يا حر اعلينا ام لنا؟ فقال الحر والله يا بن رسول الله لقد بعثت الي قتالک و اعوذ بالله ان احشر من قبري و ناصيتي مشدودة الي [رجلي خ.ل.] و يدي مغلولة الي عنقي و اکب علي حر وجهي في النار يا ابن رسول الله اين تذهب؟ ارجع الي حرم جدک فانک مقتول فقال
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 201 *»
الحسين7:
سأمضي فما بالموت عار علي الفتي |
اذا ما نوي حقاً و جاهد مسلماً |
|
و واسي الرجال الصالحين بنفسه |
و فارق مثبوراً و خالف مجرماً |
|
فان مت لماندم و ان عشت لمالم |
کفي بک ذلاً ان تموت و ترغما |
ثم سار الحسين7 حتي نزل القطقطانية فنظر الي فسطاط مضروب فقال لمن هذا الفسطاط؟ فقيل لعبدالله بن الحر الحنفي فارسل اليه الحسين7 فقال ايها الرجل انک مذنب خاطئ و ان الله عزوجل اخذک بما انت صانع ان لمتتب الي الله تبارک و تعالي في ساعتک هذه فتنصرني و يکون جدي شفيعک بين يدي الله تبارک و تعالي فقال يا بن رسول الله والله لو نصرتک لکنت اول مقتول بين يديک ولکن هذا فرسي خذه اليک فو الله ما رکبته قط و انا اروم شيئاً الا بلغته و لا ارادني احد الا نجوت عليه فدونک فخذه فاعرض عنه الحسين7 بوجهه ثم قال لا حاجة لنا فيک و لا في فرسک و ما کنت متخذ المضلين عضداً ولکن فر فلا لنا و لا علينا فانه من سمع واعيتنا اهل البيت ثم لم يجبنا اکبه الله علي وجهه في نار جهنم
ثم سار حتي نزل بکربلا فقال اي موضع هذا؟ فقيل هذا کربلا يا بن رسول الله فقال هذا و الله يوم کرب و بلا و هذا الموضع الذي يهراق فيه دماؤنا و يباح فيه حريمنا فاقبل فيه عبيدالله بن زياد بعسکره حتي عسکر بالنخيلة و بعث الي الحسين7 رجلاً يقال له عمر بن سعد قائده في اربعة آلاف فارس و اقبل عبدالله بن الحصين التميمي في الف فارس يتبعه شيث بن ربعي في الف فارس و محمد بن الاشعث بن قيس الکندي ايضاً في الف فارس و کتب لعمر بن سعد علي الناس و امرهم ان يسمعوا له و يطيعوه.
فبلغ عبيدالله بن زياد ان عمر بن سعد يسامر الحسين7 و يحدثه و يکره قتاله فوجه اليه شمر بن ذي الجوشن في اربعة آلاف فارس و کتب الي عمر بن سعد اذا اتاک کتابي هذا فلا تمهلن الحسين بن علي و خذ بکظمه و حل بين الماء و بينه کما حيل بين عثمٰن و بين الماء يوم الدار فلما وصل الکتاب الي عمر بن سعد لعنه الله امر مناديه فنادي انا قد اجلنا حسيناً و اصحابه يومهم و ليلهم فشق ذلک علي
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 202 *»
الحسين7 و علي اصحابه فقام الحسين7 في اصحابه خطيباً فقال اللهم اني لا اعرف اهل بيت ابر و لا ازکي و لا اطهر من اهل بيتي و لا اصحاباً هم خير من اصحابي و قد نزل بي ما قد ترون و انتم في حل من بيعتي ليست لي في اعناقکم بيعة و لا لي عليکم ذمة و هذا الليل قد غشيکم فاتخذوه جملاً و تفرقوا في سواده فان القوم انما يطلبوني و لو ظفروا بي لذهلوا عن طلب غيري.
فقام اليه عبدالله بن مسلم بن عقيل بن ابيطالب فقال يا بن رسول الله ماذا يقول لنا الناس اذا نحن خذلنا شيخنا و کبيرنا و سيدنا و ابن سيد الاعمام و ابن نبينا سيد الانبياء لمنضرب معه بسيف و لم نقاتل معه برمح؟ لا و الله او نرد موردک و نجعل انفسنا دون نفسک و دماءنا دون دمک فاذا نحن فعلنا ذلک فقد قضينا ما علينا و خرجنا مما لزمنا و قام اليه رجل يقال له زهير بن القين البجلي فقال يا ابن رسول الله وددت اني قتلت ثم نشرت ثم قتلت ثم نشرت ثم قتلت ثم نشرت فيک و في الذين معک مأة قتلة و ان الله دفع بي عنکم اهل البيت فقال له و لاصحابه جزيتم خيراً
ثم ان الحسين7 امر بحفيرة فحفرت حول عسکره شبه الخندق و امر فحشيت حطباً و ارسل علياً ابنه7 في ثلثين فارساً و عشرين راجلاً ليستسقوا الماء و هم علي وجل شديد و انشأ الحسين7 يقول:
يا دهر اف لک من خليل من طالب و صاحب قتيل |
کم لک في الاشراق و الاصيل و الدهر لايقنع بالبديل |
|
و انما الامر الي الجليل |
و کل حي سالک سبيلي |
ثم قال لاصحابه قوموا فاشربوا من الماء يکن آخر زادکم و توضؤا و اغسلوا ثيابکم لتکون اکفانکم ثم صلي بهم الفجر و عباهم تعبية الحرب و امر بحفيرته التي حول عسکره فاضرمت بالنار ليقاتل القوم من وجه واحد . و اقبل رجل من عسکر عمر بن سعد علي فرس له يقال له ابن ابي جويرية المزني فلما نظر الي النار تتقد صفق يده و نادي يا حسين و اصحاب حسين ابشروا بالنار فقد تعجلتموها في الدنيا فقال الحسين7 من الرجل؟ فقيل ابن ابي جويرية المزني فقال الحسين7 اللهم اذقه عذاب النار في الدنيا فنفر به فرسه و القاه في تلک النار فاحترق.
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 203 *»
ثم برز من عسکر عمر بن سعد رجل آخر يقال له تميم بن حصين الفزازي فنادي يا حسين و يا اصحاب حسين اما ترون الي ماء الفرات يلوح کأنه بطون الحيات و الله لا ذقتم منه قطرة حتي تذقوا الموت جرعاً فقال الحسين7 من الرجل؟ فقيل تميم بن حصين فقال الحسين7 هذا و ابوه من اهل النار اللهم اقتل هذا عطشاً في هذا اليوم قال فخنقه العطش حتي سقط عن فرسه فوطئته الخيل بسنابکها فمات ثم اقبل آخر من عسکر عمر بن سعد يقال له محمد بن اشعث بن قيس الکندي فقال يا حسين بن فاطمة اية حرمة لک من رسول الله ليس لغيرک؟ فتلا الحسين7 هذه الآية ان الله اصطفي آدم و نوحا و آل ابرهيم و آل عمران علي العالمين ذرية الآية ثم قال والله ان محمداً لمن آل ابرهيم و ان العترة الهادية لمن آل محمد من الرجل؟ فقيل محمد بن اشعث بن قيس الکندي فرفع الحسين7 رأسه الي السماء فقال اللهم ار محمد بن الاشعث ذلاً في هذا اليوم لا تعزه بعد هذا اليوم ابداً فعرض له عارض فخرج من العسکر يتبرز فسلط الله عليه عقرباً فلدغه فمات بادي العورة فبلغ العطش من الحسين7 و اصحابه.
فدخل عليه رجل من شيعته يقال له يزيد بن الحسين الهمداني (قال ابرهيم بن عبدالله راوي الحديث هو خال ابياسحق الهمداني) فقال يا بن رسول الله تأذن لي فاخرج اليهم فاکلمهم فاذن له فخرج اليهم فقال يا معشر الناس ان الله عزوجل بعث محمداً بالحق بشيراً و نذيراً و داعياً الي الله باذنه و سراجاً منيراً و هذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد و کلابها و قد حيل بينه و بين ابنه فقالوا يا يزيد قد اکثرت الکلام فاکفف فو الله ليعطش الحسين کما عطش من کان قبله فقال الحسين7 اقعد يا يزيد.
ثم وثب الحسين7 متوکئاً علي سيفه فنادي باعلي صوته فقال انشدکم الله هل تعرفوني؟ قالوا نعم انت ابن رسول الله و سبطه قال انشدکم الله هل تعلمون ان جدي رسول الله صلي الله عليه و اله؟ قالوا اللهم نعم قال انشدکم الله هل تعلمون ان امي فاطمة بنت محمد؟ قالوا اللهم نعم قال انشدکم الله هل تعلمون ان ابي علي بن ابيطالب؟ قالوا اللهم نعم قال انشدکم هل تعلمون ان جدتي خديجة بنت خويلد
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 204 *»
اول نساء هذه الامة اسلاماً؟ قالوا اللهم نعم قال انشدکم الله هل تعلمون ان سيد الشهداء حمزة عم ابي؟ قالوا اللهم نعم قال فانشدکم الله هل تعلمون ان جعفر الطيار في الجنة عمي؟ قالوا اللهم نعم قال فانشدکم الله هل تعلمون ان هذا سيف رسول الله صلي الله عليه و اله و انا متقلده؟ قالوا اللهم نعم قال فانشدکم الله هل تعلمون ان هذه عمامة رسول الله صلي الله عليه و اله انا لابسها؟ قالوا اللهم نعم قال فانشدکم الله هل تعلمون ان علياً کان اولهم اسلاماً و اعلمهم علماً و اعظمهم حلماً و انه ولي کل مؤمن و مؤمنة؟ قالوا اللهم نعم قال فبم تستحلون دمي؟ و ابي الذائد عن الحوض غداً يذود عنه رجالاً کما يذاد البعير الصادر عن الماء و لواء الحمد في يدي جدي يوم القيمة قالوا قد علمنا ذلک کله و نحن غير تارکيک حتي تذوق الموت عطشاناً فاخذ الحسين7 بطرف لحيته و هو يومئذ ابن سبع و خمسين سنة ثم قال اشتد غضب الله علي اليهود حيث قالوا عزير ابن الله و اشتد غضب الله علي النصاري حيث قالوا المسيح ابن الله و اشتد غضب الله علي المجوس حين عبدوا النار من دون الله و اشتد غضب الله علي قوم قتلوا نبيهم و اشتد غضب الله علي هذه العصابة الذين يريدون قتل ابن نبيهم.
قال فضرب الحر بن يزيد فرسه و جاز عسکر عمر بن سعد لعنه الله الي عسکر الحسين7 واضعاً يده علي رأسه و هو يقول اللهم اليک انيب فتب علي فقد ارعبت قلوب اوليائک و اولاد نبيک يا بن رسول الله هل لي من توبة؟ قال نعم تاب الله عليک قال يا بن رسول الله ائذن لي فاقاتل عنک فاذن له فبرز و هو يقول:
اضرب في اعناقکم بالسيف |
عن خير من حل بلاد الخيف |
فقتل منهم ثمانيةعشر رجلاً ثم قتل فاتاه الحسين7 و دمه يشخب فقال بخ بخ يا حر انت حر کما سميت في الدنيا و الآخرة ثم انشأ الحسين7 يقول:
لنعم الحر حر بني رياح |
صبور عند مختلف الرماح |
|
و نعم الحر اذ نادي حسيناً |
فجاد بنفسه عند الصياح |
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 205 *»
ثم برز من بعده زهير بن القين البجلي و هو يقول مخاطباً للحسين7:
اليوم تلقي جدک النبيا |
و حسناً و المرتضي علياً |
فقتل منهم تسعةعشر رجلاً ثم صرع و هو يقول:
انا زهير و انا ابن القين |
اذبکم بالسيف عن حسين |
ثم برز من بعده حبيب بن مظاهر [مظهر خ.ل.] الاسدي رضوان الله عليهم و هو يقول:
انا حبيب و ابي مطهر([16]) |
لنحن اذکي منکم و اطهر |
ننصر خير الناس حين يذکر
فقتل منهم احداً و ثلثين رجلاً ثم قتل رضوان الله عليه ثم برز من بعده عبد الله بن ابيعروة الغفاري و هو يقول:
قد علمت حقاً بنو غفار |
اني اذب في طلاب الثار |
بالمشرفي و القنا الخطار
فقتل منهم عشرين رجلاً ثم قتل رحمه الله. ثم برز من بعده برير بن حضير الهمداني و کان اقرأ اهل زمانه و هو يقول:
انا برير و ابيحضير |
لا خير فيمن ليس فيه خير |
فقتل منهم ثلثين رجلاً ثم قتل رضوان الله عليه. ثم برز من بعده مالک بن انس الکاهلي و هو يقول:
قد علمت کاهلها و دودان |
و الخِندفيون و قيس عيلان |
|
بان قومي قصم الاقران |
يا قوم کونوا کأسود الجان |
|
آل علي شيعة الرحمن |
و آل حرب شيعة الشيطان |
فقتل منهم ثمانيةعشر رجلاً ثم قتل رضوان الله عليه. و برز من بعده زياد بن مهاجر [مهاصر خ.ل.] الکندي فحمل عليهم و انشأ يقول:
انا زياد و ابي مهاجر([17]) |
اشجع من ليث العرين([18]) الخادر |
|
يا رب اين للحسين ناصر |
و لابن سعد تارک مهاجر |
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 206 *»
فقتل منهم تسعة ثم قتل رضوان الله عليه. و برز من بعده وهب بن وهب و کان نصرانياً اسلم علي يد الحسين7 هو و امه فاتبعوه الي کربلا فرکب فرساً و تناول بيده عود الفسطاط فقاتل و قتل من القوم سبعة او ثمانية([19]) ثم استوسر فاتي به عمر بن سعد لعنه الله فامر بضرب عنقه فضربت عنقه و رمي الي عسکر الحسين7 و اخذت امه سيفاً و برزت فقال لها الحسين7 يا ام وهب اجلسي فقد وضع الله الجهاد عن النساء انک و ابنک مع جدي محمد في الجنة. ثم برز من بعده هلال بن حجاج و هو يقول:
ارمي بها معلمة افواقها |
و النفس لاينفعها اشفاقها |
فقتل منهم ثلثة عشر رجلاً ثم قتل رضوان الله عليه. و برز من بعده عبدالله بن مسلم بن عقيل بن ابيطالب و انشأ يقول:
اقسمت لا اقتل الا حراً |
و قد وجدت الموت شيئاً مراً |
|
اکره[20] ادعي جباناً فراً |
ان الجبان من عصي و فرا |
فقتل منهم ثلثة ثم قتل رضوان الله عليه و رحمته. و برز من بعده علي بن الحسين7 فلما برز اليهم دمعت عين الحسين7 فقال اللهم کن انت الشهيد عليهم فقد برز اليهم ابن رسولک و اشبه الناس وجهاً و سمتاً به فجعل يرتجز و هو يقول:
انا علي بن الحسين بن علي |
نحن و بيت الله اولي بالنبي |
اما ترون کيف احمي عن ابي
فقتل منهم عشرة ثم رجع الي ابيه فقال يا ابه العطش فقال له الحسين7 صبراً يا ابه يسقيک جدک بالکاس الاوفي فرجع فقاتل حتي قتل منهم اربعةً و اربعين رجلاً ثم قتل صلي الله عليه. و برز من بعده القاسم بن الحسن بن علي بن ابيطالب7 و هو يقول:
لاتجزعي نفسي فکل فان |
اليوم تلقين ذري الجنان |
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 207 *»
فقتل منهم ثلثة ثم رمي من فرسه رضوان الله عليه و صلواته. و نظر الحسين يميناً و شمالاً و لايري احداً فرفع رأسه الي السماء فقال اللهم انک تري ما يصنع بولد نبيک و حال بنوکلاب بينه و بين الماء و رمي بسهم فوقع في نحره و خر عن فرسه فاخذ السهم فرمي به و جعل يتلقي الدم بکفه فلما امتلأت لطخ به رأسه و لحيته و يقول القي الله عزوجل و انا مظلوم متلطخ بدمي ثم خر علي خده الايسر صريعاً و اقبل عدو الله سنان الايادي و شمر بن ذي الجوشن العامري لعنهما الله في رجال من اهل الشام حتي وقفوا علي رأس الحسين7 فقال بعضعهم لبعض ما تنتظرون اريحوا الرجل فنظر سنان بن الانس الايادي لعنه الله و اخذ بلحية الحسين7 و جعل يضرب بالسيف في حلقه و هو يقول والله اني لاجتز رأسک و انا اعلم انک ابن رسول الله و خير الناس اماً و اباً. و اقبل فرس الحسين صلي الله عليه حتي لطخ عرفه و ناصيته بدم الحسين7 و جعل يرکض و يصهل فسمعت بنات النبي صلي الله عليه و اله صهيله فخرجن فاذا الفرس بلا راکب فعرفن ان حسيناً صلي الله عليه قد قتل و خرجت ام کلثوم بنت الحسين7 واضعة يدها علي رأسها تندب و تقول:
وامحمداه هذا الحسين بالعراء |
قد سلب العمامة و الرداء |
و اقبل سنان لعنه الله حتي ادخل رأس الحسين بن علي8 علي عبيدالله بن زياد لعنه الله و هو يقول:
املأ رکابي فضةً و ذهباً |
انا قتلت الملک المحجباً |
|
قتلت خير الناس اماً و اباً |
و خيرهم اذ ينسبون نسباً |
فقال له عبيدالله بن زياد لعنه الله ويحک فان علمت انه خير الناس اماً و اباً لم قتله اذا؟ فامر به فضربت عنقه و عجل الله بروحه الي النار. و ارسل ابن زياد قاصداً الي امکلثوم بنت الحسين7 فقال لها الحمد لله الذي قتل رجالکم فکيف ترون ما فعل بکم؟ فقالت يا بن زياد لئن قرت عينک بقتل الحسين7 فطال ما قرت عين جده صلي الله عليه و آله به و کان يقبله و يلثم شفتيه و يضعه علي عاتقه يا بن زياد اعد لجده جواباً فانه خصمک غداً.
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 208 *»
اقول و قد اورد اهل السير في هذه الموارد حکايات تنافي ما اوردنا من الاخبار و الحق احق انيتبع.
باب
الاخبار المتفرقة الواردة في بيان بعض هذه الوقايع
الشيخ المذکور عن الکليني بسنده عن حمزة بن حمران عن ابيعبدالله7 قال ذکرنا خروج الحسين7 و تخلف ابن الحنفية. فقال ابوعبدالله7 يا حمزة اني سأخبرک بحديث لاتسئل عنه بعد مجلسک هذا ان الحسين لما اقبل متوجهاً دعا بقرطاس و کتب فيه بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي بن ابيطالب الي بنيهاشم. اما بعد فان من لحق بي منکم استشهد و من تخلف لميبلغ مبلغ الفتح و السلام.
و عن المفيد باسناده الي ابيعبدالله7 قال لما سار ابوعبدالله7 من المدينة لقيه افواج من الملائکة المسومة في ايديهم الحراب علي نجب من نجب الجنة فسلموا عليه و قالوا يا حجة الله علي خلقه بعد جده و ابيه و اخيه ان الله سبحانه امد جدک بنا في مواطن کثيرة و ان الله امدک بنا فقال لهم الموعد حفرتي و بقعتي التي استشهد فيها و هو کربلا فاذا وردتها فاتوني فقالوا يا حجة الله مرنا نسمع و نطع فهل تخشي من عدو يلقاک فنکون معک فقال لاسبيل لهم علي و لايلقوني بکريهة او اصل الي بقعتي. و اتته افواج من مسلمي الجن فقالوا يا سيدنا نحن شيعتک و انصارک فمرنا بامرک و ما تشاء فلو امرتنا بقتل کل عدو لک و انت بمکانک لکفيناک ذلک فجزاهم الحسين7 خيراً و قال لهم او ما قرأتم کتاب الله المنزل علي جدي رسول الله9 اينما تکونوا يدرککم الموت و لو کنتم في بروج مشيدة و قال سبحانه لبرز الذين کتب عليهم القتل الي مضاجعهم و اذا اقمت بمکاني فبماذا يبتلي هذا الخلق المتعوس؟([21]) و بماذا يختبرون؟
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 209 *»
و من ذا يکون ساکن حفرتي بکربلا؟ و قد اختارها الله يوم دحي الارض و جعلها معقلاً لشيعتنا و يکون لهم في الدنيا و الآخرة ولکن تحضرون يوم السبت و هو يوم عاشورا الذي في آخره اقتل و لايبقي بعدي مطلوب من اهلي و نسبي و اخوتي و اهل بيتي و يسار برأسي الي يزيد لعنه الله. فقالت الجن نحن والله يا حبيب الله و ابن حبيبه لولا ان امرک طاعة و انه لايجوز لنا مخالفتک قتلنا جميع اعدائک قبل ان يصلوا اليک. فقال صلوات الله عليه لهم نحن والله اقدر عليهم منکم ولکن ليهلک من هلک عن بينة و يحيي من حي عن بينة.
و عن السيد رضي الله عنه قال روي ابوجعفر عن الواقدي و زرارة بن صالح قالا لقينا الحسين بن علي7 قبل خروجه الي العراق بثلثة ايام فاخبرناه بهوي الناس بالکوفة و ان قلوبهم معه و سيوفهم عليه فاومي بيده نحو السماء ففتحت ابواب السماء و نزلت الملئکة عدداً لايحصيهم الا الله تعالي فقال7 لولا تقارب الاشياء و هبوط الاجر لقاتلتهم بهؤلاء ولکن اعلم يقيناً ان هناک مصرعي و مصرع اصحابي و لاينجو منه الا ولدي علي.
و عن السيد رضي الله عنه بسنده عن احمد بن داود القمي عن ابيعبدالله7 قال جاء محمد بن حنفية الي الحسين7 ليلة الخروج في صبيحتها من مکة فقال له يا اخي ان اهل الکوفة قد عرفت غدرهم بابيک و اخيک و قد خفت ان يکون حالک کحال من مضي فان رأيت ان تقيم فانک اعز من بالحرم و امنعه. فقال يا اخي قد خفت ان يغتالني يزيد بن معويه بالحرم فاکون الذي يستباح به حرمة هذا البيت. فقال له ابن الحنفية فان خفت ذلک فصر الي اليمن او بعض نواحي البر فانک امنع الناس به و لايقدر عليک احد. فقال يا اخي انظر فيما قلت فلما کان السحر ارتحل الحسين7 فبلغ ذلک ابن الحنفية فاتاه فاخذ بذمام ناقته و قد رکبها فقال يا اخي أ لم تعدني النظر فيما سألتک؟ قال بلي قال فما حداک علي الخروج عاجلاً؟ قال اتاني رسول الله بعد ما فارقتک فقال يا حسين اخرج فان الله قد شاء ان يراک قتيلاً فقال محمد بن الحنفية انا لله و انا اليه راجعون فما معني حملک هؤلاء النساء معک و انت تخرج علي مثل هذا الحال؟ قال فقال ان الله قد
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 210 *»
شاء ان يراهن سباياً فسلم عليه و مضي. قال و جاء عبدالله بن عباس و عبدالله بن الزبير فاشارا عليه بالامساک. فقال لهما ان رسول الله9 قد امرني بامر و انا ماض فيه. قال فخرج ابن العباس و هو يقول واحسيناه ثم جاء عبدالله بن عمر فاشار اليه بصلح اهل الضلال و حذره من القتل و القتال. فقال يا ابا عبد الرحمن اما علمت ان من هوان الدنيا علي الله تعالي ان رأس يحيي بن زکريا اهدي الي بغي من بغايا بنياسرائيل؟ اما تعلم ان بنياسرائيل کانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر الي طلوع الشمس سبعين نبياً ثم يجلسون في اسواقهم يبيعون و يشترون کأن لميصنعوا شيئاً فلميعجل الله عليهم بل اخذهم بعد ذلک اخذ عزيز ذي انتقام اتق الله يا ابا عبد الرحمن و لاتدع نصرتي.
و عنه انه روي مرسلاً عن الباقر7 ان جند الحسين7 کانوا يومئذ خمسةً و اربعين فارساً و مأة راجل.
و عن المفيد مرسلاً عن الصادق7 ان جند المخالفين کانوا ثلثين الفاً.
و عن علي بن الحسين7 انه قال لما اصبحت الخيل تقبل علي الحسين7 رفع يديه و قال اللهم انت ثقتي في کل کرب و رجائي في کل شدة و انت لي في کل امر نزل بي ثقة و عدة کم من کرب يضعف عنه الفؤاد و تقل فيه الحيلة و يخذل فيه الصدق و يشمت به العدو انزلته بک و شکوته اليک رغبةً مني اليک عمن سواک ففرجته و کشفته فانت ولي کل نعمة و صاحب کل حسنة و منتهي کل رغبة.
و عن الصادق7 مرسلاً انه قال سمعت ابي يقول لما التقي الحسين7 و عمر بن سعد لعنه الله و قامت الحرب انزل النصر حتي رفرف علي رأس الحسين7 ثم خير بين النصر علي اعدائه و بين لقاء الله تعالي فاختار لقاء الله تعالي.
و عن محمد بن ابيطالب مرسلاً عن الباقر عن علي بن الحسين: ان الناس کانوا يحضرون المعرکة و يدفنون القتلي فوجدوا جوناً بعد عشرة ايام يفوح منه رايحة المسک رضوان الله عليه. اقول هذا هو جون مولي
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 211 *»
ابيذر الغفاري.
و عن ابيالفرج في المقاتل بسنده عن ادريس عن ابيه عن جعفر بن محمد عن ابيه: ان اول قتيل قتل من ولد ابيطالب مع الحسين7 ابنه علي8.
و عن ابيمخنف مرسلاً عن جعفر بن محمد8 قال وجد بالحسين ثلثاً و ثلثين طعنةً و اربعاً و ثلثين ضربةً.
و عن الباقر7 اصيب الحسين7 و وجد به ثلثمأة و بضعة و عشرون طعنة برمح او ضربة بسيف او رمية بسهم. اقول يمکن الجمع بين الخبرين بان ما زاد علي السبع و ستين الي ثلثمأة و بضعة و عشرين کان من رمية السهم. و روي عن غير طرق الائمة ما يزيد علي ذلک.
و من کامل الزيارة بسنده عن ابيسعيد قال سمعت الحسين بن علي7 و خلا به عبدالله بن الزبير فناجاه طويلاً قال ثم اقبل الحسين7 بوجهه اليهم و قال ان هذا يقول لي کن حماماً من حمام الحرم و لان اقتل و بيني و بين الحرم باع احب الي من ان اقتل و بيني و بينه شبر و لان اقتل بالطف احب الي من ان اقتل بالحرم.
و من الکافي بسنده عن الحکم بن عتيبة قال لقي رجل الحسين بن علي بالثعلبية و هو يريد کربلا فدخل عليه فسلم عليه فقال له الحسين7 من اي البلاد انت؟ قال من اهل الکوفة. قال اما والله يا اخا اهل الکوفة لو لقيتک بالمدينة لاريتک اثر جبرئيل من دارنا و نزوله بالوحي علي جدي يا اخي اهل الکوفة أفمستقي الناس العلم من عندنا فعلموا و جهلنا؟ هذا ما لايکون.
و من ثواب الاعمال بسنده عن عمرو بن القيس المشرقي قال دخلت علي الحسين7 انا و ابن عم لي و هو في قصر بنيمقاتل فسلمنا عليه. فقال له ابن عمي يا اباعبدالله هذا الذي اري خضاب او شعرک؟ فقال خضاب و الشيب الينا بنيهاشم يعجل. ثم اقبل علينا فقال جئتما لنصرتي؟ فقلت اني رجل کبير السن کثير الدين کثير العيال و في يدي بضايع للناس و لاادري ما يکون و اکره ان اضيع
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 212 *»
امانتي. و قال له ابن عمي مثل ذلک. قال لنا فانطلقا فلاتسمعا لي واعيةً و لاتريا لي سواداً فان من سمع واعيتنا او رأي سوادنا فلميجب او لميغثنا کان حقاً علي الله عزوجل ان يکبه علي منخريه في النار.
و من ارشاد المفيد بسنده عن علي بن يزيد عن علي بن الحسين8 قال خرجنا مع الحسين7 فما نزل منزلاً و ما ارتحل منه الا ذکر يحيي بن زکريا و قتله و قال يوماً و من هوان الدنيا علي الله عزوجل ان رأس يحيي بن زکريا اهدي الي بغي من بغايا بنياسرائيل.
و من کامل الزيارة بسنده عن عمرو بن جابر عن محمد بن علي7 قال لما هم الحسين7 بالشخوص الي [من خ.ل.] المدينة اقبلت نساء بني عبدالمطلب فاجتمعن للنياحة حتي مشي فيهن الحسين7. فقال انشدکن بالله ان تبدين هذا الامر معصيةً لله و لرسوله. قالت له نساء بني عبدالمطلب فلمن نستبقي النياحة و البکاء؟ فهو عندنا کيوم مات رسول الله و علي و فاطمة و رقية و زينب و امکلثوم. فننشدک الله جعلنا الله فداک من الموت فيا حبيب الابرار من اهل القبور و اقبلت بعض عماته تبکي و تقول اشهد يا حسين لقد سمعت الجن ناحت بنوحک و هم يقولون:
ء ان قتيل الطف من آل هاشم |
اذل رقاباً من قريش فذلت |
|
حبيب رسول الله لميک فاحشاً |
ابانت مصيبات الانوف وجلت |
و قلن ايضاً:
ابکوا حسيناً سيداً و لقتله شاب الشعر |
و لقتله زلزلتم و لقتله انخسف([22]) القمر |
و احمرت آفاق السماء من العشية و السحر |
و تغيرت شمس البلاد بهم و اظلمت الکور |
ذاک ابن فاطمة المصاب به الخلايق و البشر |
اورثتنا ذللاً به جدع الانوف مع الغرر |
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 213 *»
و منه بسنده عن ابيالجارود عن ابيجعفر7 قال ان الحسين7 خرج من مکة قبل التروية بيوم فشيعه عبدالله بن الزبير فقال يا اباعبدالله قد حضر الحج و تدعه و تأتي العراق؟ فقال يا بن الزبير لان ادفن بشاطيء الفرات احب الي من [ان ظ] ادفن بفناء الکعبة.
و من کتاب النوادر لعلي بن اسباط عن بعض اصحابه رواه قال ان اباجعفر7 قال کان ابي مبطوناً يوم قتل ابوه صلوات الله عليهما و کان في الخيمة و کنت اري موالينا کيف يختلفون معه يتبعونه بالماء يشد علي الميمنة مرةً و علي الميسرة مرةً و علي القلب مرةً و لقد قتلوه قتلةً نهي رسول الله صلي الله عليه و آله ان يقتل بها الکلاب([23]) لقد قتل بالسيف و السنان و بالحجارة و بالخشب و بالعصا و لقد اوطئوه الخيل بعد ذلک. اقول هذا الخبر يشعر بان الباقر7 کان يوم عاشورا.
و من الکافي بسنده عن ابرهيم بن حمزة الثمالي عن ابيعبدالله7 قال ان الحسين بن علي8 خرج قبل يوم التروية بيوم الي العراق و قد کان دخل معتمراً.
و عنه بسنده عن معوية بن عمار عن ابيعبدالله7 قال ان التمتع مرتبط بالحج و المعتمر اذا فرغ منها ذهب حيث شاء و قد اعتمر الحسين7 في ذي الحجة ثم راح يوم التروية الي العراق و الناس يروحون الي مني و لابأس بالعمرة في ذي الحجة لمن لايريد الحج.
و من کامل الزيارة بسنده عن داود بن فرقد عن ابيعبدالله7 قال قال عبدالله بن الزبير للحسين بن علي8 لو جئت بمکة فکنت بالحرم فقال الحسين7 لانستحل بنا لان اقتل علي تل اعفر([24]) احب الي من ان اقتل بها.
و من الکافي بسنده عن سليمان کاتب علي بن اليقطين عمن ذکره عن ابيعبدالله7 قال ان الاشعث بن قيس شرک في دم اميرالمؤمنين و ابنته جعدة سمت الحسن و محمد ابنه شرک في دم الحسين7.
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 214 *»
باب
تاريخ شهادته7 و مدة عمره و جمل تواريخه و احواله
الشيخ المذکور من الکافي بسنده عن عبدالملک قال سئلت اباعبدالله7 عن صوم تاسوعا و عاشورا من شهر المحرم فقال تاسوعا يوم حوصر فيه الحسين صلوات الله عليه و اصحابه رضوان الله عليهم بکربلا و اجتمع عليه خيل اهل الشام و اناخوا عليه و فرح ابن مرجانة و عمر بن سعد بتوافر الخيل و کثرتها و استضعفوا فيه الحسين و اصحابه رضوان الله عليهم و ايقنوا انه لايأتي الحسين7 ناصر و لايمده اهل العراق بابي المستضعف الغريب. ثم قال و اما يوم عاشورا فيوم اصيب فيه الحسين7 صريعاً بين اصحابه و اصحابه حوله صرعي عراةً أفصوم يکون في ذلک اليوم؟ کلاّ و رب البيت الحرام ما هو يوم صوم و ما هو الا يوم حزن و مصيبة دخلت علي اهل السماء و اهل الارض و جميع المؤمنين و يوم فرح و سرور لابن مرجانة و آل زياد و اهل الشام غضب الله عليهم و علي ذرياتهم و ذلک يوم بکت جميع بقاع الارض خلا بقعة الشام فمن صامه او تبرک به حشره الله مع آل زياد ممسوخ القلب مسخوطاً عليه و من اذخر الي منزله ذخيرةً اعقبه الله تعالي نفاقاً في قلبه الي يوم يلقاه و انتزع البرکة عنه و عن اهل بيته و ولده و شارکه الشيطان في جميع ذلک.
و من الامالي بسنده عن الحسين بن ابيمنذر عن ابيه عن ابيعبدالله7 قال سألته عن صوم يوم عاشورا فقال ذلك يوم قتل الحسين7 فان کنت شامتاً فصم. ثم قال ان آل امية لعنهم الله و من اعانهم علي قتل الحسين7 من اهل الشام نذروا نذراً ان قتل الحسين7 و من خرج الي الحسين7 و صارت الخلافة في آل ابيسفيان ان يتخذوا ذلک اليوم عيداً لهم يصومون و يدخلون علي عيالاتهم و اهاليهم الفرح في ذلک اليوم.
و من الکافي بسنده عن جعفر بن عيسي قال سألت الرضا7 عن
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 215 *»
صوم عاشورا و ما يقول الناس فيه. فقال عن صوم ابن مرجانة تسئلني؟ ذلک يوم صامه الادعياء من آل زياد لقتل الحسين7 و هو يوم يتشأم به آل محمد و يتشأم به اهل الاسلام و اليوم الذي يتشأم به اهل الاسلام لايصام و لايتبرک به. و يوم الاثنين يوم نحس قبض الله عزوجل فيه نبيه و ما اصيب آل محمد9 الا في يوم الاثنين فتشأمنا به و تبرک به عدونا. و يوم عاشورا قتل الحسين و تبرک به ابن مرجانة و تشأم به آل محمد فمن صامهما او تبرک بهما لقي الله تبارک و تعالي ممسوخ القلب و کان محشره مع الذين سنوا صومهما و التبرک بهما.
اقول و اما يوم وفاته7 فقد اختلفت الاقوال فيه. فعن ارشاد المفيد مضي الحسين7 في يوم السبت العاشر من المحرم سنة احدي و ستين من الهجرة بعد صلوة الظهر منه قتيلاً مظلوماً ظمآناً صابراً محتسباً و سنه يومئذ ثمان و خمسون سنةً اقام بها مع جده9 سبع سنين و مع ابيه اميرالمؤمنين7 سبعاً و ثلثين سنة و مع اخيه الحسن7 عشر سنين([25]) و کانت مدة خلافته بعد اخيه احد عشر سنةً.
و من المناقب لابن شهرآشوب ولد الحسين7 عام الخندق بالمدينة يوم الخميس او يوم الثلثا لخمس خلون من شعبان سنة اربع من الهجرة بعد اخيه بعشرة اشهر و عشرين يوماً. و روي انه لميکن بينه و بين اخيه الا الحمل و الحمل ستة اشهر. عاش مع جده ستة سنين و اشهراً و قد کمل عمره خمسين. و يقال کان عمره سبعاً و خمسين سنةً و خمسة اشهر. و يقال ستة و خمسون سنة و خمسة اشهر. و يقال ثمان و خمسون. و مدة خلافته خمس سنين و اشهر في آخر ملک معوية و اول ملک يزيد. قتله عمر بن سعد بن ابيوقاص و خولي بن يزيد الاصبحي و اجتز رأسه سنان بن انس النخعي و شمر بن ذي الجوشن و سلب جميع ماکان عليه اسحق بن حيوة الخضرمي و امير الجيش عبيدالله بن زياد وجه به يزيد بن معويه و مضي قتيلاً يوم عاشورا و هو يوم السبت العاشر من المحرم قبل الزوال. و يقال يوم الجمعة بعد صلوة الظهر. و قيل يوم الاثنين بطف کربلا بين نينوي و الغاضرية من قري النهرين بالعراق سنة ستين من الهجرة. و يقال سنة احدي و
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 216 *»
ستين. و دفن بکربلا من غربي الفرات.
و عن الکليني کان مولده لخمس خلون من شعبان سنة اربع من الهجرة و قتل يوم الجمعة لعشر خلون عن المحرم سنة احدي و ستين و له ست و خمسون سنةً و شهور. و قيل قتل يوم السبت.
و عن سفيان الثوري عن جعفر بن محمد ان الحسين بن علي قتل و له ثمان و خمسون سنة.
و من اعلام الوري ولد بالمدينة يوم الثلثا و قيل يوم الخميس لثلث خلون من شعبان. و قيل لخمس خلون منه سنة اربع من الهجرة. و قيل ولد آخر شهر ربيع الاول سنة ثلث من الهجرة و عاش سبعاً و خمسين سنة و خمسة اشهر کان مع رسول الله9 سبع سنين و مع اميرالمؤمنين سبعاً و ثلثين سنة و مع اخيه الحسن سبعاً و اربعين سنة و کانت مدة خلافته عشر سنين و اشهراً.
و من کشف الغمة قال کمال الدين بن طلحة ولد بالمدينة لخمس خلون من شعبان سنة اربع من الهجرة علقت البتول به بعد ان ولدت اخاه الحسن7 بخمسين ليلة. و کذلک قال الحافظ الجنابزي. و قال کمال الدين کان انتقاله الي دار الآخرة في سنة احدي و ستين من الهجرة فيکون مدة عمره ستاً و خمسين سنة و اشهر کان منها مع جده رسول الله9 ست سنين و شهوراً و کان مع ابيه اميرالمؤمنين علي بن ابيطالب ثلثين سنة بعد وفات النبي9 و کان مع اخيه الحسن بعد وفاة ابيه عليه السلام عشر سنين و بقي بعد وفاة اخيه الحسن الي وقت مقتله عشر سنين.
و قال ابن الخشاب حدثنا حوب باسناده عن ابيعبدالله الصادق7 قال مضي ابوعبدالله الحسين7 ابن علي امه فاطمة بنت رسول الله9 و هو ابن سبع و خمسين سنة في عام الستين من الهجرة في يوم عاشورا کان مقامه مع جده رسول الله9 سبع سنين الا ما کان بينه و بين ابي محمد و هو سبعة اشهر و عشرة ايام و اقام مع ابيه ثلثين سنةً و اقام مع ابيمحمد عشر سنين و اقام بعد مضي اخيه الحسن7 عشر سنين فکان عمره سبعاً و خمسين الا ما کان بينه و بين اخيه من الحمل و قبض في يوم عاشورا في يوم الجمعة في سنة احدي و ستين. و يقال في
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 217 *»
يوم عاشورا يوم الاثنين و کان بقاؤه بعد اخيه الحسن احدعشر سنة.
اقول الظاهر ان من قوله «و قبض» من کلام ابن الخشاب لانه مخالف لصدر الرواية. و قد اوردنا في ما سبق في رواية زيد بن علي عن الصادق7 انه کان ابن سبع و خمسين سنةً فاذا کان مقتله عام ستين و عمره سبعاً و خمسين سنةً کان مولده7 عام ثلث من الهجرة. و قد مر في باب الاخبار المتفرقة عن الصادق7 في حديث ولکن تحضرون يوم السبت و هو يوم عاشورا الذي في آخره اقتل. اقول يعلم من هذا الخبر انه قتل بعد الظهر و لاشک ان اخبار الائمة: هي الحق و الحق احق ان يتبع.
باب
الوضع الذي قتل عليه
الشيخ المذکور من الکافي بسنده عن جابر عن ابيجعفر7 قال قتل الحسين بن علي7 و عليه جبة خز دکناء فوجدوا فيها ثلثةً و ستين من بين ضربة بسيف او طعنة برمح او رمية بسهم.
و عنه بسنده عن محمد بن يعقوب بن سالم قال قال ابوعبدالله7 قتل الحسين و هو مختضب بالوسمة.
و من امالي الصدوق بسنده عن بريد بن معوية العجلي عن ابيجعفر الباقر7 قال اصيب الحسين بن علي7 و وجد به ثلثمأة و بضعة و عشرين [عشرون ظ] طعنة برمح او ضربة بسيف او رمية بسهم.
و من امالي الطوسي بسنده عن معاذ بن مسلم قال سمعت اباعبدالله7 يقول وجد بالحسين بن علي صلوات الله عليهما نيف و سبعون طعنةً و نيف و سبعون ضربةً بالسيف.
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 218 *»
باب
اسماء الشهداء معه رضوان الله عليهم و عددهم
و جمل احوالهم و اسماء قاتليهم
خرج عن الناحية المقدسة: بسم اللّه الرحمن الرحيم إذا أردت زيارة الشهداء رضوان اللّه عليهم فقف عند رجل([26]) الحسين7 و هو قبر عليّ بن الحسين فاستقبل القبلة بوجهك فإنّ هناك حومة الشهداء و أوم([27]) و أشر إلي عليّ بن الحسين و قل: السلام عليك يا أوّل قتيل من نسل خير سليل من سلالة إبراهيم الخليل صلّي اللّه عليك و علي أبيك إذ قال فيك: قتل اللّه قوماً قتلوك يا بنيّ ما أجرأهم علي الرحمن و علي انتهاك حرمة الرسول علي الدنيا بعدك العفا كأنّي بك بين يديك ماثلاً و للكافرين قاتلاً قائلاً:
أنا عليّ بن الحسين بن عليّ |
نحن و بيت اللّه أولي بالنبيّ |
|
أطعنكم بالرمح حتّي ينثني |
أضربكم بالسيف أحمي عن أبي |
|
ضرب غلام هاشميّ علوي([28]) |
و اللّه لا يحكم فينا ابن الدعيّ |
حتّي قضيت نحبك و لقيت ربّك. أشهد أنّك أولي باللّه و برسوله و أنّك ابن رسوله و حجّته و دينه و ابن حجّته و أمينه حكم اللّه علي قاتلك مرّة بن منقذ بن النعمان العبديّ لعنه اللّه و أخزاه و من شركه في قتلك و كانوا عليك ظهيراً أصلاهم اللّه جهنّم و ساءت مصيراً و جعلنا اللّه من ملاقيك و مرافقيك و مرافقي جدّك و أبيك و عمّك و أخيك و امّك المظلومة و أبرأ إلي اللّه من أعدائك اولي الجحود و السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته.
السلام علي عبد اللّه بن الحسين الطفل الرضيع المرميّ الصريع المتشحّط دماً المصعّد دمه في السماء المذبوح بالسهم في حجر أبيه لعن اللّه راميه حرملة بن كاهل الأسدي و ذويه.
السلام علي عبد اللّه بن أمير المؤمنين مبلي البلاء و المنادي بالولاء في عرصة كربلاء المضروب
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 219 *»
مقبلاً و مدبراً لعن اللّه قاتله هانئ بن ثبيت الخضرميّ [الحضرمي ظ.]
السلام علي أبي الفضل العبّاس بن أمير المؤمنين المواسي أخاه بنفسه الآخذ لغده من أمسه الفادي له، الواقي الساعي إليه بمائه المقطوعة يداه لعن اللّه قاتليه يزيد بن الرقاد الجهنيّ و حكيم بن الطفيل الطائيّ.
السلام علي جعفر بن أمير المؤمنين الصابر بنفسه محتسباً و النائي من الأوطان مغترباً المستسلم للقتال، المستقدم للنزال المكثور بالرجال لعن اللّه قاتله هانئ بن ثبيت الحضرميّ.
السلام علي عثمان بن أمير المؤمنين سميّ عثمان بن مظعون لعن اللّه راميه بالسهم خوليّ بن يزيد الأصبحيّ الأياديّ و الأبانيّ الداريّ.
السلام علي محمّد بن أمير المؤمنين7 قتيل الأياديّ الداريّ لعنه اللّه و ضاعف عليه العذاب الأليم و صلّي اللّه عليك يا محمّد بن علي و علي أهل بيتك الصابرين.
السلام علي أبي بكر بن الحسن بن عليّ الزكيّ الوليّ المرميّ بالسهم الرديّ لعن اللّه قاتله عبد اللّه بن عقبة الغنويّ.
السلام علي عبد اللّه بن الحسن الزكيّ لعن اللّه قاتله و راميه حرملة بن كاهل الأسديّ.
السلام علي القاسم بن الحسن بن عليّ المضروب علي هامته المسلوب لامته حين نادي الحسين عمّه فجلّي عليه عمّه كالصقر و هو يفحص برجليه التراب و الحسين7 يقول: «بعدا لقوم قتلوك و من خصمهم يوم القيامة جدّك و أبوك». ثمّ قال: «عزّ واللّه علي عمّك أنتدعوه فلا يجيبك، أو أنيجيبك و أنت قتيل جديل فلاينفعك هذا واللّه يوم كثر واتره و قلّ ناصره جعلني اللّه معكما يوم جمعكما و بوّأني مبوّأكما و لعن اللّه قاتلك عمر بن سعد بن عروة بن نفيل الأزديّ و أصلاه جحيماً و أعدّ له عذاباً أليماً
السلام علي عون بن عبد اللّه بن جعفر الطيّار في الجنان حليف الإيمان و منازل الأقران، الناصح للرحمن التالي للمثاني و القرآن لعن اللّه قاتله عبد اللّه بن قطبة النبهانيّ.
السلام علي محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الشاهد مكان أبيه و التالي لأخيه و واقيه ببدنه لعن اللّه قاتله عامر بن نهشل التميميّ.
السلام علي جعفر بن عقيل لعن اللّه قاتله و راميه بشر بن خوط الهمداني.
السلام علي عبد الرحمن بن عقيل لعن اللّه قاتله و راميه عمر بن خالد بن اسد الجهنيّ.
السلام علي القتيل ابن القتيل عبد اللّه بن مسلم بن عقيل و لعن اللّه قاتله عامر
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 220 *»
بن صعصعة و قيل: أسد بن مالك.
السلام علي أبيعبداللّه بن مسلم بن عقيل و لعن اللّه قاتله و راميه عمرو بن صبيح الصيداويّ.
السلام علي محمّد بن أبي سعيد بن عقيل و لعن اللّه قاتله لقيط بن ناشر الجهنيّ.
السلام علي سليمان مولي الحسين بن أمير المؤمنين8 و لعن اللّه قاتله سليمان بن عوف الحضرميّ.
السلام علي قارب مولي الحسين بن عليّ8.
السلام علي منجح مولي الحسين بن عليّ8.
السلام علي مسلم بن عوسجة الأسديّ
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 221 *»
القائل للحسين و قد أذن له في الانصراف: أ نحن نخلّي عنك؟ و بم نعتذر عند اللّه من أداء حقّك لا واللّه حتّي أكسر في صدورهم رمحي هذا و أضربهم بسيفي ما ثبت قائتمه في يدي و لا افارقك و لو لميكن معي سلاح اقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة و لم افارقك حتّي أموت معك و كنت أوّل من شري نفسه و أوّل شهيد شهد للّه([29]) و قضي نحبه، ففزت و ربّ الكعبة شكر اللّه استقدامك و مواساتك إمامك إذ مشي إليك و أنت صريع فقال: يرحمك اللّه يا مسلم ابن عوسجة و قرأ: فمنهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلاً لعن اللّه المشتركين في قتلك: عبد اللّه الضبابيّ و عبد اللّه بن خشكارة البجليّ و مسلم بن عبد اللّه الضبابي.
السلام علي سعد بن عبد اللّه الحنفيّ القائل للحسين7 و قد أذن له في الانصراف: لا و اللّه لا نخلّيك حتّي يعلم اللّه أنّا قد حفظنا غيبة رسول اللّه9 فيك و اللّه لو أعلم أنّي اقتل ثمّ احيي ثمّ احرق ثمّ اذري و يفعل بي ذلك سبعين مرّةً ما فارقتك حتّي ألقي حمامي دونك و كيف لا أفعل ذلك و إنّما هي موتة أو قتلة واحدة ثمّ بعدها الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً فقد لقيت حمامك و واسيت إمامك و لقيت من اللّه الكرامة في دار المقامة حشرنا اللّه معكم في المستشهدين و رزقنا مرافقتكم في أعلي علّيّين.
السلام علي سعد بن بشر بن عمر الحضرميّ شكر اللّه لك قولك للحسين7 و قد أذن لك في الانصراف أكلتني إذاً السباع حيّاً إن فارقتك و أسأل عنك الركبان و أخذلك مع قلّة الأعوان؟ لا يكون هذا أبداً.
السلام علي يزيد بن حصين الهمدانيّ المشرفيّ القارئ المجدّل بالمشرفيّ.
السلام علي عمر بن كعب الأنصاريّ.
السلام علي نعيم بن عجلان الأنصاريّ.
السلام علي زهير بن القين البجليّ القائل للحسين و قد أذن له في الانصراف: لا و اللّه لا يكون ذلك أبداً أترك ابن رسول اللّه أسيراً في يد الاعداء و أنجو؟ لا أراني اللّه ذلك اليوم.
السلام علي عمرو بن قرطة الأنصاريّ.
السلام علي حبيب بن مظاهر الأسديّ.
السلام علي الحرّ بن يزيد الرياحي.
السلام علي عبد اللّه بن عمير الكلبيّ.
السلام علي نافع بن هلال بن نافع البجليّ المراديّ.
السلام علي أنس بن كاهل الأسديّ.
السلام علي قيس بن مسهر الصيداويّ.
السلام علي عبد اللّه و عبد الرحمن ابني عروة بن حراق الغفاريّين.
السلام علي جون بن حويّ مولي أبيذرّ الغفاريّ.
السلام علي شبيب بن عبد اللّه النهشليّ.
السلام علي الحجّاج بن زيد السعديّ.
السلام علي قاسط و كرش ابني ظهير التغلبيّين.
السلام علي كنانة بن عتيق.
السلام علي ضرغامة بن مالك.
السلام علي حويّ بن مالك الضبعيّ.
السلام علي عمرو بن ضبيعة الضبعيّ.
السلام علي زيد بن ثبيت القيسيّ.
السلام علي عبد اللّه و عبيد اللّه ابني يزيد بن ثبيت القيسيّ.
السلام علي عامر بن مسلم.
السلام علي قعنب بن عمرو التمريّ.
السلام علي سالم مولي عامر بن مسلم.
السلام علي سيف بن مالك.
السلام علي زهير بن بشر الخثعميّ.
السلام علي زيد بن معقل الجعفيّ.
السلام علي الحجّاج بن مسروق الجعفيّ.
السلام علي مسعود بن الحجّاج و ابنه.
السلام علي مجمّع بن عبد اللّه العائديّ.
السلام علي عمّار بن حسّان بن شريح الطائيّ.
السلام علي حيان بن الحرث السلمانيّ الأزديّ.
السلام علي جندب بن حجر الخولانيّ.
السلام علي عمرو بن خالد الصيداويّ.
السلام علي سعيد مولاه.
السلام علي يزيد بن زياد بن مظاهر الكنديّ.
السلام علي زاهد مولي عمرو بن الحمق الخزاعيّ.
السلام علي جبلة بن عليّ الشيبانيّ.
السلام علي سالم مولي بني المدينة الكلبيّ.
السلام علي أسلم بن كثير الأزديّ الأعرج.
السلام علي زهير بن سليم الأزديّ.
السلام علي قاسم بن حبيب الأزديّ.
السلام علي عمر بن جندب الحضرميّ.
السلام علي أبي ثمامة عمر بن عبد اللّه الصائديّ.
السلام علي
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 222 *»
حنظلة بن اسعد الشيبانيّ.
السلام علي عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الكدر الأرحي.
السلام علي عمّار بن أبي سلامة الهمدانيّ.
السلام علي عايش بن أبي شبيب الشاكريّ.
السلام علي شوذب مولي شاكر.
السلام علي شبيب بن الحارث بن سريع.
السلام علي مالك بن عبد بن سريع.
السلام علي الجريح المأسور سواد بن أبي ضمير [سّوار بن ابي حمير خ.ل.] الفهميّ الهمدانيّ.
السلام علي المرتّث معه عمرو بن عبد اللّه الجندعيّ.
السلام عليكم يا خير أنصار السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار بوّأكم اللّه مبوّأ الأبرار أشهد لقد كشف اللّه لكم الغطاء و مهّد لكم الوطاء و أجزل لكم العطاء و كنتم عن الحقّ غير بطاء و أنتم لنا فرطاء و نحن لكم خلطاء في دار البقاء و السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته.
و من مثيرالاحزان عن بعض الرواة قال کنا اذا ذکرنا عند محمد بن علي الباقر7 قتل الحسين7 قال قتلوا سبعةعشر انساناً کلهم ارتکض في بطن فاطمة يعني بنت اسد امّ علي7.
و من المصباح الکبير عن عبدالله بن سنان قال دخلت علي سيدي ابيعبدالله جعفر بن محمد8 في يوم عاشورا فالقيته [فالفيته ظ.] کاسف اللون ظاهر الحزن و دموعه تنحدر من عينيه کاللؤلؤ المتساقط. فقلت يا بن رسول الله مم بکاؤک؟ لا ابکي الله عينيک! فقال لي أ و في غفلة انت؟ اما علمت ان الحسين بن علي7 اصيب في مثل هذا اليوم؟ قلت يا سيدي فما قولک في صومه؟ فقال لي صمه کذا من غير تبييت و افطره من غير تشميت و لاتجعله يوم صوم کملاً وليکن افطارک بعد صلوة العصر بساعة علي شربة من ماء فانه في مثل ذلک الوقت من ذلک اليوم تجلت الهيجاء من آل رسول الله و انکشفت الملحمة عنهم و في الارض منهم ثلثون صريعاً في مواليهم يعز علي رسول الله9 مصرعهم و لو کان في الدنيا يومئذ حياً لکان صلوات الله عليه و آله هو المعزّي بهم. قال و بکي ابوعبدالله7 حتي اخضلت لحيته بدموعه. ثم قال ان الله عزوجل لما خلق النور خلقه يوم الجمعة في تقديره في اول يوم من شهر رمضان و خلق الظلمة في يوم الاربعاء يوم عاشورا في مثل ذلک اليوم يوم العاشر من شهر المحرم
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 223 *»
في تقديره و جعل لکل منهما شريعة و منهاجا الي آخر الخبر.
و من امالي الطوسي باسناده عن معوية بن وهب قال کنت جالساً عند جعفر بن محمد8 ان [اذ ظ.] جاء شيخ قد انحني من الکبر و ساق الخبر کما يجيء في باب مجيء الحسين7 مع جده الي المحشر و قال في آخره قال الصادق7 للشيخ يا شيخ ذلک دم يطلب الله تعالي به ما اصيب ولد فاطمة و لايصابون بمثل الحسين7 و لقد قتل في سبعةعشر من اهل بيته نصحوا لله و صبروا في جنب الله فجزاهم الله احسن جزاء الصابرين.
باب
بعض احواله7 مع اصحابه
الشيخ المذکور من الخرايج و الجرايح عن زينالعابدين7 انه قال لما کانت الليلة التي قتل الحسين في صبحها قام في اصحابه فقال ان هؤلاء يريدوني دونکم و لو قتلوني لميصلوا اليکم فالنجا فالنجا و انتم في حل فانکم ان اصبحتم معي قتلتم کلکم. فقالوا لانخذلک و لا نختار العيش بعدک. فقال انکم تقتلون کلکم حتي لايفلت منکم احد فکان کما قال7.
و عن جابر عن ابيجعفر7 قال قال الحسين لاصحابه قبل ان يقتل ان رسول الله قال لي يا بني انک ستساق الي العراق و هي ارض قد التقي بها النبيون و اوصياء النبيين و هي ارض تدعي عموراً و انک تستشهد بها و يستشهد معک جماعة من اصحابک لايجدون الم مس الحديد و تلا قلنا يا نار کوني برداً و سلاماً علي ابرهيم يکون الحرب برداً و سلاماً عليک و عليهم فابشروا فوالله لئن قتلونا فانا نرد علي نبينا. قال ثم امکث ما شاء الله فاکون اول من ينشق الارض عنه فاخرج خرجةً يوافق ذلک خرجة اميرالمؤمنين و قيام قائمنا و حيوة رسول الله9 ثم لينزل علي وفد من السماء من عند الله لمينزلوا الي الارض قط و لينزلن الي جبرئيل و ميکائيل و اسرافيل و جنود من الملئکة و لينزلن محمد و علي
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 224 *»
و انا و اخي و جميع من من الله عليه في حمولات من حمولات الرب جمال من نور لميرکبها مخلوق. ثم ليهزن محمد صلي الله عليه و اله لواءه و ليدفعه الي قائمنا مع سيفه. ثم انا نمکث من بعد ذلک ما شاء الله ثم ان الله يخرج من مسجد الکوفة عيناً من دهن و عيناً من لبن.
ثم ان اميرالمؤمنين يدفع الي سيف رسول الله9 و يبعثني الي المشرق و المغرب فلااتي علي عدو لله الا اهرقت دمه و لاادع صنماً الا احرقته حتي اضع الي الهند فافتحها. و ان دانيال و يوشع يخرجان الي اميرالمؤمنين7 يقولان صدق الله و رسوله و يبعث معهما الي البصرة سبعين رجلاً فيقتلون مقاتليهم و يبعث بعثاً الي الروم فيفتح الله لهم. ثم لاقتلن کل دابة حرم الله لحمها حتي لايکون علي وجه الارض الا الطيب و اعرض علي اليهود و النصاري و ساير الملل و لاخيرنهم بين الاسلام و السيف فمن اسلم مننت عليه و من کره الاسلام اهرق الله دمه و لايبقي رجل من شيعتنا الا انزل الله اليه ملکاً يمسح من وجهه التراب و يعرفه ازواجه و منزلته في الجنة و لايبقي علي وجه الارض اعمي و لامقعد و لا مبتلا الا کشف الله عنه بلاءه بنا اهل البيت. و لينزلن البرکة من السماء الي الارض حتي ان الشجرة لتقصف([30]) بما يزيد الله فيها من الثمرة و لتؤکلن ثمرة الشتاء في الصيف و ثمرة الصيف في الشتاء و ذلک قوله عزوجل و لو ان اهل الکتاب آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم برکات من السماء و الارض ولکن کذبوا فاخذناهم بما کانوا يکسبون. ثم ان الله لتهب لشيعتنا کرامة لايخفي عليهم شيء في الارض و ماکان فيها حتي ان الرجل منهم يريد ان يعلم علم اهل بيته فيخبرهم بعلم ما يعلمون.
و من کامل الزيارة باسناده عن الحسين بن ابيالعلا عن ابيعبدالله7 قال ان الحسين بن علي7 قال لاصحابه يوم اصيبوا اشهد انه قد اذن في قتلکم فاتقوا الله و اصبروا.
و من تفسير العسکري7 قال الامام7 و لما امتحن الحسين و من معه بالعسکر الذين قتلوه و حملوا رأسه قال لعسکره انتم في حل من
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 225 *»
بيعتي فالحقوا بعشايرکم و مواليکم و قال لاهل بيته قد جعلتم في حل من مفارقني فانکم لاتطيقونهم لتضاعف اعدادهم و قواهم و ما المقصود غيري فدعوني و القوم فان الله عزوجل يعينني و لايخلني من حسن نظره کذا رأيه و اسلافنا الطيبين فاما عسکره ففارقوه و اما اهله الادنون من اقربائه فابوا و قالوا لانفارقک و يحزننا ما يحزنک و يصيبنا ما يصيبک و انا اقرب ما يکون الي الله اذا کنا معک قال لهم فان کنتم قد وطئتم انفسکم علي ما وطئت نفسي عليه فاعلموا ان الله انما يهب المنازل الشريفة لعباده باحتمال المکاره و ان الله و ان کان خصني مع من مضي من اهلي الذين انا آخرهم بقاءً في الدنيا من الکرامات بما يسهل علي معها احتمال المکروهات فان لکم شطر ذلک من کرامات الله تعالي و اعلموا ان الدنيا حلوها و مرها حلم و الانتباه في الآخرة و الفائز من فاز فيها و الشقي من شقي فيها.
باب
بعض احوال الشهداء و فضلهم
الشيخ المذکور من الخصال و امالي الصدوق باسنادهما عن الثمالي قال نظر علي بن الحسين سيد العابدين صلي الله عليه الي عبيدالله بن عباس بن علي بن ابيطالب فاستعبر ثم قال ما من يوم اشد علي رسول الله9 من يوم احد قتل فيه عمه حمزة بن عبد المطلب اسد الله و اسد رسوله و بعده يوم موتة قتل فيه ابن عمه جعفر بن ابيطالب. ثم قال7 و لايوم کيوم الحسين7 ازدلف اليه ثلثون الف رجل يزعمون انهم من هذه الامة کل يتقرب الي الله بدمه و هو بالله ما يذکرهم فلايتعظون حتي [قتلوه بحار] بغياً و ظلماً و عدواناً.
ثم قال رحم الله عباس فلقد آثر و ابلي و فدي اخاه بنفسه حتي قطعت يداه فابدله الله عزوجل بهما جناحين يطير بهما مع الملئکة في الجنة کما جعل لجعفر بن ابيطالب. و ان للعباس عند الله تبارک و تعالي منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيمة.
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 226 *»
و عن امالي الصدوق بسنده عن ابن عباس قال قال علي7 لرسول الله9 يا رسول الله انک لتحب عقيلاً؟ قال اي والله اني لاحبه حبين حباً له و حباً لحب ابيطالب له و ان ولده مقتول في محبة ولدک فتدمع عليه عيون المؤمنين و تصلي عليه الملئکة المقربون ثم بکي رسول الله9 حتي جري دموعه علي صدره ثم قال الي الله اشکو ما تلقي عترتي من بعدي.
و من الخرايج و الجرايح بسنده عن الثمالي قال قال علي بن الحسين7 کنت مع ابي في الليلة التي قتل في صبيحتها فقال لاصحابه هذا الليل فاتخذوه جنة فان القوم انما يريدونني فلو قتلوني لميلتفتوا اليکم و انتم في حل و سعة فقالوا والله لايکون هذا ابداً فقال انکم تقتلون غداً کلکم و لايفلت منکم رجل. فقالوا الحمد لله الذي شرفنا بالقتل معک ثم دعا فقال ارفعوا رؤسکم و انظروا فجعلوا ينظرون الي مواضعهم و منازلهم من الجنة و هو يقول لهم هذا منزلک يا فلان فکان الرجل يستقبل الرماح و السيوف بصدره و وجهه ليصل الي منزله من الجنة.
و من کامل الزيارة و علل الشرايع باسنادهما عن ابن عمارة عن ابيه عن ابيعبدالله7 قال قلت له اخبرني عن اصحاب الحسين و اقدامهم علي الموت. فقال انهم کشف لهم الغطاء حتي رأوا منازلهم من الجنة فکان الرجل منهم يقدم علي القتل ليبادر الي حوراء يعانقها و الي مکانه من الجنة.
و من معاني الاخبار بسنده عن الحسن بن علي الناصري عن ابيه عن ابيجعفر الثاني عن آبائه: قال قال علي بن الحسين7 لما اشتد الامر بالحسين بن علي بن ابيطالب: نظر اليه من کان معه فاذا هو بخلافهم لانهم کلما اشتد الامر تغيرت الوانهم و ارتعدت فرايصهم و وجلت قلوبهم و کان الحسين7 و بعض من معه من خصايصهم (خصايصه. خ.ل) تشرق الوانهم و تهدي جوارحهم و تسکن نفوسهم فقال بعضهم لبعض انظروا لايبالي بالموت. فقال لهم الحسين7 صبراً بنيالکرام فما الموت الا قنطرة تعبر بکم عن البؤس و الضراء الي الجنان الواسعة و النعيم الدائمة فايکم
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 227 *»
يکره ان ينتقل من سجن الي قصر و ما هو لاعدائکم الا کمن ينتقل من قصر الي سجن و عذاب ان ابي حدثني عن رسول الله9 ان الدنيا سجن المؤمن و جنة الکافر و الموت جسر هؤلاء الي جناتهم و جسر هؤلاء الي جحيمهم ما کذبت و لا کذبت.
باب
بعض ما ورد في الوقايع بعد قتله7
الي ذهاب اهلالبيت الکوفة
الشيخ المذکور من کامل الزيارة باسناده عن قدامة بن زايدة عن ابيه قال قال علي بن الحسين8 بلغني يا زايدة انک تزور قبر ابيعبدالله7 احياناً فقلت ان ذلک لکما بلغک. فقال لي فلما ذا تفعل ذلک و لک مکان عند سلطانک الذي لايحتمل احداً علي محبتنا و تفضيلنا و ذکر فضائلنا و الواجب علي هذه الامة من حقنا؟ فقلت والله ما اريد بذلک الا الله و رسوله و لا احتمل بسخط من سخط و لايکبر في صدري مکروه ينالني بسببه. فقال والله ان ذلک لکذلک. فقلت والله ان ذلک لکذلک؟ يقولها ثلثاً فقال ابشر ثم ابشر ثم ابشر فلاخبرنک بخبر کان عندي في النخب المخزون انه لما اصابنا بالطف ما اصابنا و قتل ابي و قتل من کان معه من ولده و اخوته و ساير اهله و حملت حرمه و نساؤه علي الاقتاب يراد بنا الکوفة فجعلت انظر اليهم صرعي و لميواروا فيعظم ذلک في صدري و يشتد لما اري منهم قلقي فکادت نفسي تخرج و تبينت ذلک مني عمتي زينب بنت علي الکبري فقالت ما لي اراک تجود بنفسک يا بقية جدي و ابي و اخوتي؟ فقلت و کيف لا اجزع و اهلع و قد اري سيدي و اخوتي و عمومتي و ولد عمي و اهلي مصرعين بدمائهم مرملين بالعراء مسلبين لايکتفون و لايواردون [لايکفنون و لايوارون ظ] و لايعرج عليهم احد و لايقربهم بشر کأنهم اهل بيت من الديلم و الخزر.
فقالت لايجزعنک ما تري فوالله ان ذلک لعهد معهود من رسول الله9
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 228 *»
الي جدک و ابيک و عمک و لقد اخذ الله ميثاق اناس من هذه الامة لاتعرفهم فراعنة هذه الارض و هم معروفون في اهل السموات انهم يجمعون هذه الاعضاء المتفرقة [المقرحة خ.ل.] فيوارونها و هذه الجسوم المضرجة و ينصبون لهذا الطف علماً لقبر ابيک سيدالشهدا لايدرس اثره و لايعفو رسمه علي کرور الليالي و الايام و ليجتهدن ائمة الکفر و اشياع الضلالة في محوه و تطميسه فلايزداد اثره الا ظهوراً و امره الا علواً.
فقلت و ما هذا العهد و ما هذا الخبر؟ فقالت حدثني [حدثتنی ظ] ام ايمن ان رسول الله9 زار منزل فاطمة3 في يوم من الايام فعملت له حريرةً و اتاه علي7 بطبق فيه تمر. ثم قالت ام ايمن فاتيتني [فاتيتهم بحار] بعس فيه لبن و زبد فاکل رسول الله9 و علي و فاطمة و الحسن و الحسين: من تلک الحريرة و شرب رسول الله9 و شربوا من ذلک اللبن ثم اکل و اکلوا [اکلنا خ.ل.] من ذلک التمر بالزبد. ثم غسل رسول الله9 يده و علي يصب عليه الماء فلما فرغ من غسل يده مسح وجهه ثم نظر الي علي و فاطمة و الحسن و الحسين: نظراً عرفنا فيه السرور في وجهه. ثم رمق [رمي خ.ل.] بطرفه نحو السماء ملياً ثم وجه وجهه [انه توجه خ.ل.] نحو القبلة و بسط يديه يدعو ثم خر ساجداً و هو ينشج فاطال النشوج و علا نحيبه و جرت دموعه ثم رفع رأسه و اطرق الي الارض و دموعه تقطر کانها صوب المطر فحزنت فاطمة و علي و الحسن و الحسين و حزنت معهم لما رأينا من رسول الله9 و هبناه ان نسأله حتي اذا اطال ذلک قال له علي و قالت له فاطمة ما يبکيک يا رسول الله؟ لا ابکي الله عينيک فقد اقرح قلوبنا([31]) ما نري من حالک. فقال يا اخي سررت بکم.
و قال مزاحم بن عبد الوارث في حديثي هيهنا فقال يا حبيبي اني سررت بکم سروراً ما سررت مثله قط و اني لانظر اليکم و احمد الله علي نعمته علي فيکم اذ هبط علي جبرئيل فقال يا محمد ان الله تبارک و تعالي اطلع علي ما في نفسک و عرف سرورک باخيک و ابنتک و سبطيک فاکمل لک النعمة و هنأک العطية بان جعلهم و ذرياتهم و محبيهم و شيعتهم معک
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 229 *»
في الجنة لايفرق بينک و بينهم يحيون کما تحيي و يعطون کما تعطي حتي ترضي و فوق الرضا علي بلوي کثيرة تنالهم في الدنيا و مکاره تصيبهم بايدي الناس ينتحلون ملتک و يزعمون انهم من امتک براء من الله و منک خبطاً خبطاً و قتلاً قتلاً شتي مصارعهم نائيةً قبورهم خيرةً من الله لهم و لک فيهم فاحمد الله جل و عز علي خيرته و ارض بقضائه. فحمدت الله و رضيت بقضائه بما اختاره لکم. ثم قال جبرئيل يا محمد ان خاک مضطهد بعدک مغلوب علي امتک متعوب من اعدائک ثم مقتول بعدک يقتله اشر الخلق و الخليقة و اشقي البرية نظير عاقر الناقة ببلد تکون اليه هجرته و هو مغرس شيعته و شيعة ولده و فيه علي کل حال يکثر بلواهم و يعظم مصابهم و ان سبطک هذا و اومیء بيده الي الحسين7 مقتول في عصابة من ذريتک و اهل بيتک و اخيار من امتک بضِفّة الفرات بارض تدعي کربلا من اجلها يکثر الکرب و البلا علي اعدائک و اعداء ذريتک في اليوم الذي لاينقضي کربه و لايفني حسرته و هي اطهر بقاع الارض و اعظمها حرمةً و انها لمن بطحاء الجنة. فاذا کان ذلک اليوم الذي يقتل فيه سبطک و اهله و احاطت بهم کتائب اهل الکفر و اللعنة تزعزعت الارض من اقطارها و مادت الجبال و کثر اضطرابها و اصطفقت البحار بامواجها و ماجت السموات باهلها غضباً لک يا محمد و لذريتک و استعظاماً لما ينتهک من حرمتک و لشر ما يکافي به في ذريتک و عترتک و لايبقي شيء من ذلک الا استأذن الله عزوجل في نصرة اهلک المستضعفين المظلومين الذين هم حجة الله علي خلقه بعدک فيوحي الله الي السموات و الارض و الجبال و البحار و من فيهن اني انا الله الملک القادر الذي لايفوته هارب و لايعجزه ممتنع و انا اقدر فيه علي الانتصار و الانتقام و عزتي و جلالي لاعذبن من وتر رسولي و صفيي و انتهک حرمته و قتل عترته و نبذ عهده و ظلم اهله [اهلبيته خل] عذاباً لااعذبه احداً من العالمين فعند ذلک يضج کل شيء في السموات و الارضين يلعن من ظلم عترتک و استحل حرمتک.
فاذا برزت تلک العصابة الي مضاجعهم تول الله جل و عز قبض ارواحهم بيده و هبط الي الارض ملئکة من السماء السابعة معهم آنية من الياقوت و الزمرد مملوة من ماء الحيوة و حلل من حلل الجنة و طيب من
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 230 *»
طيب الجنة فغسلوا جثثهم بذلک الماء و البسوها الحلل و حنطوها بذلک الطيب و صلي الملئکة صفاً صفاً عليهم ثم يبعث الله قوماً من امتک لايعرفهم الکفار و لميشرکوا في تلک الدماء بقول و لا فعل و لا نية فيوارون اجسامهم و يقيمون رسماً لقبر سيدالشهداء بتلک البطحاء و يکون علماً لاهل الحق و سبباً للمؤمنين الي الفوز و تحفه الملئکة من کل سماء مأة الف ملک في کل يوم و ليلة و يصلون عليه و يسبحون الله عنده و يستغفرون الله لزواره و يکتبون اسماء من يأتيه زايراً من امتک متقرباً الي الله و اليک بذلک و اسماء آبائهم و عشايرهم و بلدانهم و يوسمون في وجوههم بميسم نور عرش الله هذا زاير قبر خير الشهداء و ابن خير الانبياء. فاذا کان يوم القيمة سطع في وجوههم من اثر ذلک الميسم نور تغشي منه الابصار يدل عليهم و يعرفون به و کأني بک يا محمد بيني و بين ميکائيل و علي امامنا و معنا من ملئکة الله ما لايحصي عدده و نحن نلتقط من ذلک الميسم في وجهه ما بين الخلائق حتي ينجيهم الله من هول ذلک اليوم و شدايده و ذلک حکم الله و عطاؤه لمن زار قبرک يا محمد او قبر اخيک او قبر سبطيک لايريد به غير الله جل و عز. و سيجد اناس ممن حقت عليهم من الله اللعنة و السخط ان يعفوا رسم ذلک القبر و يمحوا اثره فلايجعل الله تبارک و تعالي لهم الي ذلک سبيلاً.
ثم قال رسول الله9 فهذا ابکاني و احزنني. قالت زينب فلما ضرب ابن ملجم لعنه الله ابي صلوات الله عليه و رايت اثر الموت منه قلت له يا ابه حدثتني ام ايمن بکذا و کذا و قد احببت ان اسمعه منک. فقال يا بنية الحديث کما حدثتک ام ايمن و کأني بک و بنيات [بنساء خل] اهلک لسبايا بهذا البلد اذلاء خاشعين تخافون ان يتخطفکم الناس فصبراً صبراً فو الذي فلق الحبة و برء النسمة ما لله علي ظهر الارض يومئذ ولي غيرکم و غير محبيکم و شيعتکم و لقد قال لنا رسول الله9 حين اخبرنا بهذا الخبر ان ابليس في ذلک اليوم يطير فرحاً فيجول الارض کلها في شياطينه و عفاريته فيقول يا معشر الشياطين قد ادرکنا من ذرية آدم الطلبة و بلغنا في هلاکهم الغاية و اورثناهم النار الا من اعتصم بهذه العصابة فاجعلوا شغلکم بتشکيک الناس فيهم و حملهم علي عداوتهم و اغرائهم بهم و
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 231 *»
اوليائهم حتي تستحکم ضلالة الخلق و کفرهم و لاينجو منهم ناج و لقد صدق عليهم ابليس و هو کذوب انه لاينفع مع عداوتکم عمل صالح و لايضر مع محبتکم و موالاتکم ذنب غير الکباير. قال زائدة ثم قال علي بن الحسين8 بعد ان حدثني بهذا الحديث خذه اليک اما لو ضربت في طلبه اباط الابل حولاً لکان قليلاً.
و من رجال الکشي بسنده عن اسمعيل بن سهل عن بعض اصحابنا قال کنت عند الرضا7 فدخل عليه علي بن ابيحمزة و ابن السراح و ابن المکاري فقال علي بعد کلام جري بينهم و بينه7 في امامته انا روينا عن آبائک ان الامام لايلي امره الا امام مثله. فقال له ابوالحسن7 فاخبرني عن الحسين بن علي کان اماماً او غير امام؟ قال کان اماماً قال فمن ولي امره؟ قال علي بن الحسين. قال و اين کان علي بن الحسين7؟ کان محبوساً في يد عبيدالله بن زياد. قال خرج و هم کانوا لايعلمون حتي ولي امر ابيه ثم انصرف. فقال له ابوالحسن7 ان هذا امکن علي بن الحسين ان يأتي کربلا فيلي امر ابيه فهو يمکن صاحب الامر ان يأتي بغداد و يلي امر ابيه.
باب
بعض ما وقع من دخولهم الکوفة الي خروجهم منها الي الشام
الشيخ المذکور من الاحتجاج و مجالس المفيد و مجالس الطوسي بتفاوت في بعض الالفاظ عن خديم بن شريک قال لما اتي علي بن الحسين زين العابدين7 بالنسوة من کربلا و کان مريضاً و اذا نساء اهل الکوفة ينتدبن مشققات الجيوب و الرجال معهن يبکون. فقال زين العابدين7 بصوت ضئيل و قد نهکته العلة ان هؤلاء يبکون فمن قتلنا غيرهم؟
فأومأت زينب بنت علي بن ابيطالب الي الناس بالسکوت. قال خديم الاسدي فلمار والله خفرةً انطق منها کأنها تنطق و تفرغ عن لسان اميرالمؤمنين. و قد اشارت الي الناس بان انصتوا
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 232 *»
فارتدت الانفاس و سکنت الاجراس. ثم قالت بعد حمد الله تعالي و الصلوة علي رسوله9 اما بعد يا اهل الکوفة يا اهل الختر و الغدر و الجدل الا فلا رقأت العبرة و لا هدأت الزفرة انما مثلکم کمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انکاثاً تتخذون ايمانکم دخلاً بينکم هل فيکم الا الصلف و العجب و الشنف و الکذب و ملق الاماء و غمز الاعداء کمرعي علي دمنة او کفضة علي ملحودة الا بئس ما قدمت لکم انفسکم ان سخط الله عليکم و في العذاب انتم خالدون أتبکون اي اجل و الله فابکوا فانکم والله احق بالبکاء فابکوا کثيراً و اضحکوا قليلاً فلقد بليتم بعارها و منيتم بشنارها و لن ترحضوها ابداً و انی ترحضون قتل سليل خاتم النبوة و معدن الرسالة و سيد شباب اهل الجنة و ملاذ حربکم و معاذ حزبکم و مفر سلمکم و آسي کلمکم و مفزع نازلتکم و المرجع اليه عند مقالتکم و مدرة حججکم و منارة محجتکم الا ساء ما قدمت لکم انفسکم و ساء ما تزرون فتعساً تعساً و نکساً نکساً لقد خاب السعي و تبت الايدي و خسرت الصفقة و بؤتم بغضب من الله و ضربت عليکم الذلة و المسکنة أتدرون ويلکم اي کبد لمحمد فريتم و اي عهد له نکثتم و اي کريمة له ابرزتم و اي حرمة له هتکتم و اي دم له سفکتم لقد جئتم شيئاً اداً تکاد السموات يتفطرن منه و تنشق الارض و تخر الجبال هداً لقد جئتم بها شوهاء خرقاء طلاع الارض و السماء أفعجبتم ان قطرت السماء دماً و لعذاب الآخرة اخزي و هم لاينصرون فلايستخفنکم المهل فانه عزوجل لايفخره [لايخفره خ.ل] البدار و لايخشي عليه فوت الثار کلا ان ربک لنا و لهم بالمرصاد. قال ثم سکتت فرأيت الناس حياري قد ردوا ايديهم في افواههم و رأيت شيخاً و قد بکي حتي قد اخضلت لحيته و هو يقول:
کهولهم خير الکهول و نسلهم | اذا عد نسل لايخيب و لايخزي |
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 233 *»
و في رواية بعد تمام الخطبة ثم انشأت تقول:
ماذا تقولون اذ قال النبي لکم |
ماذا صنعتم و انتم آخر الامم |
|
باهل بيتي و اولادي و مکرمتي |
منهم اساري و منهم ضرجوا بدم |
|
ماکان ذاک جزائي اذ نصحت لکم |
ان تخلفوني بسوء في ذوي رحمي |
|
اني لاخشي عليکم ان يحل بکم |
مثل العذاب الذي اودي علي ارم |
ثم ولت عنهم ثم ذکر حکاية الناس و الشيخ. ثم قال فقال علي بن الحسين7 يا عمة اسکتي ففي الباقي من الماضي اعتبار و انت بحمد الله عالمة غير معلمة فهمة غير مفهمة ان البکاء و الحنين لايردان من قد اباده الدهر فسکتت. ثم نزل و ضرب فسطاطه و انزل نساءه و دخل الفسطاط.
و من التهذيب بسنده عن سالم عن ابيجعفر قال جددت اربعة مساجد بالکوفة فرحاً لقتل الحسين7 مسجد الاشعث و مسجد جرير و مسجد سماک و مسجد شيث بن ربعي.
و من الاحتجاج بسنده عن زيد بن موسي قال حدثني ابي عن جدي: قال خطبت فاطمة الصغري بعد ان ردت من کربلا فقالت الحمد لله عدد الرمل و الحصي و زنة العرش الي الثري احمده و اومن به و اتوکل عليه و اشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريک له و ان محمداً عبده و رسوله9 و ان ولده ذبحوا بشط الفرات بغير ذحل و لا تراث [ترات ظ] اللهم اني اعوذ بک ان افتري عليک الکذب و ان اقول عليک خلاف ما انزلت من اخذ العهود لوصيه علي بن ابيطالب المسلوب حقه المقتول من غير ذنب کما قتل ولده بالامس في بيت من بيوت الله تعالي فيه معشر مسلمة بالسنتهم تعساً لرؤسهم ما دفعت عنه ضيماً في حيوته و لا عند مماته حتي قبضته اليک محمود المنقبة [النقيبة خل] طيب العريکة معروف المناقب مشهور المذاهب لميأخذه اللهم فيک لومة لائم و لا عذل عاذل هديته يا رب للاسلام صغيراً و حمدت مناقبه کبيراً و لميزل ناصحاً لک و لرسولک صلواتک عليه و آله حتي قبضته اليک زاهداً في الدنيا غير حريص عليها راغباً في الآخرة مجاهداً لک في سبيلک رضيته فاخترته و هديته الي صراط مستقيم. اما بعد يا اهل
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 234 *»
الکوفة يا اهل المکر و الغدر و الخيلاء فانا اهل بيت ابتلانا الله بکم و ابتلاکم بنا فجعل بلاءنا حسناً و جعل علمه عندنا و فهمه لدينا فنحن عيبة علمه و وعاء فهمه و حکمته و حجته في الارض لبلاده و لعباده اکرمنا الله بکرامته و فضلنا بنبيه محمد9 علي کثير ممن خلق تفضيلاً بيناً فکذبتموه [فکذبتمونا خل] و کفرتمونا و رأيتم قتالنا حلالاً و اموالنا نهباً کأنا اولاد ترک او کابل کما قتلتم جدنا بالامس و سيوفکم تقطر من دمائنا اهل البيت لحقد متقدم قرت لذلک عيونکم و فرحت قلوبکم افتراءً منکم علي الله و مکراً مکرتم والله خير الماکرين فلا تدعوکم انفسکم الي الجذل بما اصبتم من دمائنا و نالت ايديکم من اموالنا فان ما اصابنا من المصائب الجليلة و الرزايا العظيمة في کتاب من قبل ان نبرأها ان ذلک علي الله يسير لکيلا تأسوا علي ما فاتکم و لاتفرحوا بما آتاکم و الله لايحب کل مختال فخور تباً لکم فانتظروا اللعنة و العذاب و کان قد حل بکم و تواترت من السماء نقمات فيسحتکم بما کسبتم و يذيق بعضکم بأس بعض ثم تخلدون في العذاب الاليم و يوم القيمة بما ظلمتمونا الا لعنة الله علي الظالمين. ويلکم أتدرون اية يد طاغتنا منکم و اية نفس نزعت الي قتالنا ام باية رجل مشيتم الينا تبغون محاربتنا قست قلوبکم و غلظت اکبادکم و طبع علي افئدتکم و ختم علي سمعکم و بصرکم و سول لکم الشيطان و املي لکم و جعل علي بصرکم غشاوةً فانتم لاتهتدون تباً لکم يا اهل الکوفة اي تراث لرسول الله قبلکم و ذحول له لديکم بما عندتم باخيه علي بن ابيطالب جدي و بنيه عترة النبي الطاهرين الاخيار و افتخر بذلک مفتخر:
نحن قتلنا علياً و بني علي |
بسيوف هندية و رماح |
|
و سبينا نسائهم سبي ترک |
و نطحناهم فاي نطاح |
بفيک ايها القائل الکثکث و لک الاثلب افتخرت بقتل قوم زکاهم الله و طهرهم و اذهب عنهم الرجس فاکظم و اقع کما اقعي ابوک و انما لکل امرء ما قدمت يداه حسدتمونا ويلاً لکم لکم علي ما فضلنا الله عليکم:
فما ذنبنا ان جاش بحراً بحورنا |
و بحرک ساج لايواري الدعامصاً |
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 235 *»
ذلک فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم و من لميجعل الله له نوراً فما له من نور. قال فارتفعت الاصوات بالبکاء و قالوا حسبک يا ابنة الطيبين فقد احرقت قلوبنا و انضجت نحورنا و احرقت [اضرمت ظ] اجوافنا فسکتت عليها و علي ابيها و جدتها السلام.
و روي عن السيد رحمه الله انه خطبت ام کلثوم بنت علي8 في ذلک اليوم من وراء کلتها رافعةً صوتها بالبکاء فقالت يا اهل الکوفة سوءةً لکم ما بالکم خذلتم حسيناً و قتلتموه و انتهبتم امواله و ورثتموه و سبيتم نساءه و نکبتموه فتباً لکم وسحقاً ويلکم أتدرون اي دواه دهتکم و اي وزر علي ظهورکم حملتم و اي دماء سفکتموها و اي کريمة اصبتموها و اي صبية سلبتموها و اي اموال انتهبتموها قتلتم خير رجالات بعد النبي9 و نزعت الرحمة من قلوبکم الا ان حزب الله هم الفائزون و حزب الشيطان هم الخاسرون ثم قالت:
قتلتم اخي صبراً فويل لامکم |
ستجزون ناراً حرها يتوقد |
|
سفکتم دماء حرم الله سفکها |
و حرمها القرآن ثم محمد |
|
الا فابشروا بالنار انکم غدا |
لفي سقر حقاً يقيناً تخلدوا |
|
و اني لابکي في حيوتي علي اخي |
علي خير من بعد النبي سيولد |
|
بدمع غزير منهل متکفکف([32]) |
علي الخد مني ذائباً ليس يجمد |
قال فضج الناس بالبکاء و الحنين و النوح و نشر النساء شعورهن و وضعن التراب علي رؤسهن و خمشن وجوههن و ضربن خدودهن و دعون بالويل و الثبور و بکي الرجال فلمير باکية و باک اکثر من ذلک اليوم.
و روي عن السيد و من الاحتجاج ان زين العابدين7 خرج الي الناس و اوميء اليهم ان اسکتوا فسکتوا فقام قائماً فحمد الله و اثني عليه و ذکر النبي9 و صلي عليه. ثم قال ايها الناس من عرفني فقد عرفني و من لميعرفني فانا علي بن الحسين بن علي بن ابيطالب صلوات الله عليهم اجمعين انا ابن المذبوح بشط الفرات من غير ذحل و لاتراث [ترات ظ] انا ابن من انتهک
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 236 *»
حريمه و سلب نعيمه و انتهب ماله و سبي عياله انا ابن من قتل صبراً و کفي بذلک فخري [فخراً خل] ايها الناس ناشدتکم بالله هل تعلمون انکم کتبتم الي ابي و خدعتموه و اعطيتموه من انفسکم العهد و الميثاق و البيعة و قاتلتموه و خذلتموه فتباً لکم ما قدمتم لانفسکم و سوءةً لرأيکم باية عين تنظرون الي رسول الله9 اذ يقول لکم قتلتم عترتي و انتهکتم حرمتي فلستم من امتي. قال فارتفعت اصوات الناس بالبکاء و يدعو بعضهم بعضاً هلکتم من کل ناحية و يقول بعضهم لبعض هلکتم و ما تعلمون.
فقال7 رحم الله امرءً قبل نصيحتي و حفظ وصيتي في الله و في رسوله و اهل بيته فان لنا في رسول الله اسوة حسنة. فقالوا باجمعهم نحن کلنا يا ابن رسول الله9 سامعون مطيعون حافظون لذمامک غير زاهدين فيک و لا راغبين عنک فمرنا بأمرک يرحمک الله فانا حرب لحربک و سلم لسلمک لنأخذن يزيد و نبرء ممن ظلمک و ظلمنا. فقال هيهات هيهات ايتها الغدرة المکرة حيل بينکم و بين شهوات انفسکم أتريدون ان تأتوا الي کما اتيتم الي آبائي من قبل کلا و رب الراقصات فان الجرح لما يندمل قتل ابي صلوات الله عليه بالامس و اهل بيته معه و لمينسني ثکل رسول الله9 و ثکل ابي و بني ابي و وجده بين لهاتي و مرارته بين حناجري و حلقي و غصصه يجري في فراش صدري و مسئلتي ان لاتکونوا لنا و لاعلينا. ثم قال شعراً:
لاغرو ان قتل الحسين و شيخه |
قد کان خيراً من حسين و اکرما |
|
فلا تفرحوا يا اهل کوفان بالذي |
اصيب حسين کان ذلک اعظما |
|
قتيل بشط النهر روحي فداؤه |
جزاء الذي ارداه نار جهنما |
باب
اخبار ورودهم الشام
الشيخ المذکور من امالي الصدوق فروي عن فاطمة بنت علي7
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 237 *»
انها قالت لما اجلسنا بين يدي يزيد بن معوية رق لنا اول شيء و الطفنا ثم ان رجلاً من اهل الشام احمر قام اليه فقال يا اميرالمؤمنين هب لي هذه الجارية يعنيني و کنت جاريةً وضيعة [وضيئة ظ] فارعبت و فرقت و ظننت انه يفعل ذلک فاخذت بثياب اختي و هي اکبر مني و اعقل. فقالت کذبت والله و لعنت ما ذلک لک و لا له. فغضب يزيد و قال بل کذبت والله لو شئت لفعلته. قالت لا والله ما جعل الله ذلک لک الا ان تخرج من ملتنا و تدين بغير ديننا فغضب يزيد ثم قال اياي تستقبلين بهذا؟ انما خرج من الدين ابوک و اخوک. فقالت بدين الله و دين ابي و اخي و جدي اهتديت انت و جدک و ابوک. قال کذبت يا عدوة الله. قالت امير يشتم ظالماً و يقهر بسلطانه. قالت فکأنه استحيي فسکت. فاعاد الشامي لعنه الله فقال يا اميرالمؤمنين هب لي هذه الجارية. فقال له اعزب و هب الله لک خنقاً قاضياً.
و قال علي بن ابرهيم في تفسيره و من عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله فهو رسول الله9 لما اخرجته قريش من مکة و هرب فهم الي الغار و طلبوه ليقتلوه فقاتلهم الله يوم بدر و قتل عتبة و شيبة و الوليد و ابوجهل و حنظلة بن ابيسفيان و غيرهم فلما قبض رسول الله9 طلب بدمائهم فقتل الحسين و آل محمد بغياً و عدوناً فهو قول يزيد حين تمثل هذا الشعر:
ليت اشياخي ببدر شهدوا | جزع الخزرج من وقع الاسل | |
لست من خندف ان لمانتقم | من بني احمد ما کان فعل | |
و کذاک الشيخ اوصاني به | فاتبعت الشيخ فيما قد سئل |
و قال الشاعر في مثل ذلک شعراً:
يقول و الرأس مطروح يقلبه | يا ليت اشياخنا الماضين بالحضر | |
حتي يقيسوا قياساً لايقاس به | ايام بدر و کان الوزن بالقدر |
فقال الله تبارک و تعالي و من عاقب يعني رسول الله9 بمثل ما عوقب به حين ارادوا ان يقتلوه ثم بغي عليه لينصرنه الله بالقائم عليهالسلام من ولده.
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 238 *»
و من الاحتجاج انه روي شيخ صدوق من مشايخ بنيهاشم و غيره من الناس انه لما دخل علي بن الحسين صلوات الله عليه و حرمه علي يزيد لعنه الله و جيء برأس الحسين7 و وضع بين يديه في طشت فجعل يضرب ثناياه بمخصرة کانت في يده و هو يقول:
ليت اشياخي ببدر شهدوا | جزع الخزرع من وقع الاسل | |
لاهلوا و استهلوا فرحاً | و لقالوا يا يزيد لاتشل | |
فجزيناهم ببدر مثلها | و اقمنا مثل بدر فاعتدل | |
لست من خندف ان لمانتقم | من بني احمد ما کان فعل |
فقامت زينب بنت علي بن ابيطالب7 و امها فاطمة بنت رسول الله9 و قالت الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي جدي سيد المرسلين صدق الله سبحانه کذلک يقول ثم کان عاقبة الذين اساؤا السوءا ان کذبوا بايات الله و کانوا بها يستهزؤن أظننت يا يزيد حين اخذت علينا اقطار الارض و ضيقت علينا آفاق السماء فاصبحنا لک في اسار نساق اليک سوقاً في قطار و انت علينا ذو اقتدار ان بنا من الله هواناً و عليک منه کرامةً و امتناناً و ان ذلک لعظم خطرک و جلالة قدرک فشمخت بانفک و نظرت في عطفک تضرب اسدريک فرحاً و تنفض مذرويک([33]) مرحاً حين رايت الدنيا لک مستوثقةً و الامور لديک متسقةً و حين صفي لک ملکنا و خلص لک سلطاننا فمهلاً مهلاً لاتطش جهلاً أنسيت قول الله و لاتحسبن الذين کفروا انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثماً و لهم عذاب مهين. أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرک جواريک و سوقک بنات رسول الله9 سبايا قد هتکت ستورهن و ابديت وجوههن يحدوا بهن الاعداء من بلد الي بلد و يستشرفهن اهل المناقل و تبرزن لاهل المنازل و يتصفح وجوههن القريب و البعيد و الغايب و الشهيد و الشريف و الوضيع و الدني و الرفيع ليس معهن من رجالهن ولي و لا من حماتهن حميم عتواً منک علي الله و جحوداً لرسول الله9 و دفعاً لما جاء به من عند الله و لاغرو منک و لاعجب من
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 239 *»
فعلک. و اني يرتجي مراقبة من لفظ فوه اکباد الشهداء و نبت لحمه بدماء السعداء و نصب الحرب لسيد الانبياء و جمع الاحزاب و شهر الحراب و هز السيوف في وجه رسول الله9 اشد العرب لله جحوداً و انکرهم له رسولاً و اظهرهم له عدواناً و اعتاهم علي الرب کفراً و طغياناً الا انها نتيجة خلال الکفر و صنب يجرح [ضب يجرجر ظ] في الصدر لقتلي يوم بدر فلا يستبطأ في بغضنا اهل البيت من کان نظره الينا شنفاً [شفاء خل] و شنآناً و احناً و اضغاناً يظهر کفره برسوله و يفصح ذلک بلسانه و هو يقول فرحاً بقتل ولده و سبي ذريته غير متحوب و لا مستعظم:
لاهلوا و استهلوا فرحاً |
و لقالوا يا يزيد لاتشل |
متنحياً الي ثنايا ابيعبدالله و کان مقبل رسول الله9 ينکثها بمخصرته قد التمع السرور بوجهه لعمري لقد نکأت القرحة و استأصلت الشأفة باراقتک دم سيد شباب اهل الجنة و ابن يعسوب العرب و شمس آل عبد المطلب و هتفت باشياخک و تقربت بدمه الي الکفرة من اسلافک ثم صرخت بندائک و لعمري قد ناديتهم لو شهدوک و وشيکاً تشهدهم و لن يشهدوک و ستود يمينک کما زعمت شلت بک عن مرفقها و احببت امک لمتحملک و اباک لميلدک حين تصير الي سخط الله و مخاصمک و مخاصم ابيک رسول الله9 اللهم خذ بحقنا و انتقم ممن ظلمنا [من ظالمنا خل] و احلل غضبک بمن سفک دمائنا و نقض ذمامنا و قتل حماتنا و هتک عنا سدولنا. و فعلت فعلتک التي فعلت و ما فريت الا جلدک و ما جززت الا لحمک و سترد علي رسول الله9 بما تحملت من ذريته و انتهکت من حرمته و سفکت من دماء عترته و لحمته حيث يجمع به شملهم و يلم به شعثهم و ينتقم من ظالمهم و يأخذ لهم بحقهم من اعدائهم فلايستفزنک الفرح بقتله و لاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتيهم الله من فضله و حسبک بالله ولياً و حاکماً و برسول الله9 خصيماً و جبرئيل ظهيراً و سيعلم من بواک و مکنک من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلاً و انکم شر مکاناً و اضل سبيلاً. و ما استصغاري قدرک و لا استعظامي تقريعک توهماً لانتجاع الخطاب فيک بعد ان
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 240 *»
ترکت عيون المسلمين به عبري و صدورهم عند ذکره حري فتلک قلوب قاسية و نفوس طاغية و اجسام محشوة بسخط الله و لعنة الرسول9 قد عشش فيه الشيطان و فرخ و من هناک مثلک ما درج و نهض فالعجب کل العجب لقتل الاتقياء و اسباط الانبياء و سليل الاوصياء بايدي الطلقاء الخبيثة و نسل العهرة الفجرة تنطف اکفهم من دمائنا و تتحلب افواههم من لحومنا و للجثث الزاکية علي الجيوب الضاحية تنتابها العواسل و تعفرها الفراعل فلئن اتخذتنا مغنماً لتتخذنا وشيکاً مغرماً حين لاتجد الا ما قدمت يداک و ما الله بظلام للعبيد و الي الله المشتکي و المعول و اليه الملجأ و المؤمل. ثم کد کيدک و اجهد جهدک فو الذي شرفنا بالوحي و الکتاب و النبوة و الانتجاب لايدرک امدنا و لاتبلغ غايتنا و لاتمحو ذکرنا و لايرحض عنک عارنا و هل رأيک الا فند و ايامک الا عدد و جمعک الا بدد يوم ينادي المنادي الا لعن الظالم العادي و الحمد لله الذي حکم لاوليائه بالسادة و ختم لاصفيائه ببلوغ الارادة نقلهم الي الرحمة و الرأفة و الرضوان و المغفرة و لميشق بهم غيرک و لاابتلي بهم سواک و نسأله ان يکمل لهم الاجر و يجزل لهم الثواب و الذخر و نسأله حسن الخلافة و جميل الانابة انه رحيم ودود. فقال يزيد مجيباً لها شعراً:
يا صيحةً تحمد من صوائح | ما اهون الموت علي النوائح |
ثم امر بردهم.
و منه روي ثقاة الرواة و عدولهم انه ادخل علي بن الحسين زين العابدين7 في جملة من حمل الي الشام سبايا من اولاد الحسين بن علي8 و اهاليه علي يزيد لعنه الله. قال له يا علي الحمد لله الذي قتل اباک. قال7 قتل ابي الناس. قال يزيد الحمد لله الذي قتله فکفانيه. قال علي علي من قتل ابي لعنة الله افتراني لعنت الله عزوجل؟ قال يزيد يا علي اصعد المنبر فاعلم الناس حال الفتنة و ما رزق الله اميرالمؤمنين من الظفر.
فقال علي بن الحسين7 ما اعرفني بما تريد فصعد المنبر فحمد الله و اثني عليه و صلي علي رسول الله9 ثم قال ايها الناس من عرفني فقد عرفني و من لميعرفني فانا اعرفه
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 241 *»
بنفسي انا ابن مکة و مني انا بن المروة و الصفا انا ابن محمد المصطفي انا ابن من لايخفي انا ابن من علي فاستعلي فجاز سدرة المنتهي و کان من ربه قاب قوسين او ادني. فضج اهل الشام بالبکاء حتي خشي يزيد ان يرحل من مقعده فقال للمؤذن اذن فلما قال المؤذن الله اکبر الله اکبر جلس علي بن الحسين7 علي المنبر. فلما قال اشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان محمداً رسول الله9 بکي علي بن الحسين7 ثم التفت الي يزيد فقال يا يزيد هذا ابوک ام ابي؟ قال بل ابوک فانزل فنزل.
اقول و زاد في المناقب نقلاً من کتاب الاحمر عن الاوزاعي في خطبة علي بن الحسين انا ابن المقتول ظلماً انا ابن المجزوز الرأس من القفا انا ابن العطشان حتي قضي انا ابن طريح کربلا انا ابن مسلوب العمامة و الرداء انا ابن من بکت عليه ملائکة السماء انا ابن من ناحت عليه الجن في الارض و الطير في الهواء انا ابن من رأسه علي السنان يهدي انا ابن من حرمه من العراق الي الشام تسبي. ايها الناس ان الله تعالي و له الحمد ابتلانا اهل البيت ببلاء حسن حيث جعل راية الهدي و العدل و التقي فينا و جعل راية الضلال و الردي في غيرنا فضلنا اهل البيت بست خصال فضلنا بالعلم و الحلم و الشجاعة و السماحة و المحبة و المحلة في قلوب المؤمنين و آتانا ما لميؤت احداً من العالمين من قبلنا فينا مختلف الملئکة و تنزيل الکتب.
قال فلميفرغ حتي قال المؤذن الله اکبر فاخذ ناحية باب المسجد فلقيه مکحول صاحب رسول الله9 فقال له کيف امسيت يا ابن رسول الله؟ قال امسينا بينکم مثل بنياسرائيل في آل فرعون يذبحون ابنائهم و يستحيون نسائهم و في ذلکم بلاء من ربکم عظيم.
فلما انصرف يزيد الي منزله دعا بعلي بن الحسين7 و قال يا علي اتصارع ابني خالداً؟ قال7 ما تصنع بمصارعتي اياه اعطني سکيناً و اعطه سکيناً فليقتل اقوانا اضعفنا. فضمه يزيد الي صدره ثم قال لاتلد الحية الا الحية اشهد انک ابن علي بن ابيطالب.
ثم قال له علي بن الحسين7 يا يزيد بلغني انک تريد قتلي فان کنت لابد قاتلي فوجه مع هؤلاء النسوة من يردهن الي حرم رسول الله9.
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 242 *»
فقال له يزيد لعنه الله لايردهن غيرک لعن الله ابن مرجانة فوالله ما امرته بقتل ابيک و لو کنت متولياً لقتاله ما قتلته ثم احسن جايزته و حمله و النساء الي المدينة.
و منه عن ديلم بن عمر قال کنت بالشام حين اتي بسبايا آل محمد: فاقيموا علي باب المسجد حيث تقام السبايا و فيهم علي بن الحسين7 فاتاهم شيخ من مشايخ اهل الشام فقال الحمد لله الذي قتلکم و اهلککم و قطع قرن الفتنة و لميأل علي شتمهم فلما انقضي کلامه قال له علي بن الحسين7 اني قد انصت لک حتي فرغت من منطقک و اظهرت ما في نفسک من العداوة و البغضاء فأصنت لي کما انصت لک فقال له هات. قال علي7 اما قرأت کتاب الله عزوجل؟ فقال نعم. قال اما قرأت هذه الآية قل لااسألکم عليه اجراً الا المودة في القربي؟ قال بلي. قال له علي7 فنحن اولئک. فهل تجد لنا في سورة بنياسرائيل حقاً خاصاً دون المسلمين؟ فقال لا. قال علي بن الحسين7 اما قرأت هذه الآيات و ات ذا القربي حقه؟ قال نعم قال علي7 فنحن اولئک الذين امر الله عزوجل نبيه ان يؤتيهم حقهم. فقال الشامي انکم لانتم هم؟ فقال7 نعم فهل قرأت هذه الآية و اعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه و للرسول و لذي القربي؟ فقال له الشامي بلي فقال علي7 فنحن ذو القربي. فهل تجد لنا في سورة الاحزاب حقاً خاصاً دون المسلمين؟ فقال لا. قال7 اما قرأت هذه الآية انما يريد الله ليذهب عنکم الرجس اهل البيت و يطهرکم تطهيراً؟ قال فرفع الشامي يده الي السماء ثم قال اللهم اتوب اليک ثلث مرات اللهم اني اتوب اليک من عداوة آل محمد9 و من قتل اهل بيت محمد9 و لقد قرأت القران منذ دهر فما شعرت بها قبل اليوم.([34])
و من بصائر الدرجات بسنده عن داود بن فرقد في حديث عن علي بن
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 243 *»
الحسين7 قال فرفعنا الي السجن فقال اصحابي ما احسن بنيان هذا الجدار فتراطن اهل الروم بينهم فقالوا ما في هؤلاء صاحب دم ان کان الا ذلک يعنوني فمکثنا يومين ثم دعانا و اطلق عنا.
و من اقبال الاعمال للسيد بن طاوس رأيت في کتاب المصابيح باسناده الي جعفر بن محمد8 قال قال لي ابي محمد بن علي سألت ابي علي بن الحسين7 عن حمل يزيد له. فقال حملني علي بعير يظلع بغير وطاء و رأس الحسين7 علي علم و نسوتنا خلفي علي بغال فاکف و الفارطة خلفنا و حولنا بالرماح ان دمعت من احدنا عين قرع رأسه بالرمح حتي اذا دخلنا دمشق صاح صايح يا اهل الشام هؤلاء سبايا اهل البيت الملعون.
و من قرب الاسناد اليقطيني عن القداح عن جعفر بن محمد عن ابيه8 قال لما قدم علي يزيد بذراري الحسين7 ادخل بهن نهاراً مکشفات وجوههن فقال اهل الشام الجفاة ما رأينا سبايا احسن من هؤلاء فمن انتم؟ فقالت سکينة بنت الحسين7 نحن سبايا آل محمد.
و من بصاير الدرجات باسناده عن محمد الحلبي قال سمعت اباعبدالله7 يقول لما اتي بعلي بن الحسين يزيد بن معوية عليهما لعائن الله و من معه جعلوه في بيت فقال بعضهم انما جعلنا في هذا البيت ليقع علينا فيقتلنا فراطن الحرس فقالوا انظروا الي هؤلاء يخافون ان تقع عليهم البيت و انما يخرجون غداً فيقتلون. قال علي بن الحسين: لميکن فينا احد يحسن الرطانة غيري و الرطانة عند اهل المدينة الرومية.
و من امالي الطوسي باسناده عن عبدالله بن سبابة عن ابيعبدالله7 قال لما قدم علي بن الحسين7 و قد قتل الحسين بن علي7 استقبله ابرهيم بن طلحة بن عبيدالله. قال يا علي بن الحسين7 من غلب و هو يغطي رأسه و هو المحل. قال فقال له علي بن الحسين7 اذا اردت ان تعلم من غلب و دخل وقت الصلوة فاذن ثم اقم.
و من تفسير علي بن ابرهيم قال الصادق7 لما دخل علي بن الحسين7 علي يزيد لعنه الله نظر اليه ثم قال له يا علي بن الحسين ما
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 244 *»
اصابکم من مصيبة فبما کسبت ايديکم. فقال علي بن الحسين7 کلا ما هذه فينا نزلت و انما نزلت فينا ما اصاب من مصيبة في الارض و لا في انفسکم الا في کتاب من قبل ان نبرأها ان ذلک علي الله يسير لکي لاتأسوا علي ما فاتکم و لاتفرحوا بما اتاکم فنحن الذين لانأسي علي ما فاتنا من امر الدنيا و لانفرح بما اوتينا منه.
و قال الصادق7 لما ادخل رأس الحسين بن علي7 علي يزيد لعنه الله و ادخل عليه علي بن الحسين7 و بنات اميرالمؤمنين صلوات الله عليه و عليهن السلام و کان علي بن الحسين بن علي7 مقيداً مغلولاً فقال يزيد لعنه الله يا علي بن الحسين الحمد لله الذي قتل اباک. فقال علي بن الحسين7 لعنة الله علي من قتل ابي. قال فغضب يزيد و امر بضرب عنقه. فقال علي بن الحسين7 فاذا قتلتني فبنات رسول الله من يردهم الي منازلهم و ليس لهم محرم غيري؟ فقال انت تردهم الي منازلهم. ثم دعا بمبرد فاقبل يبرد الجامعة من عنقه بيده ثم قال له يا علي بن الحسين تدري ما الذي اريد بذلک؟ قال بلي تريد ان لايکون لاحد علي منة غيرک. فقال يزيد هذا والله ما اردت. ثم قال يزيد يا علي بن الحسين ما اصابکم من مصيبة فبما کسبت ايديکم. فقال علي بن الحسين8 کلا ما هذه فينا نزلت انما نزلت فينا ما اصاب من مصيبة في الارض و لا في انفسکم الا في کتاب من قبل ان نبرءها لنحن الذين لانأسي علي ما فاتنا و لانفرح بما آتانا.
و من عيون اخبار الرضا بسنده عن الفضل قال سمعت الرضا7 يقول لما حمل رأس الحسين7 الي الشام امر يزيد لعنه الله فوضع و نصب عليه مائدة فاقبل هو و اصحابه يأکلون و يشربون الفقاع فلما فرغوا امر بالرأس فوضع في طشت تحت سريره و بسط عليه رقعة الشطرنج و جلس يزيد لعنه الله يلعب بالشطرنج و يذکر الحسين و اباه و جده صلوات الله عليهم و يستهزؤ بذکرهم فمتي قمر صاحبه تناول الفقاع فشربه ثلث مرات ثم صب فضلته مما يلي الطشت من الارض فمن کان من شيعتنا فليتورع عن شرب الفقاع و اللعب
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 245 *»
بالشطرنج و من نظر الي الفقاع او الي الشطرنج فليذکر الحسين7 و ليلعن يزيد و آل زياد يمحو الله عزوجل بذلک ذنوبه و لو کانت بعدد [کعدد خل] النجوم.
و بسنده عن الرضا7 انه قال اول من اتخذ الفقاع في الاسلام بالشام يزيد بن معوية لعنة الله عليه فاحضر و هو علي المائدة و قد نصبها علي رأس الحسين بن علي8 فجعل يشربه و يسعي اصحابه و يقول اشربوا فهذا شراب مبارک و من برکته ان اول ما تناولناه تناولنا و رأس عدونا بين ايدينا و مائدتنا منصوبة عليه و نحن نأکل و نفوسنا ساکنة و قلوبنا مطمئنة فمن کان من شيعتنا فليتورع عن شرب الفقاع فانه شرب اعدائنا.
و عن دعوات الراوندي و روي انه لما حمل علي بن الحسين7 الي يزيد لعنه الله هم ان يضرب عنقه فوقف بين يديه و هو يکلمه ليستنطقه بکلمة يوجب بها قتله و علي7 يجيبه حسب ما يکلمه و في يده سبحة صغيرة يديرها باصابعه و هو يتکلم. فقال له يزيد اکلمک و انت تجيبني و تدير اصابعک سبحة في يدک فکيف يجوز لک؟ فقال حدثني ابي عن جدي انه کان اذا صلي الغداة و انفتل لايتکلم حتي يأخذ بسبحة بين يديه فيقول اللهم اني اصبحت اسبحک و امجدک و احمدک و اهللک بعدد ما ادير به سبحتي و يأخذ السبحة و يديرها و هو يتکلم بما يريد من غير ان يتکلم بالتسبيح و ذکر ان ذلک محتسب له و هو حرز الي ان يأوي الي فراشه فاذا اوي الي فراشه قال مثل ذلک القول و وضع سبحته تحت رأسه فهو محسوبة له من الوقت الي الوقت ففعلت هذا اقتداءاً بجدي. فقال له يزيد لااکلم احداً منکم الا و يجيبني بما يعوذ به و عفي عنه و وصله و امر باطلاقه.
و عن السيد قال روي عن الصادق7 انه قال ان زين العابدين7 بکا علي ابيه اربعين سنةً صائماً نهاره قائماً ليله فاذا حضر الافطار جاءه غلامه بطعامه و شرابه فيضعه بين يديه فيقول کل يا مولاي. فيقول قتل ابن رسول الله جايعاً قتل ابن رسول الله عطشاناً فلايزال يکرر ذلک و يبکي حتي يبل طعامه من دموعه ثم يمزج شرابه بدموعه فلميزل کذلک حتي لحق بالله عزوجل.
و حدث مولي له7 انه برز يوماً الي الصحراء قال فتبعته فوجدته
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 246 *»
قد سجد علي حجارة خشنة فوقفت و انا اسمع شهيقه و بکائه و احصيت عليه الف مرة لا اله الا الله حقاً حقاً لا اله الا الله تعبداً و رقاً لا اله الا الله ايماناً و صدقاً ثم رفع رأسه من السجود و ان لحيته و وجهه قد غمر بالماء من دموع عينيه. فقلت يا سيدي اما آن لحزنک ان ينقضي و لبکائک ان تقل؟ فقال لي ويحک ان يعقوب بن اسحٰق بن ابرٰهيم7 کان نبياً ابن نبي کان له اثناعشر ابناً فغيب الله سبحانه واحداً منهم فشاب رأسه من الحزن و احدودب ظهره من الغم و ذهب بصره من البکاء و ابنه حي في دار الدنيا و انا فقدت ابي و اخي و سبعة عشر من اهل بيتي صرعي مقتولين فکيف ينقضي حزني و يقل بکائي؟!
و عن المناقب و المفيد انه روي ان يزيد عرض عليهم المقام بدمشق فابوا ذلک و قالوا بل ردنا الي المدينة فانه مهاجر جدنا9. فقال للنعمان بن بشير صاحب رسول الله9 جهز هؤلاء بما يصلحهم و ابعث معهم رجلاً من اهل الشام اميناً صالحاً و ابعث معهم خيلاً و اعواناً ثم کساهم و حباهم و فرض لهم الارزاق و الانزال. ثم دعا بعلي بن الحسين7 فقال له لعن الله ابن مرجانة اما والله لو کنت صاحبه ما سئلني خلة الا اعطيتها اياه و لدفعت عنه الحتف بکل ما قدرت عليه و لو بهلاک بعض ولدي ولکن قضي الله ما رأيت فکاتبني و انه الي کل حاجة تکون لک. ثم اوصي بهم الرسول فخرج بهم الرسول يسايرهم فيکون امامهم فاذا نزلوا تنحي عنهم و تفرق هو و اصحابه کهيئة الحرس ثم ينزل بهم حيث اراد احدهم الوضوء و يعرض عليهم حوائجهم و يلطفهم حتي دخلوا المدينة.
قال الحرث بن کعب قالت لي فاطمة بنت علي7 قلت لاختي زينب قد وجب علينا حق هذا لحسن صحبته لنا فهل لک ان تصله؟ قالت فقالت والله ما لنا ما نصله به الا ان نعطيه حلينا فاخذ سواري و دملجي و سوار اختي و دملجها فبعثنا بها اليه و اعتذرنا من قلتها و قلنا هذا بعض جزاءک لحسن صحبتک ايانا. فقال لو کان الذي صنعت للدنيا کان في دون هذا رضاي ولکن والله ما فعلته الا لله و قرابتکم من رسول الله9.
و عن السيد لما رجعت نساء الحسين و عياله7 من الشام و بلغوا الي
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 247 *»
العراق قالوا للدليل مر بنا علي طريق کربلا فوصلوا الي موضع المصرع فوجدوا جابر بن عبدالله الانصاري رحمه الله و جماعة من بنيهاشم و رجالاً من آل رسول الله9 قد وردوا لزيارة قبر الحسين7 فوافوا في وقت واحد و تلاقوا بالبکاء و الحزن و اللطم و اقاموا المأتم المقرحة للاکباد و اجتمع اليهم نساء ذلک السواد و اقاموا علي ذلک اياماً.
و روي عن ابيحباب الکلبي قال حدثنا الجصاصون قالوا کنا نخرج الي الجبانة في الليل عند مقتل الحسين7 فنسمع الجن ينوحون عليه فيقولون:
مسح الرسول جبينه | فله بريق في الخدود | |
ابواه من عليا قريش | و جده خير الجدود |
قال ثم انفصلوا من کربلا طالبين المدينة. قال بشير بن جذلم فلما قربنا منها نزل علي بن الحسين7 فحط رحله و ضرب فسطاطه و انزل نساءه و قال يا بشير رحم الله اباک لقد کان شاعراً فهل تقدر علي شيء منه؟ قلت بلي يا بن رسول الله اني لشاعر. قال فادخل المدينة و انع اباعبدالله7. قال بشير فرکبت فرسي و رکضت حتي دخلت المدينة فلما بلغت مسجد النبي9 رفعت صوتي بالبکاء و انشأت اقول:
يا اهل يثرب لامقام لکم بها | قتل الحسين فادمعي مدرار | |
الجسم منه بکربلا مضرج | و الرأس منه علي القناة يدار |
قال ثم قلت هذا علي بن الحسين7 مع عماته و اخواته قد حلوا بساحتکم و نزلوا بفنائکم و انا رسوله اليکم اعرفکم مکانه فما بقيت في المدينة مخدره و لامحجبة الا برزن من خدورهن مکشوفةً شعورهن مخمشةً وجوههن ضاربات خدودهن يدعون بالويل و الثبور فلمار باکياً اکثر من ذلک اليوم و لا يوماً امر علي
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 248 *»
المسلمين منه و سمعت جاريةً تنوح علي الحسين7 فتقول:
نعي سيدي ناع نعاه فاوجعا | و امرضني ناع نعاه فافجعا | |
فعيني جودا بالدموع و اسکبا | و جودا بدمع بعد دمعکما معا | |
علي من دهي عرش الجليل فزعزعا | فاصبح هذا المجد و الدين اجدعا | |
علي ابن نبي الله و ابن وصيه | و ان کان عنا شاحط الدار اشسعا |
ثم قالت ايها الناعي جددت حزننا بابيعبدالله7 و خدشت منا قروحاً لما تندمل فمن انت رحمک الله؟ فقلت انا بشير بن جذلم و جهني مولاي علي بن الحسين عليهما الصلوة و السلام و هو نازل في موضع کذا و کذا مع عيال ابيعبدالله7 و نسائه. قال فترکوني في مکاني و بادروا فضربت فرسي حتي رجعت اليهم فوجدت الناس قد اخذوا الطرق و المواضع فنزلت عن فرسي و تخطأت رقاب الناس حتي قربت من باب الفسطاط و کان علي بن الحسين داخلاً و معه خرقه يمسح بها دموعه و خلفه خادم معه کرسي فوضعه له فجلس عليه و هو لايتمالک من العبرة و ارتفعت اصوات الناس بالبکاء و حنين الجواري و الناس من کل ناحية يعزونه فضجت تلک البقعة ضجة شديدة فاومي بيده ان اسکتوا فسکنت فورتهم.
فقال7 الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالک يوم الدين باريء الخلائق اجمعين الذي بعد فارتفع في السموات العلي و قرب فشهد النجوي نحمده علي عظائم الامور و فجايع الدهور و الم الفجايع و مضاضة اللوازع و جليل الرزء و عظيم المصائب الفاظعة الکاظة الفادحة الجايحة ايها الناس ان الله و له الحمد ابتلانا بمصائب جليلة و ثلمة في الاسلام عظيمة قتل ابوعبدالله و عترته و سبي نساؤه و صبيته و داروا برأسه في البلدان من فوق عوالي السنان و هذه الرزية التي لامثلها رزية ايها الناس فاي رجالات منکم يسرون بعد قتله ام اية عين منکم تحبس دمعها و تضن عن انهمالها فلقد بکت السبع الشداد لقتله و بکت البحار بامواجها و السموات بارکانها و الارض بارجائها و الاشجار باغصانها و الحيتان و لجج البحار و الملئکة المقربون و اهل السموات اجمعون. ايها الناس اي قلب لاينصدع لقتله ام
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 249 *»
اي فؤاد لايحن اليه ام اي سمع يسمع هذه الثلمة التي ثلمت في الاسلام. ايها الناس اصبحنا مطرودين مشردين مذودين شاسعين عن الامصار کأنا اولاد ترک و کابل من غير جرم اجترمناه و لامکروه ارتکبناه و لاثلمة في الاسلام ثلمناه ما سمعنا بهذا في آبائنا الاولين ان هذا الا اختلاق والله لو ان النبي9 تقدم اليهم في قتالنا کما تقدم اليهم في الوصاية بنا لما ازدادوا علي ما فعلوا بنا فانا لله و انا اليه راجعون من مصيبة ما اعظمها و اوجعها و افجعها و اکظمها و افظها و امرها و افدحها فعند الله نحتسب فيما اصابنا و ما بلغ بنا انه عزيز ذو انتقام. قال فقام صوحان بن صعصعة بن صوحان و کان زمناً فاعتذر اليه صلوات الله عليه بما عنده من زمانة رجليه فاجابه بقبول معذرته و حسن الظن فيه و شکر له و ترحم علي ابيه.
باب
في موضع دفن رأسه الشريف صلوات الله عليه
الشيخ عبدالله بن نور الله من کامل الزيارة و عن الکليني بسندهما عن عمرو بن طلحة قال قال ابوعبدالله7 و هو بالحيرة أتريد ما وعدتک؟ قال قلت بلي يعني الذهاب الي قبر اميرالمؤمنين7. قال فرکب و رکب اسمٰعيل و رکبت معهم حتي اذا جاز الثوية و کان بين الحيرة و النجف عند ذکوات بيض نزل و نزل اسمٰٰعيل و نزلت معهم فصلي و صلي اسمٰعيل و صليت فقال لاسمٰعيل قم فسلم علي جدک الحسين بن علي فقلت جعلت فداک أليس الحسين بکربلا؟ فقال نعم ولکن لما حمل رأسه الي الشام سرقه مولي لنا فدفنه بجنب اميرالمؤمنين صلوات الله عليهما.
و منه بسنده عن يونس بن ظبيان او عن رجل عن ابيعبدالله7 قال ان الملعون عبيد الله بن زياد لعنه الله لما بعث برأس الحسين بن علي8 الي الشام رد الي الکوفة فقال اخرجوه منها لايفتتن به اهلها فصيره الله عند اميرالمؤمنين7 فالرأس مع الجسد و الجسد مع الرأس.
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 250 *»
و عن السيد فاما رأس الحسين7 فروي انه اعيد و دفن بکربلا مع جسده الشريف صلوات الله عليه و کان عمل الطايفة علي هذا المعني المشار اليه. و قال الشيخ عبدالله و المشهور بين علمائنا الامامية انه دفن رأسه مع جسده رده علي بن الحسين8. و قد وردت اخبار کثيرة انه مدفون عند قبر اميرالمؤمنين.
باب
جوامع ما ظهر من بعد شهادته من بکاء السماء و الارض عليه7 و انکساف الشمس و القمر و غيرهما و بکاء الجن و الانس و الوحش و الطير و تزلزل البحار و الجبال و جميع ما خلق الله
الشيخ المذکور من کامل الزيارة بسنده عن عروة بن الزبير قال سمعت اباذر و هو يومئذ قد اخرجه عثمان الي الربذة فقال له الناس يا اباذر ابشر فان هذا قليل في الله فقال و ما ايسر هذا ولکن کيف انتم اذا قتل الحسين7 قتلاً والله لايکون في الاسلام بعد قتل الخليفة اعظم قتلاً منه و ان الله سيسل سيفه علي هذه الامة لايغمده ابداً و يبعث ناقماً من ذريته فينتقم من الناس و انکم لو تعلمون ما يدخل علي اهل البحار و سکان الجبال في الغياض و الآکام و اهل السماء من قتله لبکيتم والله حتي تزهق انفسکم و ما من سماء يمر به روح الحسين7 الا فزع له سبعون الف ملک يقومون قياماً ترعد مفاصلهم الي يوم القيمة و ما من سحابة تمر و ترعد و تبرق الا لعنت قاتله و ما من يوم الا تعرض روحه علي رسول الله9 فيلتقيان.
و من علل الشرايع و الامالي بسنده عن جبلة المکية قالت سمعت ميثم التمار قدس الله روحه يقول والله لتقتل هذه الامة ابن بنت نبيها في المحرم لعشر مضين منه و ليتخذن اعداء الله ذلک اليوم برکةً و ان ذلک لکائن قد سبق في علم
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 251 *»
الله تعالي ذکره. اعلم ذلک بعهد عهده الي مولاي اميرالمؤمنين صلوات الله عليه و لقد اخبرني انه يبکي عليه کل شيء حتي الوحوش في الفلوات و الحيتان في البحر و الطير في السماء و يبکي عليه الشمس و القمر و النجوم و السماء و الارض و مؤمنوا الانس و الجن و جميع ملئکة السموات و الارضين و رضوان و مالک و حملة العرش و تمطر السماء دماً و رمادا.ً ثم قال وجبت لعنة الله علي قتلة الحسين7 کما وجبت علي المشرکين الذين يجعلون مع الله الها آخر و کما وجبت علي اليهود و النصاري و المجوس.
قالت جبلة فقلت له يا ميثم فکيف تتخذ الناس ذلک اليوم الذي قتل فيه الحسين7 يوم برکة؟ فبکي ميثم رضي الله عنه ثم قال يزعمون لحديث يضعونه انه اليوم الذي تاب الله فيه علي آدم و انما تاب الله علي آدم في ذيالحجة و يزعمون انه اليوم الذي قبل الله فيه توبة داود7 و انما قبل الله عزوجل توبته في ذيالحجة و يزعمون انه اليوم الذي اخرج الله فيه يونس من بطن الحوت و انما اخرج الله عزوجل يونس من بطن الحوت في ذيالحجة و يزعمون انه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح علي الجودي و انما استوت علي الجودي في يوم الثامنعشر من ذيالحجة و يزعمون انه اليوم الذي فلق الله عزوجل فيه البحر لبنياسرائيل و انما کان ذلک في الربيع الاول. ثم قال ميثم يا جبلة اعلمي ان الحسين بن علي7 سيد الشهداء يوم القيمة و لاصحابه علي ساير الشهداء درجة. يا جبلة اذا نظرت الي الشمس حمراء کأنه دم عبيط فاعلمي ان سيد الشهداء الحسين قد قتل. قالت جبلة فخرجت ذات يوم فرأيت الشمس علي الحيطان کأنها الملاحف المعصفرة فصحت حينئذ و بکيت و قلت قد والله قتل سيدنا الحسين بن علي7.
و من تفسير علي بن ابرٰهيم بسنده عن عبدالله بن الفضل الهمداني عن ابيه عن جده عن اميرالمؤمنين قال مر عليه رجل عدو لله و لرسوله فقال فما بکت عليهم السماء و الارض و ما کانوا منظرين ثم مر عليه الحسين بن علي7 فقال لکن هذا لتبکين عليه السماء و الارض.
و من امالي الصدوق بسنده عن المفضل بن عمر عن الصادق7
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 252 *»
عن ابيه عن جده: ان الحسين بن علي بن ابيطالب8 دخل يوما الي الحسن7 فلما نظر اليه بکي فقال له ما يبکيک يا اباعبدالله؟ قال ابکي لما يصنع بک. فقال له الحسن7 ان الذي يؤتي الي سم يدس الي فاقتل به ولکن لايوم کيومک يا اباعبدالله يزدلف اليک ثلثون الف رجل يدعون انهم من امة جدنا محمد9 و ينتحلون دين الاسلام فيجتمعون علي قتلک و سفک دمک و انتهاک حرمتک و سبي ذراريک و نسائک و انتهاب ثقلک فعندها تحل ببنيامية اللعنة و تمطر السماء رماداً و دماً و يبکي عليک کل شيء حتي الوحوش في الفلوات و الحيتان في البحار.
و من امالي الطوسي بسنده عن الحسين بن ابيفاخته قال کنت انا و ابوسلمة السراج و يونس بن يعقوب و الفضيل بن يسار عند ابيعبدالله جعفر بن محمد فقلت له جعلت فداک اني احضر مجالس هؤلاء القوم فاذکرکم في نفسي فاي شيء اقول؟ فقال يا حسين اذا حضرت مجالس هؤلاء فقل اللهم ارنا الرخاء و السرور فانک تأتي علي ما تريد. قال فقلت جعلت فداک اني اذکر الحسين بن علي7 فاي شيء اقول اذا ذکرته؟ فقال قل صلي الله عليک يا ابا عبدالله تکررها ثلثاً ثم اقبل علينا و قال ان ابا عبدالله الحسين7 لما قتل بکت عليه السموات السبع و الارضون السبع و ما فيهن و ما بينهن و من ينقلب في الجنة و النار و ما يري و ما لايري الا ثلثة اشياء فانها لمتبک عليه. فقلت جعلت فداک و ما هذه الثلثة الاشياء التي لمتبک عليه؟ فقال البصرة و دمشق و آل الحکم بن ابيالعاص. و في رواية بدل آل الحکم بن [ابيالعاص ظ] آلعثمان.
و من کامل الزيارة بسنده عن زرارة قال قال ابوعبدالله7 يا زرارة ان السماء بکت علي الحسين7 اربعين صباحاً بالدم و ان الارض بکت اربعين صباحاً بالسواد و ان الشمس بکت اربعين صباحاً بالکسوف و الحمرة و ان الجبال تقطعت و انتثرت و ان البحار تفجرت و ان الملئکة بکت اربعين صباحاً علي الحسين و ما اختضبت منا امرأة و لا ادهنت و لا اکتحلت و لا رجلت حتي اتانا رأس عبيدالله بن زياد لعنه الله و ما زلنا في عبرة بعده. و کان جدي اذا ذکره بکي
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 253 *»
حتي تملا عيناه لحيته و حتي يبکي لبکائه رحمة له من رآه. و ان الملئکة الذين عند قبره ليبکون فيبکي لبکائهم کل من في الهواء و السماء من الملئکة. و لقد خرجت نفسه6 فزفرت جهنم زفرةً کادت الارض تنشق لزفرتها. و لقد خرجت نفس عبيد بن زياد و يزيد بن معاوية لعنهم الله فشقهت جهنم شهقةً لولا ان الله حبسها بخزانها لاحرقت من علي ظهر الارض من فورها و لو يؤذن لها ما بقي شيء الا ابتلعته ولکنها مأمورة مصفودة و لقد عتت علي الخزان غير مرة حتي اتيها جبرئيل فضربها بجناحيه فسکنت و انها لتبکيه و تندبه و انها لتتلظي علي قاتله و لولا من علي الارض من حجج الله لنقضت الارض و اکفت ما عليها و ما تکثر الزلازل الا عند اقتراب الساعة. و ما عين احب الي الله و لاعبرة من عين بکت و دمعت عليه و ما من باک يبکيه الا و قد وصل فاطمة و اسعدها عليه و وصل رسول الله و ادي حقنا.
و ما من عبد يحشر الا و عيناه باکية الا الباکين علي جدي فانه يحشر و عينه قريرة و البشارة تلقاه و السرور علي وجهه و الخلق في الفزع و هم آمنون و الخلق يعرضون و هم حداث الحسين تحت العرش و في ظل العرش لايخافون سوء الحساب يقال لهم ادخلوا الجنة فيأتون و يختارون مجلسه و حديثه و ان الحور لترسل اليهم انا قد اشتقناکم مع الولدان المخلدين فما يرفعون رؤسهم اليهم لما يرون في مجلسهم من السرور و الکرامة و ان اعدائهم من بين مسحوب بناصيته الي النار و من قائل ما لنا من شافعين و لا صديق حميم. و انهم ليرون منزلتهم و ما يقدرون ان يدنوا اليهم و لايصلون اليهم و ان الملئکة لتأتيهم بالرسالة من ازواجهم و من خزانهم علي ما اعطوا من الکرامة فيقولون نأتيکم انشاءالله فيرجعون الي ازواجهم بمقالاتهم فيزدادون اليهم شوقاً اذا هم اخبروهم بما فيه من الکرامة و قربهم من الحسين. فيقولون الحمد لله الذي کفانا الفزع الاکبر و اهوال القيمة و نجانا مما کنا نخاف و يؤتون بالمراکب و الرحال علي النجائب فيستوون عليها و هم في الثناء علي الله و الحمد لله و الصلوة علي محمد و علي آله حتي ينتهوا الي منازلهم.
و منه بسنده عن ابيبصير قال کنت عند ابيعبدالله7 و احدثه
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 254 *»
فدخل عليه ابنه فقال له مرحباً و ضمه و قبله و قال حقر الله من حقرکم و انتقم ممن وترکم و خذل الله من خذلکم و لعن الله من قتلکم و کان الله لکم ولياً و حافظاً و ناصراً فقد طال بکاء النساء و بکاء الانبياء و الصديقين و الشهداء و ملئکة السماء ثم بکا و قال يا ابا بصير اذا نظرت الي ولد الحسين اتاني ما لااملکه بما اتي الي ابيهم و اليهم. يا ابا بصير ان فاطمة لتبکيه و تشهق فتزفر جهنم زفرةً لولا ان الخزنة يسمعون بکائها و قد استعدوا لذلک مخافة ان يخرج منها عنق او يشرد دخانها فيحرق اهل الارض فيکبحونها مادامت باکية و يزجرونها و يوثقون من ابوابها مخافةً علي اهل الارض فلاتسکن حتي يسکن صوت فاطمة و ان البحار تکاد ان تنفتق فيدخل بعضها علي بعض و ما منها قطرة الا بها ملک موکل فاذا سمع الملک صوتها اطفئ نارها باجنحته و حبس بعضها علي بعض مخافةً علي الدنيا و من فيها و من علي الارض فلاتزال الملئکة مشفقين يبکون لبکائها و يدعون الله و يتضرعون اليه و يتضرع اهل العرش و من حوله و ترتفع اصوات من الملئکة بالتقديس لله مخافةً علي اهل الارض و لو ان صوتاً من اصواتهم يصل الي الارض لصعق اهل الارض و تقلعت الجبال و زلزلت الارض باهلها.
قلت جعلت فداک ان هذا الامر عظيم. فقال غيره اعظم منه ما لاتسمعه ثم قال يا ابا بصير اما تحب ان تکون فيمن يسعد فاطمة فبکيت حين قالها فما قدرت علي المنطق و ما قدرت علي کلامي من البکاء. ثم قام الي المصلي يدعو و خرجت من عنده علي تلک الحال فما انتفعت بطعام و ما جائني النوم و اصبحت صائماً وجلاً حتي اتيته و لما رأيته قد سکن سکنت و حمدت الله حيث لمينزل بي عقوبة.
باب
خصوص بکاء السماء عليه صلوات الله عليه
الشيخ المذکور من کامل الزيارة باسناده عن علي بن الحسين7 قال ان السماء لمتبک منذ وضعت الا علي يحيي بن زکريا و الحسين بن علي8
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 255 *»
قلت اي شيء بکاؤها؟ قال کانت اذا استقبلت بالثوب وقع علي الثوب شبه اثر البراغيث من الدم.
و منه باسناده عن جابر عن ابيجعفر7 قال ما بکت السماء علي احد بعد يحيي بن زکريا الا علي الحسين بن علي صلوات الله عليهما فانها بکت عليه اربعين يوماً.
و من قصص الراوندي عن جابر عن ابيجعفر7 في قوله تعالي لمنجعل له من قبل سمياً قال يحيي بن زکريا لميکن له سمي قبله و الحسين بن علي لميکن له سمي قبله و بکت السماء عليهما اربعين صباحاً و کذلک بکت الشمس عليهما و بکاؤها ان تطلع حمراء و تغيب حمراء.
و اما ما روي في هذا الباب من تواريخ العامة و الخاصة فکثيرة منها ما عن ابينعيم في دلايل النبوة و النسوي في المعرفة قالت نضرة الازدية: لما قتل الحسين7 امطرت السماء دماً و حبابنا و جرارنا صارت مملوةً دماً.
و قال فرطة بن عبيدالله مطرت السماء يوماً نصف النهار علي شملة بيضاء فنظرت فاذا هو دم و ذهبت الابل الي الوادي لتشرب فاذا هو دم و اذا هو اليوم الذي قتل فيه الحسين7.
و من المناقب لابن شهر آشوب اسامة بن شبيب باسناده عن امسليم قالت لما قتل الحسين7 مطرت السماء دماً احمرت منه البيوت و الحيطان.
و قال السدي لما قتل الحسين7 بکت عليه السماء و علامتها حمرة اطرافها.
و محمد بن سيرين قال اخبرنا ان حمرة اطراف السماء لمتکن قبل قتل الحسين.
و من تاريخ النسوي روي حماد بن زيد عن هشام عن محمد قال تعلم هذه الحمرة في الافق مم هو؟ ثم قال من يوم قتل الحسين7.
و من المناقب لابن شهر آشوب قال الاسود بن قيس لما قتل الحسين ارتفعت حمرة من قبل المشرق و حمرة من قبل المغرب فکادتا يلتقيان في کبد السماء ستة اشهر.
و من تاريخ النسوي قال ابوقبيل لما قتل الحسين بن علي8 کسفت الشمس کسفةً بدت الکواکب نصف النهار حتي ظننا انها هي اي القيمة.
و عن علي بن مسهر عن جدته قالت کنت ايام الحسين جارية شابة فکانت
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 256 *»
السماء اياماً علقة.
و عن نضرة الازدية قالت لما ان قتل الحسين7 مطرت السماء دماً فاصبحت و کل شيء لنا ملأ دماً.
و من ارشاد المفيد روي يوسف بن عبده قال سمعت محمد بن سيرين لمتر هذه الحمرة في السماء الا بعد قتل الحسين صلوات الله عليه.
و من صحيح مسلم في تفسير قوله تعالي فما بکت عليهم السماء و الارض قال قتل حسين بن علي8 بکت السماء و بکاؤها حمرتها.
و من تفسير الثعلبي في تفسير هذه الآية ان الحمرة التي مع الشفق لميکن قبل قتل الحسين.
و عن الثعلبي ايضاً يرفعه قال مطرنا دماً بايام قتل الحسين.
و من کامل الزيارة بسنده عن علي بن مسهر القرشي قال حدثتني جدتي انها ادرکت الحسين بن علي حين قتل صلوات الله عليه قالت فمکثنا سنةً و تسعة اشهر و السماء مثل العلقة مثل الدم ماتري الشمس.
و بسنده عن محمد بن مسلم عمن حدثه قال لما قتل الحسين بن علي امطرت السماء تراباً احمر.
باب
بکاء الملئکة عليه صلوات الله عليه
الشيخ المذکور نقلاً من علل الشرايع باسناده عن الثمالي قال قلت لابيجعفر7 يابن رسول الله ألستم کلکم قائمين بالحق؟ قال بلي قلت فلم سمي القائم قائماً؟ قال لما قتل جدي الحسين صلوات الله عليه ضجت الملئکة الي الله عزوجل بالبکاء و النحيب و قالوا الهنا و سيدنا أتغفل عمن قتل صفوتک و ابن صفوتک و خيرتک من خلقک؟ فاوحي الله عزوجل اليهم قروا ملئکتي فوعزتي و جلالي لانتقمن منهم و لو بعد حين. ثم کشف الله عزوجل عن الائمة من ولد الحسين: للملئکة فسرت الملئکة بذلک فاذا احدهم قائم يصلي فقال الله عزوجل بذلک القائم انتقم منهم.
و من کامل الزيارة باسناده عن ابيبصير عن ابيجعفر7 قال
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 257 *»
اربعة آلاف ملک شعث غبر يبکون الحسين الي يوم القيمة فلايأتيه احد الا استقبلوه و لايمرض احد الا عادوه و لايموت احد الا شهدوه.
و من امالي الصدوق باسناده عن ابان بن تغلب قال قال ابوعبدالله7 ان اربعة آلاف ملک هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن علي7 فلميؤذن لهم في القتال فرجعوا في الاستيذان و هبطوا و قد قتل الحسين7 فهم عند قبره شعث غبر يبکونه الي يوم القيمة و رئيسهم ملک يقال له منصور.
و من المختصر للحسين بن سليمان من کتاب المعراج باسناده عن الاعمش عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده: قال قال النبي9 ليلةً اسري بي الي السماء فبلغت السماء الخامسة نظرت الي صورة علي بن ابيطالب فقلت حبيبي جبرئيل ما هذه الصورة؟ فقال جبرئيل يا محمد اشتهت الملئکة ان ينظروا الي صورة علي فقالوا ربنا ان بنيآدم في دنياهم يتمتعون غدوةً و عشيةً بالنظر الي علي بن ابيطالب7 حبيب حبيبک محمد9 و خليفته و وصيه و امينه فمتعنا بصورته قدر ما تمتع اهل الدنيا به فصور لهم صورته من نور قدسه عزوجل فعلي7 بين ايديهم ليلاً و نهاراً يزورونه و ينظرون اليه غدوةً و عشيةً
قال الاعمش قال ابوعبدالله7 فلما ضربه اللعين ابن ملجم علي رأسه صارت تلک الضربة في صورته التي في السماء فالملئکة ينظرون اليه غدوةً و عشيةً يلعنون قاتله ابن ملجم. فلما قتل الحسين بن علي8 هبطت الملئکة و حملته حتي اوقفته مع صورة علي في السماء الخامسة فکلما هبطت الملئکة من السموات من علا و صعدت ملئکة سماء الدنيا فمن فوقها الي السماء الخامسة لزيارة صورة علي و النظر اليه و الي الحسين بن علي متشحطاً بدمه لعنوا يزيد.
و من کامل الزيارة باسناده عن الثمالي عن ابيعبدالله7 قال ان الله وکل بقبر الحسين اربعة آلاف ملک شعث غبر يبکون من طلوع الفجر الي زوال الشمس و اذا زالت الشمس هبط اربعة آلاف و صعد اربعة آلاف فلميزل
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 258 *»
يبکونه حتي يطلع الفجر.
و منه بسنده عن اسحٰق بن عمار قال قلت لابيعبدالله7([35]) اني کنت بالحيرة ليلة عرفة و کنت اصلي و ثم نحو من خمسين الفاً من الناس جميلة وجوههم طيبة ارواحهم و اقبلوا يصلون بالليل اجمع فلما طلع الفجر سجدت ثم رفعت رأسي فلمار منهم احداً فقال لي ابوعبدالله7 انه مر بالحسين بن علي خمسون الف ملک و هو يقتل فعرجوا الي السماء فاوحي الله اليهم مررتم بابن حبيبي و هو يقتل فلمتنصروه فاهبطوا الي الارض فاسکنوا عند قبره شعثاً غبراً الي ان تقوم الساعة
و منه باسناده عن ابان بن تغلب قال قال ابوعبدالله7 هبط اربعة آلاف ملک يريدون القتال مع الحسين7 فلميؤذن لهم في القتال فرجعوا في الاستيمار فهبطوا و قد قتل الحسين رحمة الله عليه و لعن قاتله و من اعان عليه و من شرک في دمه فهم عند قبره شعث غبر يبکونه الي يوم القيامة رئيسهم ملک يقال له منصور فلايزوره زائر الا استقبلوه و لايودعه مودع الا شيعوه و لايمرض الا عادوه و لايموت الا صلوا علي جنازته و استغفروا له بعد موته فکل هؤلاء في الارض ينتظرون قيام القائم.
و من المحاسن للبرقي باسناده عن ابيبصير عن ابيعبدالله7 قال وکل الله بالحسين بن علي سبعين الف ملک يصلون عليه کل يوم شعثاً غبراً منذ يوم قتل الي ما شاء الله يعني بذلک قيام القائم.
و من المناقب لابن شهر آشوب قال الطبري و سمع نوح الملئکة في اول منزل نزلوا قاصدين الي الشام:
ايها القاتلون جهلاً حسيناً | ابشروا بالعذاب و التنکيل | |
کل اهل السماء يدعو عليکم | من نبي و مرسل و قتيل | |
قد لعنتم علي لسان بن داود | و موسي و صاحب الانجيل |
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 259 *»
باب
بکاء الجن و رثائه عليه صلوات الله عليه
نقلاً من کامل الزيارة باسناده عن عبدالله بن حسان الکناني قال بکت الجن علي الحسين بن علي بن ابيطالب فقالت:
ماذا تقولون اذ قال النبي لکم/ ماذا فعلتم و انتم آخر الامم
باهل بيتي و اخواني و مکرمتي/من بين اسري و قتلي ضرجوا بدم
و منه باسناده عن داود الرقي قال حدثتني جدتي ان الجن لما قتل الحسين7 بکت عليه بهذه الابيات:
يا عين جودي بالعبر و ابکي فقد حق الخبر
ابکي ابن فاطمة الذي ورد الفرات فما صدر
الجن تبکي شجوها لما اتي منه الخبــر
قتل الحسين و رهطه تعساً لذلک من خبر
فلابکينک حرقةً عند العشاء و في السحر
و لابکينک ما جري عرق و ما حمل الشجر([36])
و من امالي الصدوق باسناده عن امسلمة زوجة النبي9 قالت ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبي9 الا الليلة و لااراني الا و قد اصبت بابني. قال و جائت الجنية منهم تقول:
الا يا عين فانهملي بجهد | فمن يبکي علي الشهداء بعدي | |
علي رهط تقودهم المنايا | الي متجبر في ملک عبد |
و من کامل الزيارة باسناده عن عمرو بن مسلم عن الميثمي قال خمسة من اهل الکوفة ارادوا نصر الحسين بن علي7 فعرسوا بقرية يقال لها شاهي اذ اقبل عليهم رجلان شيخ و شاب فسلما عليهم قال فقال الشيخ انا رجل من الجن و هذا ابن اخي اراد نصر هذا الرجل المظلوم قال فقال لهم الشيخ الجني قد رأيت
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 260 *»
رأياً قال فقال الفتية الانسيون و ما هذا الرأي الذي رأيت؟ قال رأيت ان اطير فآتيکم بخبر القوم فتذهبون علي بصيرة. فقالوا له نعم ما رأيت. قال فغاب يومه و ليلته فلما کان من الغد اذا هم بصوت يسمعونه و لايرون الشخص و هو يقول:
والله ما جئتکم حتي بصرت به | بالطف منعفر الخدين منحوراً | |
و حوله فئة تدمي نحورهم | مثل المصابيح يطفون الدجا نوراً | |
و قد حثثت قلوصي کي اصادفهم | من قبل ان تتلاقي الحر و الحورا | |
فعاقني قدر والله بالغه | و کان امراً قضاه الله مقدوراً | |
کان الحسين سراجاً يستضاء به | الله يعلم اني لماقل زوراً |
فاجابه بعض الفئة من الانسيين:
اذهب فلازال قبر انت ساکنه | الي القيٰمة يسقي الغيث محظوراً | |
و قد سلکت سبيلاً کنت سالکه | و قد شربت بکاس کان مغروراً | |
و فتية فرغوا لله انفسهم | و فارقوا المال و الاحباب و الدورا |
و روي من مجالس المفيد و امالي الطوسي الابيات الاولي عن جن نصيبين و زاد في آخره:
صلي الاله علي جسم تضمنه | قبر الحسين حليف الخير مقبوراً | |
مجاور لرسول الله في غرف | و للوصي و للکرار([37]) مسروراً |
فقيل لناشد الاشعار من انت يرحمک الله؟ قال انا و ابي من جن نصيبين اردنا موازرة الحسين7 و مواساته بانفسنا فانصرفنا من الحج فاصبناه قتيلاً.
و من کامل الزيارة باسناده عن ابيزياد القندي قال کان الجصاصون يسمعون نوح الجن حين قتل الحسين بن علي8 في السحر بالجبانة و هم يقولون:
مسح الرسول جبينه فله بريق في الخدود
ابواه من عليا قريش و جده خير الجدود
و منه باسناده عن الوليد بن غسان عمن حدثه قال کانت الجن تنوح علي الحسين
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 261 *»
بن علي صلوات الله عليهما فتقول:
لمن الابيات بالطف علي کره بنينه | تلک ابيات حسين يتجاوبن الرنينه |
و منه باسناده عن علي بن الخرور قال سمعت ليلي و هي تقول سمعت نوح الجن علي الحسين بن علي8 و هي تقول:
يا عين جودي بالدموع فانما | يبکي الحزين بحرقة و توجع | |
يا عين الهاک الرقاد بطيبة | من ذکر آل محمد و توجع | |
باتت ثلثاً بالصعيد جسومهم | بين الوحوش و کلهم في مصرع |
و منه باسناده عن معمر بن خلاد عن ابيالحسن الرضا7 قال بينا الحسين يسير في جوف الليل و هو متوجه الي العراق و اذا رجل يرتجز و يقول:
يا ناقتي لاتذعري من زجري |
و شمري قبل طلوع الفجر |
|
بخير رکبان و خير سفر |
حتي تحلي بکريم البحر |
|
بماجد الجد رحيب الصدر |
ابانه الله لخير امر |
تمت بقاؤه بقاء الدهر
فقال الحسين بن علي8:
سامضي و ما بالموت عار علي الفتي |
اذا ما نوي حقاً و جاهد مسلماً |
|
و واسي الرجال الصالحين بنفسه |
و فارق مثبوراً و خالف مجرماً |
|
فان عشت لمأندم و ان مت لمالم |
کفي بک موتاً ان تذل و تغرما |
و روي ان هاتفاً سمع بالبصرة ينشد ليلاً:
ان الرماح الواردات صدورها | نحو الحسين تقاتل التنزيلا | |
و يهللون بان قتلت و انما | قتلوا بک التکبير و التهليلا | |
فکأنما قتلوا اباک محمداً | صلي عليک الله([38]) او جبريلا |
و عن ابن الجرزي في کتاب النور في فضايل الايام و الشهور ان الجن ناح
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 262 *»
عليه:
لقد جئن نساء الجن يبکين شجيات | و يلطمن خدوداً کالدنانير نقيات |
و يلبسن ثياب السود بعد القصبيات
و من المناقب لابن شهراشوب عن بنت مالک الخزاعية انها سمعت نوح الجن علي الحسين:
يابن الشهيد و يا شهيداً عمه | خير العمومة جعفر الطيار | |
عجباً لمصقول اصابک حده | في الوجه منک و قد علاه غبار |
و عن ابانة بن بطة انه سمع من نوحهم:
ايا عين جودي و لاتجمدي | و جودي علي الهالک السيد | |
فبالطف امسي صريعاً فقد | رزينا الغداة بامر بدي([39]) |
و من نوحهم:
نساء الجن يبکين من الحزن شجيات | و اسعدن بنوح للنساء الهاشميات | |
و يندبن حسيناً عظمت تلک الرزيات | و يلطمن خدوداً کالدنانير نقيات |
و يلبسن الثياب السود بعد القصبيات
باب
ما وقع علي الوحوش من قتله صلوات الله عليه
الشيخ المذکور نقلاً من الکافي باسناده عن ادريس بن عبدالله الازدي قال لما قتل الحسين7 اراد القوم ان يوطؤه الخيل فقالت فضة لزينب يا سيدتي ان سفينة کسر به في البحر فخرج الي جزيرة فاذا هو باسد فقال يا ابا الحارث انا مولي رسول الله9 فهمهم بين يديه حتي وقفه علي
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 263 *»
الطريق و الاسد رابض في ناحية فدعيني امضي اليه فاعلمه ما هم صانعون غداً قال فمضت اليه فقالت يا ابا الحارث فرفع رأسه ثم قالت أتدري ما يريدون ان يعملوا غداً بابيعبدالله؟ يريدون ان يوطؤا الخيل ظهره. قال فمشي حتي وضع يديه علي جسد الحسين فاقبلت الخيل فلما نظروا اليه قال لهم عمر بن سعد لعنه الله فتنة لاتثيروها انصرفوا فانصرفوا.
و من کامل الزيارة باسناده عن الحرث الاعور قال قال علي7 بابي و امي الحسين المقتول بظهر الکوفة والله کأني انظر الي الوحش مادةً اعناقها علي قبره من انواع الوحش يبکونه و يرثونه ليلاً حتي الصباح فاذا کان کذلک فاياکم و الجفا.
و من علل الشرايع و من الامالي باسناده عن ميثم التمار عن علي7 انه يبکي عليه کل شيء حتي الوحوش في الفلوات.
و من کامل الزيارة باسناده عن ابيبصير عن ابيجعفر7 قال بکت الانس و الجن و الطير و الوحش علي الحسين بن علي7 حتي ذرفت دموعها.
و من امالي الصدوق عن الحسن7 انه قال للحسين7 في حديث و يبکي عليک کل شيء حتي الوحوش في الفلوات و الحيتان في البحار.
باب
ما وقع علي الطيور لقتله7
الشيخ المذکور من المناقب القديم باسناده عن المفضل بن عمر الجعفي عن جعفر بن محمد الصادق عن ابيه عن علي بن الحسين7 قال لما قتل الحسين بن علي7 جاء غراب فوقع في دمه ثم تمرغ ثم طار فوقع بالمدينة علي جدار فاطمة بنت الحسين بن علي7 و هي الصغري
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 264 *»
فرفعت رأسها فنظرت اليه فبکت بکاءً شديداً و انشأت تقول:
نعب الغراب فقلت من تنعاه ويلک يا غراب
قال الامام فقلت من قال الموفق للصواب
ان الحسين بکربلا بين الاسنة و الضراب
فابکي الحسين بعبرة ترجي الاله مع الثواب
قلت الحسين؟ فقال لي حقاً لقد سکن التراب
ثم استقل به الجناح فلميطق رد الجواب
فبکيت مما حل لي بعد الدعاء المستجاب
الخبر.
و من کامل الزيارة باسناده عن السکوني عن ابيعبدالله7 قال اتخذوا الحمام الراعبية في بيوتکم فانها تلعن قتلة الحسين7.
و منه باسناده عن داود بن فرقد قال کنت جالساً في بيت ابيعبدالله7 فنظرت الي حمام راعبي يقرقر فنظر ابوعبدالله7 الي طويلاً فقال يا داود اتدري ما يقول هذا الطير؟ قلت لا والله جعلت فداک. قال يدعو علي قتلة الحسين7 فاتخذوه في منازلکم.
و منه باسناده عن الحسين بن ابيمنذر عن ابيعبدالله7 قال سمعته يقول في البومة فقال هل احد منکم رآها نهاراً؟ قيل لاتکاد تظهر بالنهار و لاتظهر الا ليلاً قال اما انها لمتزل تأوي العمران فلما ان قتل الحسين7 آلت علي نفسها ان لاتأوي العمران ابداً و لاتأوي الا الخراب فلاتزال نهارها صائمةً حزينةً حتي يجنها الليل فاذا جنها الليل فلاتزال ترن علي الحسين صلوات الله عليه حتي تصبح.
و منه باسناده عن ابيفضال عن ابيعبدالله7 قال ان البومة لتصوم النهار فاذا افطرت تدلهت([40]) علي الحسين حتي يصبح.
و منه باسناده عن علي بن صاعد البربري قال حدثني ابي قال دخلت علي
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 265 *»
الرضا7 فقال لي ما تقول الناس؟ قال قلت جعلت فداک جئنا نسألک. قال فقال تري هذه البومة کانت علي عهد جدي رسول الله9 تأوي المنازل و القصور و الدور و کان اذا اکل الناس الطعام تطير فتقع امامهم فيرمي اليها بالطعام و تسقي ثم يرجع الي مکانها و لما قتل الحسين بن علي صلوات الله عليه خرجت من العمران الي الخراب و الجبال و البراري و قال بئس الامة انتم قتلتم ابن نبيکم و لا آمنکم علي نفسي.
باب
جوامع بکاء الانبياء و الاوصياء و الملئکة و صيحة جبرئيل بعد شهادته
الشيخ المذکور نقلاً من کامل الزيارة باسناده عن عبد الملک بن مروان عن ابيعبدالله7 قال اذا زرتم ابا عبدالله7 فالزموا الصمت الا من خير و ان ملائکة الليل و النهار من الحفظة تحضر الملئکة الذين بالحاير فتصافحهم فلايجيبونهم من شدة البکاء فينتظرونهم حتي تزول الشمس و حتي ينور الفجر ثم يکلمونهم و يسئلونهم عن اشياء فاما ما بين هذين الوقتين فانهم لاينطقون و لايفترون عن البکاء و الدعاء و لايشغلونهم في هذين الوقتين من اصحابهم فان شغلهم بکم اذا انطلقتم. قلت جعلت فداک و ما الذي يسئلونهم عنه و ايهم يسئل صاحب الحفظة و اهل الحير؟ قال اهل الحاير يسئلون الحفظة لان اهل الحاير من الملئکة لايبرحون و الحفظة تنزل و تصعد قال فماتري يسئلونهم عنه؟ قال انهم يمرون اذا عرجوا باسمعيل صاحب الهواء فربما وافقوا النبي9 عنده و فاطمة و الحسن و الحسين و الائمة من مضي منهم فيسئلونهم عن اشياء و من حضر منکم الحير و يقولون ابشروهم بدعائکم. فتقول الحفظة کيف نبشرهم و هم لايسمعون کلامنا؟ فيقولون لهم بارکوا عليهم و ادعوا لهم عنا فهي البشارة منا و اذا انصرفوا فحفوهم باجنحتکم حتي تجيئوا مکانکم و انا نستودعهم الذي لاتضيع
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 266 *»
ودايعه. و لو يعلموا ما في زيارته من الخير و يعلم ذلک الناس لاقتتلوا علي زيارته بالسيوف و لباعوا اموالهم في اتيانه.
و ان فاطمة اذا نظرت اليهم و معها الف نبي و الف صديق و الف شهيد و من الکروبيين الف الف يسعدون من [يسعدونها علي ظ] البکاء و انها لتشهق شهقة فلاتبقي في السموات ملک الا بکي رحمةً لصوتها و ما تسکن حتي يأتيها النبي9 فيقول يا بنية قد ابکيت اهل السموات و شغلتهم عن التقديس و التسبيح فکفي حتي يقدسوا فان الله بالغ امره. و انها لتنظر الي من حضر منکم فتسأل الله لهم من کل خير و لاتزهدوا في اتيانه فان الخير في اتيانه اکثر من ان يحصي.
و منه باسناده عن الحلبي قال قال ابوعبدالله7 لما قتل الحسين7 سمع اهلنا قائلاً بالمدينة يقول اليوم نزل البلاء علي هذه الامة فلايرون فرحاً حتي يقوم قائمکم فيشفي صدورکم و يقتل عدوکم و ينال بالوتر اوتاراً ففزعوا و قالوا ان لهذا القران لحادثاً قد حدث ما نعرفه فاتاهم بعد ذلک خبر الحسين و قتله فحسبوا ذلک فاذا هي تلک الليلة التي تکلم فيها المتکلم.
فقلت له جعلت فداک الي متي انتم و نحن في هذا القتل و الخوف و الشدة؟ فقال حتي مات سبعون فرخاً اخو اب و مدخل [يدخل ظ] وقت السبعين اقبلت الآيات تتري کأنها نظام فمن ادرک ذلک قرت عينه. ان الحسين7 لما قتل اتيهم آت و هم في المعسکر فصرخ فزبر فقال لهم و کيف لااصرخ و رسول الله قائم ينظر الي الارض مرةً و ينظر الي حربکم مرةً و انا اخاف ان يدعو الله علي اهل الارض فاهلک بعضهم لبعض هذا الشأن [انسان ظ] مجنون. فقال التوابون تالله ما صنعنا بانفسنا قتلنا لابن سمية سيد شباب اهل الجنة فخرجوا علي عبيدالله بن زياد فکان من امرهم الذي کان. قال قلت جعلت فداک من هذا الصارخ؟ قال ما نراه الا جبرئيل اما انه لو اذن له فيهم لصاح بهم صيحةً يخطف منها ارواحهم عن ابدانهم الي النار ولکن امهل لهم ليزدادوا اثماً و لهم عذاب اليم.
قلت جعلت فداک ما تقول فيمن ترک زيارته و هو يقدر علي ذلک؟ قال انه عق رسول الله و عقنا فاستخف بامر هو له و من زاره کان الله له من وراء حوائجه و کفي ما اهمه من امر دنياه و انه ليجلب الرزق علي العبد
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 267 *»
و يخلف عليه ما انفق و يغفر له من ذنوب خمسين سنة و يرجع الي اهله و ما عليه وزر و خطيئة الا و قد محيت من صحيفته فان هلک في سفره نزلت الملئکة فغسلته و فتح له باب الي الجنة يدخل عليه روحها حتي ينشر و ان سلم فتح الباب الذي ينزل منه رزقه فجعل له بکل درهم انفقه عشرة الآف درهم و ان الله تبارک و تعالي نظر لک و ذخرها لک عنده و الحمد لله.([41])
باب
علة عظم مصابه7
الشيخ المذکور من علل الشرايع باسناده عن عبدالله بن الفضل قال قلت لابيعبدالله7 يابن رسول الله9 کيف صار يوم عاشورا يوم مصيبة و غم و جزع و بکاء دون اليوم الذي قبض فيه رسول الله9 و اليوم الذي ماتت فيه فاطمة3 و اليوم الذي قتل فيه اميرالمؤمنين7 و اليوم الذي قتل فيه الحسن7 بالسم؟ فقال ان يوم قتل الحسين7 اعظم مصيبةً من جميع ساير الايام. و ذلک ان اصحاب الکساء الذين کانوا اکرم الخلق علي الله عزوجل کانوا خمسةً فلما مضي عنهم النبي9 بقي اميرالمؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين: فکان فيهم للناس عزاء و سلوة فلما مضت فاطمة کان في اميرالمؤمنين و الحسن و الحسين: للناس عزاء و سلوة فلما مضي منهم اميرالمؤمنين کان للناس في الحسن و الحسين8 عزاء و سلوة فلما مضي الحسن7 کان للناس في الحسين عزاء و سلوة فلما قتل الحسين9 لميکن بقي من اصحاب الکساء احد للناس فيه بعده عزاء و سلوة فکان ذهابه کذهاب جميعهم کما کان بقاؤه کبقاء جميعهم فلذلک صار يومه اعظم الايام مصيبةً.
قال عبدالله بن الفضل الهاشمي فقلت له يابن رسول الله فلم لميکن في علي بن الحسين7 عزاء و سلوة مثل ما کان لهم في ابائه:؟
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 268 *»
فقال بلي ان علي بن الحسين کان سيد العابدين و اماماً و حجةً علي الخلق بعد آبائه الماضين ولکنه لميلق رسول الله9 و لميسمع منه و کان علمه وراثةً عن ابيه عن جده عن النبي9 و کان اميرالمؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين: قد شاهدهم الناس مع رسول الله9 في احوال تتوالي. فکانوا متي نظروا الي احد منهم ثم تذکروا حاله مع رسول الله9 و قول رسول الله9 فيهم. فلما مضوا فقد الناس مشاهدة الاکرمين علي الله عزوجل و لميکن في احد منهم فقد جميعهم الا في فقد الحسين7 لانه مضي آخرهم فلذلک صار يومه اعظم الايام مصيبةً.
قال عبدالله بن الفضل الهاشمي فقلت يابن رسول الله فکيف سمت العامة يوم عاشورا يوم برکة؟ فبکي7 ثم قال لما قتل الحسين7 تقرب الناس بالشام الي يزيد فوضعوا له الاخبار و اخذوا عليها الجوايز من الاموال فکان مما وضعوا له امر هذا اليوم و انه يوم برکة ليعدل الناس فيه من الجزع و البکاء و المصيبة و الحزن الي الفرح و السرور و التبرک و الاستعداد فيه. حکم الله بيننا و بينهم.
قال ثم قال7 يابن عم و ان ذلک لاقل ضرراً علي الاسلام و اهله مما وضعه قوم انتحلوا مودتنا و زعموا انهم يدينون بموالاتنا و يقولون بامامتنا زعموا ان الحسين لميقتل و انه شبه للناس امره کعيسي بن مريم فلا لائمة علي بنيامية و لاعتب علي زعمهم. يابن عم من زعم ان الحسين7 لميقتل فقد کذب رسول الله9 و کذب من بعده من الائمة: في اخبارهم بقتله و من کذبهم فهو کافر بالله العظيم و دمه مباح بکل من سمع ذلک منه.
قال عبدالله بن الفضل فقلت له يابن رسول الله فما تقول في قوم من شيعتک يقولون به؟ فقال7 ما هؤلاء من شيعتي و اني بريء منهم الخبر.
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 269 *»
باب
العلة التي لميکف الله القتل عن اوليائه
الشيخ المذکور نقلاً من بصائر الدرجات باسناده عن ضريس قال سمعت اباجعفر7 يقول و اناس من اصحابه حوله و اعجب من قوم يتولوننا و يجعلوننا ائمة و يصفون بان طاعتنا عليهم مفترضة کطاعة الله ثم يکسرون حجتهم و يخصمون انفسهم لضعف قلوبهم فينقصون حقنا و يعيبون بذلک علينا من اعطاه الله برهان حق معرفتنا و التسليم لامرنا. أترون ان الله تبارک و تعالي افترض طاعة اوليائه علي عباده ثم يخفي عنهم اخبار السموات و الارض و يقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم؟
فقال له حمران جعلت فداک يا باجعفر أرأيت ما کان من امر قيام علي بن ابيطالب و الحسن و الحسين: و خروجهم و قيامهم بدين الله و ما اصيبوا به من قتل الطواغيت اياهم و الظفر بهم حتي قتلوا و غلبوا؟ فقال ابوجعفر يا حمران ان الله تبارک و تعالي قد کان قدر ذلک عليهم و قضاه و امضاه و حتمه ثم اجراه فتقدم علم من رسول الله اليهم في ذلک. قام علي و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم و بعلم صمت من صمت منا. و لو انهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من امر الله و اظهار الطواغيت عليهم سئلوا الله دفع ذلک عنهم و الحوا عليه في طلب ازالة ملک الطواغيت اذا لاجابهم و دفع ذلک عنهم ثم کان انقضاء مدة الطواغيت و ذهاب ملکهم اسرع من سلک منظوم انقطع فتبدد. و ما کان الذي اصابهم من ذلک يا حمران لذنب اقترفوه و لعقوبة معصية خالفوا الله فيها ولکن لمنازل و کرامة من الله اراد ان يبلغوها فلاتذهبن فيهم المذاهب.
و من الخصال عن ابن عمارة عن ابيه عن جعفر بن محمد عن ابيه8 قال ان ايوب ابتلي سبع سنين من غير ذنب و ان الانبياء لايذنبون لانهم معصومون مطهرون لايذنبون و لايزيغون و لايرتکبون ذنباً صغيراً و لا کبيراً. و قال ان ايوب من جميع ما ابتلي به لمتنتن له رايحته و لا قبحت له صورة و لاخرجت منه مدة و لاقيح و لا استقذره احد رآه و لا استوحش منه احد شاهده و لاتدود
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 270 *»
شيء من جسده و هکذا يصنع الله عزوجل بجميع من يبتليه من انبيائه و اوليائه المکرمين عليه. و انما اجتنبه الناس لفقره و ضعفه في ظاهر امره لجهلهم بما له عند ربه تعالي ذکره من التأييد و الفرج. و قد قال النبي9 اعظم الناس بلاءً الانبياء ثم الامثل فالامثل و انما ابتلاه الله عزوجل بالبلاء العظيم الذي يهون معه علي جميع الناس لئلايدعوا له مع الربوبية اذا شاهدوا ما اراد الله ان يوصله اليه من عظائم نعمه تعالي حتي شاهدوه ليستدلوا بذلک علي ان الثواب من الله تعالي ذکره علي ضربين استحقاق و اختصاص و لئلايحتقروا ضعيفاً لضعفه و لافقيراً لفقره و لا مريضاً لمرضه و ليعلموا انه يسقم من يشاء و يشفي من يشاء متي شاء کيف يشاء باي سبب شاء. و يجعل ذلک عبرةً لمن شاء و شقاوةً لمن شاء و سعادةً لمن شاء. و هو عزوجل في جميع ذلک عدل في قضائه و حکيم في افعاله لايفعل بعباده الا الاصلح لهم و لاقوة لهم الا به.
و من قرب الاسناد بسنده عن ابيبصير قال سئلت اباعبدالله7 عن قول الله عزوجل و ما اصابکم من مصيبة فبما کسبت ايديکم قال فقال هو و يعفو عن کثير. قال قلت له ما اصاب علياً و اشباهه من اهل بيته من ذلک؟ قال فقال ان رسول الله9 کان يتوب الي الله عزوجل کل يوم سبعين مرة من غير ذنب.
و من اکمال الدين و علل الشرايع و الاحتجاج محمد بن ابرٰهيم بن اسحٰق الطالقاني قال کنت عند الشيخ ابيالقاسم الحسين بن روح قدس الله روحه مع جماعة فيهم علي بن عيسي القصري فقام اليه رجل فقال له اريد ان اسألک عن شيء. فقال له سل عما بدا لک. فقال الرجل اخبرني عن الحسين بن علي8 أهو ولي الله؟ قال نعم. قال اخبرني عن قاتله لعنه الله أهو عدو الله؟ قال نعم. قال الرجل فهل يجوز ان يسلط الله عدوه علي وليه؟ فقال له ابوالقاسم قدس الله روحه افهم عني ما اقول لک. اعلم ان الله عزوجل لايخاطب الناس بشهادة العيان و لايشافههم بالکلام ولکنه عزوجل بعث اليهم رسولاً من اجناسهم و اصنافهم بشراً مثلهم فلو بعث اليهم رسلاً من غير صنفهم و صورهم لنفروا عنهم و لميقبلوا منهم. فلما جاؤهم و کانوا من جنسهم يأکلون الطعام و يمشون في الاسواق قالوا لهم انتم
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 271 *»
مثلنا فلانقبل منکم حتي تأتونا بشيء نعجز ان نؤتي بمثله فنعلم انکم مخصوصون دوننا بمالانقدر عليه فجعل الله عزوجل لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها. فمنهم من جاء بالطوفان بعد الانذار و الاعذار فغرق جميع من طغي و تمرد و منهم من القي في النار فکانت عليه برداً و سلاماً و منهم من اخرج من الحجر الصلد ناقةً و اجري في ضرعها لبناً و منهم من فلق البحر و فجر له من الحجر العيون و جعل له العصا اليابسة ثعباناً فتلقف ما يأفکون و منهم من ابرء الاکمه و الابرص و احي الموتي باذن الله عزوجل و انبأهم بما يأکلون و ما يدخرون في بيوتهم و منهم من انشق له القمر و کلمه البهايم مثل البعير و الذئب و غير ذلک.
فلما اتو بمثل هذه المعجزات و عجز الخلق من اممهم عن ان يأتوا بمثله کان من تقدير الله عزوجل و لطفه بعباده و حکمته ان جعل انبياءه مع هذه المعجزات في حال غالبين و في اخري مغلوبين و في حال قاهرين و في حال مقهورين و لو جعلهم عزوجل في جميع احوالهم غالبين و قاهرين و لميبتلهم و لميمتحنهم لاتخذهم الناس الهةً من دون الله عزوجل.
و لما عرف فضل صبرهم علي البلاء و المحن و الاختبار ولکنه عزوجل جعل احوالهم في ذلک کاحوال غيرهم ليکونوا في حال المحنة و البلوي صابرين و في حال العافية و الظهور علي الاعداء شاکرين و يکونوا في جميع احوالهم متواضعين غير شامخين و لامتجبرين. و ليعلم العباد ان لهم: الهاً هو خالقهم و مدبرهم فيعبدونه و يطيعوا رسله و يکون حجة الله تعالي ثابتةً علي من تجاوز الحد فيهم و ادعي لهم الربوبية او عاند و خالف و عصي و جحد بما اتت به الانبياء و الرسل و ليهلک من هلک عن بينة و يحيي من حي عن بينة.
قال محمد بن ابرٰهيم بن الاسحٰق [اسحق ظ] فعدت الي الشيخ ابيالقاسم الحسين بن روح قدس الله روحه من الغد و انا اقول في نفسي أتراه ذکر ما ذکر لنا يوم امس من عند نفسه؟ فابتدأني فقال لي يا محمد بن ابرٰهيم لان اخر من السماء فتخطفني الطير او تهوي بي الريح في مکان سحيق احب الي من ان اقول في دين الله تعالي ذکره برأيي و من عند نفسي بل ذلک عن الاصل و مسموع عن الحجة صلوات الله عليه و سلامه.
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 272 *»
ابواب
ثواب البکاء علي مصابهم: و انشاد المرثية فيهم
باب
جمل ثواب البکاء عليهم
الشيخ المذکور مرفوعاً عن اميرالمؤمنين7 ان الله تبارک و تعالي اطلع الارض فاختار لنا شيعة ينصروننا و يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا و يبذلون اموالهم و انفسهم فينا اولئک منا و الينا.
و قال7 کل عين يوم القيمة باکية و کل عين يوم القيمة ساهرة الا عين من اختصه الله بکرامته و بکي علي ما ينتهک من الحسين و آل محمد:.
و من مجالس المفيد و امالي الطوسي بسندهما عن الحسين بن علي8 قال ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرةً او دمعت عيناه فينا دمعةً الا بوأه الله بها في الجنة حقباً([42])
و من تفسير علي بن ابرٰهيم بسنده عن محمد بن مسلم عن ابيجعفر7 قال کان علي بن الحسين7 يقول ايما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي8 دمعةً حتي تسيل علي خده بوأه الله بها في الجنة غرفاً يسکنها احقاباً و ايما مؤمن دمعت عيناه دمعاً حتي تسيل علي خده لاذي مسنا من عدونا بوأه الله مبوأ صدق في الجنة و ايما مؤمن مسه اذي فينا فدمعت عيناه حتي يسيل دمعه علي خديه من مضاضة([43]) ما اوذي فينا صرف الله عن وجهه الاذي و آمنه يوم القيمة من سخطه و النار.
و من قرب الاسناد بسنده عن الازدي عن الصادق7 قال قال لفضيل تجلسون و تحدثون؟ قال نعم جعلت فداک. قال ان تلک المجالس احبها
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 273 *»
فاحيوا امرنا يا فضيل فرحم الله من احيي امرنا يا فضيل من ذکرنا او ذکرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه و لو کانت اکثر من زبد البحر.
و من مجالس المفيد و امالي الطوسي بسندهما عن ابان بن تغلب عن ابيعبدالله7 قال نفس المهموم لظلمنا تسبيح و همه لنا عبادة و کتمان سرنا جهاد في سبيل الله. ثم قال ابوعبدالله7 يجب ان يکتب هذا الحديث بالذهب.
و من امالي الطوسي بسنده عن ابيعمارة الکوفي قال سمعت جعفر بن محمد7 يقول من دمعت عينه فينا دمعةً لدم سفک لنا او حق لنا نقصناه او عرض انتهک لنا او لاحد من شيعتنا بوأه الله بها في الجنة حقباً.
و من کامل الزيارة بسنده عن فضيل بن فضالة عن ابيعبدالله قال من ذکرنا عنده ففاضت عيناه حرم الله وجهه علي النار. و عنه7 لکل سر([44]) ثواب الا الدمعة فينا.
و منه بسنده عن مسمع بن کردين قال قال لي ابوعبدالله7 يا مسمع انت من اهل العراق اما تأتي قبر الحسين7؟ قلت لا انا رجل مشهور من اهل بصرة و عندنا من يتبع هوي هذه الخليفة و اعدائنا کثيرة من اهل القبائل من النصاب و غيرهم و لست آمنهم ان يرفعوا علي عند ولد سليمان فيمثلون علي. قال لي أفما تذکر ما صنع به؟ قلت بلي. قال فتجزع؟ قلت اي والله و استعبر لذلک حتي يري اهلي اثر ذلک علي فامتنع من الطعام حتي يستبين ذلک في وجهي. قال رحم الله دمعتک اما انک من الذين يعدون في اهل الجزع لنا و الذين يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا و يخافون لخوفنا و يأمنون اذا امنا. اما انک ستري عند موتک حضور آبائي لک و وصيتهم ملک الموت بک و ما يلقونک به من البشارة ما تقر به عينک فملک الموت ارق عليک و اشد رحمةً لک من الام الشفيقة علي ولدها.
قال ثم استعبر و استعبرت معه. فقال الحمد لله الذي فضلنا علي خلقه بالرحمة و خصنا اهل البيت بالرحمة. يا مسمع ان الارض و السماء لتبکي منذ قتل اميرالمؤمنين رحمةً لنا و ما بکي لنا من الملئکة اکثر و ما رقأت دموع الملئکة منذ قتلنا و ما بکي احد
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 274 *»
رحمةً لنا و لما لقينا الا رحمه الله قبل ان تخرج الدمعة من عينيه فاذا سال دموعه علي خده فلو ان قطرة من دموعه سقطت في جهنم لاطئفت حرها حتي لايوجد لها حر. و ان الموجع قلبه لنا ليفرح يوم يرانا عند موته فرحةً لاتزال تلک الفرحة في قلبه حتي يرد علينا الحوض. و ان الکوثر ليفرح بمحبنا اذا ورد عليه حتي انه ليذيقه من ضروب الطعام ما لايشتهي ان يصدر [يصد خل] عنه. يا مسمع من شرب منه شربةً لميظمأ بعدها ابداً و لميشق بعدها ابداً و هو في برد الکافور و ريح المسک و طعم الزنجبيل احلي من العسل و الين من الزبد و اصفي من الدمع و اذکي من العنبر يخرج من تسنيم و يمر بانهار الجنان تجري علي رضراض([45]) الدر و الياقوت. فيه من القدحان اکثر من عدد السماء يوجد ريحه من مسيرة الف عام قدحانه من الذهب و الفضة و الوان الجوهر يفوح في وجه الشارب منه کل فايحة حتي يقول الشارب منه ليتني ترکت هيهنا لاابغي بهذا بدلاً و لا عنه تحويلاً. اما انک يا کردين ممن تري منه و ما من عين بکت الا نعمت بالنظر الي الکوثر و سقيت منه من احبنا. و ان الشارب منه ليعطي من اللذة و الطعم و الشهوة له اکثر مما يعطاه من هو دونه في حبنا. و ان علي الکوثر اميرالمؤمنين و في يده عصا من عوسج يحطم بها اعدائنا. فيقول منهم اني اشهد الشهادتين فيقول انطلق الي امامک فلان فاسأله ان يشفع لک. فيقول تبرؤ([46]) مني امامي الذي تذکره. فيقول ارجع ورائک فقل للذي کنت تتولاه و تقدمه علي الخلق فاسأله اذ کان عندک خير الخلق ان يشفع لک فان خير الخلق حقيق ان لايرد اذا شفع. فيقول اني اهلک عطشاً فيقول زادک الله ظماءً و زادک الله عطشاً.
قلت جعلت فداک و کيف يقدر علي الدنو من الحوض و لميقدر عليه غيره؟ قال ورع عن اشياء قبيحة و کف عن شتمنا اذا ذکرنا و ترک اشياء اجتري عليها غيره و ليس ذلک لحبنا و لا لهوي منه ولکن ذلک لشدة اجتهاده في عبادته و تدينه و لما قد شغل به نفسه عن ذکر الناس. فاما قلبه فمنافق و دينه النصب و اتباع اهل النصب و ولاية الماضين و تقديمه لهما علي کل احد.
و من امالي الصدوق باسناده عن علي بن الحسن بن فضال عن ابيه قال قال
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 275 *»
الرضا7 من تذکر مصابنا و بکي لما ارتکب منا کان معنا في درجتنا يوم القيمة و من ذکر بمصابنا فبکي و ابکي لمتبک عينه يوم تبکي العيون و من جلس مجلساً يحيي فيه امرنا لميمت قلبه يوم تموت القلوب.
و عن الملهوف للسيد بن طاوس قال روي عن آل الرسول: انهم قالوا من بکي و ابکي فينا مأةً فله الجنة و من بکي و ابکي خمسين فله الجنة و من بکي و ابکي ثلثين فله الجنة و من بکي و ابکي عشرين فله الجنة و من بکي و ابکي عشرةً فله الجنة و من بکي و ابکي واحداً فله الجنة و من تباکي فله الجنة.
باب
خصوص البکاء علي ابيعبدالله7
الشيخ المذکور عن علي بن ابرٰهيم بسنده عن محمد بن مسلم عن ابيجعفر7 قال کان علي بن الحسين8 يقول ايما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي8 دمعةً حتي تسيل علي خده بوأه الله بها في الجنة احقاباً.
و من کامل الزيارة باسناده عن ابيهٰرون المکفوف قال قال ابوعبدالله7 في حديث طويل و من ذکر الحسين عنده فخرج من عينه من الدموع مقدار جناح ذباب کان ثوابه علي الله جل و عز و لميرض له بدون الجنة.
و عنه باسناده عن الحسن بن علي بن ابيحمزة عن ابيه عن ابيعبدالله7 قال سمعته يقول ان البکاء و الجزع مکروه للعبد في کل ما جزع ما خلا البکاء علي الحسين بن علي7 فانه فيه مأجور.
و من امالي الطوسي باسناده عن محمد بن مسلم قال سمعت اباعبدالله7 [يقول ظ] ان الحسين بن علي8 عند ربه عزوجل ينظر الي معسکره و من حله من الشهداء معه و ينظر الي زواره و هو اعرف بهم و اسمائهم و اسماء آبائهم و بدرجاتهم و منزلتهم عند الله عزوجل من احدکم بولده و انه يري من
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 276 *»
يبکيه فيستغفر له و يسأل آباءه ان يستغفروا له و يقول لو يعلم زائري ما اعد الله له لکان فرحه اکثر من جزعه و ان زائره لينقلب و ما عليه من ذنب.
و عنه باسناده عن عبدالله بن بکير قال حججت مع ابيعبدالله7 في حديث طويل فقلت يابن رسول الله لو نبش قبر الحسين بن علي هل کان يصاب في قبره شيء؟ فقال يا بن بکير ما اعظم مسائلک ان الحسين بن علي مع ابيه و امه و اخيه في منزل رسول الله9 و معه يرزقون و يحبرون و انه لعن يمين العرش متعلق به يقول يا رب انجز لي ما وعدتني و انه لينظر الي زواره فهو اعرف بهم و اسمائهم و اسماء آبائهم و ما في رحائلهم من احدهم بولده و انه لينظر الي من يبکيه فيستغفر له و يسئل اباه الاستغفار له و يقول ايها الباکي لو علمت ما اعد الله لک لفرحت اکثر مما حزنت و انه ليستغفر له من کل ذنب و خطيئة.
و من امالي الصدوق باسناده عن ابيبصير عن الصادق7 قال قال ابوعبدالله الحسين بن علي8 انا قتيل العبرة لايذکرني مؤمن الا استعبر.
باب
ما ورد في ايام العاشور و آداب المأتم
الشيخ المذکور من امالي الصدوق باسناده عن ابرٰهيم بن ابيمحمود قال قال الرضا7 ان المحرم شهر کان اهل الجاهلية يحرمون فيه القتال فاستحلت فيه دماؤنا و هتکت فيه حرمتنا و سبي فيه ذرارينا و نساؤنا و اضرمت النيران في مضاربنا و انتهب ما فيها من ثقلنا و لمترع لرسول الله9 حرمة في امرنا ان يوم الحسين اقرح جفوننا و اسبل دموعنا و اذل عزيزنا يا ارض([47]) کرب و بلا اورثتنا الکرب و البلا الي يوم الانقضاء فعلي مثل الحسين فليبک الباکون فان البکاء عليه يحط الذنوب العظام. ثم قال کان ابي7 اذا دخل
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 277 *»
شهر المحرم لايري ضاحکاً و کانت الکآبة تغلب عليه حتي يمضي منه عشرة ايام فاذا کان يوم العاشر کان ذلک اليوم يوم مصيبته و حزنه و بکائه و يقول هو اليوم الذي قتل فيه الحسين.
و من عيون الاخبار و امالي الصدوق بسنده عن الريان بن شبيب قال دخلت علي الرضا7 في اول يوم من المحرم فقال لي يابن شبيب أصائم انت؟ فقلت لا فقال ان هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زکريا ربه عزوجل فقال رب هب لي من لدنک ذريةً طيبةً انک سميع الدعاء فاستجاب الله له و امر الملئکة فنادت زکريا و هو قائم يصلي في المحرام ان الله يبشرک بيحيي. فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عزوجل استجاب الله له کما استجاب لزکريا.
ثم قال يابن شبيب ان المحرم هو الشهر الذي کان اهل الجاهلية فيما مضي يحرمون فيه الظلم و القتال لحرمته فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها و لا حرمة نبيها صلوات الله عليه و آله و سلم لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه و انتهبوا ثقله فلاغفر الله لهم ذلک ابداً. يابن شبيب ان کنت باکياً لشيء فابک للحسين بن علي بن ابيطالب8 فانه ذبح کما يذبح الکبش و قتل معه من اهل بيته ثمانيةعشر رجلاً ما لهم في الارض شبيهون. و لقد بکت السموات السبع و الارضون لقتله و لقد نزل الي الارض من الملئکة اربعة آلاف لنصره فوجدوه و قد قتل فهم عند قبره شعث غبر الي ان يقوم القائم فيکونون من انصاره و شعارهم يا لثارات الحسين.
يابن شبيب لقد حدثني ابي عن ابيه عن جده: انه لما قتل جدي الحسين7 امطرت السماء دماً و تراباً احمر يابن شبيب ان سرک ان تسکن الغرف المبنية في الجنة مع النبي صلوات الله عليه فالعن قتلة الحسين7 يابن شبيب ان بکيت علي الحسين حتي تصير دموعک علي خديک غفر الله لک کل ذنب اذنبته صغيراً کان او کبيراً قليلاً کان او کثيراً يابن شبيب ان سرک ان تلقي الله عزوجل و لاذنب عليک فزر الحسين7 يابن شبيب ان سرک ان يکون لک من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين7 فقل متي ما ذکرته يا ليتني کنت معهم فافوز فوزاً عظيماً يابن شبيب ان سرک ان تکون معنا في الدرجات العلي من الجنان فاحزن
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 278 *»
لحزننا و افرح لفرحنا و عليک بولايتنا فلو ان رجلاً تولي حجراً لحشره الله تعالي معه يوم القيمة.
و من امالي الصدوق باسناده عن علي بن الحسين بن فضال عن ابيه عن الرضا7 قال من ترک السعي في حوائجه يوم عاشورا قضي الله له حوائج الدنيا و الآخرة و من کان يوم عاشورا يوم مصيبته و حزنه و بکائه جعل الله عزوجل يوم القيمة يوم فرحه و سروره و قرت بنا في الجنان عينه و من سمي يوم عاشورا يوم برکة و ادخر فيه لمنزله شيئاً لميبارک له فيما ادخر و حشر يوم القيمة مع يزيد و عبيد الله بن زياد و عمر بن سعد لعنهم الله الي اسفل درک من النار.
باب
ثواب انشاد الشعر فيه7
الشيخ المذکور من امالي الصدوق بسنده عن ابيعمارة [عمار ظ] المنشد عن ابيعبدالله7 قال قال لي يا عمار انشدني في الحسين بن علي8 قال فانشدته فبکي ثم انشدته فبکي. قال فوالله مازلت انشده و يبکي حتي سمعت البکاء من الدار. قال فقال يا با عمارة([48]) من انشد في الحسين بن علي7 فابکي خمسين فله الجنة و من انشد في الحسين شعراً فابکي ثلثين فله الجنة و من انشد في الحسين شعراً فابکي عشرين فله الجنة و من انشد في الحسين شعراً فابکي واحداً فله الجنة و من انشد في الحسين شعراً فبکي فله الجنة و من انشد في الحسين شعراً فتباکي فله الجنة.
و من رجال الکشي باسناده عن زيد الشحام قال کنا عند ابيعبدالله7 و نحن جماعة من الکوفيين فدخل جعفر بن عفان علي ابيعبدالله7 فقربه و ادناه ثم قال يا جعفر قال لبيک جعلني الله فداک قال بلغني انک تقول الشعر في الحسين و تجيد؟ فقال له نعم جعلني الله فداک قال فانشده و بکي و من حوله حتي صارت الدموع علي وجهه و لحيته. ثم قال يا با جعفر والله لقد شهدت
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 279 *»
الملئکة المقربون هيهنا يسمعون قولک في الحسين7 و لقد بکوا کما بکينا و اکثر و لقد اوجب الله تعالي لک يا جعفر في ساعة([49]) الجنة باسرها و غفر الله لک. فقال يا جعفر الا ازيدک؟ قال نعم يا سيدي. قال ما من احد قال في الحسين شعراً فبکي و ابکي به الا اوجب الله له الجنة و غفر له.
و من کامل الزيارة باسناده عن ابيهٰرون المکفوف قال دخلت علي ابيعبدالله7 فقال لي انشدني فانشدته فقال لي لا کما تنشدون و کما سترثيه عند قبره فانشدته
يا مريم قومي فاندبي مولاکي | و علي الحسين تسعدي ببکاکي |
قال فبکي و تهايج النساء قال فلما ان استکن([50]) قال يا باهٰرون من انشد في الحسين فابکي عشرةً ثم جعل ينتقص([51]) واحداً واحداً حتي بلغ الواحد فقال من انشد في الحسين فابکي واحداً فله الجنة ثم قال من ذکره فبکي له الجنة.
و من ثواب الاعمال باسناده عن ابيهٰرون المکفوف قال قال لي ابوعبدالله يا با هرون انشدني في الحسين فانشدته قال فقال انشدني کما تنشدون يعني بالرقة قال فانشدته شعراً:
امرر علي جدث الحسين | فقل لاعظمه الزکية |
قال فبکي ثم قال زدني فانشدته القصيدة الاخري قال فبکي و سمعت البکاء من خلف الستر. قال فلما فرغت قال يا با هرون من انشد في الحسين شعراً فبکي و ابکي عشرةً کتبت لهم الجنة و من انشد في الحسين شعراً فبکي و ابکي خمسةً کتبت لهم الجنة و من انشد في الحسين شعراً فبکي و ابکي واحداً کتبت لهما الجنة و من ذکر الحسين عنده فخرج من عينيه من الدمع مقدار جناح ذباب کان ثوابه علي الله عزوجل و لميرض له بدون الجنة.
و منه باسناده عن صالح بن عقبة عن ابيعبدالله7 قال من انشد في الحسين بيتاً من شعر فبکي و ابکي عشرةً فله و لهم الجنة و من انشد في الحسين بيتاً فبکي و ابکي تسعةً فله و لهم الجنة فلميزل حتي قال و من انشد في الحسين بيتاً فبکي و اظنه قال او تباکي فله الجنة.
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 280 *»
ابواب
احوال قاتليه و قتلة قاتليه
باب
ما ورد في کفر قتلته و اللعن عليهم و شدة عذابهم
من کامل الزيارة باسناده عن سعد الاسکاف قال قال ابوعبدالله7 قال رسول الله9 من سره ان يحيي حيوتي و يموت مماتي و يدخل جنة عدن قضيب غرسه ربي بيده فليتول علياً و الاوصياء من بعده و ليسلم لفضلهم فانهم الهداة المرضيون اعطاهم الله فهمي و علمي و هم عترتي من خلقي و دمي الي الله اشکو عدوهم من امتي المنکرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي و الله ليقتلن ابني لا انالهم الله شفاعتي.
و من تفسير الامام قال رسول الله9 لما نزلت و اذ اخذنا ميثاقکم لاتسفکون دماءکم الآية في اليهود اي الذين نقضوا عهد الله و کذبوا رسل الله و قتلوا اولياء الله ا فلا انبئکم بمن يضاهيهم من يهود هذه الامة؟ قالوا بلي يا رسول الله. قال قوم من امتي ينتحلون انهم من اهل ملتي يقتلون افاضل ذريتي و اطائب ارومتي و يبدلون شريعتي و سنتي و يقتلون ولدي الحسن و الحسين کما قتل اسلاف اليهود زکريا و يحيي الا و ان الله يلعنهم کما لعنهم و يبعث علي بقايا ذراريهم قبل يوم القيمة هادياً مهدياً من ولد الحسين يحرقهم بسيوف اوليائه الي نار جهنم الا و لعن الله قتلة الحسن و محبيهم و ناصريهم و الساکتين عن لعنهم من غير تقية يسکتهم الا و صلي الله علي الباکين علي الحسين رحمةً و شفقةً و اللاعنين لاعدائهم و الممتلين عليهم غيظاً و حنقاً الا و ان الراضين بقتل الحسين شرکاء قتلته الا و ان قتلته و اعوانهم و اشياعهم و المقتدين بهم برآء من دين الله. ان الله ليأمر ملئکته المقربين ان يتلقوا دموعهم المصبوبة لقتل الحسين الي الخزان في الجنان فيمزجونها بماء الحيوان فتزيد عذوبتها([52]) و يلقونها في الهاوية و يمزجونها بحميمها
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 281 *»
و صديدها و غساقها و غسلينها فتزيد في شدة حرارتها و عذابها الف ضعفها تشدد بها علي المنقولين اليها من اعداء آل محمد عذابهم.
و من کامل الزيارة باسناده عن کليب بن معوية عن ابيعبدالله7 قال کان قاتل يحيي بن زکريا ولد زنا و کان قاتل الحسين ولد زنا و لمتبک السماء الا عليهما.
و عنه باسناده عن داود بن کثير الرقي قال کنت عند ابيعبدالله7 اذا استسقي الماء فلما شربه رأيته قد استعبر و اغرورقت عيناه بدموعه ثم قال لي يا داود لعن الله قاتل الحسين فما من عبد شرب الماء فذکر الحسين و لعن قاتله الا کتب الله له مأة الف حسنة و حط عنه مأة الف سيئة و رفع له مأة الف درجة و کأنما اعتق مأة الف نسمة و حشره الله يوم القيمة ثلج الفؤاد.
و من عيون الاخبار باسناده عن الفضل عن الرضا7 قال من نظر الي الفقاع او الي الشطرنج فليذکر الحسين7 و ليلعن يزيد و آل زياد يمحو الله عزوجل بذلک ذنوبه و لو کانت کعدد النجوم.
و من عقاب الاعمال باسناده عن عبدالله بن بکير قال صحبت اباعبدالله7 في طريق مکة من المدينة فنزل منزلاً فقال له عفان [عسفان ظ.] ثم مررنا بجبل اسود علي يسار الطريق وحش. فقلت يابن رسول الله ما اوحش هذا الجبل ما رأيت في الطريق جبلاً مثله. فقال يابن بکير اتدري اي جبل هذا؟ هذا جبل يقال له الکمد و هو علي واد من اودية جهنم فيه قتلة ابي الحسين استودعهم الله فيه تجري من تحته مياه جهنم من الغسلين و الصديد و الحميم الآن و ما يخرج من جهنم و ما يخرج من طينة خبال و ما يخرج من الحطمة و ما يخرج من سقر و ما يخرج من الجحيم و ما يخرج من الهاوية و ما يخرج من السعير و ما مررت بهذا الجبل في مسيري فوقفت الا رأيتهما يستغيثان و يتضرعان. و اني لانظر الي قتلة ابي فاقول لهما ان هؤلاء انما فعلوا لما اسستما لمترحمونا اذ وليتم و قتلتمونا و حرقتمونا و وثبتم علي حقنا و استبددتم بالامر دوننا فلا رحم الله من رحمکما ذوقا وبال ما صنعتما و ما الله بظلام للعبيد.
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 282 *»
و من الفردوس عن علي7 قال قاتل الحسين7 في تابوت عليه نصف عذاب اهل الدنيا.
و من عقاب الاعمال باسناده عن جابر عن ابيجعفر7 قال قال رسول الله9 ان في النار منزلة لميکن يستحقها احد من الناس الا بقتل الحسين بن علي و يحيي بن زکريا8.
و من امالي الطوسي باسناده عن معوية بن وهب قال کنت جالساً عند جعفر بن محمد8 اذ جاء شيخ قد انحني من الکبر فقال السلام عليک و رحمة الله و برکاته فقال ابوعبدالله7 و عليک السلام و رحمة الله يا شيخ ادن مني فدنا منه و قبل يده و بکي فقال له ابوعبدالله7 و ما يبکيک يا شيخ؟ قال له يا بن رسول الله اما غصة علي رجال منکم فتذبحون مأة سنة انا مقيم علي رجاء منكم منذ نحو من مأة سنة اقول هذه السنة و هذا الشهر([53]) و لا اراه فيکم فتلومني ان ابکي قال فبکي ابوعبدالله7 ثم قال يا شيخ ان اخرت منيتک کنت معنا و ان عجلت کنت يوم القيمة مع ثقل رسول الله9. فقال الشيخ ما ابالي ما فاتني بعد هذا يابن رسول الله. فقال له ابوعبدالله7 يا شيخ ان رسول الله9 قال اني تارک فيکم الثقلين ما ان تمسکتم بهما لن تضلوا کتاب الله المنزل و عترتي و اهل بيتي نجيء و انت معنا يوم القيمة. ثم قال يا شيخ ما احسبک اهل الکوفة؟ قال لا. قال فمن اين؟ قال من سوادها جعلت فداک. قال اين انت من قبر جدي المظلوم الحسين؟ قال اني لقريب منه. قال کيف اتيانک له؟ قال اني لآتيه و اکثر. قال يا شيخ ذاک دم يطلب الله تعالي به ما اصيب ولد فاطمة و لايصابون بمثل الحسين و لقد قتل في سبعة عشر من اهل بيته نصحوا لله و صبروا في جنب الله فجزاهم الله احسن جزاء الصابرين انه اذا کان يوم القيمة اقبل رسول الله و معه الحسين و يده علي رأسه يقطر دماً فيقول يا رب سل امتي فيم قتلوا ابني.
و قال7 کل الجزع و البکاء مکروه سوي الجزع و البکاء علي الحسين7.
و عن عقاب الاعمال باسناده عن عيص بن القاسم قال ذکر عند ابيعبدالله
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 283 *»
7 قاتل الحسين بن علي صلواتاللهعليه فقال بعض اصحابه کنت اشتهي ان ينتقم الله منه في الدنيا. فقال کأنک تستقل له عذاب الله و ما عند الله اشد عذاباً و اشد نکالاً.
و عن الرضا عن آبائه: قال قال رسول الله9 ان قاتل الحسين بن علي8 في تابوت من نار عليه نصف عذاب اهل الدنيا و قد شد يداه و رجلاه بسلاسل من النار منکس في النار حتي يقع في قعر جهنم و له ريح يتعوذ اهل النار الي ربهم من شدة نتنه و هو فيها خالد ذائق العذاب الاليم مع جميع من شايع علي قتله کلما نضجت جلودهم بدل الله عزوجل عليهم الجلود غيرها حتي يذوقوا العذاب الاليم لايفتر عنهم ساعةً و يسقون من حميم جهنم فالويل لهم من عذاب النار.
و من عيون الاخبار باسناده قال قال رسول الله9 ان موسي بن عمران سأل ربه عزوجل فقال يا رب ان اخي هرون مات فاغفر له فاوحي الله عزوجل اليه يا موسي لو سئلتني في الاولين و الآخرين لاجبتک ماخلا قاتل الحسين بن علي فاني انتقم له من قاتله.
و من فردوس ابن شيرويه عن ابن عباس عن النبي9 قال قال جبرئيل قال الله عزوجل اني قتلت بدم يحيي بن زکريا سبعين الفاً و اني اقتل بدم ابنک [ابن بنتک. خ.ل] الحسين بن علي سبعين الفاً و سبعين الفاً.
و من کامل الزيارة باسناده عن ابيبصير عن ابيجعفر7 قال تلا هذه الآية انا لننصر رسلنا و الذين آمنوا في الحيوة الدنيا و يوم يقوم الاشهاد. قال الحسين بن علي منهم و لمينصر بعد. ثم قال والله لقد قتل قتلة الحسين و لميطلب بدمه بعد.
و عنه بسنده عن ابيخالد الکابلي عن ابيجعفر7 قال سمعته يقول في قول الله عزوجل اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا و ان الله علي نصرهم لقدير قال علي و الحسن و الحسين:.
و من تفسير العياشي عن الحسن بياع الهروي يرفعه عن احدهما في قوله لا
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 284 *»
عدوان الا علي الظالمين قال الا علي ذرية قتلة الحسين.
و روي لايعتدي الله علي احد الا علي نسل ولد قتلة الحسين.
و من عقاب الاعمال باسناده عن جابر عن ابيعبدالله7 قال سمعته يقول القائم والله يقتل ذراري قتلة الحسين.
و من کامل الزيارة عن صالح بن سهل عن ابيعبدالله7 في قول الله عزوجل و قضينا الي بني اسرائيل في الکتاب لتفسدن في الارض مرتين قال قتل اميرالمؤمنين و طعن الحسن بن علي8 و لتعلن علواً کبيراً قتل الحسين بن علي8 فاذا جاء وعد اوليهما قال اذا جاء نصر الحسين بن علي بعثنا عبادا لنا اولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار قوماً يبعثهم الله قبل قيام القائم لايدعون وتراً لآل محمد الا احرقوه و کان وعد الله مفعولا.
و عنه باسناده عن محمد بن سنان قال سئلت عن ابيعبدالله في قوله تعالي و من قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلايسرف في القتل قال ذلک قائم آل محمد يخرج فيقتل بدم الحسين بن علي7 فلو قتل اهل الارض لميکن سرفاً و قوله تعالي فلايسرف في القتل لميکن ليصنع شيئاً يکون سرفاً ثم قال ابوعبدالله7 يقتل والله ذراري قتلة الحسين بفعال آبائها.
و من المناقب لابن شهرآشوب عن الصادق7 قتل بالحسين مأة الف و ما طلب بثاره و سيطلب بثاره.
و من علل الشرايع و عيون اخبار الرضا باسناده عن الهروي قال قلت لابيالحسن الرضا7 يابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق7 انه قال اذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين بفعال آبائها. فقال7 هو کذلک. فقلت و قول الله عزوجل و لاتزر وازرة وزر اخري ما معناه؟ قال صدق الله في جميع اقواله ولکن ذراري قتلة الحسين يرضون بفعال آبائهم و يفتخرون بها و من رضي شيئاً کان کمن اتاه و لو ان رجلاً قتل بالمشرق فرضي بقتله رجل بالمغرب لکان الراضي عند الله عزوجل شريک القاتل و انما يقتلهم القائم اذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم. قال قلت له بأي شيء يبدؤ القائم منکم
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 285 *»
اذا قام؟ قال يبدو ببني شيبة فيقطع ايديهم لانهم سراق بيت الله عزوجل.
و من تفسير الامام و الاحتجاج بالاسناد الي ابيمحمد العسکري عن آبائه: ان علي بن الحسين7 کان يذکر حال من مسخهم الله قردة من بنياسرائيل و يحکي قصتهم فلما بلغ آخرها قال ان الله تعالي مسخ اولئک القوم لاصطياد السمک فکيف تري عند الله يکون حال من قتل اولاد رسول الله و هتک حريمه ان الله تعالي و ان لميمسخهم في الدنيا فان المعد لهم من عذاب الآخرة اضعاف اضعاف عذاب المسخ. فقيل له يا بن رسول الله فانا قد سمعنا منک هذا الحديث. فقال لنا بعض النصاب فان کان قتل الحسين باطلاً فهو اعظم من صيد السمک في السبت فماکان يغضب علي قاتليه کما غضب علي صيادي السمک؟ قال علي بن الحسين8 قل لهؤلاء النصاب فان کان ابليس معاصيه اعظم من معاصي من کفر باغوائه فاهلک الله من شاء منهم کقوم نوح و فرعون و لميهلک ابليس و هو اولي بالهلاک فما باله اهلک هؤلاء الذين قصروا عن ابليس في عمل الموبقات و امهل ابليس مع ايثاره لکشف المخزيات؟ الا کان ربنا عزوجل حکيماً بتدبيره و حکمه في من اهلک و في من استبقي فکذلک هؤلاء الصائدون للسمک في السبت فما کان يغضب علي قاتليه کما غضب و هؤلاء القاتلون للحسين يفعل في الفريقين ما يعلم انه اولي بالصواب و الحکمة لايسئل عما يفعل و عباده يسئلون.
و قال الباقر لما حدث علي بن الحسين7 بهذا الحديث قال له بعض من في مجلسه يا بن رسول الله کيف يعاتب الله و يوبخ هؤلاء الاخلاف علي قبايح ما اتا [اتي ظ] بها اسلافهم و هو يقول و لاتزر وازرة وزر اخري؟ فقال زين العابدين7 ان القرآن نزل بلغة العرب فهو يخاطب فيه اهل اللسان بلغتهم. يقول رجل لتميمي قد اغار قومه علي بلد و قتلوا من فيه اغرتم علي بلد کذا و يقول العربي و نحن فعلنا ببني فلان و نحن سبينا آل فلان و نحن ضربنا بلد کذا لايريد انهم باشروا ذلک ولکن يريد هؤلاء بالعذل و اولئک بالافتخار ان قومهم فعلوا کذا. و قول الله عزوجل في هذه الآية انما هو توبيخ لاسلافهم و توبيخ العذل علي هؤلاء الموجودين لان ذلک هو اللغة التي نزل بها القرآن و لان هؤلاء الاخلاف
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 286 *»
ايضاً راضون بما فعل اسلافهم مصوبون ذلک لهم. فجاز ان يقال لهم انتم فعلتم اي اذا رضيتم قبيح فعلهم.
ابواب
احوال مختار بن ابيعبيدة الثقفي
باب
في تحقيق حال المختار و ما ورد في مدحه و ذمه
الشيخ المذکور عن رجال الکشي باسناده عن الاصبغ بن نباته قال رأيت المختار علي فخذ اميرالمؤمنين و هو يمسح رأسه يقول يا کيس يا کيس.
و عنه باسناده عن عمر بن علي بن الحسين ان علي بن الحسين7 لما اتي برأس عبيدالله بن زياد و رأس عمر بن سعد خر ساجداً و قال الحمد لله الذي ادرک لي ثاري من اعدائي و جزي المختار خيراً.
و عنه باسناده عن عمر بن علي ان المختار ارسل الي علي بن الحسين صلواتاللهعليهما بعشرين الف دينار فقبلها و بني بها دار عقيل بن ابيطالب و دارهم التي هدمت. قال ثم انه بعث باربعين الف دينار بعد ما اظهر الکلام الذي اظهره فردها و لميقبلها.
و عنه باسناده عن عبدالله بن شريک قال دخلنا علي ابيجعفر7 يوم النحر و هو متکيء و قد ارسل الي الحلاق فقعدت بين يديه اذ دخل عليه شيخ من اهل الکوفة فتناول يده ليقبلها فمنعه. ثم قال من انت؟ قال انا ابومحمد الحکم بن المختار بن ابيعبيدة الثقفي و کان متباعداً من ابيجعفر. فمد يده اليه حتي کاد يقعده في حجره بعد منعه يده. ثم قال اصلحک الله ان الناس قد اکثروا في ابي و قالوا و القول والله قولک. قال و اي شيء يقولون؟ قال يقولون کذاب و لاتأمرني بشيء الا قبلته. فقال سبحان الله اخبرني ابي والله ان مهر امي کان مما بعث به
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 287 *»
المختار اولميبن دورنا و قتل قاتلينا و طلب بدمائنا؟ فرحمه الله و اخبرني والله ابي انه کان ليشمر عند فاطمة بنت علي يمهد لها الفراش و يثني لها الوسائد و منها اصاب الحديث. رحم الله اباک! رحم الله اباک! ماترک لنا حقاً عند احد الا طلبه. قتل قتلتنا و طلب بدمائنا.
و عنه باسناده عن يونس بن يعقوب عن ابيجعفر7 قال کتب المختار بن ابيعبيدة الي علي بن الحسين و بعث اليه بهدايا من العراق. فلما وقفوا علي باب علي دخل الآذن ليستأذن لهم فخرج اليهم رسوله. فقال اميطوا عن بابي فاني لااقبل هدايا الکذابين و لااقرأ کتبهم. فمحوا العنوان و کتبوا للمهدي محمد بن علي. فقال ابوجعفر والله لقد کتب اليه بکتاب ما اعطاه فيه شيئاً انما کتب اليه يا بن خير من طشي و مشي. فقال ابوبصير فقلت لابيجعفر7 اما المشي فانا اعرفه. فاي شيء الطشي؟ فقال ابوجعفر الحياة.
و عنه باسناده عن سدير عن ابيجعفر7 قال لاتسبوا المختار فانه قتل قتلتنا و طلب بثارنا و زوج اراملنا و قسم فينا المال علي العسرة.
و عنه باسناده عن حبيب الخثعمي عن ابيعبدالله7 قال کان المختار يکذب علي علي بن الحسين.
و عنه باسناده عن جارود بن المنذر عن ابيعبدالله7 قال ما امتشطت فينا هاشمية و لا اختضبت حتي بعث الينا المختار برؤس الذين قتلوا الحسين صلوات الله عليه.
و من الکافي باسناده عن عبدالله بن سليمان قال مازال سرنا مکتوماً حتي صار في يدي ولد کيسان فتحدثوا به في الطريق و قري السواد.
و من قصص الراوندي باسناده عن عبدالله بن سنان قال قال ابوعبدالله7 ان الله عزوجل اذا اراد ان ينتصر لاوليائه انتصر لهم بشرار خلقه و اذا اراد ان ينتصر لنفسه انتصر باوليائه و لقد انتصر ليحيي بن زکريا ببخت نصر.
و من السراير باسناده عن سماعة قال سمعت اباعبدالله7 يقول اذا کان يوم القيمة مر رسول الله بشفير النار و اميرالمؤمنين و الحسن و الحسين فيصيح
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 288 *»
صايح من النار يا رسول الله اغثني ثلثاً قال فلايجيبه. قال فينادي يا اميرالمؤمنين يا اميرالمؤمنين ثلثاً اغثني فلايجيبه. قال فينادي يا حسين يا حسين يا حسين اغثني انا قاتل اعدائک. قال فيقول له رسول الله قد احتج عليک. قال فينقض عليه کأنه عقاب کاسر([54]) قال فيخرجه من النار.
قال فقلت لابيعبدالله7 و من هذا جعلت فداک؟ قال المختار. قلت له و لم عذب بالنار و قد فعل ما فعل؟ قال انه کان في قلبه منهما شيء و الذي بعث محمداً بالحق لو ان جبرئيل و ميکائيل کان في قلبيهما شيء لاکبهما الله في النار علي وجوههما.
و من التهذيب باسناده عن امية بن علي القيسي عن بعض من رواه عن ابيعبدالله7 قال قال لي يجوز النبي الصراط يتلوه علي و يتلو علياً الحسن و يتلو الحسن الحسين فاذا توسطوه نادي المختار الحسين يا اباعبدالله اني طلبت بثارک. فيقول النبي للحسين اجبه. فينقض الحسين7 في النار کأنه عقاب کاسر فيخرج المختار حَمَمَة([55]) و لو شق عن قلبه لوجد حبهما في قلبه.
باب
بعض احوالات المختار
الشيخ المذکور من تفسير الامام7 قال اميرالمؤمنين7 کما ان بعض بنياسرائيل اطاعوا فاکرموا و بعضهم عصوا فعذبوا فکذلک تکونون انتم. فقالوا فمن العصاة يا اميرالمؤمنين؟ قال الذين امروا بتعظيمنا اهل البيت و تعظيم حقوقنا فخافوا و خالفوا ذلک و جحدوا حقوقنا و استخفوا بها و قتلوا اولاد رسول الله9 الذين امروا باکرامهم و محبتهم. قالوا يا اميرالمؤمنين ان ذلک لکاين؟ قال بلي خبراً حقاً و امراً کائناً سيقتلون ولدي هذين الحسن و الحسين. ثم قال اميرالمؤمنين7 و سيصيب الذين ظلموا رجزاً في الدنيا بسيوف بعض
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 289 *»
من يسلط الله تعالي للانتقام بما کانوا يفسقون کما اصاب بنياسرائيل الرجز. قيل و من هو؟ قال غلام من ثقيف يقال له المختار بن ابيعبيدة.
و قال علي بن الحسين7 فکان بعد قوله هذا بزمان (اي ولد بعد قوله بزمان) و ان هذا الخبر اتصل بالحجاج بن يوسف لعنه الله من قول علي بن الحسين7. قال اما رسول الله ما قال هذا و اما علي بن ابيطالب انا اشک هل حکاه عن رسول الله و اما علي بن الحسين فصبي مغرور يقول الاباطيل و يغر بها متبعوه. اطلبوا لي المختار فطلب فاخذ. فقال قدموه الي النطع فاضربوا عنقه. فاتي بالنطع فبسط و ابرک عليه المختار. ثم جعل الغلمان يجيئون و يذهبون لايأتون بالسيف. قال الحجاج ما لکم؟ قالوا لسنا نجد مفتاح الخزانة و قد ضاع منا و السيف في الخزانة. فقال المختار لن تقتلني و لنيکذب رسول الله و لئن قتلتني ليحييني الله حتي اقتل منکم ثلثمأة و ثلثةً و ثمانين الفاً. فقال الحجاج لبعض حجابه اعط السياف سيفک يقتله. فاخذ السياف سيفه و جاء ليقتله به و الحجاج يحثه و يستعجله فبينا هو في تدبيره اذ عثر و السيف بيده فاصاب السيف بطنه فشقه فمات. فجاء بسياف آخر و اعطاه السيف فلما رفع يده ليضرب عنقه لدغته عقرب و سقط فمات. فنظروا و اذا العقرب فقتلوه. فقال المختار يا حجاج انک لاتقدر علي قتلي ويحک يا حجاج اما تذکر ما قال نزار بن معد بن عدنان للشابور ذي الاکتاف حين کان يقتل العرب و يصطلمهم فامر نزار ولده فوضع في زنبيل [زنبل خ.ل.] في طريقه. فلما رآه قال من انت؟ قال انا رجل من العرب اريد ان اسألک لمتقتل هؤلاء العرب و لاذنوب لهم اليک و قد قتلت الذين کانوا مذنبين في عملک و المفسدين؟ قال لاني وجدت في الکتاب انه يخرج منهم رجل يقال له محمد يدعي النبوة فيزيل دولة ملوک الاعاجم و يفنيها فاقتلهم حتي لايکون منهم ذلک الرجل. فقال نزار لئن کان ما وجدته في کتب الکذابين فما اولاک ان تقتل البرآء غير المذنبين. و ان کان ذلک عن قول الصادقين فان الله سيحفظ ذلک الاصل الذي يخرج منه هذا الرجل و لن تقدر علي ابطاله و يجري قضاؤه و ينفذ امره و لو لميبق من جميع العرب الا واحد. فقال شابور صدقت. هذا نزار يعني بالفارسية المهزول.
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 290 *»
کفوا عن العرب فکفوا عنهم. ولکن يا حجاج ان الله قد قضي ان اقتل منکم ثلثمأة الف و ثلثةً و ثمانون [ثمانين ظ] الف رجل فان شئت فتعاط قتلي و ان شئت فلاتعاط فان الله اما ان يمنعک عني و اما ان يحييني بعد قتلک فان قول رسول الله حق لامرية فيه. فقال للسياف اضرب عنقه.
فقال المختار ان هذا لن يقدر علي ذلک و کنت احب ان تکون انت المتولي لما تأمره فکان يسلط عليک افعي کما سلط علي هذا الاول عقرباً فلما هم السياف ان يضرب عنقه اذا برجل من خواص عبد الملک بن مروان قد دخل فصاح بالسياف کف عنه و معه کتاب من عبد الملک بن مروان. فاذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد يا حجاج بن يوسف فانه قد سقط الينا طير اليه رقعة انک اخذت المختار بن ابيعبيدة تريد قتله تزعم انه حکي عن رسول الله9 فيه انه سيقتل من انصار بنيامية ثلثمأة و ثلثةً و ثمانين الف رجل فاذا اتاک کتابي هذا فخل عنه و لاتعرض له الا بسبيل خير فانه زوج ظئر ابني الوليد بن عبد الملک بن مروان و قد کلمني فيه الوليد و ان الذي حکي ان کان باطلاً فلا معني في قتل رجل مسلم بخبر باطل و ان کان حقاً فانک لاتقدر علي تکذيب قول رسول الله.
فخلي عنه الحجاج فجعل المختار يقول سافعل کذا و اخرج وقت کذا و اقتل من الناس کذا و هؤلاء صاغرون يعني بنيامية. فبلغ ذلک الحجاج فاخذ و انزل و امر بضرب العنق فقال المختار انک لاتقدر علي ذلک فلا تتعاط رداً علي الله. و کان في ذلک اذ سقط عليه طاير آخر عليه کتاب من عبد الملک بن مروان بسم الله الرحمن الرحيم يا حجاج لاتتعرض المختار فانه زوج مرضعة ابني الوليد و لئن کان حقاً فستمنع من قتله کما منع دانيال من قتل بخت نصر الذي کان قضي الله ان يقتل بنياسرائيل فترکه الحجاج و تودعه [توعده بحار] ان عاد بمثل ذلک. فعاد بمثل مقالته و اتصل بالحجاج الخبر. فطلبه فاختفي مدة ثم ظفر به فلما هم بضرب عنقه اذ قد ورد عليه کتاب عبد الملک ان ابعث الي المختار فاحتبسه الحجاج و کتب الي عبد الملک کيف تأخذ اليک عدواً مجاهراً يزعم انه يقتل من انصار بنيامية کذا و کذا الفاً؟ فبعث اليه انک رجل جاهل لئن کان الخبر فيه باطلاً فما احقنا برعاية حقه لحق من خدمنا و ان کان الخبر فيه حقاً فانا نربيه ليتسلط علينا
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 291 *»
کما ربي فرعون موسي حتي سلط عليه فبعث به الحجاج و کان من المختار ما کان و قتل من قتل.
و قال علي بن الحسين7 لاصحابه و قد قالوا له يا بن رسول الله ان اميرالمؤمنين7 ذکر امر المختار و لميقل متي يکون قتله لمن يقتل. فقال علي بن الحسين7 أو لا اخبرکم متي يکون؟ قالوا بلي. قال يوم کذا الي ثلث سنين من قولي هذا و سيؤتي برأس عبيدالله بن زياد و شمر بن ذي الجوشن في يوم کذا و کذا و سناکل و هما بين ايدينا ننظر اليهما. قال فلما کان اليوم الذي اخبرهم انه يکون فيه القتل من المختار لاصحاب بنيامية کان علي بن الحسين7 مع اصحابه علي مائدة اذ قال لهم معاشر اخواننا طيبوا انفسکم فانکم تأکلون و ظلمة بنيامية يحصدون. قالوا اين؟ قال في موضع کذا يقتلهم المختار و سيؤتي برأسين يوم کذا و کذا. فلما کان في ذلک اليوم اتي بالرأسين لما اراد ان يقعد لاکل و قد فرغ من صلوته. فلما رآهما سجد و قال الحمد لله الذي لميمتني حتي اراني. فجعل يأکل و ينظر اليهما. فلما کان في وقت الحلوا لميأت بالحلوا لانهم کانوا قد اشتغلوا عن عمله بخبر الرأسين. فقال ندماؤه و لميعمل اليوم الحلوا. فقال علي بن الحسين7 لانريد حلواء احلي من نظرنا الي هذين الرأسين. ثم عاد الي قول اميرالمؤمنين7 قال و ما للکافرين و الفاسقين عند الله اعظم و اوفي.
و من امالي الطوسي باسناده عن المنهال قال دخلت علي علي بن الحسين7 منصرفي من مکة فقال يا منهال ما صنع حرملة بن کاهلة الاسدي؟ فقلت ترکته حياً بالکوفة. قال فرفع يديه جميعاً ثم قال اللهم اذقه حر الحديد اللهم اذقه حر الحديد اللهم اذقه حر النار. قال المنهال فقدمت الکوفة و قد ظهر المختار بن ابيعبيدة الثقفي و کان لي صديقاً فکنت في منزلي اياماً حتي انقطع الناس عني و رکبت اليه فلقيته خارجاً من داره. فقال يا منهال لم تأتنا في ولايتنا هذه و لم تهنئنا بها و لمتشرکنا فيها؟ فاعلمته اني کنت بمکة و اني قد جئتک الآن و سايرته و نحن نتحدث حتي اتي الکناس فوقف وقوفاً کأنه ينتظر شيئاً و قد کان اخبر بمکان حرملة بن کاهلة فوجه في طلبه فلميلبث ان جاء قوم يرکضون و قوم
«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 292 *»
يشتدون حتي قالوا ايها الامير البشارة قد اخذ حرملة بن کاهلة فما لبثنا ان جيء به فلما نظر اليه المختار قال لحرملة الحمد لله الذي مکنني منک. ثم قال الجزار الجزار فاتي بجزار فقال له اقطع يديه فقطعتا ثم قال له اقطع رجليه فقطعتا ثم قال النار النار فاتي بنار و قصب فالقي عليه و اشتعل فيه النار. فقلت سبحان الله فقال لي يا منهال ان التسبيح لحسن فبم سبحت؟ فقلت ايها الامير دخلت في سفرتي هذه منصرفي من مکة علي علي بن الحسين7 فقال لي يا منهال ما فعل حرملة بن کاهلة الاسدي؟ فقلت ترکته بالکوفة فرفع يديه جميعاً فقال اللهم اذقه حر الحديد اللهم اذقه حر الحديد اللهم اذقه حر النار فقال لي المختار أسمعت علي بن الحسين يقول هذا؟ فقلت والله لقد سمعت يقول هذا. قال فنزل عن دابته و صلي رکعتين فاطال السجود ثم قام فرکب و قد احترق حرملة و رکبت معه و سرنا فحاذيت داري. فقلت ايها الامير ان رأيت ان تشرفني و تکرمني و تنزل عندي و تحرم بطعامي. فقال يا منهال تعلمني ان علي بن الحسين دعا باربع دعوات فاجابه الله علي يدي ثم تأمرني ان آکل هذا يوم صوم شکراً لله عزوجل علي ما فعلته بتوفيقه و حرملة هو الذي حمل رأس الحسين.
فهيهنا انقطع کلام المؤلف کريم بن ابرهيم و لميوفق لتأليف ازيد من ذلک فاقتصر علي ما مر و کان الفراغ من تأليفه في سنة خمس و خمسين بعد المأتين و الالف ظاهراً و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين.
([6]) الخرائج و الجرائح ج2 ص846 و مدينة المعاجز ج3 صص 387 و 510 (فقالا اننا جئنا) – عوالم العلوم ج17 ص53 و بحارالانوار ج43 ص273(فقالا انهما جاءا)
([8]) قال کذا ادبنا الله قال الله خ.ل.
([11]) في قرائة علي7 و ابيعبدالرحمن: حَسَناً
([20])روضة الواعظين : اكره ان ادعي جبانا فرا
([21]) اي المتعلق. (المتغلب خ.ل.)
([23]) الکلاب في اصل اللغة بمعني السباع.
([24]) الاعفر الابيض ليس بالشديد البياض.
([25]) بحارالانوار و غيره: سبعاً و اربعون سنة
([26]) در بحارالانوار و غير آن از كتب روايي «رجلي» آمده است.
([27]) در بحارالانوار و عوالم : اومئ
([29]) شهيد من شهداء الله خ.ل.
([33]) اسدريک اي عطفيک و منکبيک، المذروان جانب الاليين و لا واحد لهما.
([34]) ينسب الي السجاد7 انه انشد ليزيد:
لاتطمعوا ان تهينونا فنکرمکم | و ان نکف الاذي عنکم و تؤذونا | |
و الله يعلم انا لانحبکم | و لا نلومکم ان لاتحبونا |
([35][35]) هذا الخبر يدل علي ان الشيعة يرون الملئکة فضلاً عن الائمة. منه اعلي الله مقامه
([36]) نهر و ما اخضر الشجر. خل
([41]) کامل الزيارات: … و إن سلم فتح له الباب الذي ينزل منه الرزق و يجعل له بكل درهم أنفقه عشرة آلاف درهم و ذخر ذلك له فإذا حشر قيل له لك بكل درهم عشرة آلاف درهم و إن الله نظر لك و ذخرها لك عنده
([42]) في القاموس: الحقبة بالکسر من الدهر: مدة لا وقت لها، و السنة. و الجمع کعنب و حبوب. و بالضم و بضمتين: ثمانون سنة او اکثر – و الدهر و السنة و السنون، و الجمع: احقاب و احقب.12
([44]) کامل الزيارة: لکل شيء ثواب
([45]) الرضراض: الحصي او صغارها.
([47]) بارض کرب و بلا خل. الامالي
([49]) رجال الکشي: في ساعته الجنة
([52]) بحارالانوار ج44 ص305 (فَتَزِيدُ عُذُوبَتُهَا وَ طِيبُهَا أَلْفَ ضِعْفِهَا وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَيَتَلَقَّوْنَ دُمُوعَ الْفَرِحِينَ الضَّاحِكِينَ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ يَتَلَقَّوْنَهَا فِي الْهَاوِيَةِ وَ يَمْزُجُونَهَا بِحَمِيمِهَا)
([53]) بحارالانوار ج36 ص408 (مَا يُبْكِيكَ يَا شَيْخُ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَقَمْتُ عَلَى قَائِمِكُمْ مُنْذُ مِائَةِ سَنَةٍ أَقُولُ هَذَا الشَّهْرَ وَ هَذِهِ السَّنَةَ وَ قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي وَ دَقَّ عَظْمِي وَ اقْتَرَبَ أَجَلِي وَ لَا أَرَى فِيكُمْ مَا أُحِبُّ أَرَاكُمْ مُقَتَّلِينَ مُشَرَّدِينَ وَ أَرَى عَدُوَّكُمْ يَطِيرُونَ بِالْأَجْنِحَةِ فَكَيْفَ لَا أَبْكِي فَدَمَعَتْ عَيْنَا أَبِيعَبْدِاللَّهِ)
([54]) کسر الطاير: اي ضم جناحيه. و انقض: نزل.