15-01 مکارم الابرار المجلد الخامس عشر ـ فصل الخطاب الهادي الي طريق الصواب (صغير) ـ مقابله

 

 

فصل الخطاب الهادي الي طريق الصواب

 

 

من مصنفات العالم الرباني و الحکيم الصمداني

مولانا المرحوم الحاج محمد کريم الکرماني اعلي‌الله مقامه

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 7 *»

بسم اللّه الرحمن الرحيم

 

كتاب فصل الخطاب الهادي الي طريق الصواب

ان في ذلك لآيات لأولي الالباب

 

 

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد للّه رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين

اياك نعبد و اياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم

صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين

و صلي اللّه علي محمد خاتم النبيين و آله الطيبين الطاهرين.

و بعــد فيقول العبد الاثيم كريم بن ابرهيم غفر اللّه لهما و عفي عن ذنوبهما اني لمافرغت من كسب معارف الدين علي طريقة الهداة المهديين عليهم صلوات المصلين رأيت ان فروع الدين و معرفة احكام الشرع المبين من اهم الاشياء للمؤمنين فصرفت همتي في كسبها و لم‏تقنع نفسي بالتقليد فيما لااعلم لاني رأيت من اقلده من عرضي و هو غير معصوم فلم‏ترض نفسي ان‏تنصب رجلا غير المعصوم و تقدمه و تطيعه في كل ما يأمر و ينهي من دون بصيرة و هي متزلزلة في كل ما يقول أصاب ام اخطأ فرأيت في يد بعض اصحابنا رضوان اللّه عليهم مقدمة لمعرفتها يسمونها اصولاً و يقولون باستحالة معرفة تلك الفروع من غير معرفة هذه المقدمة فلغفلتي عن حقيقة الحال و حسن ظني بذلك المقال صرفت شطراً من وقتي في معرفة ذلك العلم حتي انهيته و كتبت فيه كتاباً جمعت فيه اقوالهم مفصلاً و ادلتهم مجملاً و اسففت فيه اذ اسفوا و طرت اذ طاروا و كنت اري في خلال ذلك انهم يقولون في كثير من تلك المسائل بعقولهم و آرائهم و اجتهاداتهم لا الي كتاب فيه يستندون و لا علي سنة يعتمدون متمسكين بان هذا العلم لمعرفة الكتاب و السنة و معرفة الاحكام الظنية فلايمكن الاستدلال فيه بما ينبغي ان‏يستدل به فيه فوجب ان‏نستدل فيه بعقولنا ثم نفهم به الكتاب و السنة

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 8 *»

فوجدتهم مع ذلك مختلفين علي آراء شتي و اهواء مختلفة حتي آلوا في مسألة واحدة الي عشرين قولاً و اكثر و اقل و هذا ثمرة النظر في الامور بالعقل و عدم الرجوع الي سناد و هذا سر نهي آل محمد:عن ذلك فتفكرت في نفسي و طفقت اراجع لبي انه اذا كان الكتاب و السنة لايعرفان الاّ بهذا العلم و لايمكن معرفة هذا العلم الاّ بالعقل و العقول مختلفة يؤدي ذلك الي ان‏يعمل في الكتاب و السنة بالرأي و الهوي فيفسران بالرأي و الهوي و يصيران تبعا للارآء و الاهواء و يؤدي ذلك الي الاختلاف في الدين و استعمال الرأي في شريعة سيد المرسلين عليه و آله صلوات المصلين و طفقت اتعجب ان النبي و الائمة: مع علمهم بوقوع الغيبة و الفترة في آخر الزمان كيف وكلوا الناس الي آرائهم و اهوائهم حتي يختلفوا هذا الاختلاف و هم في شريعتهم ماتركوا آداب التخلي و السنن الجزئية كيف اخلوا بهذا الامر العظيم الذي لايمكن معرفة جميع ما شرعوا الاّ به علي ما يقولون بل يكون جميع ما بلّغوا مع اهمال هذا الامر لغواً و عبثاً لان ما بلّغوا لايعرف الاّ بهذا و هم تركوا هذا و وكلونا الي عقولنا و العقول مختلفة فلعلها تصيب مرادهم و لعلها تخطي فقد ضيعوا بذلك و العياذ باللّه من في اصلاب الرجال و ارحام النساء و رأيتهم صلوات اللّه عليهم قد نهوا في شريعتهم عن استعال الرأي في المسائل الجزئية كيف تركوا مسائل كلية يتفرع عليها الف مسألة و رضوا فيها بالآراء و ان القول بذلك ادحاض للحجة و امحاء للمحجة و نقص في الدين و ابطال للشرع المبين و قول بان اللّه سبحانه لم‏يبين جميع ما يحتاج اليه عبيده و الائمة: قالوا ما من شي‏ء الاّ و فيه كتاب او سنة فعلمت بعد الفكر الطويل ان ذلك مما لايكون و هذا الظن مما لاينبغي و لو كان الامر هكذا و لايكون ابدا و ماكان و لن‏يكون فذلك نقص في صاحبه نعوذ باللّه من زلة الاقدام و ضلة الاحلام فانضجرت نفسي و انصرف لبي عن طريقتهم في تلك المسائل لا ما تمسكوا فيه بعروة الوسائل صلوات اللّه عليهم اجمعين ثم رأيت ان كثيرا من نقلهم و حديثهم فيه عن اعداء الدين و اعداء الائمة الطاهرين صلوات اللّه عليهم اجمعين و اكثر عنواناتهم ما عنونوا و ادلتهم ما استدلوا به في اكثر الابواب و الشاهد علي

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 9 *»

ذلك الكتب الموجودة فراجع تجد و هي في اغلب المسائل خالية عن احاديث آل محمد: ثم راجعت كتب الاخباريين و الحدثين فنظرت فيها بنظر الدقة و طلب الحق فرأيتهم ينكرون ذلك العلم و ينسبونه الي الضلال و رأيتهم يفهمون الكتاب و السنة من دون حاجة منهم الي ذلك العلم الذي زعم الاولون انه لايمكن فهمهما الاّ به و مع‏ذلك رأيت انهم قد اشتبه عليهم كثير من المسائل و غفلوا عن مرادات الائمة: و اصاب فيها الاولون و ذلك ان الخطاء بين الخلق مقسوم فتوسلت الي اللّه سبحانه في تعريف الحق و دعوته قياماً و قعوداً في الليل و النهار و توسلت الي صاحب الزمان صلوات اللّه عليه ان‏يعرفني دينه و شرعه فعلمت انه يجب الرجوع الي آل محمد: في كل باب و الاقتصار علي ما خرج عنهم صلوات اللّه عليهم من ماء العلم و ترك السراب فشرعت في تأليف هذا الكتاب مستعيناً باللّه المسدد الوهاب و ارجو من اللّه سبحانه ان لايكون حرف منه مخالفاً للكتاب و السنة بل يوافقهما في كل باب و لا حرج علي امرء مرتاد قد ارتاد لدينه فوقف علي الصواب و اقتصر علي ما خرج من بيت اهل بيت نبيه الاطياب صلوات اللّه عليهم اجمعين و لم‏يتصرف في الدين بعقله و لم‏يقلد احداً غير ساداته و مثل هذا الرجل ان اصاب فعلي المنهج و ان اخطأ فليس عليه حرج فانه اخطأ في الطريق لا عن الطريق و غير المعصوم لايأمن الخطاء ابداً و لو بلغ جهده و اما اذا عمل الانسان بالادلة العقلية و ما لم‏يخرج عن المعصومين فان اصاب فقد اخطأ مرة و الاّ فمرتين فانت ياايها الناظر كن مثلي في الحال و انقطع الي اللّه المتعال و انزع عنك سربال التقليد و تمسك بالتأييد و التسديد من اللّه المجيد و اياك و الانس بما انست الانفس اليه و سبقت الي الاذهان و عليك بنظر الانصاف و ترك الاعتساف و الانقطاع الي آل محمد: في المصاف

و دع عنك قول الشافعي و مالك   و احمد و المروي عن كعب الاحبار
و خذ عن اناس قولهم و حديثهم   روي جدنا عن جبرئيل عن الباري

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 10 *»

و امش بهذا المصباح المنير فلاينبئك مثل خبير و كفي في فضل هذه الطريقة انه لا لوم علي من لم‏يجسر في دينه ان‏يستبد بعقله او يعول علي مثله و لنقتصر هنا علي ما ذكرنا فان فيما سنذكره كفاية للمريد ان في ذلك لذكري لمن كان له قلب او القي السمع و هو شهيد و سمينا كتابنا هذا بـ فـصل الخـطاب الهادي الي طريق الصواب و صلي اللّه علي محمد و آله الاطياب ما طلع نجم و غاب و هو مشتمل علي مقدمة و كتب و لكل منها ابواب.

المـقدمـة

في بيان فضل العلم و العالم و المتعلم و معرفتهما و آدابهما و بيان ما به يتوصل الي معرفة الاصول و الفروع من الدين علي منهاج الائمة الطاهرين و بيان مخازي ساير الضالين المضلين المبتدعين في شريعة سيد المرسلين عليه و آله صلوات المصلين و بطلان ساير الطرق التي لم‏تؤخذ عن الائمة: و جمل مما ورد من الاصول التي يتفرع عليها الفروع و فيها ابواب.

بــاب

فضـل العـلم

قال اميرالمؤمنين7 لاكنز انفع من العلم و قال لا علم كالتفكر و لا شرف كالعلم قال تعلموا العلم فان تعلمه حسنة و مدارسته تسبيح و البحث عنه جهاد و تعليمه لمن لايعلمه صدقة و بذله لاهله قربة لانه معالم الحلال و الحرام و سالك بصاحبه الي الجنة و هو انيس في الوحشة و صاحب في الوحدة و دليل علي السراء و الضراء و سلاح علي الاعداء و زين الاخلاء يرفع اللّه به اقواماً يجعلهم في الخير يقتدي بهم ترمق اعمالهم و تقتبس آثارهم و ترغب الملئكة في خلتهم يمسحونهم باجنحتهم و يستغفر لهم كل شي‏ء حتي حيتان البحر و هوامها و سباع البر و انعامها لان العلم حيوة القلوب و نور الابصار من العمي و قوة الابدان من الضعف و ينزل

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 11 *»

 اللّه حامله منازل الاخيار و يمنحه مجالسة الابرار في الدنيا و الآخرة بالعلم يطاع اللّه و يعبد و بالعلم يعرف اللّه و يوحد و بالعلم يوصل الارحام و به يعرف الحلال و الحرام و العلم امام العقل و العقل تابعه يلهمه اللّه السعداء و يحرمه الاشقياء و قال العلم وراثة كريمة و الادب حلل حسان و الفكرة مرآة صافية و الاعتذار منذر ناصح و كفي بك ادباً لنفسك تركك ما كرهته لغيرك و قال رسول اللّه9 فضل العلم احب الي اللّه من فضل العبادة و افضل دينكم الورع و قال خلتان لاتجتمعان في منافق فقه في الاسلام و حسن سمت في الوجه.

بــاب

فرضه و الحث عليه و ثواب طلبه

قال اللّه تعالي فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون و قال تعالي و اسئلوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون بالبينات و الزبر و قال تعالي يرفع اللّه الذين آمنوا منكم و الذين اوتوا العلم درجات قال رسول اللّه9 اعلم الناس من جمع علم الناس الي علمه و اكثر الناس قيمة اكثرهم علماً و اقل الناس قيمة اقلهم علماً و قال من سلك طريقاً يطلب به علماً سلك اللّه به طريقاً الي الجنة و ان الملئكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضي به و انه ليستغفر لطالب العلم من في السموات و من في الارض حتي الحوت في البحر و فضل العالم علي العابد كفضل القمر علي ساير النجوم ليلة البدر و ان العلماء ورثة الانبياء ان الانبياء لم‏يورثوا ديناراً و لا درهماً ولكن ورثوا العلم فمن اخذ منه اخذ بحظ وافر و قال لا خير في العيش الاّ لرجلين عالم مطاع او مستمع واع و قال من خرج من بيته يطلب علماً شيعه سبعون الف ملك يستغفرون له و قال العالم بين الجهال كالحي بين الاموات و ان طالب العلم ليستغفر له كل شي‏ء حتي حيتان البحر و هوامه و سباع البر و انعامه فاطلبوا العلم فانه السبب بينكم و بين اللّه عزوجل و ان طلب العلم فريضة علي

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 12 *»

 كل مسلم و قال طلب العلم فريضة علي كل مسلم الا و ان اللّه يحب بغاة العلم و قال من خرج من بيته ليلتمس باباً من العلم لينتفع به و يعلمه غيره كتب اللّه له بكل خطوة عبادة الف سنة صيامها و قيامها و حفته الملئكة باجنحتها و صلي عليه طيور السماء و حيتان البحر و دواب البر و انزله اللّه منزلة سبعين صديقاً و كان خيراً له من ان كانت الدنيا كلها له فجعلها في الاخرة و قال اف لكل مسلم لايجعل في كل جمعة يوماً يتفقه فيه في امره دينه و يسأل عن دينه و قال مخاطباً لابي‏ذر يا اباذر من خرج من بيته يلتمس باباً من العلم كتب اللّه عزوجل له بكل قدم ثواب نبي من الانبياء و اعطاه اللّه بكل حرف يسمع او يكتب مدينة في الجنة و طالب العلم احبه اللّه و احبه النبيون و لايحب العلم الاّ السعيد فطوبي لطالب العلم يوم القيمة و من خرج من بيته يلتمس باباً من العلم كتب اللّه له بكل قدم ثواب شهيد من شهداء بدر و طالب العلم حبيب اللّه و من احب العلم وجبت له الجنة و يصبح و يمسي في رضا اللّه و لايخرج من الدنيا حتي يشرب من الكوثر و يأكل من ثمرة الجنة و يكون في الجنة رفيق خضر7 و هذا كله تحت هذه الاية يرفع اللّه الذين آمنوا منكم و الذين اوتوا العلم درجات و قال اطلبوا العلم و لو بالصين فان طلب العلم فريضة علي كل مسلم و قال من تعلم مسألة واحدة قلده اللّه يوم القيمة الف قلائد من النور و غفر له الف ذنب و هيأ له مدينة من ذهب و كتب له بكل شعرة علي جسده حجة و قال من تعلم باباً من العلم عمل به او لم‏يعمل كان افضل من ان‏يصلي الف ركعة تطوعاً و قال علي7 ايها الناس اعلموا ان كمال الدين طلب العلم و العمل به و ان طلب العلم اوجب عليكم من طلب المال ان المال مقسوم بينكم مضمون لكم قدقسمه عادل بينكم و ضمنه و سَيَفي لكم و العلم مخزون عليكم عند اهله قدامرتم بطلبه منهم فاطلبوه و اعلموا ان كثرة المال مفسدة للدنيا مقساة للقلوب و ان كثرة العلم و العمل به مصلحة للدين سبب الي الجنة و النفقات تنقص المال و العلم يزكو علي انفاقه و انفاقه بثه الي حفظته و رواته و اعلموا ان صحبة العالم و اتباعه دين يدان اللّه به و طاعة مكسبة للحسنات ممحاة للسيئات و

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 13 *»

 ذخيرة للمؤمنين و رفعة في حيوتهم و جميل الاحدوثة عنهم بعد موتهم ان العلم ذو فضائل كثيرة فرأسه التواضع و عينه البرائة من الحسد و اذنه الفهم و لسانه الصدق و حفظه الفحص و قلبه حسن النية و عقله معرفة الاشياء و الامور و يده الرحمة و همته السلامة و رجله زيارة العلماء و حكمته الورع و مستقره النجاة و قائده العافية و مركبه الوفاء و سلاحه لين الكلام و سيفه الرضاء و قوسه المداراة و جيشه محاورة العلماء و ماله الادب و ذخيرته اجتناب الذنوب و زاده المعروف و مأويه الموادعة([1]) و دليله الهدي و رفيقه صحبة الاخيار و قال ابوعبداللّه7 لست احب ان اري الشاب الاّ غادياً في حالين اما عالماً او متعلماً فان لم‏يفعل فرط فان فرط ضيع فان ضيع اثم و ان اثم سكن النار و الذي بعث محمداً بالحق و كان علي بن الحسين7 اذا جاءه طالب علم قال مرحباً بوصية رسول اللّه9 ثم يقول ان طالب العلم اذا خرج من منزله لم‏يضع رجله علي رطب و لا يابس من الارض الاّ سبحت له الي الارضين السابعة و قال ابوجعفر7 ان جميع دواب الارض لتصلي علي طالب العلم حتي الحيتان في البحر و قال ان الذي تعلم العلم منكم له مثل اجر الذي يعلمه و له الفضل عليه تعلموا العلم من حملة العلم و علموه اخوانكم كما علمكم العلماء و قال ما من عبد يغدو في طلب العلم او يروح الاّ خاض الرحمة و هتف به الملئكة مرحباً بزاير اللّه و سلك من الجنة مثل ذلك المسلك و قال ابوعبداللّه7 كمال المؤمن في ثلث خصال تفقه في دينه و الصبر علي النائبة و التقدير في المعيشة و قال طلب العلم فريضة و سئل هل يسع الناس ترك المسئلة عما يحتاجون اليه فقال لا و قال تفقهوا في الدين فانه من لم‏يتفقه منكم في الدين فهو اعرابي ان اللّه يقول في كتابه ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون و قال عليكم بالتفقه في الدين و لاتكونوا اعراباً فانه من لم‏يتفقه في دين اللّه لم‏ينظر اللّه اليه يوم القيمة و لم‏يزك له عملاً و قال لوددت ان اصحابي ضربت

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 14 *»

 رؤسهم بالسياط حتي يتفقهوا و قيل له جعلت فداك رجل عرف هذا الامر لزم بيته و لم‏يتعرف الي احد من اخوانه فقال كيف يتفقه هذا في دينه و قال اذا اراد اللّه بعبد خيراً فقهه في الدين و قال لا خير فيمن لايتفقه من اصحابنا يا بشير ان الرجل منهم اذا لم‏يستغن بفقهه احتاج اليهم([2]) فاذا احتاج اليهم ادخلوه في باب ضلالتهم و هو لايعلم و قال من كانت له حقيقة ثابتة لم‏يقم علي شبهة هامدة([3]) حتي يعلم منتهي الغاية و يطلب الحادث من الناطق عن الوارث باي شي‏ء جهلتم ما انكرتم و باي شي‏ء عرفتم ما ابصرتم ان كنتم مؤمنين.

بــاب

فـضل العلماء و معرفتهم

قال اللّه تعالي يرفع اللّه الذين آمنوا منكم و الذين اوتوا العلم درجات و قال تعالي شهد اللّه انه لا اله الاّ هو و الملئكة و اولوا العلم قائماً بالقسط و قال انما يخشي اللّه من عباده العلماء قال الصادق7 الناس اثنان عالم و متعلم و ساير الناس همج([4]) و الهمج في النار و اخذ علي7 بيد كميل و اخرجه الي الجبان و جلسا ثم رفع رأسه اليه فقال يا كميل احفظ عني ما اقول لك الناس ثلثة عالم رباني و متعلم علي سبيل النجاة و همج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم‏يستضيئوا بنور العلم فيهتدوا و لم‏يلجئوا الي ركن وثيق فينجوا يا كميل العلم خير من المال العلم يحرسك و انت تحرس المال و المال تنقصه النفقة و العلم يزكوا علي الانفاق يا كميل محبة العالم دين يدان اللّه به تكسبه الطاعة في حيوته و جميل الاحدوثة بعد وفاته فمنفعة

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 15 *»

 المال تزول بزواله يا كميل مات خزان الاموال و هم احياء و العلماء باقون ما بقي الدهر اعيانهم مفقودة و امثالهم في القلوب موجودة آه آه ان هيهنا و اشار بيده الي صدره لعلماً لو اصبت له حملة بلي اصبت له لقنا([5]) غير مأمون يستعمل آلة الدين في طلب الدنيا و يستظهر بحجج اللّه علي خلقه و بنعمه علي عباده ليتخذه الضعفاء وليجة من دون ولي الحق او منقاداً لحملة العلم لا بصيرة له في احنائه يقدح الشك في قلبه باول عارض من شبهة الا لاذا و لاذاك او منهوماً باللذات سلس القياد للشهوات او مغري بالجمع و الادخار ليسا من دعاة الدين في شي‏ء اقرب شبها بهما الانعام السائمة كذلك يموت العلم بموت حامليه اللّهم بلي لاتخلوا الارض من قائم للّه بحجة ظاهر او خافي مغمور لئلاتبطل حجج اللّه و بيناته و كم و اين اولئك الاقلون عدداً الاعظمون خطراً بهم يحفظ اللّه حججه حتي يودعوها نظراءهم و يزرعوها في قلوب اشباههم هجم بهم العلم علي حقايق الامور فباشروا روح اليقين و استلانوا ما استوعره المترفون انسوا بما استوحش منه الجاهلون صحبوا الدنيا بابدان ارواحها معلقة بالمحل الاعلي يا كميل اولئك خلفاء اللّه و الدعاة الي دينه هاي هاي شوقاً الي رؤيتهم و استغفر اللّه لي و لكم و قال النبي9 اغد عالماً او متعلماً او مستمعاً او محباً لهم و لاتكن الخامس فتهلك و قال النظر الي وجه العالم عبادة و قال ان الناس اربعة رجل يعلم و يعلم انه يعلم فذاك مرشد عالم فاتبعوه و رجل يعلم و لايعلم انه يعلم و ذاك غافل فايقظوه و رجل لايعلم و يعلم انه لايعلم فذاك جاهل فعلموه و رجل لايعلم و يعلم انه يعلم فذاك ضال فارشدوه و قال الصادق7 العلماء ورثة الانبياء و ذلك ان الانبياء لم‏يورثوا درهماً و لا ديناراً و انما اورثوا احاديث من احاديثهم فمن اخذ بشي منها([6]) فقد اخذ حظاً وافراً فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه فان فينا اهل البيت في كل خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين و قال العلماء امناء و الاتقياء حصون و الاوصياء سادة و قال عالم ينتفع بعلمه

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 16 *»

 افضل من سبعين عابد و قيل رجل راوية لحديثكم يبث ذلك في الناس و يشدده في قلوبهم و قلوب شيعتكم و لعل عابداً من شيعتكم ليست له هذه الرواية ايهما افضل قال الرواية لحديثنا يشد به قلوب شيعتنا افضل من الف عابد.

بــاب

صفات العلماء و اصنافهم

قال اللّه تعالي و ليعلم الذين اوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم و قال انما يخشي اللّه من عباده العلماء قال علي7 طلبة هذا العلم ثلثة اصناف فاعرفوهم بصفاتهم و اعيانهم صنف منهم يتعلمون للمراء و الجدل و صنف منهم يتعلمون للاستطالة و الختل و صنف منهم يتعلمون للفقه و العمل فاما صاحب المراء و الجدل تراه موذيا مماريا للرجال في اندية المقال قد تسربل بالتخشع و تخلي من الورع فدق اللّه من هذا حيزومه و قطع منه خيشومه و اما صاحب الاستطالة و الختل فانه يستطيل علي اشباهه من اشكاله و يتواضع للاغنياء من دونهم فهو لحلوائهم هاضم و لدينه حاطم فاعمي اللّه من هذا بصره و قطع من آثار العلماء اثره و اما صاحب الفقه و العمل تراه ذا كآبة و حزن قد قام الليل في حندسه و قد انحني في برنسه([7]) يعمل و يخشي خائفاً وجلاً من كل احد الاّ من كل ثقة من اخوانه فشد اللّه من هذا اركانه و اعطاه يوم القيمة امانه و قال من علامات الفقه الحلم و العلم و الصمت و قال الا اخبركم بالفقيه حقا قالوا بلي يا اميرالمؤمنين قال من لم‏يقنط الناس([8]) من رحمة اللّه و لم‏يؤمنهم([9]) من عذاب اللّه و لم‏يرخص([10]) لهم في معاصي اللّه و لم‏يترك القرآن رغبة عنه الي غيره([11]) الا لا خير في علم ليس فيه تفهم الا لا خير في قرائة ليس فيها تدبر الا لا خير في عبادة ليس

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 17 *»

 فيها تفقه و قال لايكون الرجل فقيهاً حتي لايبالي اي ثوبيه ابتذل و بما سد فورة الجوع و سئل ابوجعفر7 عن مسئلة فاجاب فيها فقال الرجل ان الفقهاء لايقولون هذا فقال ويحك الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الاخرة المتمسك بسنة النبي9 و قال من حرم الخشية لايكون عالماً و ان شق الشعر في متشابهات قال اللّه عزوجل انما يخشي اللّه من عباده العلماء و قال النبي9 علماء هذه الامة رجلان رجل اتاه اللّه علماً فطلب به وجه اللّه و الدار الاخرة و بذله للناس و لم‏يأخذ عليه طمعاً و لم‏يشتر به ثمناً قليلاً فذلك يستغفر له من في البحور و دواب البحر و البر و الطير في جو السماء و يقدم علي اللّه سيداً شريفاً و رجل اتاه علماً فبخل به علي عباد اللّه و اخذ عليه طمعاً و اشتري به ثمناً قليلاً فذلك يلجم يوم القيمة بلجام من النار و ينادي ملك من الملئكة علي رؤوس الاشهاد هذا فلان بن فلان اتاه اللّه علماً في دار الدنيا فبخل به علي عباده حتي يفرغ من الحساب و قال اطلبوا العلم و تزينوا معه بالحلم و الوقار و تواضعوا لمن تعلمونه العلم و تواضعوا لمن طلبتم منه العلم و لاتكونوا علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكم و قال في قوله تعالي انما يخشي اللّه الاية يعني بالعلماء من صدق فعله قوله و من لم‏يصدق فعله قوله فليس بعالم و قال لايكون السفه و الغرة في قلب العالم قال عيسي بن مريم8 يا معشر الحواريين لي اليكم حاجة اقضوها لي قالوا قضيت حاجتك يا روح اللّه فقام فغسل اقدامهم فقالوا كنا نحن احق بهذا يا روح اللّه فقال ان احق الناس بالخدمة العالم انما تواضعت لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم ثم قال بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر و كذلك في السهل ينبت الزرع لا في الجبل و قال علي7 يا طالب العلم ان للعالم ثلث علامات العلم و الحلم و الصمت و للمتكلف ثلث علامات ينازع من فوقه بالمعصية و يظلم من دونه بالغلبة و يظاهر الظلمة و قال ان رواة الكتاب كثير و ان رعاته قليل و كم من مستنصح للحديث مستغش للكتاب فالعلماء يحزنهم ترك الرعاية و الجهلاء يحزنهم حفظ الرواية فراع يرعي حيوته و راع يرعي هلكته فعند ذلك اختلف الراعيان و تغاير الفريقان و قال نعم وزير

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 18 *»

 الايمان العلم و نعم وزير العلم الحلم و نعم وزير الحلم الرفق و نعم وزير الرفق الصبر.

بــاب

ذم العلماء السوء

قال تعالي و اتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين و لو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد الي الارض و اتبع هواه فمثله كمثل الكلب ان‏تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا. و قال فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم و حاق بهم ما كانوا به يستهزؤن هـ . و قال و ماتفرقوا الاّ من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم هـ . و قال مثل الذين حملوا التورية ثم لم‏يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفاراً الاية و قال و مااختلفوا الاّ من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم هـ . و قال و جعلوا امرهم بينهم زبراً كل حزب بما لديهم فرحون هـ . و قال علي7 اياكم و الجهال من المتعبدين و الفجار من علماء فانهم فتنة كل مفتون هـ . و قال العلماء رجلان رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج و عالم تارك لعلمه فهذا هالك و ان اهل النار ليتأذون بريح العالم التارك لعلمه و ان اشد اهل النار ندامة و حسرة رجل دعا عبداً الي اللّه عزوجل فاستجاب له و قبل منه و اطاع اللّه عزوجل فادخله اللّه الجنة و ادخل الداعي النار بتركه عمله و اتباعه الهوي و قال قطع ظهري رجلان من الدنيا رجل عليم اللسان فاسق و رجل جاهل القلب ناسك هذا يصد بلسانه عن فسقه و هذا بنسكه عن جهله فاتقوا الفاسق من العلماء و الجاهل من المتعبدين اولئك فتنة كل مفتون فاني سمعت رسول اللّه9 هلاك امتي علي يدي كل منافق عليم اللسان و قال ان في جهنم رحي تطحن افلاتسألوني ما طحنها فقيل له ما طحنها يا اميرالمؤمنين قال العلماء الفجرة و القراء الفسقة و الجبابرة الظلمة و الوزراء الخونة و العرفاء الكذبة و قال اذا رأيتم العالم محباً للدنيا فاتهموه علي دينكم

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 19 *»

 فان كل محب يحوط ما احب و قال اوحي اللّه عزوجل الي داود7 لاتجعل بيني و بينك عالماً مفتوناً بالدنيا فيصدك عن طريق محبتي فان اولئك قطاع طريق عبادي المريدين ان ادني ما انا صانع بهم ان‏انزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم و قال في قول اللّه عزوجل و الشعراء يتبعهم الغاوون قال هل رأيت شاعراً يتبعه احد انما هم قوم تفقهوا لغير الدين فضلوا و اضلوا و قال ان من العلماء يحب ان‏يخزن علمه و لايؤخذ عنه فذاك في الدرك الاول من النار و من العلماء من اذا وعظ انف و اذا وعظ عنف فذاك في الدرك الثاني من النار و من العلماء من يري ان‏يضع العلم عند ذي الثروة و الشرف و لايري له في المساكين وضعاً فذاك في الدرك الثالث من النار و من العلماء من يذهب في علمه مذهب الجبابرة و السلاطين فان ردّ عليه شي‏ء من قوله او قصر في شي‏ء من امره غضب فذاك في الدرك الرابع من النار و من العلماء من يطلب احاديث اليهود و النصاري ليغزر به علمه و يكثر به حديثه فذاك في الدرك الخامس من النار و من العلماء من يضع نفسه للفتياء و يقول سلوني و لعله لايصيب حرفاً واحداً واللّه لايحب المتكلفين فذاك في الدرك السادس من النار و من العلماء من يتخذ علمه مروة و عقلاً فذاك في الدرك السابع من النار و قال اذا ظهر العلم و احترز العمل و ائتلف الالسن و اختلفت القلوب و تقاطعت الارحام هنالك لعنهم اللّه فاصمهم و اعمي ابصارهم و قال سيأتي علي امتي زمان لايبقي من القرآن الاّ رسمه و لا من الاسلام الاّ اسمه يسمون به و هم ابعد الناس منه مساجدهم عامرة و هي خراب من الهدي فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة و اليهم تعود و قال الفقهاء امناء الرسل ما لم‏يدخلوا في الدنيا قيل يا رسول اللّه و مادخولهم في الدنيا قال اتباع السلطان فاذا فعلوا ذلك فاحذروهم علي دينكم و قال من تعلم علماً ليماري به السفهاء او ليباهي به العلماء او يصرف به الناس الي نفسه يقول انا رئيسكم فليتبوء مقعده من النار ان الرياسة لاتصلح الاّ لاهلها فمن دعا الناس الي نفسه و فيهم من هو اعلم منه لم‏ينظر اللّه اليه يوم القيمة و قال من اراد الحديث لمنفعة الدنيا لم‏يكن له في الاخرة من نصيب

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 20 *»

 و قال7 ان ابغض الخلايق الي اللّه رجلان رجل وكله اللّه الي نفسه فهو جائر عن قصد السبيل مشغوف بكلام بدعة و دعاء ضلالة فهو فتنة لمن افتتن به ضال عن هدي من كان قبله مضل لمن اقتدي به في حيوته و بعد وفاته حمال خطايا غيره رهن بخطيئته و رجل قمش جهلا موضع في جهال الامة غار في اغباش الفتنة عم بما في عقد الهدنة قد سماه اشباه الناس عالماً و ليس به بكر فاستكثر من جمع ما قل منه خير مما كثر حتي اذا ارتوي من ماء آجن و اكثر من غير طائل جلس بين الناس قاضياً ضامناً لتخليص ما التبس علي غيره فان نزلت به احدي المبهمات هيأ لها حشوا رثا من رأيه([12]) ثم قطع به فهو من لبس الشبهات في مثل نسج العنكبوت لايدري اصاب ام اخطأ فان اصاب خاف ان‏يكون قد اخطأ و ان اخطأ رجا ان‏يكون قد اصاب جاهل خباط جهالات عاش ركاب عشوات لم‏يعض علي العلم بضرس قاطع يذري الروايات اذراء الريح الهشيم لاملئ واللّه باصدار ما ورد عليه لايحسب العلم في شي‏ء مما انكره و لايري ان من وراء ما بلغ منه مذهباً لغيره و ان اظلم عليه امر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه تصرخ من جور قضائه الدماء و تعج منه المواريث الي اللّه اشكو من معشر([13]) يعيشون جهالاً و يموتون ضلالاً ليست فيهم سلعة ابور من الكتاب اذا تلي حق تلاوته و لا سلعة انفق بيعاً و لا اغلي ثمناً من الكتاب اذا حرف عن مواضعه و لا عندهم انكر من المعروف و لااعرف من المنكر و قال ترد علي احدهم القضية في حكم من الاحكام فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها علي غيره فيحكم فيها بخلاف قوله ثم تجتمع القضاة بذلك عند الامام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعاً و الههم واحد و نبيهم واحد و كتابهم واحد افامرهم اللّه سبحانه بالاختلاف فاطاعوه ام نهاهم عنه

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 21 *»

 فعصوه ام انزل اللّه سبحانه ديناً ناقصاً فاستعان بهم علي اتمامه ام كانوا شركاء للّه فلهم ان‏يقولوا و عليه ان‏يرضي ام انزل اللّه سبحانه ديناً تاماً فقصر الرسول9 عن تبليغه و ادائه واللّه سبحانه يقول مافرطنا في الكتاب من شي‏ء و فيه تبيان لكل شي‏ء و ذكر ان الكتاب يصدق بعضه بعضاً و انه لا اختلاف فيه فقال سبحانه و لو كان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً الا و ان القرآن ظاهره انيق و باطنه عميق لاتفني عجائبه و لاتنقضي غرائبه و لاتكشف الظلمات الاّ به و قال انما بدو وقوع الفتن اهواء تتبع و احكام تبتدع يخالف فيها كتاب اللّه و يتولي عليها رجال رجالاً علي غير دين اللّه فلو ان الباطل خلص من مزاج الحق لم‏يخف علي المرتادين و لو ان الحق خلص من لبس الباطل انقطعت عنه السن المعاندين ولكن يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث فيمزجان فهنالك يستولي الشيطان علي اوليائه و ينج الذين سبقت لهم من اللّه الحسني.

بــاب

في سؤال العالم و تذاكره و مجالسته و الحضور في مجالس العلم

و ذم مخالطة العالم السوء

قال اللّه تعالي فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون بالبينات و الزبر و قال ابوجعفر7 العلم خزائن و المفاتيح السؤال فاسئلوا يرحمكم اللّه فانه يؤجر في العلم اربعة السائل و المتكلم و المستمع و المحب لهم و عن علي7:

صبرت علي مر الامور كراهة   و ايقنت في ذاك الصواب من الامر
اذا كنت لاتدري و لم‏تك سائلاً   عن العلم من يدري جهلت و لا تدري

و قال النبي9 المؤمن اذا مات و ترك ورقة واحدة عليها علم تكون تلك الورقة يوم القيمة ستراً فيما بينه و بين النار و اعطاه اللّه تبارك و تعالي بكل

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 22 *»

 حرف مكتوب عليها مدينة اوسع من الدنيا سبع مرات و ما من مؤمن يقعد ساعة عند العالم الاّ ناداه ربه عزوجل جلست الي حبيبي و عزتي و جلالي لاسكنتك الجنة و لاابالي و قال مجالسة اهل الدين شرف الدنيا و الاخرة و قال الرضا7من جلس مجلساً يحيي فيه امرنا لم‏يمت قلبه يوم يموت القلوب و قال ابوعبداللّه7 يا داود ابلغ موالي عني السلام و اني اقول رحم اللّه عبداً اجتمع مع آخر فتذاكر امرنا فان ثالثهما ملك يستغفر لهما و مااجتمع اثنان علي ذكرنا الاّ باهي اللّه تعالي بهما الملئكة فاذا اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر  فان في اجتماعكم و مذاكرتكم احياؤنا و خير الناس من بعدنا من ذاكر بامرنا و دعا الي ذكرنا و قال النبي9المتقون سادة و الفقهاء قادة و الجلوس اليهم عبادة و قال بادروا الي رياض الجنة فقالوا و ما رياض الجنة قال حلق الذكر([14]) و قال ابوعبداللّه7 تلاقوا و تحادثوا العلم فان بالحديث تجلي القلوب الرائية و بالحديث احياء امرنا فرحم اللّه من احيي امرنا و قال ان اللّه عزوجل يقول لملئكته عند انصراف اهل مجالس الذكر و العلم الي منازلهم اكتبوا ثواب ما شاهدتموه من اعمالهم فيكتبون لكل واحد ثواب عمله و يتركون بعض من حضر معهم فلايكتبونه فيقول اللّه عزوجل مالكم لاتكتبوا فلاناً اليس كان معهم و قد شهدهم فيقولون يا رب انه لم‏يشرك معهم بحرف و لاتكلم معهم بكلمة فيقول الجليل جل جلاله اليس كان جليسهم فيقولون بلي يا رب فيقول اكتبوه معهم انهم قوم لايشقي بهم جليس فيكتبونه معهم فيقول تعالي اكتبوا ثواباً مثل ثواب احدهم و قال قال الحواريون يا روح اللّه من نجالس قال من يذكركم اللّه رؤيته و يزيد في علمكم منطقه و يرغبكم في الاخرة عمله و قال9 يا اباذر الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم احب

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 23 *»

 الي اللّه من قيام الف ليلة يصلي في كل ليلة الف ركعة و الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم احب الي اللّه من الف غزوة و قراءة القرآن كله قال يا رسول اللّه مذاكرة العلم خير من قراءة القرآن كله فقال رسول اللّه9 يا اباذر الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم احب الي اللّه من قراءة القرآن كله اثني‏عشر الف مرة عليكم بمذاكرة العلم فان بالعلم تعرفون الحلال و الحرام يا اباذر الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم خير لك من عبادة سنة صيام نهارها و قيام ليلها و النظر الي وجه العالم خير لك من عتق الف رقبة قيل له9 اذا حضرت جنازة و مجلس علم ايهما احب اليك ان اشهد فقال رسول اللّه9ان كان من يتبعها و يدفنها فان حضور مجلس عالم افضل من حضور الف جنازة و من عياة الف مريض و من قيام الف ليلة و من صيام الف يوم و من الف درهم يتصدق بها علي المساكين و من الف حجة سوي الفريضة و من الف غزوة سوي الواجب تغزوها في سبيل اللّه بمالك و نفسك و ان تقع هذه المشاهة من مشهد عالم اما علمت ان اللّه يطاع بالعلم و يعبد بالعلم و خير الدنيا و الآخرة مع العلم و شر الدنيا و الآخرة مع الجهل و قال9مجالسة العلماء عبادة و النظر الي علي عبادة و النظر الي البيت عبادة و النظر الي المصحف عبادة و النظر الي الوالدين عبادة و قال اعلموا ايها الناس انه ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه و لا بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه الناس ابناء ما يحسنون و قدر كل امرء ما يحسن فتكلموا بالعلم تبين اقداركم و قال لاتجلسوا الي كل عالم الا كل عالم يدعوكم من الخمس الي الخمس من الشك الي اليقين و من الكبر الي التواضع و من الرياء الي الاخلاص و من العداوة الي النصيحة و من الرغبة الي الزهد.

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 24 *»

بــاب

العلم بغير عمل و استعمال العلم

قال ابوعبداللّه7 العامل علي غير بصيرة كالساير علي غير الطريق لايزيده سرعة السير عن الطريق الاّ بعداً و قال لايقبل اللّه عزوجل عملاً الاّ بمعرفة و لا معرفة الاّ بعمل فمن عرف دلته المعرفة علي العمل و من لم‏يعمل فلا معرفة له ان الايمان بعضه من بعض و قال لا قول الاّ بعمل و لا قول و عمل الاّ بنية و لا قول و عمل و نية الاّ باصابة السنة و قال من عمل علي غير علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح و قال قطع ظهري اثنان عالم متهتك و جاهل متنسك هذا يصد الناس عن علمه بتهتكه و هذا يصد الناس عن نسكه بجهله و قال العلماء رجلان رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج و عالم تارك لعلمه فهذا هالك و ان اهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه و ان اشد اهل النار ندامة و حسرة رجل دعا عبداً الي اللّه فاستجاب له و قبل منه فاطاع اللّه فادخله الجنة و ادخل الداعي الي النار بترك عمله و اتباعه الهوي و طول الامل اما اتباع الهوي فيصد عن الحق فطول الامل ينسي الآخرة و قال العلم مقرون بالعمل فمن علم عمل و من عمل علم و العلم يهتف بالعمل فان اجابه و الاّ ارتحل عنه و قال ان العالم اذا لم‏يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما تزل المطر عن الصفا جاء رجل الي علي بن الحسين7 فسأله عن مسائل فاجاب ثم عاد ليسأل عن مثلها فقال علي بن الحسين8 مكتوب في الانجيل لاتطلبوا علم ما لاتعلمون و لماتعملوا بما علمتم فان العلم اذا لم‏يعمل به لم‏يزدد صاحبه الاّ كفراً و لم‏يزدد من اللّه الاّ بعداً و قال من كان فعله لقوله موافقاً فاثبت له الشهادة و من لم‏يكن فعله لقوله موافقاً فانما ذلك مستودع و قال ايها الناس اذا علمتم فاعملوا بما علمتم لعلكم تهتدون ان العالم العامل بغيره كالجاهل الحاير الذي لايستفيق عن جهله بل قد رأيت ان الحجة عليه اعظم و الحسرة ادوم علي هذا العالم المنسلخ من علمه منها علي هذا الجاهل المتحير في جهله و كلاهما حاير باير لاترتابوا فتشكوا و لاتشكوا فتكفروا

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 25 *»

 و لاترخصوا لانفسكم فتدهنوا و لاتدهنوا في الحق فتخسروا و ان من الحق ان‏تفقهوا و من الفقه ان لاتغتروا و ان انصحكم لنفسه اطوعكم لربه و اغشكم لنفسه اعصاكم لربه و من يطع اللّه يأمن و يستبشر و من يعص اللّه يخب و يندم و قال7 اذا سمعتم فاستعملوه و ليتسع قلوبكم فان العلم اذا كثر في قلب رجل لايحتمله قدر الشيطان عليه فاذا خاصمكم الشيطان فاقبلوا عليه بما تعرفون فان كيد الشيطان كان ضعيفاً فقيل و ما الذي نعرفه قال خاصموا بما ظهر لكم من قدرة اللّه تعالي.

بــاب

في بيان العلوم التي امر الناس بتحصيله و له الفضل

و ما لايضر و لاينفع و ما يضر و لاينفع

قال اللّه تعالي ادع الي سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي احسن و قال و من يؤت الحكمة فقد اوتي خيراً كثيراً و قال فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون فعن ابي الحسن موسي بن جعفر عن آبائه: قال دخل رسول اللّه9المسجد فاذا جماعة قد اطافوا برجل فقال ما هذا فقالوا علامة قال و ما العلامة قالوا اعلم الناس بانساب العرب و وقايعها و ايام الجاهلية و بالاشعار و العربية فقال النبي9 ذاك علم لايضر من جهله و لاينفع من علمه و في رواية و زاد في آخره انما العلم ثلثة آية محكمة او فريضة عادلة او سنة قائمة و ماخلاهن فهو فضل و عن ابي‏عبداللّه7وجدت علم الناس كلهم في اربع اولها ان‏تعرف ربك و الثاني ان‏تعرف ما صنع بك و الثالث ان‏تعرف ما اراد منك و الرابع ان‏تعرف ما يخرجك عن دينك و عنه7تعلموا العربية فانها كلام اللّه الذي يكلم به خلقه و عنهم: متفقه في الدين اشد علي الشيطان من الف عابد و عنه7 تفقهوا في الحلال

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 26 *»

و الحرام و الاّ فانتم اعراب و عنه7ثلث من علامات المؤمن علمه باللّه و من يحب و من يبغض و سئل عن قول اللّه و من يؤت الحكمة فقد اوتي خيراً كثيراً قال هي طاعة اللّه و معرفة الامام و في اخري عن ابي‏جعفر7 فسرت بالمعرفة و في اخري معرفة الامام و اجتناب الكباير التي اوجب اللّه عليها النار و في اخري ان الحكمة المعرفة و التفقه في الدين فمن فقه منكم فهو حكيم و ما احد يموت من المؤمنين احب الي ابليس من فقيه و عن النبي9 اذا اراد اللّه بعبد خيراً فقهه في الدين و عنه9 ما انعم اللّه عزوجل علي عبد بعد الايمان باللّه افضل من العلم بكتاب اللّه و معرفته بتأويله و من جعل اللّه له من ذلك حظاً ثم ظن ان احداً لم‏يفعل به ما فعل به قد فضل عليه فقد حقر نعم اللّه و عن موسي بن جعفر عن آبائه: قال قال رسول اللّه9 من انهمك في طلب النحو سلب منه الخشوع و عن جعفر بن محمد عن ابيه عن آبائه: قال قال رسول اللّه9 تعلموا القرآن بعربيته و اياكم و النبر فيه يعني الهمز قال الصادق7الهمز زيادة في القرآن الاّ الهمز الاصلي مثل قوله الا يسجدوا للّه الذي يخرج الخب‏ء و قوله تعالي لكم فيها دف‏ء و قوله فادارأتم فيها و عن ابي عبداللّه7 قال تعلموا العربية فانها كلام اللّه الذي كلم به خلقه و نطق به للماضين و عنه7 من حفظ من احاديثنا اربعين حديثاً بعثه اللّه يوم القيمة عالماً فقيهاً و عن الكاظم7قال قال رسول اللّه9 من حفظ من امتي اربعين حديثاً مما يحتاجون اليه في امر دينهم بعثه اللّه يوم القيمة فقيهاً عالماً و في رواية اخري كنت له شفيعاً يوم القيمة و نحن نتبرك هيهنا بذكر حديث يشتمل علي اربعين خصلة عن النبي9 و ان كان كتابنا هذا كله في الحديث و اسئل اللّه تعالي ان‏يوفقني لشرح هذا الحديث في رسالة علي‏حدة فعن الصدوق; في الخصال عن علي بن احمد بن موسي الدقاق و الحسين بن ابرهيم بن هشام المكتب و محمد بن احمد السناني رضي اللّه عنهم قالوا حدثنا موسي بن عمران النخعي عن عمه

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 27 *»

الحسين بن يزيد عن اسمعيل بن الفضل الهاشمي و اسمعيل بن ابي‏زياد جميعاً عن جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن علي عن ابيه علي بن الحسين عن ابيه الحسين بن علي: قال ان رسول اللّه9‏وسلم اوصي اميرالمؤمنين علي بن ابي‏طالب7 فيما كان اوصي به ان قال له يا علي من حفظ من امتي اربعين حديثاً يطلب بذلك وجه اللّه عزوجل و الدار الاخرة حشره اللّه يوم القيمة مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا فقال علي7 يا رسول اللّه اخبرني ما هذه الاحاديث فقال ان‏تؤمن باللّه وحده لا شريك له و تعبده و لاتعبد غيره و تقيم الصلوة بوضوء سابغ في مواقيتها و لاتؤخرها فان في تأخيرها من غير علة غضب الرب عزوجل و تؤدي الزكوة و تصوم شهر رمضان و تحج البيت اذا كان لك مال و كنت مستطيعاً و ان لاتعق والديك و لاتأكل مال اليتيم ظلماً و لاتأكل الربوا و لاتشرب الخمر و لا شيئاً من الاشربة المسكرة و لاتزني و لاتلوط و لاتمشي بالنميمة و لاتحلف باللّه كاذباً و لاتسرق و لاتشهد شهادة الزور لاحد قريباً كان او بعيداً و ان‏تقبل الحق ممن جاء به صغيراً كان او كبيراً و ان لاتركن الي ظالم و ان كان حميماً قريباً و ان لاتعمل بالهوي و لاتقذف المحصنة و لاترائي فان ايسر الريا شرك باللّه عزوجل و ان لاتقول لقصير يا قصير و لا لطويل يا طويل تريد بذلك عيبه و ان لاتسخر من احد من خلق اللّه و ان‏تصبر علي البلاء و المصيبة و ان‏تشكر نعم اللّه التي انعم بها عليك و ان لاتأمن عقاب اللّه علي ذنب تصيبه و ان لاتقنط من رحمة اللّه و ان‏تتوب الي اللّه عزوجل من ذنوبك فان التائب من ذنوبه كمن لا ذنب له و ان لاتصر علي الذنوب مع الاستغفار فتكون كالمستهزئ باللّه و آياته و رسله و ان تعلم ان ما اصابك لم‏يكن ليخطئك و ان ما اخطأك لم‏يكن ليصيبك و ان لاتطلب سخط الخالق برضا المخلوقين و ان لاتؤثر الدنيا علي الاخرة و ان تؤثر الاخرة علي الدنيا لان الدنيا فانية و الاخرة باقية و ان لاتبخل علي اخوانك مما تقدر عليه و ان‏يكون سريرتك كعلانيتك و ان لايكون علانيتك حسنة و سريرتك قبيحة فان فعلت ذلك كنت من المنافقين و ان لاتكذب و لاتخالط الكذابين و ان لاتغضب

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 28 *»

 اذا سمعت حقاً و ان‏تؤدب نفسك و اهلك و ولدك و جيرانك علي حسب الطاقة و ان تعمل بما علمت و لاتعاملن احداً من خلق اللّه عزوجل الاّ بالحق و ان‏تكون سهلاً للقريب و البعيد و ان لاتكون جباراً عنيداً و ان‏تكثر من التسبيح و التقديس و التهليل و الدعاء و ذكر الموت و مابعده من القيمة و الجنة و النار و ان‏تكثر من قراءة القرآن و تعمل بما فيه و ان‏تستغنم البر و الكرامة بالمؤمنين و المؤمنات و لاتمل من فعل الخير و ان‏تنظر الي ما لاترضي فعله لنفسك فلاتفعله باحد من المؤمنين و لاتثقل علي احد و ان لاتمن علي احد اذا انعمت عليه و ان‏يكون الدنيا عندك سجناً حتي يجعل اللّه لك جنته فهذه اربعون حديثاً من استقام عليه و حفظها عني من امتي دخل الجنة برحمة اللّه و كان من افضل الناس و احبهم الي اللّه عزوجل بعد النبيين و الصديقين و حشره اللّه يوم القيمة مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقاً و قال ابوجعفر7 تكلموا في خلق اللّه و لاتتكلموا في اللّه فان الكلام في اللّه لايزداد صاحبه الاّ تحيراً و قال اذكروا من عظمة اللّه ما شئتم و لاتذكروا ذاته فانكم لاتذكرون منه الاّ و هو اعظم منه و قال ابوعبداللّه7 ان اللّه يقول و ان الي ربك المنتهي فاذا انتهي الكلام الي اللّه تعالي فامسكوا و قال يا محمد ان الناس لايزال بهم المنطق حتي يتكلموا في اللّه فاذا سمعتم ذلك فقولوا لا اله الاّ اللّه الواحد الذي ليس كمثله شي‏ء و قال ابوجعفر7يا زياد اياك و الخصومات فانها تورث الشك و تحبط العمل و تردي صاحبها و عسي ان‏يتكلم بالشئ فلايغفر له انه كان فيما مضي قوم تركوا علم ما وكلوا به و طلبوا علم ما كفوه حتي انتهي كلامهم الي اللّه فتحيروا حتي كان الرجل ليدعي من بين يديه فيجيب من خلفه و يدعي من خلفه فيجيب من بين يديه و في اخري حتي تاهوا في الارض و قال ابوعبداللّه7 من نظر في اللّه كيف هو هلك و قال ان ملكاً عظيم الشأن كان في مجلس له فتناول الرب تعالي ففقد فما يدري اين هو و قال ابوجعفر7 اياكم و التفكر في اللّه ولكن اذا اردتم ان‏تنظروا الي عظمته فانظروا الي عظيم خلقه و قال ابوعبداللّه7 يا ابن آدم لو اكل قلبك

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 29 *»

 طاير لم‏يشبع و بصرك لو وضع عليه خرق ابرة لغطاه تريد ان‏تعرف بهما ملكوت السموات و الارض ان كنت صادقاً فهذه الشمس خلق من خلق اللّه فان قدرت ان‏تملأعينيك منها فهو كما تقول و سئل ابوجعفر7عن شي‏ء من الصفة فرفع يده الي السماء ثم قال تعالي الجبار تعالي الجبار من تعاطي ثم هلك و قال7 اياكم و التفكر في اللّه فان التفكر في اللّه لايزيد الاّ تيها ان اللّه لايدرك بالابصار و لايوصف بمقدار و قال ابوجعفر7تكلموا في كل شي‏ء و لاتكلموا في اللّه. دخل قوم من هؤلاء الذين يتكلمون في الربوبية علي ابي عبداللّه7 فقال اتقوا اللّه و عظموا اللّه و لاتقولوا ما لانقول فانكم ان قلتم و قلنا و متم و متنا ثم بعثكم اللّه و بعثنا فكنتم حيث شاء اللّه و كنا قيل لابي عبداللّه7 ان الناس يقولون ان النجوم لايحل النظر فيها و هي تعجبني فان كانت تضر بديني فلا حاجة لي في شي‏ء منه يضر بديني و ان كانت لاتضر بديني فواللّه اني لاشتهيها و اشتهي النظر فيها فقال ليس كما يقولون لاتضر بدينك ثم قال انكم تنظرون في شي‏ء منها كثيره لايدرك و قليله لاينتفع به و نهي النبي9عن النظر في النجوم و قال ابوعبداللّه7 المنجم كالكاهن و الكاهن كالساحر و الساحر كالكافر و الكافر في النار و ان زنديقاً قال لابي‏عبداللّه7 ما تقول في علم النجوم قال هو علم قلت منافعه و كثرت مضاره لايدفع به المقدور و لايتقي به المحذور ان خبر المنجم بالبلاء لم‏ينجه التحرز من القضاء و ان خبر هو بخير لم‏يستطع تعجيله و ان حدث به سوء لم‏يمكنه صرفه و المنجم يضاد اللّه في علمه بزعمه انه يرد قضاء اللّه عن خلقه و عن علي7 من تعلم شيئاً من السحر قليلاً او كثيراً فقد كفر و كان آخر عهده بربه و حدّه ان‏يقتل الاّ ان‏يتوب و الاحاديث في باب النجوم و السحر كثيرة اقتصرنا علي ذلك و عن هرون بن خارجة قال قلت لابي‏عبداللّه7 انا نأتي هؤلاء المخالفين فنسمع منهم الحديث يكون حجة لنا عليهم قال لاتأتهم و لاتسمع منهم لعنهم اللّه و لعن مللهم المشركة.

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 30 *»

بــاب

آداب طلب العلم

قال اللّه تعالي ياايها الذين آمنوا لاتسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم و ان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا اللّه عنها واللّه غفور حليم. قد سألها قوم من قبلكم ثم اصبحوا بها كافرين و قال و لاتعجل بالقرآن من قبل ان‏يقضي اليك وحيه و قل رب زدني علماً و عن احمد بن محمد قال كتب الي ابوالحسن الرضا7 و كتب في آخره: أ و لم‏تنهوا عن كثرة المسائل فابيتم ان‏تنتهوا اياكم و ذاك فانما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم فقال اللّه تعالي ياايها الذين آمنوا و ذكر الاية و عن ابي‏جعفر7 لا سهر الاّ في ثلث متهجد بالقرآن و في طلب العلم او عروس تهدي الي زوجها و عن الباقر7 اذا جلست الي عالم فكن علي ان‏تسمع احرص منك علي ان‏تقول و تعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن القول و لاتقطع علي احد حديثه و عن ابي‏عبداللّه7 قال كان اميرالمؤمنين7 يقول ان من حق العالم ان لاتكثر عليه السؤال و لاتأخذ بثوبه و اذا دخلت عليه و عنده قوم فسلم عليهم جميعاً و خصه بالتحية دونهم و اجلس بين يديه و لاتجلس خلفه و لاتغمز بعينك و لاتشر بيدك و لاتكثر من القول قال فلان و قال فلان خلافاً لقوله و لاتضجر بطول صحبته فانما مثل العالم مثل النخلة تنتظر متي يسقط عليك منها شي‏ء و العالم اعظم اجراً من الصائم القائم الغازي في سبيل اللّه ان‏شاء اللّه.

بــاب

ما جاء في المراء و الجدال و الخصومات

قال اللّه تعالي ها انتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم واللّه يعلم و انتم لاتعلمون و قال و يجادلونك في الحق بعد ما تبين و قال

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 31 *»

ادع الي سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي احسن و قال و يجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق و اتخذوا آياتي و ماانذروا به هزوا و قال و من الناس من يجادل في اللّه بغير علم و لا هدي و لا كتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل اللّه له في الدنيا خزي و نذيقه يوم القيمة عذاب الحريق و قال قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين و قال و لاتجادلوا اهل الكتاب الاّ بالتي هي احسن و قال مايجادل في آيات اللّه الاّ الذين كفروا و قال و جادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق و قال الذين يجادلون في آيات اللّه بغير سلطان اتيهم ان في صدورهم الاّ كبر ما هم ببالغيه و عن النبي9 نحن المجادلون في دين اللّه و عن ابي‏محمد العسكري7 قال ذكر عند الصادق7 الجدال في الدين و ان رسول اللّه9 و الائمة المعصومين: قدنهوا عنه فقال الصادق7 لم‏ينه عنه مطلقاً لكنه نهي عن الجدال بغير التي هي احسن اما تسمعون اللّه يقول و لاتجادلوا اهل الكتاب الاّ بالتي هي احسن و قوله تعالي ادع الي سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي احسن فالجدال بالتي هي احسن قد قرنه العلماء بالدين و الجدال بغير التي هي احسن محرم حرمه اللّه علي شيعتنا و كيف يحرم اللّه الجدال جملة و هو يقول و قالوا لن‏يدخل الجنة الاّ من كان هوداً او نصاري قال اللّه تعالي تلك امانيكم قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين فجعل علم الصدق و الايمان بالبرهان و هل نؤتي بالبرهان الاّ في الجدال بالتي هي احسن قيل يابن رسول اللّه فما الجدال بالتي هي احسن و التي ليست باحسن قال اما الجدال بغير التي هي احسن ان‏تجادل مبطلاً فيورد عليك باطلاً فلاترده بحجة نصبه اللّه تعالي ولكن تجحد قوله او تجحد حقاً يريد بذلك المبطل ان‏يعين به باطله فتجحد ذلك الحق مخافة ان‏يكون له عليك فيه حجة لانك لاتدري كيف المخلص منه فذلك حرام علي شيعتنا ان‏يصيروا فتنة علي ضعفاء اخوانهم و علي المبطلين اما المبطلون فيجعلون ضعف الضعيف منكم اذا تعاطي مجادلته و ضعف في يده حجة له علي باطله و اما الضعفاء منكم فتعمي

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 32 *»

 قلوبهم لما يرون من ضعف المحق في يد المبطل و اما الجدال بالتي هي احسن فهو ما امر اللّه تعالي به نبيه ان‏يجادل به من جحد البعث بعد الموت و احياءه له فقال اللّه حاكياً عنه و ضرب لنا مثلاً و نسي خلقه قال من يحيي العظام و هي رميم فقال اللّه في الرد عليهم قل يا محمد يحييها الذي انشأها اول مرة و هو بكل خلق عليم الذي جعل لكم من الشجر الاخضر ناراً فاذا انتم منه توقدون فاذا اراد اللّه من نبيه ان‏يجادل المبطل الذين الذي قال كيف يجوز ان‏يبعث هذه العظام و هي رميم فقال اللّه تعالي قل يحييها الذي انشأها اول مرة أ فيعجز من ابتدي به لا من شي‏ء ان‏يعيده بعد ان‏يبلي بل ابتداؤه اصعب عندكم من اعادته ثم قال الذي جعل لكم من الشجر الاخضر ناراً اي اذا كمن النار الحارة في الشجر الاخضر الرطب يستخرجها فعرفكم انه علي اعادة ما بلي اقدر ثم قال او ليس الذي خلق السموات و الارض بقادر علي ان‏يخلق مثلهم بلي و هو الخلاق العليم اي اذا كان خلق السموات و الارض اعظم و ابعد في اوهامكم و قدركم ان‏تقدروا عليه من اعادة البالي فكيف جوزتم من اللّه خلق هذا الاعجب عندكم و الاصعب لديكم و لم‏تجوزوا منه ما هو اسهل من اعادة البالي قال الصادق7فهذا الجدال بالتي هي احسن لان فيها قطع عذر الكافرين و ازالة شبهتهم و اما الجدال بغير التي هي احسن بان‏تجحد حقاً لايمكنك ان‏تفرق بينه و بين باطل من تجادله و انما تدفعه من باطله بان تجحد الحق فهذا هو المحرم لانك مثله جحد حقاً و جحدت انت حقاً آخر و عن النبي9من جوامع كلماته اورع الناس من ترك المراء و ان كان محقاً و قال9 لعن اللّه المجادلين في دين اللّه علي لسان سبعين نبياً و من جادل في آيات اللّه كفر قال اللّه و مايجادل في آيات اللّه الاّ الذين كفروا و عن الرضا7 المراء في كتاب اللّه كفر و عن ابي‏جعفر7 يا زياد اياك و الخصومات فانها تورث الشك و تحبط العمل و تردي صاحبها و عسي ان‏يتكلم الرجل بالشئ لايغفر له و عن الصادق7قال اياكم و الخصومة في الدين فانها تشغل القلب عن ذكر اللّه و تورث النفاق و تكسب الضغائن و تستجيز الكذب و عن علي7 لعن اللّه الذين يجادلون في دينه

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 33 *»

 اولئك ملعونون علي لسان نبيه9 و عن الصادق7 انه قال لاصحابه اسمعوا مني كلاماً هو خير لكم من الدهم الموقفة لايتكلم احدكم بما لايعنيه و ليدع كثيراً من الكلام فيما يعنيه حتي يجد له موضعاً فرب متكلم في غير موضعه جني علي نفسه بكلامه و لاتمارين احدكم سفيهاً و لا حليماً فان من ماري حليماً اقصاه و من ماري سفيهاً ارداه و اذكروا اخاكم اذا غاب عنكم باحسن ما تحبون ان‏تذكروا به اذا غبتم عنه و اعملوا عمل من يعلم انه مجازي بالاحسان مأخوذ بالاجرام و عن رسول اللّه9 اياكم و الجدال كل مفتون ملقن حجته الي انقضاء مدته فاذا انقضت مدته احرقته فتنته بالنار و عن ابي‏عبداللّه7 يهلك اصحاب الكلام و ينجو المسلمون ان المسلمين هم النجباء و في اخري و زاد يقولون هذا ينقاد و هذا لاينقاد اما واللّه لو علموا اصل الخلق مااختلف اثنان و عن ابي‏عبداللّه7يقول اجعلوا امركم للّه و لاتجعلوه للناس فان ما كان للّه فهو للّه و ما كان للناس فلايصعد الي اللّه فلاتخاصموا الناس لدينكم فان المخاصمة ممرضة للقلب ان اللّه قال لنبيه9انك لاتهدي من احببت ولكن اللّه يهدي من يشاء و قال افانت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين و ذروا الناس فان الناس اخذوا عن الناس و انكم اخذتم عن رسول اللّه9 و علي و لاسواء و سمعت ابي7 يقول ان اللّه اذا كتب علي عبد ان‏يدخل في هذا الامر كان اسرع من الطير الي وكره و عنه7 لاتخاصموا الناس فان الناس لو استطاعوا ان‏يحبونا لاحبونا ان اللّه اخذ ميثاق شيعتنا يوم اخذ ميثاق النبيين فلايزيد فيهم احد ابداً و لاينقص منهم احد ابداً و عن ابي‏جعفر7 ان شيعتنا الخرس و عن ابي‏عبداللّه7 قال من اعاننا بلسانه علي عدونا انطقه اللّه الحجة يوم موقفه بين يديه عزوجل و روي ان رجلاً قال للحسين بن علي7 اجلس حتي نتناظر في الدين فقال يا هذا انا بصير بديني مكشوف علي هداي فان كنت جاهلاً بدينك فاذهب و اطلبه مالي و للماراة و ان الشيطان ليوسوس للرجل و يناجيه و يقول تناظر الناس في الدين كيلا يظنوا بك العجز و الجهل و عن عبدالاعلي قال قلت لابي‏عبداللّه

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 34 *»

7 ان الناس يعيبون علي بالكلام و انا اكلم الناس فقال اما مثلك من يقع ثم يطير فنعم و اما من يقع ثم لايطير فلا و عن الطيار قال قلت لابي‏عبداللّه7 بلغني انك كرهت مناظرة الناس فقال اما كلام مثلك فلايكره من اذا طار يحسن ان‏يقع و ان وقع يحسن ان‏يطير فمن كان هكذا لانكرهه و عن ابي‏عبداللّه7يقول لعبد الرحمن بن الحجاج يا عبدالرحمن كلم اهل المدينة فاني احب ان‏يري في رجال الشيعة مثلك و عن ابي‏جعفر7 اياك و اصحاب الكلام و الخصومات مجالستهم فانهم تركوا ما امروا بعلمه و تكلفوا ما لم‏يؤمروا بعلمه حتي تكلفوا علم السماء يا اباعبيدة خالط الناس باخلاقهم و زايلهم باعمالهم يا اباعبيده انا لانعد الرجل فقيهاً عالماً حتي يعرف لحن القول و هو قول اللّه عزوجل و لتعرفنهم في لحن القول و عن ابي‏عبداللّه7 متكلموا هذه العصابة من شرار من هم منهم و عن ابي‏عبداللّه7 قيل له اني سمعتك تنهي عن الكلام و تقول ويل لاصحاب الكلام يقولون هذا ينقاد و هذا لاينقاد و هذا ينساق و هذا لاينساق و هذا نعقله و هذا لانعقله فقال ابوعبداللّه7 انما قلت ويل لهم ان تركوا ما اقول و ذهبوا الي ما يريدون و ذكر مؤمن الطاق عنده7 فقال بلغني انه جدل قيل اجل قال اما لو شاء طفل من مخاصميه ان‏يخصمه فعل قلت كيف قال يقول اخبرني عن كلامك هذا من كلام امامك فان قال نعم كذب علينا و ان قال لا قال له كيف نتكلم بكلام لايتكلم به امامك و قال ابوجعفر7الخصومة تمحو الدين و تحبط العمل و تورث الشك و قال ابوعبداللّه7 يهلك اصحاب الكلام و ينجو المسلمون ان المسلين هم النجباء و قال لايخاصم الاّ رجل ليس له ورع او رجل شاك و قال ابوجعفر يا باعبيدة اياك و اصحاب الخصومات و الكذابين علينا فانهم تركوا ما امروا بعلمه و تكلفوا علم السماء و كتب الي ابي‏الحسن انه روي عن آبائك:انهم نهوا عن الكلام في الدين فتاول مواليك المتكلمون بانه انما نهي من لايحسن ان‏يتكلم فلم‏ينهه فهل ذلك كما تاولوا ام لا فكتب7المحسن و غير المحسن لايتكلم فيه فان اثمه اكبر من نفعه و قال7 لمعلي بن يقطين

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 35 *»

 مر اصحابك ان‏يكفوا السنتهم و يدعوا الخصومة في الدين و يجتهدوا في عبادة اللّه عزوجل و قال ابوعبداللّه7 لايخاصم الاّ شاك او من لا ورع له عن عبداللّه سنان قال اردت الدخول علي ابي‏عبداللّه7 فقال لي مؤمن الطاق استأذن لي علي ابي‏عبداللّه7فدخلت عليه فاعلمته مكانه فقال لاتأذن له علي فقلت جعلت فداك انقطاعه اليكم و ولاؤه لكم و جداله فيكم و لايقدر احد من خلق اللّه ان‏يخصمه فقال بلي يخصمه صبي من صبيان الكتاب فقلت جعلت فداك هو اجدل من ذلك و قد خاصم جميع اهل الاديان فخصمهم فكيف يخصمه غلام من الغلمان و صبي من الصبيان فقال يقول له الصبي اخبرني عن امامك امرك ان‏تخاصم الناس فلايقدر ان‏يكذب علي فيقول لا فيقول له فانت تخاصم الناس من غير ان‏يأمرك امامك فانت عاص له فيخصمه يابن سنان لاتأذن له علي فان الكلام و الخصومات تفسد النية و تمحق الدين و يأتي احاديث كثيرة لهذا الباب في باب الوقف و الارجاء و الاحتياط فترقب.

بــاب

ما ورد في التسليم

قال اللّه تعالي قد افلح المؤمنون و قال فلا و ربك لايؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في انفسهم حرجاً مماقضيت و يسلموا تسليما و قال ياايها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما و عن ابي‏جعفر7 يا كامل تدري ما قول اللّه قد افلح المؤمنون قلت جعلت فداك افلحوا و فازوا و دخلوا الجنة قال افلح المسلمون ان المسلمين هم النجباء و عن الصادق7 انه تلا هذه الاية فلا و ربك فقال لو ان قوماً عبدوا اللّه و وحدوه ثم قالوا لشئ صنعه رسول اللّه9 لو صنع كذا و كذا و وجدوا ذلك في انفسهم كانوا بذلك مشركين ثم قال فلا و ربك الاية قال هو التسليم في الامور و عن ابي‏جعفر7 و من يقترف حسنة نزد له فيها حسنا قال

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 36 *»

الاقتراف التسليم لنا و الصدق علينا و ان لايكذب علينا و عنه7 قد افلح المؤمنون المسلمون يا كامل ان المسلمين هم النجباء يا كامل الناس اشباه الغنم الا قليل من المؤمنين و المؤمن قليل و سئل ابوعبداللّه7 باي شي‏ء علم المؤمن انه مؤمن قال بالتسليم للّه في كل ما ورد عليه و عن سدير قال قلت لابي‏جعفر7 تركت مواليك مختلفين يتبرء بعضهم من بعض قال و ما انت و ذاك انما كلف اللّه الناس ثلثة معرفة الائمة و التسليم لهم فيما يرد عليهم و الرد اليهم فيما اختلفوا فيه و عن ابي‏عبداللّه7 ان من قرة العين التسليم الينا ان‏تقولوا لكل ما اختلف عنا ان‏تردوا الينا و عنه7 كل من تمسك بالعروة الوثقي فهو ناج قيل ما هي قال التسليم و عنه7 و قد سئل عن قول اللّه عزوجل ان اللّه و ملئكته الاية قال الصلوة عليه و التسليم له في كل شي‏ء جاء به و عن الحسين بي ابي‏خالد قال قال لي ابوالحسن الاول7 كيف تقرء هذه الاية ياايها الذين آمنوا اتقوا اللّه حق تقاته و لاتموتن الاّ و انتم مسلمون ماذا قلت مسلمون فقال سبحان اللّه يوقع عليهم الايمان فسماهم مؤمنين ثم يسألهم الاسلام و الايمان فوق الاسلام قلت هكذا يقرء في قراءة زيد قال انما هي في قراءة علي7 و هو التنزيل الذي نزل به جبرئيل علي محمد9 الا و انتم مسلمون لرسول اللّه ثم الامام من بعده و عن ابي‏جعفر7 يا جابر حديثنا صعب مستصعب امرد ذكوان وعر اجرد و لايحتمله واللّه الاّ نبي مرسل او ملك مقرب او مؤمن ممتحن فاذا ورد عليك يا جابر شي‏ء من امرنا فلان قلبك فاحمد اللّه و ان انكرته فرده الينا اهل البيت و لاتقل كيف جاء هذا او كيف كان هذا او كيف هو فان هذا واللّه الشرك باللّه العظيم و عن ابي‏عبداللّه7 قال امر الناس بمعرفتنا و الرد الينا و التسليم لنا ثم قال و ان صاموا و صلوا و شهدوا ان لا اله الاّ اللّه و جعلوا في انفسهم ان لايردوا الينا كانوا بذلك مشركين و قال ابوعبداللّه

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 37 *»

لو ان قوماً عبدوا اللّه وحده لا شريك له و اقاموا الصلوة و آتوا الزكوة و حجوا البيت و صاموا شهر رمضان ثم قالوا لشئ صنعه اللّه عزوجل او صنعه رسول اللّه9 الا صنع خلاف الذي صنع او وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا بذلك مشركين ثم تلا هذه الاية فلا و ربك الاية ثم قال عليكم بالتسليم و قيل له7ان عندنا رجل يقال له كليب فلايجئ عنكم شي‏ء الاّ قال انا اسلم فسميناه كليب تسليم قال فترحم عليه ثم قال اتدرون ما التسليم فسكتنا فقال هو واللّه الاخبات قول اللّه عزوجل الذين آمنوا و عملوا الصالحات و اخبتوا([15]) الي ربهم و قال ابوجعفر7قد افلح المؤمنون اتدري من هم قيل انت اعلم قال قد افلح المؤمنون المسلمون ان المسلمين هم النجباء فالمؤمن غريب في الدنيا فطوبي للغرباء([16]) و قال ابوعبداللّه7من سره ان‏يستكمل الايمان كله فليقل ظ (فليقبل خ‏ل) القول مني في جميع الاشياء قول آل محمد فيما اسروا و ما اعلنوا و فيما بلغني عنهم و فيما لم‏يبلغني و قال في قول اللّه عزوجل الذين يستمعون القول فيتعبون احسنه الي آخر الاية قال هم المسلمون لآل محمد الذين سمعوا الحديث لم‏يزيدوا فيه و لم‏ينقصوا منه جاؤا به كما سمعوه.

بــاب

ثواب الهداية و التعليم و فضلهما

قال اللّه تعالي و من احسن قولاً ممن دعا الي اللّه و عمل صالحا و قال انني من المسلمين و قال  و ذكر فان الذكري تنفع المؤمنين و عن رسول اللّه9 انه قال اشد من يتم اليتيم الذي انقطع عن ابيه يتم يتيم انقطع عن امامه و لايقدر علي الوصول اليه و لايدري كيف حكمه فيما يبتلي به من شرايع دينه

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 38 *»

 الا فمن كان من شيعتنا عالماً بعلومنا و هذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره الا فمن هداه و ارشده و علمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الاعلي و عن علي7 من كان من شيعتنا عالماً بشريعتنا فاخرج ضعفاء شيعتنا من ظلم جهل الي نور العلم الذي حبونا به جاء يوم القيمة و علي رأسه تاج من نور يضئ لاهل جميع العرصات و عليه حلة لايقوم لاقل سلك منها الدنيا بحذافيرها ثم ينادي مناد يا عباد اللّه هذا عالم من تلامذة بعض علماء آل محمد الا فمن اخرجه في الدنيا من حيرة جهله فليتشبث بنوره ليخرجه من حيرة ظلمة هذه العرصات الي نزه الجنان فيخرج كل من كان علمه في الدنيا خبراً او فتح عن قلبه من الجهل قفلاً او اوضح له عن شبهة و حضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء 8فقالت ان لي والدة ضعيفة و قد لبس عليها في امر صلوتها شي‏ء و قد بعثتني اليك اسألك فاجابتها فاطمة 8 عن ذلك فثنت فاجابت ثم ثلثت الي ان عشرت فاجابت ثم خجلت من الكثرة فقالت لااشق عليك يا ابنة رسول اللّه9 قالت فاطمة هاتي و سلي عما بدا لك ارأيت من اكتري يوماً يصعد الي سطح بحمل ثقيل و كراه مأة الف دينار يثقل عليه فقالت لا فقالت اكتريت انا لكل مسألة باكثر من ملئ الثري الي العرش لؤلؤا فاحري ان لايثقل علي سمعت ابي9 يقول ان علماء شيعتنا يحشرون فيخلع عليهم من خلع الكرامات علي قدر كثرة علومهم و جدهم في ارشاد عباد اللّه حتي يخلع علي الواحد منهم الف الف حلة من نور ثم ينادي منادي ربنا عزوجل ايها الكافلون لايتام آل محمد صلوات اللّه عليه و آله الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم ائمتهم هؤلاء تلامذتكم و الايتام الذين كفلتموهم و نعشتموهم فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا فيخلعون علي كل واحد من اولئك الايتام علي قدر ما اخذوا من العلوم حتي ان فيهم يعني في الايتام لمن يخلع عليهم مأة الف خلعة و كذلك يخلع هؤلاء الايتام علي من تعلم منهم ثم ان اللّه تعالي يقول اعيدوا علي هؤلاء العلماء الكافلين للايتام حتي تتموا لهم خلعهم و تضعفوها لهم و كذلك

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 39 *»

 من يليهم ممن خلع علي من يليهم و قالت فاطمة يا امة اللّه ان سلكة من تلك الخلع لافضل مما طلعت عليه الشمس الف الف مرة و ما فضل فانه مشوب بالتنغيص و الكدر و عن الحسن بن علي7فضل كافل يتيم آل محمد المنقطع عن مواليه الناشب في رتبة الجهل يخرجه من جهله و يوضح له ما اشتبه عليه علي فضل كافل يتيم يطعمه و يسقيه كفضل الشمس علي السها و عن الحسين7 من كفل لنا يتيماً قطعته عنا محنتنا باستتارنا فواساه من علومنا التي سقطت اليه حتي ارشده و هداه قال اللّه عزوجل ياايها العبد الكريم المواسي انا اولي بالكرم منك اجعلوا له يا ملئكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه الف الف قصر و ضموا اليها ما يليق بها من ساير النعم و عن علي بن الحسين7اوحي اللّه تعالي الي موسي حببني الي خلقي و حبب خلقي الي قال يا رب كيف افعل قال ذكرهم آلائي و نعمائي ليحبوني فلئن‏ترد آبقاً عن بابي او ضالاً عن فنائي افضل لك من عبادة مأة سنة بصيام نهارها و قيام ليلها قال موسي و من هذا العبد الآبق منك قال العاصي المتمرد قال فمن الضال عن فنائك قال الجاهل بامام زمانه تعرفه و الغائب عنه بعد ما عرفه الجاهل بشريعة دينه تعرفه شريعته و مايعبد به ربه و يتوصل به الي مرضاته قال علي بن الحسين7 فابشروا علماء شيعتنا بالثواب الاعظم و الجزاء الاوفر و عن الباقر7 العالم كمن معه شمعة تضي‏ء للناس فكل من ابصر شمعته دعا له بخير كذلك العالم معه شمعة تزيل ظلمة الجهل و الحيرة فكل من اضاءت له دعا له فخرج بها من حيرة او نجا بها من جهل فهو من عتقائه من النار واللّه يعوضه عن ذلك بكل شعرة لمن اعتقه ما هو افضل له من الصدقة بمأة الف قنطار علي غير الوجه الذي امر اللّه عزوجل به بل تلك الصدقة وبال علي صاحبها لكن يعطيه اللّه ما هو افضل من مأة الف ركعة بين يدي الكعبة و عن الصادق7 علماء شيعتنا مرابطون علي الثغر الذي يلي ابليس و عفاريته يمنعونهم عن الخروج علي ضعفاء شيعتنا و عن ان‏يتسلط عليهم ابليس و شيعته النواصب الا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان افضل ممن جاهد الروم و الترك و الخزر الف الف

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 40 *»

 مرة لانه يدفع عن اديان محبينا و ذلك يدفع عن ابدانهم و عن موسي بن جعفر7فقيه واحد ينقذ يتيماً من ايتامنا المنقطعين عنا و عن مشاهدتنا بتعليم ما هو محتاج اليه اشد علي ابليس من الف عابد لان العابد همه ذات نفسه فقط و هذا همه مع ذات نفسه ذات عباد اللّه و امائه لينقذهم من ابليس و مردته فذلك هو افضل عند اللّه من الف الف عابد و الف الف عابدة و عن الرضا7 يقال للعابد نعم الرجل كنت همتك ذات نفسك و كفيت الناس مؤنتك فادخل الجنة الا ان الفقيه من افاض علي الناس خيره و انقذهم من اعدائهم و وفر عليهم نعم جنان اللّه و حصل لهم رضوان اللّه تعالي و يقال للفقيه ياايها الكافل لايتام آل محمد: الهادي لضعفاء محبيهم و مواليهم قف حتي تشفع لكل من اخذ عنك او تعلم منك فيقف فيدخل الجنة معه فئاما و فئاما و فئاما حتي قال عشرا و هم الذين اخذوا عنه علومه و اخذوا عمن اخذ عنه الي يوم القيمة فانظروا كم بين المنزلتين و عن الجواد7 من تكفل بايتام آل محمد المنقطعين عن امامهم المتحيرين في جهلهم الاسراء في ايدي شياطينهم و في ايدي النواصب من اعدائنا فاستنقذهم منهم و اخرجهم من حيرتهم و قهر الشياطين برد وساوسهم و قهر الناصبين بحجج ربهم و دليل ائمتهم ليفضلون عند اللّه تعالي علي العباد بافضل المواقع باكثر من فضل السماء علي الارض و العرش و الكرسي و الحجب و فضلهم علي العابد كفضل القمر ليلة البدر علي اخفي كوكب في السماء و عن الهادي7لولا من يبقي بعد غيبة قائمنا7 من العلماء الداعين اليه و الدالين عليه و الذابين عن دينه بحجج اللّه و المنقذين لضعفاء عباد اللّه من شباك ابليس و مردته و من فخاخ النواصب لمابقي احد الاّ ارتد عن دين اللّه ولكنهم الذين يمسكون ازمة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها اولئك هم الافضلون عند اللّه عزوجل و الاخبار فيه كثيرة اقتصرنا علي ذلك.

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 41 *»

بــاب

النهي عن كتمان العلم عن اهله و الخيانة فيه

و جواز الكتمان عن غير اهله و النهي عن الاذاعة

قال تعالي و لاتلبسوا الحق بالباطل و تكتموا الحق و انتم تعلمون و قال ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات و الهدي من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاعنون و قال ان الذين يكتمون ما انزل اللّه من الكتاب و يشترون به ثمناً قليلاً اولئك مايأكلون في بطونهم الاّ النار و قال و قال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه و عن ابي‏عبداللّه7 قال نفس المهموم لظلمنا تسبيح و همه لنا عبادة و كتمان سرنا جهاد في سبيل اللّه ثم قال ابوعبداللّه7يجب ان‏يكتب هذا الحديث بماء الذهب و عن جعفر بن عيسي بن عبيد قال كنا عند ابي‏الحسن الرضا7 و عنده يونس بن عبدالرحمن اذا استأذن عليه قوم من اهل البصرة فاومي ابوالحسن7 الي يونس ادخل البيت فاذا بيت مسبل عليه ستر و اياك ان‏تتحرك حتي يؤذن لك فدخل البصريون فاكثروا من الوقيعة و القول في يونس و ابوالحسن7مطرق حتي لما اكثروا فقاموا و ودعوا و خرجوا فاذن يونس بالخروج فخرج باكياً فقال جعلني اللّه فداك اني احامي عن هذه المقالة و هذه حالي عند اصحابي فقال له ابوالحسن7 يا يونس حدث الناس بما يعرفون و اتركهم مما لايعرفون كانك تريد ان‏تكذب اللّه في عرشه يا يونس و ما عليك ان لو كان في يدك اليمني درة ثم قال الناس بعرة او بعرة و قال الناس درة هل ينفعك شيئاً فقال لا فقال هكذا انت يا يونس اذا كنت علي الصواب و كان امامك عنك راضياً لم‏يضرك ما قال الناس و عن يونس عن العبد الصالح7 قال يا يونس ارفق بهم فان كلامك يدق عليهم قال قلت انهم يقولون لي زنديق قال لي و ما يضرك ان‏تكونه في يدك لؤلؤة فيقول لك الناس هي حصاة و ما كان ينفعك اذا كان في يدك حصاة فيقول الناس هي لؤلؤة و عن النبي9 قال عيسي بن مريم قام في بني‏اسرائيل فقال يا

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 42 *»

 بني‏اسرائيل لاتحدثوا بالحكمة الجهال فتظلموها و لاتمنعوها اهلها فتظلموهم و لاتعينوا الظالم علي ظلمه فيبطل فضلكم و عن النبي9تناصحوا في العلم فان خيانة احدكم في علمه اشد من خيانة في ماله و ان اللّه مسائلكم يوم القيمة و عن جابر قال حدثني ابوجعفر7 تسعين الف حديث لم‏احدث بها احداً قط و لااحدث بها احداً ابداً قال جابر قلت لابي‏جعفر7 جعلت فداك انك قد حملتني وقراً عظيماً بما حدثتني به من سركم الذي لااحدث به احداً فربما جاش في صدري حتي يأخذني منه شبه الجنون قال يا جابر اذا كان ذلك فاخرج الي الجبان فاحفر حفيرة و دل رأسك فيها ثم قل حدثني محمد بن علي بكذا و كذا و عن ابي‏عبداللّه7 خالطوا الناس بما يعرفون و دعوهم مما ينكرون و لاتحملوا علي انفسكم و علينا ان امرنا صعب مستصعب لايحتمله الاّ ملك مقرب او نبي مرسل او عبد مؤمن امتحن اللّه قلبه للايمان و عنه7 ان امرنا سر مستسر و سر لايفيده الاّ سر و سر علي سر و سر مقنع بسر و في آخر ان امرنا هو الحق و حق الحق و هو الظاهر و باطن الظاهر و باطن الباطن و هو السر و سر السر و سر المستسر و سر مقنع بالسر و عن النبي9 من سئل عن علم فكتمه حيث يجب اظهاره و تزول عنه التقية جاء يوم القيمة ملجماً بلجام من النار و عن حفص التمار قال دخلت علي ابي‏عبداللّه7 ايام صلب المعلي بن خنيس قال فقال لي يا حفص اني امرت المعلي بن خنيس بامر فخالفني فابتلي بالحديد اني نظرت اليه يوماً و هو كئيب حزين فقلت له ما لك يا معلي كانك ذكرت اهلك و مالك و ولدك و عيالك قال اجل قلت ادن مني فدنا مني فمسحت وجهه فقلت اين تراك قال اراني في بيتي هذه زوجتي و هذا ولدي فتركته حتي تملأ منهم و استترت منهم حتي نال منها ما ينال الرجل عن اهله ثم قلت له ادن مني فدنا مني فمسحت وجهه فقلت اين تراك فقال اراني معك في المدينة هذا بيتك قال قلت له يا معلي ان لنا حديثاً من حفظ علينا حفظ اللّه عليه دينه و دنياه يا معلي لاتكونوا اسري في ايدي الناس بحديثنا ان شاؤا منوا عليكم

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 43 *»

 و ان شاؤا قتلوكم يا معلي انه من كتم الصعب من حديثنا جعله اللّه نوراً بين عينيه و رزقه العزة في الناس و من اذاع الصعب من حديثنا لم‏يمت حتي يعض السلاح او يموت كبلا يا معلي بن خنيس و انت مقتول فاستعد و عنه7 ماقتلنا من اذاع حديثنا خطأ ولكن قتلنا قتل عمد و عن ابي‏بصير قال قلت لابي‏عبداللّه7 ما لنا لاتخبرنا بما يكون كما كان علي7 يخبر اصحابه فقال بلي واللّه ولكن هات حديثاً واحداً حدثتكه فكتمته فقال ابوبصير فواللّه ماوجدت حديثاً واحداً كتمته و عنه قال سألت اباعبداللّه7 عن حديث كثير فقال هل كتمت علي شيئاً قط فبقيت اتذكر فلما رأي ما بي قال اما ماحدثت به اصحابك فلابأس انما الاذاعة ان‏تحدث به غير اصحابك و قال علي بن الحسين7 وددت واللّه اني افتديت خصلتين في الشيعة لنا ببعض لحم ساعدي النزق و قلة الكتمان و في هذا الباب كثير من هذه الاخبار.

بــاب

التقية و محلها و مدتها و حدّها

قال اللّه تعالي و يدرؤن بالحسنة السيئة و قال ادفع بالتي هي احسن السيئة و قال و لاتستوي الحسنة و لا السيئة و قال ان اكرمكم عند اللّه اتقاكم و قال الا ان‏تتقوا منهم تقية و قد ورد في تفسير كل ذلك انها في التقية فعن الرضا7لادين لمن لاورع له و لاايمان لمن لاتقية له و ان اكرمكم عند اللّه اعملكم بالتقية قيل يابن رسول اللّه الي متي قال الي قيام القائم فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا و قال ابوجعفر7التقية في كل ضرورة و صاحبها اعلم بها حين تنزل به و قال7 التقية في كل شي‏ء يضطر اليه ابن آدم فقد احله اللّه له و قال ابوعبداللّه7 في حديث و تفسير مايتقي مثل ان‏يكون قوم سوء ظاهر حكمهم و فعلهم علي غير حكم الحق و فعله فكل شي‏ء يعمل المؤمن بينهم لمكان التقية مما لايؤدي الي الفساد في الدين فانه جايز و قال ابوجعفر

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 44 *»

7خالطوهم بالبرانية و خالفوهم بالجوانية اذا كانت الامرة صبيانية و الاخبار في هذا الباب كثيرة جداً اكتفينا بذلك و هي مذكورة بتمامها في كتاب الامر بالمعروف و النهي عن المنكر.

بــاب

من يجوز اخذ العلم عنه و من لايجوز

قال اللّه تعالي افمن يهدي الي الحق احق ان‏يتبع ام من لايهدي الاّ ان‏يهدي فمالكم كيف تحكمون و قال و اذا قيل لهم تعالوا الي ما انزل اللّه و الي الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آبائنا او لو كان آباؤهم لايعلمون شيئاً و لايهتدون و قوله و اتبع سبيل من اناب الي و قال اولئك الذين هدي اللّه فبهديهم اقتده و قال فلينظر الانسان الي طعامه و عن الصادق7 اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا فانا لانعد الفقيه منهم فقيهاً حتي يكون محدّثاً فقيل او يكون المؤمن محدثا قال مفهّماً و المفهم محدث و عن علي بن سويد السائي قال كتب الي ابوالحسن الاول7 و هو في السجن و اما ما ذكرت يا علي ممن تأخذ معالم دينك لاتأخذن معالم دينك عن غير شيعتنا فانك ان تعديتهم اخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا اللّه و رسوله و خانوا اماناتهم انهم اؤتمنوا علي كتاب اللّه جل و علا فحرفوه و بدلوه فعليهم لعنة اللّه و لعنة رسوله و لعنة ملائكته و لعنة آبائي الكرام البررة و لعنتي و لعنة شيعتي الي يوم القيمة عن احمد بن حاتم بن ماهوية قال كتبت اليه يعني ابالحسن الثالث7اسأله عمن آخذ معالم ديني و كتب اخوه ايضا بذلك فكتب اليهما فهمت ما ذكرتما فاعمدا في دينكما علي كل مسن في حبنا و كل كثير القدم في امرنا فانهم كافوكما و عن الصادق7 اياك ان‏تنصب رجلاً دون الحجة فتصدقه في كل ما قال و عنه7 كذب من زعم انه يعرفنا و هو متمسك بعروة غيرنا و عن رسول اللّه9 ان اللّه لايقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ولكن يقبضه بقبض العلماء فاذا لم‏ينزل عالم الي عالم يصرف عنه طلاب

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 45 *»

 حطام الدنيا و حرامها و يمنعون الحق اهله و يجعلونه لغير اهله و اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا و اضلوا([17]) و عن علي7يا معشر شيعتنا المنتحلين مودتنا اياكم و اصحاب الرأي فانهم اعداء السنن تفلتت منهم الاحاديث ان‏يحفظوها و اعيتهم السنة ان يعوها فاتخذوا عباد اللّه خولا و ماله دولا فذلت لهم الرقاب و اطاعهم الخلق اشباه الكلاب و نازعوا الحق اهله و تمثلوا بالائمة الصادقين: و هم من الكفار الملاعين فسئلوا عما لايعلمون فأنفوا ان‏يعترفوا بانهم لايعلمون فعارضوا الدين بآرائهم فضلوا و اضلوا الحديث و عن علي بن الحسين7 اذا رأيتم الرجل قد حسن سمته و هدؤه و تماوت([18]) في منطقه و تخاضع في حركاته فرويدا لايغرنكم فما اكثر من يعجزه تناول الدنيا و ركوب الحرام منها لضعف نيته و مهانته و جبن قلبه فنصب الدين فخا لها فهو لايزال يختل الناس بظاهره فان تمكن من حرام اقتحمه و اذا وجدتموه يعف عن المال الحرام فرويدا لايغرنكم فان شهوات الخلق مختلفه فما اكثر من ينبوا عن المال الحرام و ان كثر و يحمل نفسه علي شوهاء قبيحة فيأتي منها محرماً فاذا وجدتموه يعف عن ذلك فرويدا لايغرنكم حتي تنظروا ماعقدة عقله فما اكثر من ترك ذلك اجمع ثم لايرجع الي عقل متين فيكون ما يفسده بجهله اكثر مما يصلحه بعقله فاذا وجدتم عقله متينا فرويدا لايغرنكم حتي تنظروا أ مع هواه يكون علي عقله او يكون مع عقله علي هواه و كيف محبته للرياسة الباطلة و زهده فيها فان في الناس من خسر الدنيا و الاخرة يترك الدنيا للدنيا و يري ان لذة الرياسة الباطلة افضل من لذة الاموال و النعم المباحة فيترك ذلك اجمع طلباً للرياسة حتي اذا قيل له اتق اللّه اخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم و لبئس المهاد فهو يخبط خبط عشواء يقوده اول باطل الي ابعد غايات الخسارة و يمده ربه بعد طلبه لما لايقدر عليه في طغيانه فهو يحل ما حرم اللّه و يحرم ما احل اللّه لايبالي بمافات من دينه اذا سلمت له رياسته التي قد يتقي من اجلها فاولئك الذين غضب اللّه عليهم و لعنهم

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 46 *»

 و اعد لهم عذاباً مهيناً ولكن الرجل كل الرجل نعم الرجل هو الذي جعل هواه تبعاً لامر اللّه و قواه مبذولة في رضي اللّه يري الذل مع الحق اقرب الي عز الابد من العز في الباطل و يعلم ان قليل ما يحتمله من ضرائها يؤديه الي دوام النعيم في دار لاتبيد و لاتنفد و ان كثير ما يلحقه من سرائها ان اتبع هواه يؤديه الي عذاب لاانقطاع له و لايزول فذلك الرجل نعم الرجل فبه فتمسكوا و بسنته فاقتدوا و الي ربكم به فتوسلوا فانه لاترد له دعوة و لاتخيب له طلبة و عن ابي‏محمد العسكري7في قوله تعالي و منهم اميون لايعلمون الكتاب الاّ اماني الاية في حديث طويل الي ان قال7قال رجل للصادق7 فاذا كان هؤلاء القوم من اليهود لايعرفون الكتاب الاّ بما يسمعونه من علمائهم لاسبيل لهم الي غيره فكيف ذمهم بتقليدهم و القبول من علمائهم و هل عوام اليهود الاّ كعوامنا يقلدون علمائهم فان لم‏يجز لاولئك القبول من علمائهم لم‏يجز لهؤلاء القبول من علمائهم فقال7بين عوامنا و علمائنا و بين عوام اليهود و علمائهم فرق من جهة و تسوية من جهة اما من حيث استووا فان اللّه قد ذم عوامنا بتقليدهم علماءهم كما ذم عوامهم و اما من حيث افترقوا فلا قال بيّن لي يا ابن رسول اللّه قال7ان عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصريح و باكل الحرام و الرشا و بتغيير الاحكام عن واجبها بالشفاعات و العنايات و المصانعات و عرفوهم بالتعصب الشديد الذي يفارقون به اديانهم و انهم اذا تعصبوا ازالوا حقوق من تعصبوا عليه و اعطوا ما لايستحقه من تعصبوا له من اموال غيرهم و ظلموهم من اجلهم و عرفوهم بانهم يقارفون المحرمات و اضطروا بمعارف قلوبهم الي ان من فعل ما يفعلونه فهو فاسق و لايجوز ان‏يصدق علي اللّه و لا علي الوسائط بين الخلق و بين اللّه([19]) فلذلك ذمهم لما قلدوا من عرفوا و من قد علموا انه لايجوز قبول خبره و لا تصديقه في حكاية و لا العمل بما يؤديه اليهم عمن لم‏يشاهدوه و وجب عليهم النظر بانفسهم في امر رسول اللّه9 اذا كانت دلائله اوضح من ان‏تخفي و اشهر من ان لاتظهر

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 47 *»

 لهم و كذلك عوام امتنا اذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر و العصبية الشديدة و التكالب علي حطام الدنيا و حرامها و اهلاك من يتعصبون عليه و ان كان لاصلاح امره مستحقاً و بالترفرف بالبر و الاحسان علي من تعصبوا له و ان كان للاذلال و الاهانة مستحقاً فمن قلد من عوامنا مثل هؤلاء الفقهاء فهم مثل اليهود الذين ذمهم اللّه تعالي بالتقليد لفسقة فقهائهم فاما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً علي هواه مطيعاً لامر مولاه فللعوام ان‏يقلدوه([20]) و ذلك لايكون الاّ بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم فاما من ركب من القبايح و الفواحش مراكب فسقة فقهاء العامة فلاتقبلوا منهم عنا شيئاً و لا كرامة([21]) و انما كثر التخليط فيما يتحمل عنا اهل البيت لذلك لان الفسقة يتحملون عنا فيحرفونه باسره لجهلهم و يضعون الاشياء علي غير وجوهها لقلة معرفتهم و آخرين يتعمدون الكذب علينا ليجروا من عرض الدنيا ما هو زادهم الي نار جهنم و منهم قوم نصاب لايقدرون علي القدح فينا فيتعلمون بعض علومنا الصحيحة فيتوجهون به عند شيعتنا و ينتقصون بنا عند نصابنا ثم يضيفون اليه اضعافه و اضعاف اضعافه من الاكاذيب علينا التي نحن برآء منها فيقبله المستسلمون من شيعتنا علي انه من علومنا فضلوا و اضلوا و هم اضر علي ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد علي الحسين بن علي8 و اصحابه فانهم يسلبونهم الارواح و الاموال و هؤلاء علماء السوء الناصبون المتشبهون بانهم لنا موالون و لاعدائنا معادون يدخلون الشك و الشبهة علي ضعفاء شيعتنا فيضلونهم و يمنعونهم من قصد الحق المصيب لاجرم ان من علم اللّه من قلبه من هؤلاء العوام انه لايريد الاّ صيانة دينه و تعظيم وليه لم‏يتركه في يد هذا الملبس الكافر ولكنه

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 48 *»

 يقيض له مؤمناً([22]) يقف به علي الصواب ثم يوفقه اللّه القبول منه فيجمع اللّه له بذلك خير الدنيا و الاخرة و يجعل علي من اضله لعن الدنيا و عذاب الاخرة قيل لعلي7 من خير خلق اللّه بعد ائمة الهدي و مصابيح الدجي قال العلماء اذا صلحوا قيل فمن شر خلق اللّه بعد ابليس و فرعون و نمرود و بعد المتسمين باسمائكم و بعد المتلقبين بالقابكم و الاخذين لامكنتكم و المتأمرين في ممالككم قال العلماء اذا فسدوا هم المظهرون للاباطيل الكاتمون للحقايق و فيهم قال اللّه عزوجل اولئك يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاعنون الاّ الذين تابوا و عن الحجة7 و اما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الي رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم و انا حجة اللّه و عن الصادق7 ان العلماء ورثة الانبياء و ذلك ان الانبياء لم‏يورثوا درهماً و لا ديناراً و انما اورثوا احاديث من احاديثهم فمن اخذ شيئاً منها فقد اخذ حظاً وافراً([23]) فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه فان فينا اهل البيت في كل خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين و عن النبي9 يحمل هذا الدين في كل قرن عدول ينفون عنه تأويل المبطلين و تحريف الغالين و انتحال الجاهلين كما ينفي الكير خبث الحديد و عن ابي‏جعفر7 من دان اللّه بغير سماع عن صادق الزمه اللّه التيه الي يوم القيمة و عن ابي‏جعفر الثاني7 من اصغي الي ناطق فقد عبده فان كان الناطق عن اللّه فقد عبد اللّه و ان كان الناطق ينطق عن لسان ابليس فقد عبد ابليس([24]) و عن الصادق7في قوله تعالي اتخذوا احبارهم و رهبانهم ارباباً من دون اللّه فقال واللّه ماصلوا و لاصاموا لهم ولكن احلوا لهم حراماً و حرموا عليهم حلالاً فاتبعوهم و عن ابي‏عبداللّه7في هذه الاية اما

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 49 *»

 واللّه مادعوهم الي عبادة انفهسم و لو دعوهم مااجابوهم ولكن احلوا لهم حراماً و حرموا عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لايشعرون و قال ابوالحسن7 لمحمد بن عبيدة انتم اشد تقليداً ام المرجئة قال قلدنا و قلدوا فقال لم‏اسئلك عن هذا فلم‏يكن عنده جواب اكثر من الجواب الاول فقال ابوالحسن7 ان المرجئة نصبت رجلاً لم‏تفرض طاعته و قلدوه و انكم نصبتم رجلاً و فرضتم طاعته ثم لم‏تقلدوه فهم اشد منكم تقليداً و قال ابوجعفر7لاتتخذوا من دون اللّه وليجة فلاتكونوا مؤمنين فان كل سبب و نسب و قرابة و وليجة و بدعة و شبهة منقطع الاّ ما اثبته القرآن و قال ابوعبداللّه7 اياكم و هؤلاء الرؤساء الذين يترأسون فواللّه ماخفقت النعال خلف رجل الاّ هلك و اهلك و قال لابي‏حمزة الثمالي اياك و الرياسة و اياك ان‏تطأ اعقاب الرجال قال جعلت فداك اما الرياسة فقد عرفتها و اما ان اطأ اعقاب الرجال فمانلت ما في يدي الاّ مما وطئت اعقاب الرجال فقال ليس حيث تذهب اياك ان‏تنصب رجلاً دون الحجة فتصدقه في كل ما قال و قال في قوله تعالي و مايؤمن اكثرهم باللّه الاّ و هم مشركون قال شرك طاعة و ليس شرك عبادة و في قوله و من الناس من يعبد اللّه علي حرف الاية قال ان الاية تنزل في الرجل ثم تكون في اتباعه فقيل كل من نصب دونكم شيئاً فهو يعبد اللّه علي حرف فقال نعم و قد يكون محضاً و قال من اطاع رجلاً في معصية فقد عبده و قال واللّه لنحبكم ان‏تقولوا اذا قلنا و تصمتوا اذا صمتنا([25]) و نحن فيما بينكم و بين اللّه ماجعل اللّه لاحد خيراً في خلاف امرنا و قال حسبكم ان‏تقولوا ما نقول و تصمتوا عما نصمت انكم قد رأيتم ان اللّه عزوجل لم‏يجعل لاحد في خلافنا خيراً و قال من دان اللّه بغير سماع عن صادق الزمه اللّه و من ادعي سماعاً من غير الباب الذي فتحه اللّه فهو مشرك و ذلك الباب المأمون علي سر اللّه المكنون و قال الرضا7 في حديث يا ابن محمود اذا اخذ الناس يميناً و شمالاً فالزم طريقتنا فان من لزمنا لزمناه و من فارقنا فارقناه فان ادني ما يخرج به الرجل من الايمان ان‏يقول للحصاة هذه نواة ثم يدين بذلك و يبرأ ممن خالفه الحديث و

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 50 *»

عن علي7 في حديث انما الطاعة للّه و لرسوله و لولاة الامر و انما امر اللّه بطاعة الرسول لانه معصوم مطهر([26]) لايأمر بمعصية و انما امر بطاعة اولي الامر لانهم معصومون مطهرون لايأمرون بمعصيته و قيل لابي‏جعفر7 انا نحدث عنك الحديث فيقول بعضنا قولنا قولهم قال فماتريد تريد ان‏تكون اماماً يقتدي بك من رد القول الينا فقد سلم و عن اميرالمؤمنين7 من اخذ دينه من افواه الرجال ازالته الرجال و من اخذ دينه عن الكتاب و السنة زالت الجبال و لم‏يزل و قال ابوعبداللّه7 في قوله تعالي و الشعراء يتبعهم الغاوون نزلت في الذين غيروا دين اللّه و تركوا ما امر اللّه ولكن هل رأيتم شاعراً قط تبعه احد انما عني بهم الذين وضعوا ديناً بآرائهم فتبعهم الناس علي ذلك الي ان قال الا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و هم اميرالمؤمنين و ولده: و قال يا معشر الاحداث اتقو اللّه و لاتأتوا الرؤساء دعوهم حتي يصيروا اذناباً اتتخذوا الرجال ولايج من دون اللّه انا واللّه خير لكم منهم و ضرب بيده علي صدره و قال اياكم و الولايج فان كل وليجة دوننا فهي طاغوت او قال ند و قال لابي‏حنيفة فدع الرأي و القياس و ماقال قوم في دين اللّه ليس له برهان([27]) و سئل عن رجلين من اصحابنا بينهما منازعة في دين او ميراث فتحاكما الي السلطان و الي القضاة ايحل ذلك قال من تحاكم اليهم في حق او باطل فانما تحاكم الي الطاغوت و ما يحكم له فانما يأخذ سحتا و ان كان حقاً ثابتا له لانه اخذ بحكم الطاغوت و ما امر اللّه ان‏يكفر به قال اللّه تعالي يريدون ان‏يتحاكموا الي الطاغوت و قد امروا ان‏يكفروا به قيل كيف يصعنان قال ينظران من كان منكم قد روي حديثنا و نظر في حلالنا و حرامنا و عرف احكامنا فليرضوا به حكماً فاني قد جعلته عليكم حاكما فاذا حكم بحكمنا فلم‏يقبل منه فانما استخف بحكم اللّه و علينا رد و الراد علينا الراد علي اللّه و هو علي حد الشرك باللّه الحديث و بعث اباخديجة الي اصحابه فقال

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 51 *»

 قل لهم اياكم اذا وقعت بينكم خصومة او تدارئ في شي‏ء من الاخذ و العطاء ان‏تحاكموا الي احد من هؤلاء الفساق اجعلوا بينكم رجلاً قد عرف حلالنا و حرامنا فاني قد جعلته عليكم قاضياً و اياكم ان‏يخاصم بعضكم بعضاً الي السلطان الجاير و عن ابي‏جعفر7 في قوله تعالي فلينظر الانسان الي طعامه قال الي العلم الذي يأخذه عمن يأخذه و سيجئ زيادة بيان لهذه الباب في ابواب كثيرة و الذي عرف من هذه الاخبار جملة انه «لايجوز اخذ العلم الاّ من كل ثقة يروي اخبارهم و يتبع آثارهم و يجانب البدع و الاهواء و الرأي و المقائيس» فترقب ما سنزيد ان‏شاء اللّه تعالي.

بــاب

ان مواد العلم من عندهم و هم لايقولون بهوي و لارأي و لاقياس

قال اللّه تعالي و ماينطق عن الهوي ان هو الاّ وحي يوحي و قال لايسبقونه بالقول و هم بامره يعملون و قال و لو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين و عن ابي‏جعفر7قال يا جابر انا لو كنا نحدثكم برأينا و هوانا لكنا من الهالكين ولكنا نحدثكم باحاديث نكنزها عن رسول اللّه9 كما يكنزون هؤلاء ذهبهم و فضتهم([28]) و عنه7 لو انا حدثنا برأينا ضللنا كما ضل من كان قبلنا ولكن حدثنا ببينة من ربنا بينها لنبيه فبينه لنا([29]) و قال في حديث لطاعة الامام الرحمة التي يقول و رحمتي وسعت كل شي‏ء يقول علم الامام و وسع علم الامام الي هو من علمه كل شي‏ء هم شيعتنا الي ان قال يحل لهم الطيبات اخذ العلم من اهله و يحرم عليهم الخبائث و الخبائث قول من خالف و قال ابوعبداللّه7 يغدوا الناس علي ثلثة اصناف عالم و متعلم و غثاء فنحن العلماء و شيعتنا المتعلمون و ساير الناس غثاء و قال ابوجعفر

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 52 *»

ليس عند احد من الناس حق و لاصواب و لااحد يقضي بقضاء حق الاّ ما خرج من عندنا اهل البيت و اذا تشعبت بهم الامور كان الخطاء منهم و الصواب من علي7و سئل ابوجعفر7 عن قول اميرالمؤمنين7 سلوني عما شئتم فلاتسألوني عن شي‏ء الاّ انبأتكم به فقال انه ليس احد عنده علم الاّ شي‏ء خرج من عند اميرالمؤمنين7فليذهب الناس حيث شاؤا فواللّه ليس الامر الاّ من هيهنا و اشار بيده الي بيته و قال ابوجعفر7لسلمة بن كهيل و الحكم بن عتيبة شرّقا و غرّبا فلاتجدان علماً صحيحاً الاّ شيئاً خرج من عندنا اهل البيت و قال فليشرق الحكم و ليغرب اما واللّه لايصيب العلم الاّ من اهل بيت نزل عليهم جبرئيل و قال ابوعبداللّه7نحن اصل كل خير و من فروعنا كل بر و عدونا اصل كل شر و من فروعهم كل قبيح و فاحشة و قال لاتغرنك صلوتهم و صومهم و كلامهم و رواياتهم و علومهم([30]) فانهم حمر مستنفرة ثم قال يا يونس ان اردت العلم الصحيح فعندنا اهل البيت فانا ورثناه و اوتينا شرع الحكمة و فصل الخطاب فقال يابن رسول اللّه كل من كان من اهل البيت ورث ما ورثت من كان من ولد علي و فاطمة فقال ماورثه الاّ الائمة الاثني عشر و عن علي7 في احتجاجه علي بعض الزنادقة انه قال7و قد جعل اللّه للعلم اهلاً و فرض علي العباد طاعتهم بقوله اطيعوا اللّه و اطيعوا الرسول و اولي الامر منكم و بقوله و لو ردوه الي الرسول و الي اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم و بقوله اتقوا اللّه و كونوا مع الصادقين و بقوله و مايعلم تأويله الاّ اللّه و الراسخون في العلم و بقوله و اتوا البيوت من ابوابها و البيوت هي بيوت العلم الذي استودعه عند الانبياء و ابوابها اوصياؤهم فكل عمل من اعمال الخير يجري علي غير ايدي الاصفياء و عهودهم و حدودهم و شرايعهم و سنتهم

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 53 *»

 مردود غير مقبول و اهله بمحل كفر و ان شملهم صفة الايمان([31]) و قال ابوجعفر7 كل ما لم‏يخرج من هذا البيت فهو باطل و قال7 من دان اللّه بغير سماع من صادق الزمه اللّه التيه الي يوم القيمة و قال ابوعبداللّه7في حديث ان رسول اللّه9قال لعلي7 يا علي انا مدينة العلم و انت بابها فمن اتي من الباب وصل يا علي انت بابي الذي اوتي منه و انا باب اللّه فمن اتاني من سواك لم‏يصل الي و من اتي اللّه من سواي لم‏يصل الي اللّه.

بــاب

جواز التعويل علي اخبارهم:الواردة بواسطة ثقة

و ان كان فاسد المذهب اذا دلت علي صدقه القرائن

قال اللّه تعالي فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون و قال ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا و قال ياايها الذين آمنوا اتقوا اللّه و كونوا مع الصادقين و قال و جعلنا بينهم و بين القري التي باركنا فيها قري ظاهرة و قدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي و اياماً آمنين و عن ابي‏الحسن7 انه سئل من اعامل و عمن آخذ و قول من اقبل فقال العمري ثقتي فما ادي اليك عني فعني يؤدي و ما قال لك عني فعني يقول فاسمع له و اطع فانه الثقة المأمون و سئل ابومحمد7عن مثل ذلك فقال العمري و ابنه ثقتان فما اديا اليك عني فعني يؤديان و ما قالا لك فعني يقولان فاسمع لهما و اطعهما فانهما الثقتان المأمونان([32]) و في التوقيع الرفيع عن بقية اللّه7اما الحوداث الواقعة فارجعوا فيها الي رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم و انا حجة اللّه و اما محمد بن عثمن العمري فرضي اللّه عنه و عن ابيه من قبل فانه ثقتي و

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 54 *»

 كتابه كتابي و قال ابوعبداللّه7في حديث اما اذا قامت عليه الحجة بمن يثق به في علمنا فلم‏يثق به فهو كافر و اما من لم‏يسمع ذلك فهو في عذر حتي يسمع ثم قال ابوعبداللّه7 يؤمن باللّه و يؤمن للمؤمنين و قيل لابي‏عبداللّه7 ان قوماً يروون ان رسول اللّه9قال اختلاف امتي رحمة فقال صدقوا فقيل ان كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب قال ليس حيث تذهب و ذهبوا انما اراد قول اللّه عزوجل فلولا نفر الاية فامرهم ان‏ينفروا الي رسول اللّه9 فيتعلموا ثم يرجعوا الي قومهم فيعلموهم انما اراد اختلافهم من البلدان لا اختلافاً في دين اللّه انما الدين واحد و عن ابي‏محمد7انه سئل عن كتب بني‏فضال فقال خذوا بما رووا و ذروا ما رأوا و عن ابي‏عبداللّه7اما ما رواه زرارة عن ابي‏جعفر7فلايجوز لك ان‏ترده و قيل له7انه ليس كل ساعة القاك و لايمكن القدوم و يجئ الرجل من اصحابنا فيسألني و ليس عندي كل ما يسألني عنه فقال ما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي فانه سمع من ابي و كان عنده وجيهاً و قيل للرضا7شقتي بعيدة و لست اصل اليك في كل وقت ممن آخذ معالم ديني قال من زكريا بن آدم القمي المأمون علي الدين و الدنيا الخبر و قيل له لااكاد اصل اليك اسألك عن كل ما احتاج اليه من معالم ديني أ فيونس بن عبدالرحمن ثقة آخذ عنه ما احتاج اليه من معالم ديني فقال نعم و عن بقية اللّه7توقيع رفيع و فيه لاعذر لاحد من موالينا في التشكيك فيما يرويه عنا ثقاتنا قد عرفوا بانا نفاوضهم سرنا و نحملهم اياه اليهم و عن ابي‏عبداللّه7قال قال رسول اللّه9يحمل هذا الدين في كل قرن عدول ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين كما ينفي الكير خبث الحديد كتب رجلان الي ابي‏الحسن الثالث7يسألانه عمن يأخذان معالم دينهما فكتب اليهما فهمت ما ذكرتما فاعمدا في دينكما علي كل مسن في حبنا و كل كثير القدم في

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 55 *»

 امرنا فانهما كافوكما([33]) ان‏شاء اللّه و عن ابي‏جعفر7في حديث انه قال للحسن البصري نحن القري التي بارك اللّه فيها و ذلك قول اللّه عزوجل لمن اقر بفضلنا حيث امرهم اللّه ان‏يأتونا فقال و جعلنا بينهم و بين القري التي باركنا فيها قري ظاهرة و القري الظاهرة الرسل و النقلة عنا الي شيعتنا و قوله و قدرنا فيها السير فالسير مثل للعلم يسير به ليالي و اياماً مثل لما يسير به من العلم في الليالي و الايام عنا اليهم في الحلال و الحرام و الفرايض آمنين فيها اذا اخذوا عن معدنها الذي امروا ان‏يأخذوا الحديث و عن ابان بن عثمن ان اباعبداللّه7 قال له ان ابان بن تغلب قدروي عني رواية كثيرة فما رواه لك عني فاروه عني و في الصحيفة السجادية المتواترة في دعائه7 في الصلوة علي اتباع الرسل و مصدقيهم يصلي فيه علي الصحابة ثم علي التابعين لهم باحسان الي ان‏يقول يدينون بدينهم اي الصحابة و يهتدون بهديهم يقفون عليهم و لايتهمونهم فيما ادوا اليهم اللّهم و صلي علي التابعين من يومنا هذا الي يوم الدين و علي ازواجهم و علي ذرياتهم و علي من اطاعك منهم صلوة تعصمهم بها من معصيتك الي ان‏يقول و تبعثهم بها علي اعتقاد حسن الرجاء لك و الطمع فيما عندك و ترك التهمة فيما تحويه ايدي العباد لتردهم الي الرغبة اليك و الرهبة منك الدعاء و اوله اوضح من آخره في قبول خبر الثقاة و عن الصادق7قال قال رسول اللّه9الفقهاء امناء الرسل ما لم‏يدخلوا في الدنيا الحديث و عنه7العلماء امناء و الاتقياء حصون و الاوصياء سادة و قد تقدم ما يدل علي ذلك في باب من يجوز الاخذ عنه و من لايجوز و الاحاديث في هذا الباب كثيرة ينيف علي اربعين حديثاً تركناها اختصاراً و قد اوردها صاحب وسائل الشيعة و من ارادها فليطلبه منه.

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 56 *»

بــاب

جواز الاعتماد علي كتاب الثقة و ان كان لم‏يسمع منه و لم‏يجزه

قيل لابي‏الحسن الرضا7الرجل من اصحابنا يعطيني الكتاب و لايقول اروه عني يجوز لي ان‏ارويه عنه فقال اذا علمت ان الكتاب له فاروه عنه و قال ابوعبداللّه7احتفظوا بكتبكم فانكم سوف تحتاجون اليها و قال اكتب و بث علمك في اخوانك فان مت فاورث كتبك بنيك فانه يأتي علي الناس زمان هرج لايأنسون فيه الاّ بكتبهم و قيل لابي‏جعفر الثاني7جعلت فداك ان مشايخنا رووا عن ابي‏جعفر و ابي‏عبداللّه8 و كانت التقية شديدة فكتموا كتبهم فلم‏ترو عنهم فلما ماتوا صارت تلك الكتب الينا فقال حدثوا بها فانها حق و عن احمد بن ابي‏خلف قال كنت مريضاً فدخل علي ابوجعفر يعودني عند مرضي فاذا عند رأسي كتاب يوم و ليلة فجعل يتصفحه ورقة ورقة حتي اتي عليه من اوله الي آخره و جعل يقول رحم اللّه يونس رحم اللّه يونس رحم اللّه يونس و كذا عرض علي ابي‏الحسن العسكري فنظر فيه و تصفحه كله ثم قال هذا ديني و دين آبائي كله و هو الحق كله و كذا رآه ابومحمد7فقال هذا صحيح ينبغي ان‏تعمل به و عن النبي9انه قال في وصيته لعلي7يا علي اعجب الناس ايماناً و اعظمهم يقيناً قوم يكونون في آخر الزمان لم‏يلحقوا النبي و حجب عنهم الحجة فآمنوا بسواد علي بياض و سئل الشيخ يعني اباالقاسم رضي اللّه عنه عن كتب ابن ابي‏العذافر بعد ما ذم و خرجت فيه اللعنة فقيل فكيف نعمل بكتبه و بيوتنا منها ملأي فقال اقول فيها ما قاله ابومحمد الحسن بن علي8و قد سئل عن كتب بني‏فضال فقالوا كيف نعمل بكتبهم و بيوتنا منها ملأي فقال صلوات اللّه عليه خذوا بما رووا و ذروا ما رأوا و في هذا الباب احاديث كثيرة فيها ذكر الكتب المعروضة عليهم و تصحيحهم لها اقتصرنا علي ما ذكرنا خوف الاطالة.

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 57 *»

بــاب

جواز نسبة ما روي عن احدهم:الي غيره و نقل الخبر بالمعني

و ادب الرواية و جواز التمسك بظواهر الاخبار

علي ما يفهمه اهل اللغة

قال اللّه تعالي الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه قال ابوعبداللّه7في هذه الاية الرجل يسمع الحديث فيحدث به كما سمعه لايزيد و لاينقص منه و قيل له7اسمع الحديث منك فازيد و انقص قال ان كنت تريد معانيه فلابأس و قيل له اسمع الكلام منك فاريد ان‏ارويه كما سمعته منك فلايجئ قال فتعمد ذلك قال لا قال تريد المعني قال نعم قال فلابأس و قيل له الحديث اسمعه منك ارويه عن ابيك او اسمعه من ابيك ارويه عنك قال سواء الاّ انك ترويه عن ابي احب الي و قال قال اميرالمؤمنين7اذا حدثتم بحديث فاسندوه الي الذي حدثكم فان كان حقاً فلكم و ان كان كذباً فعليه و قال7حديثي حديث ابي و حديث ابي حديث جدي و حديث جدي حديث الحسين و حديث الحسين حديث الحسن و حديث الحسن حديث اميرالمؤمنين و حديث اميرالمؤمنين حديث رسول اللّه و حديث رسول اللّه9قول اللّه عزوجل و قال جابر لابي‏جعفر7اذا حدثتني بحديث فاسنده لي فقال حدثني ابي عن جدي عن رسول اللّه9عن جبرئيل عن اللّه تبارك و تعالي و كلما احدثك بهذا الاسناد و قال ابوعبداللّه7ليس عليكم فيما سمعتم مني ان‏ترووه عن ابي7و ليس عليكم جناح فيما سمعتم من ابي ان‏ترووه عني ليس عليكم في هذا جناح و قيل له نسمع الحديث منك فلاادري منك سماعه او من ابيك فقال ما سمعته مني فاروه عن ابي و ما سمعته مني فاروه عن رسول اللّه9و قيل له7اسمع الحديث منك فلعلي لاارويه كما سمعته فقال اذا اصبت المطلب منه فلابأس انما هو بمنزلة تعال و هلم و اقعد و اجلس و قال اذا اصبت معني حديثنا فاعرب عنه بما شئت و قيل هؤلاء يأتون بالحديث مستوياً كما يسمعونه و انا ربما قدمنا و اخرنا

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 58 *»

و زدنا و نقصنا فقال ذلك زخرف القول غرورا اذا اصبت المعني فلابأس و قال7اياكم و الكذب المفترع قيل له و ما الكذب المفترع قال ان‏يحدثك الرجل بالحديث فتتركه و ترويه عن الذي حدثك عنه و قال في قوله تعالي الذين يستمعون القول الاية هم المسلمون لآل محمد:الذين اذا سمعوا الحديث لم‏يزيدوا فيه و لم‏ينقصوا منه جاؤا به كما سمعوه.

بــاب

وجوه اختلاف اخبارهم و نفي الاختلاف الواقعي فيما صدر عنهم

قال اللّه تعالي هذا عطاؤنا فامنن او امسك بغير حساب و قال اما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فاردت ان‏اعيبها و كان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا و قال و لو كان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا و قال لايتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين و من يفعل ذلك فليس من اللّه في شي‏ء الاّ ان‏تتقوا منهم تقاة و قال و ماارسلنا من رسول و لانبي الاّ اذا تمني القي الشيطان في امنيته فينسخ اللّه ما يلقي الشيطان ثم يحكم اللّه آياته و قال و كذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الانس و الجن يوحي بعضهم الي بعض زخرف القول غروراً و لو شاء ربك مافعلوه فذرهم و ما يفترون و لتصغي اليه افئدة الذين لايؤمنون بالآخرة و ليرضوه و ليقترفوا ما هم مقترفون و عن النبي9اختلاف اصحابي لكم رحمة قيل يا رسول اللّه من اصحابك قال اهل بيتي و عن حازم قال قلت لابي‏عبداللّه7 مابالي اسئلك عن المسئلة فتجيبني فيها بالجواب ثم يجيئك غيري فتجيبه فيها بجواب آخر فقال انا نجيب علي الزيادة و النقصان و عن الصادق7انه قيل له ليس شي‏ء اشد علي من اختلاف اصحابنا قال ذلك من قبلي و عن موسي بن اشيم قال كنت عند ابي‏عبداللّه7 فسأله رجل عن آية من كتاب اللّه فاخبره بها ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الاية فاخبره بخلاف ما اخبر به الاول فدخلني من ذلك ماشاء

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 59 *»

اللّه الي ان قال فبينا انا كذلك اذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الاية فاخبره بخلاف ما اخبرني و صاحبي فسكنت نفسي و علمت ان ذلك منه تقية قال ثم التفت الي و قال يابن اشيم ان اللّه فوض الي سليمان بن داود فقال هذا عطاؤنا فامنن او امسك بغير حساب و فوض الي نبيه فقال ما آتيكم الرسول فخذوه و ما نهيكم عنه فانتهوا فما فوض الي رسول اللّه9فوض الينا و عن ابي‏الحسن7 قال اختلاف اصحابي لكم رحمة و قال اذا كان ذلك جمعتكم علي امر واحد و سئل عن اختلاف اصحابنا فقال7انا فعلت ذلك بكم لو اجتمعتم علي امر واحد لاخذ برقابكم  عن زرارة عن ابي‏جعفر7قال سألته عن مسئلة فاجابني قال ثم جاء رجل آخر فسأله عنها فاجابه بخلاف ما اجابني ثم جاء رجل آخر فاجابه بخلاف ما اجابني و صاحبي فلما خرج الرجلان قلت يابن رسول اللّه رجلان من اهل العراق من شيعتك قدما يسألان فاجبت كل واحد منهما بخلاف ما اجبت به الآخر قال فقال يا زرارة ان هذا خير لنا و لكم و لو اجتمعتم علي امر واحد لقصدكم الناس و لكان اقل لبقائنا و بقائكم قال فقلت لابي‏عبداللّه7 شيعتكم لو حملتموهم علي الاسنة او علي النار لمضوا و هم يخرجون من عندكم مختلفين قال فسكت فاعدت عليه ثلث مرات فاجابني بمثل جواب ابيه و كذا وقع لابن اشيم قصة اخري يشبه ما رويناه عنه اولاً و عن محمد بن سنان قال كنت عند ابي‏جعفر الثاني7 فاجريت اختلاف الشيعة فقال يا محمد ان اللّه تبارك و تعالي لم‏يزل منفرداً بوحدانيته ثم خلق محمداً و علياً و فاطمة فمكثوا الف دهر ثم خلق جميع الاشياء فاشهدهم خلقها و اجري طاعتهم عليها و فوض امورها اليهم فهم يحلون ما يشاؤون و يحرمون ما يشاؤون و لن‏يشاءوا الاّ ان‏يشاء اللّه تبارك و تعالي ثم قال يا محمد هذه الديانة التي من تقدمها مرق و من تخلف عنها محق و من لزمها لحق خذها اليك يا محمد و عن الصادق7في رسالة له الي زرارة فاحببت ان‏اعيبك ليحمدوا امرك في الدين بعيبك و نقصك و يكون بذلك منا دافع شرهم عنك يقول اللّه عزوجل و اما السفينة الاية الاّ انه قال يأخذ كل سفينة صالحة غصبا هذا التنزيل من

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 60 *»

 عند اللّه صالحة لا واللّه ماعابها الاّ لكي تسلم من الملك و لاتعطب عليه و لقد كانت صالحة ليس للعيب فيها مساغ و الحمد للّه فافهم المثل يرحمك اللّه فانك واللّه احب الناس الي و احب اصحاب ابي7حياً و ميتاً فانك افضل سفن ذلك البحر القمقام الزاخر و ان من ورائك ملكاً ظلوماً غصوباً يرقب عبور كل سفينة صالحة ترد من بحر الهدي ليأخذها غصبا ثم يغصبها و اهلها و رحمة اللّه عليك حياً و رحمته و رضوانه عليك ميتاً و لقد ادي الي ابناك الحسن و الحسن رسالتك احاطهما اللّه و كلأهما و رعاهما و حفظهما بصلاح ابيهما كما حفظ الغلامين فلايضيقن صدرك من الذي امرك ابي7و امرتك به و اتاك ابوبصير بخلاف الذي امرناك به فلا واللّه ماامرناك و لاامرناه الاّ بامر وسعنا و وسعكم الاخذ به و لكل ذلك عندنا تصاريف و معان توافق الحق و لو اذن لنا لعلمتم ان الحق في الذي امرناكم فردوا الينا الامر و سلموا لنا و اصبروا لاحكامنا و ارضوا بها و الذي فرق بينكم فهو راعيكم الذي استرعاه اللّه خلقه و هو اعرف بمصلحة غنمه في فساد امرها فان شاء فرق بينها لتسلم ثم يجمع بينها ليأمن من فسادها و خوف عدوها في آثار ما يأذن اللّه و يأتيها بالامن من مأمنه و الفرج من عنده عليكم بالتسليم و الرد الينا و انتظار امرنا و امركم و فرجنا و فرجكم فلو قدم قائمنا و تكلم متكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن و شرايع الدين و الاحكام و الفرائض كما انزله اللّه علي محمد9لانكر اهل البصاير منكم ذلك اليوم انكاراً شديداً لم‏يستقيموا علي دين اللّه و طريقته الاّ من تحت حد السيف فوق رقابكم ان الناس بعد نبي اللّه7ركب اللّه به سنة من كان قبلكم فغيروا و بدلوا و حرفوا و زادوا و نقصوا منه فما من شي‏ء عليه الناس اليوم الاّ و هو محرف عما نزل به الوحي من عند اللّه فاجب يرحمك اللّه من حيث تدعي الي حيث ترعي حتي يأتي من يستأنف بكم دين اللّه استينافاً الي ان قال فلذلك عندنا معان و تصاريف لذلك ما يسعنا و يسعكم و لايخالف شي‏ء منها الحق و لايضاده الحديث و سئل انه ربما دخلت المسجد و بعض اصحابنا يصلي العصر و بعضهم يصلي الظهر فقال انا امرتهم بهذا لو صلوا علي وقت واحد لعرفوا فاخذ برقابهم

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 61 *»

 و عنه7ان حديثنا صعب مستصعب لايحتمله الاّ ملك مقرب او نبي مرسل او عبد امتحن اللّه قلبه للايمان او مدينة حصينة و سئل عن المدينة الحصينة فقال القلب المجتمع و في هذا المعني اخبار كثيرة و عنه7انتم افقه الناس اذا عرفتم معاني كلامنا ان الكلمة لتنصرف علي وجوه فلو شاء انسان لصرف كلامه كيف شاء و لايكذب و عنه7حديث تدريه خير من الف ترويه و لايكون الرجل منكم فقيهاً حتي يعرف معاريض كلامنا و ان الكلمة من كلامنا لتنصرف علي سبعين وجهاً لنا من جميعها المخرج و ورد اخبار كثيرة علي معني ذيل هذا الخبر لم‏نذكرها و عنه7انتم افقه الناس ما عرفتم معاني كلامنا ان كلامنا لينصرف علي سبعين وجهاً و عن ابي‏بصير عن ابي‏جعفر7 قال قيل له و انا عنده ان سالم بن ابي‏حفصة يروي عنك انك تكلم علي سبعين وجهاً لك منها المخرج فقال ما يريد سالم مني ايريد ان‏اجئ بالملئكة فواللّه ما جاء بهم النبيون و لقد قال ابرهيم اني سقيم واللّه ماكان سقيماً([34]) و ماكذب و لقد قال ابرهيم بل فعله كبيرهم و مافعله كبيرهم و ماكذب و لقد قال ايتها العير انكم لسارقون واللّه ماكانوا سرقوا و ماكذب و عن ابي‏جعفر7يا زياد ما تقول لو افتينا رجلاً ممن يتولانا بشي‏ء من التقية فقال انت اعلم جعلت فداك قال ان اخذ به فهو خير له و اعظم اجراً و في اخري ان اخذ اوجر و ان تركه واللّه اثم و عنه7اذا كنتم في ائمة الجور فامضوا في احكامهم و لاتشهروا انفسكم فتقتلوا و ان تعاملتم باحكامهم كان خيراً لكم و عن زرارة قال ابوجعفر7 حدث عن بني‏اسرائيل يا زرارة و لا حرج فقلت جعلت فداك في حديث الشيعة ما هو اعجب من احاديثهم قال فاي شي‏ء هو يا زرارة قال فاختلس من قلبي فمكث ساعة لااذكر ما اريد قال لعلك تريد التقية قلت نعم قال صدق بها فانها حق و عن ابي‏عبداللّه7ماسمعت مني يشبه قول الناس فيه التقية و ماسمعت لايشبه قول الناس فلاتقية فيه و عنه7من عرف

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 62 *»

 من امرنا الاّ نقول الاّ حقاً فليكتف بما يعلم منا فان سمع منا خلاف ما يعلم فليعلم ان ذلك دفاع و اختيار له و روي و اختبار بالموحدة من تحت@ و عن ابي‏عبداللّه7ثلثة كانوا يكذبون علي رسول اللّه9ابوهريرة و انس بن مالك و امرأة و عنه7انا اهل بيت صادقون لانخلو من كذاب يكذب علينا و يسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس كان رسول اللّه9اصدق البرية لهجة و كان مسيلمة يكذب عليه و كان اميرالمؤمنين اصدق من برء اللّه بعد رسول اللّه9و كان الذي يكذب عليه و يعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه عبداللّه بن سبا لعنه اللّه و كان ابوعبداللّه الحسين بن علي7 قد ابتلي بالمختار ثم ذكر ابوعبداللّه7الحارث الشامي و بنان فقال كانا يكذبان علي علي بن الحسين8ثم ذكر المغيرة بن سعد و بزيعاً و السري و ابالخطاب و معمراً و بشار الاشعري و حمزة اليزيدي و صايد النهدي فقال لعنهم اللّه انا لانخلو من كذاب يكذب علينا او عاجز الرأي كفانا اللّه مؤنة كل كذاب و اذاقهم حر الحديد و عن الباقر7لم‏نزل اهل البيت منذ قبض رسول اللّه9نذل و نقصي و نحرم و نقتل و نطرد و وجد الكذابون لكذبهم موضعاً يتقربون الي اوليائهم و قضاتهم و عمالهم في كل بلدة يحدثون عدونا و ولاتهم الماضين بالاحاديث الكاذبة الباطلة و يحدثون و يروون عنا ما لم‏نقل تهجينا منهم لنا و كذباً منهم علينا و تقرباً الي ولاتهم و قضاتهم بالزور و الكذب و كان عظم ذلك و كثرته في زمن معاوية لعنه اللّه بعد موت الحسن7ثم قال7 بعد كلام تركناه و ربما رأيت الرجل يذكر بالخير و لعله ان‏يكون ورعاً صدوقاً يحدث باحاديث عظيمة من تفضيل بعض من قد مضي من الولاة لم‏يخلق اللّه منها شيئاً قط و هو يحسب انها حق لكثرة من سمعها منه([35]) ممن لايعرف بكذب و لابقلة ورع و يروون عن علي7اشياء قبيحة و عن الحسن و الحسين8مايعلم اللّه انهم رووا في ذلك الباطل و عن علي7في حديث طويل ان في ايدي الناس حقاً و باطلاً و

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 63 *»

 صدقاً و كذباً و ناسخاً و منسوخاً و عاماً و خاصاً و محكماً و متشابهاً و حفظاً و وهماً و قد كذب علي رسول اللّه9علي عهده حتي قام خطيباً فقال ايها الناس قد كثرت علي الكذابة فمن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من الناس ثم كذب عليه من بعده ثم قال انما اتاكم الحديث من اربعة ليس لهم خامس رجل منافق يظهر الايمان متصنع بالاسلام و لايتأثم و لايتحرج ان‏يكذب علي رسول اللّه9متعمداً فلو علم الناس انه منافق كذاب لم‏يقبلوا منه و لم‏يصدقوه ولكنهم قالوا هذا قد صحب رسول اللّه9و رآه و سمع منه فاخذوا منه و هم لايعرفون حاله و قد اخبر اللّه عزوجل و اذا رأيتهم تعجبك اجسامهم و ان يقولوا تسمع لقولهم ثم بقوا بعده فتقربوا الي ائمة الضلال و الدعاة الي النار بالزور و الكذب و البهتان فولوهم الاعمال و حملوهم علي رقاب الناس و اكلوا بهم الدنيا و انما الناس مع الملوك و الدنيا الاّ من عصم اللّه فهذا احد الاربعة و رجل سمع من رسول اللّه9شيئاً لم‏يحفظ علي وجهه و وهم فيه و لم‏يتعمد كذباً فهو في يده يقول به و يعمل به و يرويه و يقول انا سمعته من رسول اللّه9فلو علم المسلمون انه وهم لم‏يقبلوه و لو علم هو انه وهم لرفضه و رجل ثالث سمع من رسول اللّه9شيئاً امر به ثم نهي عنه و هو لايعلم او سمعه ينهي عن شي‏ء ثم امر به و هو لايعلم فحفظ منسوخه و لم‏يحفظ الناسخ فلو علم انه منسوخ لرفضه و لو علم المسلمون انه منسوخ لرفضوه و آخر رابع لم‏يكذب علي رسول اللّه9مبغض للكذب خوفاً من اللّه عزوجل و تعظيماً لرسول اللّه لم‏يسه بل حفظ ما سمع علي وجهه فجاء به كما سمع لم‏يزد فيه و لم‏ينقص منه و علم الناسخ من المنسوخ فعمل بالناسخ و رفض المنسوخ الحديث و عن كتابه صلوات اللّه عليه و آله ان رسول اللّه9 قال سيكذب علي كما كذب علي من كان قبلي و عن يونس بن عبدالرحمن; انه سأله بعض اصحابه فقال يا بامحمد ما اشدك في الحديث و اكثر انكارك لما يرويه اصحابنا فما الذي يحملك علي رد الاحاديث فقال حدثني هشام بن الحكم انه سمع اباعبداللّه7

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 64 *»

يقول لاتقبلوا علينا حديثاً الاّ ما وافق القرآن و السنة او تجدون معه شاهداً من احاديثنا المتقدمة فان المغيرة بن سعد لعنه اللّه دس في كتب اصحاب ابي احاديث لم‏يحدث بها ابي فاتقوا اللّه و لاتقبلوا علينا ما خالف قول ربنا و سنة نبينا محمد9فانا اذا حدثنا قلنا قال اللّه عزوجل و قال رسول اللّه9قال يونس وافيت العراق فوجدت بها قطعة من اصحاب ابي‏جعفر و وجدت اصحاب ابي‏عبداللّه متوافرين فسمعت منهم و اخذت كتبهم فعرضتها بعد علي ابي‏الحسن الرضا7فانكر منها احاديث كثيرة ان‏يكون من احاديث ابي‏عبداللّه7و قال لي ان اباالخطاب كذب علي ابي‏عبداللّه7لعن اللّه اباالخطاب و كذلك اصحاب ابي‏الخطاب يدسون هذه الاحاديث الي يومنا هذا في كتب اصحاب ابي‏عبداللّه فلاتقبلوا علينا خلاف القرآن فانا ان حدثنا حدثنا بموافقة القرآن و موافقة السنة انا عن اللّه و عن رسوله نحدث و لانقول قال فلان و فلان فيتناقض كلامنا ان كلام آخرنا مثل كلام اولنا و كلام اولنا مصداق لكلام آخرنا و اذا اتاكم من يحدثكم بخلاف ذلك فردوه عليه و قولوا انت اعلم و ما جئت به فان مع كل قول منا حقيقة و عليه نور فما لاحقيقة معه و لانور فذلك قول الشيطان و عن ابي‏عبداللّه7كان المغيرة بن سعد يتعمد الكذب علي ابي و يأخذ كتب اصحابه و كان اصحابه المستترون باصحاب ابي يأخذون الكتب من اصحاب ابي فيدفعونها الي المغيرة فكان يدس فيها الكفر و الزندقة و يسندها الي ابي ثم يدفعها الي اصحابه فيأمرهم ان‏يبثوها في الشيعة فكلما كان في كتب اصحاب ابي من الغلو فذلك مما دسه المغيرة بن سعد في كتبهم و عنه7ان اهل الكوفة نزل فيهم كذاب اما المغيرة فانه يكذب علي ابي يعني اباجعفر7قال حدثه ان نساء آل محمد اذا حضن قضين الصلوة و ان واللّه عليه لعنة اللّه ماكان ذلك من شي‏ء و لاحدثه و اما ابوالخطاب فكذب علي و قال اني امرته ان لايصلي هو و اصحابه المغرب حتي يري كوكباً كذا الخبر و عنه7و قد سئل عن الاختلاف الذي بين الشيعة يا فيض ان الناس اولعوا

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 65 *»

 بالكذب علينا ان اللّه افترض عليهم لايريد منهم غيره و اني احدث احدهم بالحديث فلايخرج من عندي حتي يتأوله علي غير تأويله و ذلك انهم لايطلبون بحديثنا و حبنا ما عند اللّه و انما يطلبون الدنيا و كل يحب ان‏يدعي رأساً انه ليس من عبد يرفع نفسه الاّ وضعه اللّه و ما من عبد وضع نفسه الاّ رفعه اللّه و شرفه الحديث و سئل مابال اقوام يروون عن فلان و فلان عن رسول اللّه9لايتهمون بالكذب فيجئ منكم خلافه قال ان الحديث ينسخ كما ينسخ القرآن.

بــاب

وجوه الجمع بين مختلفات الروايات و المخلص منها

و معرفة الصحيح و الضعيف

قال اللّه تعالي و ما اختلفتم فيه من شي‏ء فحكمه الي اللّه و قال و لو ردوه الي الرسول و الي اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم و قال و ان تنازعتم في شي‏ء فردوه الي اللّه و الي الرسول و قال ذلك الكتاب لاريب فيه و قال و انه لكتاب عزيز لايأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد و قال انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الي اللّه و رسوله ليحكم بينهم ان‏يقولوا سمعنا و اطعنا و اولئك هم المفلحون و قال الم‏تر الي الذين اوتوا نصيباً من الكتاب يدعون الي كتاب اللّه ليحكم بينهم ثم يتولي فريق منهم و هم معرضون سئل الرضا7يوما و قد اجتمع عنده قوم من اصحابه و قد كانوا يتنازعون في الحديثين المختلفين عن رسول اللّه9في الشي‏ء الواحد فقال7ان اللّه حرم حراماً و احل حلالاً و فرض فرائض فما جاء في تحليل ما حرم اللّه او في تحريم ما احل اللّه او دفع فريضة في كتاب اللّه رسمها بين قائم بلاناسخ نسخ ذلك فذلك ما لايسع الاخذ به لان رسول اللّه9لم‏يكن ليحل ما حرم اللّه و لاليحرم ما احل اللّه و لاليغير فرائض اللّه و احكامه كان في ذلك كله متبعاً مسلماً

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 66 *»

 مؤدياً عن اللّه ما امره به من تبليغ الرسالة قيل فانه يرد عنكم الحديث في الشي‏ء عن رسول اللّه9 مما ليس في الكتاب و السنة ثم يرد خلافه فقال كذلك قد نهي رسول اللّه9عن اشياء نهي حرام فوافق في ذلك نهيه نهي اللّه و امر باشياء فصار ذلك الامر واجباً لازماً كعدل فرائض اللّه فوافق في ذلك امره امر اللّه فما جاء في النهي عن رسول اللّه9نهي حرام ثم جاء خلافه لم‏يسع استعمال ذلك و كذلك فيما امر به لانا لانرخص فيما لم‏يرخص فيه رسول اللّه9و لانأمر بخلاف ما امر به رسول اللّه9الاّ خوف ضرورة فاما ان‏نستحل ما حرم رسول اللّه او نحرم ما استحل رسول اللّه فلايكون ذلك ابداً لانا تابعون لرسول اللّه مسلمون له كما كان رسول اللّه9تابعاً لامر ربه مسلماً له و قال اللّه عزوجل و ما آتيكم الرسول فخذوه و ما نهيكم عنه فانتهوا و ان رسول اللّه نهي عن اشياء ليس نهي حرام بل اعافة و كراهة و امر باشياء ليس بامر فرض و لا واجب بل امر فضل و رجحان في الدين ثم رخص في ذلك للمعلول و غير المعلول فما كان عن رسول اللّه9نهي اعافة او امر فضل فذلك الذي يسع استعمال الرخص فيه اذا ورد عليكم عنا فيه الخبر باتفاق يرويه من يرويه في النهي و لاينكره و كان الخبران صحيحين معروفين باتفاق الناقلة فيهما يجب الاخذ باحدهما او بهما جميعاً او بايهما شئت و احببت موسع ذلك لك من باب التسليم لرسول اللّه9و الرد اليه و الينا و كان تارك ذلك من باب العناد و الانكار و ترك التسليم لرسول اللّه9مشركاً باللّه العظيم فما ورد عليكم من خبرين مختلفين فاعرضوهما علي كتاب اللّه فما كان في كتاب اللّه موجوداً حلالاً او حراماً فاتبعوا ما وافق الكتاب و ما لم‏يكن في الكتاب فاعرضوه علي سنن رسول اللّه9فما كان في السنة موجوداً منهياً عنه نهي حرام و مأموراً به عن رسول اللّه امرالزام فاتبعوا ما وافق نهي رسول اللّه9و امره و ما كان في السنة نهي اعافة او كراهة ثم كان الخبر الاخير خلافه فذلك رخصة فيما عافه رسول اللّه و كرهه و لم‏يحرمه فذلك الذي يسع الاخذ بهما جميعاً و بايهما شئت وسعك الاختيار من

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 67 *»

 باب التسليم و الاتباع و الرد الي رسول اللّه9و ما لم‏تجدوه في شي‏ء من هذه الوجوه فردوا الينا علمه فنحن اولي بذلك و لاتقولوا فيه بآرائكم و عليكم بالكف و التثبت و الوقوف و انتم طالبون باحثون حتي يأتيكم البيان من عندنا و سئل ابوعبداللّه7عن رجل اختلف عليه رجلان من اهل دينه في امر كلاهما يرويه احدهما يأمر باخذه و الآخر ينهاه عنه كيف يصنع قال يرجئه حتي يلقي من يخبره فهو في سعة حتي يلقاه و في رواية اخري بايهما اخذت من باب التسليم وسعك و سئل عن اختلاف الحديثين يرويه من نثق به و منهم من لانثق به قال اذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهداً من كتاب اللّه او من قول رسول اللّه و الاّ فالذي جاءكم به اولي به و قال اذا سمعت من اصحابك الحديث و كلهم ثقة فموسع عليك حتي تري القائم فترد اليه و قيل للرضا7تجيئنا الاحاديث عنكم مختلفة قال ما جاءك عنا فقسه علي كتاب اللّه عزوجل و احاديثنا فان كان يشبهها فهو منا([36]) و ان لم‏يشبهها فليس منا قيل يجيئنا الرجلان و كلاهما ثقة بحديثين مختلفين فلانعلم ايهما الحق فقال اذا لم‏تعلم فموسع عليك بايهما اخذت و قال ابوعبداللّه7من عرف انا لانقول الاّ حقا فليكتف بما يعلم منا فان سمع منا خلاف ما يعلم فليعلم ان ذلك دفاع منا عنه و قال اذا ورد عليكم حديثان مختلفان فخذوا بما خالف القوم([37]) و قال ما سمعت مني يشبه قول الناس فيه التقية([38]) و ما سمعت مني لايشبه قول الناس فلا تقية فيه و قال أ تدري لم امرتم بالاخذ بخلاف ما يقول العامة فقيل لاادري فقال ان علياً7لم‏يكن يدين اللّه بدين الاّ خالف عليه الامة الي غيره لابطال امره و كانوا يسألون اميرالمؤمنين7عن الشي‏ء الذي لايعلمونه فاذا افتاهم جعلوا له ضداً من عندهم ليلبسوا علي الناس و قال ما انتم واللّه علي شي‏ء مما هم فيه و لا هم علي شي‏ء مما انتم فيه فخالفوهم فما هم من الحنفية علي شي‏ء و قال ابوجعفر7

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 68 *»

لزياد يا زياد ما تقول لو افتينا رجلاً ممن يتولانا بشي‏ء من التقية قال قلت انت اعلم جعلت فداك قال ان اخذ به اوجر و ان تركه واللّه اثم و قال ابوعبداللّه7 لايسع الناس حتي يسألوا و يتفقهوا و يعرفوا امامهم و يسعهم ان‏يأخذوا بما يقول و ان كان تقية و قال لرجل ارأيتك لو حدثتك بحديث العالم ثم جئتني من قابل فحدثتك بخلافه بايهما كنت تأخذ قال كنت آخذ بالاخير فقال له رحمك اللّه و قيل له اذا جاء حديث عن اولكم و حديث عن آخركم بايهما نأخذ فقال خذوا به حتي يبلغكم عن الحي فان بلغكم عن الحي فخذوا بقوله ثم قال انا واللّه لاندخلكم الاّ فيما يسعكم و روي خذوا بالاحدث و قال يا باعمرو ارأيت لو حدثتك بحديث او افتيتك بفتيا ثم جئتني بعد ذلك فسألتني عنه فاخبرتك بخلاف ما كنت اخبرتك او افتيتك بخلاف ذلك بايهما كنت تأخذ قال باحدثهما و ادع الاخر فقال قد اصبت يا باعمرو ابي اللّه الاّ ان‏يعبد سراً اما واللّه لئن فعلتم ذلك انه لخير لي و لكم ابي اللّه عزوجل لنا في دينه الاّ التقية و قال علي7يا كميل اخوك دينك فاحتط لدينك بما شئت و عن النبي9دع ما يريبك الي ما لا يريبك و قال الصادق7لك ان‏تنظر الحزم و تأخذ الحائطة لدينك و روي خذوا بالمجمع عليه فان المجمع عليه لا ريب فيه و روي اذا اختلفت احاديثنا عليكم فخذوا بما اجتمعت عليه شيعتنا فانه لا ريب فيه و قال ابوعبداللّه7قال رسول اللّه9ان علي كل حق حقيقة و علي كل صواب نوراً فما وافق كتاب اللّه فخذوه و ما خالف كتاب اللّه فدعوه و قال ما وجدتم في كتاب اللّه عزوجل فالعمل به لازم و لاعذر لكم في تركه و ما لم‏يكن في كتاب اللّه عزوجل و كانت فيه سنة مني لاعذر لكم في ترك سنتي و ما لم‏يكن فيه سنة مني فما قال اصحابي فخذوه فانما مثل اصحابي فيكم كمثل النجوم ايها اخذ اهتدي و باي اقاويل اصحابي اخذتم اهتديتم و اختلاف اصحابي لكم رحمة قيل يا رسول اللّه من اصحابك قال اهل بيتي و قال في حجة الوداع قد كثرت علي الكذابة و ستكثر فمن كذب علي متعمداً فليتبوء مقعده من النار فاذا اتاكم الحديث فاعرضوه علي كتاب اللّه و سنتي فما وافق كتاب اللّه

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 69 *»

 و سنتي فخذوا به و ما خالف كتاب اللّه و سنتي فلاتأخذوا به و قال اذا حدثتم عني بالحديث فانحلوني اهنأه و اسهله و ارشده فان وافق كتاب اللّه فانا قلته و ان لم‏يوافق كتاب اللّه فلم‏اقله و قال ابوعبداللّه7لرجل يا محمد ما جاءك في رواية من بر او فاجر يوافق القرآن فخذ به و ما جاءك من بر او فاجر يخالف القرآن فلاتأخذ به و قال7لاتقبلوا علينا حديثاً الاّ ما وافق القرآن و السنة او تجدون شاهداً من احاديثنا المتقدمة و قال ابوجعفر7انظروا امرنا و ما جاءكم عنا فان وجدتموه للقرآن موافقاً فخذوا به و ان لم‏تجدوه موافقاً فردوه و ان اشتبه عليكم فقفوا عنده و ردوه الينا حتي نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا و قال ابوعبداللّه7اذا ورد عليكم حديثان مختلفان فاعرضوهما علي كتاب اللّه فما وافق كتاب اللّه فخذوه و ما خالف كتاب اللّه فردوه فان لم‏تجدوهما في كتاب اللّه فاعرضوهما علي اخبار العامة فما وافق اخبارهم فذروه و ما خالف اخبارهم فخذوه و قال علي7في حديث واردد الي اللّه و رسوله ما يضلعك من الخطوب و يشتبه عليك من الامور فقد قال اللّه سبحانه لقوم احب ارشادهم ياايها الذين آمنوا اطيعوا اللّه و اطيعوا الرسول و اولي الامر منكم فان تنازعتم في شي‏ء فردوه الي اللّه و الرسول فالرد الي اللّه الاخذ بمحكم كتابه و الرد الي الرسول الاخذ بسنته الجامعة غير المتفرقة كتب رجل الي علي بن محمد7 يسأله عن العلم المنقول الينا عن آبائك و اجدادك: قد اختلف علينا فكيف العمل به علي اختلافه او الرد اليك فيما اختلف فيه فكتب ما علمتم انه قولنا فالزموه و ما لم‏تعلموا فردوه الينا و قيل لابي‏عبداللّه7يرد علينا حديثان واحد يأمرنا بالاخذ و الاخر ينهانا قال لاتعمل بواحد منهما حتي تلقي صاحبك فتسأله قيل لابد من ان‏يعمل باحدهما قال خذ بما فيه خلاف العامة و قيل للرضا7يحدث الامر لااجد بداً من معرفته و ليس في البلد الذي انا فيه احد استفتيه من مواليك فقال ائت فقيه البلد فاستفته في امرك فاذا افتاك بشي‏ء فخذ بخلافه فان الحق فيه و روي انهم متي افتوا بشي‏ء فالحق في خلافه و روي واللّه لم‏يبق في ايديهم الاّ استقبال القبلة و قال الرضا7من

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 70 *»

 رد متشابه القرآن الي محكمه فقد هدي الي صراط مستقيم ثم قال7ان في اخبارنا محكماً كمحكم القرآن و متشابها كمتشابه القرآن فردوا متشابهها الي محكمها و لاتتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا و روي عن زرارة قال سئلت الباقر7فقلت جعلت فداك يأتي عنكم الخبران او الحديثان المتعارضان فبايهما آخذ فقال يا زرارة خذ بما اشتهر بين اصحابك و دع الشاذ النادر فقلت يا سيدي انهما معاً مشهوران مرويان مأثوران عنكم فقال خذ بما يقول اعدلهما عندك و اوثقهما في نفسك فقلت جعلت فداك انهما معاً عدلان مرضيان موثقان فقال انظر الي ما وافق منهما مذهب العامة فاتركه و خذ بما خالفهم فان الحق فيما خالفهم فقلت ربما كانا معاً موافقين لهم او مخالفين فكيف اصنع فقال اذن فخذ بما فيه الحائطة لدينك و اترك ما خالف الاحتياط فقلت انهما معاً موافقان للاحتياط او مخالفان له فكيف اصنع فقال اذن فتخير احدهما و تأخذ به و تدع الآخر و في رواية اذن فارجه حتي تلقي امامك فتسأله و سئل ابوعبداللّه7 عن رجلين من اصحابنا بينهما منازعة الي ان قال فان كان كل رجل اختار رجلا من اصحابنا فرضيا ان‏يكون الناظرين في حقهما و اختلفا فيما حكما و كلاهما اختلفا في حديثكم قال الحكم ما حكم به اعدلهما و افقههما و اصدقهما في الحديث و اورعهما و لايلتفت الي ما يحكم به الاخر قيل فانهما عدلان مرضيان عند اصحابنا لايفضل احدهما عن صاحبه فقال ينظر الي ماكان من روايتهم عنا المجمع عليه بين اصحابك فيؤخذ به من حكمنا و يترك الشاذ الذي ليس بمشهور عند اصحابك فان المجمع عليه لاريب فيه و انما الامور ثلثة امر بين رشده فيتبع و امر بين غيه فيجتنب و امر مشكل يرد حكمه الي اللّه قال رسول اللّه9حلال بين و حرام بين و شبهات بين ذلك فمن ترك الشبهات نجي من المحرمات و من اخذ بالشبهات ارتكب المحرمات و هلك من حيث لايعلم قيل فان كان الخبران منكم مشهورين قد رواهما الثقات عنكم قال ينظر فما وافق حكمه حكم الكتاب و السنة و خالف العامة فيؤخذ به و يترك ما خالف حكمه حكم الكتاب و السنة و وافق العامة قيل جعلت فداك ارأيت ان كان

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 71 *»

الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب و السنة و وجدنا احد الخبرين موافقاً للعامة و الاخر مخالفاً لهم فاي الخبرين يؤخذ قال ما يخالف العامة ففيه الرشاد فقيل جعلت فداك فان وافقهما الخبران جميعاً قال ينظر الي ما هم اليه اميل حكامهم و قضاتهم فيترك و يؤخذ بالاخر فقيل فان وافق حكامهم الخبران جميعاً قال اذا كان ذلك فارجه حتي تلقي امامك فان الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات و يأتي ما يدل علي ذلك في باب الاجماع.

اقـول كان في الباب اخبار كثيرة تركناها لتكرر مضامينها مع ما اوردنا و لاشك انه ليس لاحد دفع التنافي و التخالف الظاهرة في اخبار اهل البيت سلام اللّه عليهم برأيه و اجتهاده و ظنه فان لكلامهم وجوهاً لايعرفها غيرهم بل اعتقادي ان من زيف شيئاً من اخبارهم برأيه و اختار شيئاً بظنه و اجتهاده فان ذلك نصب من حيث لايعلم فالواجب الوقوف حيث اوقفونا و التمسك بالاحتياط في الدين و من جملة اخبارهم المختلفة هذه الاخبار التي سردنا فانها مختلفة كما تري و ان الاخذ بواحد يمنع عن الاخر و بعض العلماء تكلفوا في ترتيب هذه الوجوه و بعضهم رفضوها و اتبعوا الظنون و بعضهم اتبعوها و وكلوها الي نظر المستنبط فقال بايها سكنت النفس هو المقدم المتبع و اما انا فلم‏تسكن نفسي الي شي‏ء من هذه الاقوال لعدم دليل اجده عن الآل عليهم صلوات اللّه الملك المتعال و ان وصل اليهم خبر فليس لي تقليدهم حتي يصل الي و اري ما افهم منه و اري الاخبار مختلفة بلاغبار و اري وجه اختلافها ايقاع الخلاف منهم حفظاً للرقاب فامروا كل سائل بوجه من الجمع و الذي يظهر من نفس هذه الاخبار انه يجب العرض علي الكتاب المستجمع علي تأويله و السنة الجامعة و العقل الذي عرفت العقول عدله فان خالف الخبر شيئاً من ذلك يجب رده الي قائله و لايجوز التمسك به و الاّ فان وافق فيؤخذ به و ان لم‏يكن في احدهما شي‏ء من ذلك فان كان فيه قرينة التقية و موافقة العامة جميعهم علي القطع و اليقين يترك و الاّ فان كان صحيحاً عن المعصومين يؤخذ به و لايجب الفحص عن المعارض بوجه من الوجوه و ان اتفق معارض له و كان مخالفاً لاحد الامور الثلثة يترك و ان لم‏يكن معناه في الامور

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 72 *»

الثلثة لاموافقاً و لامخالفاً و ليس بصحيح يترك و ان كان صحيحاً و فيه قرينة التقية و موافقة العامة يترك و الاّ يحتاج الي المرجحات و هيهنا اختلفت الاخبار من الاخذ بالشهرة و الاحتياط و التوقف و التخيير و الاوثق و الاعدل و الافقه و الاصدق و امثال ذلك و بالكل وردت الاخبار و لايمكن الترجيح في هذه الاخبار بالعقول الناقصة فالواجب التوقف و لاينافي شيئاً من البواقي لان التوقف في الحكم لا في العمل كما يأتي ان توقفت عن الحكم فلابأس بالاخذ بباقي المرجحات تسليماً فانك متوقف عن الحكم و لست تعين ما اخذت به و لاتلوم من خالفك و لاتعده عاصياً و تجوز الاخذ بذلك المخالف ايضا الاّ انك اخذت بواحد منهما تسليماً لما ورد عنهم: فتأخذ بالاشهر و الاحوط و بواقي المرجحات ان امكنك معرفته من دون تعيين بل تسليماً و انت متوقف في تعيين احدهما فان الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات و كذا اذا وقع الاختلاف في الاخبار بسبب المرجحات فكان احدهما اشهر و الاخر احوط مثلاً و كذا ساير المرجحات فهيهنا ايضاً تتوقف و انت في سعة منهما حتي تلقي صاحبك ثم قد اختلفت العلماء في ان بعد الوقوف يجب الاحتياط او انت مخير فتمسك كل واحد بخبر و اخبارهم ايضا مختلفة و ليس لنا ترجيح شي‏ء من ذلك بعقولنا فلانعلم ترجيح احدهما علي الاخر و تعيين احدهما من قبل الشرع و لايكلف اللّه نفساً الاّ ما آتاها و الناس في سعة ما لم‏يعلموا فنحن في سعة عن تعيين احدهما فاذا لا تعيين فالتخيير متعين ولكن الاحتياط امر مندوب اليه مرغوب فيه و هو احوط مع عدم التعيين و اجازة الاخذ بالاخر و قد تبلغ المرجحات المنصوصة عشرين و هي الاخذ برواية الاعدل و الافقه و الاصدق و الاورع و الاوثق و الاخذ برواية الثقة و هذه الستة يتعذر الاطلاع عليها بعد الف سنة و ازيد لما حققناه في رسالة اخري من عدم حصوص العلم باحوال الرجال و عدم اكتفاء الظن ثم المجمع عليه و المشهور و لعل المراد من هذين واحد كما يظهر من لحن الاخبار و الذي يظهر من لحن الاخبار و فهم الذين شافهوا الامام ان المراد الشهرة و الاجماع علي الرواية التي هي التواتر و علي ما قال جمع جميع اخبارنا مشهورة متواترة و علي ما قال

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 73 *»

آخرون لايوجد متواتر و علي فرض الاخذ به يجب ان‏يكون الاجماع و الشهرة مقطوعاً بهما لا مظنوناً و اني لك بذلك مع كثرة العلماء و خمول اكثرهم و عدم انتشار كتبهم و اقوالهم بل عدم معرفتهم كما حققناه في محله و اما الاجماع الذي يجب في كونه حجة دخول المعصوم في عدادهم فلايجب العلم بالجميع لان المناط القطع بدخول الحجة فاذا حصل استغني المحصل عن العلم بالباقي و هذا الاجماع غير ما نحن فيه هنا كما ظهر من الاخبار ثم الموافق للكتاب و السنة و هذان الحجة منهما ما كان جامعاً غير متفرق لان المختلف يجب رده اليهم فلايفترقان اذا كانا كذلك و المخالف للعامة و ما هم اليه اميل و هذان لايعرفان في هذا العصر لتفرق اهواء العامة في تلك الاعصار فاذا ظهر من نفس الخبر ذلك بقرينة يؤخذ به و الاّ فبابهما مسدود و كذا مخالفة فقيه البلد و المخالف لاخبارهم و المخالف لما يشبه اقوالهم ثم الاخذ بالناسخ و ذلك لايعلم الاّ باجماع عليه او نص و لايعرف بالخبر غير المصرح بالناسخية اذا كان له معارض ثم الاخذ بالاحدث و هذا لايعرف في زماننا غالباً الاّ ان‏يكون الخبر عن امامين و لم‏يعمل الاصحاب بذلك الاّ الصدوق ظاهراً و هو ايضاً معارض بساير المرجحات فلايمكن ايجاب الاخذ به معيناً ثم الموافق للاحتياط و ذلك لايكون الاّ في خبرين اذا عملت بواحد حصل العمل بالاخر لا العكس و هو ايضاً معارض بغيره ثم بالمحكم و رد المتشابه اليه و ذلك لاشك فيه ثم بالمشابه لاخبارهم القديمة و معرفة ذلك عسيرة لانه ان كان لعب فقد لعب بهما جميعاً و الاّ فالاثنان صحيحان و روي الصدوق مرجحاً آخر و هو ان المفسر يحكم علي المجمل و هذا ايضا لاشك فيه فانه لايقع تكليف بالمجمل فجملة ذلك واحد و عشرون مرجحاً خذها و كن من الشاكرين و لاتعتن بغير هذه المرجحات فانها عمل بالرأي و هو ممنوع عنه و السلام علي من اتبع الهدي.

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 74 *»

بــاب

ما ورد في الارجاء و تثليث الاحكام و الاحتياط

قال اللّه تعالي و لاتقف ما ليس لك به علم و قال و منه آيات محكمات هن ام الكتاب و اخر متشابهات الاية و سئل ابوالحسن7عن رجلين اصابا صيداً و هما محرمان و سألني بعض اصحابنا عن ذلك فلم‏ادر ما عليه فقال اذا اصبتم بمثل هذا فلم‏تدروا فعليكم بالاحتياط حتي تسألوا عنه فتعلموا و يمكن ان‏يكون المرجع عدم معرفته المسئلة فالمراد بالاحتياط التوقف في الفتوي و اصابة الصيد و المراد الاحتياط في الجزاء و عن ابي‏جعفر7الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة و تركك حديثاً لم‏تروه خير من روايتك حديثاً لم‏تحصه و عن ابي‏عبداللّه7لايسعكم فيما ينزل بكم مما لاتعلمون الاّ الكف عنه و التثبت و الرد الي ائمة الهدي حتي يحملوكم فيه علي القصد و يجلو عنكم فيه العمي و يعرفوكم فيه الحق قال اللّه تعالي فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون و عن ابي‏عبداللّه7و قيل له ما حق اللّه علي خلقه قال ان‏يقولوا ما يعلمون و يكفوا عما لايعلمون فاذا فعلوا ذلك فقد ادوا الي اللّه حقه و عن ابي‏الحسن7عن ابيه ان رسول اللّه9 قال لعلي و خديجة لما اسلما ان جبرئيل عندي يدعوكما الي بيعة الاسلام و يقول لكما ان للاسلام شروطاً ان‏تقول اشهد ان لا الاّ الاّ اللّه الي ان قال و الوقوف عند الشبهة و الرد الي الامام فانه لا شبهة عنده الحديث و عنه7في حديث و انما الامور ثلثة امر بين رشده فيتبع و امر بين غيه فيجتنب و امر مشكل يرد علمه الي اللّه و رسوله قال رسول اللّه9حلال بين و حرام بين و شبهات بين ذلك فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات و من اخذ بالشبهات ارتكب المحرمات و هلك من حيث لايعلم ثم قال في آخر الحديث فان الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات و عن ابي‏جعفر7في حديث فان كنت علي بينة من ربك و يقين من امرك و تبيان من شأنك فشأنك و الاّ فلاترو

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 75 *»

 من امرء انت منه في شك و شبهة و عن ابي‏عبداللّه7قال لو ان العباد اذا جهلوا وقفوا و لم‏يجحدوا لم‏يكفروا و عن علي7لاتقولوا ما لاتعرفون فان اكثر الحق فيما تنكرون الي ان قال فلاتستعملوا الرأي فيما لايدرك قعره البصر و لاتتغلغل اليه الفكر و قال فيا عجبا و مالي لااعجب من خطاء هذه الفرقة في اختلاف حججها في دينها لايقتفون اثر نبي و لايقتدون بعمل وصي يعملون في الشبهات و يسيرون في الشهوات المعروف فيهم ماعرفوا و المنكر عندهم ما انكروا مفزعهم في المعضلات الي انفسهم و تعويلهم في المبهمات علي آرائهم كان كل امرء منهم امام نفسه الحديث و قال7لا ورع كالوقوف عند الشبهة و قال7و انما سميت الشبهة شبهة لانها تشبه الحق و قال7 من صرحت له العبر عما بين يديه من المثلات حجزه التقوي عن تقحم الشبهات و قال7 حلال بين و حرام بين و شبهات بين ذلك فمن ترك ما اشتبه عليه من الاثم فهو لما اسبتان له اترك و المعاصي حمي اللّه فمن يرتع حولها يوشك ان‏يدخلها و عن ابي‏عبداللّه7عن آبائه عن رسول اللّه9الامور ثلثة امر تبين لك رشده فاتبعه و امر تبين لك غيه فاجتنبه و امر اختلف فيه فرده الي اللّه عزوجل و سئل7 من الورع من الناس قال الذي يتورع عن محارم اللّه و يجتنب هؤلاء فاذا لم‏يتق الشبهات وقع في الحرام و هو لايعرفه و قال اورع الناس من وقف عند الشبهة و سئل ابوجعفر7ما حجه اللّه علي العباد قال ان‏يقولوا ما يعلمون و يقفوا عند ما لايعلمون و عن علي بن الحسين7ان وضح لك امر فاقبله و الاّ فاسكت تسلم و رد علمه الي اللّه فانك اوسع مما بين السماء و الارض و قد مر في آخر حديث ابي‏الحسن7و قد رويناه في صدر الباب السابق ما يدل علي ذلك و عن النبي9ان لكل ملك حمي و ان حمي اللّه حلاله و حرامه و المشبهات بين ذلك كما لو ان راعياً رعي الي جانب الحمي لم‏تثبت غنمه ان‏تقع في وسطه فدعوا المشبهات و عن ابي‏جعفر7 في حديث و ان اشتبه عليكم الامر فقفوا عنده و ردوه الينا حتي نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا الحديث

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 76 *»

و عن اميرالمؤمنين7في وصيته لولده الحسن7الي ان قال و اعلم يا بني ان احب ما انت آخذ به من وصيتي اليك تقوي اللّه و الاقتصار علي ما افترض عليك و الاخذ بما مضي عليه سلفك من آبائك و الصالحون من اهل بيتك فانهم لن‏يدعوا ان نظروا لانفسهم كما انت ناظر و فكروا كما انت مفكر ثم ردهم آخر ذلك الي الاخذ بما عرفوا و الامساك عما لم‏يكلفوا فليكن طلبك لذلك بتفهم و تعلم لا بتورد الشبهات و علو الخصومات و ابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة بالهك و الرغبة اليه في التوفيق و نبذ كل شائبة ادخلت عليك شبهة او اسلمتك الي ضلالة و عن الرضا7في حديث شريف ان هؤلاء القوم سنخ لهم شيطان اعثرهم (اغترهم@) بالشبهة و لبس عليهم امر دينهم و ارادوا الهدي من تلقاء انفسهم فقالوا متي لم و كيف فاتاهم الهلك من مأمن احتياطهم و ذلك بما كسبت ايديهم و ما ربك بظلام للعبيد و لم‏يكن ذلك لهم و لا عليهم بل كان الفرض عليهم و الواجب لهم من ذلك الوقوف عند التحير و رد ما جهلوه من ذلك الي عالمه و مستنبطه لان اللّه يقول في كتابه و لو ردوه الي الرسول و الي اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم يعني آل محمد و هم الذين يستنبطون القرآن و يعرفون الحلال و الحرام و هم الحجج للّه علي خلقه و عن علي7 الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة و قد كان في الباب اخبار كثيرة اخر و لما كانت مضامينها قريبة مما ذكرنا تركناها اختصاراً و ان في ذلك عبرة لمن يخشي و انت لعلك تنبهت من هذه الاخبار علي وجه لم‏يبق عليه غبار ان الاحكام باسرها ليست من المبينات عند الرعية بل هي آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم و هم الائمة:لا غيرهم و اما بالنسبة الي غيرهم فمنها مبينات يعني ليس فيها شك و لاتظني و منها متشابهات و هي ما كان بين دليلين لم‏تعلم ايهما الحق لا ما ليس عليه دليل و يشهد بذلك خبر عمر بن حنظلة و بعض آخر مما قدمنا او اقيم عليه دليل لايوجب العلم فظننت حقيته او شككت في حقيته او توهمتها فحينئذ هو من المتشابهات فما كان متشابها يلزمه الشك و التظني و ان احكام اللّه ليست بالشك و التظني و لم‏تبلغ الحجة بالشك و الوهم كما روي عن الصادق7في

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 77 *»

وصيته لمفضل من شك او ظن فاقام علي احدهما فقد حبط عمله ان حجة اللّه هي الحجة الواضحة و سيأتيك في باب حرمة العمل بالظن ما يغنيك فالمبينات علي قسمين باعتبار حلال بين و حرام بين و يدخل في الحلال الفرايض و الفضائل و المعافات و المباحات و الحرام هو خامس الاربع و بين الحلال و الحرام مشتبهات اما اذا اشتبه الفرض بالحرام او الفضل او المعاف او المباح فايهما اشتبه بالحرام حكمه التوقف في المسئلة و الرد الي اللّه و رسوله و لايحل لاحد القول فيه برأيه و ظنه و هواه و عقله فانه مأمور من عند اللّه بالتوقف و الرد الي ائمة الهدي و كذا اذا اشتبه الفرض بغيره من الحلال او الفضل بغيره او المعاف بغيره او المباح فان اشتبه بعض ذلك ايضا ببعض يجب التوقف و الرد الي ائمة الهدي:و لايجوز القول فيه بالرأي و التظني و الاهواء و الشاهد علي ذلك قول النبي9الامور امران الحديث فالشبهات قسمان كما ظهر من الاخبار قسم الشبهة بين الحلال و الحرام و قسم الشبهة بين اقسام الحلال و يجب في كلتيهما التوقف و انت خبير ان التوقف في هذه الاخبار مخصوص بالفتوي و الحكم بالواقع لا في العمل فانه لايستقيم و سيجئ لذلك باب يشهد بما اقول و هو ان غير المبين لم‏تبلغ فيها الحجة و انت في سعة فيها في العمل و اما عدم استقامة التوقف في العمل فاولاً ان التوقف هو الترك و الكف عن العمل فاذا كانت الشبهة في الفرض و الحرام فالتوقف لاينفعل و كذا اذا كانت الشبهة في الفرض و الفضل او المعاف او المباح فان الشبهة في اي ذلك حصلت لاينجيك عن ضرها التوقف ابداً بل يوقعك في الهلكات فكيف يمكن ان‏يأمروا بالتوقف في الشبهات مطلقاً و كذا اذا وقع الشبهة بين ماسوي الفرض من اقسام الحلال فاي نفع في التوقف نعم اذا حصلت الشبهة بين الحرام و ماسوي الفرض يكون التوقف خيراً و الشاهد علي ما اقول من ان التوقف في الفتوي و العلم البتي لا في العمل ما روي عن ابي‏عبداللّه7انه سئل عن رجل اختلف عليه رجلان من اهل دينه في امر كلاهما يرويه احدهما يأمر بأخذه و الاخر ينهاه عنه كيف يصنع قال يرجئه حتي يلقي من يخبره فهو في سعة حتي يلقاه

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 78 *»

 و ما روي عن الرضا7و قيل له يجيئنا الرجلان و كلاهما ثقة بحديثين مختلفين فلانعلم ايهما الحق فقال اذا لم‏تعلم فموسع عليك بايهما اخذت و ما لم‏يعلم هو الشبهة فاذن له في العمل و الخبر الاول اصرح و عن ابي‏عبداللّه7اذا سمعت من اصحابك الحديث و كلهم ثقة فموسع عليك حتي تري القائم فترده اليه و هذا ايضا اصرح فاوجب الرد الي القائم7عند رؤيته و مع عدم الرؤية وسع و رخص و في احاديث هذا الباب ايضا اخبار واضحة ان الرد و الوقوف في العلم لا العمل.

بــاب

السعة و الرخصة فيما لايعلم

قال اللّه تعالي لايكلف اللّه نفساً الاّ وسعها و قال لايكلف اللّه نفساً الاّ ما آتيها و عن علي7ابهموا ما ابهمه اللّه و عن ابي‏عبداللّه7رفع عن هذه الامة ست الخطاء و النسيان و ما استكرهوا عليه و ما لايعلمون و ما لايطيقون و ما اضطروا اليه و عن حمزة بن الطيار عن ابي‏عبداللّه قال قال لي اكتب فاملي علي ان من قولنا ان اللّه يحتج علي العباد بما آتيهم و عرفهم و عن النبي9رفع عن امتي تسعة الخطاء و النسيان و ما اكرهوا عليه و ما لايطيقون و ما لايعلمون و ما اضطروا اليه و الحسد و الطيرة و التفكر في الوسوسة في الخلق ما لم‏ينطق بشفة و عن ابي‏عبداللّه7ما حجب اللّه علمه عن العباد فهو موضوع عنهم و عن عبدالاعلي قال سألت اباعبداللّه7عمن لايعرف شيئاً هل عليه شي‏ء قال لا و عن موسي بن بكر قال قلت لابي‏عبداللّه7الرجل يغمي عليه اليوم او يومين او ثلثة او اكثر من ذلك كم يقضي فقال الا اخبرك بما ينتظم هذا و اشباهه فقال كلما غلب اللّه عليه من امر فاللّه اعذر لعبده و زاد فيه غيره قال قال ابوعبداللّه7و هذا من الابواب التي يفتح كل باب منها الف باب و عنهم:لاتكليف الاّ بالبيان و عن ابي‏عبداللّه

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 79 *»

7من عمل بما علم كفي ما لم‏يعلم و عن علي7ان اللّه حد حدوداً فلاتعتدوها و فرض فرائض فلاتنقصوها و سكت عن اشياء لم‏يسكت عنها نسياناً فلاتكلفوها رحمة من اللّه لكم فاقبلوها ثم قال7حلال بين و حرام بين و شبهات بين ذلك فمن ترك ما اشتبه عليه فهو لما استبان له اترك و المعاصي حمي اللّه فمن يرتع حولها يوشك ان‏يدخلها و قداوردنا قبيل الباب اخباراً في السعة يناسب هذا الباب فراجع فبعد هذه الاخبار لعلك تفرق بين ما لم‏يفرق القوم بينه من ان البين قسمان قسم بين بالنص و قسم بين بالسكوت عنه فكما انت تعمل في البين بالنص بمقتضاه تعمل في البين بالسكوت بمقتضي ارادتك و تبهم ما ابهمه اللّه فليس هذين القسمين مقام التوقف و اما المشتبه فهو الذي قام عليه امارتان او دليلان فاشتبه الامر و هو محل التوقف في نفس الحكم و السعة في العمل و الاحتياط امر مرغوب فيه مندوب اليه و لا كلام فيه و ما ليس عليه دليل لا بنفي و لا باثبات فليس بشبهة و لايمكن الاحتياط فيه فانك ان جوزت انه كان فيه حكم و لم‏يبلغك يحتمل فيه الاحكام الخمسة فكيف تحتاط فيما لاتعلم و قد سمعت هذه الاخبار و علي هذا تجتمع جميع الاخبار و يعاضده دليل الاعتبار بحيث لايبقي عليه غبار.

بــاب

ان فهم الكتاب حظ الائمة الاطياب لا غير

قال اللّه تعالي بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم و قال ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا و قال و انه لذكر لك و لقومك و قال و مايعلم تأويله الاّ اللّه و الراسخون في العلم و سأل اباجعفر7رجل من مسائل و اجابه7الي ان قال و ان كان رسول اللّه9لم‏يستخلف احداً فقد ضيع من في اصلاب الرجال ممن يكون بعده قال و ما يكفيهم القرآن قال7بلي لو وجدوا له مفسراً قال و ما فسره رسول اللّه9قال

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 80 *»

7بلي قد فسره لرجل واحد و فسر للامة شأن ذلك الرجل و هو علي بن ابي‏طالب الخبر و قال ابوعبداللّه7نحن الراسخون في العلم و نحن نعلم تأويله و قال ابوجعفر7في قوله تعالي بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم فاومي بيده الي صدره و في اخري هم الائمة خاصة و في اخري ماقال بين دفتي المصحف قيل من هم جعلت فداك قال من عسي ان‏يكون غيرنا و قيل لابي‏جعفر7قل كفي باللّه شهيداً بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب قال ايانا عني و علي اولنا و افضلنا و خيرنا بعد النبي9و عن ابي‏عبداللّه7 قال علم الكتاب كله واللّه عندنا و سئل ابوعبداللّه7 عن القرآن و الفرقان أ هما شيئان ام شي‏ء واحد فقال القرآن جملة الكتاب و الفرقان المحكم الواجب العمل به و قال ماضرب رجل القرآن بعضه علي بعض الاّ كفر و دخل قتادة بن دعامة علي ابي‏جعفر7 فقال يا قتادة انت فقيه اهل البصرة فقال هكذا يزعمون فقال ابوجعفر7بلغني انك تفسر القرآن فقال له قتادة نعم فقال ابوجعفر7فان كنت تفسره بعلم فانت انت و انا اسئلك الي ان قال ويحك يا قتادة ان كنت انما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت و اهلكت و ان كنت قد فسرته من الرجال فقد هلكت و اهلكت ويحك يا قتادة انما يعرف القرآن من خوطب به و عن اميرالمؤمنين7ان علم القرآن ليس يعلم ما هو الاّ من ذاق طعمه فعلم بالعلم جهله و بصر به عماه و سمع به صممه و ادرك به ما قد فات و حيي به بعد اذ مات فاطلبوا ذلك من عند اهله و خاصته فانهم خاصة نور يستضاء به و ائمة يقتدي بهم هم عيش العلم و موت الجهل و عنه7قال اتقوا اللّه و لاتفتوا الناس بما لاتعلمون الي ان قالوا فما نصنع بما قد خبرنا في المصحف فقال يسأل عن ذلك علماء آل محمد:و عن الرضا عن آبائه7قال قال اللّه عزوجل ما آمن بي من فسر برأيه كلامي و عن النبي9ان اللّه انزل علي القرآن و هو الذي من خالفه ضل و من ابتغي علمه عند غير علي هلك و عن الرضا7 عن آبائه عن النبي9 عن جبرئيل عن

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 81 *»

ميكائيل عن اسرافيل عن اللّه جل جلاله انه قال انا اللّه لا اله الاّ انا خلقت الخلق بقدرتي فاخترت منهم من شئت من انبيائي فاخترت من جميعهم محمداً فبعثته رسولاً الي خلقي و اخترت له علياً فجعلته له اخاً و وزيراً و مؤدياً عنه من بعده الي خلقي و خليفتي علي عبادي ليبين لهم كتابي و يسير فيهم بحكمي و جعلته العلم الهادي من الضلالة و بابي الذي منه اوتي و عنه7قال لرجل اتق اللّه و لاتأول كتاب اللّه برأيك فان اللّه يقول و مايعلم تأويله الاّ اللّه و الراسخون في العلم و عنه7ان المأمون سأل علماء العراق و خراسان عن قوله تعالي ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فقال العلماء اراد اللّه بذلك الامة كلها فقال المأمون ما تقول يا اباالحسن فقال الرضا7انه لو اراد الامة لكانت باجمعها في الجنة الي ان قال فصارت وراثة الكتاب للعترة الطاهرة لا لغيرهم فقال المأمون و من العترة الطاهرة فقال الرضا7الذين وصفهم اللّه في كتابه فقال انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا و هم الذين قال رسول اللّه9اني مخلف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي اهل بيتي و انهما لن‏يفترقا حتي يردا علي الحوض انظروا كيف تخلفوني فيهما ايها الناس لاتعلموهم فانهم اعلم منكم الي ان قال فصارت وراثة الكتاب للمهتدين دون الفاسقين و عن الصادق عن آبائه: ان اهل البصرة كتبوا الي الحسين بن علي8يسألونه عن الصمد فكتب اليهم بسم اللّه الرحمن الرحيم اما بعد و لاتخوضوا في القرآن و لاتجادلوا فيه و لاتتكلموا فيه بغير علم فاني سمعت جدي رسول اللّه9يقول من قال في القرآن بغير علم فليتبوء مقعده من النار و في كتاب الرضا7الي المأمون في محض الاسلام شهادة ان لا اله الاّ اللّه الي ان قال و التصديق بكتابه الصادق الي ان قال فانه حق كله من فاتحته الي خاتمته نؤمن بمحكمه و متشابهه و خاصه و عامه و وعده و وعيده و ناسخه و منسوخه و قصصه و اخباره و ان الدليل بعده و الحجة علي المؤمنين و الناطق عن القرآن و العالم باحكامه اخوه و خليفته و وصيه و وليه علي بن ابي‏طالب و ذكر

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 82 *»

 الائمة:ثم قال و ان من خالفهم ضال مضل تارك للحق و الهدي و انهم المعبرون عن القرآن و الناطقون عن الرسول بالبينات و عن رسول اللّه9لعن المجادلين في دين اللّه علي لسان سبعين نبياً و من جادل في آيات اللّه كفر قال اللّه و مايجادل في آيات اللّه الاّ الذين كفروا و من فسر القرآن برأيه فقد افتري علي اللّه الكذب و من افتي الناس بغير علم لعنته ملائكة السموات و الارض و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة سبيلها الي النار و عن ابي‏عبداللّه7في رسالة فاما ما سألت عن القرآن فذاك ايضاً من خطراتك المتفاوتة المختلفة لان القرآن ليس علي ما ذكرت و كلما سمعت فمعناه علي غير ما ذهبت اليه و انما القرآن امثال لقوم يعلمون دون غيرهم و لقوم يتلونه حق تلاوته و هم الذين يؤمنون به و يعرفونه و اما غيرهم فما اشد اشكاله عليهم و ابعده من مذاهب قلوبهم و لذلك قال رسول اللّه9 انه ليس شي‏ء ابعد من قلوب الرجال من تفسير القرآن و في ذلك يحير الخلائق اجمعون الاّ من شاء اللّه و انما اراد اللّه بتعميته في ذلك ان‏ينتهوا الي بابه و صراطه و يعبدوه و ينتهوا في قوله الي طاعة القوام بكتابه و الناطقين عن امره و ان‏يستنبطوا ما احتاجوا اليه من ذلك عنهم لا عن انفسهم ثم قال و لو ردوه الي الرسول و الي اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فاما عمن غيرهم فليس يعلم ذلك ابداً و لايوجد الي ان قال و اياك و اياك و تلاوة القرآن برأيك فان الناس غير مشتركين في علمه كاشتراكهم فيما سواه من الامور و لا قادرين علي تأويله الاّ من حده و بابه الذي جعله اللّه له فافهم ان‏شاء اللّه و اطلب الامر من مكانه تجده ان‏شاء اللّه و عن ابي‏جعفر7ان رجلاً قال له انت الذي تقول ليس شي‏ء من كتاب اللّه الاّ معروف قال ليس هكذا قلت انما قلت ليس شي‏ء من كتاب اللّه الاّ عليه دليل ناطق عن اللّه في كتابه مما لايعلمه الناس الي ان قال ان للقرآن ظاهراً و باطناً معانياً و ناسخاً و منسوخاً و محكماً و متشابهاً و سنناً و امثالاً و فصلاً و وصلاً و احرفاً و تصريفاً فمن زعم ان الكتاب مبهم فقد هلك و اهلك و عنه7ان للقرآن بطناً و له ظهراً و للظهر ظهراً يا جابر و ليس شي‏ء ابعد من عقول الرجال من تفسير القرآن

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 83 *»

 ان الاية يكون اولها في شي‏ء و آخرها في شي‏ء و هو كلام متصل متصرف علي وجوه و عن النبي9 في احتجاجه يوم الغدير علي مفسر كتاب اللّه و الداعي اليه الا و ان الحلال و الحرام اكثر من ان احصيهما او اعرفهما فآمر بالحلال و انهي عن الحرام في مقام واحد فامرت ان آخذ البيعة عليكم و الصفقة منكم بقبول ما جئت به عن اللّه عزوجل في علي اميرالمؤمنين و الائمة من بعده معاشر الناس تدبروا و افهموا آياته و انظروا في محكماته و لاتتبعوا متشابهه فواللّه لن‏يبين لكم زواجره و لايوضح لكم عن تفسيره الاّ الذي انا آخذ بيده و عن علي7في احتجاجه علي زنديق ثم ان اللّه قسم كلامه ثلثة اقسام فجعل قسماً منه يعرفه العالم و الجاهل و قسماً لايعرفه الاّ من صفا ذهنه و لطف حسه و صح تمييزه ممن شرح اللّه صدره للاسلام و قسماً لايعلمه الاّ اللّه و ملائكته و الراسخون في العلم و انما فعل ذلك لئلا يدعي اهل الباطل المستولين علي ميراث رسول اللّه9من علم الكتاب ما لم‏يجعله اللّه لهم و ليقودهم الاضطرار الي الايتمام بمن ولي امرهم فاستكبروا عن طاعته القسمان الاولان لاينافي وجوب ردهما الي اهل البيت:لانهما عرفا بحدسهما و ذهنهما معاني الالفاظ و المراد منها ثم لم‏يعرفا هل هو ناسخ او منسوخ او عام او خاص تعريض او تصريح فان هذه الامور لايعرف من تحت اللفظ الاّ بعلم خارج فيجب عليهما ايضا الرد اليهم و عن الصادق7في حديث و ذلك انهم ضربوا القرآن بعضه ببعض و احتجوا بالمنسوخ و هم يظنون انه الناسخ و احتجوا بالخاص و هم يقدرون انه العام و احتجوا باول الاية و تركوا السنة في تأويلها و لم‏ينظروا الي ما يفتح الكلام و الي ما يختمه و لم‏يعرفوا موارده و مصادره اذ لم‏يأخذوه عن اهله فضلوا و اضلوا ثم ذكر7كلاماً طويلاً في تفسير القرآن الي اقسام و فنون و وجوه تزيد علي مأة و عشرة الي ان قال7و هذا دليل واضح علي ان كلام الباري سبحانه لايشبه كلام الخلق كما لاتشبه افعاله افعالهم و لهذه العلة و اشباهها لايبلغ احد كنه معني حقيقة تفسير كتاب اللّه تعالي الاّ نبيه و اوصياؤه:الي ان سئل عن تفسير المحكم

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 84 *»

من كتاب اللّه فقال اما المحكم الذي لم‏ينسخه شي‏ء فقوله عزوجل هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب و اخر متشابهات الاية و انما هلك الناس في المتشابه لانهم لم‏يقفوا علي معناه و لم‏يعرفوا حقيقته فوضعوا له تأويلاً من عند انفسهم بآرائهم و استغنوا بذلك عن مسئلة الاوصياء و نبذوا قول رسول اللّه9وراء ظهورهم و عن الحسن بن علي العسكري7في تفسيره بعد كلام طويل في فضل القرآن قال أ تدرون من المتمسك به الذي له بتمسكه هذا الشرف العظيم هو الذي اخذ القرآن و تأويله عنا اهل البيت عن وسايطنا السفراء عنا الي شيعتنا لا عن آراء المجادلين و قياس الفاسقين فاما من قال في القرآن برأيه فان اتفق له مصادفة صواب فقد جهل في اخذه عن غير اهله و كان كمن سلك مسبعا من غير حفاظ يحفظونه فان اتفقت له السلامة فهو لايعدم عن العقلاء الذم و التوبيخ و ان اتفق له افتراس السبع فقد جمع الي هلاكه سقوطه عند الخيرين الفاضلين و عند العوام الجاهلين و ان اخطأ القائل في القرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار و كان مثله مثل من ركب بحراً هايجاً بلاملاح و لاسفينة صحيحة لايسمع بهلاكه احد الاّ قال هو اهل لما لحقه و مستحق لما اصابه و عن ابي‏جعفر7فانما علي الناس ان‏يقرؤا القرآن كما انزل فاذا احتاجوا الي تفسيره فالاهتداء بنا و الينا و مر علي7علي قاض فقال أ تعرف الناسخ من المنسوخ قال لا فقال هلكت و اهلكت تأويل كل حرف من القرآن علي وجوه و كتب ابوالحسن7في حديث يأتي في باب ما ورد في الاجماع فما ثبت لمنتحليه من كتاب مستجمع علي تأويله او سنة عن النبي9لا اختلاف فيها او قياس تعرف العقول عدله ضاق علي من استوضح تلك الحجة ردها و وجب عليه قبولها و الاقرار و الديانة بها و ما لم‏يثبت لمنتحليه من كتاب مستجمع علي تأويله او سنة عن النبي9لااختلاف فيها او قياس تعرف العقول عدله وسع خاص الامة و عامها الشك فيه و الانكار له الحديث و عن ابي‏عبداللّه7من فسر القرآن برأيه ان اصاب لم‏يؤجر و ان اخطأ خر ابعد من السماء و سئل عن الحكومة فقال من حكم برأيه بين اثنين فقد كفر و

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 85 *»

 من فسر آية من كتاب اللّه فقد كفر و عن ابي‏جعفر7ما علمتم فقولوا و ما لم‏تعلموا فقولوا اللّه اعلم ان الرجل ينتزع الاية فيخر ابعد ما بين السماء و الارض و قال ليس شي‏ء ابعد من عقول الرجال من القرآن و عن الرضا7 المراء في كتاب اللّه كفر و عن الطبرسي في المجمع عن رسول اللّه9من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار قال و صح عن النبي9و الائمة:ان تفسير القرآن لايجوز الاّ بالاثر الصحيح و النص الصريح قال و روي العامة عن النبي9من فسر القرآن برأيه فاصاب الحق فقد اخطأ و عن ابي‏جعفر7في حديث القرآن ضرب فيه الامثال للناس و خاطب نبيه به و نحن نعلمه فليس يعلمه غيرنا و كان في الباب اخبار كثيرة اخر تركناها اما خوف التكرار لفظاً او معني و فيما ذكرنا كفاية للمسلم و لنذكر هنا مختصراً من مقدمة كتاب تفسير علي بن ابرهيم فان فيه تذكرة للمتقين.

قــال : فالقرآن منه ناسخ و منه منسوخ و منه محكم و منه متشابه و منه خاص و منه عام و منه تقديم و منه تأخير و منه منقطع و منه معطوف و منه حرف مكان حرف و منه محرف و منه علي خلاف ما انزل اللّه و منه لفظه عام و معناه خاص و منه لفظه خاص و معناه عام و منه آيات بعضها في سورة و تمامها في سورة اخري و منه تأويله في تنزيله و منه ما تأويله مع تنزيله و منه ما تأويله قبل تنزيله و منه ما تأويله بعد تنزيله و منه رخصة اطلاق بعد الحظر و منه رخصة صاحبها فيه بالخيار ان شاء فعل و ان شاء ترك و منه رخصة ظاهرها خلاف باطنها يعمل بظاهرها و لايدان بباطنها و منه علي لفظ الخبر و معناه حكاية عن قومه و منه آيات نصفها منسوخة و نصفها متروكة علي حالها و منه مخاطبة لقوم و معناه لقوم آخرين و منه مخاطبة للنبي9و المعني امته و منه ما لفظه مفرد و معناه جمع و منه ما لايعرف تحريمه الاّ بتحليله ثم ذكر اقساماً كل قسم رد علي طائفة الي ان قال و نحن ذاكرون من جميع ما ذكرنا آية آية في اول الكتاب مع خبرها ليستدل بها علي غيرها و يعرف بها علم ما في الكتاب و باللّه التوفيق و الاستعانة و عليه نتوكل و به

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 86 *»

نستعين و نسأله الصلوة علي محمد و آله الذين اذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا فاما الناسخ و المنسوخ فان عدة النساء كانت في الجاهلية اذا مات الرجل تعتد امرأته سنة فلما بعث اللّه رسول اللّه9لم‏ينقلهم عن ذلك و تركهم علي عاداتهم و انزل اللّه بذلك قرآناً و الذين يتوفون منكم و يذرون ازواجاً وصية لازواجهم متاعاً الي الحول غير اخراج فكانت العدة حولا فلما قوي الاسلام انزل اللّه و الذين يتوفون منكم و يذرون ازواجاً يتربصن بانفسهن اربعة اشهر و عشرا الي ان قال فاما المحكم فمثل قوله تعالي ياايها الذين آمنوا اذا قمتم الي الصلوة الاية و ذكر آيا ثم قال فهذا كله محكم قد استغني بتنزيله عن تأويله و مثله كثير.

اقـول و قدمر في الاخبار ان المحكم هو الذي لم‏ينسخه شي‏ء قال و اما المتشابه فما ذكرنا مما لفظه واحد و معناه مختلف منه الفتنة التي ذكرها اللّه في القرآن فمنها عذاب و هو قوله تعالي يوم هم علي النار يفتنون اي يعذبون و منه الكفر و هو قوله الفتنة اكبر من القتل اي الكفر و منه الحب و هو قوله انما اموالكم و اولادكم فتنة يعني به الحب و منه اختبار و هو قوله الم احسب الناس ان‏يتركوا ان‏يقولوا آمنا و هم لايفتنون اي لايختبرون و مثله كثير نذكره في مواضعه و منه الحق و هو علي وجوه و منه الضلال و هو علي وجوه فهذا من المتشابه الذي لفظه واحد و معناه مختلف اقول قد فسر المتشابه في الاخبار بالذي يشابه الحق قال و اما ما لفظه عام و معناه خاص فمثل قوله تعالي يا بني‏اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم و اني فضلتكم علي العالمين فلفظه عام و معناه خاص لانه فضلهم علي عالمي زمانهم باشياء خصهم بها و قوله و اوتيت من كل شي‏ء يعني بلقيس فلفظه عام و معناه خاص لانها لم‏تؤت شيئاً كثيرا منها الذكر و اللحية الي ان قال و اما ما لفظه خاص و معناه عام فقوله من اجل ذلك كتبنا علي بني‏اسرائيل الاية فلفظ الاية خاص في بني‏اسرائيل و معناه عام في الناس كلهم و اما التقديم و التأخير فان آية عدة النساء الناسخة تقدمت علي المنسوخة ثم مثّل بآي كثيرة الي ان قال و اما المنقطع المعطوف  فان المنقطع المعطوف هي آيات نزلت في

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 87 *»

خبر ثم انقطعت قبل تمامها و جاءت آيات غيرها ثم عطف بعد ذلك علي الخبر الاول مثل قوله عزوجل و ابرهيم اذ قال لقومه الي ترجعون ثم انقطع خبر ابرهيم فقال في مخاطبته لامة محمد9 و ان تكذبوا فقد كذب الي قوله لهم عذاب اليم ثم عطف بعد هذه الايات علي قصة ابرهيم فقال فماكان جواب قومه الاّ ان قالوا اقتلوه الاية ثم ذكر قصة لقمان و مثل به ثم قال و اما ما حرف مكان حرف فقوله لئلا يكون للناس علي اللّه حجة الاّ الذين ظلموا منهم يعني و لا الذين ظلموا ثم اتي بآي كثيرة فيها لفظ الاّ مكان بعض الحروف ثم قال و اما ما علي خلاف ما انزل اللّه فهو قوله كنتم خير امة الاية فقال ابوعبداللّه7 لقارئ هذه الاية خير امة يقتلون اميرالمؤمنين7 و الحسن و الحسين ابني علي8 فقيل له كيف نزل يابن رسول اللّه فقال انما نزلت كنتم خير ائمة الخبر. ثم مثل بآي كثيرة الي ان قال و اما ما هو محرف منه فهو قوله لكن اللّه يشهد بما انزل عليك في علي كذا نزلت و كذا اتي بآي كثيرة الي ان قال و اما ما لفظه جمع و معناه واحد و هو جار في الناس فقوله ياايها الذين آمنوا لاتخونوا اللّه و الرسول و تخونوا اماناتكم نزلت في ابي‏لبابة بن عبدالمنذر خاصة ثم مثل بآيات اخري الي ان قال و اما ما لفظه واحد و معناه جمع فقوله و جاء ربك و الملك صفاً صفاً اسم الملك واحد و معناه جمع ثم ذكر آية اخري الي ان قال و اما ما لفظه ماض و هو مستقبل فقوله يوم ينفع في الصور ففزع من في السموات الاية و مثل بآي اخري الي ان قال و اما الايات التي هي في سورة و تمامها في سورة اخري فقوله في سورة البقرة في قصة بني‏اسرائيل حين عبر بهم موسي البحر و غرق اللّه فرعون و اصحابه و انزل موسي بني‏اسرائيل و انزل اللّه عليهم المن و السلوي فقالوا لموسي لن‏نصبر علي طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض من بقلها و قثائها و فومها و عدسها و بصلها فقال لهم موسي اتستبدلون الذي هو ادني بالذي هو خير اهبطوا مصراً فان لكم ما سئلتم فقالوا له يا موسي ان فيها قوماً جبارين الاية فنصف الاية في سورة البقرة و نصفها في سورة المائدة ثم مثل بآي اخري الي ان قال و اما الاية التي نصفها منسوخة و نصفها متروكة علي

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 88 *»

حالها فقوله و لاتنكحوا المشركات حتي يؤمن و ذلك ان المسلمين كانوا ينكحون اهل الكتاب من اليهود و النصاري  ينكحونهم فانزل اللّه و لاتنكحوا المشركات حتي يؤمن الاية فنهي اللّه ان‏ينكح المسلم المشركة او ينكح المشرك المسلمة ثم نسخ قوله و لاتنكحوا المشركات حتي يؤمن بقوله في سورة المائدة اليوم احل لكم الطيبات و طعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم و طعامكم حل لهم و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم اذا آتيتموهن اجورهن فنسخت هذه الاية قوله و لاتنكحوا المشركات حتي يؤمن و ترك قوله و لاتنكحوا المشركين حتي يؤمنوا ثم مثل بآي الي ان قال و اما ما تأويله مع تنزيله فمثل قوله اطيعوا اللّه و اطيعوا الرسول و اولي الامر منكم فلم‏تستغن الناس بتنزيل الاية حتي فسر لهم الرسول من اولوا الامر ثم مثل بآي الي ان قال و اما ما تأويله قبل تنزيله فالامور التي حدثت في عصر النبي9مما لم‏يكن عند النبي9فيها حكم مثل الظهار فان العرب في الجاهلية كان الرجل اذا ظاهر من امرأته حرمت عليه الي الابد فلما هاجر رسول اللّه9الي المدينة ظاهر رجل من امرأته يقال له اوس بن الصامت فجائت امرأته الي رسول اللّه9فاخبرته بذلك فانتظر النبي9الحكم من اللّه فانزل اللّه تبارك و تعالي الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن امهاتهم ان امهاتهم الاّ اللائي ولدنهم الي ان قال و اما ما تأويله بعد تنزيله فالامور التي حدثت بعده من غصب آل محمد حقهم و ما وعدهم اللّه من النصر علي اعدائهم و ما اخبر به نبيه9من اخبار القائم و خروجه و اخبار الرجعة و الساعة ثم اتي بآي تدل علي ذلك و لما يقع تأويله الي ان قال و اما ما هو متفق اللفظ مختلف المعني فقوله تعالي و اسئل القرية التي كنا فيها و العير التي اقبلنا فيها يعني اهل القرية و اهل العير و قوله و تلك القري اهلكناهم لما ظلموا يعني اهل القري و مثله كثير نذكره و اما الرخصة التي هي بعد العزيمة فان اللّه تبارك و تعالي فرض الوضوء و الغسل بالماء فقال ياايها الذين آمنوا اذا قمتم الي الصلوة الاية ثم رخص لمن لم‏يجد الماء التيمم بالتراب فقال و ان كنتم مرضي

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 89 *»

الاية ثم مثل بآي اخري الي ان قال فهذه رخصة بعد العزيمة و اما الرخصة التي صاحبها فيها بالخيار ان شاء فعل و ان شاء ترك فان اللّه عزوجل رخص ان‏يعاقب الرجل الرجل علي فعله به فقال و جزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا و اصلح فاجره علي اللّه فهذا بالخيار ان شاء عاقب و ان شاء عفا و اما التي ظاهرها خلاف باطنها يعمل بظاهرها و لايدان بباطنها فان اللّه تبارك و تعالي نهي ان‏يتخذ المؤمن الكافر ولياً فقال لايتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين و من يفعل ذلك فليس من اللّه في شي‏ء ثم رخص عند التقية ان‏يصلي بصلوته و يصوم بصيامه و يعمل بعمله في ظاهره و ان‏يدين اللّه في باطنه بخلاف ذلك فقال الاّ ان‏تتقوا منهم تقاة الي ان قال و اما ما لفظه خبر و معناه حكاية فقوله و لبثوا في كهفهم ثلثمأة سنين و ازدادوا تسعاً و هذا حكاية عنهم و الدليل علي انه حكاية ما رد اللّه عليهم في قوله قل اللّه اعلم بما لبثوا له غيب السموات و الارض و قوله يحكي قول قريش مانعبدهم الاّ ليقربونا الي اللّه زلفي فهو علي لفظ الخبر و معناه حكاية قال و مثله كثير نذكره في مواضعه و اما ما هو مخاطبة للنبي9 و المعني لامته فقوله ياايها النبي اذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن فالمخاطبة للنبي9و المعني لامته و قوله و لاتدع مع اللّه الهاً آخر الاية الي ان قال و اما ما هو مخاطبة لقوم و معناه لقوم آخرين فقوله و قضينا الي بني‏اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض انتم يا معشر امة محمد في الارض مرتين و لتعلن علواً كبيراً فالمخاطبة لبني‏اسرائيل و المعني لامة محمد9ثم اخذ في الاي الواردة في الرد علي الفرق و المذاهب ثم بعد ذلك شرع في التفسير فهذا مختصر ما اردنا ايراده من مقدمة ذلك الكتاب لما فيه من الايقاظ و التنبيه علي عجايب القرآن و غرايبه و لان تعلم انه ليس مشرعة لكل خائض و ليس فهم ظواهر القرآن حد كل متعلم العربية و الاّ لكان العرب اعرف به من غيرهم و كانوا يحتاجون في اكثره الي تفسير الائمة:و هم ينهونهم عن التفسير بآرائهم فاذا كان كل آية و كل كلمة يحتمل فيه اغلب ما ذكر علي بن ابرهيم; فالسكوت عن تفسير الكتاب اولي و ذلك لان كل كلمة يحتمل فيه اغلب ما ذكره

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 90 *»

و لايعلم تأويله الاّ اللّه و الراسخون في العلم فاما ما مضي من العرض علي الكتاب فلاينافي ما ذكرنا في هذا الباب فان الكاظم7شرحه و قال الكتاب الذي يمكن الاحتجاج به هو المستجمع علي تأويله و قد شرح الرضا7ان‏يكون رسمها قائماً بلاناسخ نسخ ذلك و قد مر في هذه الاخبار بل ذكر في اصل الكتاب ان المدار علي المحكم لا المتشابه و ما لم‏يعرف منه و علي المستجمع علي تأويله لا المتفرق فيه([39]) اما المتشابه فلانه لايعلم تأويله الاّ اللّه و الراسخون في العلم و اما ما لم‏يعرف فلقوله فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون و اما المتفرق فيه فلقوله و ان تنازعتم في شي‏ء فردوه الي اللّه و الرسول فبقي المستجمع علي تأويله القائم الرسم غير المنسوخ و هذا اقل ما نعلم من الكتاب بل في الحقيقة هي الضروريات و اما ما ورد تفسيره عن الائمة:فهو ايضا كساير اخبارهم فانهم جميع ما يقولون من الكتاب و ليس مرادنا في ترجيح الاخبار نعوذ باللّه ترجيح بعض ما صدر عنهم:في غير تقية علي بعض فان كلامهم كله حق و نور و صدق و انما مرادنا من هذه العلامات معرفة ما روي عليهم عما صح صدوره عنهم و معرفة ما قالوه في تقية عما قالوه في غير تقية فعلي هذا ما ورد عنهم في تفسير الكتاب حاله كساير اخبارهم فلايمكن العرض عليه و لا علي ظواهر الكتاب فانه كما سمعت من اخبار متواترة حظهم لا حظ غيرهم فلعل العرض علي الكتاب بعد ما ذكرنا له اختصاص بمن سمع تفسيراً عنهم ثم روي له خلاف ذلك فعليه طرحه و بالجملة نحن مانعرف من الكتاب الاّ بعض الضروريات التي ليس يخالفها اخبار اصحابنا لانهم ضمنوا صحتها و لاتخالف شيئاً منها الضرورة الاّ بعض ما ورد عنهم في التقية و فساده معروف فباب هذا العلاج مسدود علينا كما كان باب العرض علي العامة مسدوداً فانا ذكرنا سابقاً ان اللفظ مشعر بالعرض علي اجماعهم او ما هم اليه اميل و هم في تلك الايام في اهواء مختلفة و آراء متشتتة

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 91 *»

فليس لاحد معرفة فتاويهم في ذلك اليوم الاّ ما علم من نفس الخبر انه كان في تقية.

بــاب

معرفـة السنـة

قال اللّه تعالي ما آتيكم الرسول فخذوه و ما نهيكم عنه فانتهوا و قال فليحذر الذين يخالفون عن امره ان‏تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم و قال هذا عطاؤنا فامنن او امسك بغير حساب و قال و ماينطق عن الهوي ان هو الاّ وحي يوحي علمه شديد القوي و الايات في الباب كثيرة و قد قال اميرالمؤمنين7في حديث طويل في تقسيم الرواة الي اربعة الي ان قال فان امر النبي9مثل القرآن منه ناسخ و منسوخ و خاص و عام و محكم و متشابه و قد كان يكون من رسول اللّه9الكلام له وجهان و@ كلام عام و كلام خاص مثل القرآن الي ان قال فمانزلت علي رسول اللّه9 من القرآن الاّ اقرأنيها و املاها علي فكتبتها بخطي و علمني تأويلها و تفسيرها و ناسخها و منسوخها و محكمها و متشابهها و خاصها و عامها و دعا اللّه ان‏يعطيني فهما و حفظا فمانسيت آية من كتاب اللّه و لاعلماً املاها علي و اثبته و عنه7 ان اللّه تعالي ادب نبيه فاحسن ادبه فلما اكمل له الادب قال انك لعلي خلق عظيم ثم فوض اليه امر الدين و الامة ليسوس عباده فقال تعالي ما آتيكم الرسول فخذوه و ما نهيكم عنه فانتهوا ثم ذكر مازاد في الصلوة و سن فيها و ما سن في الصوم و حرم المسكر و اجاز اللّه له كل ذلك ثم قال و عاف رسول اللّه9اشياء و كرهها لم‏ينه عنها نهي حرام انما نهي عنها نهي اعافة و كراهة ثم رخص فيها فصار الاخذ برخصه واجباً علي العباد كوجوب ما يأخذون بنهيه و عزائمه و لم‏يرخص لهم رسول اللّه9‏وسلم فيما نهاهم عنه نهي حرام و لا فيما امر به امر فرض لازم الي ان قال و ليس لاحد ان‏يرخص شيئاً لم‏يرخصه

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 92 *»

 رسول اللّه9‏وسلمفوافق امر رسول اللّه9‏وسلمامر اللّه تعالي و نهيه نهي اللّه تعالي و وجب علي العباد التسليم له كالتسليم للّه تعالي و في رواية فما فوض الي رسول اللّه9‏وسلم فقد فوضه الينا و في اخري لاواللّه مافوض اللّه الي احد من خلقه الاّ الي رسول اللّه9‏وسلمو الي الائمة:قال تعالي انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اريك اللّه و هي جارية في الاوصياء:و قد مر ما يدل عليه في باب وجوه الجمع بين مختلفات الروايات و قال اميرالمؤمنين7 السنة سنتان سنة في فريضة الاخذ بها هدي و تركها ضلالة و سنة في غير فريضة الاخذ بها فضيلة و تركها الي غير خطيئة و سئل ابوعبداللّه7مابال اقوام يروون عن فلان و فلان عن رسول اللّه9 لايتهمون بالكذب فيجيي‏ء منكم خلافه فقال ان الحديث ينسخ كما ينسخ القرآن و قيل له اخبرني عن اصحاب محمد صدقوا علي محمد ام كذبوا قال بل صدقوا قيل فما بالهم اختلفوا قال ان الرجل كان يأتي رسول اللّه9فيسأله المسئلة فيجيب فيها بالجواب ثم يجيئه بعد ذلك ما ينسخ ذلك الجواب فنسخت الاحاديث بعضها بعضاً و عنه7 قال قال رسول اللّه9انا المدينة و علي الباب و كذب من زعم انه يدخل المدينة الاّ من قبل الباب و عن يونس بن يعقوب قال كنت عند ابي‏عبداللّه7 فورد عليه رجل من اهل الشام ثم ذكر حديث مناظرته مع هشام الي ان قال فقال هشام فبعد رسول اللّه9 من الحجة قال الكتاب و السنة قال هشام فهل ينفعنا الكتاب و السنة في رفع الاختلاف عنا فقال الشامي نعم قال هشام فلم اختلفت انا و انت و صرت الينا من الشام في مخالفتنا اياك الخبر و في آخره اثني الصادق7 علي هشام و مر في احتجاج النبي9في يوم الغدير ما يدل علي هنا و قد مر في حديث الكاظم7 ان السنة الجامعة هي المرجع لا كل ما روي و كذا في حديث الرضا7 في علاج اختلاف الاخبار و كذا في وصية علي7الي مالك الاشتر و قد مضي في باب علاج اختلاف الاخبار

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 93 *»

فالمرجع المعروض عليه هو السنة الجامعة غير المتفرقة لانها ان كانت مختلفة يجب المصير فيها الي اللّه و رسوله9 فاذا علم السنة منحصر بآل محمد:الاّ الضروريات التي لايحتاج الانسان الي خبر يرويه فانه يدريه بالضرورة و ليس يخالف الضرورة شي‏ء من اخبار كتب اصحابنا التي ادعوا صحتها و ثبوتها فاذا لايمكن العرض علي السنة ايضا و اما ما ورد عنهم في تفسير السنة فهو كما ورد عنهم في تفسير القرآن و فيه ما فيه.

بــاب

لزوم الحجة و وضوح المحجة و عدم انسداد باب العلم بالتكليف

قال اللّه تعالي قل فللّه الحجة البالغة فلو شاء لهديكم اجمعين و قال تعالي و ماكان اللّه ليضل قوماً بعد اذ هديهم حتي يبين لهم ما يتقون و قال ليهلك من هلك عن بينة و يحيي من حي عن بينة و قال فمااختلفوا الاّ من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم و قال الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و قال انما انت منذر و لكل قوم هاد و قال اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام دينا و قال انا هديناه السبيل اما شاكراً و اما كفوراً و عن ابي‏عبداللّه7:

علم المحجة واضح لمريده   و اري القلوب عن المحجة في عمي
و لقد عجبت لهالك و نجاته   موجودة و لقد عجبت لمن نجي

و عنه7ان الارض لاتخلوا من حجة كيما ان زاد المؤمنون شيئاً ردهم و ان نقصوا شيئاً اتمه لهم و عنه7مازالت الارض الاّ و للّه فيها حجة يعرف الحلال و الحرام و يدعوا الناس الي سبيل اللّه و عن احدهما8ان اللّه لم‏يدع الارض بغير عالم و لولا ذلك لم‏يعرف الحق من الباطل و في الزيارة الجامعة و جاهدتم في اللّه حق جهاده حتي اعلنتم دعوته و بينتم فرائضه و اقمتم حدوده و نشرتم شرايع احكامه و سننتم سنته و صرتم في ذلك منه الي الرضا الزيارة و عن ابي‏جعفر7واللّه ماترك اللّه ارضاً منذ قبض اللّه آدم الاّ و

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 94 *»

 فيها امام يهتدي به الي اللّه و هو حجته علي عباده و لاتبقي الارض بغير امام حجة للّه علي عباده و عنه7في قوله تعالي تؤتي اكلها كل حين باذن ربها قال مايفتي الائمة شيعتهم من الحلال و الحرام و عنه7ان القرآن شاهد الحق و محمد9لذلك مستقر فمن اتخذ سبباً الي سبب اللّه لم‏يقطع به الاسباب و من اتخذ غير ذلك سبباً مع كل كذاب فاتقوا اللّه فان اللّه قد اوضح لكم اعلام دينكم و منار هديكم فلاتأخذوا امركم بالوهن و لااديانكم هزوا فتدحض اعمالكم و تخطؤ سبيلكم و لاتكونوا في حزب الشيطان فتضلوا يهلك من هلك و يحيي من حي و علي اللّه البيان بين لكم فاهتدوا و بقول العلماء فانتفعوا و السبيل في ذلك الي اللّه فمن يهدي اللّه فهو المهتد و من يضلل فلن‏تجد له ولياً مرشداً و عن ابي‏عبداللّه7ان جبرئيل نزل علي محمد9 يخبر من ربه عزوجل فقال يا محمد لم‏اترك الارض الاّ و فيها عالم يعرف طاعتي و هداي و يكون نجاة فيما بين قبض النبي الي خروج النبي الاخر و لم‏اكن اترك ابليس يضل الناس و ليس في الارض حجة داع الي و هاد الي سبيلي و عارف بامري و اني قد قضيت لكل قوم هادياً اهدي به السعداء و يكون حجة علي الاشقياء و عن النبي9‏وسلمان لكل بدعة من بعدي يكاد بها الايمان ولياً من اهل بيتي موكلاً به يذب عنه و يعلن الحق و يرد كيد الكائدين و اخري مثله الاّ انه بعد يذب عنه ينطق بالهام من اللّه و يعلن الحق و ينوره و يرد كيد الكائدين و يعبر عن الضعفاء فاعتبروا يا اولي الابصار و توكلوا علي اللّه و عن اميرالمؤمنين7 في دعاء له اللّهم انه لابد لارضك من حجة لك علي خلقك يهديهم الي دينك و يعلمهم علمك لئلاتبطل حجتك و لايضل متبع اوليائك بعد اذ هديتهم به اما ظاهراً ليس بالمطاع او مكتتم مترقب ان غاب من الناس شخصه في حال هدايتهم([40]) فان علمه و آدابه في قلوب المؤمنين منبثة و هم بها عاملون و عن ابي‏جعفر7قال ان اللّه لم‏يدع الارض الاّ و فيها عالم يعلم الزيادة و النقصان من دين اللّه عزوجل فاذا زاد المؤمنون شيئاً

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 95 *»

 ردهم و اذا نقصوا اكمله لهم و لولا ذلك لالتبس علي المسلمين امورهم و عن ابي‏عبداللّه7قال الارض لاتكون الاّ و فيها عالم يصلحهم و لايصلح الناس الاّ ذلك و عنه7ان اللّه لايدع الارض الاّ و فيها عالم يعلم الزيادة و النقصان فاذا زاد المؤمنون شيئاً ردهم فاذا نقصوا اكمله لهم فقال خذوه كاملاً و لولا ذلك لالتبس علي المسلمين امورهم و لم‏يفرق بين الحق و الباطل و عن بقية اللّه7 و اما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس اذا سترها السحاب و عنه7انا غير مهملين لمراعاتكم و لا ناسين لذكركم و لولا ذلك لاصطلمتكم اللأواء و احاطت بكم الاعداء. هذا ما وقع في يدي من الاخبار في هذا الاباب واللّه المسدد للصواب و قد كتبنا رسالة في هذا الباب و قد اشبعنا البحث فيه بحيث لايبقي بعد ارتياب و سيدل علي ذلك جملة ما يدل علي ذم العاملين بالظن مما يأتي و يدل علي ذلك ما مضي من ان العلم لو انقطع ارتفع التكليف و قد مضي باب في السعة عند عدم العلم فراجع و لهذا الباب فائدة اخري فان بها نصحح الاخبار الواردة عن الائمة الاطهار فانا اذا علمنا ان الدين كامل و النعمة تامة و الحجة عجل اللّه فرجه مطلع و نحن بمرئي منه و مسمع اذا زاد المؤمنون شيئاً ردهم و ان نقصوا اتمه لهم و ان اعتدلوا قررهم و لولا ذلك لم‏يعرف الحق من الباطل و لالتبس علي المسلمين امورهم و لم‏يميزوا بين الحق و الباطل علمنا ان مانسب اليهم من الاخبار ان كان كذباً و لم‏يكن عنهم بينوا كذبه و اعلموا شيعتهم بالامور القطعية و اخرجوه من كتب الشيعة و ما عليه مدارهم في السنين و الدهور فان اعلموا نجتنب عنها و ان لم‏يعلموا و قرروا علمنا انه راض بالعمل به فكلما لم‏يعلموا شيعتهم فساده فهو مما هم به راض و يجب العمل به فانهم لايغرون شيعتهم بالاباطيل و لايقررونهم علي الاضاليل و هم قادرون مطلعون معصومون مأمورون بالهداية و الارشاد الي سبيل الحق فكل خبر رواه ثقة و لم‏يظهر بطلانه فهو صحيح يجب العمل به فذلك هو الحق الحقيق و الصراط الدقيق من اهتدي فانما يهتدي لنفسه و من ضل فانما يضل عليها و ما ربك بغافل عما يعملون و لايصلح عمل المفسدين و ماكان اللّه ليضل

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 96 *»

قوماً بعد اذ هديهم حتي يبين لهم ما يتقون و في هذه الابواب المذكورة في هذا الكتاب عبرة لمن اعتبر و ذكر لمن تذكر و لا قوة الاّ باللّه العلي العظيم و بدون ما ذكرنا لايقوم للاسلام عمود و لايخضر له عود و السلام علي من اتبع الهدي.

بــاب

انه يجري احكام القرآن و النبي9علي الباقين و الاتين

كما جري علي الماضين

قال اللّه تعالي تبارك الذي نزل الفرقان علي عبده ليكون للعالمين نذيراً و قال هو الذي بعث في الاميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة و ان كانوا من قبل لفي ضلال مبين و آخرين منهم لمايلحقوا بهم و هو العزيز الحكيم و قال و لكل امة جعلنا منسكاً هم ناسكوه و عن ابي‏عبداللّه7في قوله تعالي انما انت منذر و لكل قوم هاد فقال رسول اللّه9انا المنذر و علي الهادي يا ابامحمد هل من هاد اليوم قال بلي جعلت فداك مازال منكم هاد بعد هاد حتي دفعت اليك فقال رحمك اللّه يا ابامحمد لو كانت اذا نزلت آية علي رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الاية مات الكتاب و السنة ولكنه حي يجري فيمن بقي كماجري فيما مضي و عن الرضا7عن ابيه7ان رجلاً سأل اباعبداللّه7 مابال القرآن لايزداد علي النشر و الدرس الاّ غضاضة فقال ان اللّه تبارك و تعالي لم‏يجعله لزمان دون زمان و لناس دون ناس فهو في كل زمان جديد و عند كل يوم غض الي يوم القيمة و عن ابي‏عبداللّه7في حديث له في الجهاد لان حكم اللّه في الاولين و الاخرين و فرائضه عليهم سواء الاّ من علة او حادث تكون و الاولون و الاخرون في منع الحوادث شركاء و الفرائض عليهم واحدة يسأل الاخرون عن اداء الفرائض كما يسأل عنه الاولون و يحاسبون كما يحاسبون و عن ابي‏جعفر7سئل عن هذه الرواية ما من آية الاّ و له ظهر و بطن قال ظهر و بطن هو تأويله

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 97 *»

 منه ما قد مضي و منه ما لم‏يجي‏ء يجري كما يجري الشمس و القمر كلما جاء تأويل شي‏ء يكون علي الاموات كما يكون علي الاحياء قال اللّه تبارك و تعالي و مايعلم تأويله الاّ اللّه و الراسخون في العلم نحن نعلمه و في البحار عن الرضا7في حديث طويل في وصف القرآن لايخلق من الازمنة و لايغث علي الالسنة لانه لم‏يجعل لزمان دون زمان بل جعل دليل البرهان و حجة علي كل انسان لايأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد و عن ابي‏جعفر7في حديث و لو ان الاية اذا نزلت في قوم ثم مات اولئك القوم ماتت الاية لمابقي من القرآن شي‏ء ولكن القرآن يجري اوله علي آخره مادامت السموات و الارض و لكل قوم آية يتلونها منها من خير او شر و يدل علي ذلك الاخبار الدالة علي ان حلال محمد حلال الي يوم القيمة و حرامه حرام الي يوم القيمة و ان شريعته باقية الي يوم القيمة.

بــاب

النهي عن العمل بالظن و الرأي و الاجتهاد في العقل و الهوي في الدين

قال اللّه تعالي سيقول الذين اشركوا لو شاء اللّه مااشركنا و لاآباؤنا و لاحرمنا من شي‏ء كذلك كذب الذين من قبلهم حتي ذاقوا باسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ان تتبعون الاّ الظن و ان انتم الاّ تخرصون و قال قل انما حرم ربي الفواحش ماظهر منها و مابطن و الاثم و البغي بغير الحق و ان‏تشركوا باللّه ما لم‏ينزل به سلطاناً و ان‏تقولوا علي اللّه ما لاتعلمون و قال و اذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا واللّه امرنا بها قل ان اللّه لايأمر بالفحشاء أ تقولون علي اللّه ما لاتعلمون و قال تعالي ياايها الناس كلوا مما في الارض حلالاً طيباً و لاتتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين انما يأمركم بالسوء و الفحشاء و ان‏تقولوا علي اللّه ما لاتعلمون و قال تعالي و من الابل اثنين و من البقر اثنين قل ءالذكرين حرم ام الانثيين ام مااشتملت عليه ارحام الانثيين ام كنتم شهداء اذ وصيكم اللّه بهذا

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 98 *»

 فمن اظلم ممن افتري علي اللّه كذباً ليضل الناس بغير علم ان اللّه لايهدي القوم الظالمين و قال و ان كثيراً ليضلون باهوائهم بغير علم ان ربك هو اعلم بالمهتدين و قال و لاتقف ماليس لك به علم و قال مالهم به من علم ان يتبعون الاّ الظن و ان الظن لايغني من الحق شيئاً و قال و من اضل ممن اتبع هواه بغير هدي من اللّه و قال و لايشرك في حكمه احداً و قال بل اتبع الذين ظلموا اهوائهم بغير علم و قال و لاتتبع الهوي فيضلك عن سبيل اللّه ان الذين يضلون عن سبيل اللّه لهم عذاب شديد بمانسوا يوم الحساب و قال و استقم كما امرت و لاتتبع اهوائهم و قل آمنت بما انزل اللّه من كتاب و قال و احذرهم ان‏يفتنوك عن بعض مااوحينا اليك و قال ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم‏يأذن به اللّه و قال ثم جعلناك علي شريعة من الامر فاتبعها و لاتتبع اهواء الذين لايعلمون انهم لن‏يغنوا عنك من اللّه شيئاً و قال افمن كان علي بينة من ربه كمن زين له سوء عمله و اتبعوا اهوائهم و قال ان يتبعون الاّ الظن و ماتهوي الانفس و لقد جاءهم من ربهم الهدي و عن علي7قال ترد علي احدهم القضية في حكم من الاحكام فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها علي غيره فيحكم فيها بخلاف قوله ثم تجتمع القضاة بذلك عند الامام الذي استقضاهم فيصوب آرائهم جميعاً و الههم واحد و نبيهم واحد و كتابهم واحد أ فامرهم اللّه سبحانه بالاختلاف فاطاعوه او نهاهم عنه فعصوه ام انزل اللّه ديناً ناقصاً فاستعان بهم علي اتمامه ام كانوا شركاء له فلهم ان‏يقولوا و عليه ان يرضي ام انزل ديناً تاماً فقصر الرسول عن ابلاغه و ادائه واللّه سبحانه يقول مافرطنا في الكتاب من شي‏ء و فيه تبيان كل شي‏ء و ذكر ان الكتاب يصدق بعضه بعضاً و انه لااختلاف فيه فقال سبحانه و لو كان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً الخبر و عن الصادق7 قال لابي‏حنيفة في حديث طويل انك صاحب رأي و كان الرأي من رسول اللّه صواباً و من دونه خطاء لانه تعالي قال احكم بما اراك اللّه و لم‏يقل ذلك لغيره الحديث و عن ابي‏جعفر7في قوله تعالي و الشعراء يتبعهم الغاوون انما عني بذلك الذين وضعوا ديناً بآرائهم فتبعهم الناس علي ذلك و في قوله تعالي هل انبئكم بالاخسرين اعمالاً الاية هم

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 99 *»

 النصاري و القسيسون و الرهبان و اهل البدع و الشبهات و الاهواء من اهل القبلة و الحرورية و اهل البدع و عن علي7من نصب نفسه للقياس لم‏يزل دهره في التباس و من دان اللّه بالرأي لم‏يزل دهره في ارتماس و عن النبي9اذا تطيرت فامض و اذا ظننت فلاتقض و قال الصادق7من افتي الناس برأيه فقد دان بما لايعلم و من دان بما لايعلم فقد ضاد اللّه حيث احل و حرم فيما لايعلم و عنه7قال سألني ابن‏شبرمة ماتقول في القسامة في الدم فاجبته بماصنع رسول اللّه9قال ارأيت لو ان النبي9لم‏يصنع هذا كيف كان يكون القول فيه قال قلت له اما ما صنع النبي9فقد اخبرتك و اما ما لم‏يصنع فلاعلم لي به و عن ابي‏عبداللّه7في قول اللّه عزوجل و من اضل ممن اتبع هواه بغير هدي من اللّه يعني من اتخذ رأيه دينا و في آخر يعني اتخذ دينه هواه بغير هدي من ائمة الهدي و سئل عن مسئلة فاجابه فقال الرجل ارأيت ان كان كذا و كذا ماكان يكون القول فيه فقال له مه مااجبتك فيه من شي‏ء فهو عن رسول اللّه9 لسنا من ارأيت في شي‏ء فلم‏يقل ان الاصل كان يقتضي كذا و قال ان اللّه فرض ولايتنا و اوجب مودتنا واللّه مانقول باهوائنا و لانعمل بآرائنا و لانقول الاّ ماقال ربنا عزوجل و عن ابي‏الحسن7 اذا جاءكم ما تعلمون فقولوا به و ان جاءكم ما لاتعلمون فها و اهوي بيده الي فيه و عن الصادق7لايسعكم فيما ينزل بكم مما لاتعلمون الاّ الكف و التثبت و الرد الي ائمة الهدي حتي يحملوكم فيه علي القصد و يجلوا عنكم فيه العمي و يعرفوكم فيه الحق قال اللّه فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون و عن علي بن الحسين7ان دين اللّه لايصاب بالعقول الناقصة و الاراء الباطلة و المقائيس الفاسدة و لايصاب الاّ بالتسليم فمن سلم لنا سلم و من اهتدي بنا هدي و من دان بالقياس و الرأي هلك و من وجد في نفسه شيئاً مما نقوله او نقضي به حرجاً كفر بالذي انزل السبع المثاني و القرآن العظيم و هو لايعلم و عن سعيد الاعرج قال قلت لابي‏عبداللّه ان من عندنا من يتفقه يقول يرد علينا ما لانعرفه في

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 100 *»

الكتاب و لا في السنة نقول فيه برأينا فقال ابوعبداللّه7كذبوا ليس شي‏ء الاّ جاء في الكتاب و جاءت فيه السنة، عن محمد بن حكيم قال قلت لابي‏عبداللّه7 ان قوماً من اصحابنا قد تفقهوا و اصابوا علماً و رووا احاديث فيرد عليهم الشي‏ء فيقولون برأيهم فقال لا و هل هلك من مضي الاّ بهذا و اشباهه و عن ابي‏بصير قال قلت لابي عبداللّه7يرد علينا اشياء ليس نعرفها في كتاب و لا سنة فننظر فيها فقال لا اما انك ان اصبت لم‏تؤجر و ان كان خطاء كذبت علي اللّه و عنهم:ان ادني الشرك ان‏يبتدع الرجل رأياً فيجب عليه و يبغض و عن النبي9اياكم و اصحاب الرأي فانهم اعيتهم السنن ان‏يحفظوها فقالوا في الحلال و الحرام برأيهم فاحلوا ما حرم اللّه و حرموا ما احل اللّه فضلوا و اضلوا و عن علي7لارأي في الدين و عن الصادق7ان اللّه تبارك و تعالي حصر عباده بآيتين من ان لايقولوا حتي يعلموا و لايردوا ما لم‏يعلموا قال اللّه عزوجل الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ان لايقولوا علي اللّه الاّ الحق و قال بل كذبوا بما لم‏يحيطوا بعلمه و لمايأتهم تأويله و عنه7انهاك عن خصلتين فيهما هلك الرجال ان‏تدين اللّه بالباطل و تفتي الناس بما لاتعلم و عنه7اياك و خصلتين فيهما هلك من هلك اياك ان‏تفتي الناس برأيك او تدين بما لاتعلم و عن الرضا7يا ابن محمود اذا اخذ الناس يميناً و شمالاً فالزم طريقتنا فانه من لزمنا لزمناه و من فارقنا فارقناه ان ادني ان‏يخرج الرجل من الايمان ان‏يقولوا للحصاة هذه نواة ثم يدين بذلك و يبرأ ممن خالفه يا ابن محمود احفظ ما حدثتك به فقد جمعت لك فيه خير الدنيا و الاخرة و عن الرضا7 عن آبائه عن اميرالمؤمنين7قال قال رسول اللّه9من افتي الناس بغير علم لعنته ملائكة السموات و الارض و عن موسي بن جعفر عن ابيه8قال قال علي بن الحسين7ليس لك ان‏تقعد مع من شئت لان اللّه تبارك و تعالي يقول و اذا رأيت الذين

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 101 *»

 يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتي يخوضوا في حديث غيره و اما ينسينك الشيطان فلاتقعد بعد الذكري مع القوم الظالمين و ليس لك ان‏تتكلم بما شئت لان اللّه عزوجل قال و لاتقف ماليس لك به علم و لان رسول اللّه9قال رحم اللّه عبداً قال خيراً فغنم او صمت فسلم و ليس لك ان‏تسمع ما شئت لان اللّه عزوجل يقول ان السمع و البصر و الفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا و عن رسول اللّه9 اتقوا تكذيب اللّه قيل يا رسول اللّه و كيف ذاك قال يقول احدكم قال اللّه فيقول اللّه عزوجل كذبت لم اقله و يقول لم‏يقل اللّه فيقول عزوجل كذبت قد قلته و عن الصادق7الكذب علي اللّه عزوجل و علي رسوله و الاوصياء:من الكباير و قال رسول اللّه9من قال علي ما لم‏اقل فليتبوء مقعده من النار و عن علي7ثلث لادين لهم لا دين لمن دان بجحود آية من كتاب اللّه و لادين لمن دان بفرية باطل علي اللّه و لادين لمن دان بطاعة من([41]) عصي اللّه تبارك و تعالي و عن الصادق7اياك و خصلتين مهلكتين ان‏تفتي الناس برأيك او تقول ما لاتعلم و عنه7اياك و خصلتين هلك فيهما الرجال ان‏تدين بشي‏ء من رأيك او تفتي الناس بغير علم و عن ابي‏جعفر7قال من افتي الناس بغير علم و لاهدي لعنته ملئكة الرحمة و ملئكة العذاب و لحقه وزر من عمل بفتياه و عن ابي‏عبداللّه7قال اذا سئل الرجل منكم عما لايعلم فليقل لاادري و لايقل اللّه اعلم فيوقع في قلب صاحبه شكاً و اذا قال المسئول لاادري فلايتهمه السائل و عن ابي‏جعفر7لو ان العباد اذا جهلوا وقفوا لم‏يجحدوا لم‏يكفروا و عن الصادق7لاتحل الفتيا لمن لايستفتي من اللّه عزوجل بصفاء سره و اخلاص عمله و علانيته و برهان من ربه في كل حال لان من افتي فقد حكم و الحكم لايصح الاّ باذن اللّه و برهانه و من حكم بالخبر بلامعاينة فهو جاهل مأخوذ بجهله و عنه7انهاك عن خصلتين فيهما هلك الرجال انهاك ان‏تدين اللّه بالباطل و تفتي الناس بما لاتعلم

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 102 *»

 و عنه7القضاة اربعة ثلثة في النار و واحد في الجنة رجل قضي بجور و هو يعلم فهو في النار و رجل قضي بجور و هو لايعلم فهو في النار و رجل قضي بالحق و هو لايعلم فهو في النار و رجل قضي بالحق و هو يعلم فهو في الجنة و عنه7الحكم حكمان حكم اللّه عزوجل و حكم اهل الجاهلية فمن اخطأ حكم اللّه حكم بحكم الجاهلية و سئل ابوجعفر7ما حق اللّه علي العباد قال ان‏يقولوا ما يعلمون و يقفوا عند ما لايعلمون و سئل ابوعبداللّه7 عن ذلك فقال ان‏يقولوا ما يعلمون و يكفوا عما لايعلمون فاذا فعلوا ذلك فقد ادوا الي اللّه حقه و قال العامل علي غير بصيرة كالساير علي غير الطريق لايزيده سرعة السير الاّ بعداً و قال ان من حقيقة الايمان ان لايجوز منطقك علمك و عن علي7في وصيته لكميل بن زياد قال يا كميل لاغزو الاّ مع امام عادل و لانقل الاّ من امام فاضل يا كميل هي نبوة و رسالة و امامة و ليس بعد ذلك الاّ موالين متبعين او معادين مبتدعين انما يتقبل اللّه من المتقين يا كميل لاتأخذ الاّ عنا تكن منا([42]) الحديث و عن ابي‏جعفر7 في حديث طويل و ان اللّه لم‏يجعل العلم جهلاً و لم‏يكل امره الي احد من خلقه لا الي ملك مقرب و لانبي مرسل ولكنه ارسل رسولاً من ملئكته فقال له قل كذا و كذا فامرهم بما يحب و نهاهم عما يكره فقص عليهم امر خلقه بعلم فعلم ذلك العلم و علم انبيائه و اصفيائه من الانبياء و الاصفياء الي ان قال و لولاة الامر استنباط العلم و للهداة ثم قال فمن اعتصم بالفضل انتهي بعلمهم و نجا بنصرتهم و من وضع ولاة امر اللّه عزوجل و اهل استنباط علمه في غير الصفوة من بيوتات الانبياء: فقد خالف امر اللّه عزوجل و جعل الجهال ولاة امر اللّه و المتكلفين بغير هدي من اللّه و زعموا انهم اهل استنباط علم اللّه فقد كذبوا علي اللّه و رسوله و رغبوا عن وصيه و طاعته و لم‏يضعوا فضل اللّه حيث وضعه اللّه فضلوا و اضلوا اتباعهم الحديث و عن ابي‏عبداللّه7في الرسالة المعروفة المروية في الكافي ايتها العصابة

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 103 *»

 المرحومة المفلحة ان اللّه اتم لكم ما آتيكم من الخير و اعلموا انه ليس من علم اللّه و لا من امره ان‏يأخذ احد من خلق اللّه في دينه بهوي و لارأي و لامقائيس قد انزل اللّه القرآن و جعل فيه تبيان كل شي‏ء و جعل للقرآن و تعلم القرآن اهلاً لايسع اهل علم القرآن الذين آتاهم اللّه علمه ان‏يأخذوا في دينهم بهوي و لارأي و لامقاييس الي ان قال و اتبعوا آثار رسول اللّه و سنته فخذوا بها و لاتتبعوا اهوائكم و رأيكم فتضلوا فان اضل الناس عند اللّه من اتبع هواه و رأيه بغير هدي من اللّه و قال ايتها العصابة عليكم بآثار رسول اللّه9و سنته و آثار الائمة الهداة من اهل بيت رسول اللّه9من بعده و سنتهم فانه من اخذ بذلك فقد اهتدي و من ترك ذلك و رغب عنه ضل لانهم هم الذين امر اللّه بطاعتهم و ولايتهم و عن اميرالمؤمنين7ان ابغض الخلايق الي اللّه رجلان و قد مر في باب ذم علماء السوء و عن يونس بن عبدالرحمن قال قلت لابي‏الحسن الاول7بما اوحد اللّه فقال يا يونس لاتكونن مبتدعاً من نظر برأيه هلك و من ترك اهل بيت نبيه ضل و من ترك كتاب اللّه و قول نبيه كفر و قال ابوعبداللّه7 في وصيته لمفضل بن عمر من شك او ظن فاقام علي احدهما فقد حبط عمله ان حجة اللّه هي الحجة الواضحة و عن اميرالمؤمنين7من عمي نسي الذكر و اتبع الظن و بارز خالقه الي ان قال و من نجا من ذلك فمن فضل اليقين و قال ابوجعفر7في حديث طويل اما لو ان رجلاً صام نهاره و قام ليله و تصدق بجميع ماله و حج جميع دهره و لم‏يعرف ولاية ولي اللّه فيواليه و تكون جميع اعماله بدلالته اليه ماكان له علي اللّه ثواب و لاكان من اهل الايمان و عن اميرالمؤمنين7ان المؤمن لم‏يأخذ دينه عن رأيه ولكن اتاه عن ربه فاخذ به و عنه7قال قال رسول اللّه9 ستفترق امتي علي ثلث و سبعين فرقة فرقة منها ناجية و الباقون هالكون و الناجون الذين يتمسكون بولايتكم و يقتبسون من علمكم و لايعملون برأيهم فاولئك ما عليهم من سبيل و قال ابوعبداللّه7مااحد احب الي منكم ان الناس سلكوا سبلاً شتي منهم من اخذ بهواه و منهم من اخذ برأيه و انكم اخذتم بامر له اصل و عنه

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 104 *»

7في رسالة له الي اصحاب الرأي و الاجتهاد اما بعد فان من دعا غيره الي دينه بالارتياء و المقائيس لم‏ينصف و لم‏يصب حظه لان المدعو الي ذلك ايضاً لايخلو من الارتياء و المقاييس و متي لم‏يكن بالداعي قوة في دعائه علي المدعو لم‏يؤمن علي الداعي ان‏يحتاج الي المدعو بعد قليل لانا قد رأينا المتعلم الطالب ربما كان فائقاً لمعلمه و لو بعد حين و رأينا المعلم الداعي ربما احتاج في رأيه الي رأي من يدعو و في ذلك تحير الجاهلون و شك المرتابون و ظن الظانون و لو كان ذلك عند اللّه جايزاً لم‏يبعث اللّه الرسل بما فيه الفصل و لم‏ينه عن الهزل و لم‏يعب الجهل ولكن الناس لماسفهوا الحق و عظموا النعمة و استغنوا بجهلهم و تدابيرهم عن علم اللّه و اكتفوا بذلك عن رسله و القوام بامره و قالوا لاشي‏ء الاّ ما ادركته عقولنا و عرفته البابنا فولاهم اللّه ما توليهم و اهملهم و خذلهم حتي صاروا عبدة انفسهم من حيث لايعلمون و لو كان اللّه رضي منهم اجتهادهم و ارتياءهم فيما ادعوا من ذلك لم‏يبعث اليهم فاصلاً لمابينهم و لازاجراً عن وصفهم و انما استدللنا ان رضي اللّه غير ذلك ببعثه الرسل بالامور القيمة الصحيحة و التحذير من الامور المشكلة المفسدة ثم جعلهم ابوابه و صراطه و الادلاء عليه بامور محجوبة عن الرأي و القياس فمن طلب ما عند اللّه بقياس و رأي لم‏يزدد من اللّه الاّ بعداً و لم‏يبعث رسولاً قط و ان طال عمره قابلاً من الناس خلاف ماجاء به حتي يكون متبوعاً مرة و تابعاً اخري و لم‏ير ايضاً فيما جاء به استعمل رأياً و لامقياساً حتي يكون ذلك واضحاً عنده كالوحي من اللّه و في ذلك دليل لكل ذي لب و حجي ان اصحاب الرأي و القياس مخطئون مدحضون الحديث و عن معوية بن ميسرة بن شريح قال شهدت اباعبداللّه7 في مسجد الخيف و هو في حلقة فيها نحو من مأتي رجل و فيهم عبداللّه بن شبرمة فقال له يا باعبداللّه انا نقضي بالعراق فنقضي بالكتاب و السنة ثم ترد علينا المسئلة فنجتهد فيها بالرأي الي ان قال فقال ابوعبداللّه7فاي رجل كان علي بن ابي‏طالب فاطراه ابن شبرمة و قال فيه قولاً عظيماً فقال ابوعبداللّه7فان علياً ابي ان‏يدخل في دين اللّه الرأي و ان‏يقول في شي‏ء من دين اللّه بالرأي

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 105 *»

 و المقائيس الي ان قال لو علم ابن شبرمة من اين هلك الناس مادان بالمقاييس و لاعمل بها و عن اسمعيل بن جابر عن ابي‏عبداللّه7عن آبائه عن اميرالمؤمنين7في حديث طويل قال و اما الرد علي من قال بالرأي و القياس و الاستحسان و الاجتهاد و من يقول ان الاختلاف رحمة فاعلم انا لمارأينا من قال بالرأي و القياس قد استعملوا الشبهات في الاحكام لماعجزوا عن عرفان اصابة الحكم و قالوا ما من حادثة الاّ و للّه فيه حكم و لايخلو الحكم فيها من وجهين اما ان‏يكون نصاً او دليلاً فاذا رأينا الحادثة قد عدم نصها فزعنا اي رجعنا الي الاستدلال عليها باشباهها و نظائرها لانا متي لم‏نفزع الي ذلك اخليناها من ان‏يكون لها حكم و لايجوز ان‏يبطل حكم اللّه في حادثة من الحوادث لانه يقول سبحانه مافرطنا في الكتاب من شي‏ء و لمارأينا الحكم لايخلو و الحادث لاينفك من الحكم التمسناه من النظاير لكي لاتخلو الحادثة من الحكم بالنص و بالاستدلال و هذا جايز عندنا قالوا و قد رأينا اللّه قاس في كتابه بالتشبيه و التمثيل فقال خلق الانسان من صلصال كالفخار و خلق الجان من مارج من نار فشبه الشي‏ء باقرب الاشياء له شبها قالوا و قد رأينا النبي9استعمل الرأي و القياس بقوله للمرأة الخثعمية حين سألته عن حجها عن ابيها فقال أ رأيت لو كان علي ابيك دين لكنت تقضيه عنه فقد افتاها بشي‏ء لم‏تسأل عنه و قوله لمعاذ بن جبل حين ارسله الي اليمن أ رأيت يا معاذ ان نزلت بك حادثة لم‏تجد لها في كتاب اللّه اثراً و لا في السنة ما انت صانع قال استعمل رأيي فيها فقال الحمد للّه الذي وفق رسول اللّه الي ما يرضيه قالوا و قد استعمل الرأي و القياس كثير من الصحابة و نحن علي آثارهم مقتدون و لهم احتجاج كثير في مثل هذا فقد كذبوا علي اللّه تعالي في قولهم انه احتاج الي القياس و كذبوا علي رسول اللّه9اذ قالوا عنه ما لم‏يقل من الجواب المستحيل فنقول لهم رداً عليهم ان اصول احكام العبادات و مايحدث في الامة من الحوادث و النوازل لماكانت موجودة عن السمع و النطق و النص في كتاب اللّه و فروعها مثلها و انما اردنا الاصول في جميع العبادات و المفترضات التي نص اللّه عزوجل و اخبرنا عن وجوبها و عن النبي9و عن

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 106 *»

 وصيه المنصوص عليه بعده في البيان عن اوقاتها و كيفياتها و اقدارها في تقاديرها عن اللّه عزوجل مثل فرض الصلوة و الزكوة و الصيام و الحج و الجهاد و حد الزنا و حد السرقة و اشباهها مما نزل في الكتاب مجملاً بلاتفسير فكان رسول اللّه9هو المفسر و المعبر عن جملة الفرائض فعرفنا ان فرض صلوة الظهر اربع و وقتها بعد زوال الشمس بمقدار ما يقرأ الانسان ثلثين آية و هذا الفرق بين صلوة الزوال و صلوة الظهر و وقت صلوة العصر آخر وقت الظهر الي وقت مهبط الشمس و ان المغرب ثلث ركعات و وقتها حين وقت الغروب الي ادبار الشفق و الحمرة و ان وقت صلوة العشاء الاخرة و هي اربع ركعات اوسع الاوقات و اول وقتها حين اشتباك النجوم و غيبوبة الشفق و انبساط الظلام و آخر وقتها ثلث الليل و روي نصفه و الصبح ركعتان و وقتها طلوع الفجر الي اسفار الصبح و ان الزكوة تجب في مال دون مال و مقدار دون مقدار و وقت دون وقت و كذلك جميع الفرائض التي اوجبها اللّه علي عباده بمبلغ الطاعات و كنه الاستطاعات فلولا ماورد النص به و تنزيل كتاب اللّه و بيان ما ابانه رسوله و فسره لنا و ابانه الاثر و صحيح الخبر لقوم آخرين لم‏يكن لاحد من الناس المأمورين باداء الفرائض ان‏يوجب ذلك بعقله و اقامته معاني فروضه و بيان مراد اللّه في جميع ما قدمنا ذكره علي حقيقة شروطها و لايصح اقامة فروضها بالقياس و الرأي و لا ان‏تهتدي العقول علي انفرادها الي انه يجب فرض الظهر اربعاً دون خمس او ثلث و لاتفصل ايضا بين قبل الزوال و بعده و لاتقدم الركوع علي السجود او السجود علي الركوع او حد زناء المحصن و البكر و لابين العقارات و المال الناض في وجوب الزكوة فلو خلينا بين عقولنا و بين هذه الفرائض لم‏يصح فعل ذلك كله بالعقل علي مجرده و لم‏يفصل بين القياس الذي فصلت الشريعة و النصوص اذا كانت الشريعة موجودة عن السمع و النطق الذي ليس لنا ان‏نتجاوز حدودها و لو جاز ذلك لاستغنينا عن ارسال الرسل الينا بالامر و النهي منه تعالي و لماكانت الاصول لاتجب علي ماهي عليه من بيان فروضها الاّ بالسمع و النطق فكذلك الفروع و الحوادث التي تنوب و تطرق منه تعالي لم‏يوجب الحكم فيها بالقياس دون النص بالسمع و النطق الي

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 107 *»

ان قال و اما الرد علي من قال بالاجتهاد فانهم يزعمون ان كل مجتهد مصيب([43]) علي انهم لايقولون انهم مع اجتهادهم اصابوا معني حقيقة الحق عند اللّه عزوجل لانهم في حال اجتهادهم ينتقلون عن اجتهاد الي اجتهاد و احتجاجهم ان الحكم به قاطع قول باطل منقطع منتقض فاي دليل ادل من هذا علي ضعف اعتقاد من قال بالاجتهاد و الرأي اذا كان امرهم يؤل الي ماوصفناه و زعموا انه محال ان‏يجتهدوا فيذهب الحق من جملتهم و قولهم بذلك فاسد لانهم ان اجتهدوا فاختلفوا فالتقصير واقع بهم و اعجب من هذا انهم يقولون مع قولهم بالرأي و الاجتهاد ان اللّه لم‏يكلفهم بهذه المذهب الاّ بمايطيقونه و كذلك النبي9و احتجوا بقول اللّه تعالي و حيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره و هذا بزعمهم وجه الاجتهاد و غلطوا في هذا التأويل غلطاً بيناً قالوا و من قول الرسول9ماقال لمعاذ بن جبل و ادعوا انه اجاز ذلك و الصحيح ان اللّه لم‏يكلفهم اجتهاداً لانه قدنصب لهم ادلة و اقام لهم اعلاماً و اثبت عليهم الحجة فمحال ان‏يضطرهم الي ما لايطيقون بعد ارساله اليهم الرسل بتفصيل الحلال و الحرام و لم‏يتركهم سدي مهما عجزوا عنه و ردوه الي الرسول و الائمة:كيف و هو تعالي يقول مافرطنا في الكتاب من شي‏ء و يقول اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي و بقوله فيه تبيان كل شي‏ء و من الدليل علي فساد قولهم في الاجتهاد و الرأي و القياس انه لن‏يخلو الشي‏ء ان‏يكون يمثله علي اصل او يستخرج البحث عنه فان كان يبحث عنه فانه لايجوز في عدل اللّه تعالي ان‏يكلف العباد ذلك و ان كان ممثلاً علي اصل فلن‏يخلو الاصل ان‏يكون حرم لمصلحة الخلق او لمعني في نفسه خاص فان كان حرم لمعني في نفسه خاص فقد كان ذلك فيه حلالاً ثم حرم بعد ذلك لمعني فيه بل لو كان العلة المعني لم‏يكن التحريم له اولي من التحليل و لمافسد هذا الوجه من دعواهم علمنا ان اللّه تعالي انما حرم الاشياء لمصلحة الخلق لا للخلق التي فيها الحديث

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 108 *»

و قد ذكرناه بطوله لما فيه من الادلة القطعية علي بطلان الاجتهاد و عن الصادق عن آبائه:قال قال رسول اللّه9اياكم و الظن فان الظن اكذب الكذب و سئل عن الحكومة فقال من حكم برأيه بين اثنين فقد كفر و من فسر برأيه آية من كتاب اللّه فقد كفر و سئل عن ادني مايكون به الانسان مشركاً فقال من ابتدع رأياً فاحب عليه و ابغض و قال ادني مايخرج به الرجل من الاسلام ان‏يري الرأي بخلاف الحق فيقيم عليه ثم قال و من يكفر بالايمان فقد حبط عمله و قال7يظن هؤلاء الذين يدعون انهم فقهاء علماء انهم قداثبتوا جميع الفقه و الدين مماتحتاج اليه الامة و ليس كل علم رسول اللّه9علموه و لاصار اليهم من رسول اللّه و لاعرفوه و ذلك ان الشي‏ء من الحلال و الحرام و الاحكام يرد عليهم فيسألون عنه و لايكون عندهم فيه اثر عن رسول اللّه9يستحيون ان‏ينسبهم الناس الي الجهل و يكرهون ان‏يسألوا فلايجيبوا فيطلب الناس العلم من معدنه فلذلك استعملوا الرأي و القياس في دين اللّه و تركوا الآثار و دانوا بالبدع و قد قال رسول اللّه9 كل بدعة ضلالة فلو انهم اذ سئلوا عن شي‏ء من دين اللّه فلم‏يكن عندهم فيه اثر عن رسول اللّه9ردوه الي اللّه و الي الرسول و الي اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم من آل محمد:و في حديث انه لمانزل قوله تعالي اذا جاء نصر اللّه و الفتح السورة قال رسول اللّه9ان اللّه قضي الجهاد علي المؤمنين في الفتنة بعدي الي ان قال يجاهدون علي الاحداث في الدين اذا عملوا الرأي في الدين و لارأي في الدين انما الدين من الرب امره و نهيه و عن اميرالمؤمنين في حديث دعائم الكفر بني الكفر علي اربع دعائم الفسق و الغلو و الشك و الشبهة الي ان قال و الغلو علي اربع شعب علي التعمق بالرأي و التنازع فيه و الزيغ و الشقاق فمن تعمق لم‏ينب الي الحق و لم‏يزدد الاّ غرقاً في الغمرات و لم‏تنحسر عنه فتنة الاّ غشيته اخري و انخرق دينه فهو يهوي في امر مريج و ما نازع في الرأي و خاصم الدين شهر بالعثل([44]) من طول اللجاج و

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 109 *»

 من زاغ قبحت عنده الحسنة و حسنت عنده السيئة و من شاق اوعرت عليه طرقه و اعترض عليه امره فضاق مخرجه اذا لم‏يتبع سبيل المؤمنين الحديث.

هذا بعض ماوجدنا في هذا الباب و رويناه و اقتصرنا عليه لخروجه عن حد الضرورة و التواتر و القطع بصحة صدور المعني و لموافقته الكتاب المفسر عن الائمة: و المقطوع معناه و من تدبر في هذه الاخبار بنظر الاعتبار و ترك الانس بموافقة القوم و الاستيحاش عن مخالفتهم و اسقط عن قلبه كبر من كبرته النواميس في قلبه و اخلص لوجه اللّه جهده في دين اللّه عرف علي وجه الضرورة و البداهة كما يعرف الشمس في رابعة النهار ان العمل بالظن و الارتياء و الاجتهاد و الاستحسانات ليس من دين اللّه و رسوله كمايعرف ان شرب الخمر و ساير المآثم ظاهرها و باطنها حرام في دين اللّه و ان القياس باطل و ان الشرك يورث الخلود في النار بل لااظن ان‏يبلغ الاخبار في حرمة شي‏ء من المحرمات هذا المبلغ و يكون عليها تأكيد بهذا المقدار فكيف يستريب العاقل بل من له ادني مسكة و بقية ان الارتياء و الاستدلال بغير النصوص في دين اللّه حرام و بدعة لايجوز التفوه به بل و كذا الاستدلال بقول الجمع و افتراقهم و اجتماعهم فان كل ذلك لماسمعت باطل و عن حلية الاعتبار عند الهداة عاطل و التمسك به بدعة و ضلالة و مورث للخلود في النار و يجب الاقتصار في جزئي الامور و كليها علي النصوص عموماً و خصوصاً و هذا لااختصاص له بالفقه بل هو جار في علم الاصول ايضا فانه اسّ الفقه و اصله و عليه يتفرع الاحكام فاذا كان هو بالارتياء يكون مايتفرع علي الارتياط ايضاً ارتياء و باطلاً و ذلك ليس من دين اللّه بالضرورة و البداهة و الشاهد علي ذلك بعد الاخبار بعث الرسل و انزال الكتب فانه لو كان الارتياء مرضياً عند اللّه لمابعث الانبياء و لماشرع الشرايع و لاكتفي بارتياء الناس ثم كان الناس في ذلك سواء فلما كان احد اولي بالارتياء من احد فلماكان امام و لارعية فوجود هذه الامور ادل دليل علي بطلان الارتياء و التحري في الدين فان قيل كماقيل ان العقل حجة باطن و به نطق الخبر اقول سلمنا لذلك ولكن العقل ماعبد به الرحمن و اكتسب به الجنان فكل من يعصي عقله مشوب بالشيطنة و النكري و يعمي عن

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 110 *»

الحق فيخطي و لذا تري المرتئين مختلفين مع ان الحق واحد و كل يظن اصابته و لكان عقولهم خالصة عن شوب الشيطنة و النكري لماكانت تختلف في الحق ابداً فاذا هذه العقول المختلفة البصائر ليست بصائرها من عند اللّه اذ لو كانت من عند اللّه لماكان فيها اختلاف فواحد منها مصيب و الاخرون حاكمون بحكم الجاهلية كماسمعت و الشاهد الاخر لذلك ان ذلك بعينه هو طريقة اعدائهم مجمعين علي ذلك و هم لايجتمعون الاّ علي الباطل و قد ورد النصوص بالامر بمخالفتهم و غير ذلك و لولا انا قررنا علي انفسنا ان لانتكلم في هذا الكتاب و نكتفي بايراد الاخبار لاذنت للقلم ان‏يجول جولة في هذا المضمار لكي يذهب بذلك الاكدار عن خواطر الابرار و صلي اللّه علي محمد و آله الاطهار مااختلف الليل و النهار.

بــاب

النهي عن القياس بجميع انحائه و انواعه خصوصاً قياس الاولوية

قال اللّه تعالي خلقتني من نار و خلقته من طين قال فاهبط منها فانك رجيم و عن عيسي بن عبداللّه القرشي قال دخل ابوحنيفة علي ابي‏عبداللّه7 فقال له يا باحنيفة بلغني انك تقيس قال نعم قال لاتقس فان اول من قاس ابليس و عن علي7علموا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم اللّه به لاتغلب عليهم المرجئة برأيها و لاتقيسوا الدين فان من الدين ما لايقاس و سيأتي اقوام يقيسون فهم اعداء الدين و اول من قاس ابليس اياكم و الجدال فانه يورث الشك و من تخلف عنا هلك و عنه7قال قال رسول اللّه9قال اللّه جل جلاله ماآمن بي من فسر برأيه كلامي و ماعرفني من شبّهني بخلقي و ماعلي ديني من استعمل القياس في ديني و عن الصادق7في حديث الخضر7انه قال لموسي7 ان القياس لامجال له في علم اللّه و امره الي ان قال ثم قال جعفر بن محمد7ان امر اللّه تعالي ذكره لايحمل علي المقائيس و من حمل امر اللّه علي المقائيس هلك و اهلك ان اول معصية ظهرت من ابليس

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 111 *»

 اللعين حين امر اللّه ملئكته بالسجود لادم فسجدوا و ابي ابليس ان‏يسجد فقال انا خير منه فكان اول كفره قوله انا خير منه ثم قياسه خلقتني من نار و خلقته من طين فطرده اللّه عن جواره و لعنه و سماه رجيماً و اقسم بعزته لايقيس احد في دينه الاّ قرنه مع عدوه ابليس في اسفل درك من النار. قياس ابليس هنا قياس الاولوية التي شاع و ذاع في آخرالزمان فعاد علي البدء و سيأتي اخبار اخر ينهي عنه صريحاً، و عن ابن شبرمة قال دخلت انا و ابوحنيفة علي جعفر بن محمد8فقال لابي‏حنيفة اتق اللّه و لاتقس في الدين برأيك فان اول من قاس ابليس الي ان قال ويحك ايهما اعظم قتل النفس او الزنا قال قتل النفس قال فان اللّه عزوجل قد قبل في قتل النفس شاهدين و لم‏يقبل في الزنا الاّ اربعة ثم ايهما اعظم الصلوة ام الصوم قال الصلوة قال فمابال الحائض تقضي الصيام و لاتقضي الصلوة فكيف يقوم لك القياس فاتق اللّه و لاتقس و عن ابن ابي‏ليلي قال دخلت انا و النعمن علي جعفر بن محمد8الي ان قال ثم قال يا نعمن اياك و القياس فان ابي حدثني عن آبائه ان رسول اللّه9قال من قاس شيئاً من الدين رأيه قرنه اللّه مع ابليس في النار فان اول من قاس ابليس حين قال خلقتني من نار و خلقته من طين فدع الرأي و القياس و ما قال قوم ليس له في دين اللّه برهان فان دين اللّه لم‏يوضع بالاراء و المقائيس و عن ابي‏عبداللّه7 انه قال لابي‏حنيفة انت فقيه اهل العراق قال نعم قال فبم تفتيهم قال بكتاب اللّه و سنة نبيه قال يا اباحنيفة تعرف كتاب اللّه حق معرفته و تعرف الناسخ و المنسوخ قال نعم قال يا اباحنيفة لقد ادعيت علماً ويلك ماجعل اللّه ذلك الاّ عند اهل الكتاب الذين انزل عليهم ويلك و لاهو الاّ عند الخاص من ذرية نبينا محمد9([45]) و ماورثك اللّه من كتابه حرفاً و ذكر الاحتجاج عليه الي ان قال يا اباحنيفة اذا ورد عليك شي‏ء ليس في كتاب اللّه و لم‏تأت به الاثار و السنة كيف تصنع فقال اصلحك اللّه اقيس و اعمل فيه برائي

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 112 *»

فقال يا اباحنيفة ان اول من قاس ابليس الملعون قاس علي ربنا تبارك و تعالي فقال انا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين قال فسكت ابوحنيفة فقال يا اباحنيفة ايما ارجس البول او الجنابة فقال البول فقال فمابال الناس يغتسلون من الجنابة و لايغتسلون من البول فسكت فقال يا اباحنيفة ايما افضل الصلوة ام الصوم قال الصلوة قال فمابال الحائض تقضي صومها و لاتقضي صلوتها فسكت و عنه7 ان اصحاب المقائيس طلبوا العلم بالمقائيس فلم تزدهم المقاييس من الحق الاّ بعداً و ان دين اللّه لايصاب بالمقائيس و قال كل بدعة ضلالة و كل ضلالة سبيلها الي النار و قيل لابي‏الحسن موسي7جعلت فداك فقهنا في الدين و اغنانا اللّه بكم عن الناس حتي ان الجماعة منا لتكون في المجلس ما يسئل رجل صاحبه تحضره المسئلة و يحضره جوابها فيما من اللّه علينا بكم فربما ورد علينا الشي‏ء لم‏يأتنا فيه منك و لا عن آبائك شي‏ء فننظر الي احسن ما يحضرنا و اوفق الاشياء لماجاءنا عنكم فنأخذ به فقال هيهات هيهات في ذلك واللّه هلك من هلك يابن حكيم قال ثم لعن اباحنيفة كان يقول قال علي و قلت قال محمد بن حكيم لهشام بن الحكم واللّه مااردت الاّ ان‏يرخص لي في القياس و قيل له7اصلحك اللّه انا نجتمع فنتذاكر ما عندنا فمايرد علينا شي‏ء الاّ و عندنا فيه شي‏ء مسطر و ذلك مما انعم اللّه به علينا بكم ثم يرد علينا الشي‏ء الصغير ليس عندنا فيه شي‏ء فننظر بعضنا الي بعض و عندنا مايشبهه فتقيس علي احسنه فقال مالكم و القياس انما هلك من قبلكم بالقياس ثم قال اذا جاءكم ما تعلمون فقولوا به و ان جاءكم ما لاتعلمون فها و اهوي بيده الي فيه ثم قال لعن اللّه اباحنيفة كان يقول قال علي و قلت انا و قالت الصحابة و قلت انا ثم قال أ كنت تجلس اليه فقيل لا ولكن هذا كلامه فقيل اصلحك اللّه اتي رسول اللّه9 الناس بما يكتفون به في عهده فقال نعم و ما يحتاجون اليه الي يوم القيمة فقيل فضاع من ذلك شي‏ء فقال لا هو عند اهله و عن ابي‏عبداللّه7ان السنة لاتقاس الا تري ان المرأة تقضي صومها و لاتقضي صلوتها يا ابان ان السنة اذا قيست محق الدين و قال7في كتاب آداب اميرالمؤمنين7لاتقيسوا الدين فان امر اللّه لايقاس و سيأتي

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 113 *»

 قوم يقيسون و هم اعداء الدين و قال في حديث مع ابي‏حنيفة ليس في دين اللّه قياس و قيل للرضا7جعلت فداك ان بعض اصحابنا يقولون نسمع الامر يحكي عنك و عن آبائك فنقيس عليه و نعمل به فقال سبحان اللّه لا واللّه ماهذا من دين جعفر هؤلاء قوم لاحاجة بهم الينا قد خرجوا من طاعتنا و صاروا في موضعنا فاين التقليد الذي كانوا يقلدون جعفراً و اباجعفر قال جعفر لاتحملوا علي القياس فليس شي‏ء تعدله القياس الاّ و القياس تكسره و عن ابي‏جعفر7اياك و اصحاب القياس في الدين فانهم تركوا علم ما وكلوا به و تكلفوا ما قد كفوه يتأولون الاخبار و يكذبون علي اللّه عزوجل و كان الرجل منهم ينادي من بين يديه فيجيب من خلفه و ينادي من خلفه فيجيب من بين يديه قد تاهوا و تحيروا في الارض و الدين و قال ابوعبداللّه7لعن اللّه اصحاب القياس فانهم غيروا كتاب اللّه و سنة رسول اللّه9و اتهموا الصادقين في دين اللّه و بالجملة الاخبار في الباب كثيرة ازيد من التواتر و هو بكليته مسلم عند القوم الاّ ان للقياس عرقاً ناشياً في قلوبهم و ماسلم منه الاّ من رحم ربك و ان اكثرهم من اهل القياس حتي من المحدثين من يقيس اما بالاستقراء و اما بتنقيح المناط و اما باتحاد الطريق و اما باثبات الاولوية و اما باستنباط العلة و هل جميع ذلك الاّ قياس و هل الاخبار الاّ مطلقة و هل قيدوها الاّ بآرائهم المردية المهلكة فالعمل بجميع ذلك بدعة و ليس من دين جعفر و ابي‏جعفر و يجب الوقوف علي النصوص و اما ما ورد عن ابي‏عبداللّه7انما علينا ان‏نلقي اليكم الاصول و عليكم ان‏تفرعوا و عن الرضا7علينا القاء الاصول و عليكم التفريع فيأتي الوجه فيه في آخر الكتاب مفصلاً انه في الموضوعات لا في نفس الاحكام و لايجوز بعد وصول الاصول او ساير الاثار ان‏ينقح المناط او يبحث عما هو اولي بهذا الحكم منه او يستنبط العلة او يفحص عن طريقه و يجري حكمه في كل شي‏ء طريقه ذلك فقد نهي عن جميع ذلك ما سمعت من حديث الرضا7و اغلب استدلالات اصحابنا في الاحكام بهذه المطلقات و لذا قد كثر الاختلاف و

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 114 *»

الشقاق بينهم اذ كل شي‏ء يقومه استدلال يكسره استدلال آخر و كل شي‏ء يجري عليه اصل يجري عليه اصل آخر ضده و هذا الاختلاف و الاستدلال هو الرأي المنهي عن الائمة:فان اصحاب الرأي كانوا يستدلون باصل العدم و هو الذي يرجع اليه كثير من الاصول و هو المستفاد بزعمهم من قولهم لاتنقض اليقين الاّ بيقين مثله فان عدم كل شي‏ء مقطوع به و هذا هو الرأي المنهي عنه عن الائمة: الذي قدحوا اصحابه و العاملين به و سموهم اصحاب الرأي و الهوي فان الرأي هو النظر و الاستدلال بالعقل و الاستصحاب هو من دليل العقل و قد نهينا عن ذلك بتواتر الاخبار و لان اجراء هذا في الاحكام قياس حالة بحالة و قد نهينا عن القياس مطلقاً فلايجوز استعمال هذه الاصول في اصل الاحكام و انما يجري في افراد خارجية فتبصر و لاتقل ان الاستصحاب و ان كان ثبت بالعقل ولكن ثبت ايضاً بالنص و هو هذا فنحن عاملون بالنص لا بالهوي فاني اقول هذا ما فسرتم الخبر و سنشير الي ان تفسيره ليس كما زعمتم فانه اذا كان خبر يحتمل معني قد نهي عن ذلك ضرورة و يحتمل معني لم‏ينه عنه فعلم ضرورة ان الاحتمال الاول باطل فيتعين الثاني و قد نهي عن الاستصحاب في نفس الاحكام لانه تحت القياس و سيأتيك البيان في آخر هذه الرسالة ان‏شاء اللّه تعالي

بــاب

البـدع و المبـتدع

قال اللّه تعالي ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم‏يأذن به اللّه و قال فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند اللّه و قال ان الذين يفترون علي اللّه الكذب لايفلحون و قال و من اظلم ممن افتري علي اللّه كذباً اولئك يعرضون علي ربهم و يقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا علي ربهم الا لعنة اللّه علي الظالمين و آيات كثيرة اخر و عن رسول اللّه9ابي اللّه لصحاب البدعة بالتوبة قيل يا رسول اللّه و كيف ذلك قال انه قد اشرب قلبه حبها

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 115 *»

 و عن ابي‏عبداللّه7قال كان رجل في الزمن الاول طلب الدنيا من حلال فلم‏يقدر عليها و طلبها عن حرام فلم‏يقدر عليها فاتاه الشيطان فقال له يا هذا انك قد طلبت من حلال فلم‏تقدر عليها و طلبتها من حرام فلم‏تقدر عليها أ فلاادلك علي شي‏ء تكثر به دنياك و يكثر به تبعك قال بلي قال تبتدع ديناً و تدعو اليه الناس ففعل فاستجاب له الناس و اطاعوه و اصاب من الدنيا ثم انه فكر فقال ماصنعت ابتدعت ديناً و دعوت الناس مااري لي توبة الاّ آتي من دعوته اليه فارده عنه فجعل يأتي اصحابه الذين اجابوه فيقول لهم ان الذي دعوتكم اليه باطل و انما ابتدعته فجعلوا يقولون كذبت و هو الحق ولكنك شككت في دينك فرجعت عنه فلما رأي ذلك عمد الي سلسلة فوتد لها وتدا ثم جعلها في عنقه و قال لااحلها حتي يتوب اللّه عزوجل علي فاوحي اللّه عزوجل الي نبي من الانبياء قل لفلان و عزتي لو دعوتني حتي تنقطع اوصالك مااستجبت لك حتي ترد من مات علي ما دعوته اليه فيرجع عنه و عن النبي9شر الامور محدثاتها و عنه9 ان احدث الحديث كتاب اللّه و خير الهدي هدي محمد9و شر الامور محدثاتها و كل محدث بدعة و كل بدعة ضلالة و سئل الصادق7ما ادني مايكون به العبد كافراً قال ان‏يبتدع شيئاً فيتولي عليه و يبرأ ممن خالفه و سئل عن الحلال و الحرام فقال حلال محمد7 حلال ابداً الي يوم القيمة و حرامه حرام ابداً الي يوم القيمة لايكون غيره و لايجي‏ء غيره و قال قال علي7مااحد ابتدع بدعة الاّ ترك بها سنة و قال ابوجعفر7لاتتخذوا من دون اللّه وليجة فلاتكونوا مؤمنين فان كل سبب و نسب و قرابة و وليجة و بدعة و شبهة منقطع الاّ ما اثبته القرآن و عن علي7ايها الناس انما بدو وقوع الفتن اهواء تتبع و احكام تبتدع يخالف فيها كتاب اللّه يتولي فيها رجال رجالاً الي ان قال فهنالك استحوذ الشيطان علي اوليائه و نجا الذين سبقت لهم من اللّه الحسني و عن النبي9اذا ظهرت البدع في امتي فليظهر العالم علمه فمن لم‏يفعل فعليه لعنة اللّه و عن بريد العجلي قال قلت لابي‏عبداللّه7

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 116 *»

ما ادني مايصير به العبد كافراً قال فأخذ حصاة من الارض فقال ان‏يقول لهذه الحصاة انها نواة و يبرأ ممن خالفه علي ذلك و يدين اللّه بالبراءة ممن قال بغيره قوله فهذا ناصب قد اشرك باللّه و كفر من حيث لايعلم. هذا لان محمداً و آل‏محمد: يرون تلك حصاة لانواة فاذا تبرأ ممن خالفه فقد نصب و اشرك و عن ابي‏جعفر7قال ادني الشرك ان‏يبتدع الرجل رأياً فيحب عليه و يبغض و في اخري سئل عن ادني النصب فقال ان‏يبتدع الرجل شيئاً فيحب عليه و يبغض عليه و عن الصادق7من مشي الي صاحب بدعة فوقره فقد مشي في هدم الاسلام و امثال ذلك كثيرة فاعتبر يا اخي عن محدثات حدثت في الامة و يحبون عليه و يبغضون عليه و اياك و اياها و عليك بالتلاد لاالمشهور في البلاد المهلكة للعباد و تذكر يوم التناد عند الاشهاد حين يقول لهم ربهم آللّه اذن لكم ام علي اللّه تفترون فلاتتبع اهواء قوم اتبعوا اهوائهم فكبت بهم فانكبوا ناكسين عن الصراط فضلوا و اضلوا و لعلك قد عرفت من ذلك انك اذا قلت بخبر و اثر لايجوز لك انكار مايعارضه و بغض ذلك القول و ابطاله فلعله من هول الهداة:فتنصب بذلك الاّ ان‏يكون كذبه عليهم بديهياً واضحاً فتنكره و الاّ فاياك ان‏ترجح خبراً فتوجب العمل به و تحرم العمل بالاخر و تري العامل به عاملاً بالحرام فتنكر عليه فانه يؤدي الي النصب و الكفر لانك لاتدري لعله عنهم صدر و هو الحق في الواقع و لذا ورد فلو ان العباد اذا جهلوا وقفوا لم‏يجحدوا و لم‏يكفروا و قال الرضا7في الخبرين لايعلم ايهما الحق اذا لم‏تعلم فموسع عليك بايهما اخذت و هذا هو وجه ما رأي الكليني; اخبار السعة احوط فانك لو بنيت علي الترجيح تري من يخالفك من الناس عاصياً فاسقاً و لو اصر عليه تجوّز حده و ضربه و تعزيره فلعله موافق لقول الهداة:و ذلك يؤدي الي النصب من حيث لاتعلم فاذا لم‏تقل بمعصية من عمل به ظهر جواز العمل به فنجوت عن النصب و انما تجوز الخبرين من باب التسليم لا من باب الحكم الواقعي فانك في جهل منه تنبه فقد اسقيتك ماءاً غدقاً.

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 117 *»

بــاب

ان لكل شي‏ء حداً و انه ليس شي‏ء الاّ و فيه كتاب او سنة

و علم ذلك كله عند الامام7

قال اللّه تعالي مافرطنا في الكتاب من شي‏ء و قال و لارطب و لايابس الاّ في كتاب مبين و قال و تبياناً لكل شي‏ء و قال كل شي‏ء احصيناه في امام مبين و قال اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام ديناً و عن ابي‏عبداللّه7قال ابي اللّه الاّ ان‏يجري الاشياء الاّ باسباب فجعل لكل شي‏ء سبباً و جعل لكل سبب شرحاً و جعل لكل شرح مفتاحاً و جعل لكل مفتاح علماً و جعل لكل علم باباً ناطقاً من عرفه عرف اللّه و من انكره انكر اللّه ذلك رسول اللّه و نحن و عن محمد بن مسلم قال سألته عن ميراث العلم أ جوامع من العلم ام يفسر كل شي‏ء من هذه الامور التي يتكلم فيها الناس من الطلاق و الفرائض قال ان علياً7كتب العلم و الفرائض فلو ظهر امرنا لم‏يكن من شي‏ء الاّ و فيه سنة يمضيها و عن ابي‏اسامة قال كنت عند ابي‏عبداللّه7 و عنده رجل من المغيرية فسأل عن شي‏ء من السنن فقال مامن شي‏ء يحتاج اليه ولد آدم الاّ و قد خرجت فيه السنة من اللّه و من رسوله و لولا ذلك مااحتج علينا بمااحتج فقال المغيري و بما احتج فقال ابوعبداللّه7قوله تعالي اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم الاية فلو لم‏يكمل سننه و فرايضه و ما يحتاج اليه الناس مااحتج به و عن ابي‏الحسن7 قال اتاهم رسول اللّه9بما اكتفوا به في عهده و استغنوا به من بعده و عن ابي‏جعفر7قال قال رسول اللّه9في خطبته في حجة الوداع ايها الناس اتقوا اللّه مامن شي‏ء يقربكم من الجنة و يباعدكم من النار الاّ و قد نهيتكم عنه و امرتكم به و عن ابي‏عبداللّه7قال ان اللّه تبارك و تعالي انزل في القرآن تبيان كل شي‏ء حتي واللّه ماترك اللّه شيئاً يحتاج اليه العباد حتي لايستطيع عبد يقول لوكان هذا انزل في القرآن الاّ و قد انزله اللّه فيه و عن ابي‏جعفر7ان اللّه تبارك و تعالي لم‏يدع شيئاً

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 118 *»

تحتاج اليه الامة الاّ انزله في كتابه و بينه لرسوله9و جعل لكل شي‏ء حداً و جعل عليه دليلاً يدل عليه و جعل علي من تعدي ذلك الحد حداً و عن ابي‏عبداللّه7ماخلق اللّه حلالاً و لاحراماً الاّ و له حد كحد الدار فماكان من الطريق فهو من الطريق و ماكان من الدار فهو من الدار حتي ارش الخدش فماسواه و الجلدة و نصف الجلدة و عنه7مامن شي‏ء الاّ و فيه كتاب او سنة و عنه7مامن امر يختلف فيه اثنان الاّ و له اصل في كتاب اللّه ولكن لاتبلغه عقول الرجال و عن علي7ان اللّه تبارك و تعالي ارسل اليكم الرسول9 و انزل اليه الكتاب بالحق الي ان قال فجاءهم بنسخة ما في الصحف الاولي و تصديق الذي بين يديه و تفصيل الحلال من ريب الحرام ذلك القرآن فاستنطقوه و لن‏ينطق لكم اخبركم عنه ان فيه علم ما مضي و علم ما يأتي الي يوم القيمة و حكم ما بينكم و بيان ما اصبحتم فيه تختلفون فلو سئلتموني عنه لعلمتكم و قال ابوعبداللّه7ولدني رسول اللّه9و انا اعلم كتاب اللّه و فيه بدء الخلق و ما هو كائن الي يوم القيمة و فيه خبر السماء و خبر الارض و خبر الجنة و خبر النار و خبر ماكان و ما هو كائن اعلم ذلك كما انظر الي كفي ان اللّه يقول فيه تبيان كل شي‏ء و قال كتاب اللّه فيه نبأ ما قبلكم و خبر ما بعدكم و فصل ما بعدكم و نحن نعلمه و قيل لابي‏الحسن موسي7أ كل شي‏ء في كتاب اللّه و سنة نبيه9 او تقولون فيه قال بل كل شي‏ء في كتاب اللّه و سنة نبيه9 هذا بعض ما في الباب و فيه كفاية لاولي الالباب فاذا كان لكل شي‏ء حكم خاص و حد محدود من اللّه تعالي ماكشف عن الواقع الرأي و الهوي و الظن و لااصل العدم و الاستصحاب و المقاييس و الادلة العقلية و انما يجب طلب ذلك من معدنه فان وجدت نصاً عليه فهو و الاّ فتتوقف و انت في سعة حتي يأتيك البيان من عند اهله. قال ابوعبداللّه7ضل علم ابن شبرمة عند الجامعة املاء رسول اللّه9و خط علي7بيده ان الجامعة لاتدع لاحد كلاماً فيها علم الحلال و الحرام ان اصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس فلم‏يزدادوا من

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 119 *»

 الحق الاّ بعداً ان دين اللّه لايصاب بالقياس.

بــاب

عدم جواز الحكم و الفتوي لغير المعصوم و حرمة تقليد غيره

قال اللّه تعالي و مااختلفتم فيه من شي‏ء فحكمه الي اللّه و قال اطيعوا اللّه و اطيعوا الرسول و اولي الامر منكم و ان تنازعتم في شي‏ء فردوه الي اللّه و الرسول و قال و لو ردوه الي الرسول و الي اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم و قال و اسئلوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون و عن ابي‏عبداللّه قال لما ولي اميرالمؤمنين7شريحا القضاء اشترط عليه ان لاينفذ القضاء حتي يعرض عليه و قال له يا شريح قد جلست مجلساً لايجلسه الاّ نبي او وصي نبي او شقي و قال ابوعبداللّه7 اتقوا الحكومة فان الحكومة انما هي للامام العالم بالقضاء العادل في المسلمين لنبي او وصي نبي و قال يغدو الناس علي ثلثة اصناف عالم و متعلم و غثاء فنحن العلماء و شيعتنا المتعلمون و ساير الناس غثاء و عن النبي9 من جعل قاضياً فقد ذبح بغير سكين و قال ابوالحسن7 لمحمد بن عبيدة يا محمد انتم اشد تقليداً ام المرجئة([46]) قال قلت قلدنا و قلدوا فقال لم‏اسئلك عن هذا فلم‏يكن عندي جواب اكثر من الجواب الاول فقال ابوالحسن7ان المرجئة نصبت رجلاً لم‏تفرض طاعته و قلدوه و انكم نصبتم رجلاً و فرضتم طاعته ثم لم‏تقلدوه و عن ابي‏عبداللّه7قيل له اتخذوا احبارهم و رهبانهم ارباباً من دون اللّه فقال اما واللّه مادعوهم الي عبادة انفسهم و لو دعوهم مااجابوهم ولكن احلوا لهم حراماً و حرموا عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لايشعرون و قال اياكم و هؤلاء الرؤساء الذين يترأسون فواللّه ماخفقت النعال خلف رجل الاّ هلك و اهلك و قال اياك و الرياسة و اياك

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 120 *»

ان‏تطأ اعقاب الرجال قيل جعلت فداك اما الرياسة فقد عرفتها و اما ان اطأ اعقاب الرجال فمانلت ما في يدي الاّ مما وطئت اعقاب الرجال فقال ليس حيث تذهب اياك ان‏تنصب رجلاً دون الحجة فتصدقه في كل ماقال و قال في قول اللّه عزوجل و مايؤمن اكثرهم باللّه الاّ و هم مشركون قال شرك طاعة و ليس شرك عبادة و في قوله عزوجل و من الناس من يعبد اللّه علي حرف قال ان الاية تنزل في الرجل ثم تكون في اتباعه قيل كل من نصب دونكم شيئاً فهو ممن يعبد اللّه علي حرف فقال نعم يكون محضاً و قال من دان اللّه بغير سماع من صادق الزمه اللّه و من ادعي سماعاً من غير الباب الذي فتحه اللّه فهو مشرك و ذلك الباب المأمون علي سر اللّه المكنون و قال اياك و الرياسة فما طلبها احد الاّ هلك فقلت قد هلكنا انا ليس احد منا الاّ و هو يحب ان‏يذكر و يتصدق يؤخذ عنه فقال ليس حيث تذهب انما ذلك ان‏تنصب رجلاً دون الحجة فتصدقه في كل ماقال و تدعو الناس الي قوله و عن اميرالمؤمنين7في حديث و رجلاً آتاه اللّه سلطاناً فزعم ان طاعته طاعة اللّه و معصيته معصية اللّه و كذب لانه لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق لاينبغي ان‏يكون المخلوق حبه لمعصية اللّه فلاطاعة في معصية لمن عصي اللّه انما الطاعة للّه و لرسوله و لولاة الامر و انما امر اللّه بطاعة الرسول لانه معصوم مطهر لايأمر بمعصية و انما امر بطاعة اولي الامر لانهم معصومون مطهرون لايأمرون بمعصية و قال ما لم‏يخرج من هذا البيت فهو باطل و قال اميرالمؤمنين7من اخذ دينه من افواه الرجال ازالته الرجال و من اخذ دينه عن الكتاب و السنة زالت الجبال و لم‏يزل و قال ابوعبداللّه7الشعراء هم قوم تعلموا و تفقهوا بغير علم فضلوا و اضلوا و قال يا معشر الاحداث اتقوا اللّه و لاتأتوا الرؤساء دعوهم حتي يصيروا اذناباً لاتتخذوا الرجال و لايج من دون اللّه انا واللّه خير لكم منهم و ضرب بيده علي صدره و قال دع الرأي و القياس و ما قال قوم في دين اللّه ليس له برهان و سئل عن قوله تعالي اطيعوا اللّه و اطيعوا الرسول و اولي الامر منكم قال اولي العقل و العلم قالوا أ خاص او عام قال خاص لنا و يدل علي ذلك ما قدمنا في باب من

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 121 *»

يجوز اخذ العلم عنه و من لايجوز و في باب ان علم الكتاب عندهم و كذا السنة و غيرها فتدبر يا اخي لنفسك و اتق اللّه فيها و لاتنصب رجلاً غير معصوم دون الحجة و تفرض طاعته من غير برهان فان كنت توجب ذلك برأي منك و هوي فقد امحلت و ان كنت توجبه ببرهان من اللّه فاي برهان لك و لو كان هناك شي‏ء لذكرته لك هنا فلاتوجب علي نفسك اطاعة مخطي‏ء فتصدقه في كل ما يقول فانك مسئول عن هذا و يقول لك ربك ءاللّه اذن لكم ام علي اللّه تفترون و انما تلك الشبهة من شبهات العامة العمياء حيث لم‏يكن لهم امام معصوم فدبروا لرياستهم هذا التدبير فقالوا ان الناس صنفان مجتهد و مقلد و يجب علي الفرقة الثانية اطاعة الفرقة الاولي و قد اوردنا في خلاف هذا الكتاب ما يكفي عن الزيادة فان قلت فماذا اصنع في ديني قلت ان كنت تعلم العربية فتعمل بما ورد عنهم:كما تعمل بكتاب الفقيه فان كلمات الامام ايضاً علي لغة العرب و جميع ما في كلام الامام موجود في كلام الفقيه من الامر و النهي و العام و الخاص و الاختلاف في الفتوي فانهم في كتاب واحد يفتون في مسألة واحدة بفتاوي مختلفة و المفهوم و المنطوق و غيرها فان كلاهما كلام و الكلام يحتمل فيه ما يحتمل فاعمل في الخبر ماتعمل في كتاب الفقيه و ان كنت لست تعلم العربية فراجع من يعلم العربية و يفسره لك تفسيراً العربية بالعجمية لا ان‏يأوله الي تأويلات اجتهادية فيفسر لفظاً بلفظ و اعمل به ان كان المفسر ثقة و الاّ فراجع ثقة آخر يفسر لك الالفاظ فتعمل به و ان كان في بعض المواضع يتغير المراد بتفسير اللفظ باللفظ يفسر لك الكلام علي مقتضي العربية و ما ورد من الاخذ بما يرويه زرارة او مفضل و امثالهم و اخذ معالم الدين عنهم فانما هو علي ما ذكرنا فانهم كانوا يفتون بمتون الاخبار كما هو موجود في اصولهم الي الآن و المراد من الاخذ عنهم اخذ الرواية عنهم هذا ما فهمت من الاخبار و تعلم ما ذكره ساير العلماء في كتبهم فاختر لنفسك ما يحلو.

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 122 *»

بــاب

ان من عمل بخبر رجاء ثواب بلغه له ذلك الثواب و ان لم‏يكن كما بلغه

و ذكرنا هذا الباب و ان لم‏يكن في محله لان القوم استدلوا باخباره في جواز التسامح في ادلة السنن فاردنا ان‏نذكر وجه عدم دلالتها قال ابوعبداللّه7من بلغه شي‏ء من الثواب علي شي‏ء من الخير فعمله كان له اجر ذلك و ان كان رسول اللّه9 لم‏يقله و دلالة هذا الخبر واضحة في ان ذلك الثواب للعامل بذلك الخير المعلوم خيره من جهات اخري و ان لم‏يكن كما بلغه و قال من بلغه عن النبي9شي‏ء من الثواب فعمله كان اجر ذلك له و ان كان رسول اللّه9لم‏يقله و انت تعلم ان الثواب هو الجزاء و الجزاء غير العمل و الجزاء لم‏يعمل و انما يعمل ماله الجزاء فقوله فعمله اي العمل الذي له ذلك الثواب و كذا قوله7من بلغه الي قوله من الثواب ففعل ذلك طلب قول النبي9كان له ذلك الثواب و ان كان النبي9لم‏يقله و يكشف عنه قوله في حديث آخر من سمع شيئاً من الثواب علي شي‏ء فصنعه كان له و ان لم‏يكن علي مابلغه و ليس لفظة علي شي‏ء علي اطلاقه فانه لايجوز العمل بالبدع و الاراء و المقاييس و ان ذكروا لها ثواباً و انما يجب ان‏يكون ذلك الشي‏ء مما علم خيره كما في الخبر و قال ابوجعفر7من بلغه ثواب من اللّه علي عمل فعمل ذلك العمل التماس ذلك الثواب اوتيه و ان لم‏يكن الحديث كما بلغه و هذا ايضا كسوابقه و عن احدهم:ان من بلغه شي‏ء من الخير فعمل به كان له من الثواب ما بلغه و ان لم‏يكن الامر كمانقل اليه و عن الصادق7من بلغه شي‏ء من الخير فعمل به كان ذلك و ان لم‏يكن الامر كما بلغه هذا ما وجدت مما روي في هذا الباب و الذي افهم من ضم الاخبار بعضها ببعض ان هذه الاخبار وردت في بيان اظهار كرم اللّه و جوده انه اذا وعد عليه احد احداً بثواب يعطيه اللّه ذلك الثواب و ان كان اللّه لم‏يقله و هذا من نهاية الكرم و

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 123 *»

الجود فان عمومات الاخذ بخبر الثقة و المنع عن الاخذ بخبر الفاسق و ما لايعتمد عليه و اخبار التراجيح و غيرها يمنع عن العمل بكل خبر سواء كان في فريضة او سنة و هذه الاخبار كما تري ظاهره فيما ذكرنا و لاوجه للتسامح في ادلة السنن بوجه فان ذلك في الحقيقة تشريع اذا لم‏يثبت ورودها عن الشرع و لايجوز العمل بها فتبصر.

بــاب

معذورية الجاهل و رفع الاثم عنه فيما يعمل

قال اللّه سبحانه لايكلف اللّه نفساً الاّ ما آتيها و قال لا يكلف اللّه نفساً الاّ وسعها و قال و ماكان اللّه ليضل قوماً بعد اذ هديهم حتي يبين لهم ما يتقون و قال ان علينا جمعه و قرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم ان علينا بيانه قال الصادق7ماحجب اللّه علمه عن العباد فهو موضوع عنهم و قال من عمل بما علم كفي ما لم‏يعلم و قال كل شي‏ء امر الناس به فهم يسعون له و كل شي‏ء لايسعون له فهو موضوع عنهم و قال في قول اللّه تعالي و ماكان اللّه ليضل قوماً بعد اذ هديهم حتي يبين لهم مايتقون قال حتي يعرفهم مايرضيه و مايسخطه و في الحديث المشهور عن النبي9انه قال رفع عن امتي تسعة اشياء و عد منها ما لايعلمون و قال اي رجل ركب امراً بجهالة فلا شي‏ء عليه و اتي رجل الصادق7و قال اني ورثت مالاً و قد علمت ان‏صاحبه الذي ورثته منه كان يربي الي ان قال7فمن جهله وسع اللّه له جهله حتي يعرفه فاذا عرف تحريمه حرم عليه و سئل عن الرجل يتزوج المرأة في عدتها بجهالة أ هي مما لاتحل له ابداً فقال لا اما اذا كان بجهالة فليتزوجها بعد ما تنقضي عدتها و قد يعذر في الجهالة بما هو اعظم من ذلك و قال علي7في من شرب الخمر ابعثوا به من يدور علي مجالس المهاجرين و الانصار من كان تلي عليه آية التحريم فليشهد عليه ففعلوا ذلك فلم‏يشهد عليه احد بانه قرأ عليه آية التحريم فخلي عنه فقال له ان شربت بعده اقمنا عليك الحد

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 124 *»

 و كذا صنع في السارق و عن ابي‏ابراهيم7في قوله تعالي قل فللّه الحجة البالغة فلو شاء لهديكم اجمعين مبلغ الحجة البالغة الجاهل فيعلمها بجهله كما يعلمه العالم بعلمه لان اللّه تعالي عدل لايجور يحتج علي خلقه مايعلمون يدعوهم الي ما يعرفون لا الي ما يجهلون و ينكرون و في الدعاء و اي جهل لايسعه جودك قيل لابي‏عبداللّه7المعرفة من صنع من هي قال من صنع اللّه عزوجل و ليس للعباد فيها صنع و قال ان اللّه عزوجل احتج علي الناس بما آتاهم و عرفهم و قال ليس للّه علي خلقه ان‏يعرفوا قبل ان‏يعرفهم و للخلق علي اللّه ان‏يعرفهم و للّه علي الخلق اذا عرفهم ان‏يقبلوه و سئل عن من لم‏يعرف شيئاً هل عليه شي‏ء قال لا و قال لرجل اكتب ان من قولنا ان اللّه يحتج علي العباد بما آتاهم و عرفهم الي ان قال و ماامروا الاّ بدون سعتهم و كل شي‏ء لايسعون له فهو موضوع عنهم ولكن اكثر الناس لا خير فيهم و قيل له اصلحك اللّه هل جعلت في الناس اداة ينالون بها المعرفة فقال لا فقيل فهل كلفوا المعرفة قال لا علي اللّه البيان لايكلف اللّه نفساً الاّ وسعها و لايكلف نفساً الاّ ما آتيها الخبر و هذه الاخبار تدل علي معذورية الجاهل و كثير من هذا القبيل ولكنا اقتصرنا بما ذكرنا حذراً عن الاطالة و هذا المطلب ان‏شاء اللّه واضح مع ملاحظة عدل اللّه و ما تقتضيه كما دل عليه هذا الخبر الاخير.

بــاب

بعض الاخبار الواردة عن اهل العصمة: في العام و الخاص و المطلق و المقيد

و الاشارة الي بعض ما استدلوا به مما يفيد زيادة اللحن للفقيه

سئل ابوعبداللّه7عماتجب فيه الزكوة فقال في تسعة اشياء الذهب و الفضة و الحنطة و الشعير و التمر و الزبيب و الابل و البقر و الغنم و عفا رسول اللّه7 عماسوي ذلك فقيل اصلحك اللّه فان عندنا حباً كثيراً فقال و ما هو قيل الارز قال نعم مااكثره قيل أ فيه الزكوة فزبره ثم قال اقول لك ان رسول اللّه9 عفا عماسوي ذلك و تقول لي ان عندنا حباً كثيراً

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 125 *»

 أ فيه الزكوة و بهذا المعني اخبار مستفيضة تركناها خوف الاطالة و في هذا الخبر عبرة لمن اعتبر في وجوب العمل بمفهوم الاثر و ظاهره و وجوب العمل بالعام بل يدل علي ان الفحص عن المخصص تجويز الخطاء في تعبير الامام و كلامه فان الامام7 عبر بالعام و هو فصيح بليغ حكيم عليم و قد اخلي اللفظ عن القرينة الدالة علي غير الظاهر منه و علي غير المتبادر بعمد منه7 ففحص السائل عن المخصص تجويز اما لخطائه او سهوه او نسيانه او عدم فصاحته و بلاغته و الاّ فان علم انه لايسهو و لايلهو و لايخطي و قد عبر بماعبر يقنع به و يعمل بمقتضاه و لايسأل عن غيره فتدبر و استرح و لاتصغ الي اقوال الموجبين للفحص عن المخصص فاذا كل خبر صح عن الائمة:و هو غير مخالف للكتاب المجمع علي تأويله و السنة الجامعة و غير موافق للعامة و صح عنهم برواية الثقة المأذون في الاخذ بروايته نعمل به من غير توقف كما مر انه لاعذر لاحد من موالينا في التشكيك فيما يرويه عنا ثقاتنا الحديث و قد مر في باب لزوم الاخذ بقول الثقة تمامه و يدل ايضا علي ان لفظة «ما» من ادوات العموم و عن الرضا7 في قوله تعالي ان اللّه يأمركم ان‏تذبحوا بقرة الايات قال لو عمدوا الي اي بقرة اجزأهم ولكن شددوا فشدد اللّه عليهم و في هذا الحديث ايضا دلالة في الاكتفاء باحد افراد المطلق اذا ابهمه العالم7و ان الفحص عن المقيد سبب تشديد الامر و التضييق و انت تعلم ان الخوارج ضيقوا علي انفسهم و ان الدين اوسع من ذلك و كتب رجل الي صاحب الزمان صلوات اللّه عليه يسألني بعض الفقهاء عن المصلي اذا قام من التشهد الاول الي الركعة الثالثة هل يجب عليه ان‏يكبر فان بعض اصحابنا قال لايجب عليه التكبير و يجزيه ان‏يقول بحول اللّه و قوته اقوم و اقعد فكتب7الجواب فيه حديثان اما احدهما فانه اذا انتقل من حالة الي حالة اخري فعليه التكبير و اما الاخر فانه روي اذا رفع رأسه من السجدة الثانية و كبر ثم جلس ثم قام فليس عليه في القيام بعد القعود تكبير و كذلك التشهد الاول يجري هذا المجري و بايهما اخذت من جهة التسليم كان صوابا. يعلم من هذا الخبر احكام

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 126 *»

منها انه يجوز العمل بالعام مع وجود الخاص و لايجب التخصيص كما هو المطرد بين الفقهاء اليوم و منها انه عند تعارض الاخبار نفياً و اثباتاً يجوز العمل بايهما شاء من جهة التسليم و منها تعليم ان الافتاء لاينبغي الاّ بالاخبار و من المعلوم ان الامام ماكان يحتاج الي رواية الاخبار و انما صنع ذلك تعليماً لشيعته في زمن الغيبة فلم‏يستدل بالاستصحاب و لاباصل البراءة و لابالمشهور و لابغير ذلك من مصطلحات القوم و انما افتي بالخبر ليقتدي به من يقتدي و منها جواز العمل بظواهر الاخبار حيث ان العام ظاهر في افراده لغلبة التخصيص و منها اجازة العملين و لسنا بصدد بيانها و منها ان الاخذ بمختلفات الاخبار ليس من جهة ان ذلك هو الحكم الواقعي فان الحكم الواقعي واحد لايختلف فان الشي الواحد في حالة واحدة اما حسن او قبيح و انما رخص في الاخذ بايهما شاء تسليماً لامرهم و لمارأوا من المصلحة في ترديد الحكم و اخفائه فتدبر و منها ان النكرة الواقعة في سياق الشرط تفيد العموم و هي قوله من حالة الي حالة اخري فاستدل بعمومه علي ثبوت التكبير بعد التشهد و في الصحيح عن زرارة قال قلت لابي‏جعفر7 اصلحك اللّه وقت كل صلوة اول الوقت افضل او وسطه او آخره قال اوله ان رسول اللّه9قال ان اللّه يحب من الخير ما يعجل انظر كيف استدل7 باطلاق الخير و استدل لزرارة ليعلمه كيفية الاستدلال و الاّ لاكتفي بقوله اوله فتدبر. عن زرارة قال قلت لابي‏جعفر7 الا تخبرني من اين علمت و قلت ان المسح ببعض الرأس و بعض الرجلين فضحك ثم قال يا زرارة قاله رسول اللّه9 نزل به الكتاب من اللّه لان اللّه تعالي قول فاغسلوا وجوهكم فعرفنا ان الوجه كله ينبغي ان‏يغسل ثم قال و ايديكم الي المرافق فوصل اليدين الي المرفقين بالوجه فعرفنا انه ينبغي لهما ان‏يغسلا الي المرفقين ثم فصل بين الكلام فقال و امسحوا

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 127 *»

 برؤوسكم فعرفنا حين قال برؤوسكم ان المسح ببعض الرأس لمكان الباء ثم وصل الرجلين بالرأس كما وصل اليدين بالوجه فقال و ارجلكم الي الكعبين فعرفنا حين وصلهما بالرأس ان المسح علي بعضهما ثم فسر ذلك رسول اللّه9 للناس فصنعوه ثم قال و ان لم‏تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم و ايديكم منه فلما وضع الوضوء ان لم‏يجدوا الماء اثبت بعض الغسل مسحاً لانه قال بوجوهكم ثم وصل بها و ايديكم ثم قال منه اي من ذلك التيمم لانه علم ان ذلك اجمع لم‏يجر علي الوجه لانه يعلق من ذلك الصعيد ببعض الكف و لايعلق ببعضها و قال7 في حديث ان اللّه تعالي يقول اذا قمتم الي الصلوة فاغسلوا وجوهكم و ايديكم فليس له ان‏يدع شيئاً من وجهه الاّ غسله و امر بغسل اليدين المرفقين فليس له ان‏يدع شيئاً من يديه الي المرفقين الاّ غسله لان اللّه تعالي يقول اغسلوا وجوهكم و ايديكم الي المرافق ثم قال و امسحوا برؤسكم و ارجلكم الي الكعبين فاذا مسح بشي‏ء من رأسه او بشي‏ء من قدميه مابين الكعبين الي اطراف الاصابع فقد اجزأه الخبر. و من هذا الخبر يعرف امور الاول وجوب التسليم لمانزل في القرآن الحكيم و قاله النبي العليم9و الثاني يعرف من استدلاله بقوله وجوهكم ان الجنس المضاف يفيد العموم و كذا جمع الجنس و لذا اوجب غسل جميع الوجه و الثالث ان العطف في حكم المعطوف لاستدلاله بقوله و ايديكم و الرابع ان «الباء» تأتي للتبعيض و الخامس ان لفظة «من» تأتي للتبعيض لاستدلاله بآية التيمم و السادس ان القرآن ليس مخصوصاً بالمشافهين و يجري في الآتين و لو كان مخصوصاً بالمشافهين لماتمّ الاستدلال الاّ ان‏يضم اليه الاجماع علي الاشتراك و قال الصادق7رأي رسول اللّه9نخامة في المسجد فمشي اليها بعرجون من عراجين ارطاب فحكها ثم رجع القهقري فبني علي صلوته و قال الصادق7و هذا يفتح من الصلوة ابواباً كثيرة

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 128 *»

 اقـول الذي فهمنا من هذا الخبر من الاحكام جواز النظر الي غير المواضع المندوبة النظر اليها و جواز المشي في الصلوة و رفع شي‏ء من الارض لرفعه العرجون و تحريك اليد بقدر الحك و عدم جواز الالتفات عن القبلة لانه رجع قهقري و جواز البناء علي الصلوة و ان الامر بالشي‏ء لاينهي عن ضده لانه كان مأموراً بالصلوة و اداء اجزائه فاشتغل بمستحب خارج و انه يجوز ارتكاب الامور المندوبة في اثناء الصلوة و استحباب حك النخامة عن المسجد و لو في اثناء الصلوة و استحباب العود الي مكان الصلوة من غير ان‏يلتفت فهذه عشرة احكام الهمنا اللّه من هذا الخبر و يعرف منه طريق الاستدلال و لاقوة الاّ باللّه العلي العظيم. و عن كتاب الصفواني انه قال الرضا7 لابن قرة النصراني ماتقول في المسيح قال ياسيدي انه من اللّه فقال و ما تريد بقولك من و من علي اربعة اوجه لاخامس لها أ تريد بقولك من كالبعض من الكل فيكون مبعضاً او كالخل من الخمر فيكون علي سبيل الاستحالة او كالولد من الوالد فيكون علي سبيل المناكحة او كالصنعة من الصانع فيكون علي سبيل المخلوق من الخالق او عندك وجه آخر فتعرفناه فانقطع و عن العياشي عن الباقر و الصادق8 قالا المملوك لايجوز طلاقه و لانكاحه الاّ باذن سيده قيل فان كان السيد زوجه بيد من الطلاق قال بيد السيد ضرب اللّه مثلاً عبداً مملوكاً لايقدر علي شي‏ء أ فشي‏ء الطلاق. هذا الخبر يدل علي ان النكرة الواقعة في سياق النفي تفيد العموم و عن ابي‏ايوب الخراز عن ابي‏عبداللّه7قال كنت عنده فجائه رجل فسأله عن رجل طلق امرأته ثلثاً قال بانت منه قال فذهب ثم جاء رجل آخر من اصحابنا فقال رجل طلق امرأته ثلثاً فقال تطليقة و جاء آخر فقال رجل طلق امرأته ثلثاً فقال ليس بشي‏ء ثم نظر الي فقال هو ماتري قال قلت كيف هذا قال هذا يري ان من طلق امرأته ثلثاً حرمت عليه و انا اري ان من طلق امرأته ثلثاً علي السنة فقد بانت منه و رجل طلق امرأته ثلثاً و هي علي طهر فانما هي واحدة و رجل طلق امرأته ثلثاً و هي علي غير طهر فليس بشي‏ء و عن موسي بن اشيم قال دخلت علي ابي‏عبداللّه7

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 129 *»

فسألته عن رجل طلق امرأته ثلثاً في مجلس فقال ليس بشي‏ء فانا في مجلسي اذ دخل عليه رجل فسأله عن رجل طلق امرأته ثلثاً في مجلس فقال ترد الثلث الي واحدة فقد وقعت واحدة و لايرد مافوق الثلث الي الثلث و لا الي الواحد فنحن كذلك اذ جاءه رجل آخر فقال له ماتقول في رجل طلق امرأته ثلثاً في مجلس فقال اذا طلق الرجل امرأته ثلثاً فقد بانت منه فلم‏تحل له حتي تنكح زوجاً غيره فاظلم علي البيت و تحيرت من جوابه في مجلس واحد بثلثة اجوبة مختلفة في مسألة واحدة فقال ياابن اشيم أ شككت ودّ الشيطان انك شككت اذا طلق الرجل امرأته علي غير طهر و لغير عدة كما قال اللّه عزوجل ثلثاً او واحدة فليس طلاقه بطلاق و اذا طلق الرجل امرأته ثلثاً و هي علي طهر من غير جماع بشاهدين عدلين فقد وقعت واحدة و بطلت الثنتان و لايرد مافوق الواحدة الي الثلاث و لا الي الواحدة و اذا طلق الرجل امرأته ثلثاً علي العدة كما امر اللّه عزوجل فقد بانت منه و لاتحل له حتي تنكح زوجاً غيره فلاتشكن يا ابن اشيم ففي كل واللّه من ذلك الحق و كذا روي عن ابي‏عبداللّه7اياكم و المطلقات ثلثاً فانهن ذوات ازواج علي نحو الاطلاق و سئل عن ذلك ابوالحسن7فقال ذلك من اخوانكم لا من هؤلاء انه من دان بدين قوم لزمته احكامهم و عن عمار الساباطي قال كنا جلوساً عند ابي‏عبداللّه7بمني فقال رجل ماتقول في النوافل فقال فريضة قال ففزعنا و فزع الرجل فقال ابوعبداللّه7انما اعني صلوة الليل علي رسول اللّه9 ان اللّه يقول و من الليل فتهجد به نافلة لك الي غير ذلك من الاخبار و في هذه الاخبار اشكال فانه ان كان7 كان يجيب علي الواقع من غير مايدل عليه لفظ السؤال فيبطل مااسسوه ان ترك الاستفصال عند اطلاق السؤال يفيد العموم في المقال و ان كان يجيب علي نيته من دون الواقع و اطلاق السؤال فكذلك و الحديث الاخير يفيد انه اجاب علي نيته فعلي اي حال ترك الاستفصال ماافاد العموم في الجواب و تفيد هذه الاخبار ايضا انه يمكن ان‏يكون اخبارهم بحسب اللفظ مطلقه او عامه و بحسب الباطن عندهم خاصه و علي هذا يبطل معني التمسك باخبارهم و لا احد يطلع علي نيتهم و يؤيد

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 130 *»

هذه الاخبار ما روي انتم افقه الناس اذا عرفتم معاني كلامنا ان الكلمة لتنصرف علي وجوه فلوشاء انسان لصرف كلامه كيف شاء و لايكذب اقول اما ما في القرآن من هذه الاشكالات كما روي فلاضير لان القرآن معما و مرجعه الي آل محمد:و اما في اخبار الرسول9فلايجوز ان‏يكون حين الاداء و الابلاغ شي‏ء من الاشكالات و فهم الناس منه غير مراده لقوله انا معاشر الانبياء نكلم الناس علي قدر عقولهم و محال ان لايريد منه الظاهر و الناس يعرفون منه الظاهر اللّهم الاّ ان‏يكون مطلب علمي غيبي لفظه هذا الظاهري و ذلك غير ما نحن بصدده نعم يمكن ان‏يشتبه موارد الخبر بعده علي الناس فلايعرفوا عمومه و خصوصه او مراده فمااشتبه من اخباره و احكامه فالمرد الي آله:و اما في اخبار الائمة فمحال ان‏يصدر منهم في غير محل التقية عدم ارادة الظاهر و الحكم بغير مدلول اللفظ فان ذلك ينافي الابلاغ و الايصال بل فيه تضليل و تعمية مثل عمل اصحاب الكيميا و هم اجل من ذلك قطعاً و اما في محل التقية فلهم التورية كثيراً فربما يكون مدلول اللفظ علي حسب مايفهمه السني و مراده مايوافق الحق كما سمعت فهاهنا لهم تصاريف في كلامهم توافق الحق و اما ما روي ان في كلامهم سبعين وجهاً فليس الوجوه المجهولة مما يكلف به الناس نعم لكلماتهم بواطن بلاشك ولكن الظاهر غير متروك و غير معرض عنه البتة و اما وقوع الجواب منهم علي طبق واقع عرف في مجلس الخطاب بالقرائن دون صرف لفظ السائل فلاامنعه فلربما كان مراد السائل من جهة القراين معينة خاصة و لفظه عام او حين سأل سأل مع قراين لفظية او صريح لفظي ولكن عند الرواية ذكر سؤال@ظ بلفظ مطلق و غفل عن الخصوص ثم ذكر الجواب الخاص فلاامنع من ذلك و المعول في امثال ذلك علي الامام العليم الحفيظ الرقيب الشهيد فان الرعية لايمكن في حقه ان‏يعرف ذلك الاّ من قبلهم فان بلغ الخبر و كان المراد الظاهر يوم الحديث غير الظاهر اليوم فعلي الامام الشهيد التعريف و لعل اكثر اختلاف الاخبار لاجل ذلك فلاجل ذلك يشكل الاخذ بعموم ترك الاستفصال و يمكن ذلك مع الاطمينان بان السؤال كان يوم سئل عاماً

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 131 *»

هكذا و لاقرينة علي خصوصه.

بــاب

ما ورد في معني الاجماع

قال اللّه تعالي و من يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدي و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولي الاية و عنهم:اذا اختلفت عليكم احاديثنا فخذوا بما اجتمعت عليه شيعتنا فانه لاريب فيه و عن الهادي7في حديث الجبر و التفويض اجتمعت([47]) الامة قاطبة لااختلاف بينهم في ذلك ان القرآن حق لاريب فيه عند جميع فرقها فهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون و علي تصديق ماانزل اللّه مهتدون لقول النبي9لاتجتمع امتي علي ضلالة فاخبر9ان ما اجتمعت عليه الامة و لم‏يخالف بعضها بعضاً هو الحق فهذا معني الحديث لا ماتأوله الجاهلون من ابطال حكم الكتاب و اتباع الحكم الاحاديث المزورة و الروايات المزخرفة و اتباع الاهواء المردية المهلكة التي تخالف نص الكتاب و تحقيق الايات الواضحات النيرات و نحن نسأل اللّه ان‏يوفقنا للصواب و يهدينا الي الرشاد الخبر و عن ابي‏الحسن7 قال قال لي الرشيد احببت ان‏تكتب لي كلاماً موجزاً له اصول و فروع يفهم تفسيره و يكون ذلك سماعك عن ابي‏عبداللّه7فكتبت بسم اللّه الرحمن الرحيم امور الاديان امران امر لااختلاف فيه و هو اجماع الامة علي الضرورة التي يضطرون عليها و الاخبار المجتمع عليها المعروض عليها كل شبهة و المستنبط عنها كل حادثة و امر يحتمل الشك و الانكار و سبيل استيضاح اهله الحجة عليه فما ثبت لمنتحليه من كتاب مستجمع علي تأويله او سنة عن النبي9لااختلاف فيها او قياس تعرف

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 132 *»

 العقول عدله ضاق علي من استوضح تلك الحجة ردها و وجب عليه قبولها و الاقرار و الديانة بها و ما لم‏يثبت لمنتحليه من كتاب مستجمع علي تأويله او سنة عن النبي9لااختلاف فيها او قياس تعرف العقول عدله وسع خاص الامة و عامها الشك فيه و الانكار له كذلك هذان الامران من امر التوحيد فمادونه الي ارش الخدش فمافوقه فهذا المعروض الذي يعرض عليه امر الدين فما ثبت لك برهانه اصطفيته و ما غمض عنك ضوؤه نفيته و لاقوة الاّ باللّه و حسبنا اللّه و نعم الوكيل و عن ابي‏عبداللّه7 في حديث ينظران الي ماكان من روايتهما عنا في ذلك المجمع عليه بين اصحابك فيؤخذ به و يترك الشاذ الذي ليس بمشهور عند اصحابك فان المجمع عليه لاريب فيه و عنه7 انه سئل رسول اللّه9 عن جماعة امته فقال جماعة امتي اهل الحق و ان قلوا و في اخري ما جماعتك قال من كان علي الحق و ان كانوا عشرة و جاء رجل الي اميرالمؤمنين7 فقال اخبرني عن السنة و البدعة و عن الجماعة و عن الفرقة فقال اميرالمؤمنين7السنة ما سن رسول اللّه9و البدعة ما احدث من بعده و الجماعة اهل الحق و ان كانوا قليلاً و الفرقة اهل الباطل و ان كانوا كثيراً و عن ابي‏عبداللّه7من خلع جماعة المسلمين قدر شبر خلع ربقة الايمان من عنقه و عن موسي بن جعفر7ثلث موبقات نكث الصفقة و ترك السنة و فراق الجماعة و عن الحجة7في دعاء التوجه و السنة المؤكدة التي هي كالاجماع الذي لاخلاف فيه وجهت وجهي الدعاء و عن النبي9لاتجتمع امتي علي ضلالة و عن رسول اللّه9 ان القليل من المؤمنين كثير اقـول ظاهر هذه الاخبار بل صريحها هو حجية اتفاق اهل الحق علي ضرورياتهم او علي خبر عن النبي و الائمة:او علي معني للكتاب فاذا حصل الاتفاق علي شي‏ء من هذه الثلث لايجوز خلعه و لافراقه و اما الاجماع المفسر بين اصحابنا باتفاق جماعة علي امر احدها الحجة قطعاً غير معلوم بعينه فلم‏اجد في الاخبار مايدل عليه و لم‏ينقل احد من علمائنا خبر في معناه و

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 133 *»

نحن نقول بحجية الاجماع المصطلح اذا حصل من باب قول محمد بن علي7ماعلمتم انه قولنا فالزموه و ما لم‏تعلموا فردوه الينا و من باب ما روينا من وجوب العمل بالعلم فاذا حصل اجماع هكذا يجب العمل به للعلم بقول المعصوم7فلاحاجة الي النزاع في معناه و شروطه و تحققه فان مداره علي القطع بقول الحجة7فما لم‏يحصل القطع بدخول الحجة في الجماعة و لم‏يبلغ حد الضرورة علي ماعرفت ليس بحجة و يجوز خلعه و يكشف عن ذلك ما روي عن الصادق7في رسالته الي اصحابه قد عهد اليهم رسول اللّه9 قبل موته فقالوا نحن بعد ما قبض اللّه عزوجل رسوله يسعنا ان‏نأخذ بما اجتمع عليه رأي الناس بعد قبض اللّه عزوجل رسوله و بعد عهده الذي عهده الينا و امرنا به مخالفاً للّه و لرسوله9 فمااحد اجري علي اللّه و لاابين ضلالة ممن اخذ بذلك و زعم ان ذلك يسعه واللّه ان للّه علي خلقه ان‏يطيعوه و يتبعوا امره في حيوة محمد9 و بعد موته هل يستطيع اولئك اعداء اللّه ان‏يزعموا ان احداً ممن اسلم مع محمد9اخذ بقوله و رأيه و مقاييسه فان قال نعم فقد كذب علي اللّه و ضل ضلالاً بعيداً و ان قال لا لم‏يكن لاحد ان‏يأخذ برأيه و هواه و مقاييسه فقد اقر بالحجة علي نفسه الحديث و قد ذم اللّه الكثرة و قال و مااكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين و قال و مايؤمن اكثرهم باللّه الاّ و هم مشركون و قال اكثرهم لايعلمون اكثرهم لايعقلون اكثر الناس لايعلمون و ان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل اللّه و قال و ان كثيراً ليضلون باهوائهم بغير علم و قال و مايتبع اكثرهم الاّ ظناً و مدح القلة و قال قليل من عبادي الشكور و قليل ما هم و ما آمن معه الاّ قليل و امثال ذلك و قال علي7 ايها الناس انا انف الهدي و عيناه ايها الناس لاتستوحشوا في طريق الهدي لقلة من يسلكه ان الناس اجتمعوا علي مائدة قليلة@ شبعها كثرة@ جوعها واللّه المستعان و روي رب مشهور و لااصل له و قال ابوجعفر7الناس اشباه الغنم الاّ قليلاً من المؤمنين و المؤمن قليل الي غير ذلك من الاخبار فلاعبرة باجتماع الناس ما لم‏يبلغ حد الضرورة المقطوع بكون مااجتمعوا عليه عن صاحب

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 134 *»

الشرع7او حصل العلم بكون الحجة7فيهم فتبصر تهتدي الي الحق.

بـاب

ما ورد في وجوب الائتمار بالاوامر الواردة في الشرع

و الانتهاء عن نواهيها

قال اللّه سبحانه ما آتيكم الرسول فخذوه و ما نهيكم عنه فانتهوا و قال فليحذر الذين يخالفون عن امره ان‏تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم و قال من اطاع الرسول فقد اطاع اللّه و من تولي فماارسلناك عليهم حفيظاً و قال مامنعك الا تسجد اذ امرتك و قال و ماامرنا الاّ واحدة و قال ماكان لمؤمن و لا مؤمنة اذا قضي اللّه و رسوله امراً ان‏يكون لهم الخيرة من امرهم و من يعص اللّه و رسوله الاية و قال اطيعوا اللّه و اطيعوا الرسول و اولي الامر منكم و قال ابوعبداللّه7 اعلموا ان ما امر اللّه به ان‏تجتنبوه فقد حرمه اقـول هذا نص في تحريم ما امر اللّه بالاجتناب عنه و قد قال اللّه فليحذر الذين الاية و قال و مانهيكم عنه فانتهوا فقد حرم مخالفة الامر فوجب اتباعه و وجب اجتناب المنهي فحرم ارتكابه و قال في هذا الحديث ان اللّه امر رسوله9 بحبهم فمن لم‏يحب من امر اللّه بحبه فقد عصي اللّه و رسوله و من عصي اللّه و رسوله و مات علي ذلك مات و هو من الغاوين و قال و اعلموا انه انما امر و نهي ليطاع فيما امر به و لينتهي عما نهي عنه فمن اتبع امره فقد اطاعه و قد ادرك كل شي‏ء من الخير عنده و من لم‏ينته عما نهي اللّه عنه فقد عصاه فان مات علي معصية اللّه اكبه اللّه علي وجهه في النار و قال فمهلا مهلا يا اهل الصلاح لاتتركوا امر اللّه و امر من امركم اللّه بطاعته فيغير اللّه ما بكم من نعمته و في الصحيفة السجادية في دعائه اذا رأي مبتلي بفضيحة ذنب كم نهي لك قد اتيناه و كم امرٍ قد اوقفتنا عليه فتعديناه الدعاء و في حديث قال ابوعبداللّه7 لهشام الا تحدثني كيف صنعت بعمرو بن عبيد و كيف سألته قال هشام جعلت فداك يا ابن رسول اللّه اني اجلك و استحييك و لايعمل

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 135 *»

لساني بين يديك فقال ابوعبداللّه7اذا امرتكم بشي‏ء فافعلوا فشرع هشام في الحكاية اقول و اما قول من زعم ان مايدل علي وجوب اتباع الامر غير مطرد لعدم وجوب اتباع المستحبات فانه خطأ من رأيه فهلا ابقي هذه الاخبار علي ما هي عليه و يقول ان المستحب لم‏يتعلق به لفظ الامر الاّ مجازاً لان المستحب ليس بمأمور به و انما هو مندوب اليه مرغوب فيه و يكشف عن ذلك ما روي عن الرضا عن آبائه عن علي7ان الاعمال علي ثلثة احوال فرائض و فضائل و معاصي فاما الفرائض فباذن اللّه عزوجل و برضاء اللّه و بقضائه و تقديره و مشيته و علمه و اما الفضائل فليست بامر اللّه ولكن بقضاء اللّه و برضاء اللّه و بمشية اللّه و بعلم اللّه و اما المعاصي فليست بامر اللّه ولكن بقضاء اللّه و بقدر اللّه و بمشيته و بعلمه ثم يعاقب عليها اقـول فظهر من هذا الحديث الشريف ان الامر ماينبي‏ء عن حكم اللّه و رضاه و اذا استعمل في الواجب هو امر ينبي‏ء عن حكمه و رضاه و اذا استعمل في المستحب ليس بامر و انما هو لفظ صالح موضوع للوجوب استعمل في الانباء عن رضاء اللّه دون حكمه كما صرح به7و ان اطلق عليه الامر حيناً ما فانما هو لصورته لا لمعناه و هو مجاز و لذا مايستعمل في الندب الاّ مع القرينة و بالقرينة عرف من عرف انه في الندب و الاّ لم‏يعلم الغيب احد و اذا عرفت من هذه الاخبار ان الطاعة و المتابعة الاتخاذ بالامر و ترك المنهي و ان المعصية و المخالفة تركه و اتباع المنهي فاسمع انه قال ابوعبداللّه7نحن قوم فرض اللّه طاعتنا و انتم تأتمون بمن لايعذر الناس بجهالته و قال ابوجعفر7في قوله تعالي و آتيناهم ملكاً عظيماً قال الطاعة المفروضة و ذكر لابي‏عبداللّه7قولنا في الاوصياء ان طاعتهم مفترضة فقال نعم هم الذين قال اللّه عزوجل اطيعوا اللّه و اطيعوا الرسول و اولي الامر منكم و هم الذين قال اللّه عزوجل انما وليكم اللّه و رسوله و الذين آمنوا الي غير ذلك من الاخبار المتواترة بل المتجاوزة حدها و ازيده وضوحاً بلسان القوم ان التحقيق الذي لاشك فيه ان الامر بمعني الطلب في اللغة و العرف العام و منكر ذلك مكابر عقله فاذا امر رجل رجلاً فيما بيننا بشي‏ء

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 136 *»

فأتي به المأمور قيل اطاعة@(اطاعه‏ظ) و ان لم‏يأت قيل خالفه فان الطوع اتباع رضا الغير و طلبه و المخالفة عكسه فاذا الطاعة الاتيان بالمأمور و لسنا من وجوبه و استحبابه في شي‏ء و المخالفة ترك المأمور و عكس ذلك النهي و قد عرفت ان طاعتهم مفترضة و مخالفتهم حرام و اما المستحب فيترك و المكروه يرتكب برخصه منهم و اذن ثان و لولا ذلك الاذن كان واجباً فنحن نعرف المستحب و المكروه برخصه و اذن ثان و في جميع الاحوال مطيعون لهم غير مخالفين و من البين في العرف ان من امر بشي‏ء مع انه لاوجوب و لااستحباب في العرف يقال انه طلب فان اتي المأمور بما امر يقال اطاع و ان ترك يقال خالف مع انه ليست الطاعة فرضاً و لا المخالفة حراماً الاّ انه منه يعرف معني الطاعة و المخالفة فاذا جاء الدليل بوجوب طاعة رجل قلنا بوجوب الاتيان بالمأمور لانه الطاعة المعروفة عندنا الاّ ان‏يأذن بالترك فحينئذ يجب طاعة الامرين يعني اتخاذه مستحباً فلو اخذته واجباً خالفت و اذا قلنا بحرمة مخالفته قلنا بحرمة ارتكاب ما نهي عنه الاّ ان‏يأذن للارتكاب فحينئذ يجب الاعتقاد بالامرين و يحرم مخالفتهما معاً لان الطاعة المفترضة تقتضي ان‏نقول بوجوب ما اوجبوا و رجحان ما رجحوا و حرمة ما حرموا و كراهة ما كرهوا فتدبر و اغتنم فانك لن‏تجد مثل هذه الاخبار في الصراحة كما لم‏يجدوا و لاتري مثل هذه الادلة كما لم‏يستدلوا و السلام علي من اتبع الهدي و عن ابي‏جعفر7 في حديث في معني ليس لك من الامر شي‏ء فذكر يعني في خلافة علي الي ان قال كيف لايكون له من الامر شي‏ء و قد فوض اللّه اليه فقال ما احل النبي فهو حلال و ما حرم النبي فهو حرام و في حديث آخر كيف لايكون له من الامر شي‏ء و قد فوض اللّه اليه ان جعل ما احل فهو حلال و ما حرم فهو حرام قوله ما آتيكم الرسول فخذوه و ما نهيكم عنه فانتهوا و عن الصادق7في حديث جابلقا و جابلسا فاذا امرهم الامام بامر قاموا عليه ابداً حتي يكون هو الذي يأمرهم بغيره الخبر و هذا يدل علي التكرار و وجوب ملازمة امر واحد الي ان‏يصدر رخصة فافهم.

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 137 *»

بـاب

ما وصل الينا من اصول احكام اهل البيت:و ابوابها

التي اذنوا لنا في التفريع عليها و الدخول منها

فعن ابي‏عبداللّه7انما علينا ان‏نلقي اليكم الاصول و عليكم ان‏تفرعوا و عن الرضا7علينا القاء الاصول و عليكم التفريع اقـول قد اشرنا في باب القياس الي تحقيق ذلك و بيانها ان المراد بالاصول هنا القاعدة الكلية التي تحتها افراد فتجري حكم تلك القاعدة في جميع افرادها كما هو النسبة بين اصل الشجر و فرعه و هل يجري ذلك في نفس الاحكام ام في الموضوعات الخارجية ام في كليهما مجمل القول ان في الخبر اجمالاً ليس بمبين و ليس في الخبر ما يدل علي العموم و الخصوص و من البين انه يجب ان‏يفرع كل فرع علي اصله و ليس في الخبر تفصيل هذا الخلاف ولكن قد بلغنا عن الائمة: حرمة القياس بجميع انواعه مطلقاً متواتراً فكل خبر يدل بظاهره علي جوازه مردود و كل معني يوافق القياس غير مقبول فاذا اذا كان التفريع بحيث يصير المسئلة تحت القياس لايجوز و ما لم‏يجعله تحت القياس فلابأس كالاستدلال بعموم الخبر و اطلاقه فانه ليس بقياس ثم يجب تحقيق افراد العموم هل هي من الموضوعات ام من نفس الحكم اما الموضوع فظاهر و اما نفس الحكم فكأن تجهل حكم شي‏ء عن الشرع في حالة و تعلم حكمه في حالة اخري فليس لك حكم هذا الشي‏ء في حالة الجهل كحكمه في حالة العلم و ان قلت ان الائمة:القوا الينا اصلاً و هو لاتنقض اليقين الاّ بيقين مثله مثلاً فيتفرع عليه انا كنا نتيقن حكم هذا الشي‏ء في تلك الحالة فلاننقض ذلك اليقين بزوال تلك الحالة و طروء حالة اخري لانا في شك من زوال الحكم بذلك فلاننقض اليقين بالشك ابداً قلت مثالك هذا مثل ان‏يقول رجل اني علي يقين من طهارة الماء و شاك في نجاسة الخمر فلاانقض اليقين بالشك فالخمر طاهر و ليس ذلك في محله فان اليقين و الشك ينبغي ان‏يكونا في الشي‏ء الواحد

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 138 *»

فاذا تيقنت وجود حكم لوصف و شككت في بقاء ذلك الوصف تحكم ببقاء الحكم الاول كما انك تتيقن ان حكم الثوب المبال عليه انه نجس ثم تغسله حتي تشك في زوال البول فتقول لاانقض يقين النجاسة التابعة للبول بالشك في زواله فان الطهارة تابعة للقطع بالزوال و ليس لك ان‏تقول حكم زيد في السفر كحكمه في الحضر لانه في الحضر كان حكمه هذا قطعاً فلاننقض اليقين الاّ بيقين مثله لانك تتيقن زوال الحضر و طروء السفر بخلاف الثوب فلاتعلم زوال البول فظهر ان اجراء هذا الاصل و امثالها مما يرجع اليها في نفس الاحكام قياس منهي عنه و ان قلت انه استدلال بعموم الخبر لا بالقياس اقول لاشك ان المراد من قوله لاتنقض اليقين بالشك ابداً و انما تنقضه بيقين آخر ان‏يكون طروء الشك في نفس ماكان به اليقين و المراد بالنفس ما هو علة الحكم و هو الفصل المميز لا الجنس الادني و الاعلي فانك ان اخذت الجنس يصح لك ان‏تقول اذا شككت في حيوة عمرو انه حي لليقين بحيوة زيد فان الجنس فيهما واحد و تمايزا بالحالات و الصفات الطارية عليه و ذلك باطل بل علي هذا الجنس الاعلي الوجود و هو مشترك بين الحوادث فلايعدم شي‏ء مع الشك في عدمه للعلم ببقاء شي‏ء آخر و هذا لايتفوه به عاقل فالمراد لاتنقض اليقين بالحكم المتعلق بحالة مقطوعة الوجود بالشك بزوال تلك الحالة الي ان تتيقن زوال ذلك فتحكم بعد العلم بالزوال ما حكم اللّه علي الحالة الثانية فهذا هو معني الخبر لا ما ذهبت اليه من متابعة الذين لم‏يعضوا علي العلم بضرس قاطع و يأولون الاخبار بآرائهم الي امور منهي عنها بالشرع و كيف يأمرون بالقياس و هو ليس من دين رسول اللّه9فتبين و ظهر لمن نظر و ابصر ان معني الخبر هو هذا حسب لا غير و هذا ينحصر في الموضوع و لايجري في نفس الحكم و قد حققنا معني هذا الاصل فان ذلك مرجع اكثرها و لان نوع الاستدلال يجري في اغلبها فنقتصر علي ذلك فان فيه كفاية لمن كان له قلب او القي السمع و هو شهيد و لنذكر ما وصل الينا من الاصول.

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 139 *»

اصـل  فعن علي7من كان علي يقين فاصابه شك فليمض علي يقينه فان اليقين لايدفع بالشك و قال احدهما8لاتنقض اليقين ابداً بالشك و انما تنقضه بيقين آخر و قال ابوالحسن7اذا شككت فابن علي اليقين قيل هذا اصل قال نعم و كثير من الاخبار بهذا المعني و قد ذكرنا ان معني فاصابه شك يعني في ذلك الذي تيقن به فتدبر.

اصـل  قال اللّه تعالي لايكلف اللّه نفساً الاّ ما آتيها عن موسي بن بكر قال قلت لابي‏عبداللّه7الرجل يغمي عليه اليوم او يومين او ثلثة او اكثر من ذلك كم يقضي من صلوته فقال الا اخبرك بما ينتظم به هذا و اشباهه فقال كل ما غلب اللّه عليه من امر فاللّه اولي اعذر لعبده و زاد فيه غيره قال قال ابوعبداللّه7و هذا من الابواب التي يفتح كل باب الف باب و في هذا المعني ايضا اخبار اخر.

اصـل  قال اللّه سبحانه ماجعل عليكم في الدين من حرج و قال يريد اللّه بكم اليسر و لايريد بكم العسر و قال يريد اللّه ان‏يخفف عنكم و عن ابي‏بصير عن ابي‏عبداللّه7قال سألته عن الجنب يحمل الركوة او التور فيدخل اصبعه فيه قال ان كانت يده قذرة فليهرقه و ان كان لم‏يصبها قذر فليغتسل منه هذا مما قال اللّه ماجعل عليكم في الدين من حرج و سئل عن الجنب يغتسل فينتضح الماء من الارض في الاناء قال لابأس هذا مما قال اللّه تعالي ماجعل عليكم في الدين من حرج و عن عبدالاعلي مولي آل سام قال قلت لابي‏عبداللّه7 عثرت فانقطع ظفري فجعلت علي اصبعي مرارة فكيف اصنع بالوضوء قال تعرف هذا و اشباهه من كتاب اللّه قال اللّه عزوجل ماجعل عليكم في الدين من حرج امسح عليه و قال ابوعبداللّه7ماكلف اللّه العباد فوق ما يطيقون الخبر و الاخبار في الباب كثيرة.

اصـل  قال اللّه تعالي فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فان اللّه غفور رحيم و قال فمن اضطر غير باغ و لا عاد فلااثم عليه و قال فمن اضطر غير باغ

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 140 *»

 و لا عاد فان ربك غفور رحيم و قال و قد فصل لكم ماحرم عليكم الاّ مااضطررتم اليه و عن سماعة عنه7قال ليس شي‏ء مما حرم اللّه الاّ و قد احله لمن اضطر اليه.

اصـل  قال اللّه تعالي لايكلف اللّه نفساً الاّ ما آتيها و عن علي7 قال قال رسول اللّه9 ان اللّه تعالي حد لكم حدوداً فلاتعتدوها و فرض عليكم فرائض فلاتضيعوها و سن لكم سننا فاتبعوها و حرم عليكم حرمات فلاتنتهكوها و عفي لكم عن اشياء رحمة من غير نسيان فلاتتكلفوها و عن الصادق7ان عليا7كان يقول ابهموا ما ابهمه اللّه و عنه7انه املي لحمزة بن طيار قال اكتب ان من قولنا ان اللّه يحتج علي العباد بما آتيهم و عرفهم ثم ارسل اليهم رسولاً و انزل عليهم الكتاب فامر فيه و نهي و عنه7ما حجب اللّه علمه عن العباد فهو موضوع عنهم و عن علي7في خطبة انظر ايها السائل فما دلك القرآن عليه من صفة فائتم به و استضي‏ء بنور هدايته و ما كلفك الشيطان علمه مما ليس في الكتاب عليك فرضه و لا في سنة النبي9 و ائمة الهدي اثره فكل علمه الي اللّه سبحانه فان ذلك منتهي حق اللّه عليك.

اصـل  عن الصادق7كل شي‏ء مطلق حتي يرد فيه نص و عنه7الاشياء مطلقة ما لم‏يرد عليك امر او نهي و عنه7كل شي‏ء مطلق حتي يرد فيه نهي.

اصـول  عن الصادق7رفع عن هذه الامة ست الخطاء و النسيان و مااستكرهوا عليه و ما لايعلمون و ما لايطيقون و ما اضطروا و عنه7 قال رسول اللّه9 رفع امتي تسعة الخطاء و النسيان و ما اكرهوا عليه و ما لايطيقون و ما لايعلمون و ما اضطروا اليه و الحسد و الطيرة و التفكر في الوسوسة في الخلق ما لم‏ينطق بشفة يعني ما يترتب علي هذه الامور في الدنيا و الاخرة و الاّ انفسها لم‏ترفع و ما قيل من ان هذا الخبر مجمل و المقطوع رفع الاثم ليس بشي‏ء لان جميع ذلك امور غلب اللّه عليه و بذلك و قد اوردنا اصلاً آخر

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 141 *»

انه ليس علي ما غلب اللّه عليه شي‏ء و ان الحجة لاتقوم علي الخلق عند النسيان و الجهل فليس الناسي و الجاهل و الساهي بمكلف حين نسيانه و جهله فلايترتب علي ما عمل شي‏ء في الدنيا و لا في الاخرة و في ما اوردنا من الاصول كفاية لمن كان له قلب او القي السمع و هو شهيد.

اصـل  عن ابي‏عبداللّه7 كل شي‏ء هو لك حلال حتي تعلم انه حرام بعينه فتدعه من قبل نفسك و ذلك مثل الثوب يكون قد اشتريته و هو سرقة او المملوك عندك و لعله حر قد باع نفسه و خدع فبيع او قهر او امرأة تحتك و هي اختك او رضيعتك و الاشياء كلها علي هذا حتي يستبين لك غير ذلك او تقوم به البينة و سئل ابوجعفر7 عن السمن و الجبن نجده في ارض المشركين بالروم أ نأكله فقال اما ما علمت انه قد خلطه الحرام فلاتأكل و اما ما لم‏تعلم فكله حتي تعلم انه حرام و عن ابي‏عبداللّه7 كل شي‏ء يكون فيه حرام و حلال فهو لك حلال ابداً حتي تعرف الحرام منه بعينه فتدعه و عنه7 كل شي‏ء يكون فيه حلال و حرام فهو لك حلال ابداً ما لم‏تعرف الحرام منه فتدعه.

اصـل  عن ابي‏الحسن7 و قد سئل عن ميت و جنب اجتمعا و معهما من الماء مايكفي احدهما ايهما يغتسل به قال اذا اجتمعت سنة و فريضة بدي‏ء بالفرض.

اصـل  عن ابي‏جعفر7في رمضان يصلي ثم يفطر الاّ ان‏يكون مع قوم ينتظرون الافطار فان كنت تفطر معهم فلاتخالف عليهم فافطر ثم صل و الاّ فابدء بالصلوة قيل و لم ذلك قال لانه قد حضرك فرضان الافطار و الصلوة فابدء بافضلهما و افضلهما الصلوة الخبر.

اصـل  عن ابي‏عبداللّه7في حديث قال لاسمعيل يا بني ان اللّه عزوجل يقول في كتابه يؤمن باللّه و يؤمن للمؤمنين يقول يصدق للّه و يصدق للمؤمنين فاذا شهد عندك المؤمنون فصدقهم.

اصـل  عن النبي9دع مايريبك الي ما لايريبك.

اصـل  عن ابي‏عبداللّه7ما سمعت مني يشبه قول الناس فيه التقية

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 142 *»

 و ما سمعت مني لايشبه قول الناس فلاتقية فيه.

اصـل  عن ابي‏الحسن7ماعلمتم انه قولنا فالزموه و ما لم‏تعلموا فردوه الينا.

اصـل  عن النبي9انا معاشر الانبياء نكلم الناس علي قدر عقولهم.

اصـل  عن ابي‏عبداللّه7 كل شي في القرآن او فصاحبه فيه بالخيار يختار ما يشاء.

اصـل  و عن ابي‏جعفر7ابدء بما بدء اللّه و كان ذلك في ترتيب الوضوء و عن ابي‏عبداللّه7في حديث ان رسول اللّه9قال ابدؤا بما بدء اللّه به ان اللّه عزوجل يقول ان الصفا و المروة من شعائر اللّه.

اصـل  عن ابي‏الحسن الرضا7في حديث لايحل مال الاّ من وجه احله اللّه.([48])

اصـل  عن ابي‏محمد الحسن بن علي8في توقيع له الوقوف تكون علي حسب ما يوقفها اهلها ان شاء اللّه.

اصـل  عن ابي‏جعفر عن ابيه عن آبائه:قال كل ما كان في اصل الخلقة فزاد او نقص فهو عيب.

اصـل  عن ابي‏عبداللّه7من وكل رجلاً علي امضاء امر من الامور فالوكالة ثابتة ابداً حتي يعلمه بالخروج منها كما اعلمه بالدخول فيها.

اصـل  عن ابي‏عبداللّه7قال ان اللّه حكم في دمائكم بغير ماحكم به في اموالكم حكم في اموالكم ان البينة علي المدعي و اليمين علي المدعي عليه و حكم في دمائكم ان البينة علي من ادعي عليه و اليمين علي من ادعي لئلا يبطل دم امرء مسلم و قال رسول اللّه9البينة علي المدعي و اليمين علي

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 143 *»

 المدعي عليه و الصلح جايز بين المسلمين الاّ صلحاً احل حراماً او حرم حلالاً.

اصـل  عن ابي‏عبداللّه7 من اشترط شرطاً مخالفاً لكتاب اللّه فلايجوز له و لايجوز علي الذي اشترط عليه و المسلمون عند شروطهم مما وافق كتاب اللّه عزوجل و عن ابي‏عبداللّه7 قال المسلمون عند شروطهم الاّ كل شرط خالف كتاب اللّه عزوجل فلايجوز و عنه7كل شرط خالف كتاب اللّه باطل و عنه7 في حديث ان كان شرطاً يخالف كتاب اللّه فهو رد الي كتاب اللّه عزوجل و عن علي7في حديث فان المسلمين عند شروطهم الاّ شرطاً حرم حلالاً او احل حراماً.

اصـل  قال الصادق7 كل ماء طاهر الاّ ما علمت انه قذر و قال الماء كله طاهر حتي تعلم انه قذر.

اصـل  قال ابوعبداللّه7في حديث كل شي يراه ماء المطر فقد طهر.

اصـل  عن علي7احب دينكم الي اللّه الحنيفية السمحة السهلة.

اصـل  سئل الصادق7عن الحلال و الحرام فقال حلال محمد حلال ابداً الي يوم القيمة و حرام محمد حرام ابداً الي يوم القيمة لايكون غيره و لايجي‏ء غيره.

اصـل  قال رسول اللّه9 كل شي‏ء يجتر فسؤره و لعابه حلال.

اصـل  قال ابوجعفر7في حديث سئل عن تقليم الاظفار و جز الشارب و الشعر هل ينقض ذلك وضوءه يا زرارة كل هذا سنة و الوضوء فريضة و ليس شي‏ء من السنة ينقض الفريضة.

اصـل  عن الرضا7انما وضعت الفرايض علي قدر اقل الناس طاقة من اهل الصحة ثم عم فيها القوي و الضعيف.

اصـل  قال ابوعبداللّه7ليس فيما اصلح البدن اسراف الي ان قال انما الاسراف فيما اتلف المال و اضر بالبدن.

اصـل  قال الرضا7من دان بدين قوم لزمته احكامهم.

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 144 *»

اصـل  قال الصادق7لايكون فريضة فرضها اللّه لايوجد لها اهل.

اصـل  عن الرضا7في حديث و كل سنة فانما تؤدي علي جهة الفرض.

اصـل  قال علي7لاقربة بالنوافل اذا اضرت بالفرائض و قال اذا اضرت النوافل بالفرائض فارفضوها و عن الصادق7 في من اوصي بثلث ماله و هو غير ذكي قال تحسب له زكوة و لايكون له نافلة و عليه فريضة.

اصـل  قال ابوعبداللّه7في حديث فان الاستغفار توبة و كفارة لكل من لم‏يجد السبيل الي شي‏ء من الكفارة.

اصـل  قال الرضا7في حديث و قد سئل عن جلوسه7بعد السجدة الثانية من الاولي و الثالثة و قيل له نصنع كما تصنع فقال لاتنظروا الي ما اصنع انا اصنعوا ما تؤمرون و هذا الخبر يفيد النهي عن التأسي فيما لايعلم وجهه يعني هل هو من خواص الامام و الرسول او يعم الرعية ايضا اذا لعله يصنع صنعاً لحكمة و لايجوز لغيره ان‏يصنع ذلك و قد استدل بهذا زرارة في حديث صحيح عن العالم7قال قلت له في مسح الخفين تقية فقال ثلثة لااتقي فيهن احداً شرب المسكر و مسح الخفين و متعة الحج قال زرارة و لم‏يقل الواجب عليكم ان لاتتقوا فيهن احدا و لو كان التأسي فيما لم‏يعلم وجهه واجباً لم‏يصح هذا القول منه و هو اعلم بسياق العالم7و لحنه.

اصـل  قال الصادق7في الذي كان عليه صوم شهرين متتابعين فصام اياماً و مرض انه يبني علي صومه ثم قال هذا مما غلب اللّه عليه و ليس علي ماغلب اللّه عزوجل عليه شي‏ء.

اصـل  قال ابوجعفر7لايسأل اللّه عبداً عن صلوة بعد الفريضة و لا عن صدقة بعد الزكوة و لا عن صوم بعد شهر رمضان و قال رسول اللّه9شهر رمضان نسخ كل صوم و النحر نسخ كل ذبيحة و قال ابوجعفر7لايسأل اللّه العبد عن صلوة بعد الخمس و لا عن صوم بعد رمضان.

اصـل  قال ابوعبداللّه7في حديث سئل عن القضاء عن المرأة

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 145 *»

التي مرضت في شهر رمضان و ماتت فيه قال لاتقضي عنها فان اللّه لم‏يجعله عليها قيل فاني اشتهي ان‏اقضي عنها و قداوصتني بذلك قال كيف نقضي شيئاً لم‏يجعله اللّه عليها الحديث.

اصـل  سئل ابوعبداللّه7 عن قضاء الثلثة الايام في الشهر قيل فيجب علي قضاؤها فقال له انما يجب الفرض فاما غير الفرض فانت فيه بالخيار.

اصـل  قال الصادق7كل العتق يجوز فيه المولود الاّ كفارة القتل فان اللّه عزوجل يقول فتحرير رقبة مؤمنة يعني بذلك مقرة قدبلغت الحنث.

اصـل  قال الصادق7 ان الناس مأمورون منهيون و من كان له عذر عذره اللّه عزوجل.

اصـل  قيل لابي‏جعفر7 ماتقول فيمن اخذ عنكم علماً فنسيه قال لاحجة عليه انما الحجة علي من سمع الحديث فانكره او بلغه فلم‏يؤمن به و كفر و اما النسيان فهو موضوع عنكم.

اصـل  عن العسكري7 في احتجاج النبي9 علي مشركي العرب في عبادة الاصنام الي ان قال النبي9 واللّه عزوجل حيث امر بالسجود لآدم فلم‏يأمر بالسجود لصورته التي هي غيره فليس لكم ان‏تقيسوا ذلك عليه لانكم لاتدرون لعله يكره ماتفعلون اذ لم‏يأمركم به ثم قال أ رأيتم لو اذن لكم رجل في دخول داره يوماً بعينه أ لكم ان‏تدخلوها بعد ذلك بغير امره او لكم ان‏تدخلوا له داراً اخري مثلها بغيره امره قالوا لا قال فاللّه اولي ان لايتصرف في ملكه بغير اذنه فلم فعلتم و متي امركم ان‏تسجدوا لهذه الصورة الحديث. اقـول فيه دلالة واضحة علي بطلان القياس و بطلان الاستصحاب في نفس الحكم و انه من افراد القياس و انه غير جايز.

اصـل  قال ابوجعفر7 كل شي‏ء شك فيه مما قد جاوزه و دخل في غيره فليمض عليه و قال7كلما شككت فيه مما قد مضي فامضه كما هو و قال ابوعبداللّه7 اذا خرجت من شي‏ء ثم دخلت في غيره فشككت فليس بشي‏ء.

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 146 *»

اصـل  قال الصادق7اذا كان الرجل ممن يسهو في كل ثلث فهو ممن كثر عليه السهو. اقـول هذا جار في كل شي‏ء و هو اصل مضبوط و حكمه ما قال ابوجعفر7اذا كثر عليك السهو فدعه فانه يوشك ان‏يدعك انما هو من الشيطان.

اصـل  قال الصادق7 في حديث و ان تزوج ابنتها و دخل بها ثم فجر بامها بعد ما دخل بابنتها فليس يفسد فجوره بامها نكاح ابنتها اذا هو دخل بها و هو قوله لايفسد الحرام الحلال اذا كان هكذا و قال في حديث آخر الحرام لايفسد الحلال و في حديث آخر ما حرم حرام حلالاً قط.

اصـل  قال ابوعبداللّه7نقلاً عن آبائه:قال قال اميرالمؤمنين7السنة سنتان سنة في فريضة الاخذ بها هدي و تركها ضلالة و سنة في غير فريضة الاخذ بها فضيلة و تركها الي غير خطيئة.

اصـل  عنهم:كل عامل مشترك اذا افسد فهو ضامن فسئل ما المشترك فقال الذي يعمل لي و لك و لذا و قال ابوعبداللّه7قال اميرالمؤمنين7الاجير المشارك هو ضامن الاّ من سبع او غرق او حرق او لص مكابر و قال كل اجير يعطي الاجرة علي ان‏يصلح فيفسد فهو ضامن.

اصـل  و قال ابوعبداللّه7ليس لك ان‏تتهم من ائتمنته و لاتأتمن الخائن و قد جربته.

اصـل  و قال ابوالحسن7اذا كان الجور اغلب من الحق لم‏يحل لاحد ان‏يظن باحد خيراً حتي يعرف ذلك منه.

اصـل  و قال الرضا7قال رسول اللّه9من كان مسلماً فلايمكر و لايخدع فاني سمعت جبرئيل يقول ان المكر و الخديعة في النار ثم قال ليس منا من غش مؤمنا و ليس منا من خان مؤمناً.

اصـل  قال رسول اللّه9لا ضرر و لا ضرار.

اصـل  و قال ابوالحسن7البيع في الظلال غش و الغش لايحل.

اصـل  كتب ابوالحسن7 الي من سأله عن الفطرة الفطرة قد كثر

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 147 *»

 السؤال عنها و انا اكره كل ما ادي الي الشهرة فاقطعوا ذكر ذلك و اقبض ممن دفع لها و امسك عمن لم‏يدفع.

اصـل  قال ابوعبداللّه7في حديث و لو لبس مثل ذلك اليوم لشهر به فخير لباس كل زمان لباس اهله و قال ان اللّه يبغض شهرة اللباس و قال الشهرة خيرها و شرها في النار.

اصـل  قال ابوعبداللّه7انما يسأل اللّه العباد عن الفرائض لا عن النوافل.

اصـل  قال الصادق7كل شي‏ء يابس ذكي.

اصـل  قال رسول اللّه9الا لايتقولن علي احد بشي‏ء فاني لااحل الاّ مااحل اللّه و لااحرم الاّ ما حرم اللّه في كتابه و كيف اقول مايخالف القرآن و به هداني اللّه عزوجل.

اصـل  في اخبار عديدة انما الحرام ما حرم اللّه في القرآن و الاّ فلا.

اصـل  قال رسول اللّه9ان اللّه يحب ان‏يؤخذ برخصه كما يحب ان‏يؤخذ بعزائمه.

اصـل  قال ابوجعفر7في ميت مات و هو جنب يغسل غسلاً واحداً يجزي ذلك لجنابته و لغسل الميت لانهما حرمتان اجتمعا في حرمة واحد و روي ايضاً نظير ذلك اذا كان للّه عليك حقوق اجزأك عنها غسل واحد.

اصـل  حضر ابوجعفر7جنازة و معها عطاء فصرخت صارخة فقال عطاء لتسكتن او لنرجعن فامتنعت فرجع فقال ابوجعفر7اذا رأينا من الباطل مع الحق تركنا له الحق لم‏نقض حق مسلم فلم‏يرجع7.

اصـل  قال موسي بن جعفر7لا صلوة في وقت صلوة.

اصـل  قال رسول اللّه9الامور ثلثة امر بين لك رشده فاتبعه و امر بين لك غيره فاجتنبه و امر اختلف فيه فرده الي اللّه عزوجل.

اصـل  قال علي7ان القلم رفع عن ثلث عن الصبي حتي يحتلم و عن المجنون حتي يفيق و عن النائم حتي يستيقظ.

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 15 صفحه 148 *»

اصـل  عن النبي9قال يوحي اللّه عزوجل الي الحفظة الكرام لاتكتبوا علي عبدي المؤمن عند ضجره شيئاً.

 

([1]) الموادعة: المصالحة و السكون.

([2]) في هذا الخبر اشارة الي ان من لم‏يأخذ فقهه عن ائمة الهدي و لم‏يحصل العلم بسيرتهم يحتاج الي الاراء و الاهواء فادخلوه في باب ضلالتهم و هو القول بالرأي في الدين دون المحكمات و النصوص الواردة عنهم فكيف بمن يتعلم عنهم و يطالع كتبهم و يسير بسيرتهم. منه اعلي الله مقامه

([3]) الهمود: السكون و التسكين.

([4]) الهمج بالتحريك ذباب صغير كالبعوض يسقط علي وجوه الغنم و الحمير و اعينها الرعاع الاحداث الطغام و السفلة.

([5]) لقنا: اي فهما.

([6]) في هذا الخبر دلالة واضحة في جواز الاخذ بشي‏ء من اخبارهم و ان لم‏يكن فيه العالم و الخاص و المرسل و المحدود علي ما يظنون و لايجب الفحص عن المعارض علي ما قالوا فتدبر و سيجئ ما يدل عليه بما لايمكن الشك فيه. منه اعلي الله مقامه

([7]) البرنس: قلنسوة طويلة كان يلبسها النساك في صدر الاسلام او كل ثوب له رأس ملتزق به.

([8]) كالمعتزلة قائلين بتقليد صاحب الكبيرة.

([9]) كالمرجئة.

([10]) كالصوفية.

([11]) كالحكماء المتفلسفة و اصحاب الرأي و الاجتهاد.

([12]) ان في هذه الفقرات اشارات لاهل الدرايات في حال العاملين بالرأي المذرين للروايات لانها خلاف الاصل و بالجملة فتدبر تهتدي الي سواء الصراط.

([13]) و للّه در الشاعر:

و اخوان حسبتهم دروعا   فكانوها ولكن للاعادي
حسبتهم سهاماً صائبات   فكانوها ولكن للفؤادي
و قالوا قد صفت منا القلوب   لقد صدقوا ولكن للاعادي

 

([14]) لايخفي ان حلق الذكر حلق ذكر العلوم و فضائل اهل البيت لا ما ابتدع علي قواعد السنة و التصوف فان اللّه سبحانه يقول فيهم يراؤن الناس و لايذكرون اللّه الاّ قليلاً و اما ذكر اللّه تعالي فيقول اذكر ربك في نفسك تضرعاً و خيفةً و دون الجهر من القول بالغدو و الآصال فليس حلق الذكر حلق الصوفية لعنهم اللّه تعالي. منه اعلي الله مقامه

([15])  الاخبات: الخشوع و التواضع.

([16]) و للناس فيما يعشقون مذاهب   و لي مذهب فرد اعيش به وحدي

 

([17]) في هذا الخبر تحذير عن الاخذ عن الذين يفتون بآرائهم سواء اسسوا كليا برأيهم ثم عرضوا اخبار اهل البيت عليه و اولوها اليه او افتوا في الجزئي برأيهم فتنبه ترشد. منه اعلي الله مقامه

([18]) المتماوت: الناسك المرائي. ق

([19]) فيه دليل علي عدم جواز الاخذ بخبر الفاسق. منه اعلي الله مقامه

([20]) لايخفي ان المراد بالتقليد هنا اخذ علوم اهل البيت: عنهم و ائتمانهم علي الرواية فانه لابد و ان‏يكون من يقلده مخالفاً لهواه مطيعاً لامر مولاه و قرينة ذلك في الفسقة بعد ذلك فلاتقبلوا منهم عنا شيئاً و لا كرامة فلايجوز تقليد الفقيه فيما يقول برأيه و يجوز تقليده فيما يروي عن المعصومين فمعني التقليد هنا عدم الفحص عن روايته و استيمانه علي روايته. منه اعلي الله مقامه

([21]) في هذا الخبر اشارة علي عدم الاعتداد بكل من يسمي فقيهاً و انثال العوام حوله و انما العبرة بتقواه و عدله و هو الذي يعتني بقوله في الاقوال دون تلك الرجال. منه اعلي الله مقامه

([22]) في هذا الخبر اشارة الي التسديد و ان الراوي لو كان كاذباً قد كذب علي الائمة: محال ان يخلي اللّه بين ذلك المستسلم و بين ذلك الفاسق و يهديه الي طريق الحق لامحة. منه اعلي الله مقامه

([23]) في هذا الخبر دلالة علي جواز الاخذ بكل خبر صحيح و لايجب الفحص عن المعارض و محل الدلالة قوله فمن اخذ شيئاً منها فقد اخذ حظاً وافراً و سيجئ ما يدل عليه كثيراً فترقب. منه اعلي الله مقامه

([24]) في هذا الخبر اشارة لاهل الدراية بل نص من ان من اخذ علومه عن اعداء السنن و اصحاب الرأي فقد عبد الشيطان نعوذ باللّه من بوار العقل و قبح الزلل و به نستعين. منه اعلي الله مقامه

([25]) في هذا الخبر دلالة علي لزوم السكوت عما سكتوا و القول بما قالوا. منه اعلي الله مقامه

([26]) في هذا الخبر دلالة علي ان الذي يجب اطاعته هو المعصوم و غير المعصوم لايجب طاعته لانه لايؤمن ان‏يأمر بمعصية اللّه عمداً او سهواً و نسياناً فلايجب طاعته فلايجب تقليد غير المعصوم بل لايجوز فتأمل. منه اعلي الله مقامه

([27]) في هذا الخبر اشارة و دلالة علي ان اقوال العلماء التي لادليل له و لابرهان من الكتاب و السنة ولكنها محض فتوي لايتبع و يجب رده اليهم و كذا الدليل العقلي و القياس يجب تركه. منه اعلي اللّه مقامه

([28]) في هذا الخبر عبرة لمن اعتبر ان الائمة: لو افتوا بآرائهم لهلكوا و انما يفتون في كل واقعة باحاديث مكتنزة عن رسول اللّه  صلي‏الله‏عليه‏و‏آله فكيف حال غيرهم اذا افتوا في شي‏ء كلي او جزئي لا عن حديث فتأمل. منه اعلي الله مقامه

([29]) في كتاب الحج في باب وجوب حج التمتع عيناً من كتاب الوسائل احاديث كثيرة تناسب هذا الباب.

([30]) في هذا الخبر عبرة لمن اعتبر و عظة لمن اتعظ و تبصر حيث منع يونس بن ظبيان عن كلامهم و رواياتهم و علومهم فكل من مال اليهم و اول كلامهم و رأي رأيهم و سلك مسالكهم فهو منهم و لم‏يتعظ بموعظة الامام و لم‏يقبل حكمه و لم‏يطعه ففي الحديث القدسي قل لعبادي لايلبسوا ملابس اعدائي و لايطعموا مطاعم اعدائي و لايسلكوا مسالك اعدائي فيكونوا اعدائي و الحمد له علي توفيقه و منه بهدايته. منه اعلي الله مقامه

([31]) فقد ابطل بهذه الخبر جميع ما نفث به صدور اصحاب فانه هو نفث الشيطان و ان زخرف بالكتاب و السنة المتشابهتان. منه اعلي الله مقامه

([32]) هذا الخبر فيه بيان العلة و هي الوثاقة و لهذا فرع عليه اذن الاخذ عنهما فتبصر.

([33]) في هذا الخبر دلالة بان الاوامر السابقة بالاخذ برواية الثقة عنهم مطلقة يعني سواء رواه مسنداً او مرسلاً فان الثقة لايقدم علي ايراد ما لايعتمد عليه في كتابه الذي يكتبه لارشاد الشيعة ثم يصححه و يضمن صحته و ايراده لتلك الاخبار من قبيل الشهادة بالعلم و هي و ان لم‏يكن شهادة علي حسب المعروف الاّ انه قد ورد الاذن بالاخذ بكتب الثقات فيعمل كما يعمل بالشهادات بالاخبار حرفاً بحرف. منه اعلي الله مقامه

([34]) و اما سقيم قول ابرهيم فعن الصادق7 انه عني سقيماً في دينه و اما قوله بل فعله كبيرهم فقال بعد هذا فسألوهم ان كانوا ينطقون فعلق فعله علي نطقهم و ليس قوله ان كانوا ينطقون شرطاً للسؤال و اما قوله انكم لسارقون فعن الصادق7 انه عني سرقتهم يوسف من ابيه. منه اعلي اللّه مقامه

([35]) فيه اشارة ان تظافر السماع لايدل علي ان الخبر حق فرب مشهور لا اصل له. منه اعلي اللّه مقامه

([36]) فيه الاخذ بما يشبه احاديثهم.

([37]) فيه العرض علي اخبار العامة.

([38]) فيه معرفة التقية بالشباهة بقول الناس.

([39]) في البحار عن الحسين بن علي8 كتاب اللّه عزول علي اربعة اشياء علي العبارة و الاشارة و اللطائف و الحقايق فالعبارة للعوام و الاشارة للخواص و اللطائف للاولياء و الحقايق للانبياء:.

([40]) هدنتهم ظ.

([41]) الشق الثالث لعل المراد به تقليد الاولين.

([42])  بسم اللّه تدبر في هذا الحديث الشريف تجد فراغاً عن التعب و حمل الاسفار و نقل الاحمال و التشبه بالسمسار يحمل مال الناس في نهاره و يرجع صفر الكف الي بيته ليلاً فالذي سموه فضلاً من نقل الاقوال و جمع الاراء و الاهواء انما هو سمسرة تحملها معك فتكون معه سمساراً فلما تروح الي بيتك يذهب كل قول مع قائله و انت جاهل هذا بل في الخبر نهي عن نقل الاقوال الاّ ذكر الاحاديث حسب فلاتحتاج معها الي معرفة الاقوال واللّه الموفق في المبدء و المآل. منه اعلي الله مقامه

([43]) اي تكليفه لا الواقع بقرينة اقرارهم علي انهم يمكن ان لايصيبوا الحق عند اللّه و يظهر ذلك من الفقرة اللاحقة. منه اعلي الله مقامه

([44]) الحمق.

([45]) في الخبر دلالة علي عدم جواز الافتاء الاّ لمن يعلم علم الكتاب حق علمه و هو هم لاغيرهم فلايعرف الكتاب احد و لايجوز استنباط الاحكام منه الاّ لهم. منه اعلي الله مقامه

([46]) قالوا المرجئة خلاف القدرية و قالوا انهم الذين يقولون المعصية لاتضر مع الايمان كما لاتنفع الطاعة مع الكفر و رؤساؤهم يونس النميري و العبيد المكذب و عنان الكوفي و ثعبان المرجو و ابومعاذ.

([47]) اقول في هذا الخبر اشارة الي ان كل اجماع علي خلاف الكتاب و السنة باطل فما ينقل من الاجماع علي حجية الظن و جواز الاجتهاد في الاحكام باطل و عن حلية الاعتبار عاطل لما روينا من الايات و النصوص في هذا الكتاب نسئل اللّه العصمة عن الزلل. منـه

([48]) في هذا الاصل دلالة علي اصالة بطلان كل معاملة حتي يثبت شرعيتها و وقوعها علي نهج الشرع فالاصل في المعاملات البطلان و الاصل بقاء ملك المالك الي ان‏يثبت الناقل الشرعي و هو اصل اصيل فاذا كان ما لم‏يرد فيه نص بهذا الخبر و امثاله باطلاً فكيف ما نهي عنه في الشرع فاعرف قدر قولهم ان النهي في المعاملات لايوجب الفساد و السلام. منه اعلي الله مقامه