14-08 مکارم الابرار المجلد الرابع عشر ـ رسالة في جواب بعض الاخوان في معني حديث سبعة احرف ـ مقابله

 

رسالة في جواب بعض الاخوان في معني حديث سبعة احرف

 

من مصنفات العالم الرباني و الحکيم الصمداني

مولانا المرحوم الحاج محمد کريم الکرماني اعلي‌الله مقامه

 

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 14 صفحه 419 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين و لعنة الله علي اعدائهم اجمعين.

و بعد يقول العبد الاثيم کريم بن ابرهيم انه قد ارسل اليّ بعض الاخوان صانه الله عن طوارق الحدثان بحديث معضل من احاديث آل الله و آل الرسول صلي الله عليهم اجمعين و انه قد جاري فيه بعض طلبة العلم و وقع بينهم في معناه الخلاف فرفعه الي حتي افض ختامه و احل لثامه لکي يتضح لهم بعض ظاهره و خافيه و ينکشف لهم بعض ما فيه فبادرت الي جوابه مستعيناً من الله سبحانه تلقين صوابه راجياً منه حسن ثوابه و هو ما روي عن النبي صلي الله عليه و آله ان القرآن انزل علي سبعة احرف لکل آية منها ظهر و بطن و لکل حد مطلع و في رواية لکل حرف حد و مطلع.

فاعلم ان هذا الحديث علي ما ذکرت مروي عن النبي صلي الله عليه و آله و انک قد رويته عن الصادق عليه السلام و لم‌اظفر به عنه عليه السلام و ذکرت انه في المقدمه الثانية من کتاب الصافي و تصفحناه فيها فلم‌نجده و رواه عن النبي صلي الله عليه و اله و من طرق العامة و هم لعنهم الله قد کذبوا ذلک علي النبي صلي الله عليه و آله لانهم اختلفوا في رواية القرآن و قرأوه بقراءات سبعة و خشوا من رد الناس عليهم و قدحهم  عليهم لاختلافهم في کتاب ربهم فلم‌يرضوا الا ان يکذبوا علي رسول الله صلي الله عليه و آله حتي تسکن بذلک فورتهم و يکفوا عن تهجينهم عليهم و الصواب ان القرآن نزل علي حرف واحد من عند الواحد کما رواه في الکتاب المبارک الکافي بسنده عن زرارة عن ابي‌جعفر عليه السلام قال ان القرآن واحد نزل من عند واحد ولکن الاختلاف يجيء من قبل الرواة و بسنده عن الفضيل بن يسار قال قلت لابي‌عبدالله عليه السلام ان الناس يقولون ان القرآن نزل علي سبعة احرف فقال کذبوا اعداء الله ولکنه نزل علي حرف واحد

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 14 صفحه 420 *»

 من عند الواحد انتهي کيف و هو سبحانه يقول في محکم کتابه و لو کان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا کثيرا و الناس في الاخبار تعبير عن العامة النسناس و يؤيد ذلک ما روي من طريق الجمهور من کتاب حلية الاولياء يرفعه الي عبدالله بن مسعود انه قال القرآن نزل علي سبعة احرف ما منها حرف الا و لها ظهر و بطن ان علي بن ابي‌طالب عنده منه علم الظاهر و الباطن و ابن‌مسعود هو بنفسه من القراء المحرفين الکلم عن مواضعه فقد روي في الکافي بسنده عن معلي بن خنيس و عبدالله بن فرقد قالا کنا عند ابي‌عبدالله عليه السلام و معه ربيعة الرائي فذکرنا فضل القرآن فقال ابوعبدالله عليه السلام ان کان ابن‌مسعود لايقرؤ علي قرائتنا فهو ضال فقال ربيعة ضال فقال نعم ضال ثم قال ابوعبدالله عليه السلام اما نحن فنقرؤ علي قرائة ابي و ربيعة من فقهاء العامة و الظاهر انه کان فقيه مدينة الرسول صلي الله عليه و آله و ما احسن تقية الصادق عليه السلام حيث استوحش ربيعة من تضليل ابن مسعود فاستدرک الصادق عليه السلام قوله فقال اما نحن فنقرؤ علي قراءة ابي ففهم منه الحاضرون ابي بن کعب ولکن اراد عليه السلام تصغير الاب و المراد علي عليه السلام فانهم يقرؤن علي قراءة ابيهم لا غير و لماکان ابي ايضاً من القراء عندهم رفع استيحاشه بانا اذا ترکنا قراءة ابن‌مسعود اخذنا بقراءة ابي و لم‌نفترق عن الجماعة و بالجملة القاشاني ايضاً نقل الخبر المسئول عنه من طرق العامة عن النبي صلي الله عليه و آله فما روي عن حماد بن عثمان قال قلت لابي‌عبدالله عليه السلام ان الاحاديث تختلف عنکم قال فقال ان القرآن نزل علي سبعة احرف و اذن للامام ان يفتي علي سبعة وجوه ثم قال هذا عطاؤنا فامنن او امسک بغير حساب فهو صادر عن وجه التقية لما روينا من رواية الفضيل انه من مرويات العامة و روينا عن حلية الاولياء و رواه القاشاني من طرق العامة کما مر آنفا.

و يمکن ان يکون المراد بالاحرف الاطراف وجوه القرائة و الاختلاف من حرف الشيء اي طرفه کماقال الله سبحانه و من الناس من يعبد الله علي حرف اي علي طرف و يقال حرف الوادي اي طرفه و قد يکون الحرف بمعني الوجه

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 14 صفحه 421 *»

کما في القاموس فالاحرف الوجوه و الاطراف فللقرآن سبعة اطراف اي حدود فان طرف الشيء حده فالقرآن نزل علي حدود سبعة و وجوه سبعة و هي الظاهر و ظاهر الظاهر و الباطن و باطن الباطن و تأويل الظاهر و تأويل الباطن و باطن التأويل کما في رواية عن العياشي باسناده عن جابر عن ابي‌عبدالله عليه السلام في حديث يا جابر ان للقرآن بطناً و للبطن بطن و ظهراً و  للظهر ظهر و لاشک انه للقرآن تأويل قوله تعالي و مايعلم تأويله الا الله و الراسخون في العلم و کما ان للظاهر تأويل ايضاً للباطن تأويل لان لکل شيء تأويل قال الله سبحانه بل کذبوا بما لم‌يحيطوا بعلمه و لما يأتهم تأويله و للتأويل ايضاً باطن فانه لا ظاهر الا بالباطن و التأويل نوع من الظاهر و اما تفصيل هذه المراتب و بيان الفرق بينها فليس هيهنا مقامه.

و يمکن ان يکون معني نزول القرآن علي سبعة احرف سبع اودية لان الحرف بمعني مسيل الوادي کماقال في القاموس نظراً الي قوله سبحانه انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها و يکون المراد بالماء هو ماء العلم و حقيقة القرآن انزله من سماء المشية فسالت اودية بقدرها و هي وادي العقل و الروح و النفس و الطبيعة و المادة و المثال و الجسم و قلنا ان المراد بالماء العلم و حقيقة القرآن فان من الماء کل شيء حي و هو الماء المفاض من سماء المشية و الماء الذي کان عرشه عليه قبل خلق الخلق و قال الصادق عليه السلام في قوله تعالي و کان عرشه علي الماء ان الله حمل دينه و علمه الماء و هو المراد في قوله تعالي و ان لو استقاموا علي الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا اي علماً واسعاً فانزل من السماء اي سماء السرمد فان السماء بمعني جهة العلو و الا ففي الظاهر معلوم ان الماء ينزل من الغمام و هو في الهواء ولکن المراد بالسماء جهة العلو و اعلي الماء الاول الذي به حيوة کل شيء حي المشية و عالم السرمد و الامر لا السماء و انت تعلم ان الله يقول قل الروح من امر ربي و الروح هو الماء الاول فان من الروح کل شيء حي فانزل من سماء الامر العلم فسالت اودية بقدرها يعني ظهر العلم الذي هو حقيقة

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 14 صفحه 422 *»

القرآن لان الله يقول فاعلموا انما انزل بعلم الله في کل واد بقدره و لماکانت تلک العوالم السبعة ممر ذلک الماء سمي بالحرف اي مسيل الوادي فنزل القرآن علي تلک الاحرف اي مسيلات الاودية السبعة فله في کل عالم معني بحسبه و قد دعا النبي صلي الله عليه و آله اهل کل عالم بذلک المعني و ليس هيهنا مقام ازيد من ذلک و لم‌يکن في سؤاله ايضاً شرح هذه الامور و لو زاد في السؤال حرفاً لزدنا في الجواب حرفاً.

و اما الحد و المطلع فقد روي من طرقنا عن فضيل بن يسار قال سألت اباجعفر عليه السلام عن هذه الرواية ما في القرآن آية الا و لها ظهر و بطن و ما فيه حرف الا و له حد و لکل حد مطلع ما يعني بقوله ظهر و بطن قال ظهره و بطنه تأويله منه ما مضي و منه ما لم‌يکن الخبر و قد روي من طريق العامة ما ذکرناه سابقا و ما رووا عن النبي صلي الله عليه و آله ان للقرآن ظهرا و بطنا و حدا و مطلعا اما الحد الذي لکل حرف فظاهري و باطني اما الحدود الظاهرة کالناسخ و المنسوخ فان کلا منهما محدود بزمان ابتداء و انتهاء و العام و الخاص و المحکم و المتشابه و التقديم و التأخير و الانقطاع و العطف و عموم اللفظ و خصوص المعني و بالعکس و الرخصة و الاطلاق بعد الحصر و تحديد الفرايض و السنن و الحدود و الفرائض و امثال ذلک فان لکل حرف من حروف القرآن حداً و الحرف يطلق علي الکلمة و الکلام کثيراً و اما الحدود الباطنة فحدود کل کلام و فقرة في عالم من العوالم و مقام من المقامات فان کل آية و کلام و کلمة منه له حد ينحد به في عالم اللاهوت و السرمد و الجبروت و الملکوت و الملک و منها ما يجري في تنزيه الله سبحانه و منها ما يجري في صفاته و اسمائه و منها ما يجري في افعال الله سبحانه و ما يجري في عبادته و منها ما يجري في النبي صلي الله عليه و آله و منها ما يجري في الاوصياء سلام الله عليهم و منها ما يجري في الانبياء سلام الله عليهم و منها ما يجري في المؤمنين و منها ما يجري في الجن و منها ما يجري في الملائکة و منها ما يجري في الحيوانات و منها ما يجري في النباتات و منها ما يجري في الجمادات و منها ما يجري في ذوات هذه الاشياء و منها ما يجري في

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 14 صفحه 423 *»

صفات هذه الاشياء و منها ما يجري في اعراضها و منها ما يجري في قراناتها و منها ما يجري في علوم شتي و صنايع متفرقة فکل کلمة  او کلام او آية يجري في شيء من ذلک محدود بذلک الحد بدءاً و نهاية لايتجاوزه فهذا معني ان لکل حرف حد و ما يشاکل ذلک.

و قد روي عن علي عليه السلام ما يدل علي ذلک في معني هذه الفقرة حيث روي عنه عليه السلام انه قال ما من آية الا و لها اربعة معان ظاهر و باطن و حد و مطلع فالظاهر التلاوة و الباطن الفهم و الحد هو احکام الحلال و الحرام و المطلع هو مراد الله من العبد بها فقوله عليه السلام و الحد هو احکام الحلال و الحرام فهو حکم الله سبحانه في کل شيء فان لله سبحانه في کل شيء حکم من الحل و الحرمة و ليس حکم الله مخصوصاً بالظاهر حسب ففي کل مقام لله سبحانه حکم خاص به کوناً و شرعاً لان الشيء اما يطابق مشية الله سبحانه و رضاه و اما يخالفها فما طابقها و شابهها فهو المحکوم عليه بالحل کوناً او شرعاً و ما خالفها فهو المحکوم عليها بالحرمة کوناً او شرعاً فيعم قوله عليه السلام جميع ما قلنا.

و اما قوله عليه السلام لکل حد مطلع فان اخذناه بضم الميم و تشديد الطاء و فتحها و فتح اللام فالمراد ان لکل حد مبدء به اطلع الله سبحانه عليه بنفسه لنفسه و به لمن دونه کماقال علي عليه السلام تجلي لها فاشرقت و طالعها فتلألأت فالقي في هويتها مثاله فاظهر منها افعاله فلکل حد من حدود حروف القرآن مطلع بالفتح اي مبدؤ يطلع الله به عليه حتي يتلألأ و يلقي في هويته مثاله و يظهر به لعباده و يظهر منه افعاله و تصاريفه و هو ما روي عن علي عليه السلام و المطلع هو مراد الله من العبد بها فان الله سبحانه ما اراد بکل آية من آي کتابه من عبيده الا الوصول الي مقام الربوبية بالترغيب او التحذير و الوصول الي مقام الوحدانية کماقال الصادق عليه السلام العبودية جوهرة کنهها الربوبية فما خفي في الربوبية اصيب في العبودية و ما فقد في العبودية وجد في الربوبية فالله سبحانه خلق الجن و الانس ليعبدوه لان يبلغوا کنه الربوبية و معني الوحدانية و تلک الربوبية هي مطلع

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 14 صفحه 424 *»

الله من خلقه بها اطلع الله عليه و هو به عرف ربه و لنعم ما قال الشاعر:

اذا رام عاشقها نظرة   و لم‌يستطعها فمن لطفها
اعارته طرفاً رآها به   و کان البصير بها طرفها

فالعبد بتلک الربوبية التي تجلي الله له بها يعرف ربه و الرب ايضاً بتلک الربوبية يربيه و يطلع علي عبده و مرادنا بتلک الربوبية هي الربوبية اذ مربوب و هي غيره سبحانه فان الله سبحانه رب اذ لا مربوب و کذا المراد بالوحدانية التي ذکرنا هي الوحدة الاضافية لا الاحدية الحقيقية التي تختص بالله سبحانه فلايذهبن بک المذاهب ان ذات الله کنه العبد او العبد يصل الي کنه ذات الله سبحانه و تعالي عما يشرکون بل ان الله سبحانه لماکان نزوله الي رتبة الخلق محالا و کذا صعود الخلق الي رتبة ذات الله سبحانه کان محالا و انما خلق الخلق ليعرفوه جعل لهم في انفسهم مثالاً من نوره و جعل معرفته معرفته و جهله جهله حيث کان ذلک المثال وصف الله الحق للخلق کماقال سبحانه و في انفسکم أفلاتبصرون و قال سنريهم آياتنا في الآفاق و في انفسهم حتي يتبين لهم انه الحق او لم‌يکف بربک انه علي کل شيء شهيد و قال النبي صلي الله عليه و آله من عرف نفسه فقد عرف ربه و قال علي عليه السلام اعرفکم بنفسه اعرفکم بربه و في الانجيل الذي لم‌يحرف اعرف نفسک تعرف ربک.

فتلک النفس هي الربوبية اذ مربوب و کنه ذلک العبد و غاية ‌سيره و منتهي وصوله الي تلک الربوبية التي هي المثال الالهي و آية تعرفه و انموذج تعريفه و تلک الربوبية في کل شيء بحسبه من الذوات و الصفات و الاعراض في الملک و الملکوت و الجبروت و هي مطلع الله من خلقه و المطلع محل الاطلاع و الاطلاع الاشراف فالمحل الذي يشرف الله علي عباده بالافاضة و الامداد هو تلک الربوبية فما من حد من الحدود في جميع ملک الله الا و له مطلع و ذلک المطلع هو ما اراد الله بتلک الآية من خلقه ان يصلوا اليه و يتقربوا اليه سبحانه به فان اريد من الحد الحدود الظاهرة کما مر فما من حد منها الا و قد اشرف الله به علي خلقه بالامداد

«* مکارم الابرار عربي جلد 14 صفحه 425 *»

و الفيوضات في التشريع و تجلي لخلقه به بالعظمة و الجلال و الکبرياء و الحکمة و العلم و اللطف و الفضل و امثال ذلک من الصفات و امدهم بما يناسب کل حد من کل حد و ان اريد من الحدود الحدود الباطنة کما مر ففي کل حد منها لقد تجلي الله سبحانه به له و اشرف منه عليه و امده و افاض عليه به فلکل حد مطلع و ذلک کله لان الکتاب التدويني علي وفق الکتاب التکويني و کما ان في التدويني حروف و کلمة و کلام و آية و سورة کذلک في الکتاب التکويني حروف و هي الاجزاء البسيطة لکل مرکب و کلمة و هي ما يترکب منها و کلام و هو ما يترکب من تلک الکلم و آية و هي ما يترکب من الکلامات و سورة تترکب من الآيات و مجموع الکون کتاب مرکب من السور الا تري ان الله سمي عيسي کلمة فقال و کلمة من الله و سيدا و سمي السماء و الارض آية و هکذا ساير اجزاء العالم فقال و من آياته خلق السموات و الارض و سمي الکل کتاباً حيث قال لقد لبثتم في کتاب الله الي يوم البعث فهذا يوم البعث و قال علمها عند ربي في کتاب و اشار الي جميع ما ذکرنا بقوله ما تري في خلق الرحمن من تفاوت فکما انه ما من آية في الکتاب الکبير التکويني الا و له ظاهر اي شهادة و باطن اي و غيب و حد اي في ظاهرها بحسبه و في غيبها بحسبه محدود مميز به عن غيره و مطلع اي حقيقة يطلع الله منها عليه فکذلک الکتاب التدويني علي ما ذکرنا له جميع هذه الامور.

و يمکن ان يؤخذ المطلع بالنسبة‌ الي العبد فلکل حد مطلع اي للعباد يعرف کل واحد منهم من ذلک الحد شيئاً و يطلع عليه و هو ما کلف الله ذلک العبد بتلک الآية علي ما عرفه منها فانه لايکلف نفساً الا ما آتيها قال الامام عليه السلام يعني الا ما عرفها فکل عبد يطلع علي حد منها بحسب مقامه و هو ما اراده الله منه بها کماقال علي عليه السلام المطلع هو مراد الله من العبد بها و يعرفه العبد و يکلفه به و يأخذه به و هذا المعني ظاهر واضح.

و يمکن ان يکون اللفظ مطلعاً علي فتح الميم و يکون المراد محل الطلوع اي البروز و الظهور و لماکان الله سبحانه يتجلي لعباده من تلک الحقيقة و يظهر

 

«* مکارم الابرار عربي جلد 14 صفحه 426 *»

منها لهم و يشرق نور صبح افاضته و امداده من ذلک المطلع علي هياکل توحيد مراتبه و مقاماته سميت تلک الحقيقة مطلعاً فلکل آية من الکتاب التدويني مطلع اي مبدء کما ان لکل آية من الکتاب التکويني مطلع و هو جهته الي ربه و جهته التي تلي مشيته سبحانه فانها مطلع انوار الفيوضات الفالقة للظلمات في دياجي ليالي تلک المراتب و المقامات التي اشرنا اليها سابقا.

و يمکن فيها غير ما ذکرنا من المعاني فانهم عليهم السلام يتکلمون بالکلمة و يريدون منها سبعين وجها لهم من کلها المخرج و لايضيق الصدر بکتمانها و ما ذکرنا قليل من کثير و يکفي لبيان ظاهر المراد و الله الموفق للسداد فنقتصر عليه و صلي الله علي محمد و آله الامجاد و لعنة الله علي اعدائهم ابد الآباد.

کتبه العبد الاثيم کريم بن ابرهيم في يوم الاحد سلخ شهر جمادي الاولي من شهور سنة ستين بعد المأتين و الالف حامداً مصلياً مستغفراً. تمت