رسالة فی جواب الشیخ محمد بن الشیخ عبد علی القطیفی
عن عشر مسائل منها تأویل السبعة ابحر
من مصنفات الشيخ الاجل الاوحد المرحوم
الشيخ احمد بن زينالدين الاحسائي اعلي الله مقامه
«* جوامع الکلم جلد ۹ صفحه ۷۱۶ *»
بسم الله الرحمن الرحيم و به ثقتي
الحمدلله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين.
و بعد فيقول العبد المسكين (الشيخ خل) احمد بن زين الدين انه قد ورد علي من الجناب المسدد الشيخ محمد بن الشيخ عبدعلي القطيفي كتاب فيه مسائل استنجز جوابها و كشف حجابها فوافق ذلك توزع بال و كثرة اشتغال و قيل و قال فكتبت ما حضر لساعة ورود الخط عجالة ساعة و بدار طاعة و فيه:
قال سلمه الله: و ما تأويل السبعة الابحر.
اقول قال الكاظم عليهالسلم لما سأله يحيي بن اكثم عن ذلك قال هي عين اليمين و عين الكبريت و عين ابرهوت و عين الطبرية و جمة ماسيدان و جمة ناجروان و في نسخة بلعوران و عين افريقية الحديث، و ذلك نسبة الوجود مع انه في نفسه واحد انقسم باعتبار قربه من الفيض و بعده و باعتبار قابلياته علي اقسام سبعة اشارة الي كماله في انقسامه الي العدد الكامل و هذه الخمسة العيون و الجمتان مختلفات فطيب (فطيب ابيض خل) بارد كعين اليمين و خبيث منتن اسود حار كعين ابرهوت و مختلط بين الحار و البارد فاذا اخذ كان الجميع بارداً كعين الطبرية و بين الجاري كالعيون و الراكد كالجمتين و في المركبات الجسمية كعين الكبريت و غيرها و كل ذلك اشارة الي اقسام الوجود و انقسامه يعني ان الوجود المقيد ثقيلة و خفيفة و كثيفة و لطيفة لو كان مداداً للكلمات و حصر فضائلها لنفدت قبل انتنفد الكلمات عليهمالسلم و كيف لا و انما تحد انفسها و تشير الي نظائرها فكل قسم انما يحصر ما فيه و يبقي ما في الوجود المطلق الذي جميع الوجود المقيد فيه كلمعة من ذلك البرق هـ .
و اما قولكم: ما الجمع بين ان لهم عليهمالسلم ملكاً يسددهم و بين انهم يزادون (ان انهم يزدادون خل) في كل جمعة.
اعلم ان هذا الملك روح القدس و هو العقل الاول و هو عقلهم عليهم
«* جوامع الکلم جلد ۹ صفحه ۷۱۷ *»
السلم و لاريب ان كل شخص انما يسدده عقله و انما يكون مع الامام الناطق دون الصامت الا انه مع الصامت بالوساطة و المقابلة فيظهر في الناطق كالصورة في المرآة و في الصامت كالمرآة مع صورتها (مع الصورة لها خل)في مرآة اخري فافهم و حيث كان الفيض دائم المدد لان المفاض عليه في حقيقته ان وجوده و شيئيته بالفيض و تحققها به و قيامها به قيام صدور لا قيام عروض فهو ابداً كاول حركة البروز فلذا قالوا كانوا يزادون في كل ليلة جمعة و يراد بليلة الجمعة الليلة المباركة يعني ظلمة الكثرة في نفس (نقش خل) الكل المعبر عنها باللوح المحفوظ و بالصور (بالصورة خل) و الزيادة دوام المدد كما قلنا هذا معني مراد و الثاني الزيادة في علمهم عليهمالسلام كالزيادة للنخلة في ثمرها كل سنة فانها لايزاد (لاتزاد خل) الا بما في قوتها كذلك لايزادون الا بما في قوتهم الي فعلهم عليهمالسلم و ان كان في علمهم كله بالفعل لكنه في نفس الامر بالقوة (كله بالقوة لكن في بعض بالحقيقة خل) و اما في نفس الامر بالنسبة الي المعلوم فان من شروط قابلية المعلوم للعلم الوقت و المحل و سائر الاسباب و اذا تمت الاسباب كان من المحتوم و الا جري فيه البداء فافهم.
و اما مسألة الابرام و القضاء و الامر في اليالي الثلث ليلة تسع عشر و احدي و عشرين و ثلث و عشرين (تسع عشرة و احدي عشرة و ثلثة عشرة خل) من شهر رمضان.
اعلم ان المعلوم ليس بشيء قبل المشية و بها يكون شيئاً و فيه البداء قبل انيراد و في الارادة يكون عينه و فيه البداء حتي يقدر و في التقدير وضع الحدود من التشكلات المعنوية من بقاء و فناء و اجل و غيرها و فيه البداء حتي يقضي و في القضاء تمامه في نفس و فيه البداء حتي يمضي بشرح علله و وضع حدوده و اسبابه الدالة عليه و به فلا بداء (فلابد خل) حينئذ فيقدر (فيقضي خل) في ليلة تسع عشرة و يقضي (يمضي خل) في ليلة احدي و عشرين و يبرم في ليلة ثلاث و عشرين و يؤمر الامام عليهالسلم بذلك فيما تنزل عليه به الملائكة و الروح في ليلة القدر.
«* جوامع الکلم جلد ۹ صفحه ۷۱۸ *»
و اما ما سألت عنه من امر الائمة عليهمالسلم و انهم يثبت لهم ما يثبت للنبي صلي الله عليه و آله.
فاعلم ان كلما يثبت (تثبت خل) للنبي صلي الله عليه و آله ثبت لهم الا اشياء استثنيت خاصة بالحرف الذي فضلهم به و مما شاركوه (شاركوه فيه خل) انهم يرون من امامهم و من خلفهم سواء مثله و قد دلت الروايات علي ذلك صريحاً و تعريضاً و تعميماً و هي مذكورة في محالها فاطلبها لايسعني (اذ لايسعني خل) الآن نسخها و من الادلة غير ذلك و هي (هو خل) مما تريد انه ورد عنهم عليهمالسلم ان الله خلق ابدانهم من عليين و خلق ارواحهم من فوق ذلك و خلق قلوب شيعتهم من فاضل طينتهم الحديث، فاذا كان قلبك الذي لافرق عنده (عنك خل) بين نظره وراء و لا امام و لا فوق و لا تحت و لا قرب له و لا بعد هو (و هو خل) من فاضل اجسادهم كالنور من المنير فانظر يكفيك فيما تطلب و اما غيرهم من الانبياء و الاوصياء فليسوا كذلك بل اذا شاءوا و دعوا بالاسم الذي هو عندهم رأوا و الا فلا.
و اما توثيق العلماء لبعض الرجال و تصحيحهم لبعض الروايات.
فهذا شأن من لمير في الطريق يضع له عصي ليهتدي بها في الطريق و البصير لايحتاج الي ذلك بل يعرف كلامهم عليهمالسلم و يعرف مرادهم لانه يتكلم علي لسانهم و يخاطبونه بلسانه و يعرف هداهم و لكن ليس كل من ادعاه صادقاً (صادق خل) و الا فكما قال الشاعر:
و كل يدعي وصلاً بليلي
و ليلي لاتقر لهم بذاكا
و علامة من اقرت له ليلي بالوصل انك لاتراها تخالفه في كلمة فاذا رأيت من يدعي ذلك يستدل علي مسألة مثلاً بالف حديث و وجد حديث يخالفه مما يعتبر لايمكن توجيهه له فدعواه غير صادقة لان كلامهم (ع) ليس فيه اختلاف و انما الاختلاف فيمن اختلف من قوله تعالي و لايزالون مختلفين الا من رحم ربك الاتري كيف استثني الشيعة من الاختلاف حيث رحمهم و خلقهم للرحمة
«* جوامع الکلم جلد ۹ صفحه ۷۱۹ *»
كما في رواية ابيبصير عن الصادق عليهالسلم.
و قولك: ان حصل لي ترجيح رواية فقهية من هذه الطريق (الطريقة خل) هل يجوز لي املا و كذا في اصل المسألة.
اقول ان كان ما عندك من الترجيح الباطني قاطعاً لحجة المعترض ان فهم يعني انه وجداني اما بدليل الحكمة او (و خل) بدليل الموعظة الحسنة فيجوز لك الترجيح للرواية بل يجوز التأسيس لاصل المسألة لان هذا نص عن الكتاب و السنة و علامته ان لاتجد (لايوجد خل) ما يخالف ذلك في الكتاب و السنة و لو وجد فانما تكون مخالفته اما من باب عموم او خصوص او اطلاق او تقييد او غير ذلك و عرفت وجه المخالفة و وضعته موضعه الذي لايخالفه له ايضاً و يكون لذلك الدليل الباطني مستند من الكتاب و السنة وثيق من ظاهر او باطن او باطن باطن او ظاهر ظاهر او تأويل او باطن تأويل فيكون (و يكون خل) كالاصل المقرر (المقدر خل) المقطوع به و ذلك الترجيح جزئي من ذلك الكلي و الا فلايجوز بحال.
و اما قولك ما وجه كون اهل العصمة عليهمالسلم اربعة عشر.
فاعلم ان السبعة اكمل الاعداد لاشتمالها علي اول فرد و هو ثلاثة و اول زوج بعده فالسبعة عند اهل الحساب عدد كامل فاذا نسب الي الغيب و الشهادة في الحقائق كان (الحقائق كاربعة عشر و الي العلويات و السفليات اربعة عشر و الي الركعة الاولي و الثانية في الفاتحة كانت اربع عشرة آية و الحروف النورانية المصدر بها اوائل السور اربعة عشر حرفاً و عكسها الحروف الظلمانية خل) اربعة عشر حرفاً و غيرها من الاشياء التي جري فيها هذا العدد لكماله.
و السر في ذلك ان العالم باسره لما كان في كتم العدم محتاجاً اليه سبحانه في ايجاده و ليس عليه تعالي انيوجده الا كرماً و جوداً فلما وصف نفسه بالجود (بالجواد خل) وهبهم ما سألوه و كان الخلق كلهم شيئاً واحداً كما ان فعله واحد كما انه تعالي واحد و كان عدد اسمه جواد اربعة عشر و عدد اسمه وهاب اربعة عشر و خلقهم بيده و يد عدده اربعةعشر و كان اهل البيت عليهمالسلام يداً له يعني نعمة و
«* جوامع الکلم جلد ۹ صفحه ۷۲۰ *»
قدرة كان عددهم اربعة عشر الاتري الي منازل القمر ان ظهرت اربعة عشر و انهبطت اربعة عشر.
و قولكم: هل الجهل المقابل للعقل هو الجهل البسيط او المركب الخ.
فاعلم ان الجهل المقابل للعقل هو الجهل المركب البسيط (لا البسيط خل) لان البسيط لميعط و هذا الخبيث اعطي فلميقبل قيل له ادبر فادبر ثم قيل له اقبل فادبر.
و اما قولك: و ان كان المركب فلميسبقه مرتبة الا مرتبة من سبق الكل،
تريد بذلك (بذلك انه خل) من اين جاءه التركيب فاعلم ان هذا الكلام كلام من لميحضر ما هنالك ان هذا الجهل انما وجد (يوجد خل) بوجود ضده العام وجوداً عرضية (عرضياً خل) و هو العقل الكل و قبل عقل الكل عالم الامر و هو الوجود المطلق و عالم فاحببت اناعرف و هو علي اربعة احوال و هي المشار اليها في آخر شرح الابيات لابن فارس و هي النقطة يعني الرحمة و النفس الرحماني بفتح الفاء و السحاب المزجي و السحاب المتراكم يعني الكاف المستديرة علي نفسها و اما العقل فانه و انكان بسيطاً في نفسه و عند من دونه و لكنه عند من قوله مركب من النار (النار و الدهن خل) و انشئت قلت من الوجود المطلق و الماهية و انشئت قلت من اللفظ و المعني و انشئت من السحاب و الارض الميتة الي غير ذلك و هذا الجهل ظله و ضده حرفاً بحرف علي معني طمس عن كل ذي شفتين فالجهل مركب من مقتضي وجوده و ماهيته (وجوده العرضي و مقتضي ماهية خل) الذاتية له فهو ظلمة بعضها فوق بعض و التقابل تقابل التضاد (تضاد خل) و معاندة بعد تحقق الجهل.
و اما تفسير هذه الابيات الاعجمية العربية فقوله:
سرح الذكر ظلاماً
تظهر الاشيا كما هي
يعني بالذكر اصل المشية لك و هو النور الذي خلقت منه كما قال عليهالسلام اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله، و قوله ظلاماً يعني سرح نظر فؤادك
«* جوامع الکلم جلد ۹ صفحه ۷۲۱ *»
الذي هو محل معرفتك في الكثرة التي هي الظلام و الليل تظهر الاشياء كما هي يعني لا كثرة فيها كما قال الشاعر:
كل شيء فيه معني كل شيء
فتفطن و اصرف الذهن الي
كثرة لاتتناهي عدداً
قد طوتها وحدة الواحد طي
قوله:
ليس في الكون وجود
معرب الا لما هي
يعني ليس في الكون وجود حقيقي احترازاً عن الوجودات العرضية فانها ليست لما هي له و اما الوجود الحقيقي فهو لما هو له وجد مثل قولهم فيما خلقت لاجله و كقوله تعالي بل اتيناهم بذكرهم.
و قوله:
هر وجود(هركمال خ ل) در چه چيزي قد بدا الا فناهي
يعني كل كمال فيم هو قد بدا الا فنا تلك الاشياء فكل كمال غير كمال الحق وهم و خيال.
و قوله:
ليس معشوق كليلي
قرت الاشيا كما هي
يعني ليس معشوق علي الحقيقة بكمال (لجمال خل) حقي الا هو تعالي قد قرت بذلك الاشياء و اقرت كلها له تعالي كما هي كذلك.
و قوله:
هي قد حازت و فاقت
غير اني و التناهي
«* جوامع الکلم جلد ۹ صفحه ۷۲۲ *»
و معناه انها قد حازت حظها منه و فازت بمطلوبها منه و فاقت سواها به غير انها مقرونة بالحدوث.
و قوله:
فاطو قرطاس البرايا
عن وجود لايباهي
يعني بالقرطاس الرق الذي قام به الكتابة و المراد به وجود البرايا اي اطو وجودهم و كونهم في الاعيان او المعاني عن وجود ما له اصل يباهي غيره.
و قوله:
ليس بعد البحر مد
غير فيض لاتناهي
يعني ليس بعد الوجوب حق حقي (خفي خل) غير فيض منه لاتناهي فيه يعني دائماً.
قوله (و قوله خل):
ليس بعد الهفت نار
غير نور لايباهي
يعني ليس بعد السبع النيران نار اي ليس بعد نار الوجوب نار و مظهر ذلك ليس بعد النيران السبع نار و لو كان بعد الوجوب وجوب لكانت النيران اربع عشرة غير نور من تلك النار الموقدة من الشجرة المباركة و هو لايباهيها.
و قوله:
لاتعده شوم كلا
فحبيبي في سماه [۱]
بل اجعل ذلك المحو هو الاثبات و ذلك الفنا هو البقاء فحبيبي (فحبيبه خل) في سمائه يعني انه باق غير مفقود و الاشياء بالوجود (بالموجودة خل) موجودة.
قوله:
بعد هذا النوم فيض
ابرز الاشيا كما هي
«* جوامع الکلم جلد ۹ صفحه ۷۲۳ *»
يعني يحصل لك بعد انتلقي نفسك كالنائم اذا القي جسده و سرحت روحه (ابرز روحه خل) و عاينت الملكوت ثم قال ابرز الاشياء كما هي يعني اعرف الاشياء علي ما هي عليه او ان ذلك الفيض اظهر الاشياء علي ما هي عليه لا بالقدم بل بالعدم.
قوله:
هذه عشر خصال[۲]
ما بقي شيئاً[۳] يضاهي
و المراد بعشر الكاملة هي المعاني المذكورة في هذه الابيات الشعرة المشتملة علي جميع احوال السالكين من البدايات الي النهايات.
و الحمدلله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين، تم في اليوم (باليوم خل) السابع من شهر شوال سنة ۱۲۰۸ ثمان و مأتين و الف و الحمدلله رب العالمين.
[۲]– كمال خل
[۳]– شيء خل