05 الحدايق الحجازية ـ مقابله

الحدائق الحجازیة

 

از مصنفات :

 

عالم رباني و حكيم صمداني

مرحوم حاج‏ ميرزا محمد باقر شريف طباطبائي اعلي ‏اللّه مقامه

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 1 *»

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله بجميع محامده كلها علي جميع نعمه كلها و الصلوة و السلام علي من اولاه لواءه و من حملها له و الهما الطيبين الطاهرين و اللعنة علي من رغب عنهم الي غيرهم دهر الداهرين.

اما بعـد؛ فيقول العبد المقصر القاصر محمد الباقر ستر الله عيوبه و غفر ذنوبه و ذنوب آبائه و امهاته المسلمين و اخوانه و اخواته المؤمنين لما من الله سبحانه و تعالي علي ابتداء منه و له الحمد و المنة لحج بيته الحرام و زيارة ائمة الانام عليهم الصلوة و السلام سافرت اليها حتي وصلت الي البلدة المسماة بالاسكندرية بحسب الاتفاق المقدر فسرت فيها لتفرج

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 2 *»

القلب المكدرة (المکدر خ‌ل) فشفت فيها حديقة غريبة عجيبة ذات نضارة و بهجة توجد فيها اشجار غريبة قلّما هو المغروسة في بلادنا تجري من تحتها الانهار علي نظم غريب يعجبني و طرز عجيب يسرني كأن بانيها و واضعها وضعها علي نظم العالم السفلي توجد فيها العمران و الخراب و الجبال و التلال كلها مصنوعة بصنعة توجد الغارات (فيها الغارات خ‌ل) في خلال تلك الجبال و الحفر المملوة ماء من الرشحات و القطرات المقطرة فيها من الاعالي اليها و هي اي تلك الجبال مرتفعة من جميع اطرافها من الارض فصنع فيها المجاري تحت الارض غير مرئية بحيث لايري الماء الا في قلل الجبال كأنّه ينبع من نفس القلل و يفيض منها الي الحفر التي تحتها و كذلك

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 3 *»

فيها عمارات في غاية حسن النظم كالعمارات الملوكية و توجد عمارات كعمارات الدهاقين و المساكين و الدراويش.

بالجملة كانت علي نظم يعجبني كثيراً فرأيت ان‌اضع رسالة فيها من انواع المسائل الغريبة علي نظم تلك الحديقة ليكون المسير اليها تذكراً و تذكيراً غير محض التفريح (التفريج خ‌ل) كما هو العادة و سمّيتها بـالحدائق الحجازية كما هو عنوان فصولها.

حديقـة: اليقين خاصة المؤمنين.

حديقـة: التخمين شجرة مغروسة في قلوب الكفار و المنافقين.

حديقـة: يقين اهل الضلال سكون لدي العادات في المآل.

حديقـة: البديهيات مشكوكات عادية لايعتني بها اولوا الالباب و ان فتحوا

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 4 *»

لها الابواب انها مقطوعات.

حديقـة: فاذا صارت البديهيات مشكوكات فكيف تصير النظريات المنتهية اليها يقينيات.

حديقـة: من البديهيات المضروب بها الامثال الشمس في رابعة النهار و النار علي المنار و انت تري في المنام الشمس في رابعة النهار و النار علي المنار ثم بعد التنبه من المنام تجد نفسك في الظلام و كم من ظلام تجد في المنام في رابعة النهار.

حديقـة: الرائي حين المنام ساكن غير مضطرب كالرائي حين القيام من المنام.

حديقـة: كم من نائم يحسب انه يقظان.

حديقـة: الناس نيام الا المؤمن.

حديقـة: المؤمن يقظان في حال النوم

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 5 *»

فكيف اذا صار يقظان.

حديقـة: المؤمن حي حين الموت فكيف اذا صار حيّاً و لاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً، بل احياء عند ربهم يرزقون.

حديقـة: غير المؤمنين اموات و ان دبّوا و درجوا فكيف اذا صاروا امواتاً قال الله تعالي: يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله و للرسول اذا دعاكم لما يحييكم.

حديقـة: الاموات نوعان نوع يرجي حيوته و هو المستضعف و نوع لايرجي حيوته و هو الكافر.

حديقـة: المنافقون في الدرك الاسفل من النار.

حديقـة: خير الناس بعد المؤمن هو المستضعف.

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 6 *»

حديقـة: بابي انتم و امّي و نفسي انتم ايها المؤمنون كان احسن معاشريكم المستضعفون فكيف تستأنسون.

حديقـة: المؤمن قليل المؤمن قليل المؤمن قليل المؤمن اقلّ من الكبريت الاحمر فهل رأي احدكم الكبريت الاحمر فاذا منعت من الكبريت الاحمر فلاتزعم انك تجد الاقلّ منه فلاتغفل.

حديقـة: لاديانة لمن لادين له.

حديقـة: من زعم ديانة عند من لادين له لادين له.

حديقـة: لادين لمن لاديانة له.

حديقـة: من زعم ديناً لمن لاديانة له لادين له و لاديانة له.

حديقـة: من عرف معني الاختلاف و تحيّر في رفع الاختلاف (الخلاف خ‌ل) فهو من اهل

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 7 *»

الخلاف و ليس من اهل الايتلاف.

حديقـة: لادين لمن لم‏يعرف الحق.

حديقـة: لادين لمن عرف الحق و جانبه.

حديقـة: لادين لمن عرف الحق و سكن عند غيره و اٰنسه و عاشره.

حديقـة: و من يتوله منكم فانه منهم.

حديقـة: المرء مع من احب.

حديقـة: المرء علي دين خليله.

حديقـة: من كان في قلبه غلّ لمؤمن فهو غير مؤمن (ليس بمؤمن خ‏ل) فلاتجعل في قلوبنا غلاً للمؤمنين.

حديقـة: صديقك من اٰثرك بنفسه.

حديقـة: من اٰثرته علي نفسك فانت صديقه.

حديقـة: من والي عدوك فهو عدوك فلاتغرّنّك مصادقة من صادق عدوك.

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 8 *»

حديقـة: من ترحّم علي عدوك فهو عدوك.

حديقـة: من سرّ بسرورك و حزن لحزنك فهو صديقك.

حديقـة: من سرّ بسرور(لسرور خ‌ل) عدوك فهو عدوك.

حديقـة: من حزن لحزن عدوك فهو عدوك.

حديقـة: صديقك حميمك و ان كان بعيداً.

حديقـة: من لم‏يسرّ بسرورك (لسرورک خ‌ل) و لم‏يحزن لحزنك فليس بصديقك و ان كان قريباً.

حديقـة: اخوك دينك فاحتط لدينك ما استطعت.

حديقـة: اخوك صديقك و ان كان بعيداً.

حديقـة: اخوك من امرك بنجاتك.

حديقـة: من دعاك الي الهلاك فهو عدوك و ان كان حميمك.

حديقـة: لاتجد قوماً يؤمنون بالله و اليوم الاخر يوادّون من حادّ الله و رسوله

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 9 *»

و لو كانوا آباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم، اولئك كتب في قلوبهم الايمان و ايدّهم بروح منه.

حديقـة: التقية ديني و دين آبائي: .

حديقـة: التقية جايزة عند التلف سواء كان لنفسك او لاخوانك.

حديقـة: التقية جائزة عند تلف المال (الاموال خ‌ل) اذا آل الي الهلاك.

حديقـة: من داهن اهل الضلال لمنفعة غير محتاج اليها لحفظ نفسه او لحفظ اخيه من الهلاك فهو منافق.

حديقـة: المنافق محروم في الدنيا و الاخرة.

حديقـة: نفاق المنافق (المنافقين خ‏ل) نعمة للمؤمنين في معاشهم و معاشراتهم.

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 10 *»

حديقـة: اياك ان‌تفتّش عن نفاق المنافقين (المنافق خ‌ل) فتقع في عسر عسير و ضيق غير جدير.

حديقـة: المنافق كالمزبلة المتعفنة العذرة الرطبة و نفاقه كالشمس المجفّفة اعلاها، فان ابقيت نفاقه علي حاله و اغتنمته قضيت الحاجات لك مرفه الحال في سعة البال و ان فتشت عنه كما تفتّش المزابل العذرة الملوّثة الرطبة لاتقدر علي عيش ساعة في الدنيا و لابد لك المعاملات و المعاشرات و هي غير ممكنة مع كشف السرائر العذرة الملوّثة المتعدية و ليس ذلك الا كتفتيشك عما في اعماق المزابل و رفع السطوح الاعالي اليابسة بالشمس فترتفع عفونتها بحيث لاتقدر علي الدخول فيها و تتعدي النجاسات الي ثيابك بحيث لاتقدر علي تطهيرها و لابد لك

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 11 *»

من الدخول فيها في كل يوم و ليلة مرّات عديدة. فاغتنم نفاقه لتدخل فيه و تجلس عليه و تدفع عنك الاذي و تقضي الحاجة من غير حرج و ذلك وصية و نصيحة من الاكابر الي الاكابر اعلي الله مقامهم@ فلاتتخلف عنهم.

حديقـة: فاشكر الله لنفاق المنافقين كل الشكر.

حديقـة: كل الطوايف يدّعون الحق لاجل اهل الحق ليمكنوا (ليتمکنوا خ‌ل) ان‌يدّعوه و الحمدلله.

حديقـة: كل الطوايف يعملون اعمالاً و يسمّونها عبادة الله لاجل اهل الحق ليتمكنوا ان‌يأتوا بالعبادات و الحمدلله.

حديقـة: و كل الملّيين يحترمون الانبياء و الاولياء و  يحترمون سابقيهم و ائمتهم

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 12 *»

لاجل اهل الحق ليتمكنوا من ذلك و الحمدلله.

حديقـة: كل المسلمين يصلون علي النبي و آله لتصلي عليه و آله صلي الله عليه و آله فاحمد الله.

حديقـة: كل المسلمين يصلون لتقدر علي اتيان الصلوة و يصومون لتقدر علي الصيام و يزكّون و يحجّون لتتمكن علي ذلك فاحمد الله.

حديقـة: انت بنفسك لاتقدر علي شي‏ء من اظهار الحق و العمل بالمأمور به و الترك عن المنهي‏عنه الا بسبق هؤلاء فاحمد الله.

حديقـة: ثمّ يوم القيامة تتنعم بعقائدك و اعمالك في تجاههم و هؤلاء معذبون بها في محضرك فاحمد الله.

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 13 *»

حديقـة: الرزق مقدّر لايزيد بالكدّ.

حديقـة: الرزق ليس من عملك كما ان خلقك ليس (من خ ل) عملك.

حديقـة: خالقك رازقك.

حديقـة: كما لاتشرك بخالقك في خلقك لاتشرك به في رزقك.

حديقـة: لم‏يرد الله الرزق بفعل العبد و اراد العبادة بفعل العبد. قال تعالي: ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق (و ما اريد ان‌يطعمون خ‏ل).

حديقـة: افعل ما تقدر عليه و هو العبادة و احذر عما لم‏تقدر عليه و هو الرزق.

حديقـة: ان الله قد تكفّل برزقك كما تكفّل بخلقك.

حديقـة: ان الله كاف لرزقك كما هو

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 14 *»

كاف لخلقك. اليس الله بكاف عبده؟

حديقـة: ان كان الرزق مقدّراً بفعل العبد لكان العقلاء المدّبرون اغنياء و لكان السفهاء كلهم فقراء.

حديقـة: لو قدّر الله العبادة من غير فعل العبد لما امر و ما نهي.

حديقـة: فاذا قدّر الله العبادة بفعل العبد فاعبد.

حديقـة: العجب كل العجب فيمن اتعب نفسه في الطلب طلب ما لايقدر عليه و لايقدّر له فعتب و نصب و لايقعد عن الطلب.

حديقـة: العجب كل العجب فيمن كسل عن العمل و هو يقدر عليه و يقدّر له به لا بشي‏ء غير فعله و قد تمنّي و قد قال الله (تعالي @): ليس بامانيّكم و لا اماني

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 15 *»

 اهل الكتاب، من يعمل سوء يجز به.

حديقـة: من يعمل مثقال ذرّة خيراً يره و من يعمل مثقال ذرّة شرّاً يره.

حديقـة: ليس للانسان الا ما سعي و ان سعيه سوف يري.

حديقـة:  فكيف حال من فكّر و قدّر فيما لم يقدّر له. قال (الله خ‏ل) تعالي: فكّر و قدّر فقتل كيف قدّر ثمّ قتل كيف قدّر.

حديقـة: فقتل كيف قدّر في مقام التعجّب من انّه قدّر لنفسه الاماني و الآمال العظام. ثمّ قتل كيف قدّر في مقام الانكار عليه بانّه كيف قدّر ما لم‏يقدر عليه و لم‏يقدّر الله له.

حديقـة: المقدّر مقدّران: مقدّر ليس من صنعك فهو واقع كخلق السموات

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 16 *»

و الارضين و ما بينهن فمن رام ان‌يصنع ذلك فقد خاب و من رام تغيير ذلك فقد خسر فاسترح من ذلك. و مقدّر يقدّر بفعلك فلاتكسل عن ذلك فافعل ما تؤمر و اعرض عن المشرکین القاصدین تغيير المقدّر الاول.

حديقـة: فاصدع بما تؤمر و اعرض عن المشركين. فذرهم يخوضوا و يلعبوا حتي يلاقوا يومهم الذي يوعدون يوم لايجزي نفس عن نفس شيئاً و الامر يومئذ للّه.

حديقـة: اعمل بدنياک لدينك و لاتعمل لدنياك بدينك.

حديقـة: اعمل لدينك تنل الدنيا و الدين و لاتعمل بدينك لدنياك فتحرم من دينك و دنياك.

حديقـة: من عمل لغير اللّه فواللّه

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 17 *»

لم‏يعرف اللّه.

حديقـة: من لم‏يعرف اللّه فهو كافر او مشرك باللّه و ان قال بلسانه يا اللّه فالهه هواه.

حديقـة: من وصف اللّه بغير ما وصف به نفسه فالهه هواه و ان قال يا اللّه يا اللّه يا اللّه ما انقطع به النفس فماكان صلوته و تسبيحه الا مكاء و تصدية او صوت الجرس.

حديقـة: كل من لم‏يصل الي مرّ الحق فهو باطل مشرك. ماذا بعد الحق الا الضلال؟

حديقـة: فلايغرّنّك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثمّ مأواهم جهنم و بئس المهاد.

حديقـة: من لم‏يعرف الحق من عند اللّه لم‏يعرف اللّه فلاتغرّنّك صلوتهم و

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 18 *»

صيامهم و قيامهم و ساير اعمالهم و اقوالهم و قدمنا الي ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً.

حديقـة: من دان اللّه بغير دين اقامه فالهه هواه.

حديقـة: من زعم ان اللّه لم‏يظهر دينه و حقّه له فالهه هواه.

حديقـة: من تحير في حقه الذي اقامه فالهه هواه.

حديقـة: من كان الهه هواه لم‏يقدر هواه ان‌يهديه الي سبيل اللّه تعالي.

حديقـة: من كان الهه هواه لايجب علي اللّه (تعالي خ‌ل) ان‌يهديه الا من وجد متاعه عنده.

حديقـة: من كان الهه هواه هواه هداه الي ما هواه و هو غير اللّه فلاحاجة للّه فيه الا من عرض له عارض من خلط و لطخ فادركه اللّه تعالي حين ما شاء.

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 19 *»

حديقـة: من وصف الله بصفة من صفات خلقه فالهه هواه سواء وصفه بالتجسم او التجرد او الروح او البدن او العقل او شي‏ء من الاشياء.

حديقـة: من وصف الله تعالي بغير ما وصفه انبياؤه فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله تعالي بما وصف به السلف من الانبياء: و تخلف عن الخلف منهم و ان لم‏يصف به السلف لمصالح هو اعلم به، فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بغير ما وصف به الخاتم صلي اللّه عليه و آله فالهه هواه و هو يدعوه الي غير اللّه و لايجب في الحكمة ان‌يهديه اللّه الا ان عرض عارض اقعده حيناً ما.

حديقـة: من وصف الله بالاخلال باقامة

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 20 *»

الحجّة فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بان حجته لم‏يبلغ الي احد من المكلفين فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بان حجته غير واضحة فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بانّه وكّل امر دينه الي الخلق الجهال فالهه هواه.

حديقـة: لو رضي الله تعالي باختيار الخلق في تعيين نبي من الانبياء او خليفة من الخلفاء او امير من الامراء لماأرسل اليهم الرسل اذ كل طائفة يختار لانفسهم اميراً فلو رضي اللّه بذلك لم‏يجعل لهم نبيّاً خاصاً و ديناً خاصاً.

حديقـة: من وصف الله بانه جاعل في الارض خليفة فهو مؤمن.

حديقـة: من وصف الله بانّه جاعل في الارض خليفة ظالماً فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بانه جاعل في

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 21 *»

الارض خليفة جاهلاً بمراده فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بانه جاعل في الارض خليفة عاجزاً بايصال ما اراده من الايصال فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بانه جاعل في الارض خليفة ناسياً لإتيان ما اراد الله منه بالنسبة الي نفسه او الي الخلق فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بانه جاعل في الارض خليفة ساهياً لإتيان ما اراد الله منه في نفسه او بالنسبة الي الخلق فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بانه جاعل في الارض خليفة خائناً لله في خلقه فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بانه جاعل في

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 22 *»

الارض خليفة عاصياً له فيما اراد فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بانه جاعل في الارض خليفة جاهلاً بالحلال و الحرام فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بانه جاعل في الارض خليفة جاهلاً بالمكلفين و مكانهم و زمانهم فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله تعالي بانه جاعل في الارض خليفة جاهلاً بكيفية الابلاغ و الايصال و الايضاح فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بانه جاعل في الارض خليفة عاجزاً عن الايصال و الايضاح فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بانه جاعل في

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 23 *»

الارض خليفة مبلّغاً لبعض ما اراد الله دون بعض فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بانه جاعل في الارض خليفة مبلّغاً الي بعض المكلفين دون بعض فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بانه جاعل في الارض خليفة مبلّغاً لاهل عصر دون عصر فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بانه جاعل في الارض خليفة مبلّغاً الي اهل مكان دون مكان فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بانه جاعل في الارض خليفة غير منجٍ للمؤمنين عن الهلكات فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بانه جاعل في الارض خليفة منجياً لمؤمن دون مؤمن

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 24 *»

فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بانه جاعل في الارض خليفة منجياً لاهل عصر دون عصر فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بانه جاعل في الارض خليفة ذابّاً عن المؤمنين كيد الشياطين من الجن و الانس من الاولين و الآخرين فاولئك اصحاب اميرالمؤمنين عليه و آله صلوات المصلين.

حديقـة: المراد من النجاة هو النجاة من الهلكات المضرّة بالدين.

حديقـة: لو كان الخليفة منجياً لكل ضرر يزعمه اهل الدنيا ضرراً، جالباً لكل منفعة يزعمه اهل اللذات منفعة، لصار جميع اهل الشهوات مؤمنين.

حديقـة: لو رضي الله و اراد من خلقه

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 25 *»

ان‌ينالوا الي شهواتهم لماأرسل اليهم نبياً زاجراً آمراً ناهياً.

حديقـة: من وصف الله بانه جاعل في الارض خليفة مسامحاً في شي‏ء مما اراد الله سبحانه من الخلق فالهه هواه.

حديقـة: لمّا كانت الرعية جهّالاً احتاجوا الي عالم و لمّا كانوا ناسين ساهين احتاجوا الي حافظ غير ساهٍ و لا ناسٍ و لمّا كانوا عاجزين عن جلب المنافع و دفع المضار المرادة لله فيهم في دينهم و دنياهم احتاجوا الي قادر و لمّا كانوا عاصين مخطئين احتاجوا الي محفوظ من ذلك معصوم من عند الله سبحانه عن كل نقص.

حديقـة: قال تعالي: ماينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي و قال:

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 26 *»

و ماأرسلنا من رسول الا ليطاع بإذن الله و قال: و لاتطع منهم آثماً او كفوراً فلايكون المطاع من عند الله تعالي آثماً او كفوراً. فكل من كان غير معصوم عن النقائص لايكون مطاعاً من عند الله تعالي. و قال: و لاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتّبع هواه. فكل من أغفل قلبه عن ذكره في اوامره و نواهيه فسهي و نسي او جهل فهو من الغافلين فلايكون خليفة لله. فالإله الذي يسمّونه إلهاً فيكون خليفته جاهلاً باوامره و نواهيه او عاصياً او مخطئاً او ساهياً او ناسياً او عاجزاً فليس بإله فهو هواهم.

حديقـة: وجود الحجة لرفع الزيادة و اتمام النقصان بين المؤمنين لكيما ان زاد المؤمنون شيئاً ردّهم و ان نقصوا

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 27 *»

أتمّه لهم.

حديقـة: وجود الحجة بين الرعية كوجود الراعي للراعية. راعيكم الذي استرعاه الله امر غنمه هو اعلم بمصالح غنمه فكما لايعلم الغنم مصالحها كذا لايعلم الرعية مصالحهم فلذا احتاجوا الي الراعي العليم الرؤف الرحيم.

حديقـة: ان الله سبحانه لايحتاج الي شي‏ء من خلقه لا الي ذواتهم و لا الي صفاتهم و اقوالهم و افعالهم و ظواهرهم و بواطنهم و اعتقاداتهم و اعمالهم.

حديقـة: ان الخلق محتاجون اليه في جميع ما لهم و عليهم في جميع مراتبهم.

حديقـة: علم الله سبحانه ما احتاج اليه الخلق وحده.

حديقـة: علم الله سبحانه ما ينفعهم و ما يضرّهم وحده.

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 28 *»

حديقـة: الخلق جهّال بجميع ما ينفعهم و يضرّهم.

حديقـة: لم‏يرض الله سبحانه لعباده الجهل بمنافعهم و مضارهم و الا لماأرسل اليهم الرسل و لماأنزل عليهم الكتب.

حديقـة: فما علم الله انه ينفعهم امرهم به بالوحي الي اشخاص معروفين و ما علم انه يضرهم نهاهم عنه بالوحي.

حديقـة: من ادّعي علم منافع الخلق و مضارهم في جميع مراتبهم بغير الوحي فهو كاذب.

حديقـة: من وصف الله بانه وكّل الخلق الي انفسهم في علم المنافع و المضار بغير الوحي فالهه هواه.

حديقـة: من ادّعي (علم خ‌ل) النبوة بعد الخاتم صلي الله عليه و آله فهو كاذب.

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 29 *»

حديقـة: من وصف الله بانه أرسل الرسل جاهلين بمنافع الخلق و مضارهم فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بانه أرسل الخاتم صلي الله عليه و آله جاهلاً بجميع منافع الخلق و مضارهم في جميع مراتبهم فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بانه اخلّ بايجاد عالم مودع عنده علم المنافع و المضار فالهه هواه.

حديقـة: لم‏يدّع احد في الإسلام علم المنافع و المضار للخلق في جميع مراتبهم الا علي اميرالمؤمنين عليه و آله صلوات المصلين.

حديقـة: من وصف الله بانه (سبحانه خ‏ل) لم‏يودع علم المنافع و المضار عند احد من

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 30 *»

الخلق بعد الخاتم صلي الله عليه و آله فالهه هواه.

حديقـة: ادلة وجوب وجود الحجة من الله سبحانه بين العباد واحدة.

حديقـة: لو جاز الاجماع علي احد للنبوة و علم المنافع و المضار في جميع مراتب الخلق لهم و عليهم بغير نصب من الله تعالي و لم‏يدّع احد و الحمد لله، لجاز الاجماع علي احد للإمارة و الخلافة و علم المنافع و المضار.

حديقـة: من وصف الله بانه لم‌ينصب بعد الخاتم مستودعاً لعلمه و اوامره و نواهيه فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله سبحانه بانه اخلّ بهذا الامر بعد علي عليه السلام فهو كمن وصف الله بانه اخلّ بهذا

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 31 *»

الامر بعد الخاتم صلي الله عليه و آله.

حديقـة: و هكذا الامر جار لكل حجة بعد حجة الي القائم عجّل الله  فرجه.

حديقـة: من وصف الله بانه جعل القائم عليه و علي آبائه الكرام الصلوة و السلام خليفة جاهلاً بمنافع الخلق و مضارهم في جميع مراتبهم بالوحي المودع عنده و هو غير مستودع لعلم المنافع و المضار و غير موضع للرسالة و غير مختلف للملائكة و غير مهبط للوحي فالهه هواه.

حديقـة: من وصف الله بانه جعله مستودعاً لعلمه و موضعاً لرسالته و مختلفاً لملائكته و مهبطاً لوحيه و جعله عاجزاً عن التبليغ الي خلقه و التبيين لهم فالهه هواه.

حديقـة: لايكفي علم الطبيب بمرض المرضي

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 32 *»

و المناسب لهم من الدواء ما لم‏يعالج.

حديقـة: لولا ايصاله و تبليغه لايغني علمه عن جهل الجاهلين شيئاً.

حديقـة: و تبليغه و ايصاله لايغني عن سهو الساهين و نسيان الناسين و غفلة الغافلين و خطاء المخطئين شيئاً بل لايغني عن عصيان العاصين و تغيير المغيّرين و انتحال المبطلين و كيد الكائدين شيئاً.

حديقـة: الطبيب المخطي و ان لم‏يكن عاصياً فهو يضر بالمريض او يهلكه فلافائدة في وجوده و علمه و علاجه للمريض الا ضرراً.

حديقـة: فالمعتمد المؤتمن هو الحاذق المعصوم من الخطاء.

حديقـة: و الحاذق المعصوم عن الخطاء لو امر العاصي الخائن او الساهي

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 33 *»

الناسي او الغافل الجاهل بالعلاج لايؤمن

(من خ‌ل) علاجه عن جميع ذلك كله فلابد ان‌يكون المعالجة محفوظة عن جميع ذلك.

حديقـة: من ادّعي بعد الائمة الاثني‌عشر سلام اللّه عليهم انه عالم بجميع المنافع و المضار لجميع الخلق في جميع مراتبهم و انه غير ساهٍ و لا ناسٍ و انه قادر علي معالجة الخلق كفي لجنونه ادّعاؤه و كفي في بطلانه و كفره خروجه عن ضروريات الاسلام و الايمان.

حديقـة: فهو بنفسه روحي فداه متصدٍ لهذا الامر العظيم و الخطب الجسيم.

حديقـة: قال عجل اللّه فرجه و سهّل مخرجه: انّا غير مهملين لمراعاتكم و لا ناسين لذكركم و لولا ذلك لاصطلمتكم اللأواء و احاطت بكم الاعداء.

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 34 *»

حديقـة: و في الزيارة: حتي أعلنتم دعوته و بيّنتم فرائضه و أقمتم حدوده و نشرتم شرايع احكامه و سننتم سنته و صرتم في ذلك منه الي الرضا.

حديقـة: من وصف اللّه بانه أقام حججاً هكذا فالهه اله أوالي من والاه و أعادي من عاداه.

حديقـة: من وصف اللّه بانه أقام حججاً غير عالم بشي‏ء من المنافع و المضار للخلق في جميع مراتبهم غير معلنين دعوته غير مبيّنين فرائضه غير مقيمين حدوده غير ناشرين شرايع احكامه غير سانّين سنته غير مرضيّين منه في شي‏ء من الاشياء في اصول الدين و فروعه في جميع القرون و الاعصار و الامكنة و الازمان في جميع عالم الامكان و الاكوان و الاعيان في انواع

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 35 *»

الخلق و اصنافهم الي اشخاصهم الي احوالهم في آناء الليل و اطراف النهار في جميع الاحوال فالهه هواه و نبيه نبي هواه و ائمته ائمة يدعون الي النار.

حديقـة: اين الدين القويم و الصراط المستقيم و الحق اليقين و النور المبين من القول بسد باب العلم علي المكلفين و جعلهم سديً مهملين بلا هادٍ راعٍ عليم قدير رءوف رحيم؟

حديقـة: الطبيب يجب ان‌يكون عالماً بالطب حاذقاً بالداء و الدواء و المريض قادراً علي المعالجة صادقاً اميناً رءوفاً رحيماً و لايلزم ان‌يكون المريض كذلك بل المريض مريض لجهله حفظ صحته او عجزه او عصيانه و لجهله بالداء و الدواء

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 36 *»

او عجزه او عصيانه.

حديقـة: فمن لوازم الحجية العلم بمنافع الخلق الجهال و مضارهم و منها العلم باشخاصهم و مكانهم و زمانهم و احوالهم و منها الأمانة و عدم الخيانة بهم و منها الصدق و الصداقة (المصادقة خ‌ل) لهم و منها الحفظ و العصمة عن السهو و الخطاء و النسيان و العصيان و منها الرأفة و الرحمة اليهم و منها القدرة علي إصلاح حالهم و ايصالهم و الايصال اليهم و الابلاغ و الايضاح لهم و منها الحلم و الاغماض عنهم في عصيانهم، لانهم لمرضهم صاروا جاهلين غير معالجين، فمن جملة امراضهم التي احوجتهم الي الحجة عليه السلام الجهل و الغفلة و السهو و النسيان و العمد و العصيان.

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 37 *»

حديقـة: فبعد قيام الحجة عليه السلام هكذا لايضر بالخلق جهلهم و لا غفلتهم و لا سهوهم و لا نسيانهم و لا خطاؤهم قال صلي الله عليه و آله: رفع عن امتي تسعة و منها هذه. و في الدعاء: يا من لم‏يؤاخذ بالجريرة و لم‏يهتك الستر.

حديقـة: من اعتقد حجة هكذا علم انه قائم مقام الله في الاداء متصرف في الخلق كما يشاء و ما يشاء الا ان‌يشاء الله، فان رأي الجهل انفع لشيعته من العلم قرّره علي حاله فان رأي انه اضره علّمه و هكذا ان رأي الذكر اضرّه اغفله و اسهاه و انساه فان رأي ذلك مضراً له ذكّره و هكذا. فهو المقلّب لاحواله كيف يشاء و ما يشاء الا ان‌يشاء الله و ما يشاء الا الصلاح لشيعته يريد الله بكم اليسر ففي زيارة

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 38 *»

اميرالمؤمنين عليه و آله صلوات المصلين: السلام علي مقلّب الاحوال و سيف ذي‌الجلال فالحجج عليهم السلام مشاركون في لوازم الحجية اشهد ان ارواحكم و نوركم و طينتكم واحدة طابت و طهرت بعضها من بعض فهم كلهم عليهم السلام  عيبة علمه و معدن حكمته و سرّه و عينه الناظرة الي الخلائق و اذنه السامعة اصواتهم و يده الباسطة في القبض و البسط و العطاء و المنع بل بهم سكنت السواكن و تحرّكت المتحركات و من زعم غير ذلك او جحد او جهل او وقف او وهم غير ذلك فالهه هواه و وصف الله بانه جعل حجة (حجته خ‏ل) ناقصاً في امر من الامور و شي‏ء من الاشياء.

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 39 *»

حديقـة: و ذلك كله مندرج في قوله عليه السلام في وصفه صلي الله عليه و آله: استخلصه في القدم علي سائر الامم أقامه مقامه في سائر عوالمه في الاداء اذ كان لاتدركه الابصار و لاتحويه خواطر الافكار و لاتمثّله غوامض الظنون في الاسرار.

حديقـة: قوله عليه السلام: اذ كان الي آخر قوله يتحمّل امرين: فان كلمة «اذ» تأتي تارة للعلة و تارة للوقت.

فاذا اخذت للعلة صار المعني: أقامه مقامه للاداء الي الخلق لان الاداء اليهم يحتاج الي الاقتران و الادراك اما بالبصر او بالفكر او بالعلم و العقل او بالفؤاد في السرّ و كان الله سبحانه منزّهاً عن الاقتران و ادراك الخلق بشي‏ء من مشاعرهم.

و اذا اخذت للوقت صار

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 40 *»

المعني: أقامه مقامه حين كونه صلي الله عليه و آله لاتدركه الابصار و لاتحويه خواطر الافكار و لاتمثّله غوامض الظنون في الاسرار الي آخر قوله عليه السلام و ذلك معني لطيف لايحتمله الا شريف محجوب عن كل ضعيف لانه صلي الله عليه و آله خلق نبياً حين خلق لا بعده و خلق قبل جميع الخلق حين خلق و لم‏يخلق حينئذ نبي مرسل و لا ملك مقرّب و لا روح و لا جسد و لا سماء مبنيّة و لا ارض مدحيّة و لا شمس مضيئة و لا قمر منير و لا غيب و لا شهادة و لا جنة و لا نار و لا شي‏ء من الاشياء فكان صلي الله عليه و آله يسبح الله و يمجده و لم‏يكن افئدة و عقول و نفوس و خواطر و فكر و احلام و

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 41 *»

ابصار حتي تدركه صلي الله عليه و آله فأقامه مقامه حينئذ لاداء وجودات الخلائق و ماهياتهم اليهم و صفاتهم و ما لهم و عليهم عليهم في الايجاد و لاداء الاوامر و النواهي الموحي اليه اليهم في التشريع. قال عليه السلام: كنا بكينونته قبل مواقع صفات تمكين التكوين كائنين غير مكوّنين موجودين ازليّين الي آخر قوله صلوات الله علي اخيه و عليه و علي زوجته و بنيه. فاعلم ان هذه الحديقة موضوعة قبل الوضع فوق جنان الصاقورة التي لم‏يذق الروح القدس منها الباكورة.

حديقـة: و جميع ما سمعت و ما لم‏تسمع و لن‏تسمع من لوازم وجودهم صلوات الله عليهم لكونهم اول ما خلق الله و قد تلقّي هذا الحديث بالقبول المعرضون

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 42 *»

من آل الرسول صلي الله عليه و آله و قد رأيت المدّعين لتشيعهم منكرين لما يعني به بالتفصيل و ان لم‏يقدروا علي انكاره مجملاً لوضوح السبيل و ايضاح الدليل لدي الخاص و العام من غير قالٍ و قيل.

حديقـة: من وصف الله بان حججه عليهم السلام علي غير ما جعلهم عليه فالهه هواه.

حديقـة: قد اتفق اهل العالم من المتديّنين بدين من اليهود و النصاري و المجوس و العامة من اهل الاسلام بفرقها الثلاث و السبعين و الخاصة بفرقها الثلث‏عشرة بان النبي حين الاداء يجب ان‌يكون معصوماً من الكذب و السهو و النسيان و العصيان و ذلك كله متفق عليه

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 43 *»

بين المليين و ان ذهب جماعة الي جواز صدور العصيان منهم او السهو و النسيان في سائر الاحيان و قد ذهب المستبصرون من الشيعة الي عصمته في جميع الحالات حتي الحالة التي قبل البعثة و وافقهم في ذلك جمع من الشافعية حيث عدّ احد علمائهم في كتابه المسمي بالاعتساف في صفات النبي صلي الله عليه و آله فقال انه معصوم قبل البعثة و بعدها و قد شارك فيها سائر الانبياء انتهي. بالجملة و لسنا الآن بصدد اثبات عصمتهم عليهم السلام في جميع حالاتهم و اما القدر المتفق عليه بين المليين لزوم عصمتهم حين الاداء للرعية و ذلك لانه لو كان عاصياً في الاداء و لو علي نحو الاحتمال الضعيف لايطمئن قلوب

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 44 *»

الرعية بقوله اذ لعله و لو علي نحو الاحتمال يريد إضلال الخلق عصياناً و كفيهم ضلالة انفسهم و اضلال الشيطان فلايحتاجون الي نبي مضل فيجب حتماً ان‌يكون حين الاداء هادياً معصوماً غير موهّم للاضلال و لو علي الوهم الضعيف فلايكفي الظن و التخمين في تصديقه الذي هو من اصول الدين و كذلك الاستدلال علي عدم سهوه و نسيانه حين الاداء حرفاً بحرف و لماكانت المسئلة محل الاتفاق من الملل و المذاهب الا بعض الاصوليين حيث جوّزوا الاكتفاء في اصول الدين بالظن و التخمين و لايعبؤ بهذا القول السخيف الذي تضحک من سخافته الثكلي فضلاً عن الرجال العلماء و العقلاء الحكماء و كفي في بطلانه اتفاق اهل

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 45 *»

الملل و المذاهب حقها و باطلها فلانطيل الكلام و لاسيما في هذه الرسالة التي وضعها للبيان من غير برهان و ان كان كله مبرهنة لدي المنصف الذي له عينان. بالجملة فتدبّر فيما اقول و اتقنه و راجع الفكر فيه مكرراً هل تجد ردّاً او نقصاً فيما اقول و اقول من حين نظرك الي قولي لك المهلة منّي الي آخر عمرك فلن‏تقدر علي رده و الحمدلله.

فاقول ان جميع الاستدلالات من اهل الملل و المذاهب التي مركبة من الادلة العقلية الكثيرة و النقلية العديدة التي لاتحصي كثرة علي المراد المستدل عليه ان‌يصير قول النبي يقينيّاً غير محتمل للكذب (لكذب خ‏ل) لا علي جهة العصيان و لا علي نحو السهو و النسيان فجميع معجزات جميع

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 46 *»

الانبياء و الاوصياء و الاولياء عليهم السلام و جميع بياناتهم و براهينهم و استدلالاتهم المتكررة المتعددة التي لايمكن الاحصاء لجميعها كثرة كلها و جميع صبرهم علي البلايا التي اعظمها معاشرة هذا الخلق المنكوس و نصحهم لهم و مواعظهم كلها لاجل ان‌يعلموا و يعتقدوا و يطمئنّوا بقولهم و يذعنوا بسرائر قلوبهم و خفايا عقولهم انهم صادقون في قولهم بحيث يكتب الايمان بذلك و الاذعان له في قلوبهم بتأييد روح القدس بل علي التحقيق الحقيق و النظر الدقيق ان اثبات نفس نبوتهم لايكون الا لاجل اطمينان الامم و عدم احتمال الخلاف و لو توهماً في قولهم اذ لو لم‏يكن المراد صدق قولهم لايحتاج الامم الي انفسهم من حيث

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 47 *»

هي هي اذ حيث النبوة و الرسالة هي المحتاج اليها للامم لا حيث الشخصيات مع قطع النظر عن رسالتهم و حقيقة الرسالة هي الابلاغ و الايصال و الايضاح بالقول و الفعل فعلي هذا الاصل الاصيل و الدليل الادلّ من كل دليل يكون المراد من الله تعالي من ارسال الرسل و اجراء المعجزات علي ايديهم و مرادهم عليهم السلام جميعاً من جميع ما لهم لاجل الايضاح في الابلاغ و لايكون للابلاغ معني مطلقاً الا ايصال مراد الله سبحانه الي الخلق بالقول او العمل احياناً.

فاذا كان الامر كذلك و هو كذلك لو كان القرآن ظني الدلالة و الاحاديث ظنية الصدور و الدلالة فاي فائدة تبقي في اثبات التوحيد و الاشخاص من حيث انفسهم كماعرفت

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 48 *»

آنفاً؟ و لايجوز الاعتقاد بشي‏ء و لا العمل بشي‏ء الا بامر الله سبحانه و امره في كتابه او سنن حججه عليهم السلام و هي ظنية اما دلالة او صدوراً و دلالة كليهما و المراد من الالفاظ دلالتها لانفسها من حيث هي هي و القرآن نعوذ بالله فاقدها و قد احتاج الخلق الي تعليم الله سبحانه في معتقداتهم و اعمالهم و اصول دينهم و فروعه و ذلك التعليم لايكون الا في القرآن و هو ظني الدلالة و لايسمن و لايغني صحة صدوره لفظاً من جوع الوهم و الريب شيئاً و انما يغني الدلالة و هي ظنية.

خذه الهياً دليلاً حقّاً   محمدياً علوياً صدقاً

 

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 49 *»

حديقـة:  اذا سرت في الحديقة الماضية فادخل في هذه الحديقة و سر فيها بسير اهل الشريعة و الطريقة و الحقيقة فتبصّر ايها البصير و الناقد الخبير و لاتستأنس بالتقليد باتباع القواعد و القوانين الموضوعة من هؤلاء الحمير و ان زعم الغافل كل واحد منهم النحرير. فاعتبر كل عبرة من اتفاق اهل الملل و الاديان و المذاهب علي ان النبي حين الانباء و الاداء يجب ان‌يكون معصوماً من الله تعالي اميناً صادقاً غير لاعب بالخلق هادياً الي الله تعالي غير مضلّ لهم حافظاً لدين الله تعالي غير ساهٍ و لا ناسٍ بحيث لايبقي (للخلق خ‌ل) باقية ريبة و شبهة و وهم و شك انه من عند الله تعالي و اجري الله

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 50 *»

تعالي علي ايديهم المعجزات الظاهرات الباهرات و علي السنتهم البينات الواضحات التي عجز المنكرون انكارها لاجل ان لايقدر احد ان‌يقول انا في ريب و شك و شبهة فيما جاؤا به فلاجل تلك الشبهة توقفت في تصديقهم و الاذعان لامرهم و الايمان بهم فلم‏يبق لهم باقية بحيث انقطع حججهم و اعذارهم و كلّ السنتهم عن ردهم لكون حجة الله تعالي هي الحجة البالغة التامة الكاملة الواضحة الظاهرة الباهرة و ليس ذلك كله من الله و من انبياءه و اوليائه عليهم السلام الا لاجل ان‌يتيقّن (ان‌تيقّن خ‌ل) ‌الخلق انهم صادقون في دعويهم ليطيعوا اوامرهم و نواهيهم عن اذعان و ايقان و ايمان لا محض التسليم

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 51 *»

لسلطانهم ليحقنوا به دمائهم فاعتبروا (فاعتبر خ‌ل) من ذلك كله و لاتسامح فيه و لاتتكاسل في الفكر فيه حتي تتيقن و يزيل عنك الشك ان كل ذلك لايكون الا لقطع الاعذار و رفع الشكوك و الشبهات و الوساوس الشيطانية و التوهمات السوفسطائية بانه يحتمل في حق واحد منهم عليهم السلام انه من عند الشيطان نعوذ بالله او في حالة من حالات الاداء نطق عن لسانه و تحرك عن جوارحه الشيطان نعوذ بالله و الشيطان لايريد من الانسان الا هلاكه فلو احتمل في نبي او في حالة من حالاته المؤدية انه من الشيطان احتمل الخلق هلاكهم و لو ضعيفاً و وهماً في امتثال اوامرهم و اطاعتهم لهم و العقل

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 52 *»

القاطع حاكم علي وجوب دفع الضرر المحتمل و المستعمل للعقّار ان لم‏يعرفه و يحتمل في نفسه انه مهلكه و لو وهماً ضعيفاً غير معذور بل هو مجنون اذ المهلك مهلك في الخارج قطعاً و ان كان اهلاكه لدي احد موهوماً و ذلك لاينجيه من طبيعة العقّار المهلك يقيناً فالمستعمل له مجنون غير معذور عند الله تعالي و الفرق بينه و بين سائر المجانين انهم معذورون و هو غير معذور كاكثر اهل العالم فان العصاة كلهم عالمون بضرر معصيتهم و هم عاملون.

بالجملة، لعلك علمت مما كرّرنا ان الله سبحانه غير محتاج الي طاعة عباده و معصيتهم و لكن جعل الله لكل شي‏ء اثراً

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 53 *»

فما علم اثره نافعاً لخلقه امرهم به و ما علم اثره ضاراً نهاهم عنه. فالضار ضار سواء استعمل جهلاً او وهماً او شكاً او ظناً او علماً و ان اردت زيادة فارجع الي مظانّه فان بناء هذه الرسالة علي الاختصار و الاشارة و هي كافية لاولي الدراية.

بالجملة، فالمستعمل للعقّار المهلك الموهوم لاينجيه وهمه و كذلك الاعمال و الاقوال و العقايد فبعضها ضار و بعضها نافع و العامل يري اثرها من يعمل مثقال ذرة خيراً يره و من يعمل مثقال ذرة شراً يره.

بالجملة، فأرسل الله سبحانه الرسل و أنزل الكتب لبيان الخير و الشر و النفع و الضر و قد علمت ان المستعمل للعقّار المهلك مجنون غير

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 54 *»

معذور و لو وهماً و الله سبحانه لم‏يأمر الخلق بالجنون و لم‏يرسل الرسل بشي‏ء يحتمل و لو ضعيفاً انهم من عند الشيطان العدو  للانسان المهلك لهم فلاجل ذلك أجري علي ايدي رسله و السنتهم و جوارحهم معجزات ما لايبقي معها الاحتمال و لو ضعيفاً.

فقد سدّ الله تعالي بابه علي عامة المؤمنين الطالبين للحق و ان فتح الشيطان بابه علي اتباعه للانكار فاذا رأوا آية يقولوا هذا سحر مستمر فاذا كان كما بيّنت لك و أوضحت فتفكّر و لاتسامح و تدبّر ان جميع افعال الله الجارية علي ايدي انبيائه لاتكون الا لقطع الاعذار و إتمام امره و إكمال دينه في اصوله و فروعه بحيث لايبقي لذي حجة حجة و قد غلب حجته تعالي علي

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 55 *»

حججهم فتدبر هل غلبة حجته علي حجج الخلق  كان في عصر نبي دون نبي او في عصر وليّ دون وليّ؟ فاذا تدبّرت مستهدياً من الله سبحانه علمت قطعاً بانه سبحانه و تعالی ماأرسل رسولاً بدعاً من سائر رسله فلاتفرّق بين احد من رسله فتؤمن بكلهم و تعلم انهم عليهم السلام جاؤا بالبينات و الزبر بحيث قطع الموقنون ان ما أدّي اليهم كان من عند الله تعالي بالقطع و اليقين دون الظن و التخمين و ذلك قد كان عند جميع الانبياء و المرسلين الي خاتم النبيين و خاتم الوصيين عليهم صلوات المصلين. و ليس ذلك الا للقطع و اليقين بدلالة كلمات المرسلين لا بنفس الكاف و اللام و الميم اذ هي المرادة لله رب العالمين من إرساله الانبياء

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 56 *»

و المرسلين و اقامته للبراهين من الوصيين الي عدول المؤمنين الذين خلقهم الله لنفي تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين في الأولين و الآخرين الي يوم الدين.

فتدبّر انّه سبحانه قد عامل بجميع الخلق هذه المعاملة من عصر آدم علي نبينا و آله و عليه السلام الي عصر خاتم النبيين و المرسلين صلي الله عليه و آله و كان الامر كما كان الي عصر خاتم الوصيين سنة واحدة من عند رب العالمين لن‏تجد لسنة الله تبديلاً و لن‏تجد لسنة الله تحويلاً و كان الامر كما كان الي زمن الغيبة الصغري و اوائل الكبري بين المؤمنين فقام الشيطان في آخر الزمان قياماً لم‏يقم بمثله في زمن من الازمان من زمن آدم الي الخاتم صلي الله عليه و آله

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 57 *»

فسدّ علي جمّ غفير و جمع كثير باب العلم الذي من عند العليم الخبير القدير و فتح عليهم باب الظن و التخمين في فروع الدين و قد شاع و ذاع بين المسلمين بحيث اذا ادّعي واحد من المؤمنين فتح الاول و سدّ الثاني زبروه بألسنة حداد أشحة علي الخير بل طعنوه في دينه بل لعنوه و طردوه و رفضوه و قد أشاعوا و أذاعوا ما ألقي الشيطان في أمنية دعاة الرحمن بحيث صار الامر امر سدّ باب العلم عليهم من المسلميات التي لانكير لها بينهم فجعلوا امرهم بينهم زبراً كل حزب بما لديهم فرحون.

و قد بالغ بعضهم في ذلك حتي اجري جواز الاكتفاء بالظن في اصول الدين فضلاً عن فروعه و قدبالغوا في ذلك مبالغة لو اراد احد اظهار خلافه

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 58 *»

لابد له من التقية في دينه فكيف يمكن التذييل و التفصيل مع شيوع هذا المبلغ من القال و القيل؟ و قد افتضحوا والله عند اهل سائر (سائر اهل خ‌ل) الاديان من اليهود و النصاري و المجوس فضلاً عن اهل الايمان و الايقان اذ لم‏تجد يهودياً و لا نصرانياً و لا مجوسياً يقول اني عامل في ديني بالظن و هؤلاء قالوا في دينهم به و بجواز الاكتفاء به في اصول دينهم كما زاغ اليه قلوب بعضهم و قد قال قائلهم مبالغاً في ذلك: علي الظن مدار العالم و اساس عيش بني آدم، فكانه ظن ان الانبياء و المرسلين و الاوصياء المقربين من الاولين و الآخرين عاملين بالظن و التخمين حيث قال: عليه مدار العالم و اساس عيش بني آدم، نعوذ بالله من بوار العقل و

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 59 *»

قبح الزلل و به نستعين.

و قد بالغ جمع كثير بجواز الاكتفاء به بمطلقه و ان حصل من غير اخبار الماضين عليهم سلام رب العالمين. فتفكر في امرك و اعتبر من امرهم و تعجب من سلطنة الشيطان عليهم و فتحه باب الفساد علي العباد و البلاد و لاتكن من الغافلين. فاذا تذكّرت فكن من العالمين العاملين و قل الحمد لله رب العالمين.

فتفكر في نفسك و سر في ارض علم الله و حكمته و قدرته و رحمته و رأفته بعباده و هدايته لهم الي سبيله و ابلاغه و ايضاحه و عدم رضاه بضلالتهم في شي‏ء من امور دينهم في دينهم و دنياهم في اصوله و فروعه في جزئي الامور ككيفية التخلّي و كليها كالتحلّي بمقام علي فان شككت في شي‏ء من ذلك

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 60 *»

فتفكر في معاملاته و عاداته الجارية بين عباده في بلاده من ارساله الرسل تتريٰ و انزاله الكتب تقرأ بمشيته و ارادته و قدره و قضائه و اذنه و اجله و كتابه و امضائه حتي عاينوها و شاهدوها بحيث لم‏يبق لذي حجة حجة و لم‏يخف علي ذي حجّيٰ@ سبيل المحجة.

فتفكر في ذلك أكان كذباً صرفاً او صدقاً حقاً؟ فان كان صدقاً حقاً فتفكر أكان الله تعالي في الزمن الاول عالماً حكيماً قادراً رحيماً رؤفاً هادياً غير راضٍ بضلالة عباده الماضين ثمّ صار نعوذ بالله غافلاً عما يعمل في ملكه العادلون و الظالمون (الظانون خ‏ل)؟ فهل تزعم انه تعالي تغيّر عن حالة الي حالة فكان عالماً ثمّ صار جاهلاً نعوذ بالله بانه خلق خلقاً جاهلين بمنافعهم و

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 61 *»

مضارهم لايعلمون شيئاً و لايهتدون الي سبيل لولا تعليمه و هدايته او كان حكيماً ثمّ صار لاهياً لاغياً عابثاً بخلقه نعوذ بالله؟ او كان قادراً ثمّ صار عاجزاً عن تعليمهم و هدايتهم او كان رؤفاً رحيماً ثمّ صار نعوذ بالله قسيّا ظلوماً؟ او كان هادياً ثمّ صار مضلاًّ او كان فاتحاً للعلم و اليقين ثمّ صار نعوذ بالله سادّاً عن سبيله؟ و هكذا تفكر في صنعه و صناعته و صفاته المضافة اليه هل تجده متغيراً عن حالة الي حالة نعوذ بالله. تعالي الله عما يصفه المشبّهون علوّاً كبيراً.

فان لم‏تجد لسنته تحويلاً و لصنعه في خلقه تبديلاً فتفكر في سيرة انبيائه و اوليائه عليهم السلام و صفاتهم التي بها اصطفيٰهم الله تعالي من بين خلقه

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 62 *»

فهل تجد لهم  نقصاً في ابلاغهم و ايضاحهم؟ فان وجدت فيهم نقصاً فتفكر ان ذلك النقص يعتري عليهم او علي الخالق المرسل لهم الي خلقه؟ فاذا تفكرت تجد النقص الذي زعمت في حقهم راجعاً الي مرسلهم تعالي عما يزعمه المشبّهون علوّاً كبيراً. فهب انهم نعوذ بالله ناقصون قاصرون مقصرون عن التأدية من الله تعالي فلم ارسلهم المرسل العالم بنقصانهم و قصورهم و تقصيرهم عن التأدية منه؟ فتفكر في صفاته التي لاتبديل لها و لاتحويل (لها خ‌ل) فتجد ان‌شاءالله انه لم‏ينزل ديناً ناقصاً و لم‏ينزل ثم استعان في اتمامه بغير المرسلين و المقربين، بل انزل الله ديناً تامّاً و ناموساً و شرعاً كاملاً و طريقاً واضحاً

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 63 *»

و حقاً حقيقاً علي نبيه صلي الله عليه و آله و استودعه لدي خلفائه عليهم السلام كما استودع السابقون خلفائهم فبيّنوا شرايعه و فرائضه و اقاموا حدوده و نشروا شرايع احكامه و سنّوا سنته حتي صاروا منه الي الرضا فاذا صاروا منه الي الرضا فهو راضٍ بهم و بما صنعوا فمتي سدّوا باب علم رضاه و سخطه علي الخلق؟ فان  ابوا الا السدّ فالله و رسوله و اولياؤه عليهم السلام قد سدّوا فرضوا بالسدّ في حقهم فان لم‏يرضوا لم‏يسدّوا فان رضوا و سدّوا عليهم فقد فتحوا عليهم باب رضاهم لهم فقد انقلب السدّ الي الفتح.

و تمام البيان و الكلام و التعليم و التبليغ لبيان رضاهم في حقهم و هم قد رضوا و

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 64 *»

سدّوا فاين السدّ الي رضاهم فوقع القول عليهم و بطل ما كانوا يزعمون و دحض ما كانوا يظنون.

فان ابوا و قالوا انه تعالي ماسدّ عليهم باب رضاه و غضبه في حقهم و لكن الشيطان و جنوده قد غلبوا علي ملكه و فسدوا مملكته فسدّوا باب رضا الله تعالي و سخطه علي عباده فذلك منه و من جنوده لعنهم الله بجميع لعائنه (لعناته خ‏ل) فلابد لهم من باب اكل الميتة العمل بالظن، فتفكر انه و جنوده لم‏يكونوا في زمن من الازمان فوجدوا آخر الزمان و سدّوا باب رضا الله و سخطه علي الخلق ام كانوا في سوالف الايام كما يكونون في خوالفها؟ فلم لم‏يقدروا علي سدّ بابه علي الاولين من زمان (زمن خ‌ل) آدم الي

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 65 *»

الخاتم صلي الله عليه و آله الي اوائل الغيبة الكبري ثمّ قدروا علي ذلك فان قدروا فلم لم‏يمنعهم الله الذي اقدرهم علي ما اقدرهم؟ فتفكر ايها العالم البصير و الناقد الخبير.

فاعلم انه لعنه الله لم‏يفتر و لايفتر في اضلال الخلق كما ان انبياءه و اولياءهم سلام الله عليهم لم‏يفتروا و لايفترون في هدايتهم كما اخبر الله تعالي عنهم فقال: و ماارسلنا من قبلك من رسول و لا نبي الا اذا تمنّيٰ القي الشيطان في أمنيّته فينسخ الله ما يلقي الشيطان  ثمّ يحكم الله آياته الي آخر الآيات المتواليات في هذا المقام.

فاعلم بالعلم العقلي القطعي اليقيني النقلي الالهي المحمدي العلوي عليهما و آلهما السلام انه تعالي قد نسخ ما القي الشيطان

 

«* الحدائق الحجازیة صفحه 66 *»

في امنيّة خلفاء الرحمن و احكم آياته التي فيها رضاه و سخطه في حق الخلق و لكن الناس لاخير فيهم فما تغني الآيات و النذر عنهم فلا لامر الله يعقلون و  لا من اوليائه يسمعون فبأي حديث بعد الله و آياته يؤمنون، يفعل الله ما يشاء و يحكم ما يريد.