03-06 الرسائل المجلد الثالث – رسالة اجوبة مسائل المرحوم المؤيد نائب السلطنة ـ مقابله

 

 

 

اجوبة مسائل المرحوم نائب السلطنة

 

من مصنفات العالم الربانی و الحکیم الصمدانی

مولانا المرحوم الحاج محمد باقر الشریف الطباطبایی اعلی‌ الله مقامه

 

 

فهرس الرسالة السادسة

 

السؤال الاول: قد ملأ رسول الله9 بوجوده الشريف الزمان و المکان و الدهر و السرمد و الامکان و لايخلو منه مکان لانه آية تعريف الله تعالي فالي اين عرج؟ قال تعالي: سبحان الذي اسري الاية و قال: ثم دني الاية و ورد انه مر بجميع المخلوقات و منها الفراش الذي کان بائتاً عليه؟ و ورد ان کل هذا صار في رمشة عين؟

الجواب

السؤال الثاني: ما معني ما ورد في المعراج عند رؤية الملک فوقع في نفس رسول الله9 انه هو؟ مع احاطته9 بکل شيء و شهوده لکل شيء

الجواب

السؤال الثالث: کيف اثر فيه9 العين و سحر اليهود و کيف يمرضون: مع انهم قطب العوالم؟ و ان کان هذا في ابدانهم العرضية فبدنهم العرضي قطب عالم الاعراض و يجب ان لاتؤثر الاعراض فيه

الجواب

السؤال الرابع: ما هي کيفية امر الظهور و ما المراد بتصفية الابدان و صعود الخلق الي عالم المثال هل هو بعد الموت ام قبله؟ ففي الاول يبطل معني الظهور و في الثاني فان کان بصفاء جميع البواطن فوجود الکفار و المقرين بالوهية‌ الدجال و حقية الشيخين و القاتلين مع الامام7 في وقت الظهور يمنعه و يخالفه. و ان کان بتصفية ظاهر الاجسام فانها تحتاج الي مدة طويلة و ذلک ينافي الاخبار الواردة في الامر بانتظار الفرج في کل حين و انه افضل الاعمال و ان کان المراد من کثافة الاجسام و لطافتها کضخامة جلود بني‌اسرائيل فهي الان موجودة ايضاً ثم ان کان المراد صفاء بواطن البعض فکيف يجوز قتل الذين ماصفت مشاعرهم و تکليفهم بامر باطن الباطن مع انهم لايرونه7 و لايجوز فتح باب التأويل في کل ذلک. و ما المراد من العلامة التي تکون في القائم7 من يوسف و هي السجن و التقية المذکورة في رواية ان في قائمنا اربع علامات من اربعة نبي الحديث؟

الجواب

السؤال الخامس: قد ثبت بجميع الادلة ان الله تعالي لايقع عليه اسم و لا صفة و انما يقع علي عنوانه و عنوانه هم: و انهم سلام الله عليهم ايضاً منزهون عن الاسم و الرسم فصار مواقع الصفات الشيعة و کذلک الشيعة حرفاً بحرف فکيف سبيل المعرفة و اين مواقع الصفة؟

الجواب

السؤال السادس: ما وجه مخالفة الشرع للکون؟

الجواب

 

الرسالة السادسة

 

 

اجوبة مسائل

المرحوم المؤيد نائب السلطنة

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 247 *»

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد للّه رب العالمين و صلي اللّه علي محمد و آله الطيبين و لعنة اللّه علي اعدائهم اجمعين.

و بعد يقول العبد الخاسر ابن محمد جعفر محمد الباقر رحمهما اللّه انه قد صدرت صادرة من السدة السنية و السدرة البهية بدر فلك الامارة و شمس ممالك العمارة حاوي المرتبتين العلم و العلم@ حاوي السلطنتين([1]) السيف و القلم صاعد الصدفين الايمان و الامان قاعد سرير الشرفين الايقان و اظهاره بالاركان حامي حماة الدين و كافي كفاة اهل اليقين الناصع الحسب ابن الناصع الحسب ابن الناصع الحسب الشامخ النسب ابن الشامخ النسب ابن الشامخ النسب اعني المؤيد الممجد نايب السلطنة العلية العالية اطال اللّه بقاه و جعل ثوانيه خيراً من اولاه قد استشكل فيها في بعض المسائل فصدرت كل فقرة منها و اخرت الجواب لينطبق الظاهر و الباطن لدي اولي الالباب و اللّه سبحانه الموفق للصواب.

قال ايده اللّه و سدده: بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه و سلام علي عباده الذين اصطفي. و بعد لايخفي علي الجناب السامي و البحر الطامي انه قد استشكل علي منذ مدة مسائل و ماجسرت ان‏ارسلها الي حضرة الجناب المستطاب الاكرم الافخم الاعظم جناب الاقا روحي لمواليه الفداء خوفاً من تصديع حضرته العالية و عملت بقول مجنون ليلي حيث يقول:

سلامي علي جيران ليلي فانها   اعز علي العشاق من ان‏تسلما
فان ضياء الشمس نور جبينها   نعم وجهها الوضاح يشرق حيثما

و التمس من جنابكم ان‏تمنوا علي ببيانها علي نهج التحقيق و

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 248 *»

الوضوح من دون تغطية لها و هي هذه.

اقول: و باللّه المأمول بواسطة آل الرسول صلوات اللّه عليهم سمعنا و اطعنا و امتثلنا اموركم و في كشف ما في البال اني لمعذور لا لاجل انكم غير مستأهلين بل لاجل طرد المعاندين و منعهم عن المتاع في المستودعين لان الكتاب يقع بأيديهم في وقت و حين و مع ذلك منع الحكمة من اهلها من الظلم العظيم و لاينبغي ذلك لعبيد المولي الكريم.

قال ايده اللّه و سدده: الاول؛ ورد في دعاء شهر رجب فجعلتهم معادن لكلماتك و اركاناً لتوحيدك و آياتك و مقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان و فيه فبهم ملأت سماءك و ارضك حتي ظهر ان لا اله الا انت و للّه الحمد صارت هذه المسألة من الضروريات و في هذه الصورة يقع الاشكال في مسألة المعراج لانه9 ملأ بوجوده الشريف الزمان و المكان و الدهر و السرمد و الامكان و لايخلو منه مكان لانه آية تعريف اللّه فالي اين عرج قال تعالي سبحان الذي اسري بعبده ليلاً من المسجد الحرام الاية و قال ثم دني فتدلي فكان قاب قوسين او ادني و ورد انه مر بجميع المخلوقات و من المخلوقات الفراش الذي كان بائتاً عليه و ورد ان كل هذا صار في رمشة عين.

اقول: امثال هذه المضامين التي ذكرتم من دعاء شهر رجب وردت في كثير من الادعية و الزيارات و الخطب حتي جاوزت حد التواتر و هي كلها مطابقة لصريح الكتاب العزيز حيث قال سنريهم آياتنا في الافاق و في انفسهم حتي يتبين لهم انه الحق فلايبقي لمسلم مجال الانكار فضلاً عن المؤمن المقتضي لاثار آل اللّه الاطهار عليهم صلوات اللّه الملك الجبار فمن يكفر بعد منهم فانما يكفر عن معرفة منه يعرفون نعمة اللّه ثم ينكرونها و قوله ايده اللّه تعالي و للّه الحمد صارت هذه المسألة من الضروريات حق صدق لانها من صريح الكتاب الضروري بين المسلمين فضلاً عن المؤمنين فلنشرع في

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 249 *»

حل الاشكال بوساطة@بواسطة خ‌ل@ خير الآل عليهم صلوات المتعال.

فاقول لا شك ان الايات و العلامات و المقامات التي يبين لنا انه الحق متعددة و اللّه سبحانه ليس بمتعدد و هو شهيد عليهم محيط بهم و لا شك انه لايعقل التعدد بين المتعددين الا بالامتياز و لايعقل الامتياز بينها الا بوجدان كل واحد منها ما يميزه عن غيره و فقدان ما يميز غيره عنه و بأدني نظر يصير المدعي بديهياً ان شاء اللّه تعالي فكل واحد واحد من المتعددات تام من وجه ناقص من وجه واحد ما وجده فاقد ما فقده فليس شي‏ء منها بوحدته و امتيازه عن غيره جامعاً شاملاً فمن لم‏يحفظ المراتب يضل في المطالب البتة فلاجل ذلك صارت المراتب مراتب متعددة ممتازة محدودة فلاجل ذلك صار بعض الاشياء سرمداً و سرمدياً و بعضها دهراً و دهرياً و بعضها زماناً و زمانياً و الجامع الشامل الكامل الحقيقي هو الواحد الذي ليس بتأويل العدد و ليس بأول ما يعد و الذي بتكرره يوجد المعدودات([2]) فذلك ايضاً معدود من المحدودات([3]) فلاينبغي للعاقل ان‏يتغافل عن مثل هذه المزال و ذلك بحر ضل فيه السوابح فلاتغفل فاني لك لمن الناصحين فذلك الواحد الذي هو المحيط بكل شي‏ء و الشهيد عليه لايعقل فيه النزول و الصعود و لا التغيير و التغير اذ هي بأنفسها من الاشياء و هو محيط بها و اما ماسواه فهي كلها تامة من وجه و ناقصة من وجه فالزماني تام في زمانيته واجد لها فاقد للدهر و الدهري ايضاً تام في دهريته واجد لها فاقد للزمان بزمانيته و هما ايضاً في رتبتهما واجدان رتبتهما فاقدان للسرمد بسرمديته و السرمدي ايضاً تام في سرمديته واجد لها فاقد للدهر بدهريته و الزمان بزمانيته و في قيد الزمان بزمانيته و كذا الدهر و السرمد اشارة فيها بشارة لاولي الدراية لايقتضيها العبارة و ذلك مستور لاهل الرواية و ورد عن اهل العصمة و الطهارة: حديث تدريه خير

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 250 *»

من الف ترويه.

بالجملة فلاجل ان المراتب كلها في انفسها تامة من وجه و ناقصة من وجه و اراد اللّه سبحانه الكمال التام في جميع ممالكه لانه دليل كماله المطلق و لولاه لم‏يعرف احد كماله لان كماله الذاتي هو ذاته و ذاته هو و هو لايعرف و لايدرك كما ان ذاته لاتدرك قال تعالي لاتدركه الابصار و اما كماله الفعلي فهو فعله و فعله خلقه فلو لم‏يظهر الكمال لم‏يعرف بأنه كامل مطلق فلما اراد سبحانه الكمال التام امر الاعلي بالنزول الي الادني ليشاهد قدرته في الادني و يتجر في تلك البلد و يربح و يكتسب منها الامتعة المختلفة الالوان و الاشكال و الاصوات و الروائح و الطعوم و الكيفيات و الاوزان و العلوم و الحكم الي غير ذلك مما شاء اللّه و امر الداني بالصعود الي العالي ليشاهد ما هنالك من البساطة و الشمول و القدرة و القوة و الحيوة و الدوام و البقاء و امثال ذلك مما شاء اللّه و انت خبير و الحمد للّه بأن العالي لو نزل بنفسه في الرتبة الدانية لزم الطفرة في الوجود و لزم انعدام العوالم العالية و وجود الداني فقط مع ان الداني دان اذا كان له عال كما ان العالي عال اذا كان له دان و هما متضايفان و لايعقل وجود احد المتضايفين بدون الاخر و ذلك مما استحاله جميع العقول السليمة و كذلك لو صعد الداني بذاته الي العالي و استحال اليه لم‏يبق في رتبته شي‏ء و يلزم خلو المكان عن المكين و انت خبير بأنه محال و يلزم النقص في ملك الحكيم و لو لم‏تكن الحكمة تامة في ظهورها تامة في بطونها كانت الحكمة ناقصة من الحكيم كما قال الصادق7 و قد علم ان العلو و الدنو و البطون و الظهور و امثالها من المتضايفات التي لايعقل وجود واحد منها بدون الاخر و يستحيل تخلفها عما تضاف اليها فبذلك علم ان العالي النازل نزل بفعله و اشراقه و الداني الصاعد صعد بفعله و وجدانه و يتصل الفعلان و فعل كل واحد منهما في الاخر و انفعل منه و من اجل ذلك خلق

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 251 *»

العقل ثم قال له ادبر فأدبر ثم قال له اقبل فأقبل كما لايخفي و ورد هذه المطالب في الاخبار و جري كثير منها علي لسان مشايخنا الابرار انار اللّه براهينهم الجميلة.

فاذا علم ذلك فليعلم ان لنزول العالي الي الرتبة الدانية معنيين احدهما في التكوين و الايجاد و الاخر في التشريع و التكميل لتحصيل الصفات و لابد لمن اراد الوصول الي ما اراد ان‏يفرق بينهما و في عدم التفريق حرمان و خسران فمعني نزول العالي في الرتبة الدانية في التكوين هو نفس الداني فنزل العالي بالداني للداني في رتبة الداني لا بذاته و ذلك كنزول زيد في رتبة القيام فنزل للقائم بالقائم في رتبة القائم لا في ذاته لانه نزل في رتبة القعود ايضاً به@له به خ‌ل@ في رتبته و هما متناقضان لايجتمعان فلو كان زيد بذاته هو القائم و القاعد لكان هو بذاته نقيض ذاته و ذلك بديهي البطلان فثبت انه نزل لكل واحدة من صفاته بنفس كل واحدة فاذا قال الحكيم ان العقل نزل الي عالم الروح و نفس الروح هي نزول العقل([4]) و نزل الروح في عالم النفس و عين النفس هي نزول الروح و هكذا الي الجسم فالمراد من هذا النزول هو النزول التكويني و لايحتاج في هذا النزول شي‏ء الي عمل لانه بنفسه عمل العالي و تحصيل الحاصل محال.

و اما معني نزول العالي في الرتبة الدانية في التشريع و ان كان ايضاً بفعله و اشراقه لا بذاته ولكن نزوله في هذا العالم لاجل الاكتساب و التجارة و العمل و الفعل و الانفعال و ذلك كنزول الروح البخاري في العين فلم‏تكن العين بنفسها تنزل الروح البخاري و انما تنزله الابصار الذي فيها و لولاها لم‏يكن للروح ابصار مطلقاً و انما نزل فيها لاجل الاكتساب و العمل و هو الابصار و كذا حكمه في نزوله في الاذن لاجل اكتساب الاصوات و في الانف لاجل اكتساب المشمومات و في

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 252 *»

اللسان لاكتساب الطعوم و في الجلد لاكتساب الكيفيات فلولا نزوله في هذه الاعضاء لم‏يكن له كمال في نفسه و ان كان في نفسه دراكاً محضاً فاذا نزل فيها صار بكله سميعاً و بكله بصيراً و بكله شاماً و بكله ذائقاً و بكله لامساً فهذه الكمالات حصلت له في نزوله و لولا نزوله لم‏يكن سميعاً و لا بصيراً و لا شاماً و لا ذائقاً و لا لامساً و ان كان من شأنه ادراك هذه الاشياء و لو لم‏يصعد الاعضاء اليه لم‏يكن لها حيوة و قوة و قدرة فكل ما حصل لها من الحيوة و القدرة فهو للروح البخاري و كل ما حصل له من الكمالات فهو من الاعضاء و مع ذلك لم‏ينزل الروح في رتبة الاعضاء حتي يصير اعضاء فيخلو مكانه منه فانه نزل بفعله و لم‏يصعد الاعضاء الي الروح بذاتها حتي تصير روحاً فيخلو مكانها منها فانها صعدت بفعلها و مع ذلك صعد كل عضو بجسمه الشريف الي عرش الروح البخاري لا بأرواحها و عرش استواء الروح البخاري هو المزاج المعتدل الخارج من الاعضاء الساري في الكل([5]) سريان مزاج المعاجين في جميع اجزائها فخذها كلمات سهلة صعبة و لاتكن من الغافلين فانها بظاهرها منع للاغيار و بباطنها فتح الباب للاخيار باب باطنه فيه الرحمة و ظاهره من قبله العذاب و لولا ذلك لبطل النظام في كل مقام و في ذلك ارسال الرسل و انزال الكتب و تشريع الشرايع و الاكساب و الاكتساب للوصول الي الكمال فان نظرت الي المجموع من حيث المجموع و جعلت النزول و الصعود من جملة الظهورات و رأيت في جميعها حقيقة سارية جارية فاذاً لا حاس و لا محسوس و لا تعدد و لا كمال و لا نقصان و لا مرسل و لا مرسل اليه فتفطن.

فاذا لاحظت نفس الروح البخاري عرش استواء الحيوة و الاعضاء شئون كماله يصير الروح البخاري رسولاً من جنس الاعضاء الا انه يوحي اليه انما الحيوة حيوة واحدة و لم‏يوح الي الاعضاء شي‏ء الا بوساطة الرسول المختار من بين الاعضاء فهو القلب الذي نزل عليه الملائكة من عند

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 253 *»

الحيوة بأني سميع بصير شام ذائق لامس لا سميع سواي و لا بصير عداي و هو القطب الذي يدور عليه دائرة الاعضاء كلما ارادت الحيوة من الاعضاء القي في روعه بوساطة طرف من اطرافها و ترجم الروح البخاري ما القي عليه من العربي الصرف بلسان كل عضو بالفارسية و التركية و الهندية و الرومية و كلما ارادت الاعضاء ان‏تسأل الحيوة العالية عرضت حوائجها بلغاتها علي القطب و القلب و ترجمها الي ما يليق بالعرض في حضور ذلك السطان ماكان لبشر ان‏يكلمه اللّه الا وحياً او من وراء حجاب او يرسل رسولاً فيوحي باذنه ما يشاء و عرج بجسمانيته اليه و لم‏يصل الي ذاتها فبقي بينهما قدر قوسين قوس النزول و الصعود و هما فعلان من العالي و الداني او قدر مرتبتين مرتبة العالي و مرتبة الداني او ادني لعدم الفصل بينهما ان الذين يريدون ان‏يفرقوا بين اللّه و رسله و يقطعون ما امر اللّه به ان‏يوصل الي آخر الاية فاولئك اصحاب الفصل([6]) غير متصلين بالعالي و وقفوا في ظاهر الباب و من قبله العذاب.

فاذا عرفت ذلك فاعلم انه قاعدة كلية جارية في كل باب و باب يفتح منه ابواب فلذلك النسبة بين كل مرتبة نزل كل عال من الاعلي الي الادني للاكساب و الاكتساب و كل مرتبة صعدت الي الاعلي للاكساب و الاكتساب قال7 علمني علمه و علمته علمي فالعالي دائم النزول الي الداني و الداني دائم‏الصعود و العروج الي العالي اللهم الا في الامور الكلية الدفعية فانها ترد وروداً في بعض الاحيان و مثال ذلك للعميان كالخوف الدفعي و الفرح الدفعي فلرب صحة تزول بالخوف و الفرح الدفعيين علي خلاف العادة و قد يتفق الغشي و الموت فيها و لرب مرض مزمن لايداوي في شهور و سنين يزول بالخوف و الفرح الدفعيين دفعة کما يدفع النوائب السوداوية بهما و كما يدفع الفلج و السل بهما و ذلك كله لتوجه تمام الحيوة اما دفعة اما الي الاعلي او الي الادني فتأمل ملياً

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 254 *»

تجده وفياً لما تريد ان شاء اللّه تعالي فلاجل ذلك قدر اللّه سبحانه في حكمته ان‏تكون تامة كاملة في بطونها تامة كاملة في ظهورها و لولا ذلك كانت الحكمة ناقصة من الحكيم المطلق فأمر اللّه السرمدي بالنزول الي الدهر و الدهري بالنزول الي الزمان و الزماني بالصعود الي الدهر و الدهري بالصعود الي السرمد ليكتسب كل من كل و يكسب كل كلا فكذلك تقدير العزيز العليم.

فاذا علم ذلك فليعلم ان كل دان بالنسبة الي الاعلي متكثر مختلف الاجزاء مختلف الاقتضاء و كل عال بالنسبة الي الادني متوحد دائم الاشراق كما تري ان الشمس متوحدة تشرق علي الارض علي حد سواء ولكن اجزاء الارض مختلفة في اجابة اشراقها فمنها لطيفة تتكمل في يوم و تصعد اليها كالبخار و منها دونها فتتكمل في اسبوع كبعض النباتات و منها دونها فتتكمل في شهر كبعض آخر و منها دونها فتتكمل في شهرين و هكذا الي ان‏يصل الامر مثلاً الي النخل فهي تتكمل منها في خمسة عشرة سنين و كذا الامر في الحيوان فمنها ما تتكون في يوم كالذباب و منها ما تتكون في اسبوع كالديدان و منها ما تتكون دون شهر كالطيور و منها ما تتكون في دون شهرين كالسباع و منها ما تتكون في ستة اشهر كالانعام و منها ما تتكون في تسعة اشهر كالبقر و منها ما تتكون في سنة كالبغال و الحمير و البعير بالجملة تمام المقصود ان المرتبة الدانية بالنسبة الي العالية مختلفة القبول لتكثر اجزائها و اختلافها و ان كان العالي دائم الاشراق و لايخفي امثال ذلك من مثلك.

فاذا علم ذلك فليعلم ان جميع السرمديات نازلون الي الدهر دائماً باشراق واحد ولكن الدهريات تختلف اجابتها لها في الصعود فهي بين سابق و لاحق و سريع و بطي‏ء و ماحض و غيره و الدهريات نازلة الي الزمان باشراق واحد ولكن اجزاؤه مختلفة في الاجابة و القبول و الصعود اليه

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 255 *»

في التقدم و التأخر فهي ايضاً بين سابق و لاحق و سريع و بطي‏ء ولكنها كلها تسير سيراً الي الدهر فتصعد اليه و كذا جميع الدهريات تصعد الي السرمد و ان سبق بعضها و لحق اللاحقون انما ينتظر اولكم آخركم فاذا علم ذلك ظهر ان‌شاءاللّه ان الاناسي قبضات سابقة في الاجابة و الصعود الي الدهر و جميع الزمانيات سائرات اليه و لو بعد حين و كذا الامر في الدهريات بالنسبة الي السرمد و كم من متأخر سبق و كم من سابق تأخر فليغربلن غربلة و ليبلبلن بلبلة و ليساطن سوط القدر حتي يعود اسفلكم اعلاكم و اعلاكم اسفلكم.

فاذا علم ذلك فليعلم انه ليس كل عال ممدوح و كل دان مذموم اماتري ان الكفار و المنافقين دهريون و مع ذلك في النار هم خالدون فلاتغفل من ذلك لانها مقدمة للجواب لما يأتي من السؤال بالجملة فظهر مما ذكر انه9 بجمسه الزماني عرج الي الدهر و بدهريته عرج الي السرمد و بهذا العروج صار كاملاً مكملاً في كل رتبة فصار سابقاً لكل لاحق و اماماً لكل سائر يدلج بين يدي المدلج لا تعطيل له في كل مكان يعرفه به من عرفه فاذا عرفه وصل اليه و اذا وصل اليه رآه امامه و سار اليه و هكذا و لم‏يصل اليه ابداً و لايصل اليه احد فكل سابق درجة اللاحق يصعد اليها و المقامات درجات هم درجات عند اللّه و لايسمي اللاحق درجة الا بملاحظة انه سابق فالسابق دائماً سمي درجة و مقاماً من مقاماته سبحانه و اللاحق دائماً سائر ليس بدرجة فان رأيت حقيقة كلية صادقة علي الكل فلا سابق و لا لاحق و لا آمر و لا مؤتمر و لا مطاع و لا مطيع و لا اطاعة.

و اما ما ورد انه9 مر بجميع المخلوقات و كل ذلك في رمشة عين فليعلم انه لما وصل الي الدهر مر بجميع الزمانيات و لماوصل الي السرمد مر بجميع الدهريات و ذلك كله في رمشة عين لان السير من الزمان الي الدهر ليس زمانياً يطول في اوقات عديدة زمانية

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 256 *»

و كذا السير من الدهر الي السرمد ليس دهرياً يطول في اوقات عديدة دهرية و ذلك لان السرمد محيط بالدهر كله و الدهر محيط بالزمان كله اماتعتبر من ان الصلوة و سائر الشرايع وجبت في ليلة المعراج و قد امر9 بالصلوة و غيرها قبل تلك الليلة ظاهراً و ماينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي و ان اردت المعني فتفكر في نفسك و في سائر الافاق كما قال تعالي و في انفسكم افلاتبصرون و قال سنريهم آياتنا في الافاق و في انفسهم فاعلم ان الشي‏ء الزماني اما واقع في الماضي او الحال او الاستقبال و كل واحد منها محبوس محصور في وقته المخصوص به لايقدر عن التحول من وقته ابداً و لاجل ذلك لايؤثر الحر و البرد و الطعام و الشراب الماضية و الاتية فيما وقع في الحال و كذا ما وقع في الحال من الحر و البرد و الطعام و الشراب لايؤثر فيما وقع في الماضي و الاستقبال و كأين من آية في السموات و الارض يمرون عليها و هم عنها معرضون فلاتكن من الغافلين لتفوز مع الفائزين.

فاذا كان حال الزمانيات هكذا فتفكر فيما لك من الامثال هل هو محصور في الحال او الماضي و الاستقبال او فيها جميعاً او لم‏يكن في هذه الاوقات مطلقاً لا في واحد منها و لا في جميعها بل هو من عالم آخر فوق هذا العالم و هو اسفل الدهر المحيط بالزمانيات و يستوي لديه الماضي و الحال و الاستقبال فان وضع تحته مرآة في الماضي ظهر فيها و ان وضعت في الحال يظهر فيها و ان وضعت في الاستقبال يظهر فيها فان تكسرت المرايا خفي و لاجل([7]) ذلك من وصل اليه يستوي لديه جميعها و لاجل ذلك يتأسف لما فات منه و يرجو لما سيأتي حين كونه ظاهراً في المرآة الزمانية لانه مستعل عليه و شرح ذلك كما ينبغي مما يطول و قد شرحت ذلك كما ينبغي في بعض الرسائل فان قدر ارسالها الي حضرتك تري ما فيها من الكفاية ان‌شاءاللّه تعالي و عليك اخذ النتايج منها فاذا اخذت

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 257 *»

فاحفظها من الاظهار لدي الاغيار ان‌شاءاللّه تعالي.

قال ايده اللّه و سدده: الثاني؛ ورد في حديث المعراج في السماء الرابعة عند رؤية الملك فوقع في نفس رسول‌الله9 انه هو فما معني هذا و كيف ذلك مع احاطته بكل شي‏ء و شهوده لكل شي‏ء.

اقول: قد ظهر جواب هذه المسألة مما مر و الحمدللّه و الجواب الخاص ان مقام الاحاطة الحقيقية لاينزل و لايصعد و انما النزول و الصعود واقعان في بعض المراتب بالنسبة الي بعض فالصاعد هو الداني ابداً و يري امامه انه هو و امامه درجة من الدرجات عند اللّه مكتوب عليه اسمه و رسمه تدلج بين يدي المدلج من خلقك و يكفيك الاشارة ان‌شاء‌اللّه هنا لما مر و يأتي.

قال ايده اللّه تعالي و سدده: الثالث؛ كيف اثر فيه9 العين و سحر اليهود و كيف يمرضون: مع انهم قطب العوالم بأجمعها فان قلت هذا في ابدانهم العرضية قلت ان بدنهم العرضي قطب عالم الاعراض و يجب ان لاتؤثر الاعراض فيه.

اقول: لا شك ان الاثر لايؤثر في مؤثره و لا شك ان لهم: مقام مؤثرية فيما دونهم و لهم مقام القطبية بأي معني كان و لا شك ايضاً ان بدنهم العرضي مؤثر الاعراض و لاتؤثر فيه بلا شك فمايتأثر من الاثر ليس بمؤثر له و اي دليل ادل علي عدم المؤثرية من تأثره فمن اراد تحقيق الامر الواقع لابد له من فهم معني الاثر و المؤثر اولاً فانهما لفظان مبذولان بين الناس لاسيما بين اهل الحق و معناهما محتجب تحت الاستار و تبادر الي ذهن كل واحد منهما شي‏ء غير معناهما حتي ان بعضهم طعنوا

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 258 *»

في من ابصره بعين اللّه و اراد كشف الموهومات في الجملة بألسنة حداد اشحة علي الخير فلاجل ذلك وقعوا في تيه الحيرة و الجهالة و الضلالة و لم‏يعلموا انهم لايعلمون او علموا انهم لايعلمون ولكن حب الرياسة منعهم من الاقرار و حملهم علي الانكار فان اردت ادراك ذلك فلاتتكل علي ما تبادر الي ذهنك سابقاً.

فاعلم ان الشيئين المتباينين الواقعين في عرض الواحد المدركين بمدرك واحد الممتاز كل واحد عن غيره لايعقل ان‏يكون احدهما اثراً و الاخر مؤثراً له و ليس احدهما اولي من الاخر بالمؤثرية و ان كان احدهما مكمل الاخر و لم‏يفرق القوم بين المؤثر و المكمل و عليك بالتفريق لئلاتزل قدمك بعد ثبوتها في واد سحيق و مثال ذلك للتحقيق لانه يظهر الحق الحقيق كما ورد عنهم: الحق يظهر بالمثل و الباطل يمحق بالجدل و تلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ان زيداً هو المؤثر و القائم اثره ففكر فيهما انهما شخصان ممتازان متباينان كزيد و عمرو ام لا فانهما لو كانا شخصين متباينين كزيد و عمرو لجاز ان‏يموت المؤثر و يبقي اثره كما جاز ان‏يموت زيد و يبقي عمرو فهل يعقل ان‏يموت زيد و يبقي زيد القائم فالبينونة بين زيد و اثره الذي هو القائم بينونة صفة لا بينونة عزلة فلايمكن ان‏يكون زيد متحركاً و القائم ساكناً و العكس و لايمكن ان‏يكون ساكتاً و القائم متكلماً و بالعكس و لا ان‏يكون نائماً و القائم يقظان و لا بالعكس و لا ان‏يكون حياً و القائم ميتاً و لا العكس و لا ان‏يكون فرحاً و هو محزون و لا محزوناً و هو فرح و لا غضبان و هو راض و لا راضياً و هو غضبان و لا متكلماً و هو ساكت و لا ساكتاً و هو متكلم و هكذا الامر بينهما و بينه و بين كل واحد واحد من آثاره و كل واحد واحد اثره و صفته و ظهوره و الظاهر في ظهوره اظهر من نفس ظهوره و اوجد في مكان وجوده و ظاهر في غيبه و شهوده بحيث اذا سرت في شرق

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 259 *»

كل واحد واحد من الاثار و غربه و جنوبه و شماله و اعلاه و اسفله و ظاهره و باطنه لاتجد غير زيد ابداً فهل نحت زيد القائم من الخشب او صاغه من الفلزات او صنعه من الماء و الطين و صار قائماً او قال لعمرو قم فقام عمرو و صار زيد قائماً.

فاذا تفكرت فيما اقول تصل بالمأمول ان‌شاءاللّه تعالي فذلك حال كل مؤثر بالنسبة الي اثره ماتري في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل تري من فطور فمن ذلك تبصر امرك فانه من عين الحكمة و ليس فيه شي‏ء من المجادلة و الموعظة فاذا رأيت شيئاً ساكناً و الاخر متحركاً او ساكتاً و الاخر متكلماً او نائماً و الاخر يقظان او حياً و الاخر ميتاً او ميتاً و الاخر حياً او باقياً كالكتابة و العمارة و الفخار و امثال ذلك كائناً ما كان بالغاً ما بلغ و الاخر فانياً كالكاتب و البناء و الفاخور فاعلم يقيناً قطعاً انه ليس بينهما نسبة الاثرية و المؤثرية كائناً ما كان بالغاً ما بلغ و الامر اليك فانظر ماذا تري و اختر لنفسك ما يحلو و ان كان بينهما نسبة التكميل و التكمل كالكاتب و الكتاب و البناء و البناء و الفخار و الفاخور و العالم و المتعلم و الامام و المأموم و الرسول و المرسل‏اليه و السيد و العبد و امثال ذلك و ان كان المتعلم يحتاج الي العالم و هو غني عنه و الامام غني و المأموم يحتاج اليه و الرسول غني و المرسل‏اليه محتاج و السيد غني و العبد فقير

هذا اعتقادي فيه قد ابديته   فليقبل الواشون او فليمنعوا

و ما علينا الا البيان بما تراه العينان فضلاً عن مشاهدة القلوب في الجنان فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر، فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين فأعرض عن الذين يلوكون الفاظ الحق و اهله بين لحاهم و قلوبهم في غفلة و غمرة من معانيها منكرة لاهلها و هم مستكبرون لاجرم ان في الاخرة هم الاخسرون.

فاذا عرفت ذلك ان‌شاءاللّه فاعلم ان المحصور الممنوع المسحور

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 260 *»

المعين المسموم المريض المقتول الميت ليس بمؤثر للساحر و العيون و الممرض و القاتل و امثالهم قال تعالي انك ميت و انهم ميتون و الاثر كما عرفت صفة للمؤثر و ظهوره و هو اظهر من ظهوره فيه كزيد و زيد القائم فهل تري الساحر و العيون و القاتل و الكافر صفة و ظهوراً و وصفاً و نعتاً للائمة الطاهرين المعصومين من كل جهة صلوات اللّه عليهم اجمعين نعوذ باللّه من بوار العقل و قبح الزلل و به نستعين فكيف يعقل ان‏يكون المؤثر حاراً و الاثر بارداً و المؤثر رطباً و اثره يابساً و المؤثر غيبياً و اثره شهادياً و المؤثر مؤمناً و اثره كافراً و المؤثر معصوماً و اثره عاصياً مخطئاً ساهياً لاغياً و كل ذلك من باب واحد ماتري في خلق الرحمن من تفاوت كما لايعقل ان‏يكون زيد في قولك زيد قائم مؤمناً و القائم كافراً او معصوماً و القائم مخطئاً عاصياً او حافظاً ذاكراً و القائم ناسياً ساهياً او حكيماً و القائم لاغياً او ميتاً و القائم حياً و امثال ذلك و المؤثر لايموت و لايمرض و اثره حي صحيح فلهم: مراتب و مقامات و لهم مقامات التأثير بلاشك في الكون و الشرع ولكن لا علي ما زعمه الجهلة بل علي ما هم عليه: و في ذلك المقام كل شي‏ء آثارهم و آثار آثارهم و آثار آثار آثارهم الي ما لايتناهي حتي الاعراض و اعراض الاعراض الي ما لايتناهي و لايتأثر ذلك المقام من شي‏ء و لايجري عليه ما هو اجراه و لايعود فيه ما هو ابداه.

فالذوات كلها آثار ذواتهم: قال7 انا الذات انا ذات الذوات للذات و الصفات آثار صفاتهم و الجواهر آثار جواهرهم و الاعراض آثار اعراض آثارهم و الافئدة آثار افئدتهم و العقول آثار عقلهم و الارواح آثار ارواحهم([8]) و الانفس آثار نفسهم و الطبايع آثار طبايعهم([9]) و المواد آثار مادتهم و الامثلة آثار مثالهم و الاجسام آثار جسمهم و الامكانات آثار امكانهم و الاكوان آثار كونهم و الاعيان آثار عينهم و الصور آثار صورتهم و الحقائق آثار حقيقتهم و الطرق آثار طريقتهم و

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 261 *»

الشرايع آثار شريعتهم و هكذا و اما الاشخاص المتباينون بينونة عزلة لايكونون مؤثرين لكل شي‏ء و ان كانوا مكملين معصومين مطهرين.

و ان قلت فكيف قالوا: شيعتنا منا كشعاع الشمس من الشمس قلت ذلك غير مناف لما بينت و شرحت من ان المتباين لايعقل ان‏يكون مؤثراً للمتباين و ذلك مما لاينكره عاقل و المنكر لذلك جاهل غافل غير قابل للخطاب فالمقام الذي هو مؤثر لشيعتهم ليس مبايناً لهم و نسبته@نسبتهم خ‌ل@ اليهم نسبة زيد الي القائم و القاعد كما عرفت سابقاً.

و ان قلت انت قلت ان اثر الحار حار و البارد بارد و المعصوم معصوم فكيف لايكون شيعتهم معصوماً مع انهم آثارهم قلت انهم من حيث التابعية محفوظون و انما عرض لهم اعراض مثالية و دنياوية و تلك الاعراض من طينة الكفار و المنافقين فبعد خلط الطينتين كما ورد في اخبار متواترة وقع ما وقع فاذا زال الاعراض يوم القيمة و رجع كل شي‏ء الي اصله عاد المؤمنون طاهراً مطهراً من ادناس الذنوب من فضل مواليهم المعصومين:.

بالجملة فلاتغفل من اصل المقصود من ان المتباينين اينما وقعا لايعقل ان‏يكون احدهما مؤثراً و الاخر اثراً و الداء العضال و غاية الاشكال في ان الدعاوي كلها قد ظهر من فلق فم واحد فهنالك ابتلي الخلق و زلزلوا زلزالاً شديداً و اختلفوا اختلافاً كثيراً فمرة برز من ذلك الفلق القرآن بما فيه و القائل هو اللّه وحده لا شريك له في ذاته و صفاته و افعاله و عبادته و مرة برز منه انما انا بشر مثلكم يوحي الي انما الهكم اله واحد و مرة برز منه تبارك الذي نزل الفرقان علي عبده ليكون للعالمين نذيراً و مرة برز منه و اتبعت ملة ابراهيم و مرة برز منه نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القرآن و ان كنت من قبله لمن الغافلين و مرة برز منه لا رطب و لا يابس الا في كتاب مبين و تبياناً لكل شي‏ء و لايعقل ان‏يخاطب اللّه سبحانه نبيه9 بخطاب لم‏يفهم منه جميع ما اراد

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 262 *»

منه للزوم اللغو من اللّه سبحانه فعلم النبي9 جميع ما فيه و فيه تبيان كل شي‏ء غيباً كان او شهادة و مرة برز منه لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير و مامسني السوء و مرة برز منه لو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين و هكذا الامر في اوصيائه: فمرة برز من فلق فمهم صلوات اللّه عليهم مثل الخطبة الطتنجية و الخطبة البيان و الافتخار و امثال ذلك و مرة برز منه انا نعلم ما كان و ما يكون الي يوم القيمة و نستنبط ذلك من القرآن و مرة برز منه اذا شئنا علمنا و مرة برز منه يبسط لنا فنعلم و يقبض عنا فلانعلم.

و كذلك الحال فيما برز منهم من الامور العجيبة فمرة ردوا الشمس و شقوا القمر و مرة عجزوا ظاهراً عن مقاومة العدو و مرة يرزق اللّه بهم الانام و مرة جاعوا ثلثة ايام و مرة برز ان قتيلنا اذا قتل لم‏يقتل و ان ميتنا اذا مات لم‏يمت و مرة ماتوا و قتلوا و امثال ذلك كثيرة في الكتاب و السنة من احوالهم المختلفة و في ذلك تحير الجاهلون و غلي الغالون و قصر المقصرون و انكر المنكرون و كفر الكافرون و نافق المنافقون و قاسهم بالناس القائسون و حسد الحاسدون و جحد الجاحدون و اشرك المشركون و نسبهم الي الجهل الجاهلون و الي الشك الشاكون و الي النسيان الناسون و الي السهو الساهون و الي العجز العاجزون و نجي من بينهم الناجون الذين سبقت لهم من اللّه الحسني اولئك عنها مبعدون و لم‏يهلك الهالكون الا لاجل انهم قالوا نؤمن ببعض و نفكر ببعض فالمؤمنون ببعض كافرون الذين في قلوبه زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و مايعلم تأويله الا اللّه و الراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا و مايذكر الا اولوا الالباب.

فلاتشكن فيما مر فانها بعد النظر و الفكر في الجملة صار من البديهيات من ان المتباينين لايعقل ان‏يكون احدهما مؤثراً و الاخر اثراً و الاثر و المؤثر لايكونان متباينين الا بينونة صفة لا بينونة عزلة كزيد و القائم في

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 263 *»

قولك زيد القائم لا كزيد و عمرو و في رفع الاشكال الذي اوردته من بروز جميع الدعاوي من فلق فم واحد لابد من ضرب المثال في نفسك لتكون من الموقنين فيما مر ان شاء اللّه تعالي فتفكر في نفسك ان لك جسماً له طول و عرض و عمق خمسة اشبار في شبرين محصوراً في الحال دون الماضي و الاستقبال محبوساً في مكان واحد ابداً محاطاً بالحيطان يكون فوق الارض و تحت السقف فيكون محاطاً بالسموات و الكرسي و العرش و لما كان محصوراً في الحال لايدرك الماضي و الاستقبال فلايدرك الالوان و الاشكال الماضية و الاتية و لا الاصوات الماضية و الاتية و لا الروائح الماضية و الاتية و لا طعمها و لا حرها و لا بردها و لا رطبها و لا يابسها([10]) و لايعقل ان‏يصل اليه الاغذية الماضية و الاتية و لا اشربتهما و لك ايضاً روح نباتية لاتدرك بهذه الحواس الخمس ولكن تدرك بالمشاعر الباطنة فهي غيب دائماً لاتدرك بذاتها و تدرك بفعلها في العناصر فتجذب بالنار و الصفراء و تمسك بالتراب و السوداء و تهضم بالهواء و الدم و تدفع الفضول بالماء و البلغم و هي ايضاً زماني يكون تحت السموات و فوق الارض.

و لك ايضاً حيوة فلكية ليس من خواصها و افعالها الجذب و الامساك و الهضم و الدفع ولكنها تسمع و تبصر و تشم و تذوق و تلمس و هي ايضاً غيبية ولكنها لاتأكل و لاتشرب و لايأخذها نوم و لا سنة و هي بالساهرة و لك ايضاً مثال يتخيل و يتفكر و يتوهم و يتعلم و يتعقل([11]) و هو ايضاً غيب في غيب الحيوة الغائبة في غيب النبات الغائب عن درك الحواس الخمس و لك ايضاً نفس ملكوتية عالية من المواد خالية عن القوة و الاستعداد لها خمس قوي و خاصيتان فقويها العلم و الحلم و الذكر و الفكر و النباهة و خاصيتاها النزاهة و الحكمة و لك ايضاً عقل جبروتي فوق الملكوت يدرك المعاني الكلية و لايحضر عنده الخصوصيات الشخصية ابداً الا بواسطة النفس الملكوتية

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 264 *»

بها فيها لا في نفسه و تلك المراتب كلها تظهر ما ارادت و تبرزها من فلق فم واحد مع ان لكل واحدة منها مرادات خاصة و افعال خاصة لا مدخلية لسائر المراتب في تلك المطالب فزعم الجاهلون انها شخص واحد و له دعاوي مختلفة متخالفة متضادة متناقضة فبعضهم يأخذ بعض الدعاوي و ينكر بعضاً بتأويل غير مرضي و يحملها علي التقية و عدم الحقيقة و بعضهم يجعلها حجة عليك و يريد ان‏يكذبك بزعمه بقولك و بعضهم يسلم لك و يتحير و بعضهم يجعل كل دعوة منك مخصوصة الي مرتبة من مراتبك و يصدقك بحقيقة الايمان و ان كانت الدعاوي منك جملة متخالفة متضادة متناقضة.

فاذا قلت من فلق فيك اني جوهر ذو طول و عرض و عمق و لااعلم ما مضي و لا ما سيأتي و لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير و مامسني السوء و مااقدر علي الجذب و الهضم و الامساك و دفع الفضول و مااقدر علي درك ما مضي و ما سيأتي يصدقك فيما قلت و يعلم انك تريد بذلك البدن المحصور في الحال و يعلم انه محال ان‏يدرك الماضي و الاستقبال فان سمع من ذلك الفلق انك تقول انا غير مشهود و لا محسوس انا غيب ممتنع عن الادراك انا القادر علي ما اريد و لي@بي خ‌ل@ التصرف و بي التحريك و التسكين و انا الجاذب الهاضم الماسك الدافع صدقك بحقيقة الايمان و لايعترض عليك بأنك قلت قبيل هذا اني مااقدر علي الجذب و الهضم و الامساك و الدفع و ذلك دليل بطلانك و لايأول كلامك الاول بأنك قلته تقية مثلاً و لايحملها علي المعاني البعيدة و علم ان كلاميك غير متنافيين و انت تريد بكلامك الاول لوازم جسمك المحصور في الحال الممنوع من اظهار الافعال النباتية و تريد بكلامك الثاني خصائص روحك النباتية فان قلت في هذا المقام اني غير سميع و بصير و شام و ذائق و لامس صدقك و علم انك تريد بذلك مرتبة حياك فان قلت اني غير محتاج الي اكل و شرب مع انه يري انك تأكل و تشرب و تحتاج اليهما صدقك و الجهلة يعترضون عليك او يأولون بعض كلامك يؤمنون ببعض و يكفرون ببعض

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 265 *»

آخر و العالم بك و بمراتبك يعلم ان الاكل و الشارب هو النفس الثانية دون النفس الحيوانية.

فان قلت انا الذي اكون([12]) قبل هذه السموات و قبل هذه الارضين و ما اكون تحت هذه السموات و فوق الارضين انا مع هذه الدوائر الدائرة قبل الدور و انا قبل هذه الاكوار قبل الكور و انا قبل هذه الاطوار قبل الطور انا الذي لايأخذه سنة و لا نوم صدقت مع انك نائم علي فراشك لان مثالك بالساهرة لايأخذه نوم و لا سنة فان قلت انا حي لااموت فان قتلت لم‏اقتل و ان مت لم‏امت صدقت لان نفسك الملكوتية لاتقتل و لاتموت فان قلت انا اقتل و اموت صدقت و لاتحسبن الذين قتلوا في سبيل اللّه امواتاً بل احياء عند ربهم يرزقون و هذا القدر من البيان كاف لمن له عينان فيما برز منهم:من اقوالهم و افعالهم: من اختلاف ظواهرها و ايتلاف بواطنها و عدم المنافاة بينها ان شاء اللّه تعالي و علمت ان شاء اللّه تعالي ان ما يتأثر من بعض الاثار ليس بموثر و انما هي آثار لمقامهم المؤثر كسائر الاثار الا انهم: قد شرفوا من بين الاثار بظهورهم فيها دون سائر الاثار كعباء اشتروها من السوق و شرفوها باللبس و لاجل التشرف ظهر منها آثار عجيبة و السلام علي من عرف الكلام و وصل الي المرام.

قال ايده اللّه و سدده: الرابع؛ ورد في الاخبار ما حاصله ان الابدان تتصفي و تتلطف في الرجعة يرون الملائكة و الجن و اذا كان مؤمن في المشرق و آخر في المغرب يتكلم كل واحد مع الاخر و صرح حضرة مولانا الاعظم و الركن الاقوم جعلني اللّه فداه في الارشاد ما ملخصه ان الامام7 في عالم هورقليا و يجب ان‏تصعد اليه و هو ما ينزل الي هذا العالم فكيف امر الظهور ثم بينوا لي ان صعود الخلق الي هورقليا يكون بعد الموت ام قبله ففي الاول يبطل معني الظهور و ملأ الارض قسطاً و عدلاً و في الثاني بينوا لي ان الخلق

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 266 *»

يلزم ان‏يصعدوا بصفاء باطنهم الي هورقليا او بعضهم فان كان كلهم يلزم محذوران:

الاول ان المعلوم من الاخبار ان اغلب وجه الارض وقت الظهور كفار فبعضهم يقرون بالوهية الدجال و بعضهم يبقون بموالاة الشيخين و يقتلهم7 بسيفه و من البديهي ان من صعد بصفاء باطنه الي هورقليا و جابلقا و جابرسا و هتك الاستار مايخفي عليه عدم حقية الشيخين و الدجال و مايقاتل مع الامام7.

الثاني ورد في الاخبار الامر بانتظار الفرج في كل وقت و حين و انه افضل الاعمال و تصفية هذا الخلق بأجمعهم و تلطيفهم يحتاج الي مدة طويلة ازيد من تسعمأة الف الف الف الف قرن و استغفر اللّه من التحديد بالتقليل([13]) و الحكمة مايقتضي دفعية التلطيف و فورية التصفية و من لدن آدم7 الي يومنا هذا ماظهر تصفية و لا تلطيف في الاجسام و ان ظهر في العقول و الافهام ولكن في بعض و الاغلب عن ذلك بمعزل.

و ان قلت ان بني اسرائيل كانوا مكلفين اذا اصابهم([14]) نجاسة يقطع موضعها و هذا من شدة ضخم جلودهم.

قلت هذا من جراب النورة لان غلظة الجلد الان ايضاً موجودة في بعض السودان و اعراب البراري حتي ان رأيت واحداً من السودان يأخذ النار في يده و ماتؤذيه و ان كان بعضهم فكيف يجوز قتل الذين ما صفت مشاعرهم و مداركهم و تكليفهم بأمر الباطن الباطن مع ان اللّه يقول لايكلف اللّه نفساً الا وسعها مع انهم في هذه الصورة مايرون الامام و ماينتفعون منه و انما يرونه الذين صفت مداركهم و ترققت انياتهم و ان فتحنا باب التأويل في كل ذلك مايقوم للاسلام عمود و لايخضر له عود و رأيت رواية في امر الظهور و تحيرت فيها قال7 ان في قائمنا اربع علامات من اربعة نبي موسي و عيسي و يوسف و محمد9 اما العلامة من موسي الخوف و الانتظار و اما العلامة من عيسي ما قالوا في حقه و العلامة من يوسف

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 267 *»

السجن و التقية و العلامة من محمد9 يظهر بآثار مثل القرآن و تحيري في علامة يوسف انه كيف يسجن و كيف يتقي.

اقول: قال اللّه تعالي هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب و اخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون منه ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و مايعلم تأويله الا اللّه و الراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا و مايذكر الا اولوا الالباب فذلك سنة اللّه التي لن‏تجد لسنة اللّه([15]) تبديلاً و لا تحويلاً ليهلك من هلك عن بينة من اللّه تعالي بترك المحكمات و اتباعه للمتشابهات و يحيي من حي عن بينة من ربه بأخذه المحكمات و تمسكه بها و رد المتشابهات اليها و اعتقاده بأنهما كلتيهما من عند ربه و ليس بينهما تناف و تخالف و تضاد و تناقض و ان لم‏يعلم معني المتشابهات مفصلاً علم معناه مجملاً انه مطابق لمعني المحكمات و لم‏يرد اللّه منها معني منافياً لمعناها و علم ان كل معني منها مخالف لمعني المحكمات باطل لايأتي من عند من لايأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه فان اول شيئاً من المتشابهات اوله بما يوافق المحكمات و ان لم‏يأول يقول ماادري معناها و ليس كل احد يقدر علي تأويل المتشابهات و ذلك شأن من عرف المحكمات و تمسك بها اولاً ثم يأول المتشابهات بما يوافقها و يجيد في معناها و يصيب الحق الحقيق البتة.

و اما فتح باب التأويل بالرأي و الهوي من غير تمسك بالمحكمات بل بتأويل المحكمات ايضاً بالرأي و الهوي فذلك حال الذين في قلوبهم زيغ و ميل الي الباطل و هؤلاء مايحتاجون الي التمسك بالمتشابهات في الحقيقة كما لايتمسكون بالمحكمات و حملهم التلبيس بوساوس ابليس اللعين لبعض الانام الذين هم كالانعام اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح و لولا ذلك لمايتمسكون بالمتشابهات ايضاً كما لايتمسكون بالمحكمات

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 268 *»

التي هن ام الكتاب و اصله و لو رضي اللّه سبحانه بفتح باب التأويل في كل لفظ حتي الفاظ المحكمات بالرأي و الهوي من دون التمسك بالمحكمات بل بهوي كل شخص لنفسه بنفسه لماارسل الرسل تتري و لماانزل الكتب معهم: لانه علي ما زعموا لجواز([16]) فتح باب التأويل علي كل شخص برأيه و هواه لغو و عبث و لايفعل اللّه الحكيم لغواً و لا عبثاً.

ففي باب التأويل من غير التمسك بالمحكمات التي جعلها اللّه البرهان و الدليل و قال قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين خراب الدنيا و الدين و هو كما قلتم لايقوم معه للاسلام عمود و لايخضر له عود فما احسن قولكم في ذلك و لنعم ما قيل كلام الملوك ملوك الكلام و اقول لايقوم معه لامر من الامور الدينية و الدنيوية و الشرعية و العرفية و المعاشرات و المعاملات و المكالمات و المحاورات من اي دين و مذهب و من اي قبيلة و طائفة عمود و لايخضر له عود و قد رأينا جميعاً الذين فتحوا علي انفسهم باب التأويل الذي هو باب الويل و الجحيم برهان و دليل([17]) من المحكمات بل اولوا المحكمات من عند انفسهم و وقعوا في واد سحيق نعوذ باللّه من بوار العقل و قبح الزلل و به نستعين.

بالجملة و المحكمات التي هي ام الكتاب و اصل الدين هي الضروريات الاسلامية و الايمانية التي لاتخفي علي منتحليهما و من تلك الضروريات انه صلوات اللّه عليه عجل اللّه فرجه و سهل مخرجه يظهر([18]) بالسيف المسلول علي هام الكفار و المنافقين بالتأييد و التسديد من عند رب العالمين و يراه الناس صغيرهم و كبيرهم و ذكرهم و انثاهم و ضعيفهم و قويهم و مؤمنهم و كافرهم و يأتي ببرهان من اللّه تعالي و دليل و يكلمهم بأفصح البيان و ابلغ التبيان لان حجة اللّه تعالي هي الحجة البالغة الواضحة لانه سبحانه عدل لايجور

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 269 *»

بضرورة المذهب و بعد الايضاح و الابلاغ و الافصاح يفعل ما يفعل بأمر اللّه تعالي الذي لا خفاء فيه اليس انه صلوات اللّه عليه يعظ اهل مكة و ينصب عليهم حاكماً و يخرج منها و لايوفون بعهده و يقتلون الحاكم المنصوب من عنده و مع ذلك يداري معهم و يعود الي مكة ثانياً و يعظهم و ينصب عليهم حاكماً آخر و يخرج و لايوفون بعهده و يقتلون المنصوب و يداري معهم و يعود اليهم ثالثاً و يعظهم و يفعل ما يفعل بعد المداراة و الابلاغ و الافصاح و الايضاح كآبائه الامجاد صلوات اللّه عليهم اجمعين و كسائر الانبياء و المرسلين و الاوصياء المرضيين فمن يكفر بعد ذلك يحكم فيه بالحق و خسر هنالك المبطلون.

فهذه و امثالها من المحكمات التي منها الضروريات التي يجب الاخذ بها فمن اول متشابهاً لاينافي ذلك فذلك حق لا مرية فيه و من اوله بما ينافيه فهو باطل لا مرية فيه و من فهم كلام مشايخنا العظام انار اللّه براهينهم الجميلة بحيث لم‏يجد تنافياً بينه و بين ذلك فقد وصل الي مرادهم اعلي اللّه مقامهم لانهم صرحوا و اوضحوا في كتبهم و مجالس درسهم و مواعظهم بأن كل ما خالف الضروريات التي هي مبذولة لاهل السوق من المسلمين و المؤمنين فهو باطل بالقطع و اليقين و من فهم كلامنا مطابقاً لذلك فليعلم انه فهم مرادنا و من فهمه مخالفاً لذلك فليعلم انه لم‏يفهم مرادنا و جعلوا اجل اللّه شأنهم ميزان فهم مرادهم من بيانهم موافقة الضروريات في مواقع كثيرة فاذا علمنا ذلك منهم فعلم ان شاء اللّه انهم لم‏يريدوا من كلامهم ما يورث الشك و التزلزل و الاضطراب فان فهمنا كلامهم نشكر اللّه و ان لم‏نفهم نقول ما قال آل محمد قلنا و ما دان آل محمد دنا صلوات اللّه عليهم اجمعين فلنشرع الان في حل بعض المشكلات بقدر ما رزقني اللّه من فهم ذلك و ما هو ميسور دون المعسور.

فاعلم ايدك اللّه و سددك ان لم‏تقنع بالجراب في الجواب ذره لاهله فان الناس مختلفون في الفهم و الادراك و معاشر الانبياء و اتباعهم يكلمون

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 270 *»

الناس علي قدر عقولهم ان الرجعة و الظهور اثنان و قل من يفرق بينهما و هما كلفظ الفقير و المسكين ان اجتمعا افترقا و ان افترقا اجتمعا فالظهور هو ظهور القائم عجل اللّه فرجه و الرجعة ظهور جميع الائمة: بعد الظهور المعروف و الفرق بينهما كالفرق بين الدنيا و الاخرة فلنتكلم([19]) الان في الظهور دون الرجعة لانها مما يطول بشرحها الكلام و لم‏تسأل عنها و مرادك من لفظها هو الظهور كما هو ظاهر.

فاعلم ان المراد بالتلطيف هو تكميل العقول لان بها امر اللّه العباد و بها نهاهم و بها اثابهم و بها عاقبهم و المراد بالابدان اللطيفة هي ابدان تلك العقول و النفوس اللطيفة التي هي حوامل تلك الارواح اللطيفة و ذلك لاجل تناسب الحال و المحل فالبدن اللطيف يجذب روحاً لطيفاً و البدن الكثيف الغليظ يجذب روحاً غليظاً فكلما كان الروح الطف يكون البدن انعم و اوسع و الطف و كلما كان الروح اغلظ يكون البدن اضيق و اغلظ و كلما كان العقل اوفر يكون بدنه اوسع و كلما كان اقل يكون بدنه اضيق فذلك البدن الذي هو بيت العقل و محله يتسع بسعة العقل و يتضيق بضيقه و يتصفي بصفائه و يتكدر بكدورته و ذلك هو البدن الاصلي دون العرضي لانه ليس في الحقيقة محلاً للعقل و لاجل ذلك يصير صغير الجثة عاقلاً فطناً زكياً و كبيرها بليداً احمق و بالعكس و ليس في البدن العرضي مطلقاً اعتناء و اعتبار لدي اولي الايدي و الابصار.

و ليس معني اللطافة نعومة هذا العرض و رعونته و لينه و صفاؤه و ليس معني الكثافة و الغلظة خشونة هذا العرض و كدورته لان لينه و رعونته يحصل في الدعة و العيش في الاظلال و لبس الثياب الناعمة و كثرة الاكل و الشرب من الاغذية و الاشربة الناعمة و خشونته و كدورته تحصل من التزاول بالاعمال و الافعال الصعبة و العيش في الشمس و الحر و البرد و لبس الثياب الخشنة و قلة الاكل و الشرب و الاكل من الاغذية الجشبة و لاجل ذلك تري الشخص

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 271 *»

الواحد في كلتا الحالتين يختلف صفاؤه و كدورته فلا اعتبار بهذا العرض ابداً الاتري النسوان رعناً لينة اغلب و اكثر و الرجال خشناً غليظاً اغلب و اكثر و كفاك دليلاً خشونة لقمان و كدورته و سواده و غلظته مع حكمته المعروفة و ادل من ذلك وجود ذي‌الثفنات صلوات‌اللّه‌عليه فانه قد قرض بالمقراض ثفناته في كل سنة مرتين و هو هو و هذه يد اميرالمؤمنين صلوات‌اللّه‌عليه كانت خشنة كأضراس المنشار و هو هو فلااعتناء بهذا العرض ابداً و انما المراد من اللطافة و الصفا هي ما قلنا و ان رأيت في بعض العبارات حكاية ابدان بني‌اسرائيل و غلظ ابدانهم فذلك من جراب النورة لمن كان عقله بعينه و لم‏يعرف من البدن الا هذا العرض فتلك الابدان الاصلية لا شك انها تتصفي و تتلطف يوماً فيوماً ـ ان لم‏يعرض عارض و ربما عرض ـ الي ظهور القائم عجل‌اللّه‌فرجه فتكون في غاية الصفاء و اللطافة لعامة الخلق و يميز اللّه الطيب و الخبيث و يجعل الخبيث بعضه علي بعض فيركمه جميعاً فيجعله في جهنم.

ثم اعلم انه ليس كل لطيف ممدوحاً مؤمناً لان المراد من اللطافة دقة الفهم و شدة الادراك سواء كانت في المؤمن او في الكافر و ليس كل دقة في الشعور و الادراك ممدوحاً هذا معاوية عليه اللعنة و الهاوية في غاية المكر و التدبير و هكذا سائر رؤساء الضلال كانوا في نهاية المكر و التدبير يعرفون نعمة اللّه ثم ينكرونها و ليس كل من يصل الي هورقليا مؤمناً و كثير من الكفار يصلون اليها و هم كفار و لاتزعم ان شدة الادراك تقتضي الايمان حاشا و كفاك دليلاً وجود رؤساء الضلال مع علمهم بحقيقة الحال و وقعوا فيما وقعوا و لو كان لاحد شك في الحقيقة في امر من الامور من التوحيد الي ارش الخدش لايعقل في عدل اللّه سبحانه و غناه المطلق تعذيبه و لكن اللّه سبحانه يبلغ امره بوساطة الوسائط و اوضح لكل احد فان انكر بعد ذلك و كفر فقد عده كافراً و عذبه و ليس الوصول الي هورقليا بعد الموت نعوذباللّه و في هذا القول خراب الدنيا و الدين لانه مخالف للضرورة و

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 272 *»

الفرق بينهم و بين اهل هذه الازمان انهم كلهم يرون الجن و اليوم بعضهم يراه و اما كان الانبياء: رأوا الملائكة في هذه الابدان الدنيوية و الملائكة من عالم هورقليا و هذا القدر من البيان يكفيك ان‌شاءاللّه تعالي.

و اما ما رأيته في كتب المشايخ اجل‌اللّه‌شأنهم انهم قالوا لابد للخلق من السير الي ذلك العالم و هو ثابت في محله و هو لاينزل قهقري فالمراد منه ما اثبتوا بالادلة القطعية ان الزمان كالبحر الثابت و الخلق سائرون الي العوالم العلوية فهم صاعدون اليها فأبعاض الزمان ليست بهذه الملاحظة معترضة بعضها في جنب بعض بل كانت متدرجة كل درجة فوق درجة فالسبت فوق الجمعة و الاحد فوق السبت و الاثنان فوق الواحد و الثلثاء فوق الاثنين و الاربعاء فوق الثلثاء و الخميس فوق الاربعاء و هكذا فكل قرن لاحق فوق قرن سابق و انما كان مقدماً وجوداً فيؤخر ظهوراً فهذا هو المراد من كلامهم اعلي اللّه مقامهم و ذلك يقتضي الانتظار و لاينافيه و هو افضل الاعمال البتة لانه انتظار غلبة الحق علي الباطل و اي عمل يساوي ذلك.

و اما قولكم و تصفية هذا الخلق بأجمعهم يحتاج الي مدة طويلة نعم يحتاج و لاجل ذلك قدر اللّه تعالي الظهور في آخرالزمان و اما مقدار الاحتياج فاللّه اعلم ان الساعة آتية اكاد اخفيها لتجزي كل نفس بما تسعي و عنده علم الساعة و كل دورة من الدورات معلومة عند اللّه وقتها من دورة آدم الي الخاتم9 و لم‏يعلم الخلق وقتها و قد جاءت بغتة فدخل المدينة علي حين غفلة من اهلها سنستدرجهم من حيث لايعلمون و ليس امر القائم بأعجب من امر رسول‌اللّه9 و قد جاء و انما الامور كلها بيده و يمحو اللّه ما يشاء و يثبت و عنده ام الكتاب و يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء كيف يشاء و ليس لنا علم بجميع اسبابه الغيبية و الشهادية لنقدر علي الاستدلال بأن وقت كل دورة اي وقت هو و لذا ورد نحن لانوقت فربما يظهر بالامس و ربما تصير الاماني رميماً في الرمس.

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 273 *»

و اما العلامات الاربع من اربعة انبياء: فتلك العلامات فيه7 من اول يومه الي ظهوره و بعده ففي غيبته من حيث الخوف من الظهور و الانتظار يشبه موسي7 و من حيث خفائه و تقيته يشبه يوسف7 و من حيث ما يقال في حقه يشبه عيسي7 و من حيث اقامته بكتاب جديد و شرع جديد هو علي العرب شديد يشبه محمداً9 و لاتزعم انه7 لايتقي فان كل هذه التقيات الواقعة من غيبته الي ظهوره كلها تقية منه7 علي الحقيقة فانه ان لم‏يتق فقد ظهر فان لم‏يظهر يتق و امر شيعته ايضاً بها و اما السجن الظاهر فلم‏يتفق و لن‏يتفق ابداً و هذا القدر كاف ان‌شاءاللّه تعالي.

قال ايده اللّه و سدده: الخامس؛ قد ثبت بالادلة العقلية و النقلية و الافاقية و الانفسية و كلمات المشايخ جعلني اللّه فداهم ان اللّه تعالي مايقع عليه اسم و لا صفة و مايطلق عليه العبارة و مايشار اليه باشارة و انما يقع و يطلق علي عنوانه و العنوان هم سلام اللّه عليهم و كذلك ثبت انهم سلام‌اللّه‌عليهم منزهون عن الاسم و الرسم لانهم ظاهره و مثاله و نحن انما عرفنا تنزيه اللّه تعالي بتنزيههم فصار مواقع الصفات و الاسماء شيعتهم سلام‌اللّه‌عليهم و انا اقول كل ما قلنا هناك نقوله في الشيعة حرفاً بحرف لانا انما عرفناهم سلام‌اللّه‌عليهم بمعرفة شيعتهم: فان جاز وقوع الصفات علي شيعتهم: يجوز وقوعه عليهم و اذا جاز وقوعه عليهم جاز وقوعه علي اللّه نعوذبالله فكيف سبيل المعرفة و اين مواقع الصفة التي من عرفها بلغ قرار المعرفة و في الحديث المؤمن لايوصف.

اقول: انما تحد الادوات انفسها و تشير الالات الي نظائرها، و في انفسكم افلاتبصرون؟ و اعرف الحق بالمثل المضروب و كشف جميع ما في البال

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 274 *»

لايقتضيه المجال في الحل و الارتحال فاعلم ايدك اللّه تعالي ان لكل شي‏ء ثلث مراتب بنظر من الانظار مرتبة الذات و مرتبة ظهور تلك الذات و مرتبة ظهورها بوساطة الظهور الاول بالصفات فنضرب المثال في زيد فله مقام ذات هو هو ليس فيه ذكر لماسواه مما دونه و مقام له دون ذلك بفعله الكلي و ظهوره الاعظم يقدر في تلك الرتبة علي الحركة و السكون و النطق و السكوت و القيام و القعود و الركوع و السجود الي غير ذلك من الصفات و قد مر بيان ذلك في الجملة في المسألة الاولي فذات زيد ليست بموقع القائم و القاعد و المتحرك و الساكن لان المتحرك نقيض الساكن فان كانت هي المتحرك يلزم ان‏تكون نقيضاً للساكن و كذا العكس و ان كانت كليهما يلزم ان‏تكون هي بنفسها نقيض نفسها لان كل واحد منهما نقيض الاخر و بطلان القول بأن الشي‏ء نقيض ما ظهر به و بأن الشي‏ء نقيض نفسه اوضح من الشمس و ابين من الامس.

و كذلك الحال بالنسبة الي الظهور الاعظم و الفعل الكلي فموقع المتحرك هو ذات ثبت لها الحركة و موقع الساكن هو ذات ثبت لها السكون و المقامان العاليان عاليان عن الاسم و الرسم منزهان ولكن ليسا بمباينين للمقام الثالث الذي هو عرصة الصفات المتشابهة المتخالفة المتضادة المتناقضة بينونة عزلة بل البينونة بينونة صفة او لم‏يكف بزيد انه بوحدته دون شراكة غيره ظاهر في القائم و القاعد و المتحرك و الساكن فهو بكل منها شهيد و بكلها محيط فان عرفت زيداً عرفته اما في القائم او في القاعد او في المتحرك او في الساكن او في امثالها فتلك مقاماته و علاماته فمن عرفها عرف زيداً و من جهلها جهل زيداً و من احبها احب زيداً و من ابغضها ابغض زيداً و من صدقها صدق زيداً و من انكرها انكر زيداً و هكذا و هذا هو الصراط المستقيم الموصل الي زيد و ماسوي ذلك ليس الا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء و زيداً حتي اذا جاءه لم‏يجده@لم‌يجد خ‌ل@ زيداً و مع قطع النظر عن صفاته

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 275 *»

اين وجد ايكون في الجمادات او في النباتات او في الحيوانات او في الارض او في السماء و لاينبغي القول في المقام ازيد من ذلك.

و اما الحديث المؤمن لايوصف لا شك فيه لان الداني لايقدر علي وصف العالي الا بما ظهر له و عرف نفسه له و هو في مقامه غير موصوف بوصف الداني لانه بذاته مجهول لديه و اما ظهوره للداني مبذول و الداني به موصول انما انا بشر مثلكم يوحي الي انما الهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً و لايشرك بعبادة ربه احداً و السلام علي من عرف الكلام و وصل الي المرام و رحمة اللّه و بركاته.

قال: السادس؛ ارجو من جنابكم ان‏تبينوا لي وجه مخالفة الشرع للكون ببيان واقعي و لاتعطوني بجراب النورة فأنا شبعان منها و السلام عليكم و علي من معكم و رحمة اللّه و بركاته و لعنة اللّه علي اعدائكم و من معهم اجمعين.

اقول: هذا آخر مسائله ايده اللّه تعالي فوجه مخالفة الشرع للكون لان فعل الشارع ابراز ما قد كمن و فعل المكون ايجاد ما لم‏يكن فلايعقل بالنسبة الي المكون مخالفة مطلقاً فان كون شيئاً يكون ذلك الشي‏ء و ان لم‏يكون لم‏يكن بخلاف الشارع فانه امر و نهي لاكساب الكمالات و الوصول الي الدرجات فمن امتثل وصل و من تخلف حرم ولكن لايفني و مثال ذلك الجسم المطلق فانه بظهوره للاجسام من العرش الي الفرش ظهرت كلها به و بظهوره و انما كلها ظهوره و نوره تجلي لها بها و بها امتنع منها و كلها محبوبة له و لو لم‏يشأ شيئاً لم‏يوجد فشاء ما شاء و وجد ما شاء فهي بمشيته دون قوله مؤتمرة و بارادته دون نهيه منزجرة كل قد علم صلوته و تسبيحه يسبحه بأنه بري‏ء عن حدودها منزه عن اوصافها و يحمده بأنه هو المظهر لها بها

 

 

«* الرسائل جلد 3 صفحه 276 *»

وحده لا شريك له و يمجده بأنه اعلي من كل عال كالعرش و اعظم من كل عظيم كالكرسي و ارفع من كل رفيع كالافلاك فبعد تعمير البلاد بوجود العرش الي الفرش في الايجاد قام المبادي بين ظهراني العباد كالشمس و سائر الفواعل و اشرقت الارض بنورها فأنبتت النبات([20]) و الحيوانات و الاناسي فكل قد ظهرت من مكون الارض الي العيان فهي كلها بمشيتها موجودة و مشيتها نورها المنبث علي السواء عليها فمنها وجدت علي طباعها و هو البرودة و الرطوبة و ذلك كالدارجيني و البنفسج فالدارجيني حار يابس علي طبعها و البنفسج بارد رطب علي خلاف كينونتها فالدارجيني مشاء لها مطابق لطبعها محبوب لها و البنفسج ايضاً مشاء لها لانه وجد بنورها ولكنه علي خلاف طبعها فهو مسخوط مبغوض لها و هكذا ظهر كل باطل بالحق علي خلاف الحق و لو لم‏يكن الحق لم‏يكن الباطل باطلاً ولكنه علي خلاف الحق و بذلك عرف معني المشية المحبوبة و المبغوضة و ان كانت في نفسها واحدة و لكنها:

كقطر الماء في الاصداف درّاً@درّ خ‌ل@   و في بطن الافاعي صار سماً

و قد تكفل ببيان امثال هذه المسائل كتب المشايخ اجل‌اللّه‌شأنهم و قد كتبت في ذلك رسالة بالفارسية في مسألة الجبر و التفويض ببركة موالينا و قد خرجت كافية شافية و الحمدللّه و قد فرغت من ذلك في غرة شهر ربيع الاول من شهور سنة 1287 في قرية علي‏آباد من قري همدان واصلاً اليها لزيارة الاخوان فبدا لي و الحمد للّه ان‏ازور سيدالشهداء و سائر الائمة الهدي في العتبات صلوات‌اللّه‌عليهم و لاجل ذلك اختصرت في الجواب لتهية اسباب السفر و تفرق الخيال و العذر عند كرام الناس مقبول و قد تممها حامداً مصلياً مستغفراً.

 

 

([1]) طاوي السلطنتين. خ‌ل

([2]) الموجودات. خ‌ل

([3]) المعدودات. خ‌ل

([4]) نزوله. خ‌ل

([5]) في كلها. خ‌ل

([6]) الفصيل. خ‌ل

([7])  و من اجل. خ‌ل

([8]) روحهم. خ‌ل

([9]) طبعهم. خ‌ل

([10]) هما في الجميع.. خ‌ل

([11]) يتعقل و يتعلم. خ‌ل

([12]) يكون. خ‌ل

([13]) بالقليل. خ‌ل

([14]) يصيبهم. خ‌ل

([15]) لها. خ‌ل

([16]) جواز. ظ

([17]) ليس لهم برهان و دليل. ظ

([18]) يخرج. خ‌ل

([19]) فلنكلم. خ‌ل

([20]) و انبتت النباتات. خ‌ل